|
Re: فى ذكرى شهيد الفكر محمود " فى قبره يخيفها " (Re: عبد الواحد أبراهيم)
|
فى يوم 18 يناير 1985كنت صبياً لم يبلغ الحلم بعد اقيم فى مدنية عطبرة بحى الامتداد الشمالى اذكر ان الاسرة اقتات وجبة العشاء (فول وطعمية وبيض وشعرية) وغسل الجميع ايديهم وجاء وا الى الغرفة الدافئة لحضور نشرة التاسعة التى تصدرها خبر اغتيال او استشهاد الاستاذ بسجن كوبر حيث نقل التلفزيون جزءاً يسيرا من المحاكمة الباطلة والظالمة كنت صغير فى عمرى وعلى الرغم من ذلك توفر لى قليل وعى بادارك فداحة الظلم الذى وقع على الاستاذ واذكر ان ذلك اليوم هو اول يوم ادلى فيه بتعليق حول مجريات السياسية فقلت للاسرة المجتمعة امام التلفزيون الابيض والاسود (باللمس) ان هذا الرجل مظلوم لا اذكر الدافع الذى جعلنى اتفوه بذلك الرأى والموفق السياسيى المبكر الذى يسبق سنى بكثير ولكن بعد ان وعيت عرفت ان الصغار يمكنهم ان يستشعروا الظلم وفى اغلب الاحيان اكثر من الكبار. فقد عرفت بطش النظام المايوى مبكراً فقبل اغتيال الشهيد بفترة وعلى ايام احدى الاعياد كنت مدخراً بعض المصروفات فاشتريت منها (بلوم) و(صفافير ) وبعض الالعاب من دكان الاجمال بتاع العجمى دكانه جوار كبير تجار عطبرة عبد الله الفكرى محمود وقمت بفرش هذه الالعاب فى ساحة ميدان حى الامتدادالشمالى واذكر ان الكرتونة التى افترش فيها الالعاب قد اهترأت فقمت بفرش كيس كبير فيه صورمن الناحيتين للرئيس جعفر النميرى مع قيادة الكشافة فجاء رجل بوليس واعترض على لافتراشى صورة الرئيس فانهال على بالضرب ولا ازال اذكر وجه العابث وشلوخة البشعة ومن يومها عرفت ان تلك دولة ظلم لن تدوم ساعة . ثم بعدها بايام اعدم الشهيد فقد ذقت طعم الظلم . سمعت ان لوالدى بعض الكتب للاستاذ تركها من ايام وفاته فدخلت المخزن الذى يحوى مقتنيات والدى الذى لم اراه فى حياتى فقد وجدت فيها كتابين للاستاذ محمود تعلم كيف تصلى وكتاب اخر لا اذكر اسمه ربما الرسالة الثانية وسعيت الى معرفة الفكر الجمهورى فقد كانت تلك الاحداث حافزاً لى للتنقيب عن ثروته الفكرية التى سعت السلطة وبعض علمائها الى تغيب فكره فاغتالت جسده وذهبت روحه الطاهرة الى خالقها وبقيت افكاره ولا تزال .
|
|
|
|
|
|