في مسرح العبث : عندما تكون البلاد بلا وجيع !!

Quote: هذا الخيار (وهو خيار حسن بالتاكيد) لكنه يتطلب وجود حركة نقابية معافاة و منظمات مجتمع مدنى يتوفر لها الحد الادنى من حريةالحركة و يتطلب ايضا وجود جيش مهنى محترف و قومى التوجهات. هذه الشروط كانت متوفرة لحد كبير فى اخريات نظامى عبود و نميرى. لكنها غير متوفرة الان: الحركة النقابية مدجنة بالكامل و الجيش السودانى تحول لميليشات مهمته حماية النظام بل تم خلق تنظيمات عسكرية و شبه عسكرية موازية مثل الدفاع الشعبى و احهزة امنية (قطاع خاص) لا يعرف كنها احد. فى مثل هذه الاوضاع تغدو الدعوة الى تحرك سلمى مثل ما حدث فى اكتوبر و ابريل اما دعوة للانتحار او مجرد يوتوبيا غير قابلة للتحقق و محصلتها هى اطالة عمر النظام بانتظار اوهام عصية التحقيق. و لو اخذت امثلة من الربيع العربى لتحقق صدق كلامنا: انظر الى ما حدث فى مصر حيث ان الجيش محترف و لم تطاله يد التسييس فان (الهبة) الشعبية لم تاخذ سوى اسبوعين فقط. و انظر الى ما حدث فى ليبيا و سوريا حيث الجيوش مسيسة بالكامل فاضطر المعارضون الى الاستعانة بالناتو فى حالة ليبيا او الى شق الجيش و مواجهة نظام الاسد بالسلاح و لو اكتفوا بالتظاهرات (السلمية) فما كانت فارقة كتير مع جيش الاسد انه يقتل منهم يوميا المئات.