ربما حانت الفرصة .. لدفن التخلف فى حفرة واحدة

Quote: حركة عصية على التدجين والتركيع منذ انقلاب الجبهة القومية المتأسلمة على نظام الحكم الديمقراطي قبل أكثر من عشرين عاماً، عملت باستماتة على تدجين وتركيع الحركة الطلابية في الجامعات والمعاهد العليا اﻟﻤﺨتلفة في كل أنحاء السودان. فعلى سبيل المثال، مارست استثناء ٢٥ ٪ من مجاميع الطلاب الدبابين أو من يقبلون المشاركة في حرب الجنوب من شروط القبول للجامعات. واستحدثت صندوق دعم الطلاب الذي كرس للإغراء والإغداق، وجعلت من الانتخابات لاتحادات الطلاب سوقاً للنخاسة السياسية تصرف فيه ملايين الجنيهات للتصويت لقائمة المؤتمر الوطني. وتأجير منازل خمسة نجوم بمثابة داخليات لمن يريد الانتماء إليه بعد إغلاق معظم الداخليات في معظم الجامعات. ومع ذلك فشل هذا الأسلوب في تدجين الحركة الطلابية ذات التاريخ العريق والتجارب الضاربة في القدم في مناهضة الاستعمار والحكومات الشمولية جميعها عسكرية ومدنية. وكانت الجامعات منارات سامقة تشع منها الاستنارة والمعرفة والنضال السياسي والمطلبى والاجتماعي لكل شعب السودان. وجرب حزب المؤتمر الوطني أساليب القهر كالفصل التعسفي دون أسباب واضحة، وتزوير الانتخابات،ومواجهة المظاهرات بكل الأساليب الوحشية بما فيها حمل رجال الأمن للطلاب والطالبات والإطاحة بهم في (البكاسي) وكأنهم جوالات فحم ، والتعذيب، وحلق الرؤوس بما في ذلك الطالبات. وكذلك الاستدعاء اليومي أو المتفاوت لمكاتب الأمن والتهديد بما يحط من كرامة الإنسان ، ولم تتورع السلطة عن الضرب بالرصاص الحي والذي أدى لمقتل بعض الطلاب والطالبات في عدد من جامعات العاصمة والأقاليم وإصابة العديد بجروح خطيرة. لقد باءت كل تلك الأساليب بالخسران المبين لأن كل مشاكل الطلاب لا زالت بعيدة عن التنفيذ. بل استفحلت وتعمقت بأبشع مما كانت عليه. وكلما زاد القهر والبطش في الجامعات ازدادت الحركة المطلبية الطلابية شجاعة وجسارة وجرأة في قول الحق والدفاع المستميت عن المطالب المشروعة والعادلة. ولهذا فإن قضايا الطلاب، قضايا قومية لا بد أن تجد دعم ومساندة كل أهل السودان. ولذلك فإن اللجوء إلى قفل الجامعات بعد فشل كل تلك الممارسات أسلوب عدمي يهدد مستقبل البلاد جميعها. وكما فشلت الأساليب السابقة فستفشل هذه أيضاً . وستجد السلطة أنها وزعت بذرة الوعي وسط الطلاب بقفل الجامعات على كل أنحاء السودان. إنها خيارات الإنقاذ التي تلجأ إليها كلما ضاقت بها السبل وفي نهاية المطاف تجد أن هذا الخيار أسوأ من سابقة . فعلت هذا في الاقتصاد وفي الانتخابات المزيفة وفي بيع المؤسسات الزراعية والصناعية. إننا ندعو جماهير الشعب السوداني للمطالبة بفتح جامعة الخرطوم وفقاً لمطالب طلابها العادلة وأساتذتها بما فيهم مجلس عمدائها وفتح الجامعات الأخرى التي أغلقت أو التي ينوي إغلاقها وعدم اللجوء إلى هذا السلاح الضار بالشعب والوطن.