دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: احمد الامين احمد)
|
يا سلام يا أحمد الأمين أحمد .. والله كيفتني فى هياج الماء والنار وحمى الإنقسام صعد السيل إلى بيت الإمام كانت المصلاة خيل والشرافات حسام والمواعين نشيد والممرات صدام فلما خجل السيل ولامته العظام طلع البدر علينا لابسا تاج الكلام ....
وأنا زولاً مسكون بالحزن وحب الشعر وكيفي صعب فأرض الوطن (تدور بالقلبة) ، وسنكون حمقى إذا طالبنا شعراء الغابة والصحراء - في شروطهم - بأكثر مما أبدعوا شعرا ونثراً لا زال يمثل سقفاً عالياً يمد لسانه صوب سيل القضاة الكتبة حول تلـك التجربة وهي تفتح طريقاً شعرياً ومعرفياً خلاقا لو فقهنا ، لكننا ظللنا (على رصيف "الشعر والفكر والفعل" عاطلون) .. وصوت عبدالحي يجلجل:
الليلة يستقبلنى أهلى :
أهدونى مسبحةَّ من أسنان الموتي
إبريقاً جمجمةً ،
مُصلاَّة من جلد الجاموسْ
رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ
لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ
من جسد الأرضِ
وعبَر سماء الجُرحْ.
الليلة يستقبلنى أهلى
والنور عثمان أبكر يغني:روعة الفن الأصيل أن يُحيل العفن الجاري منارات قمم رب هبني تاج عُرى خلّني أفني لذاذاتي أُغنّي سفر تكوين جديد
ومحمد المكي إبراهيم يصدح: من اشتراك اشترى للجرح غمداً وللأحزان مرثيه من اشتراك اشترى منى ومنك تواريخ البكاء وأجيال العبودية من اشتراك اشتراني يا خلاسيه فهل أنا بائع وجهي وأقوالي أمام الله
ولا زالت أجيال الكُتاب حول تلك التجربة الباذخة (الغابة والصحراء) ينوسون في هوامشها، غاضين الطرف عن ليل الوطن الحـــلوك فمن يغنينا سفر تكوين جديد؟!
شكراً يا أحمد الأمين .. نأمل في أن تواصل إثراء الخيط
وتقبل خالص تحياتي وودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
من يستنطق وعثاء الواقع ببصر حديد يستشرف أفق وطن أكثر بهاءً من حلم الغابة والصحراء المندثر في زمان الواقعة، فشدة الزلزال تنبيء أن سنـار حبلى باحتمالات انسجام فسيفسائها على قاعــــدة الوعي المتمدد مرة وإلى الأبد وتزغرد الجــارات والأطفال ترقص والصغار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ أحمد الأمين أحمد:
لغربة حضور المخلوقات الضعيفة –رغم جمالها فى شعر عبدالحى وغرابتها عن الذاكرة الشعرية الحاضرة – رغم كثافة الطيور والحيوانات المتكلمة فى المصحف وفى بعض مانقله إبن المقفع عن التراث السحرى الهندى فى كليلة ودمنة لغرابة ذلك أساء الكثير من النقاد وحتى الشعراء كثافة حضور تلك المخلوقات فى شعر عبدالحي واذكر جيدا فى حوار مع شاعر وسياسى سودانى شهير جدا الأن عقب الإنتفاضة أنه علل وجود تلك الحيوانات فى شعر عبدالحيى كثقافة برجوازية تهدف لإرهاب القارئ دون ان ينتبه غفر الله له أن الطيور والحيوانات فى شعر عبدالحي حتى الاسطورية منها كالسمندل والعنقاء [red]جزء من الواقع الفعلى والخيال عبر الأسطورة التى هى جزء من الواقع !!!!!!!!!فرد عليه عبدالحي بقصيدة مقتضبة منشورة بصحيفة الصحافة طالبا تركه فى فقره مع تلك الحيوانات الجميلة المسبحة بحمد المولى رغم عدم فهمنا تسبيحها (كمافى الأية الكريمة)....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
وكتب أيضاً:
هنالك إشارة حضارية وإنسانية حول عبدالحي تفضل بها علينا القاص والمفكر الكونى الراحل جمال عبدالملك إبن خلدون (توفى 2001) كتبها بالصفحة الأخيرة من صحيفة السياسة (اكرر متوقفة ) كان وقتها عبدالحى فى أخر زيارة لإنجلترة فحملت الرياح الجنوبية من هناك نبأ مداهمة المرض له مرة أخرى فكتب إبن خلدون السودانى منوها بشاعرية وقيمة عبدالحى كشاعر فى عصر لن يجود كثيرا بالشعراء ذاكرا صعوبة ميلاد شاعر وسط أمة إلا لماما وختمه بشهادة تعتبر أرفع وساما ناله عبدالحى فى حياته حيث ذكر إبن خلدون أن جامعة الخرطوم (مخدم عبدالحي) خصصت قديما مبلغا لعلاجه فبادر عبدالحى بروح عالية الشفافية بالتبرع بهذا المبلغ لعلاج نجل إبن خلدون المصاب بمرض عضال أودى بحياته لاحقا ويلاحظ هنا أن أحد المعقبين على الندوة بالرياض أحتج على مصطلح الثور الألهى المقدس عند الدينكا كبرى قبائل السودان واكثرها طقوسا (قبل الإنفصال بالطبع ) والذى ورد فى ثنايا وهامش العودة إلى سنار بإعتباره- رمزا غير إسلاميا حسب ديانة المتحدث والشاعر الذى مات على ذلك بحمده ....إبن خلدون-رحمه الله من ملة أخرى لكن لم يزعج محمد عبدالحي نفسه كإنسان مرهف قبل كون شاعر لايشق له غبار نفسه الشفافة بالوقوف او السؤال عن مله من تبرع له لأجل الشفاء البدنى لانه روح ونفس عبدالحى –رغم الداء البدنى – كانت سليمة ومعافاة لاتشغل نفسها بالسؤال المزعج عن معتقد ودين الناس بل تبحر بلاحدود فى محاولة رتق فتق الأمة منذ الأزل معبرا عن مجمل طقوس وسمات البشر الذين أستوطنوا رقعة معينة ... السؤال عن المعتقد يختص به رب العالمين فقط فى يوم لم يأتى بعد[/red] لكنه حتما سيأتى عندها تفتح السماء فتكون ابواب وتسير الجبال فتكون سرابا عندها سنأتية جميعا أفواجا حتى ذلك اليوم العسير سلاما على إأبن خلدون ومحمد عبدالحى وعلى سيدنا عيسى وشفيعنا محمد فى العالمين ......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
لدينا في جنوب السودان قبائل كثيرة منها قبيلة الدينكا وغيرها من الذين يدينون بشتى الديانات الأفريقية والوثنية ولديهم رموز مقدسة كالثور المقدس ولديهم من الطقوس والموسيقي الدينية ما لا يمت للإسلام بصلة ...وقبائل أخرى في أقصى الغرب والشرق والشمال ممن لديهم مدارس ومذاهب صوفيه...ربما ليست إسلاما او إسلاما مختلفا ولكن في حقيقة الأمر فهذا هو السودان وهذه حقيقتنا...وواقعنا...وشعرنا كالعودة إلى سنار يعبر عن هذا الواقع وهذا التلون والتعدد الإثني والديني واختلاف الموسيقي والألوان السودانية....لاحظت أن المهندس أسامة اختار عبارات معينه من الكتاب وبنى عليها مداخلته ...ولو قرأ الكتاب جيدا سيجد في الحواشي التي كتبها الكاتب بنفسه كثير من الشرح فمثلا عبارة : ببنات البحر ضاجعن إله البحر في الرغو سيجد انه أشار إلى أنها عن قصيدة " ييتس" بتصرف...وهكذا...
لذا هذه دعوة للتأمل والقراءة والتفكر في الآخر المختلف بعيدا عن الإقصاء والنعوت.... وما لنا إلا أن نقول: - مَرحى .. تُطلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أُفْقِ القَبول لُغة على جسد المياه ووهجُ مِصبَاحٍ منَ البلور في لَيلِ الجذورْ و بعضُ إيماءٍ ورمزٍ مُستحيلْ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: لكنها إلتفاتة نادرة شفافة لمرض الشاعر/الإنسان عبدالحي له مثل إلتفاتة شاعر البنفسج حين طلب لمرض صديقه الشاعر النادر أمل دنقل حيث اهداه تلك الزبرجدة الشهيرة :
• قال فض • قيل فاض • وجرى السيل بالويل • حتى إذا أغرق الحكومة • ودار البرلمان • واللافتات الطوال العراض • قيل غض • قال غاض!!!!! • ...... • من ذاك العارف الفذ • هذا الذى يتالم • والناس تلتذ؟؟؟ • •
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:
ختاما تعقيبى بتواضع على رد الدكتورة شيراز على السائل المحترم حول مصطلح الثور الإلهى بعض رموز القداسة عند الدينكا شأن جلد الفهد عند الشلك هو رد مفحم خصوصا حين ردته لهامش العودة إلى سنار كجزء مكمل لمتن القصيدة يصعب فهمها بدونهوللمتابعين لشعر عبدالحى عليكم بحوارته العديدة فى خواتيم عمره تجدونه بحكمه وهدوء يستخدم عبارة (شعرى المخطي فيه والمصيب ) فاتحا الباب للنقاد ليعملوا مباضعهم النقديه فيه كشعر وليس كعقيدة ولقد قال كلمته ثم مضى .. أخيرا يقول الإمام مالك وهو حاضر بالروضة الشريفة بين القبر والمنبر وهى كما تعلمون قطعة من الجنة كمافى الحديث قال: (كلنا يؤخذ منه ويترك إلا صاحب هذا القبر ) فى إشارة لسيدى وشفيعى محمد صلى الله عليه وسلم ...أنتهى[/green] ==========================================================================
الاخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد - تحياتي،
والحديث يتعلق بقياس الابداع الشعري بمسطرة فهم محدد للدين، وهنالك من يرى أن
المحاكمة لمثل نص العودة إلى سنار تتطلب حداً من معرفة التضاريس الاجتماعيـــة
والثقافية للمكان (السودان) بتشعباته كلها، وأيضاً لتجربة عبدالحي الأكاديميـة
والابداعية وهو يطرق موضوع (الهوية) في العودة إلى سنار، ليصدر الحكم علــــى
بصيرة غايات الدين في حياة يحفها الحب والسلام.
أحيانا تأخذنا الدهشة ببعض الأعمال الإبداعية إلى الحد الذي يجعل الإنسان يبـدو
كمن يسقط النظر النقدي الموضوعي بإعتباره الطريق لرؤية أوسع وأعمق تســــاهم
في أن تقف الاجيال الجديدة على أكتاف السابقين وترى أعمق وتضيف مداميكهـا
لهذا الصرح الذي ليس له حدود، فبإسم التأصيل أهرقت أحبار بل دماء كثيرة، ولا
زال هنالك من يراهن على قدرة الكلمة في تغيير إتجاه العالم صوب الأجمل، وهذا
يتطلب المزيد مـن مناخات تتيح التنفس الطبيعي في فضاء راشد ومفتوح .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: احمد الامين احمد)
|
والله يا أحمد الأمين - والله ماجاب يوم شكرك - بفكري دائماً هذا المشروع ولكن ذهبت الى صيغ أخرى...
بمداخلتك الرصينة، الغيت تلك الخطط.
لذا أضم صوتي لك في طلب مكتبة لمحمد عبد الحي قبل ان تتقاذف الأيام والعوارض هذه الأوراق الهامة ليس فقط توثيقاً
لما قاله محمد ولكن حفظاً لهذا الفكر الثاقب الذي اتحفتنا به صفحات المنبر لكتاب وأدباء جميعهم حري بنا ان ننتبه لما يقول!
فها نحن نناديك يابكري.
وسيتحدث التاريخ!
مع الود والتحية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: احمد الامين احمد)
|
والله يا أحمد الأمين - والله ماجاب يوم شكرك - بفكري دائماً هذا المشروع ولكن ذهبت الى صيغ أخرى...
بمداخلتك الرصينة، الغيت تلك الخطط.
لذا أضم صوتي لك في طلب مكتبة لمحمد عبد الحي قبل ان تتقاذف الأيام والعوارض هذه الأوراق الهامة ليس فقط توثيقاً
لما قاله محمد ولكن حفظاً لهذا الفكر الثاقب الذي اتحفتنا به صفحات المنبر لكتاب وأدباء جميعهم حري بنا ان ننتبه لما يقول!
فها نحن نناديك يابكري.
وسيتحدث التاريخ!
مع الود والتحية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عائشة موسي السعيد)
|
الأٍستاذ/ أحمد الأمين أحمد يطالب بمكتبة للشاعر محمد عبدالحي============================================================
كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:
أرجو من صاحب المنبر بكرى تخصيص مكتبة خاصة لكل البوستات التى كتبت حول الشاعر والمفكر عبدالحي وهى بوستات كثيرة جدا بعضها يحمل عناوين مباشرة وبعضها محورها عبدالحي خصوصا بوست العام 2006 للدكتورة نجاة محمود جرى به جدل راقى حول عبدالحي وكان ذلك البوست الجميل للدكتورة نجاة السبب المباشر فى فتحها بوستا لمنحى عضوية المنبر وقد كان بعد أن شاركت فيه بمداخلات بحساب شقيقي المهندس عبدالكريم وبوست آخر للعضو حيدر حسن ميرغنى به حوار حول الغابة والصحراء شكل عبدالحي جوهر الحديث فيه...
وكتب أيضاً:
نناشد الأخ بكرى تخصيص مكتبة إسفيرية للشاعر عبدالحي إسوة بمكتبات الطيب صالح (1929-2009) على المك (1937-1992) وعبدالله الطيب (1921-2003) توفر مادة مرجعية تعين الباحثين مستقبلا وراهنا حول إنتاج عبدالحي الذي رحل عن 44 خريفا تاركا أكثر من 13 مؤلفا ومقالات في مجالات عديدة وترجمات استعصى على الباحثين سبر غورها لتمددها فى أكثر من مجال وتخصص كما شهد له بذلك البروف/ المفكر (نعم المفكر) عبدالله على إبراهيم في ندوة حروف عن عبدالحي عقب رحيله كما شهد له كذلك بالمثابرة على العيش بالسودان رغم جشابة عيشه وسوء أحواله ( ضمير المفرد الغائب يعود للسودان قبل الإنفصال). =============================================================
الأخ الأستاذ – أحمد أمين – تحياتي،
أضم صوتي مناشداً بكري بمكتبة لعبدالحي .. ولكن:
هل سيقرأ بكري هذه المناشدة؟! أشك في ذلك .. أيام فقط تفصلنا من الأرشفة وبالتالي فالمسألة عاوزة ليها (جكة) كتابة إيميل منك ومن الأستاذة عائشة السعيد للباشمهندس بكري أبوبكر .. ونتوكل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
تحية للاستاذ محمد عبد الجليل...يجئ الشكر متاخرا عن جهدكم الوافر وأنتم تحتفلون بذكري عبد الحي...كانكم تمسكون بخيوط الذاكرة الاولي للاشياء حين كان عبد الحي غائئصا في سبر كننها بحثا في جدلية الهوية....عبد الحي في سعيه المهموم نحو (تشكيل قوائم الهوية وهي تتلاقح) كما اشار الاستاذ العالم كانه يرسم بخيوط النار علي جدران الوعي والذاكرة الجمعية كي تفيق وهي تغني بلسان وتصلي بلسان...يمطرها بالحاحه في السؤال (الي ان ينزع السمندل قميصه المصنوع من شرار)..
لله دركم وانت تعيدون عبر احتفالكم نهر الاشجان الي مجراه القديم وذكري خالدة تدوم بدوام رحلة الابداع الانساني التي كان عبد الحي احد فرسانها ..
ننتظر الكثير من استاذتنا عائشة في اضاءات جديدة عن عبد الحي الانسان...اصدقاؤه... هواياته..الاماكن الاثيرة لديه.. ونحن نقتفي اثار سنار طمعا وارقا نحو هوية صادحة بالحس الانساني في اسمي معانيه..
شكرا عبد الجليل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: صديق الموج)
|
الأخ - الموج - تحياتي لك
نزولا عند رغبتك
وأيضا
لكلام كثير في نفس يعقوب حول العودة لم يقل بعد
فقد طلبت من بكري الإبقاء على هذا الخيط ..
لا سيما وهو يحتوي طلباً من الاخ الأستاذ/ أحمد
الامين أحمد لبكري أبوبكر لعمل مكتبة بإسم
الشاعر محمد عبدالحي .. في إنتظارك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
"افتحوا للعائد الليلة ابواب المدينه"
...هى العودة الى سنار التى ظلت تجرنا وتعيدنا الى هذا المقام كلما انشغلنا بما لا ينفع ..
...فسلام على صاحبها فى دار الصديقين ينعم بأمان الله... وسلام على رفيقة دربه بيننا ننعم بغزير علمها ...أمد الله فى أيامها وأدامها تاجا نفخر به... وسلام محمد عبد الجليل...ولضيوفك من الكتاب والقراء جل التقدير وعميق التحايا.... ...للاستاذ احمد الامين شكر واحترام وتقدير خاص.....
- Quote: وهنا تكمن اهمية أمسية النادى الأدبى بالرياض وجهد الاخ محمد عبدالجليل وغيره من السودانين فى نشر شعر وسيرة عبدالحى فى الوطن العربى |
...تكمن عبقرية أمسية النادى الأدبي بالفعل فى كونها فتحت نافذة هامة على الشعر السودانى - اذا حق لى القول - وعرفت إشكال الهوية ليس كمشكل سودانى بحت ...وإنما إشكال ثقافى اجتماعى تمور به معظم منطقة الشمال الافريقي ... وبعض البلدان العربيه كمنطقة الهلال الخصيب....لذا ..فان لتلك الامسية فى ذاك الزمان والمكان اهمية خاصة .. فللحاضر المستمع بدقة وذكاء لما دار فيها من حوار وأفكار يجدها مرآة عاكسة ...فإذا حذفنا منها إسم السودان والسودانى ...نجدها يمكن ان تفى لاوصاف كثير من الصراعات الثقافية والاثنيه فى تلك المناطق التى ذكرت...ولكن ضحالة بعض الاشخاص وأحادية تفكيرهم وتعنتهم واستعصاء فهمهم يجعلهم يسمعون الزقزقة دون اللحن...!!فبرغم سودانوية شعر عبد الحى من ناحية الهم واللغة والقضية إلا أن نفس تلك المناحى (القضية واللغة) هى ما تجعله فى نظرى ونظر الكثير من النقاد والكتاب اديبا يدخل الى مضمار العالمية بتحليله المتمكن للتاريخ المحلى وتاريخ الاسطورة... الأمسية فى حد ذاتها كانت تفتقر الى الزمن الكافى للتبحر والاستفاضة خاصة وان الحضور كان ظامئ بحق للمزيد العميق الجميل... وكان بين الحضور من الشعراء والنقاد من السودانيين وغيرهم من هم فى اتم الاستعداد للجلوس حتى مطلع الفجر ما بين رقيب ومحاور وسائل... وبالفعل لا نعتبرها الا بمثابة نافذة ضرورية ودعوة للقارئ العربي أن يري ويتذوق ذاك الآخر الناطق بذات اللسان الحامل لتميز وهوية مختلفه... ودعوة لمعرفتنا ومعرفة طبيعة الصراع السودانى الذى لم يبدأ الاعلام العربي فى تناوله وتحليله الا بعد انفجار قضية الانفصال فيما بعد نيفاشا 2005... وعموما...الوعد بمزيد من تلك الامسيات وعد لن ندعه يمر بهدؤ بل سنرقص حوله على موسيقي على المك قريبا..!!
Quote: (من يريد فك طلاسمه عليه ملازمة الكتب ومسامرة كافة صنوف المعرفة كي يستمتع بشعر ثقافي من شاعر مثقف جل عمره كان مبذولا للمعرفة لذا صهر ثقافات وفنون عديدة في قصائد ستبقى ما بقيت اللغة ....)
|
......ويا للمعرفة ..فقد احتوت المكتبة (بمنزل الاسرة بحلفاية الملوك الآن) الشخصية لوالدى كتب فى شتى ضروب المعرفة ...من التاريخ والجغرافيا والعلوم والاساطير والادب الاوروبي والغربي من شعر ونقد ونثر ....ودراما وأصول الكتب العربية والدينية والتفسير ....والقرآن والانجيل...ومجموعه كبيرة من الاسطوانات الموسيقية الكلاسيكية... وفى كل كتاب تجد توقيعه وتاريخ...وإشارات حميمة فى الصفحات تحملك الى عوالم عبد الحى وتستحضر روحه ترفرف هانئة بين كتبه.. ..لا يمكن لشاعر يستقى معرفته بذاك التدقيق والاخلاص والاهتمام الاصيل إلا ان يكتب بنفس هذا العمق االمعرفى... ولا يمكن أن تفك طلاسمه كاملة إلا بعد التبحر فى تلك العوالم....
...زيارة اولى...للسلام والتحايا ولى عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: ختاما تعقيبى بتواضع على رد الدكتورة شيراز على السائل المحترم حول مصطلح الثور الإلهى بعض رموز القداسة عند الدينكا شأن جلد الفهد عند الشلك هو رد مفحم خصوصا حين ردته لهامش العودة إلى سنار كجزء مكمل لمتن القصيدة يصعب فهمها بدونه ] |
..تواضعك ليس الا تواضع العلماء العارفين المتبحرين فى علمهم يا استاذ احمد أحمد الأمين... أشكر كثيرا رفدك هذا الخيط وخيوط اخرى عن عبد الحى بهذا السيل من التوثيق والمعرفة والاشارات الهامة فى درب التوثيق له وجمع الاعمال... واقف احتراما لاجتهادك ومثابرتك فى التوثيق لكافة مبدعينا فى زمن طمرت فيه المعالم الثقافية الهامة للسودان... وفى زمن المحاولات البائسه من " هؤلاء" لطمر التاريخ وتغيير السحنه!.. اما عن ردى لذاك المهندس السائل فى النادى الادبي...فقد منعنى المقام من إطالة الحديث حول ما اشار..وامتنعت تأدبا من أن اذكره بأن هندسة الشعر على مقاسات معينه امر مستحيل.. وفهمه على اساس أطوال وأعراض وارتفاعات لن يأخذك إلا إلى قاع سحيق مظلم لا شعر فيه ولا إبداع... بل محض طوب واسمنت مفرغ من الإحساس.....فلا يمكن ان تقيس ثور إلهى = كفر دون حتى أن تعطى هذا الكتاب الذى بين يديك حقه فى القراءة والتأمل...ودون أن تفكر فيما خلفه من ثقافة واختلاف ولا يمكن أن تعامله كنص لغوى محض ...تلتقط منه بملقط الناقد السطحى بعض الكلمات وتبنى عليها مداخلة تضيع بها زمنا ثمينا تمناه غيرك!!...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Shiraz Abdelhai)
|
كتب الأستاذ / محمد الكامل:
عبد الحي في سعيه المهموم نحو (تشكيل قوائم الهوية وهي تتلاقح) كما أشار الأستاذ العالم كأنه يرسم بخيوط النار علي جدران الوعي والذاكرة الجمعية كي تفيق وهي تغني بلسان وتصلي بلسان...يمطرها بالحاحه في السؤال (إلي أن ينزع السمندل قميصه المصنوع من شرار..)
وكتب أيضاً: ننتظر الكثير من أستاذتنا عائشة في اضاءات جديدة عن عبد الحي الإنسان...أصدقاؤه... هواياته..الأماكن الأثيرة لديه.. ونحن نقتفي آثار سنار طمعا وأرقا نحو هوية صادحة بالحس الإنساني في اسمي معانيه..
الأخ محمد الكامل تحياتي لك .. وننتظر تأويلك حول السمندل وقميصه المصنوع من شرار لم نقرأ كما ينبغي فبقينا نحيا مآسي الحاضر ومشاكل المستقبل وبالتأكيد معك ننتظر العالم وأحمد الأمين أحمد وعائشة موسى لمزيد من الإضاءات حول تجربة عبدالحي واللغة الجديدة والإيقاع المستبد في العودة إلى سنار .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ننتظر الكثير من استاذتنا عائشة في اضاءات جديدة عن عبد الحي الانسان...اصدقاؤه... هواياته..الاماكن الاثيرة لديه.. ونحن نقتفي اثار سنار طمعا وارقا نحو هوية صادحة بالحس الانساني في اسمي معانيه..(محمد الكامل)
التحية للحضور والغياب...
والله يا أخي الكامل وياعبدالجليل، انا مثلكم يدهشني محمد عبد الحي كل يوم بما هو جديد علي وبحساب الحجم الذي تمددت اليه الرؤى
والقصص حول حياة محمد عبد الحي وما قاله وما لم يقله وما قيل عنه وما لم يُطرق أرى حياتي معه -على فخامة ما حوت- تنكمش كل يوم حتى
أنني اخال العقدين من الزمان عشتهما معه جلسة على الكرسي الأمامي في الفيات الخضراء من حي الميرغنية الى الدناقلة شمال وتقف بي
الذاكرة!!
ولكن يقولون ان عقدة اللسان تنطلق وحتى ذلك الحين نسأل الله السلامة.
لك التحية والتقدير ولكل من أوقفته الذكرى العطرة أطلقها عبد الجليل من ذاك المنتدى.
وعاش من سمع صوتك ياشيراز!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عائشة موسي السعيد)
|
كتبت د. شيراز عبدالحي ما يلي:
...تكمن عبقرية أمسية النادى الأدبي بالفعل فى كونها فتحت نافذة هامة على الشعر السودانى - اذا حق لى القول - وعرفت إشكال الهوية ليس كمشكل سودانى بحت ...وإنما إشكال ثقافى اجتماعى تمور به معظم منطقة الشمال الافريقي ... وبعض البلدان العربيه كمنطقة الهلال الخصيب....لذا ..فان لتلك الامسية فى ذاك الزمان والمكان اهمية خاصة .. فللحاضر المستمع بدقة وذكاء لما دار فيها من حوار وأفكاريجدها مرآة عاكسة ...فإذا حذفنا منها إسم السودان والسودانى ...نجدها يمكن ان تفى لاوصاف كثير من الصراعات الثقافية والاثنيه فى تلك المناطق التى ذكرت...ولكن ضحالة بعض الاشخاص وأحادية تفكيرهم وتعنتهم واستعصاء فهمهم يجعلهم يسمعون الزقزقة دون اللحن...!!فبرغم سودانوية شعر عبد الحى من ناحية الهم واللغة والقضية إلا أن نفس تلك المناحى (القضية واللغة) هى ما تجعله فى نظرى ونظر الكثير من النقاد والكتاب اديبا يدخل الى مضمار العالمية بتحليله المتمكن للتاريخ المحلى وتاريخ الاسطورة... ============================================================================
د. شيراز - تحياتي، نعم فتحت الأمسية نافذة وأي نافذة بعد أن أصبح أدبي الرياض ملتقى الشعراء والنقاد والأدباء .. من حسن حظنا في ذلك المساء أن العودة إلى سنار لا تتيح طرحها على طاولة القراءة النقدية من قراءة واحدة دعك عن قراءة متعجلة بالاضافة إلى ضيق الوقت المتاح والا لأرهقنا تساؤلات قد توقعنا تحت طائلة أن نهرف بما نعرف وما لا نعرف ولكن ربك ستر فقد حبست تضاريس العودة عنا الكثير .. أما بعد أن أخذ الحضور نسخهم من الطبعة الجديدة ليقراؤها ويعيدوا قراءاتها ومن ثم يعودوا في إحتفالية قادمة بتساؤلاتهم فـ (يحلها ألف حلال) ولا زال بيننا من يعرف تفاصيل مناخات العودة ورموزها وإشاراتها ويصر على اختزالها في زمان ومكان قراءته هو ويحرم من يعشق التهويم في فضاءاتها وهو يقرأ:
فى الليل حيث تنضج الخمرةُ
قبل أن تموج فى الكرومِ
قبل أن تختم فى آنية الفخّارْ
فى الليل حيث الثمر الأحمرُ
والبرعمُ والزهرةُ فى وحدتها الأولى
من قبل أن تعرف ما الأشجارْ
فى الليل تطفو الصور الأولى
وتنمو فى مياه الصَّمتِ
حيث يرجع النشيدْ
لشكلِهِ القديمِ
قبلَ أن يسمِّى أو يسمَّى ،
فى تجلّى الذات ، قبل أن يكون غيرَ ما يكونُ
قبل أن تجوِّفَ الحروفُ
شكلَهُ الجديدْ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: والله يا أخي الكامل وياعبدالجليل، انا مثلكم يدهشني محمد عبد الحي كل يوم بما هو جديد علي وبحساب الحجم الذي تمددت اليه الرؤى والقصص حول حياة محمد عبد الحي وما قاله وما لم يقله وما قيل عنه وما لم يُطرق أرى حياتي معه -على فخامة ما حوت- تنكمش كل يوم حتى أنني اخال العقدين من الزمان عشتهما معه جلسة على الكرسي الأمامي في الفيات الخضراء من حي الميرغنية الى الدناقلة شمال وتقف بي الذاكرة!!
ولكن يقولون ان عقدة اللسان تنطلق وحتى ذلك الحين نسأل الله السلامة] |
==================================================================================
قال عبدالحي كلمته وذهب للقاء ربه راضيا مرضيا وبقيت كتاباته وسيرته حاضرة يجد فيها كل أناس متعتهم كحال من يمضون العمر يجزلون العطاء فيما وهبوا له نفوسهم الكبار .. يتفاخر تلاميذه بما سمعوا وقارئيه بما استفادوا من نبع إبداعه الشعري .. ويتحرى مثلي والكامل أخوي قصة من عائشة موسى تفك مغاليق الرموز والإشارات .. وآخر يريدها مغلقــة لينفتح باب التأويل إلى ما شاء الله .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتبت د. شيراز - بحق - للأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:
..تواضعك ليس الا تواضع العلماء العارفين المتبحرين فى علمهم يا استاذ احمد أحمد الأمين...
أشكر كثيرا رفدك هذا الخيط وخيوط اخرى عن عبد الحى بهذا السيل من التوثيق والمعرفة والاشارات الهامة فى درب التوثيق له وجمع الاعمال... واقف احتراما لاجتهادك ومثابرتك فى التوثيق لكافة مبدعينا فى زمن طمرت فيه المعالم الثقافية الهامة للسودان... وفى زمن المحاولات البائسه من " هؤلاء" لطمر التاريخ وتغيير السحنه!..
-----------------------------------------------------------------
المتابع لمسيرة الأستاذ/أحمد الأمين أحمد ككاتب موثق يضع الابداع وليس عداه معياراً لاختيار ما يكتب عنه ومن يكتب عنهم، ويلتزم الاستقصاء للحد الذي يفي بجلاء صورة الكاتب /المكتوب بميزان دقيق حتى لتقول في نفسك وأنت تقرأ لأحمد ما في أحسن من كده..
شكرا شيراز وشكرا أحمد الأمين فالفكرة معرفة تضيء وتضيف، وما أكثر العمل المطلوب ونحن في (بلد لم تصنه الأناشيد) كما أبدع الصديق عصام عيسى رجب
ولنعد إلى ما لم توفه الأمسية حقه: تأملات في العودة إلى سنار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
تحية محمد عبدالجليل والبوست يدخل صفحته الثانية مبحرا بهدوء تجاه الربع القادم وأعترف مبعث اى جمال فى التداخل يعزى لثراء عوالم الشاعر عبدالحي وجماله وتعدد مساربه ومناخاته التى تلهم على الغوص فى المعرفة ورشف الشهد عبر التطواف على الأزاهير ثم إخراج العسل الصافى و (فيه شفاء للناس) بشرتنا د.شيراز بالحديث عن مكتبة الشاعر عبدالحي بالحلفايا عبر قولها :
Quote: ويا للمعرفة ..فقد احتوت المكتبة (بمنزل الاسرة بحلفاية الملوك الآن) الشخصية لوالدى كتب فى شتى ضروب المعرفة ...من التاريخ والجغرافيا والعلوم والاساطير والادب الاوروبي والغربي من شعر ونقد ونثر ....ودراما وأصول الكتب العربية والدينية والتفسير ....والقرآن والانجيل...ومجموعه كبيرة من الاسطوانات الموسيقية الكلاسيكية... وفى كل كتاب تجد توقيعه وتاريخ...وإشارات حميمة فى الصفحات تحملك الى عوالم عبد الحى وتستحضر روحه ترفرف هانئة بين كتبه.. ..لا يمكن لشاعر يستقى معرفته بذاك التدقيق والاخلاص والاهتمام الاصيل إلا ان يكتب بنفس هذا العمق االمعرفى... |
حول علاقة عبدالحي (1944-1989) كتب قديما د. عمر عبدالماجد شاعر "أسرار تمبكتو القديمة" ورفيق طلب عبدالحى يقول(انمصدر :مقال ومات الطفل الكبير-صحيفة الإنقاذ وطنى 1989) (Quote: كان محمد موسوعة في الثقافة والسياسة والفلسفة والشعر والمسرح والموسيقى والرسم والتصوف والفلك ، يتحدث عن وضاح اليمن" اسم ابنة البكر" والمتنبي والخيام وابن سينا وابن رشد وابن خلدون وشكسبير وبود لير وطمبل والتجانى ونير ودا وبيكاسو ولوركا وماركيز وسنغور كمن عاش معهم واختلط بهم وعرف أسرار دقائق فنونهم وصناعتهم. |
) أنتهى... قلت:هذه الثقافة الرفيعة كست شعر عبدالحى عمقا معرفيا بعيد الغور وجعلته شعرا يستعصى على من لا يداوم على الاطلاع المتنوع كما افقدتة الجماهيرية الواسعة ولعل إحساس عبدالحى بذلك جعله يهتم بالهامش كشكل مكمل لبناء ومضمون شعرة كما فعل في " العودة إلى سنار " وبعض اضاءات "حديقة الورد الأخيرة" وسيدرك المتأمل في أشعاره وفرة وتنوع الرمز والذي يعرف المهتمون "أنه جوهر التعبير الشعري" الأمر الذي يتجلى بوضوح في الحديث خصوصا عند الشاعر المثقف كعبدالحى الذي يتميز رمزه بالعمق والتنوع والهجرة من حضارات وثقافات شتى....فمن حضارة الإغريق يستعير "اوديسيوس"و"بنلوب"صاحبة المنسج فينسج "السمندل في حافة الغياب" متحدثا عن الوفاء والحب والصبر ومن ذات المرجعية يتناول جدلية الشقاء\السعادة،الموت\الخلود عبر توالى المواسم في قصيدة " الفصول الأربعة" ومن جوف الحضارة الإسلامية زهرة الشمس فوق الجبال زهرة الفقراء ومستضعفي الأمم زهرة من دم زهرة من خراسان قد نضجت بالدم زهرة الفقراء. من اريتريا لخراسان يمتد نهر حزين من دم الحنفاء المساكين والقارئين إنهم يصعدون لكهوف الجبال البعيدة فقراء ومستضعفين فقراء من التبر والزيت من برجوازية المحدثين . زهرة من دم تتألق زهرة من دم مسلم تحت نجوم السماء الجديدة في الجبال البعيدة وترفرف مثل الفراشة في صحو هذى القصيدة.... * تنبيه 1 : القصيدة الأخيرة اعلاها مثبته بديوان (الله زمن العنف) الصادر 1993 عن دار جامعة الخرطوم للنشر كاول إصدارة له عقب رحيله والقصيدة مناصرة لحركات التحرر المعاصرة بأرتيريا للخروج من ربقة الإستعمار الأثيوبى ومجاهدى أفغانستان –قبل عصر طالبان – للتحرر من القهر والإستعمار السوفيتى(قبل رياح البروستاريكا) ويلاحظ فى القصيدة روح دينية واضحة ظلت تطفو وتغوص بوضوح فى شعر عبدالحيى لكن دون هتاف او ديماجوجية او تسلط وعنف ضد دين أخر هذا لمن شاء وقد سعدت بسماعى عبدالحي ينشدها وقوفا فى منبر بميدان الأداب شتاء 1984 فى ليلة شعرية.... *تنبيه2: للشاعر/الدبلوماسى عمر عبدالماجد مقال اخر عن محمد عبدالحي نشر قبل نحو عامين بصحيفة سودانية..وهوأى عمر عبدالماجد معاصر لعبدالحي بحنتوب الجميلة ولعله ذكر قديما –إن لم تخنى الذاكرة المضطربة أن أول لقاء له بعدالحي يحنتوب كان فى يد الأخير ديوان (الخمائل) للمهجرى إيلياء أبوماضى وكلية أداب جامعة الخرطوم(عندما كانت دار حكمة)ولعله كان رفيقه بالسكن الجامعى بداخلية كسلا الشهيرة بمجمع البركس عندما كان مخصصا بالذكران وهى اى داخلية كسلا وهى من اجمل مبانى البركس من حيث المعمار كانت مخصصة لطلاب الصف الرابع بكلية الأداب .....علما أن عبدالحي كمتذوق للشعر قد ادخل الشاعر عمر عبدالماجد فى طبقة سند والواثق والمجذوب وعبدالله الطيب (انظر حواره مع القاص المسرحى عبدالله محمد إبراهيم بصحيفة السياسة 1987 حول ثنائية ووحدة الوجود كما ان جمال محمد احمد (1916-1986) قد وضعهأى عمر عبدالماجد كشاعر فى طبقة التجانى وكرف والهادى العمرابى كبار فجر الرومانسية السودانية (أنظر مقدمة جمال لديوان (أسرار تمبكتو القديمة)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: احمد الامين احمد)
|
سلام جميل على صاحب هذا البوست الجميل.... وكثير الاحترام لضيوفك .....
....وشكرا استاذ احمد الأمين على مزيد من الدرر...وعلى ذكر الأصول المعرفيه وتنوعها عند عبد الحى وتأثيراتها على شعره.. فلطالما تأملت تحديدا فى نص أدهشنى كثيرا وما زال....من " حديقة الورد الأخيرة" التى ضجت بعوالم من الحيوان والنبات ما بين الحقيقة والسطورة افرغ فيه عبد الحى عوالم شديدة الخضرة...كثيرة الأصوات...مختلفة الموسيقي....فسمندل وفراشه وغربان وثعلب وحرباء ...و...و.. وزرافة نار ..ونعنع قمرى.....وجانشاه بكائناتها البحرية الغريبه.... أنشودة قصيرة ...تحكى دورة حيايتة كاملة ,,,وتصف الموت والحياة وتزواجهما وتعامق حقيقة الرحيل كضرورة علمية لاستمرار الحياة :
هو الموت يسعى الينا بلا قدم.. في الدجى والنهار ولدنا له ناضجين استدرنا له.. فلماذا البكاء، أتبكي الثمار.. إذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا بنار الدمار
.....حقيقة الموت وفاجعة الرحيل...وربطهما بدورة الحياة والموت التى لا مفر منها... ورحلة الاخصاب والتلقيح عند الزهور والموت الضرورى لاستمرارها...!!.... أى جمال صوفى هذا؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Shiraz Abdelhai)
|
الأخ الأستاذ / أحمد الأمين أحمد - تحياتي،
فيه شفاء للناس وتنقية للهواء وتعديل للمزاج الذي أرهقته تعقيدات الواقع وظلم الحكام ..
مكتبة عبدالحي بالحلفايا عالم يكشف أن (لولا المشقة لكتب الناس كلهم ...) زرتها قبل عام برفقة أسرتــي بكامل عضويتها حتى التومات 5 سنوات .. حاولت قراءة العناوين فقط وبقلب مشتت بين القراءة ومتابعة حركة التومات، فهن بارعات في تمزيق الورق .. وشكــرا للأستاذ عائشة السعيد فقد قيدت أيديهن بحلوى، وقضينا ساعة في مكتبة عبدالحي لزوم أن نفخر بزيارة مكتبـة عبدالحي حتى ييسر الله ساعات قادمات للقراءة .
طلبت من المهندس / بكري أبوبكر أن ينقل هذا الخيط للربع القادم ولا زالت:
[red]زهرة الشمس فوق الجبال زهراء الفقراء ومستضعفي الأمم زهرة من دم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الشكر لك ولأسرتك ياعبد الجليل فقد كنتم من أوائل الذين زاروا مكتبة محمد عبد الحي وقد باركتها اقدام التومات فقد تدفق
علينا بعدكم الكثير من الزوار.أرجو ان تعيدوا الزيارة خاصة وان هناك ركن للأطفال الآن.
وأكرر الدعوة لزوارك هنا قراء ومتداخلين، فهي مكتبة أصدقاء محمد عبد الحي فقد انجز هو ما أراده منها بقدر ما سمح له جل جلاله سبحانه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عائشة موسي السعيد)
|
شكرا باشمهندس بكري على الإبقاء على خيط ذكرى عبدالحي لربع جديد نؤمل أن يتواصل فيه الغوص في تأمل العودة إلى سنــار
ولا زالت المناشدة بمكتبة للشاعر الدكتور محمد عبدالحي قائمة وتزيد
وشكرا للأستاذة عائشة موسى .. دعوتك لنا وللزوار تشرف وبالنسبة لي سأنفذها قريبا إن شاء الله .. ويتواصل الخيط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ أحمد الأمين:
هذه الثقافة الرفيعة كست شعر عبدالحى عمقا معرفيا بعيد الغور وجعلته شعرا يستعصى على من لا يداوم على الاطلاع المتنوع كما افقدتة الجماهيرية الواسعة ولعل إحساس عبدالحى بذلك جعله يهتم بالهامش كشكل مكمل لبناء ومضمون شعرة كما فعل في " العودة إلى سنار " وبعض اضاءات "حديقة الورد الأخيرة" وسيدرك المتأمل في أشعاره وفرة وتنوع الرمز والذي يعرف المهتمون "أنه جوهر التعبير الشعري" الأمر الذي يتجلى بوضوح في الحديث خصوصا عند الشاعر المثقف كعبدالحى الذي يتميز رمزه بالعمق والتنوع والهجرة من حضارات وثقافات شتى....فمن حضارة الإغريق يستعير "اوديسيوس"و"بنلوب"صاحبة المنسج فينسج "السمندل في حافة الغياب" متحدثا عن الوفاء والحب والصبر ومن ذات المرجعية يتناول جدلية الشقاء\السعادة،الموت\الخلود عبر توالى المواسم في قصيدة " الفصول الأربعة" ومن جوف الحضارة الإسلامية ------------------------------------------------------------------------------------------------ الأخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد - تحياتي مجدداً وانت تضيء غبشة علاقتنا مع أشعار عبدالحي المستفزة ربما حتى لمن (يداوم على الإطلاع) غير أني شخصيا لا أبحث عــن مفسر لرموزها وإشاراتها الكثيفة كون (أجمل ما في الشعر كما الهوى التضمين) ليبقى القاريء على هواه. عندما كنت في الثانوية طلب أحد الزملاء من أستاذ الأدب شرح بيت شعر قفز عليه الأستاذ أثناء شرحه لإحدى القصائد .. فقال الأستاذ تركته متعمدا لأنو ده بحسو ما بشرحو، أما الأمر عند عبدالحي فقد أرتكز الشعر على قاعدة معرفية وفلسفية بنيت على أستقصاء بمعرفة تفصيلة شاملة لهذا الضرب من الإبداع فكتب شعرا يختال غير آبه بالتصفيق وكلمات الإطراء مستمتعاً بأن قال كلمته ومضى لتبقى إبداعاً مفتوحا لتأويل أجيال الأدباء ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: كما افقدتة الجماهيرية الواسعة ولعل إحساس عبدالحى بذلك جعله يهتم بالهامش كشكل مكمل لبناء ومضمون شعرة كما فعل في " العودة إلى سنار " |
تاملت عبارة الأستاذ/أحمد الأمين أحمد (أعلاه) منذ أول لحظة لإيرادها وأصبحت مثل الفنان خلف الله حمد - يرحمه الله - (أمشي وأجيها راجع) فمسيرة عبدالحي الثقافية ارتبطت (بالعودة) إلى سنار إلى الجذور إلى الحقيقة بعاطفة عارمة (أنا منكم .. جرحكم جرحي وقوسي قوسكم) يا سلالالام كما قالها الشاعر عبدالقادر الكتيابي مساء أمس في أدبي الرياض - السعودية .. كلمة نستخدمها في السودان نطول لام ألفها حتى تستوعب محمولها الشعوري - أو كما قال - فسنار مفتوحة على التنوع خارج الزمان والمكان (التاريخ والجغرافيا) ليستقيم إنسجام التنوع والإختلاف المأمول وتصبح سنار الوطن(الحن مو الطارد) وإذ (نجيها وتضحك الأقدار)..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
فى الذكرى 23 لرحيل (موت ) الشاعر محمد عبدالحي (وجوديا ) تنبهت د.شيراز للموت وفاجعة الرحيل عبر تكاثر وتجدد حيوات الحيوان والنبات فى شعر عبدالحي الذى يزدحم بالحيوان والنبات وكذلك الجماد فى تناسق كونى وبيئ رهيب فقالت : للموت والفناء وتجدد دورة).
.....حقيقة الموت وفاجعة الرحيل...وربطهما بدورة الحياة والموت التى لا مفر منها... ورحلة الاخصاب والتلقيح عند الزهور والموت الضرورى لاستمرارها...!!.... أى جمال صوفى هذا؟؟؟ الحياة عبر الإخصاب وتوالى ا فى الواقع الموت كفكرة وحدث وقدر محتوم يسيطر بقوة ووعى وحضور على معظم شعر عبدا لحى خاصة في ديوانه "حديقة الورد الأخيرة"- صدر العام 1984 والذي سر به كثيرا واعتبره فاتحة لشعره الجديد يقول في حوار مع الأستاذة سعاد تاج السر" العودة إلى سنار" (هي القصيدة الأولى والأخيرة هي "حديقة الورد الأخيرة" و بينهما سنين كبر الشاب وتفرع وشرق وغرب ورجع ثانية وكان بالرجوع مليئا بكل الهدايا الثمينة التي خزنها في دمه وجبلته ورن عن بعد الجرس الذي يقول في ساحة المدينة أن الشاعر قد عاد ..تلك كانت قصيدة العودة ثم بعد ذلك بدأ شغله مع الناس وبالتالي كثف اللغة واخترع تقاليد جديدة يقول بها الشيء الذي يقوله مرة أخرى بالصورة الجديدة ,) أنتهى إذا حديقة الورد الأخيرة بصوفيتها ومزيتها العالية هي صوت الشاعر بعد تبلور وعيه المعرفي والجمالي وبالتالي هي أجود المراعى لفهم و دراسة خطابة الشعري ... أحدثت صورة الموت في ذاكرة عبدا لحى الأولى آلما نفسيا شديد الغور فى ذهنه لذا لا غرابة تمدد ظل الموت في ديوان "حديقة الورد الأخيرة" ,قصيدة " الفجر أو نار موسى " فاتحة الديوان يسيطر على صورتها الموت: وأنت عند تجلى السكر مقتول وصحراؤك احترقت ليلا عنادلها والورد من دمك المذبوح معلول. وفى قصيدة " قمار " نجد " منادمة الموت" وفى قصيدة " الفأر" نشاهد " انكسار آنية الخزف" وفى قصيدة "التنين" يصرع المغنى التنين و " هل أنت غير إشارة" التي تمثل قراءة في شعر التجانى يوسف بشير"1912-1937" وخطابه الشعري صورة لما وراء الموت.. كالطفل في الفردوس يمرح رغم رائحة الحنوط ورغو رمل المقبرة. أما قصيدة " ثلاث غزلان" فتصور مصرع غزالة عند النبع المسحور وهذه الصورة ألهمها مشهد رآه الشاعر في المنام " كما حدثني ذات ضحى بعيد بمكتبه القديم بشعبة الإنجليزى قبل نزوله لاحقا لشعبة التأريخ " ويتمدد ظل الموت في بقية قصائد الديوان "ديك الجن , الفراشة ملكة الليل، الفرس مقتل الملك القديم،سماء الكلام،تنصيب الملك الجديد ،الحمامة الخضراء،الوجه القديم وحديقة النخيل الفرس البيضاء تميس على في الحر حر والأجراس حصى الينبوع يستفيق طفل الماء ويفتح الحراس أبواب سنار كي يدخل موكب الغناء ويصعد النهر عبر براري جرحه الطويل إلى السماءلم يسجل عبدالحى مشهد الموت كما رآه ذلك الفجر البعيد بل كساه الكثير من معرفته العميقة التي رشفها عبر السنين فالموت عند صار "وعيا" ملازما ونورا نحو المعرفة وإدراك الحقيقة وتارة مطية لاغتصاب السلطة وقهر الأخر لكنه في الغالب بشارة نحو "الانبعاث" الذي يبشرنا في عالم لا ثنائية فيه تصبح المخلوقات كما في بداية الخلق بريئة ونقية وهذا بديع كما يقول ويتمنى وفى شعرة تمتزج الأسطورة بالطبيعة والفلسفة والحلم......
إلى محمد عبدالجليل: تحية وسلاما قصيدة الكتيابى فى رثاء عبدالحي التى أنزلتها فى بوست اخر شحنها الكتيابى بمفردات وشخصيات ومغانى صهرها عبدالحي قام الكتيابى بمهارة فائقة بجمعها ورصها شعريا بدرجة تؤكد قوة غوصه فى عوالم عبدالحي مثلما فعل قديما الشاعر خالد عبدالله فى رثائه لعبدالحي عبر جانشاه والنفرى ووردسودرث وحارسة النهر (سنار) والسمندل وقميصه الشهير وفى القصيدتين للكتيابى وخالد عبدالله يؤكد عبدالحي مقدرته الفذة على إلهام غيره كمايؤكد ثبات وقوة قاموسه الذى يثرى غيره مثل قاموس شكسبير وجون كيتس لكن أين أمة عبدالحي الرسمية الجاحدة من امة ذينك الفرقدين حتى تصدر قاموسا يحوى مفردات وصور وشخصيات صكها وصهرها جماليا عبدالحي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: احمد الامين احمد)
|
زهرة الشمس فوق الجبال زهرة الفقراء ومستضعفي الأمم زهرة من دم زهرة من خراسان قد نضجت بالدم زهرة الفقراء. من اريتريا لخراسان يمتد نهر حزين من دم الحنفاء المساكين والقارئين إنهم يصعدون لكهوف الجبال البعيدة فقراء ومستضعفين فقراء من التبر والزيت من برجوازية المحدثين . زهرة من دم تتألق زهرة من دم مسلم تحت نجوم السماء الجديدة في الجبال البعيدة وترفرف مثل الفراشة في صحو هذى القصيدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
إلى استاذنا المؤرخ العبقري والناقد النابه احمد الأمين....
...تحايا مرة اخرى واحترام....
...لسيادة الموت عند عبد الحى طعم خاص ...ففى كل مقطع يحاور فيه الموت تجد فيه ريحا حياتيا يعج بالحيوات كلها...انسان ونبات وحيوان... وصور وموسيقي...وكائنات ملونه ...وشفافه..... تداخل الموت والحياة عنده تداخل فطرى لا يمكن تجاهله...لذا كانت حياته عطاء وموته عطاء....
...جانشاه عنده...تاسرنى بهيبتها وملوكيتها الفريده...وتألق خروجها من جوف البحر الى قلب الحياة دون ان تابه لنا ونحن نمشي فى الشوارع ولا نراها تجلس على عرشها عند شواطئنا....حية هى من لحم ودم؟؟؟ أم من اموات عبد الحى الذى يبعث فيهم بشعره ارواح جديدة؟؟
[center]الملكة جانشاه
1- مملكة البحر
تحت مياه البحر حيث لا تعى الذاكرة الشمس، أقامت عرشها تحت مياه البحر فى جهاته الأربع، منحوتا من الرخام مطعما بالصدف الإخضر واللؤلؤ والمعادن القديمة مزينا بصور الطير الغريب والتنانين التى تناكحت وأفرخت فى الحمأ الساخن قبل أن يفور البحر ثم ينجلى لتطلع الشمس على إبتداء وعى عالم جديد
تحت مياه البحر كان عرشها الرخام يشع فسفورا على مملكة المياه والمياه ترخى فوقه من ضوئها المنحبس الأخضر كالأحلام وحولها كانت خيول البحر تصهل والحيتان تمخر لحم البحر وحشرات البحر تنقش بالمخالب الرخوة فوق طحلب يلمع كالهلام حوارها الفريد
2- إضاءة بالنثر
الملكة جانشاه، كنت أبصرها تخرج فى ليلة منتصف الصيف تقيم عرسها على جزر المرجان النائية، تحرق قطعة من شجر البحر فى مجمرة من محار البحر وتتكلم بشفرة البحر القديمة، فيطلع الدخان الأخضر العظيم، ويزبد البحر ويضطرب ثم يجئ الموج يرفع ما تحته ويسيح على الساحل
ثعابين الماء والكواسج والدلافين والحيتان والسرطانات والكرازنك وذوات الأصداف والفلوس، وعلى رأسها الضفدع، زعيم حيوانات الماء راكب خشبة
الملك السمندل فى قميص النار يشع بنقاء ذاته والنورس الملاك وعائلة الأسماك وجمهور الزواحف الرخوة وحشرات فى عقيقها وزمردها وسلاحف فى تروسها المقيتة وعناصر بلا أسماء نشرت ذخائرها فوق الرمل وتبدأ الرقصة فى ظهيرة الفضة العميقة على حدود المياه الخطرة
آه يا جانشاه بعض المخاطر على جسدك نجاة ولكن من هلك على نيران الموج الهائلة بين فخذيك الممتلئين بظلال الشهوة الكثيفة صار لما هلك فيه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Shiraz Abdelhai)
|
أحمد الأمين وشيراز والضاربين لواءهم عند المعاني:
هو الموت يسعى الينا بلا قدم في الدجى والنهار ولدنا له ناضجين استدرنا له فلماذا البكاء، اتبكي الثمار اذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا بنار الدمار
---------------------------
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا
لامستم العوالم الفلسفية المركبة في تجربة عبدالحي تداخل الحياة الموت والغوص على هدى وهج الروح للوقوف أمام جلال الحقيقة المحضة لكيلا تبقى لمقابلة الفرح حجة بعد يقين المعرفة وننتظر المزيد.
في محاضرة الأستاذة عائشة موسى بالرياض مارس 2008 حول رسالة الدكتوراه: التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في الشعر العربي الرومانسي: دراسة في الأدب المقارن للدكتور عبدالحي والتي بترجمتهافي العام 1989م بعد رحيل عبدالحي مباشرة كان حديث الموت حاضراً في تلك الدراسة حيث ورد فيها:
كان موت كيتس وشيللي في عمر مبكر – مثل موت الشاعر المصري الهمشري، والشاعر السوداني التجاني يوسف بشير، والشاعر التونسي أبو القاسم الشابي – قد أعتبر كدافع ميتافيزيقي داخلي لكي يتم التحقيق الكامل لما هو أزلي ومطلق.
وأن الوعاء البشري – لديهم – كان مفرط الحساسية حتى أنه لم يتمكن من احتواء حدة العواطف الميتافيزيقية العنيفة التي كابدها هؤلاء الشعراء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ / أحمد الأمين أحمد:
فى الواقع الموت كفكرة وحدث وقدر محتوم يسيطر بقوة ووعى وحضور على معظم شعر عبدا لحى خاصة في ديوانه "حديقة الورد الأخيرة"- صدر العام 1984 والذي سر به كثيرا واعتبره فاتحة لشعره الجديد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: احمد الامين احمد)
|
الأخ – الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد – تحياتي
اتخذت إشاراتك لمصادر عبدالحي مرشداً للبحث عن ما كُتب حول تجربته الإبداعية وحتى اللحظة لم أجد شيئاً مما أشرت إليه من كتابات الفنان التشكيلي المبدع بالكلمات وبالفرشاة حسين جمعان. ليتك ترفد الخيط بما يتيسر لك مما كتب حسين خاصة حول عوالم عبدالحي الضاربة في فضاءات لم تمتد إليها أيدي الشعراء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الشاعر عالم عباس عن محمد عبدالحي:
تقرأ شعر عبد الحي كله فقلما تجد أثراً لمناجاة شخصية أو حنين لحيز جغرافي محدود، لن تجد غزلاً في أنثى أو شكوى للذات، بل حتى الوطن، لن تجد الصورة التي يراها أو يتغنى بها الآخرون، ودع عنك ترهات المدح والهجاء والفخر والنسيب وهلم جرا. ومع ذلك تجد كل ذلك في شعره على نحو ما، وفي صورة فريدة، هي خالصة لعبد الحي لا يدانيه فيها شريك أو منازع:
كلمات شعري لم يجيء يوماً بها إنبيق ساحر تلك القوارير القديمة لم أهجنها ولا تلك المباخر
تلك كلماته التي ليس ثمة أبلغ منها في وصف شعره، ويمضي حتى يقول: لذا فعبد الحي يكتب القصيدة بدمه، يقتطعها من لحمه وعصبه، يعتصر شعره من ذاته اعتصاراً، ويقطره تقطيراً، فلا تجد في خوابيه إلا الشعر الصرف الوهاج، يترقرق في سربال من الضوء المعطر، كشأن الشعراء العظام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب محمد عبدالجليل:
Quote: في محاضرة الأستاذة عائشة موسى بالرياض مارس 2008 حول رسالة الدكتوراه: التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في الشعر العربي الرومانسي: دراسة في الأدب المقارن للدكتور عبدالحي والتي بترجمتهافي العام 1989م بعد رحيل عبدالحي مباشرة كان حديث الموت حاضراً في تلك الدراسة حيث ورد فيها: كان موت موت كيتس وشيللي في عمر مبكر – مثل موت الشاعر المصري الهمشري، والشاعر السوداني التجاني يوسف بشير، والشاعر التونسي أبو القاسم الشابي – قد أعتبر كدافع ميتافيزيقي داخلي لكي يتم التحقيق الكامل لما هو أزلي ومطلق.
وأن الوعاء البشري – لديهم – كان مفرط الحساسية حتى أنه لم يتمكن من احتواء حدة العواطف الميتافيزيقية العنيفة التي كابدها هؤلاء الشعراء) |
أنتهى الإقتباس بحضور جون كيتس وشيللى فى ذكرى عبدالحي (1944=1989) يحفرمحمد عبدالجليل جدولا جديدا فى سر ادق العزاء ونحن نتحلق حول ضريح محمد عبدالحي (1944-1989) كما يضع المزيد من العشب الجاف حول (نار عبدالحي ) التى لاتخبو مثل (نار المجوس) قبل (أن تتوالى بشرى الهواتف ان قد ولد المصطفى وحق الهناء – أنظر الإشارة المحمدية فى معلقة الإشارات لمحمد عبدالحي ) خروج: نبوية عبدالحي (معلقة الإشارات ) التى ألهمها رغم تعقيدها رؤيا المحب البوصيرى فى المنام قام صاحبها الشاعر محمد عبدالحى عام تأليفها (تقريبا منتصف سبعين القرن الماضى ) قام بطباعتها على هئية ملزمة ووزعهامجانا على مرتادى حلقات المولد النبوى بساحاته المختلفة بالخرطوم فى تلك (الليلة الكبيرة-حسب مصطلح صلاح جاهين وسيد مكاوى) هذا المنحى النبيل يعكس مدى حب عبدالحي لجمهوره ورغبته فى حوارهم مع شعره دون مقابل مادى كما يعكس مدى حبه لسيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الروح الدينيه برزت بوضوح فى كافة شعره ورسائله الخاصة للأصدقائه وهى رسائل تمثل نبعا ثرا لمن اراد سبر غور عبدالحي كفرد وشاعر وصوفى معذب –حسب مصطلح التجانى يوسف بشير- لدرجة جعلته –رحمه الله فى المحاضرة حول الشعر الإنجليزى المعاصر يستطرد ويعرج ويسرى للحديث عن معانى ومقاصد بعض سور المصحف تحديدا سورة الرحمن (وهى رغم جمالها من أكثر الصور تعقيدا وبه فواكه ونبات ونجوم وسماء وأنهار وجن وبشر وجنان ونيران وهذا بعض عوالم مفردات عبدالحي
عودة للحديث : أم هى مثل (نار المجاذيب ) التى أوقدها عيسى ود قنديل ...؟؟؟؟
(أنظر مقدمة ديوان نار المجاذيب للمجذوب وكذلك دراسة محمد عبدالحي العميقة حول التجربة والبراءة أو التفسير الدينى لنار المجاذيب –مجلة كلية الأداب جامعة الخرطوم ) تنبيه 1 : مصطلح البراءة والتجربة أستعاره محمد عبدالحي من مصطلحات الشاعر الرومانسى وليام بليك ( أنظر مجموعة خرائد :أغنيات البراءة وأغنيات التجربة لوليام بليك حيث يسود النفس الدينى الواضح ) كما ألهم إلتفاتة عبدالحي للتفسير الدينى للشعر السودانى المعاصر عند المجذوب الدكتور قيصر موسى الزين فكتب عقب أكثر من عقد من ذلك دراسة بعنوان (العمق الدينى فى شعر عالم عباس) –انظر العدد الرابع والخير من مجلة حروف وهكذا الشاعر محمد عبدالحي كمبدع متفاعل يتأثر ويؤثر وهنا مكمن الخلود الفكرى رغم الموت الوجودى!!! فى حضور شيللى وكيتس فى مداخلة محمد عبدالجليل يظل SHELLEY 1792—1822 الشاعر الرومانسي الكامل نسبة لسعية وراء الحقيقة والعدالة ومعر فتة الفريدة بالتراث اليوناني والروماني وتعدد أفق قصائدة فى العشق والسياسة والتاريخ والفلسفة وكذلك التعدد الباهر وجدة وطرافة اشعارة وروعة مفرداتة ومرونة فكرة وتتجلى أجمل خرائدة فى غنائيتة المقتضبة ومطولتة الرعوية الأنيقة المعقدة ADONAIS التي رثى بها الرومانسي الأخير كيتس عند تحديقة فى الموت . ولد الشاعر لأسرة ثرية ذات مجد موروث بمنطقة "SUSSEX " لكنة نشأ غريبا عن محيطة معانيا من اعتلال فى صحتة لازمة طوال حياتة ولقد طرد فى عامة الدراسى الثاني من الدراسة بجامعة أكسفورد لكتابتة كراسة حول الإلحاد فى العام 1811 مثل تجانى السودان الذي طرد من المعهد العلمي اثر نقاش حول أمر ديني ،ثم استشاط غضبا من والدة عقب زواجة من ابنة حارس حانة والتي عاش معها فى منطقة البحيرة حيث عاش اسلافة الرومانسيين قبل الرحيل إلى ايرلندة وويلز ليفترقا فى العام 1814 ليهيم حبا بابنة رائدة الحركة النسوية " " والشاعر الفيلسوف الشهير " WILLIAM GODWIN " والتي ابتنى بها عقب انتحار الزوجة الأولى بالغاز وقد أقام معها لاحقا قرب جنيف حيث التقى بالشاعر بايرون أثناء تجوالة المبدع. تتمثل أجود أشعار SHELLEY فى OZYMANDIAS والتي تعتبر اشهر SONNET بلسان شكسبير ويندرج تحت المؤثرات السياسية المتمردة إلى جانب قصيدة ODE TO THE WEST WIND والتي تأثر بها كثيرا الشاعر العراقي المجدد السياب وقصيدة ADONIS التي رثى بها الرومانسي الأخير KEATS والتي جارى بها الشاعر الانجليزى الأعمى JOHN MILTON فى خريدتة الشهيرة LYCIDAS صديقة الذي غرق فى البحار الجنوبية وكلاهما يتحدثان عن الموت وجمالة بطقوس وسحر ونبرات أشبة بالغناء ورغم الاختلاف والجدل حول سمعة ووعى SHELLEY إلا أنة اليوم يعتبر السيد الأعظم لجميع رصفائة الرومانسيين.
أما جون كيتس (1795-1820) فلعلة لا يوجد شاعرا إنجليزيا أخرا ومض وتوهج بصورة سريعة مثله "والذي كتب كل قريضة خلال فترة خمسة أعوام فى ريعان شبابة المجهض إذ حدق فى الموت دون الخامسة والعشرين كالتجانى بفعل مرض السل داء الرومانسيين والذي صرع قبلة امة وشقيقة الأصغر. فتحت وطأة الإخلاص لوضع والدة المدير اللندني تأثر الشاعر بالأساطير اليونانية والدراسات الأخرى التي رشفها بالمدرسة إلا أن يتمة المبكر جعلة يلجأ لدراسة الجراحة فى العديد من المشافى بلندن حتى زارة شيطان الشعر فى سن الثامنة عشر ليكتب نشيدة الأول On First Looking In To Chapman's Homer ليخلد بعدها تماما إلى الشعر تحت تأثير الكاتب Leigh Hunt الذي قدمة إلى العديد من الأدباء اللامعين ثم كتب فى العام 1817 رائعتة المطولة Endymion راعى الضأن الوسيم الذي سحرة ديانا ربة القمر فى الميثولوجيا اليونانية ووهبتة النوم الابدى تلك الخريدة التي استوحاها الشاعر الزنجي الامريكى كاونتى كوليين وتأملناها ضمن نقول على ألمك 1937-1992 عن الأدب الزنجي وتتجلى أجود اشعارة فى La Belle Dame Sans Merci تلك السردية التي قدمها عبر مقاطع بطولية وهام بترجمتها العديد من السودانيين منهم الجهبذ النحر ير عبداللة الطيب1921—2003 إلى جانب اناشيدة العديدة التي خاطب بها البلبل ،النفس، الخريف والمالنخوليا ولقد ارتفع إلى جانب بالسنت الانجليزى(الشكسبيرى إلى ذرى شاهقة لا تسامق. تنبيه 2: الإشارة العاجلة لشيللى وكيتس أعلاه بعض دين عبدالحي علينا وهذه بضاعته نردها إليه او كماقال إخوة يوسف ذلك الصديق- او ذاك الخليفة العباسى حين أستلم نسخة إكرامية من صاحب العقد الفريد إبن عبد ربه الأندلسى او كماقالوا رحمهم الله وسلاما على يوسف وإخوته(الأسباط ) وصلاة وسلاما على سيدى وشفيعى محمد والرحمة والشفاعة لعبدالحي مجمد عبدالحي وتحية وتقدير لمحمد عبدالجليل!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: احمد الامين احمد)
|
الأخ الأستاذ/أحمد أمين أحمد - تحياتي،
قبل عامين كنت أعيد طباعة رسالة الدكتوراة التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في الشعر العربي الرومانسي: دراسة في الأدب المقارن للدكتور عبدالحي والتي ترجمتها رفيقة دربه الأستاذة عائشة السعيد وسلمتني نسخة على CD لأقوم بتعديلها .. فأستأذنتها في أن أقوم بإعادة طباعة الرسالة كاملة وذلك أولا: لكثرة وصعوبة التعديلات المطلوبة وقبل الأوللشيء في نفس محمد عبدالجليل بهدف قراءة الرسالة عبر إدخالها في الجهاز حرفاً حرفاً .. وقد فعلت واستمتعت ايما متعة عبر السياحة في إنجاز أكاديمي لباحث محقق مدقق يفي بشروط البحث دون إخلال بالقيمة الفنية والإبداعية.
أعادتني مداخلتك أعلاه لتلك السياحة التي أفدت منها واستمتعت بها وهي تتنقل في الزمان والمكان عبر منهج دقيق من كيتس وشيللي لإبن الفارض و
آنست في الحي نارا ليلا فبشرت أهلي قلت أمكثوا فلعلي أجد هداي لعلي نوديت منها فكانت نار المكلم قبل فصارت جبالي دكا من هيبة المتجلي وصرت موسى زماني مذ صار بعض كلي
فاليرحم الله محمد عبدالحي ويبارك في أحمد الأمين أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: هاشم محمد الحسن عبدالله)
|
كتب الأٍستاذ / هاشم محمد الحسن عبدالله :
أستمتعت جدا بمداخلات الزملاء العميقة والآراء النقدية والفنية لعبقرية هذا الفنان الانسان الجميل الذى رحل عن دنيانا وهو فى عز الشباب ولكنه ترك آثار ادبية وفنية ورائعة سنظل ولمدة طويلة تنقب فى كنوز ومضامينها الضاربة فى الجذور، وتركت لنا أستاذتنا الدكتورة عشة السعيد والأبنة شيراز ، وقد ملأت الدكتورة عشة الحياة النقدية والأدبية وخاصة فى الترجمة وفنونها بكثير من الابداع وأبنتنا شيراز فى الطريق نفسه ، ربنا يطيل عمر عشة ويحفظها برعايته، واصر مع باقى الزملاء وأعضد من أقتراحهم بتخصيص مكتبة للراحل العظيم دكتور محمد عبدالحى، والشكر الجزيل مجددا لإثارتك هذه الكوامن الجميلة وللتوثيق الرائع الذى امتعنى كثيرا. =============================================== الأخ الأستاذ/ هاشم محمد الحسن عبدالله:
كلماتك تحفز وما تركه السمندل من إرث فكري وأدبي وشعري يستحق أضعاف ما أنجز شكراً على تعضيدالمناشدة بمكتبة للراحل يتم فيها تجميع ما كتب حول تجربة عبدالاحي في هذا المنبر وفي غيره ===================
ولي رغدُ من صوم نفسي عن الأذى وذخرا إذا شحت لديك الذخائر جلاجل صبيان على بعض دمية وفقا وحل حركته المساخـــــر أترهبني من ظلمة العيش قطعة أترهبُ وحشي الفواد الدياجرُ؟
محمد عبدالحي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
وفي سياحة جديدة كتب الأستاذ/أحمد الأمين أحمد:
عودة للحديث : أم هى مثل (نار المجاذيب ) التى أوقدها عيسى ود قنديل ...؟؟؟؟
(أنظر مقدمة ديوان نار المجاذيب للمجذوب وكذلك دراسة محمد عبدالحي العميقة حول التجربة والبراءة أو التفسير الدينى لنار المجاذيب –مجلة كلية الأداب جامعة الخرطوم ) تنبيه 1 : مصطلح البراءة والتجربة أستعاره محمد عبدالحي من مصطلحات الشاعر الرومانسى وليام بليك ( أنظر مجموعة خرائد :أغنيات البراءة وأغنيات التجربة لوليام بليك حيث يسود النفس الدينى الواضح )كما ألهم إلتفاتة عبدالحي للتفسير الدينى للشعر السودانى المعاصر عند المجذوب الدكتور قيصر موسى الزين فكتب عقب أكثر من عقد من ذلك دراسة بعنوان (العمق الدينى فى شعر عالم عباس) –انظر العدد الرابع والخير من مجلة حروف وهكذا الشاعر محمد عبدالحي كمبدع متفاعل يتأثر ويؤثر وهنا مكمن الخلود الفكرى رغم الموت الوجودى!!!
فى حضور شيللى وكيتس فى مداخلة محمد عبدالجليل يظل SHELLEY 1792—1822 الشاعر الرومانسي الكامل نسبة لسعية وراء الحقيقة والعدالة ومعر فتة الفريدة بالتراث اليوناني والروماني وتعدد أفق قصائدة فى العشق والسياسة والتاريخ والفلسفة وكذلك التعدد الباهر وجدة وطرافة اشعارة وروعة مفرداتة ومرونة فكرة وتتجلى أجمل خرائدة فى غنائيتة المقتضبة ومطولتة الرعوية الأنيقة المعقدة ADONAIS التي رثى بها الرومانسي الأخير كيتس عند تحديقه فى الموت . ولد الشاعر لأسرة ثرية ذات مجد موروث بمنطقة "SUSSEX " لكنة نشأ غريبا عن محيطة معانيا من اعتلال فى صحتة لازمة طوال حياتة ولقد طرد فى عامة الدراسى الثاني من الدراسة بجامعة أكسفورد لكتابتة كراسة حول الإلحاد فى العام 1811 مثل تجانى السودان الذي طرد من المعهد العلمي اثر نقاش حول أمر ديني ،ثم استشاط غضبا من والدة عقب زواجة من ابنة حارس حانة والتي عاش معها فى منطقة البحيرة حيث عاش اسلافة الرومانسيين قبل الرحيل إلى ايرلندة وويلز ليفترقا فى العام 1814 ليهيم حبا بابنة رائدة الحركة النسوية " " والشاعر الفيلسوف الشهير " WILLIAM GODWIN " والتي ابتنى بها عقب انتحار الزوجة الأولى بالغاز وقد أقام معها لاحقا قرب جنيف حيث التقى بالشاعر بايرون أثناء تجوالة المبدع.
تتمثل أجود أشعار SHELLEY فى OZYMANDIAS والتي تعتبر اشهر SONNET بلسان شكسبير ويندرج تحت المؤثرات السياسية المتمردة إلى جانب قصيدة ODE TO THE WEST WIND والتي تأثر بها كثيرا الشاعر العراقي المجدد السياب وقصيدة ADONIS التي رثى بها الرومانسي الأخير KEATS والتي جارى بها الشاعر الانجليزى الأعمى JOHN MILTON فى خريدتة الشهيرة LYCIDAS صديقة الذي غرق فى البحار الجنوبية وكلاهما يتحدثان عن الموت وجمالة بطقوس وسحر ونبرات أشبة بالغناء ورغم الاختلاف والجدل حول سمعة ووعى SHELLEY إلا أنة اليوم يعتبر السيد الأعظم لجميع رصفائة الرومانسيين.
أما جون كيتس (1795-1820) فلعلة لا يوجد شاعرا إنجليزيا أخرا ومض وتوهج بصورة سريعة مثله "والذي كتب كل قريضة خلال فترة خمسة أعوام فى ريعان شبابة المجهض إذ حدق فى الموت دون الخامسة والعشرين كالتجانى بفعل مرض السل داء الرومانسيين والذي صرع قبلة امة وشقيقة الأصغر. فتحت وطأة الإخلاص لوضع والدة المدير اللندني تأثر الشاعر بالأساطير اليونانية والدراسات الأخرى التي رشفها بالمدرسة إلا أن يتمة المبكر جعلة يلجأ لدراسة الجراحة فى العديد من المشافى بلندن حتى زارة شيطان الشعر فى سن الثامنة عشر ليكتب نشيدة الأول On First Looking In To Chapman's Homer ليخلد بعدها تماما إلى الشعر تحت تأثير الكاتب Leigh Hunt الذي قدمة إلى العديد من الأدباء اللامعين ثم كتب فى العام 1817 رائعتة المطولة Endymion راعى الضأن الوسيم الذي سحرة ديانا ربة القمر فى الميثولوجيا اليونانية ووهبتة النوم الابدى تلك الخريدة التي استوحاها الشاعر الزنجي الامريكى كاونتى كوليين وتأملناها ضمن نقول على ألمك 1937-1992 عن الأدب الزنجي وتتجلى أجود اشعارة فى La Belle Dame Sans Merci تلك السردية التي قدمها عبر مقاطع بطولية وهام بترجمتها العديد من السودانيين منهم الجهبذ النحر ير عبداللة الطيب1921—2003 إلى جانب اناشيدة العديدة التي خاطب بها البلبل ،النفس، الخريف والمالنخوليا ولقد ارتفع إلى جانب بالسنت الانجليزى(الشكسبيرى إلى ذرى شاهقة لا تسامق. تنبيه 2: الإشارة العاجلة لشيللى وكيتس أعلاه بعض دين عبدالحي علينا وهذه بضاعته نردها إليه او كماقال إخوة يوسف ذلك الصديق- او ذاك الخليفة العباسى حين أستلم نسخة إكرامية من صاحب العقد الفريد إبن عبد ربه الأندلسى او كماقالوا رحمهم الله وسلاما على يوسف وإخوته(الأسباط ) وصلاة وسلاما على سيدى وشفيعى محمد والرحمة والشفاعة لعبدالحي محمد عبدالحي .
======================================================== الاخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد - شكرا
فقد فتحت إشاراتك وتأملاتك في تجربة شاعر العودة فضاءات إبداعية لا حد لها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
في دراسته عن أعمال د. عبد الحي كتب الأستاذ/ محمد الربيع ما يلي:
(... وقد ذكر كثير من مؤرخي الأدب السوداني مثل عبد الهادي صديق، سلمى خضراء الجيوسي ، عبده بدوي انتماء محمد عبد الحي إلى ما يسمى تيار الغابة والصحراء ولكن عبد الحي تنصل عن ذلك ونفاه عن نفسه في التذييل الذي كتبه في مقال كتبته سلمى خضراء الجيوسي عن العودة إلى سنار قائلا: ("الأمر عندي هو أنني لست شاعراً من شعراء الجماعة ، فأنا أتكلم بصوتي الخاص بي الذي أعمقه وأثقفه حتى يتزاوج فيه الخاص بالعام والعام عندي هو تجربة الإنسان الواحدة المتكررة الباطنية الأعمق أو الأعلى من الزمن التي لا تتغير في جوهرها بل تتشكل في أشكال جديدة في كل عصر")
-------------------------------------------------------- تلخص عبارة عبدالحي تجربته الشعرية (العام عندي هو تجربة الإنسان الواحدة المتكررة الباطنية الأعمق أو الأعلى من الزمن التي لا تتغير في جوهرها بل تتشكل في أشكال جديدة في كل عصر) لكيلا يكون لمتعجل حجة وقد سارت تلك التجربة منذ العودة إلى حديقة الورد الأخيرة عبر دروب عصية على التأطيــر في قالب ، أيديولوجيا أو حيز زماني أو مكاني بنهج شعري يُدهش القارئين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
اتصل بي قبل قليل أخي وصديقي محمد عبدالجليل : ـ صلاح : ادخل وأقرأ مداخلات (احمد الامين احمد) في بوست ندوة: محمد عبد الحي ـ شوف بالله الواحد لمن يكون عندو المعلومة والثقافة الكافية وعارف بسوي في شنو ..!!.. : ودخلت ولم أخرج حتى الآن ولا أظنني استطيع:
Quote: على ذكر سبأهدهد سليمان فى مداخلة محمد عبدالجليل الأخيرة ترفرف الكثير من الطيور فى حديقة الوردة الأخيرة(1984) التى زرعها وسقاها عبدالحي كالغراب صاحب الحانة وطيور الجنةوديك الفجر الذى(يقتات الانجم السكرى) والطير الخدارى (طائر الله كما وصفه عبدالحي ) والحمامة الخضراء التى تخرج من (جسد القتيل ) فى إشارة لإسطورة طائر عند العرب فى الجاهلية تختص بالثأر ودم القتيل وطائر النار الأسطورى الذى غذى به عبدالحي القاموس الجمالى بالسودان (السمندل) وعبره هاجر للموسيقى السودانية (فرقة السمندل) وغير ذلك كالطائر المجهول(الذى يحاكى طائر (الباتروس) الذى الذى رافق الملاح العتيق عند صمويل كولريدج الذى يحلق فى بدء وختام العودة سنار: • أبصر كيف مر أول الطيور فوقنا • ودار دورتين قبل ان تغيب الشمس • وطيور الشاعر محمد عبدالحي (1944-1989) طيور تنطق وتتحاور بحرية وطلاقة لسان مثلما تحدث (هدهد )سليمان و (نملته ) تلك الحكيمة التى حذرت قومها من جند سليمان فتبسم ضاحكا من قولها ليشكر ربه ممايؤكد حضور القرءأن الكريم كمرجع أساسى لشعر عبدالحي إلى جانب تلك المرجعيات الضخمة المتعددة التى سقته تحديدا (تجواله البكر فى شرخ طفولته وباكورة صباه داخل مناطق السودان فى معية والده المهندس بالأنقسنا وجبال النوبة وهى مناطق بكر وقتها تسرح بها الحيوانات المتوحشة والطيور النادرة الجميلة وربما تشارك البشر الابرياء موارد الماء –راجع حديث والديه عن فترة تكوينه تلك-مجلة حروف ) إلى جانب المرجعية البيئية التى أستقاها من قراءته العميقة والشائكة والمعقدة باكثر من لسان فى حياة الحيوان وسلوكه
|
أدهشني تماماً ـ أنظر كيف يصف الأستاذ: أحمد الأمين أحمد فكرة الموت عند محمد عبدالحي: في معرض رده على الدكتورة :شيراز:
Quote: فالموت عند صار "وعيا" ملازما ونورا نحو المعرفة وإدراك الحقيقة وتارة مطية لاغتصاب السلطة وقهر الأخر لكنه في الغالب بشارة نحو "الانبعاث" الذي يبشرنا في عالم لا ثنائية فيه تصبح المخلوقات كما في بداية الخلق بريئة ونقية وهذا بديع كما يقول ويتمنى... |
أحمد الأمين أحمد : أينما كنت لك منا القيام حتى تأذن لنا بالجلوس ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
من أقوال أحمد الأمين أحمد في العودة إلى سنار:
Quote: وخريدتة المطولة العودة إلى سنار تلك الأغنية التي تستعصى مفاتيحها لغرابة وحداثة" لغتها ومجازاتها ومساربها وأغوارها ,إنها فتح جديد في اللغة الشعرية يختلف اختلافا ضخما عن اللغة القديمة " وهى حقا " معضلة في ديوان الشعر السوداني " يعضد ذلك حيرة النقاد والشعراء والسحرة والكهنة والصعاليك والعلماء والمتصوفة فك طلاسمها وإدراك مراميها فأهل الغابة والصحراء ينادون " أنها سؤال في الهوية" وآخرون يقولون بل هي " تعبير عن الجوهر الديني في الطبيعة البشرية" وعبدا لحى نفسه حار في أمرها وكان في كل حوار يغذيها ويشحنها روحا جديدة وهذا قمة الجمال فطبيعة شعرة شديدة التوهج بدرجة يستحيل معها التحديق فيه لإدراك جوهرة ...شعر غريب يحاكى النار والحلم.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
الأخ الأستاذ صلاح هاشم السعيد - تحياتي
أراك قد دُهشت وهذا مطلوب دون الحد حيث تنبهم الفهوم والعهد بيننا وبين أحمد الأمين أحمد أن يدلي كل بما لديه .. وقد قال في مداخلة سابقة:
ختاما تعقيبى بتواضع على رد الدكتورة شيراز على السائل المحترم حول مصطلح الثور الإلهى بعض رموز القداسة عند الدينكا شأن جلد الفهد عند الشلك هو رد مفحم خصوصا حين ردته لهامش العودة إلى سنار كجزء مكمل لمتن القصيدة يصعب فهمها بدونهوللمتابعين لشعر عبدالحى عليكم بحوارته العديدة فى خواتيم عمره تجدونه بحكمه وهدوء يستخدم عبارة (شعرى المخطيء فيه والمصيب ) فاتحا الباب للنقاد ليعملوا مباضعهم النقديه فيه كشعر وليس كعقيدة ولقد قال كلمته ثم مضى .. أخيرا يقول الإمام مالك وهو حاضر بالروضة الشريفة بين القبر والمنبر وهى كما تعلمون قطعة من الجنة كمافى الحديث قال: (كلنا يؤخذ منه ويترك إلا صاحب هذا القبر ) فى إشارة لسيدى وشفيعى محمد صلى الله عليه وسلم ...أنتهى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
مَرْحَى تُطِلُّ الشَّمْسُ هذا الصُّبْحَ مِنْ أُفْقِ القَبُولْ لُغَةٌ على جَسَدِ المِيَاهِ ووَهْجُ مِصْبَاحٍ مِنَ البِّلَّوْرِ في لَيْلِ الجُّذُورِ، وبَعْضُ إِيْمَاءٍ ورَمْزٍ مُسْتَحِيل.
اليَوْمَ يَا سِنَّارُ أَقْبَلُ فِيكِ أَيَّامِي بِمَا فِيهَا مِنَ العُشْبِ الطُّفَيْلِيِّ الَّذي يَهْتَزُّ تَحْتَ غُصُونِ أَشْجَارِ البَرِيق.
اليَوْمَ أَقْبَلُ فِيكِ أَيَّامِي بِمَا فِيهَا مِنَ الرُّعْبِ المُخَمَّرِ في شَرَايِينِي ومَا فِيهَا مِنَ الفَرَحِ العَمِيقْ.
اليَوْمَ أَقْبَلُ فِيكِ كُلَّ الوَحْلِ واللَّهَبِ المُقَدَّسِ في دِمَائِكِ؛ في دِمَائِي أَحْنُو على الرَّمْلِ اليَبِيْسِ كَمَا حَنَوْتُ على مَوَاسِمِكِ الثَّرِيَّةِ بِالتَّدَفُّقِ والنَّمَاءِ.
وأَقُولُ:
لم أجد ما أهديه لك يا عبد الجليل ولزوارك بأقلامكم العالمة الأنيقة الزاهية تنضح عطاءً وذكاء ووفاء غير مقطعي المفضل
من نشيدي المفضل: الصبح من العودة الى سنار أستحضره بقوة وأنا اقرأكم كل ساعة فتسعدوني وأستحضره بقوة أكثر
اليوم وأنا اتلقى خبراً كان محمد عبد الحي سيزهو لسماعه!
فقد حمل لنا الفضاء خبر حيازة بنتنا ريل محمد عبد الحي على درجة الماجستير في التسوق بتميز من جامعة قلاسقو باسكتلندا بعد
ان اكملت البكالوريوس في بورتسماوث في علوم الكمبيوتر. وهكذا نتفرغ الآن لأوراقك ياعبد الحي !
عفواً ان خرجت بكم عن الموضوع وانا أعلم ان عبد الحي وعياله يتكتمون على امورهم الخاصة ولكني لا أنتمي اليهم بالقرابة هم من
شرق السودان وانا من غربه والقسمة غلّابة.
لريل التهاني والتمنيات بمستقبل مليء بالنجاحات
ولكم الشكر للمشاركة (الاجبارية).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
العودة إلى سنار عالم من الرموز والإشارات المموسقة عبر شعر رقراق يحكي قصة حلم وطن يتشكل من تنوع مستحيل:
وأقولُ: يا شمسَ القبولِ توهّجى فى القلبِ
صفيِّنى ، وصفِّى من غبارٍ داكنٍ
لغتى ، غنائى.
سنَّارُ
تسفَر فى
نقاءِ الصحو ، جرحاً
أزرقا، جبلاً ، إلهاً ، طائراً
فهــداً ، حصاناِ ، أبيضاً ، رمحاً
كتـــابْ
رجعت طيور البحر فَجْرَاً من مسافات الغيابْ.
البحر يحلم وحده أحلامه الخضراء فى فوضى العبابْ.
البحرُ؟ إنّ البحر فينا خضرة’’ ،
حلم’’ ، هيولى ،
شجراً ارى ، وأرى القوارب فوق ماء النّهرِ
والزرّاع فى الوادى ، وأعراساً تقامُ ، ومأتماً فى الحىِّ ،
والأطفال فى الساحات ، والارواح فى ظلَّ الشجيرةِ
فى الظهيرةِ حين يبتدىُْ الحديث برنّه اللغة القديمةْ.
الشمس تسبح فى نقاء حضورها ، وعلى غصونِ القلب عائلةُ الطيّورِ،
ولمعةُُ سحرية’’ فى الريحِ ، والأشياء تبحر فى قداستها الحميمةْ.
وتموج فى دعةٍ ، فلا شىءُُ نشازُُ كلُّ شىءٍ مقطعُ ، وإشارةُُ
تمتد من وترٍ إلى وترٍ ، على قيثارة الأرض العظيمةْ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
تحت مياه البحر كان عرشها الرخام يشع فسفورا على مملكة المياه والمياه ترخى فوقه من ضوئها المنحبس الأخضر كالأحلام وحولها كانت خيول البحر تصهل والحيتان تمخر لحم البحر وحشرات البحر تنقش بالمخالب الرخوة فوق طحلب يلمع كالهلام حوارها الفريد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الإخوة الأعزاء - عائشة السعيد - أحمد الأمين أحمد - صلاح هاشم السعيد
وزوار خيط تأملات العودة إلى سنار،أين أنتم .. وماذا تروني فاعل، في
أمر لم يغادر الشعراء والكتاب والنقاد فيه جانباً معرفيا/فلسفياً/
مزاجياً/إلا أغرقوه ! ويبقى الخيال وفضاءات التأويل البديع البعيد فـي
الهزيع الأخير من ليل الوطن ومشكل الهوية وتشاكس الغابة والغابـة
والصحراء والصحراء والاحتمالات البيئسة ونحن نردد (جميع الأغاني إتكالن
عليك) يا ثقافة تلم شعث وطن أوشك أن يضيع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عائشة موسي السعيد)
|
سريعة النهمه الأستاذة عائشة السعيد .. تحياتي
الوطن حدادي أو مدادي قد أوشك يضيع بين الأعادي كما أبدع د. مبارك بشير وهو يغني لشاعر الشعب محجوب شريف- شفاه الله –
محجوب شريف راجل نضيف جانا من عرب المدينة وبالنهار عنوانو مدرسة الأساس وفي المساء بيكتب أغاني .. أو كما قال ..
ننتظر كتابات عبدالحي عن الهوية .. ويبقى أن الفتى من يقول ها أنا ذا ..[/green] والهوية ليست ما كان وما هو كائن، بل ما يصوغه الناس بإرادتهم، بفعلهم وإبداعهم .. كتب عنها الشاعر محمود درويش في طباق لإدوارد سعيد:
والهويَّةُ؟ قُلْتُ فقال: دفاعٌ عن الذات... إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها في النهاية إبداعُ صاحبها, لا وراثة ماضٍ. أنا المتعدِّدَ... في داخلي خارجي المتجدِّدُ. لكنني أنتمي لسؤال الضحية. لو لم أكن من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ... فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ/ - منفىً هوَ العالَمُ الخارجيُّ ومنفىً هوَ العالَمُ الباطنيّ فمن أنت بينهما؟ < لا أعرِّفُ نفسي لئلاّ أضيِّعها. وأنا ما أنا. وأنا آخَري في ثنائيّةٍ تتناغم بين الكلام وبين الإشارة ولو كنتُ أكتب شعراً لقُلْتُ: أنا اثنان في واحدٍ كجناحَيْ سُنُونُوَّةٍ إن تأخّر فصلُ الربيع اكتفيتُ بنقل البشارة! يحبُّ بلاداً, ويرحل عنها. ]هل المستحيل بعيدٌ؟[ يحبُّ الرحيل الى أيِّ شيء ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ مقاعد كافيةً للجميع... هنا هامِشٌ يتقدّمُ. أو مركزٌ يتراجَعُ. لا الشرقُ شرقٌ تماماً ولا الغربُ غربٌ تماماً, فإن الهوية مفتوحَةٌ للتعدّدِ لا قلعة أو خنادق
التحية للدكتور سعد الدين ولزوجته الدكتورة رشيدة وفي انتظار مشاركاتهم ، وكذا وعدك بما كتب عبدالحي حول الهوية حتى لو هارد كوبي أتولى طباعته ونقله إلى هنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
تحت مياه البحر حيث لا تعى الذاكرة الشمس، أقامت عرشها تحت مياه البحر فى جهاته الأربع، منحوتا من الرخام مطعما بالصدف الإخضر واللؤلؤ والمعادن القديمة مزينا بصور الطير الغريب والتنانين التى تناكحت وأفرخت فى الحمأ الساخن قبل أن يفور البحر ثم ينجلى لتطلع الشمس على إبتداء وعى عالم جديد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:
هذه الثقافة الرفيعة كست شعر عبدالحى عمقا معرفيا بعيد الغور وجعلته شعرا يستعصى على من لا يداوم على الاطلاع المتنوع كما افقدتة الجماهيرية الواسعة ولعل إحساس عبدالحى بذلك جعله يهتم بالهامش كشكل مكمل لبناء ومضمون شعره كما فعل في " العودة إلى سنار " وبعض اضاءات "حديقة الورد الأخيرة" وسيدرك المتأمل في أشعاره وفرة وتنوع الرمز والذي يعرف المهتمون "أنه جوهر التعبير الشعري"
---------------------- حدد عبدالحي أهدافه بوضوح وظل يعمل بدأب ومثابر صارمة طوال سنوات عمره القصير الطويل، وعبارة أحمد الأمين (أعلاه)بعدم التفات عبدالحي لإغراء (الجماهيرية الواسعة) وربطها بإنحيازه المبكر لإنسان الهامش تتطلب المزيد من الإضاءة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
تحياتي وتقديري اخي محمد عبد الجليل والمجد والخلود لشاعرنا الكبير محمد عبد الحي.. وشكرا يا محمد علي هذا البوست الكبير الذي صار سفينة مدهشة تجوب في عوالم الشاعر العظيم وتمنحنا متعة ومعرفة وسياحة ادبية وثقافية نادرة الحدوث في هذا الفضاء الذي غادرت شواطيه مثل هذه البوستات العميقة منذ ردح من الزمان...
الاخ احمد الامين يغريكم السلام والتحية وهو يعاني من مشكلة في الدخول الي الانترنت ويرسل تحية خالصة وامتنان للاخ صلاح هاشم السعيد ونتمني عودة احمد سريعا حتي يواصل معكم في هذا التوثيق المهول
وتحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عبدالكريم الامين احمد)
|
شكرا محمد ...وشكرا لقراء هذا البوست الاحتفائي التوثيقي الضخم ....
....وفى معرض الحديث عن التموجات والمواعين الواسعة المتناسقه فى شعر عبد الحى .... كنت قد فتحت بوستا فى زمن مضي ( ولا اعرف له طريق الآن) حول الاشارات السياسية فى شعره والتى لا اظننى استقرئها فقط لارتباطى بالاحداث السياسية ولكنها بالفعل إشارات اقل ما يقال عنها....أنها ذكيه وخالده.... ذكيه فى وصفها غير المباشر واللاهتافى الفلسفس العميق لماهية الملك والسلطة والفساد والثورة... وخالده فى كونها تصلح الان...ربما للدائرة المجنونة الشريرة التى تكتنف التاريخ السياسي السودانى - كما كانت تصلح فى ازمان سابقه ...هناك من يرفض التأويلات السياسية الجافة لشعره وحيث انها تهبط بالقارئ من العوالم الاسطورية الساحرة بصخب حيواناتها وطبيعتها وأصواتها الى أرض واقعية صلبة الحقائق..... ولكن ارتباط عبد الحى بالارض والاسطورة القديمة والحيوانات التى امتزجت بشعره مزيجا طبيعيا هادئا متسقا دون قسر ارتباطه هذا جعل حتى تلك الاشارات التى ذكرت تأتى فى جرعات مدروسة من السطور التى ربما تشبه الهايكو فى بساطتها وعمقها... وتحكى ببضع كلمات قصة خيالية من وحى الواقع....
فلنقرأ إذن :
لا يحق للملك أن يحيا حياة خاصه
فالملوك هم روح الشعب المتعالية.
على الملك أن لا يخاف من العقاب
فالرحمة لا تحجب العدالة.
خمارة الغراب
يا صاحبي الدميم
صاحبتنى الليلة فى أزقة الجحيم
ياخدنى النديم
ونحن فى خمارة الغراب
بين دخان الأوجه المقوسات بالعذاب
والأنفس المعلقات فى الرماد والتراب
كخرق الثياب
تدور بالنقل علينا مرة،
ومرة تدور بالشراب
ومرة ترقص فى جحيمنا راقصة الخراب
(ونقلنا حجارة...وخمرنا سراب)
جماهير الغراب: حين مُد السماط وجاء الغراب بادئا رافلا في حلى الطواويس دار الشراب ثم مزق لحم الكتاب بين برثن صقر عجوز ومخلب ضبع ذكي تغرقر بالموت تحت الخضاب والجماهير تهتف:
عاش الغراب .. الغراب .. الغراب!!
تتويج الغراب:
في الزمن اليباب ليس سوى الثعلب والحرباء والحية الرقطاء في حقلهم هذا الذي تتويجه الغراب.
فى الحلُم رأيتُ "سعْدى" و "حافظ" يتناجيانِ فى حَديقةِ الورد الأخيرة قرب المسجد المهجور:
الأرضُ وطَنناْ فيها كل شىءٍ أو لا شىء الله أقربُ من حبْلِ الوَريدْ. لقدْ رحلَ جميعُ الصِّحابْ وبَقينا وحدَنا فى العالمْ كالنحل البرىِّ فى نقْرةِ الجبَلْ وسكِر الجميعُ وقامرُوا فى حانةِ الدَّم والنُّورِ وكسْبنا وحدَنا سوءَ السُّمعة.
لا يمكنْ أن تفْصل عَبقَ العبيرِ من عَفنِ الوَباءِ فى هذهِ الدِّمنْ المخَضَّرهْ.
المُلْكُ حِذاء’’ نلبَسهُ لنمشىَ بهِ فى الزَّمانْ. عليْنا أنْ نَمشى حُفَاةً فى مَملكةِ الفقرِ لا حرَّاسَ على الحدودِ ولا جلساتِ استجْواب ، واجراءات آمنْ
حين عثر الأطفال على جثة الرجل الغريب فى دغل منعزل
قرب سور المدينه
تذكر الشيوخ وقائع مشابهة:
أجنة تولد بأظلاف كأظلاف السخلان
وغراب متوج حجب بجناحيه شمس الظهيرة
وأبلغ العسس رئيس الشرطة بشبح الملك السابق
الذي ظل يحوم ثلاث ليل متواليات حول القصر الملكى،
بدرعه وسيفه وقوسه.
وكثر الأجانب ومزيفو النقود والمهاجرون إلى المدينة.
وشوهدت نجوم بأذناب نارية وأثداء تقطر دما.
وركد النهر، وهاجمت الذئاب القري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: لا يمكنْ أن تفْصل عَبقَ العبيرِ من عَفنِ الوَباءِ فى هذهِ الدِّمنْ المخَضَّرهْ |
د. شيراز - تحياتي،
لهذا نريد أن نعيد القراءة فسنوات التيه على هامش المأساة عمقها .. لم نقرأ التجاني والمجذوب وعبدالحي ورفاقهم من أصحاب الرؤى كما ينبغي، لا بد من عودة إلى سنار .. إلى الوطن الذي يمجد الله والإنسان لا بد من خلق العالم الذي وضعوا بذرته شعرا لنخرج من (هذه الدمن المخضره)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عبدالكريم الامين احمد)
|
لك التحيات والتقدير أخي عبدالكريم الأمين أحمد أن طمأنتنا على أخونا أخوك الأستاذ أحمد الأمين أحمد ولله الحمد أنه بخير ومعاناة عدم الدخول على النت ساهله .. أنتهز هذه الفرصـة لأنقل لك أني وبينما كنت أقوقل وأطبع مشاركات أحمد في النت وجدت لك خيطاً قديما أوردت فيه كثيرا من كتابات أحمد .. طبعتها واستمتعت بقراءاتها واستقصائها للموضوعات الأدبية ولبعض رموز الأدب العالمي .. فلك وله شكر لا يحد.
لا زلت أشمر عن ساعد الرغبة والأمل في قيادة هذا الخيط نحو عوالم جديدة في تجربة عبدالحي الفكرية والشعرية رغم يقيني أن هذا يتطلب الوقوف على كل ما ُكتب عن تجربة الرجل وهـــذا أمر يشبه المستحيل وقد يضطرني في لحظة معينة أن أحرق سفني وأكتب كلمتي وأمضى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: أيمن التوم حسن)
|
Quote: الاخ احمد الامين يغريكم السلام والتحية وهو يعاني من مشكلة في الدخول الي الانترنت ويرسل تحية خالصة وامتنان للاخ صلاح هاشم السعيد ونتمني عودة احمد سريعا حتي يواصل معكم في هذا التوثيق المهول
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
د. شيراز – تحياتي،
ليتنا نمعن النظر في تجربة عبد الحي وصحبه المبدعين الميامين ممن تركوا أثراً إبداعياً نفاخر به الدنيا .. ليتنا نجد العزم لقراءة التفاصيل ففيها يكمن شيطان الإبداع .
ثم
تظل المشكلة قائمة ما ظل مورد الخواء كثير الزحام .. وما كان للشعراء الرواد أن تراودهم رغبة طلب الدنية في إبداعهم، فقديماً صدح شيخنا التجاني وهو في شرخ الشباب (طالب في المعهد العلمي) ينعى سوء الفهم والتفكير والتفسير:
هو معهدي ولئن حفظت صنيعه*** فأنا ابن سرحته الذى غنى به فاعيذ ناشـئة التقى ان يُرجفـوا***بفتىً يمُت اليه فـى احسابه ------------------------------------- ------------------------------------- قالوا وأرجفت النفوس واوجفت ***هلـعاً وهاج وماج قسور غـابه كفر ابن يوسف من شقي واعتدى ***وبغـى..ولست بعابئ أو آبـه قالوا حرقوه بل اصــلبوه ***بل أنسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه ولو أن فوق المـــوت متلمس*** للمــرء مُـد إلي من أسبـابه
ربما لا يجوز إقحام الانتاج الأبداعي الأدبي في خط سكة حديد لهوجة السياسة (ووضعت كلمة (ربما) لأضيق الطريق على من قد يقول .. ليه هو على كيفك إنتا؟) وذلك لأن(كل شيء في فضائه الرحب جميل) .. و
وضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى و (قميص دابي) السياسة يضيق بالإبداع الحق قبل البداية، والمبدع لا يجهد نفسه بهز الأغصان، بل يبذر البذرة النصيحة فالمجد للحقيقة والأشياء ستستوي (والصيف آت لا محالة) وسيغني ود اللمين: المجد للآلاف تهدر في الشوارع كالسيووول ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: أيمن التوم حسن)
|
تحياتي يا أيمن .. لقد إنتخبت أبياتاً مكتنزة بحلم العودة إلى سنار .. نحتاج أن نتمثل العودة بتفاصيلها وتعقيدهاالمعبر عنه في عودة عبدالحي إلى سنار، فسنارنا الراهنة قد تشظت إجتماعياً وجغرافيا وثقافيا تشظياً مبينا .. فالنعض على أمل العودة المرتكز على إرادة الرغبة والوعي الحق بعقبات الطريق، كما عبر عنه عبدالحي في الأبيات التي نقلتها لنا:
سأعود اليوم يا سنَّار ، حيث الحلم ينمو تحت ماء الليل أشجاراً
تعرّى فى خريفى وشتائي
ثم تهتزّ بنار الأرض، ترفَضُّ لهيباً أخضر الرّيش لكى
تنضج فى ليل دمائي
شكرا يا أيمن التوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الاخ - صلاح السعيد - تحياتي،
أحمد الأمين غيبته تعقيدات النت .. (فهلا أبتكرت لنا كدأبك) زوايا جديدة لتعميق الحوار حول العودة .. وانت على ذرى سفح الربيع العربي بين سرت والقاهرة صنعاء وتونس واليوم = 21 أكتوبر في تاريخ السودان والعودة حق وواجب ويقين وإن طال السفر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أستأذن الصديق نصار الحاج في إنزال ما أورد في هذا المنبر العام 2003م ، مما كتب الشاعر الكبير عالم عباس حول تجربة عبدالحي إثراءً لهذا الخيط:
هناك إذ وضع السمندل تاجه
نحن خُلقنا من النسيج الذي صنعت منه الأحلام بول إيلوار وحين يقبل الليل ننام، وقد أثقلت أحلامنا بغلال الجسد والروح عبدالحي – حديقة الورد الأخيرة في هدوء فاجع دخل عبد الحي نومته النبيلة،
" مثلما ينام في الحصى المبلول طفل الماء والطير في أعشاشه والسمك الصغير في أنهاره وفي غصونها الثمار والنجوم في مشيمة السماء"
يحتاج الناس إلى وقت طويل ومثابرة ودأب، وإلى علم غزير للوصول إلى المفاتيح اللازمة لدخول العالم الشعري لمحمد عبد الحي.
لقد سعدت حقا بالدراسة النقدية الجيدة التي كتبها الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا في جريدة الخرطوم والتي نشرت أيضا في مجلة كتابات سودانية (العدد التاسع، سبتمبر 1999م – في ذكرى عبد الحي) ، وكذلك دراسة الأستاذ محمد عبد الخالق في نفس العدد.
ترى ماذا يعني الشعر عند محمد عبدا لحي؟ تأتي ضرورة هذا السؤال من الاهتمام البالغ الذي يلحظه الذين يعرفون عبدا لحي وتعامله مع شعره والغوص فيه حتى يكاد يستغرقه جملة وتفصيلا. فهو حين يقترب من الشعر، إذ هو شخص آخر تماما. فالشعر محرابه ومأمنه، جحيمه ومطهره وفردوسه. وإذ يلجأ إلى الشعر فهو ينفصم وينفصل انفصالا تاما عن هذا العالم اليومي المستهلك (بكسر اللام وبفتحها أيضا). لا هروبا أو عجزاً أو تعاليا، ولكن كما فعل (بروميثيوس) في جلب الشعلة المقدسة ، نور ونار المعرفة سمواً بالإنسانية.
تقرأ شعر عبد الحي كله، فقلما تجد، بل لن تجد أثراً لمناجاة شخصية أو حنين لحيز جغرافي محدود، لن تجد غزلا ما في أنثى أو شكوى للذات، بل حتى الوطن، لن تجده بالصورة التي يراها أو يتغنى به الآخرون، ودع عنك ترهات المدح والهجاء والفخر والنسيب وهلم جرا. ومع ذلك تجد كل ذلك في شعره على نحوٍ ما، وفي صورة فريدة، هي خالصة لعبد الحي لا يدانيه فيها شريك أو منازع.
"كلمات شعري لم يجيء يوما بها إنبيق ساحر تلك القوارير القديمة لم أهجنها ولا تلك المباخر"
تلك كلماته التي ليس ثمة أبلغ منها في وصف شعره.
عبد الحي حين يلج محراب شعره فهو يدخل ملكوتا من الدهشة والحضور، ينفصل عن الدنيا ليتصل بالعليا، بالكون والشموس والمجرات والسديم ، وحين يفعل هذا فهو دائما يعود إلى براءته الأولى، طفلا خلاقا. طفلا محرر الذهن من وثاق كل تاريخ يكبل انطلاقته ويثقل خطاه، ويوثق دهشته، وخلاقاً لأنه يعيد تشكيل العالم (من فوضاه) لا يستهدي إلا بالنقاء والحب والسمو يودع الله في قلبه ثم ينطلق فيلتحم بالكائنات ، النجوم ، يستصحب الذر والنحل والفراشات، واللآلئ والأصداف والطحالب، منبهر بالألوان والأضواء، يغشى حدائق الفسفور والمرايا، يلهو مع طفل النار والماء والبخار والضباب والبرق.
عبد الحي يعرف أن:
"الشعر ملاك وحشي والشعر فقر ، والفقر إشراق والإشراق معرفة لا تدرك إلا بين النطع والسيف"
لذا فعبد الحي يكتب القصيدة بدمه، يقتطعها من لحمه وعصبه، يعتصر شعره من ذاته اعتصارا، ويقطره تقطيرا، فلا تجد في خوابيه إلا الشعر الصرف الوهاج، يترقرق في سربال من الضوء المعطر. وكشأن الشعراء العظام، فهو قاسٍ مع شعره وعنيف، يقلِّب الكلمة ويعتصرها حتى تتوهج في ألقها الأقصى، وحين لا يرضى فبيده مبضع الجراح الحاذق، حاسم البتر، شجاع الرأي سريع الحز .وحين يضع الكلمة في القصيدة فإنما يضع قطعة من كبده وقلبه، جمرة مقدسة متقدة، من لحمه ودمه.
"تهدي الأضاحي، وأهدى مهجتي ودمي"
وهكذا ، فلن تجد في شعره نبواً، أو عبارة فضفاضة أو حرفا زائدا. ولم أجد فيما قرأت وعرفت أحدا يؤرقه شعره ويضنيه ويأكل من جسده وأعصابه وعظامه كما يفعل الشعر بعبد الحي، ولا الفرزدق الذي روى عنه أنه يقول (لخلع ضرس أهون عليَّ من قول بيت شعر) ولا ذلك الذي يتلوى على الأرض كالسليم يعاني وهو يقول الشعر، من الذين يحترقون كالسمندل بجمر القصيد. فليست ضريبة الإبداع بهينة. نعرف ذلك في أبي تمام، ونعرفه في المتنبي ونعرفه في ذي الرمة (غيلان بن عقبة العدوي) أ ليس هو من يقول:
وشعر قدا أرقت له غريب أجنبه المساند والمحالا فبت أقيمه وأقدّ منـــه قوافي لا أعد لها مثالا غرائب قد عرفن بكل أفق من الآفاق تفتعل افتعالا
ولذا كان عبد الحي يحتفي كما يحتفي ذو الرُّمة ويأرق لابتداع شعر مبتكر إذ يقول عبد الحي على ذات النسق:
وشعر قد أرقت به غريب تملأ بالكواكب في الظـلام وتشرق في قوافيه إذا مـا تنفس مصبحا شمس الكلام تطل به القصيدة في ابتهاج تفتح مثل أشكال الغمــام
والشعر معه حين يصبح وحين يمسي، يقظة ومناما ، وحين ينام فهو ينام نومة الفهد عين للهجوع وعين للشعر:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقى بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع الشعر يوقظه وبه يحلم، ويأرق: سمعت صوتك يا الله يهتـف بي في الليل والبدر تم غير محدود أدرك قصيدك من فوضى يلاحقه فالعصر عاهرة سكرى بتجديد لن تدرك البرق إلا أن تراوغـه في النار ما بين تطريق وتجويد
التجويد! ذلك الذي أفنى عبد الحي عمره في ملاحقته، فهو لا يرضى،ولا يرضى. يغير ويبدل. تنتابه الوسوسة والتوجس وهو يعالج قصيدته، تماما كما يفعل أبو تمام:
أحذاكها صنع اللسان يمده جفر إذا نضب الكلام معين ويسيء بالإحسان ظنا لا كمن هو بابنه وبشعره مفتون
وهو إذ يقوم ويثقف ويتعهد شعره ويغنيه، فكأبي تمام :
"خذها فما زالت على استقلالها مشغولة بمثقف ومقوم تذر الفتي من الرجاء وراءها وترود في كنف الرجاء القشعم زهراء أحلى في الفؤاد من المنى وألذ من ريق الأحبة في الفم
ويحترق عبد الحي في شعره ويعبق وهو يهذبه، ويتعهده. على خطا أبي تمام:
نشر يسير به شعر يهذبه فكر يجول مجال الروح في الجسد ساعات شكر غذاهن البقاء به فهن أطول أعمارا من الأبد إذا دجاها أحاطت بي، أحطت بها قلبا متى أسر في مصباحه يقد
وشعر عبد الحي غريب. والغرابة هنا ليست في ألفاظها وغرائب كلماتها، وإنما العالم الذي يؤطره هذا الشعر ويقتحمه ويبنيه ولفهم هذه الغرابة فإن عليك أن تقرأ دانتي في (الملهاة المقدسة) وتقرأ المعري في رسالة الغفران، وتصحبه في درعياته وطلاسمها المستغلقة في سقط الزند، واللزوميات، وتقرأ جيمس جويس في "يوليسيس" وتقرأ اليوت في (الأرض اليباب) وتقرأ آزرا باوند، وتقرأ (كوبلاخان)و (الملاح العتيق) لكوليردج وتقرأ لوورد وورث. ثم تقرأ لأبي تمام وكيف يحتفي بشعره ويجله على نحو فريد، وتمضي مع ذي الرمة لا في غزله في مي ولكن في ليل صحرائه وتتبعه لمساقط المطر، وأرقه مع الشعر، تقرأ ديك الجن الحمصي وعذابه وهواجسه وعطيل شكسبير وانشطاره ووسواسه ثم تعوج فتهوم مع الخيام حتى الهلاك، ومع النواسي في احتدام صراعه النفسي وحواره مع الكأس، حيث الكأس ليست هي الكأس ولا الخمر هي الخمر، وحيث يتجلى الشعر في الضعف الإنساني في لحظته الفريدة المتجلية، وأن يكون لديك الصبر الذهني والجلد فتقرأ (الفتوحات المكية وفصوص الحكم )لابن عربي وتقرأ النفري في مواقفه وتجلياته والسهروردي، وأن تقرأ ابن سينا لا في طبه ولكن في جانبه الآخر النفسي :
" هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تدلل وتمنع"
وتقرأ لابن الفارض "سلطان العاشقين" وتستهدي (بطبقات ود ضيف الله)، وأن تطوف في تراث أفريقيا وأسرارها وقبائلها وأقنعتها وموسيقاها وطقوسها وسحرها ، تقترب من الأدب الفارسي مع سعدي وحافظ وابن المقفع ورحلة السندباد، وألف ليلة وليلة، وترافق أبا حامد الغزالي في إحيائه مرورا بزرياب في الأندلس وابن زيدون وعبدالرحمن الداخل وابن المعتز وتطوف بقصر الحمراء وحضارات مصر ومروى وكوش وبابل ونينوى، تقرأ أراجيز رؤبة وتبيت الليل ترقب البرق مع أوس بن حجر وتجلس مع الشماخ بن ضرار وهو يتعهد قوسه ويثقفها وتتأمل في المسرح الأغريقي والشكسبيري وتقف معه أمام منحوتات مايكل انجلو وآلن مور وسلفادور دالى وابدعات بيكاسو، سيزان، لوتريك والصلحي والعوام وحسين جمعان وأحمد عبدالعال.
وإذا تيسر لك بعض من ذلك تستطيع ولوج عالمه الشعري الغرائبي إذ أنك تجد كل هؤلاء يصطحبونك في الطواف على عالم عبد الحي، عالم الأحلام الموارة، حيث يسيل الزمن رقراقا وحيث توجد الأشياء قبل أن تلتقي بأسمائها.
لكي تقترب من هذا العالم فينبغي أن تترك خلفك حاضرك الماثل. فثمة اتجاه واحد فقط يصلك بالمستقبل ، ألا وهو الماضي ماضيك! لكن يجب الانتباه! فالماضي هنا ليس هو الماضي المعهود المعتاد،؛ قبل يوم أو عام أو مائة أو ألف أو مليون! الماضي هو ذلك الذي يسميه هو (البراءة الأولى)، الذي إليه تعود – الصيرورة- أي منذ (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا …)الآية 172 الأعراف عالم البراءة الأولى هذا هو هاجسه الأول، (حيث يرجع النشيد لشكله القديم قبل أن يسمى أو يُسمَّى) نشدان هذه البراءة التي لم يكتف بها حينما كانت في السماء، وإنما التمسها في الأرض بعد أن تدنست، بعد طوفان نوح، في بشارات أول الطيور عائدا إلى السفينة.
وأنت تقرأ عبد الحي، ثمة إشارات تنبيه لا تني تتردد في شعره تهديك في أغواره السحيقة ودهاليزه المدهشة، فألفاظ مثل (أول) (ابتداء) و (البداءة) و (الأولى) و (تبتدئ) و (القديمة) و (القديم) هي مفاتيح مركزية في شعره.
ثمة إشارات أخرى إلى اللغة. اللغة بكل معاني وتواترت هذه العبارة، فاللغة تعني عنده فيما تعني الأسماء (وعلم آدم الأسماء كلها) وتعني الإفصاح، وتعني مطلق التعبير، وتعني العجز عن التعبير، وتعني الكلام المجرد، وتعني الكلام المبهم. وتعني الذات وتعني التواصل، وتعني الإشارة (يغني بلسان، ويصلي بلسان) (لغة تطلع مثل الرمح) (لغتي أنت) (لغة تسطع بالحب القديم) (اللغة المالحة الأصداء) (حراس اللغة)، (اللغة الأولى)،( لغة فوق شفاه من ذهب) (دياجير الكلام) (لغة على جسد المياه) (تصفي لغة الكلام) (اللغة القديمة) (اللغة القديمة الجديدة) (الجسد لغة أولى) (قيثارة الله تغني في اللغة العربية) (لغة في الرياح) (دم اللغة القديمة) (لغة الشمس والريح) (لغتها السرية) (سماء الكلام) (اللغة طيور تعرف أسرار الفصول) (شجرة النار المتكلمة) (نبع اللغة الأولى) (اللغة الميتة) (اللغة الأخرى) (أفعى لغة البريق) (لغة النخيل) (لغة تفري من رماد حضارة) (لغة النار) (لغة تفتش عن لسان) . وإذا أردت من بعدئذٍ أن تقرأ عبد الحي فلا بد أن تقرأ كتابه النقدي عن التجاني يوسف بشير (الرؤيا والكلمات) فمن خلاله تعرف كيف ينظر إلى الشعر وكيف يتعامل معه وكيف يفكر شعريا فكما روى (..فالتفكير الشعري يختلف عن التفكير المنطقي اختلافا جوهريا، فهو نوع من تفكير سحري، الذي تحتشد فيه كل قوى النفس والقدرة على البيان لتحفظ ما يلازم تلك الإلهامات من تعقيد ودقة، فإذا ضعفت قبضة الشاعر عليهما تبخر السحر الخفي)، وهكذا يتطور هاجس الشعر في نفسه وهو ينظر إلى الشعر (شعره هو نفسه) من خلال التجاني يوسف بشير.
ومحطة أخرى، هي صورة الشاعر الذي سعى عبد الحي أن يكونه. الشيخ إسماعيل صاحب الربابة (النموذج الأسطوري الأول للشاعر السوداني، النموذج المتجدد عبر العصور، تاريخه ومستقبله في ذاته. أرضه سماؤه، أسماؤه أفعاله، تتحد طفولته بطفولة الكون، ميلاد الحضارة التي يشهد حيويتها وشيخوختها وتجددها ويعيش نظامها الكوني الهائل في وجدانه، الشاعر المتحد بصورته وثقافته بداءة ، ذلك المركز الذي يجمع في نفسه دائرة التاريخ الزماني والروحي للإنسان)
أن نتتبع هذا الخيط من رؤى ورؤيا عبد الحي، نستطيع بعدها، بعدئذ أن نبدأ معه الرحلة في قصيدة العودة إلى سنار، بعد اصطحاب كل هذه المعارف والرموز، ولكن ثمة تحذير واجب عند دخول هذا العالم الشعري الساحر، فتماما كما أورد : " كم من الشعر ما لو حاول القارئ أن يفهمه عن غير طريق روحه، لم يكن موفقا في فهمه أو الاستمتاع به) الرؤيا والكلمات ص 115 فانتبه.! وكما قد نعلم فإن قصيدة العودة إلى سنار ليست قصيدة مركزية فحسب، وإنما هو منافستو أو بيان شعري كامل لعالم عبد الحي، وكل قصيدة أتت قبلها هي إرهاص بها، وكل قصيدة أتت بعدها إنما هي ثمرة من حدائقها الفردوسية المتجددة، فهي الذات حين تتجلى وحين تصير. وكما قال: (عودة التفاحة الأولى إلى الغصن القديم) و (حين يرجع النشيد لشكله القديم) و (حيث تنضج الخمرة قبل أن تموج في الكروم) وحيث (الأشياء تبحر في قداستها الحميمة، وتموج في دعة فلا شيء نشاز، كل شيء مقطع وإشارة تمتد من وتر إلى وتر على قيثارة الأرض العظيمة).
عالم عباس /جدة/ اغسطس2000
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خمر من الدن القديم
(إلى د. محمد عبد الحي )
*(1) في حانة الأيامْ وحدك والكأس التي تيبست على حافتها براعم الكلامْ تحدقان في الظلام وحدك ، والحباب في حميا الكأس ذاب بعد عنفوانه المشبوب والعرام غاب في التلهف الكظيم والضرام وانسرب الوقت يجر غيظه إليه والسقاة عبسوا ونعسوا ولم يعد لدى الدنان جام حتام ترتجي من آخر الليل وأول الصباح ، فالنيام تململوا، ونشوة الخمر التي عاقرتها خبت وأذن الختام *(2) وانفجر الصباح أيها الطريح وديكنا الفصيح قد أيقظ السقاة بالصياح فالصبوح أنى. وهاجت روح ودب في الخلائق النشاط والسفوح احتشدت ندى والياسمين ند عن شذى يفوح والرند والآس والبنفسج المليح والورد في دمائه ذبيح وهبت ريح سكرى من الطل ، وقد هريقا من الأباريق دم مسيح فاشرب،لربما إذا أغتبقت واصطبحت أن تندمل الجروح أو وجهها لبرهة يلوح *(3) نام السقاة والخليون وأقفر المكان وأقفرت نفسك منك صرت فارغا ،والآن أنت والشمعة ساهران ساهران جاثيان ساكران تثرثران عبر لغة الطيوف والظلال والألوان وهي على خمارها الوسنان ترقص في إسارها وأنت في اساك المبهم العريان معا تمزقان من إهاب الليل باللغو ،وعاثر البيان ترنقت شمعتك الساهرة السكرى وهتكت إزارها وانتفضت وهاهي الرفيقة الوحيدة التي تؤنس وحشتك وتسكن اللوعة في حشاشتك غفت . وآخر الانفاس مات وجفت الخمرة في الدنان وانبهم الزمان في المكان ودورة اخرى تعود لليل لذات الليل والوحشة والرهان *(4) على عتبات هذا الحان كان لقاؤنا المنسي وتشهد نجمة كنا على أهدابها نجثو وشاطئنا الذي كانت عواطفنا به ترسو ودوحتنا التي كانت عليها حلمنا يغفو وخمرتنا التي باتت على راووقها تصفو وكرمتنا وكم سكبت لنا من جامها القدسي وتشهد وردة أنا التقيناها هنا وهنا مكان حضورها القمري، وأفق جبينها الشمسي وكان الخمر يسكر من شذاها وهي مسكرة فينعتق الهوى الظمآن عن ملكوتها الأنسي وإذ هلت،وكم هلت، تطير الأرض موسيقى وتنبجس السماء شذى أفاويقا أفاويقا وتفهق لهفة سكرى ، قواريرا وابريقا ونرحل كلنا نشوى، نغادر كوننا الحسي . *(5) وهل الوقت هل الوقت ضاع العمر والذات وأثمر من دقائقه السويعات الطويلات تكاثرت السويعات وقد ضاقت بهن الأرض والسبع السموات تهيجت المشاعر واستفزتها الأويقات وتضغطها خناجرها بطيئات بطيئات على القلب.ويا قلبي تفجرت الرؤى تترى، غشاوات غشاوات وها أنذا تحاصرني الهواجس والغوايات على آثار من جنوا وفي خطوات من ماتوا *(6)* وهبت يقظة كبرى أطاحت بالسمادير .
شعر / عالم عباس محمد نور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الشاعر عالم عباس :
وإذا أردت من بعدئذٍ أن تقرأ عبد الحي فلا بد أن تقرأ كتابه النقدي عن التجاني يوسف بشير (الرؤيا والكلمات) فمن خلاله تعرف كيف ينظر إلى الشعر وكيف يتعامل معه وكيف يفكر شعريا فكما روى (..فالتفكير الشعري يختلف عن التفكير المنطقي اختلافا جوهريا، فهو نوع من تفكير سحري، الذي تحتشد فيه كل قوى النفس والقدرة على البيان لتحفظ ما يلازم تلك الإلهامات من تعقيد ودقة، فإذا ضعفت قبضة الشاعر عليهما تبخر السحر الخفي)، وهكذا يتطور هاجس الشعر في نفسه وهو ينظر إلى الشعر (شعره هو نفسه) من خلال التجاني يوسف بشير -------------------------------------------------------------------
وبين الرؤيا والكلمات وربما غيرها كثير من نثر عبدالحي يمكن أن تقترب من عوالم عبدالحي الشعرية وهي تجوس في أرض ليست الأرض وسماء ليست السماء يصيبها ظلم إن جرت محاكمتها بمرجعيات وأشراط ليست من طبيعتها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عالم عباس :
وإذا أردت من بعدئذٍ أن تقرأ عبد الحي فلا بد أن تقرأ كتابه النقدي عن التجاني يوسف بشير (الرؤيا والكلمات) فمن خلاله تعرف كيف ينظر إلى الشعر وكيف يتعامل معه وكيف يفكر شعريا فكما روى (..فالتفكير الشعري يختلف عن التفكير المنطقي اختلافا جوهريا، فهو نوع من تفكير سحري، الذي تحتشد فيه كل قوى النفس والقدرة على البيان لتحفظ ما يلازم تلك الإلهامات من تعقيد ودقة، فإذا ضعفت قبضة الشاعر عليهما تبخر السحر الخفي)، وهكذا يتطور هاجس الشعر في نفسه وهو ينظر إلى الشعر (شعره هو نفسه) من خلال التجاني يوسف بشير ******************
(( العلاقة بين مايمكن ان نسميه "الوعي الشعري" هو علاقة تناغُم بين انكشاف الوجودواستجابة الشاعر)).
(("الشكل الشعري" هو مُجتلى "الوعي الشعري". ولأن هذا الوعي لا يمكن، بالضرورة ،الا ان يُؤخذ في "كُلِ متكامل"،
علينا ان ننظر لشعر الشاعر في مجموعة ونقرؤه في تكامله نحو "نظام لغوي جمالي" ، وكأننا نقرأقصيدة واحدة متصلة
ليست فروعها الا مراحل في طريق الكشف. ومهمة الناقد هي ان يستخلص العناصر التي تتكون منها " وحدة الرؤيا"، كما تتجلى
في "نسق الكلمات" الذي يصنع شعر الشاعر. وبتعبير آخر، مهمته تركيب المعمار الداخلي لرؤيا الشاعر خلال تأمله في
الشكل الشعري المتجسدة فيه تلك الرؤيا.
-محمد عبد الحي- الرؤيا والكلمات؛ ص 10.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عائشة موسي السعيد)
|
Quote: ومهمة الناقد هي ان يستخلص العناصر التي تتكون منها " وحدة الرؤيا"، كما تتجلى
في "نسق الكلمات" الذي يصنع شعر الشاعر. وبتعبير آخر، مهمته تركيب المعمار الداخلي لرؤيا الشاعر خلال تأمله في الشكل الشعري المتجسدة فيه تلك الرؤيا. |
شكرا الاستاذة عائشة،
آفة المعرفة العجلة والإبتسار ولا ضير ما أتخذ النقد منهج الإستقصاء قبل البت ليضيف وإلا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عبدالله الشقليني)
|
كتب الأستاذ/ عبدالله الشقليني:
لمنْ بُردة النبي .. يا تُرى ؟
تلك البُردة قد فضّ غلافها سيدنا في الأعالي ، وفي الهمهمة الصادرة من أزيز النفوس حين تتلاقى ، هذه أمسية ، لحَضرة نيرة ، للأرواح المؤتلفة أن تلتقي بعضها ، على نار الحفاوة بعندليب الشِعر العربي " الدكتور محمد عبد الحي " ، بغنائيته بنظم جديد وأبجدية جديدة للطرب . هذا يوم للوفاء للكلمة التي هي أمضى من النصال ، وأورق من شجر الربيع ، انزاحت البسمة عن غيمة الرحيل ، ولبس الحُزن ثياب الفرح[/red] ، فعادت عذوبة الشاعر وقد مدّ ذراعيه إلينا ، ووشوشت الريح بلغة أبلغُ من الهمس ، واخضرّت الأمسية بذاكرة تترنح في التفاف الدَرويش في لولبية عُرس الطرب . هذا يوم ننحني فيه ، ونمسحُ جبين التاريخ أن مهدَ لهذا الجمع أن يلتقي، ونحن قد غيبتنا المهالك . هذا الضوء الخافت من خلف نواح الفراق يمدُ أذرع الخير الشعري وهو يلثُم ذكرى نبيل الشِعر العربي الوثيق الصلة بتاريخ أمته " عبد الحي " الشكر للجميع ، ومحمد عبد الجليل ، ونخُص الفاضلة بهية القِوام : الدكتورة " عائشة موسى "
=============================== والشكر لك أخي عبدالله الشقليني ولأدبي الرياض الذي فتح ذراعيه هاشا لإستقبال ذكرى عبدالحي الثانية والعشرين كان الوقت قصيرا أما الأمل فكعادته ممتدا حيث تم الاتفاق على أن تكون الأمسية بعنوان: تأملات في العودة إلى سنار تقاطر أبناء الجالية السودانية بشارات الرضا ليشرفوا بعبد الحي وينعموا بتأمل العودة إن لم يُسعد واقع الوطن واستمعوا للمتحدثين بدءاً بالوشمي رئيس النادي وقراءات شيراز وكلمات أستاذة عائشة الناضحات وفاءاً ثم مدني وجميل وعدد من المداخلات العميقة ولا زالت العودة في إنتظارك يا شقليني والآخرين على شرفات تأويلاتها المفتوحة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
لكي تقترب من هذا العالم فينبغي أن تترك خلفك حاضرك الماثل. فثمة اتجاه واحد فقط يصلك بالمستقبل ، ألا وهو الماضي ماضيك! لكن يجب الانتباه! فالماضي هنا ليس هو الماضي المعهود المعتاد،؛ قبل يوم أو عام أو مائة أو ألف أو مليون! الماضي هو ذلك الذي يسميه هو (البراءة الأولى)، الذي إليه تعود – الصيرورة- أي منذ (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا …)الآية 172 الأعراف عالم البراءة الأولى هذا هو هاجسه الأول، (حيث يرجع النشيد لشكله القديم قبل أن يسمى أو يُسمَّى) نشدان هذه البراءة التي لم يكتف بها حينما كانت في السماء، وإنما التمسها في الأرض بعد أن تدنست، بعد طوفان نوح، في بشارات أول الطيور عائدا إلى السفينة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عبدالله الشقليني)
|
عندما نقرأ للأستاذ / أحمد أمين ، نسابقه فيسبقنا ، فرسه أكثر رشاقة وخفة ، وسهمه يعرف بوضوح مكان التصويب في قلب الهدف . أثرى صاحبنا الملف ، وإنها لصحبة ترّق لها النفوس ، وتشرئب لها الأعناق ، وبمثلك أيضاً سيدي " محمد عبد الجليل " ، فقد أوقفت قلمك لعندليب الشعر العربي " محمد عبد الحي " ومشقت حُسامك بالدرر . ألف تحية لكما على هذا الصنيع .
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عبدالله الشقليني)
|
كتب الأستاذ/ عبدالله الشقليني،
[green]و أنا أزعُم أنه قد ابتنى لنا معبداً شِعرياً يستحق أن نُجلسه مجلسه من معابد الدنيا التي تستعين بالتاريخ كمادة ينتقي منها المُبدع ما يراه في النهوض بالحُلم.
ظللت أردد عبر هذا الخيط أن عبدالحي تحدث عن سناره الحلم وليس عن سنار السلطنة والجغرافيا رغم ورودها مرات عديدة مباشرة أو عبر الرموز والإشارات ولكن عبر أحلام اللغة الشعرية العالية منطلقاً من البداءة الأولى مؤشراً لمستقبل سنار وإنسجام التنوع النبيل، ومن هنا جاء طلبي المتكرر للتأمل في إبداع عبدالحي والإبحار في آفاقه البعيدة، بعيداً عن اللهوجة والإبتسار
شكرا الاستاذ / عبدالله الشقليني وأنت تبحر بالتأمل صوب غاياته عبر قراءة عميقة ومبينة حيث تقول:
تتلمس وأنت تقرأ نصوص العودة إلى سنار أن المحبة قد تكورت وتضخمت في وجدان شاعرنا الدكتور محمد عبد الحي ، وكانت هي حلم من أحلام البحث عن الهوية ، وتعميق التاريخ في صلب العمل الشِعري . وقد فارق تاريخ " سنار " الحجقيقي إلى الحلم ، وهو اتحاد الضدين في عمله المُبدع ، إنني أرى من خلف النصوص الشعرية حلما جميلا بأن يعود المرء لسنار( الثانية ) من جديد ،وإعادة تخليقها من غلظة تاريخها إلى سماحة التآلف بين الأعراق
لقد عبرت يا الشقليني عما أحس به كلما أقرأ العودة ، أحس بهذه المعاني التي عبرت عنها (أنت) أعلاه، أحس أن سنار عبدالحي حلم لفضاء إنساني واسع وحميم (لا درادر لا عساكر لا مظاليم لا مظالم) فضاء يحقق (الدين لله والوطن للجميع) بمحبة تقيمه مستقيماً ورحباً لجميع قاطنيه يبدعونه وفق أشواقهم سمحة ومتدفقة كما خلقها الله.
الاخ - عبدالله الشقليني - تحياتي أسعدتني مداخلتك
أنت تعاني مشاكل الكمبيوتر وأنا أعاني إضطراب شوق السفر لسنار خلال أيام معدودات ولكني سأحرص على أن أكون قريباً فلا زال الحلم فتياً والعودة إلى سنار فضاءا للتأمل والتأويل الذي يجهد العقول والأفئدة والكلمة الأخيرة ستبقى في رحـم الغيب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب عبدالله الشقليني:
ربما حاول السياسيون أن ينسبوا ( العودة إلى سنار ) إلى أنه برنامج سياسي للعودة للمملكة ، وأنا أختلف معهم بأن الشاعر " محمد عبد الحي " كان حراً طليقاً في إعادة هيكلة التاريخ بما يوافق الحُلم ، وتلك هي الفروق بين الخطاب السياسي الذي أراد أصحابه إلباسه لشعر عبد الحي ، بل أغلظوا في سوء الفهم وفق ما أرى ، حين رأوا فيه المنظر الثقافي الذي مهد لعودة الإسلاميين إلى سدة الحُكم بالقوة ، مثلما جاء حصاد التاريخ من بعد معركة " سوبا " ضد المسيحية من تآلف حلف عبد الله جماع الذي هزم " سوبا " المسيحية عام 1504 .والذي أسس لمملكة سنار التي دامت سلطتها أكثر من ثلاثة قرون . وتلك فيما أرى مكيدةً أراد بها أصحاب السياسة قصيري النظر من الولوج لفهم مشروع الدكتور " محمد عبد الحي " على أنه مشروع إعادة تدوير المجتمع ليعود بسنار للبرنامج السياسي للإسلام السياسي السلفي الذي يريد الرجوع بالمجتمع إلى العهد الظلامي الذي لا يناسب العصر ولا التاريخ ، والذي فشل فيه الساسة عندنا أيما فشل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عبدالله الشقليني)
|
أجل يا أستاذ شقليني! لقد أبدعتُم جميعاً برفد هذا البوست بمعلومات من الصعب تحصيلها في وعاء واحد. فلكم الشكر وحُسن الجزاء على هذا الإجتهاد المُقدّر. **************
وجاء في فقرتك الأخيرة:
* كم يا تُرى هنالك من علائق بين شكسبير ومحمد عبد الحي !؟ هذا ملف يحتاج دراسة وعمقا ... ربما نلقى الشريكان يتسامران على الضفاف من بعد قرونٍ ... ****
لا أعلم ! ستجيب انت وعبد الجليل واحمد الأمين على هذا السؤال فعندكم الخيوط السحرية.
ما أعرفه انه بعد زواجنا أصر محمد على قضاء عدة أسابيع في استرادفورد ابون ايفون، كُنا نقضي ساعات طويلة في التجول حول وتفحُّص المسرح؛ ومن حُسن حظه ان صاحبة البنسيون كانت تعشق المكان وتحفظ تاريخه ؛ واندهشت ان يأتي عِرسان من (مجاهل الأرض) لقضاء شهر العسل مع مسرح وبيت شكسبير و أصرت ان تهدينا التذاكر لمشاهدة " الملك لير" التي كانت في بداية موسم العرض من فرقة شكسبير.. كان محمد سعيداً كالطفل يوم العيد ! فلا أشك انه دخل مع شكسبير في ذاك السمر... ماكنت أصحبه في كل جولاته الاستكشافية خاصة انني كنت على معرفة بالمكان من زيارة مع المجلس البريطاني قبل الزواج.
ومن المصادفات انني قرأت اليوم إعادة مزاعم ان شكسبير كان رجلاً أمياً وليس هو من كتب تلك الروايات بل كتبها ادوارد دى فيري او ايرل اوف اكسفورد..ويُعرض هذا في فيلم امريكي باسم Anonymous كما جاء في صحافة اليوم....
لذا أشكركم على التوثيق لسنار حتى لا يأتي من ينتحلها ذات يوم! تحياتي لكم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عائشة موسي السعيد)
|
الاعزاء/ عبدالله الشقلينى/ عائشة موسى /أحمد الأمين وأصحاب خيط التأمل جميعاً ..
أبقوا عشرة على هذا الخيط ريثما أعود، فقد يممت شطر الوطن بعد غياب إمتد لعشرة أشهر حسوما .. ذاهب وفي النفس شيء من حتى العودة ورغبة في إعادة قراءة ما أبدعتم وأضفتم لهذا الخيط ولا زال باب النظر مشرعاً وأهل سنار ينظرون لبعضهم بعيون ريبة ممزوجة بحنين يلوح وراء أفقه آمل كالسهى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أهلاً بك في الخرطوم يا عبد الجليل.. ونأسف ، حاولنا استقبالكم بأسعار أفضل للأضاحي ولكن ماباليد حيلة! وهانحن نستبدلها بالسمك والعدس وليجعل الله أيامنا أعياداً باية حال يعود بها العيد!
أما الشيلة فلا أظننا نستطيع حمل ما حملت ولكننا نحاول فقصص الشقليني كفيلة بأن تسد كل فراغ وسنظل نسمعه ولا نَمِل. ونتمنى عودة من الأمين
لكم جميعاً التحية وعيد مبارك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عائشة موسي السعيد)
|
بلدي يا بلد التاريخ ما دمنا حزانى
والنيل يهدر في سلساله كدرا مما تبول عليه الناس والغنم
وعمي حامد يفلح الأرض التي عجزت أن تنتج غلة تفي بالضروري ولا زال حتى تجاوز التسعين مثل توماس أديسون وهو يجري بطمأنينة محاولاته غير المفضية إلى شيء فلا بد من إختراع المصباح الكهربائي وإن طال المسير ولا بد من وطن مستقيم على جادة التنمية وكرامة البشر
الاستاذة عائشة العيد مبارك عليك وتحياتي لك عدت من السودان بعد قضاء 29 يوما لم أشاهد فيها لا المنبر ولا التلفزيون ولم أقرأ صحيفة وفقدت هاتفي الجوال لأكتشف كم كان أهلنا سعداء بين المزرعة والبيت والاكتفاء بعالمهم المحلي المترع بالفرح والسكينة
والتحية لكم جميعا من جديد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أهلاً بعودتك لديار عمومتك.
ونتمنى ان تكون تركت الوالد بصحة جيدة.
كنا نتمنى حضورك هنا عدة مناسبات لا تنعد كثيراً عن محتوى هذا
البوست الرائع. كان آخرها بالأمس افتتاح معرض الأخ الفنان التشكيلي الرائد بوفيسور حسين جمعان.
كانت قراءتي لبعض لوحاته الجديدة كأنما أسمع معها خلفية من ترانيم شعر محمد عبد الحي!!!
لم أندهش كثيراً بعد استرجاعي للعلاقة الحميمة التي ربطت بينهما مظللة بعلاقتهما مع الفنان المبدع عثمان
وقيع الله وهما في لندن والشاعر الفيلسوف محمدالمهدي مجذوب وهما في الخرطوم واحتفيت بنفسي وانا أتعرف على هذا الرباط
الروحي الفني العجيب... ولعل الصالة الزاخرة بالنقاد والعارفين ليلة أمس أن يتحفونا برؤى استخلصوها من ذاك المهرجان
الفني التشكيلي لحسين جمعان له الشكر لنقلنا لعالم الجمال والتهاني على العمل الرائع الذي قال عنه السفير الفرنسي:
(بعض ما أحضره جمعان للعرض).... ما كانت القاعة لتحمل فوق ما حملت من ابداع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كان الأمل أن أزور مكتبة عبدالحي متمهلا، ولكن في السودان تتعذر القراءة ويضيع الوقت بين (لمة ناس في خير أو ساعة حزن) .. لم يعد صوت عويل النساء في حالة وفاة يرتفع كما كان في بعض الوقت، وقد أصبح الناس يستقبلون الموت ككل الأشياء العادية وكما وصفه عبدالحي:
هو الموت يسعى إلينا بلا قدم في الدجى والنهار
ولدنا له ناضجين
أستدرنا له
فلماذا البكاء؟
أتبكي الثمار؟!
إذا أقبل الصيف ليحقنها في الخلايا بنار الدمار
أخذت معي بعض الكتب الأدبية وفلاش يحوي أمسية النادي الأدبي في الذكرى الثانية والعشرين لعبدالحي لأفاجأ بأن غالب المستهدفين قد جرفهم تيار التوتر الحياتي اليومي وكل الوقت لهثا وراء إشباع بعض حاجات الحيوان في الإنسان أو لأداء الواجبات الاجتماعية وزيارة المرضى وغير ذلك كان ينبغي أن أعذرهم ولكن صدري لم يتسع فأقسمت أن أعود بما حملت ولا أترك الكتب (ليأكلها الدود ويسرقها السارقون)
أخذت معي أيضا بعض كتيبات الأطفال مستهدفا بها إبنتي (ملاذ) ثالثة إبتدائي .. أخذتها بلهفة والتهمتها في وقت قصير ولم تعلق عليها .. فأضطررت لسؤالها عن رأيها في الكتب التي أحضرتها:
قالت: يابوي دي كتب شفع صغار!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ / عبدالله الشقليني:
لم تكن العودة إلى سنار برنامجاً للإسلام السياسي : ربما حاول السياسيون أن ينسبوا ( العودة إلى سنار ) إلى أنه برنامج سياسي للعودة للمملكة ، وأنا أختلف معهم بأن الشاعر " محمد عبد الحي " كان حراً طليقاً في إعادة هيكلة التاريخ بما يوافق الحُلم ، وتلك هي الفروق بين الخطاب السياسي الذي أراد أصحابه إلباسه لشعر عبد الحي ، بل أغلظوا في سوء الفهم وفق ما أرى ، حين رأوا فيه المنظر الثقافي الذي مهد لعودة الإسلاميين إلى سدة الحُكم بالقوة ، مثلما جاء حصاد التاريخ من بعد معركة " سوبا " ضد المسيحية من تآلف حلف عبد الله جماع الذي هزم " سوبا " المسيحية عام 1504 .والذي أسس لمملكة سنار التي دامت سلطتها أكثر من ثلاثة قرون . وتلك فيما أرى مكيدةً أراد بها أصحاب السياسة قصيري النظر من الولوج لفهم مشروع الدكتور " محمد عبد الحي " على أنه مشروع إعادة تدوير المجتمع ليعود بسنار للبرنامج السياسي للإسلام السياسي السلفي الذي يريد الرجوع بالمجتمع إلى العهد الظلامي الذي لا يناسب العصر ولا التاريخ ، والذي فشل فيه الساسة عندنا أيما فشل . (5) هذا ما رأيته الآن من وحي ( العودة إلى سنار ) في رواها الأولى في محاولة لتخليص قيثارة الحُلُم الشعري النبيل من طمس المشروع الحضاري للذين سرقوا العقيدة من سماحتها الكامنة في جوهر الخطاب الديني المتسامَح المختلف عن الخطاب الديني الغليظ ، والذي ائتلف في النص القرآني ولم يستطع التفريق بينهما إلا المُكتشف ( محمود محمد طه ) في الفصل بين الاثنين وتسميتهما ( رسالة أولى غليظة بما يناسب المجتمع في التاريخ القديم ) و ( رسالة ثانية هي رسالة التسامُح والإنسانية الرحبة ) وذلك إنجاز يُحسب له ، وها هي ثمرة الإسلام السلفي الغليظ الذي نعيش طعمه المُرّ على الوطن من عودة إلى القبلية والعرقية البغيضة ، والعودة للفساد المؤسس لأصحاب الموالاة للبرنامج السياسي السلفي والكيل بألف مكيال من أجل أن تؤول الدولة ومواردها وأرضها إلى ضيعة للإسلاميين وبرامجهم التعسة لتفتيت الوطن وكسر التعايش الذي كان قائماً بين الثقافات والكيانات والشعوب السودانية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عائشة موسي السعيد)
|
كتبت الدكتورة عائشة موسى :
Quote:
أجل يا أستاذ شقليني! لقد أبدعتُم جميعاً برفد هذا البوست بمعلومات من الصعب تحصيلها في وعاء واحد. فلكم الشكر وحُسن الجزاء على هذا الإجتهاد المُقدّر. **************
وجاء في فقرتك الأخيرة:
* كم يا تُرى هنالك من علائق بين شكسبير ومحمد عبد الحي !؟ هذا ملف يحتاج دراسة وعمقا ... ربما نلقى الشريكان يتسامران على الضفاف من بعد قرونٍ ... ****
لا أعلم ! ستجيب انت وعبد الجليل واحمد الأمين على هذا السؤال فعندكم الخيوط السحرية.
ما أعرفه انه بعد زواجنا أصر محمد على قضاء عدة أسابيع في استرادفورد ابون ايفون، كُنا نقضي ساعات طويلة في التجول حول وتفحُّص المسرح؛ ومن حُسن حظه ان صاحبة البنسيون كانت تعشق المكان وتحفظ تاريخه ؛ واندهشت ان يأتي عِرسان من (مجاهل الأرض) لقضاء شهر العسل مع مسرح وبيت شكسبير و أصرت ان تهدينا التذاكر لمشاهدة " الملك لير" التي كانت في بداية موسم العرض من فرقة شكسبير.. كان محمد سعيداً كالطفل يوم العيد ! فلا أشك انه دخل مع شكسبير في ذاك السمر... ماكنت أصحبه في كل جولاته الاستكشافية خاصة انني كنت على معرفة بالمكان من زيارة مع المجلس البريطاني قبل الزواج.
ومن المصادفات انني قرأت اليوم إعادة مزاعم ان شكسبير كان رجلاً أمياً وليس هو من كتب تلك الروايات بل كتبها ادوارد دى فيري او ايرل اوف اكسفورد..ويُعرض هذا في فيلم امريكي باسم Anonymous كما جاء في صحافة اليوم....
لذا أشكركم على التوثيق لسنار حتى لا يأتي من ينتحلها ذات يوم! تحياتي لكم . |
أربعمائة عالم أو نحو ذلك ما بين عبد الحي ووليام شكسبير . لعبد الحي دراسات في الشعر المُقارن ثم دلف إلى الشِعر . ووليام شكسبير كان ممثلاً ومؤلفاً مسرحياً. سبر في مسرحياته أغوار النفس البشرية، وحلّلها في بناء متسق جعلها أشبه شيء بالسيمفونيات الشعرية..
نحن في حاجة للتأمُل
شكراً للدكتورة عائشة ، وللأستاذ / محمد عبد الجليل وللأستاذ / أحمد أمين .. هذا الملف ينبغي أن يستمر ففيه أغنيات لم تكتمل ..
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأخ الاستاذ عبدالله الشقليني .. التحيات الطيبات تغشاك والاخ الأستاذ أحمد الأمين أحمد والأستاذة عائشة موسى السعيد وكل المساهمين في توق هذا الخيط ليربو ويضيف.
انطلقت أمسية ذكرى عبدالحي الـ 22 (تأملات في العودة إلى سنار)، لتعيد الحوار إلى منصة قاعدتها قصيدة العودة إلى سنار بمحمولاتها الثقافية والإبداعية المستبدة .. وجرى حديث مع أحد زملاء الشاعر محمد عبدالحي ليكون المتحدث الرئيس في الأمسية، قاتل الله المرض فقد منع الرجل من الحضور في تلك الأمسية .. التي خرج جمهورها سعيدا بما سمع وشخصيا وربما بعض الزملاء ممن شاركوا في الاعداد وامتدت آمالهم لتأمل يحاول تفكيك الرموز ويؤول الإشارات ويضيء المعاني ويرد الشبهات خرجنا وفي النفوس شىء من حتى تأملات شاء القدر أن يغب عنها المتحدث الرئيس فرأيت أن يكون هـــذا الخيط منبراً لما قصرت عنه الأمسية من تأملات في العودة وغيرها من إبداع عبدالحي بعيدا عن الابتسار والزج في أطر رفضها الشاعر منذ ضحى تجربته الفريدة ، وفي هذا المقام لا بد من قراءة جديدة لأعماله النقدية والشعرية وما كتب حول تلك التجربة .. فهو إنجاز إبداعي يستحق الوقوف عنده حتى مطلع فجر الوطن الجريح.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي محمد عبد الجليل سلامات شكرا على هذا الخيط الذي تابعته سطرا سطرا بمتعة ،و أشكر كل من ساهم فيه من المشاركين\ات في الندوة جميعا.و كان لتعليقاتك اللمَّاحة و مقتطفاتك أثرها في إضفاء مسحة بديعة.
و ما قمتم به كان من المفترض أن تقوم به أولا المؤسسة الأكاديمية التي وهب عبدالحي عمرها له و ظل بها حتى آخر أيامه المباركات أي "جامعة الخرطوم". و من بعد ذلك مؤسسات الدولة التي ما زالت تشكل المؤسسة الأولى القادرة على القيام بذلك.
و الإحتفاء بمن يقومون بإنتاج الرأسمال الرمزي للأمه من خلال إبداعاتهم، تقليد راسخ بل و يومي أحيانا،في المجتمعات التي تقدِّر أعمال بناتها و بنيها. و هذا ما أشار إليه الطيب صالح في "من أين أتى هؤلاء"؟و سنبسطه رغما عن أن الطيب صالح قد تراجع عمليا عن مقاله حين قبل التكريم من الذين هجاهم،ربما لأنهم مسكوه من اليد التي توجعه أي حاجة الإنسان عامة للإحساس ب"التقدير".
يقول الطيب صالح عن الاحتفاء بالمبدعين في مقارنة بين الإنقاذ و المجتمع البريطاني:
Quote: أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي المصطفى ؟أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟ أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟ إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟ أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة ت ا ف ه ة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق. من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟ |
ولي مستقبلا غشوتان هنا على الأقل. شكرا لكن\م مرة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي محمد عبد الجليل سلامات شكرا على هذا الخيط الذي تابعته سطرا سطرا بمتعة ،و أشكر كل من ساهم فيه من المشاركين\ات في الندوة جميعا.و كان لتعليقاتك اللمَّاحة و مقتطفاتك أثرها في إضفاء مسحة بديعة.
و ما قمتم به كان من المفترض أن تقوم به أولا المؤسسة الأكاديمية التي وهب عبدالحي عمرها له و ظل بها حتى آخر أيامه المباركات أي "جامعة الخرطوم". و من بعد ذلك مؤسسات الدولة التي ما زالت تشكل المؤسسة الأولى القادرة على القيام بذلك.
و الإحتفاء بمن يقومون بإنتاج الرأسمال الرمزي للأمه من خلال إبداعاتهم، تقليد راسخ بل و يومي أحيانا،في المجتمعات التي تقدِّر أعمال بناتها و بنيها. و هذا ما أشار إليه الطيب صالح في "من أين أتى هؤلاء"؟و سنبسطه رغما عن أن الطيب صالح قد تراجع عمليا عن مقاله حين قبل التكريم من الذين هجاهم،ربما لأنهم مسكوه من اليد التي توجعه أي حاجة الإنسان عامة للإحساس ب"التقدير".
يقول الطيب صالح عن الاحتفاء بالمبدعين في مقارنة بين الإنقاذ و المجتمع البريطاني:
Quote: أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي المصطفى ؟أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟ أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟ إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟ أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة ت ا ف ه ة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق. من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟ |
ولي مستقبلا غشوتان هنا على الأقل. شكرا لكن\م مرة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
اسامة الخواض/المشاء يا صاحب
مشّاؤونَ في أزياء عرَّافينَ
وضعوا حقائبهمْ أمام البابِ، و افترشوا حصير السرْدِ، و اجترعوا - على مهلٍ -مريستهمْ لم تبقَ في قعر الدنانِ سوى خثارة سهدهمْ، نفضوا غبار الريْبِ عن ورق الهدايا نبشوا السرائرَ، والسراديبَ الغميسةَ، علّهمْ يجدوا رفات حنينهمْ، بسطوا على شرفاتِ شهقتهمْ مراثيهمْ لأسراب القطا البرِّيِّ، مشَّاؤونَ في أزياء عرَّافينَ لم تهب النجومُ لهم سلافةَ حدْسها الكونيِّ، مشَّاؤونَ في الأشواكِ، مشَّاؤونَ في الأسواقِ، قصّاصونَ للأعماقِ، حلّابونَ نسّاجونَ للكتْمانِ، لوّامونَ للزمَكانِ، و اتكأوا على الأشواقِ، و انكسروا كما العشَّاقِ، و انتظروا ملاكاً سوف يهبط جالباً مفتاح شقّتهمْ، فتقترح الحقائبُ نخب أوْبتها
شكرا فمتابعتك تطمئن بنصاحة خيط ذكرى عبدالحي الـ 22 وعلى عشم غشواتك القادمات سندفع بالخيط لربع جديد نحو الأعمق فلازال في سوحنا من يلون بمزاجه إبداع محجوب شريف:
أحمر زاهي باهي يلفت انتباهي هل سكر زيادة؟ أم سكر خفيف؟
وآخر يرفض أن يرى الفضاءات المفتوحة في قصيدة العودة إلى سنار التي أبدعها عبدالحي في سنيه الخُضر شعرا رقراقاً (حالما بعالم سعيد)
ولي عودة سريعة كان الله هون والسيستم استعدل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الليلة يستقبلنى أهلى : أرواح جدودي تخرج من فضَّة أحلام النّهر ، ومن ليل الأسماءْ تتقمص أجساد الأطفالْ. تنفخ في رئةِ المدّاحِ وتضرب بالساعد عبر ذراع الطبّالْ. الليلة يستقبلنى أهلى : أهدوني مسبحةَّ من أسنان الموتى إبريقاً جمجمةً ، مُصلاَّة من جلد الجاموسْ رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ من جسد الأرضِ وعبَر سماء الجُرحْ. الليلة يستقبلني أهلي. وكانت الغابة والصحراءْ امرأةً عاريةً تنامْ على سرير البرقِ في انتظارِ ثورها الإلهي الذي يزور في الظلامْ. وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً. يزهر فى سلطنة البراءة وحمأ البداءهْ. على حدودِ النورِ والظلمةِ بين الصحوِ والمنامْ. - - - - - - - - - - - - - - - - - -- - - -- - - - - - - -- - - -- . " قد فتحنا لك يا طارقُ أبواب المدينة " قد فتحنا لك يا طارقُ… " قد فتحنا…." ودخـــلتُ حافيا منكفئا عارياً ، مستخفياً فى جبة مهترئة وعبرتُ في الظلامْ وانزويت في دياجير الكلام ونمــــتُ مثلما ينامُ في الحصى المبلول طفل الماءْ والطّير في أعشاشهِ والسمك الصغير في أَنهارِهِ وفى غصونها الثِّمارُ والنجوم في مشيمةِ السماءْ.
يختزل حاصل جمع الانجاز الشعري لعبد الحي متكئاً على تفسيرات تضيق بعوالمه وقاموسه الشعري المشرع على فضاءات تقطع نفس المتأملين ولديها مزيد، فالنوثق لمبدعينا كما ينبغي ومن ثم فاليعمل النقاد مباضعهم على تجارب (منتجي رأس المال الرمزي للأمة السودانية) العزيزة الجبارة الباحثة عن موطئ قدمها بين الأمم التي سبقت وجمعت وأوعت ورعت وكرمت مبدعيها وهم في شرخ شبابهم وإبداعهم ولا زلنا نذبح الخيل والخيال والوطن ولا زال بعض مبدعينا (يخون بصيرتهم الإنتباه) ولا حتى قال ديل المغول
كما أبدع حميد في رائعته النخلة:
النخلة في الليل المهول ... وحيدا في عز الرياح فارس يدارق في الرماح ... الجايا من كل إتجاه رغم الجراح ...شح المي ... والزاد والسلاح راكز يصول ...لا أنَّ لا حنى للجباه لا خان بصيرتو الإنتباه لا حتى قال ديل المغول ... لا خت آه _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
معوض الليل بالصباح يا معود النار اللهب ... روض نخلنا على الرياح وفي لجة البحر الغريب ... أدي الرواويس الصلاح يكفيها دا ... يكفيها صاح.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
يا صاحب شكرا على بسط النص الشعري.
و غشوتي الثانية هي عن ترجمة عنوان رسالة دكتوراة محمد عبد الحي.فقد ورد الآتي:
Quote: دكتوراة الآداب المقارنة جامعة أكسفورد كلية برزنوس 1973 بعنوان : The Effect of English and American Literature on Arabic Romantic Poetry التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في الشعر العربي الرومانسي |
من أين أتت كلمة "التأصيل"؟من روح الدكتوراة؟
مع خالص التقدير حتى غشوات أُخر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: osama elkhawad)
|
التحية والتهاني ياعبد الجليل لك ولزوار زاوية عبد الحي التي استطاعت ان تفلِت من بين براثِن تشطيبات الباشمهندس لصنفرة الرُبع الجديد للعام الجديد...
نحاول استنشاق بعض عبير الاستقلال من هنا وهناك أعاده الله عليكم والأجواء تفوح عِطراً وليس دماً.
لايمكن أن تفلِت الهفوات من نظرة الأستاذ خواض... لذا لزم التصحيح والاعتذار كمان!! ************
Quote: دكتوراة الآداب المقارنة جامعة أكسفورد كلية برزنوس 1973 بعنوان : The Effect of English and American Literature on Arabic Romantic Poetry التأصيل والتأثير الإنجليزي والأمريكي في الشعر العربي الرومانسي ****************
في الواقع عنوان الرسالة هنا كُتِب من الذاكرة خلال أيام مزدحمة وأنا في الرياض وطُلِبت مني تلك المحاضرة في غياب النص الأصل والذي يحمل هذا العنوان:
Tradition and English and American Influence in Arabic Romantic Poetry A study in Comparative Literature
أما "التأصيل" والتي اقترحها الكاتب واستخدمها في مقال افترعه من الرسالة..فهي إذا اتفقنا ان المصطلح يعني "التأسيس" أو وضع الأُسس فهي تناسب مرمى الأصل (foundation) أما الآن والأصل هو tradition and influence أراها كذلك تناسب الأصل وهي فعلاً من روح المادة اذا لم تختلط بالمفهوم الجديد للتأصيل...(كانت في1973).
يهمني جداً اقتراحك لترجمة هذا العنوان فالترجمة الآن قيد المراجعة فقد تفضل مركز عبد الكريم ميرغني بطباعتها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عائشة موسي السعيد)
|
لولا تسجيل أستاذة عائشة للتاريخ 1973م لكانت ايحاءات التأصيل حمالة الحرب بداية لمبحث يخرجنا من العودة إلى سنار التي لم اعتبرها يوما سنار المدينة ولا السلطنة ولا السودان، محض فضاء شعري مفتوح نحو عالم إنساني قدر ما يسمح به الخيال وأبعد، لهذا اراها ستبقى ملهمة لمثلي من قراء الشعر على هواهم لا تلهيهم هوامش ولا رموز وإشارات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الاستاذة عائشة موسى السعيد سلامات قلت سيدتي:
Quote: في الواقع عنوان الرسالة هنا كُتِب من الذاكرة خلال أيام مزدحمة وأنا في الرياض وطُلِبت مني تلك المحاضرة في غياب النص الأصل والذي يحمل هذا العنوان:
Tradition and English and American Influence in Arabic Romantic Poetry A study in Comparative Literature
أما "التأصيل" والتي اقترحها الكاتب واستخدمها في مقال افترعه من الرسالة..فهي إذا اتفقنا ان المصطلح يعني "التأسيس" أو وضع الأُسس فهي تناسب مرمى الأصل (foundation) أما الآن والأصل هو tradition and influence أراها كذلك تناسب الأصل وهي فعلاً من روح المادة اذا لم تختلط بالمفهوم الجديد للتأصيل...(كانت في1973). |
من هو الكاتب هنا بالاحمر؟هل هو عبد الحي؟و متى اقترح ذلك؟ و ما هي الترجمة النهائية حتى الآن على ضوء العنوان الجديد؟
مع خالص الاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
|