الوغد / محمد عمران VS الطفل المُعجزة : ولي العهد المغربي

Quote: الوليد أبا رغد .. وهل شربنا وإياك نخب الانتصار .. أم أننا ما نزال نحلق في الاتجاه الموازي للفرح المهاجر؟ هل أكلنا التفاحة من الشجرة المحرمة في واديها غير المقدس؟ هل نغني في براري التيه وقد تجاهلنا المدن التي صادقت البحر قبل الجفاف؟ .. هل توقفنا عند الإجابة يوماً .. أم أننا ما نزال نعبئ الكنانة بمزيد من سهام التساؤل؟ هل اصطففنا في الركب السائر إلى حيث يقيم الوطن والانسان والحق والخير والجمال؟ هل تلك المدارات الحفيَّة والدوائر القاسية أم إنه اعتذارنا على موائد الضغط الاجتماعي ومبررات الهجرة القسرية والتفاصيل غير الحميمة التى تمنحنا الخمول النفسي والرضا أو التصالح المتغابي مع شؤون أبداً لم تكن صديقة؟ أظنها هي تلك التي قصقصت اجنحتنا فلم نكن عند الوعد حيث المقام للانتصار "للنماذج التربوية" أو على العهد الذي كان لنشحذ همة الأشبال في صدر المحافل أو حماية الحرة التى تطير بغير شروط أو ... إذ ما قفزنا في وسط "الدارة ساعة الحارة" ولم تسمع "كع" ولم تزغرد أمونة في لحظة الفرح الخرافي .. هل هذا ما كان من أمرنا؟ أم أنني قد ألهبت ظهر الذات بالسياط؟ هذا يا صديقي ولا تحسبنَّ أني أنتهز فرصة لأرجم باللعنات على الذات والصفات والمقامات المجاورة .. لكنك وأيّم الله قد وجدتني على شفا دمعة .. ركلتني فانفجرت بالبكاء . ربما كان ذلك البكاء الذي يعاب جهلاً حتى على النساء .. وربما كان ذلك البكاء الذي يكون على صدر بندقية أو ظلال شمعة .. ربما كان هزيمة شريفة .. ربما كان انتصاراً جــباناً لكنه بأي حال لن يكون احتفالأ للكرام .. كأننا يا صديقي قد تقاعدنا باكراً على طاولة النرد أو "ضل السيجة" دونما استحقاق لهذا التقاعد .. وهل كان التقاعد إلا تكريماً لتاريخ طويل وأمجاد وانجازات كريمة؟ وهل حافظنا إن لم نكن قد أنجزنا؟ كلا .. حتى أننا قد ألقينا بكواهل الأماني على أعناق حمودي ورفاقه ليبنوا مدن الأحلام .. ويكرموا النيل .. ويفوزوا بكأس أندية العالم .. ماذا يعني هذا إن لم يكن عجزاً وهروباً وخفوتاً وموتاً قبل الأوان .. لعلك يا صديقي قد أدركتني وأنا في وادي الملوك بهيئة الفقراء أسأل الناس من أنا؟ من أي قوم؟ ومن الذي أتي بي إلى هنا؟ أسألهم عن تاريخي وذاكرتي وحوافر خيلي قبل جحافل المغول .. تجدني أسأل ولم يجبني أحد كأنني من زمن آخر.. أتحدث بلغة أخرى .. ارتدي ثياباً غريبة.. وأرغب في حاجات لا تتوفر في هذا الزمان .. كنت اتمنى أن تدركني على ضفة نهر صافي أو حافة بحيرة هادئة أو وادٍ أخضر أو برجًٍ فخيم أعزف من قيثارتي ملحمة وطنية .. وأغني يا بلادي .. ولكنك هأنتذا تدركني أعرجٌ فرسي وقد انكسر قوسي ورغماً أحاول أن أتحسس ساعدي .. هأنتذا تجدني وقد انعقد لساني عاجزاً عن التعبير عن المأساة أو الملهاة أتدثر بالغموض واختفي خلف الكلمات والمبررات البائسة عبثاً أحاول أن أغطي الوجه الشاحب بإصبع هزيل .. فعذراً يا صديقي إن قصدت من مكاني لا مكان عذراً أن ناجيت زماني وأنا خارج الزمـــان وعذراً أبا محمد أيها العمراني .. أنا لست مني إن أتيت ولم أصل .. أنا لست مني إن نطقت ولم أقـــــــــــل (أو كما قال محمود درويش) شــــتات