كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" (Re: osama elkhawad)
|
ظاهرة "المذكِّرات":
شهدنا في السنوات الأخيرة مذكرات سياسية عديدة،أشهرها "مذكرة العشرة". و هنالك مذكرة عشرة أخرى أصدرها أعضاء في حركة العدل و المساواة احتجاجا على التيجاني السيسي. و بعد اشتراك الحزب الإتحادي الديمقراطي في الحكومة الأخيرة،أصدر أعضاء في الحزب،لم يكشفوا أسماءهم مذكرة احتجاج تشبه المذكرة التي نحن بصددها،في أنهم لا يريدون الانشقاق عن زعامة الحزب.
إذن المذكرات هي خروج على "المؤسسية" من جهتين . الجهة الأولى كما في حالة الأتحاديين،تمثِّلها قواعد حزبية تطالب ب"مؤسسية" غير موجودة أصلا في الحزب،و لذلك ما من سبيل لإيصال صوتها سوى "المذكرات غير المؤسسية". و الجهة الثانية تشك شكا عميقا في جدوى "المؤسسية " في إيصال صوتها و مطالبها،فتلجأ للصياح بذلك خارج حوش "المؤسسة". و الواضح ان "مذكرة الألف، آثرت الجهة الثانية،و هذا ما لم ينبته إليها بروفيسور عوض حاج علي حين عاب على كاتبي "المذكرة " عدم تقديمها عبر "المؤسسة". يقول البروفيسور حاج عوض على في الحوار الذي أشرنا إليه سابقا عن المذكرات المؤسسية في سياق رده على سؤال حول سبب اتصال كاتبي المذكرة به:
Quote: ربما اجتمعوا بآخرين ولم يتحدثوا عن ذلك أو ربما لأنني شاركت في مذكرة الهيئة البرلمانية والتي نتج عنها تعديل النظام الأساسي في المؤتمر الوطني وكانت داخل المؤسسة الحزبية. |
نصح البرفيسور كاتبي المذكرة بتقديمها عبر أحد مكاتب حزب المؤتمر الوطني حين قال:
Quote: نصحتهم أن يتم ذلك عبر مكتب التعليم العالي في المؤتمر الوطني. |
و يبدو انهم لم يستمعوا لنصيحته لفقدان ثقتهم في الحزب فآثروا "الضغط " عليه من الخارج.
من الواضح ان البروفيسور من أنصار "المؤسسية".فهو يصف مذكرة العشرة ب"التفلت" في قوله:
Quote: " والسؤال لماذا لم يعلن الموقعون عن اسمائهم وحتى التفلت الذي حدث في مذكرة العشرة أعلن معدوها عن أسمائهم ووقّعوا عليها إذا ما قارنّا بين المذكرتين". |
و أيضا ينعي على "مذكرة الألف" عدم تقديمها بطريقة "مؤسسية".يقول في ذلك:
Quote: مبدأ الإصلاح والملاحظات وموضوع النصيحة ينبغي أن يكون موجودًا وفي كل مكان لأن الدين النصيحة لكن خلافنا فقط في آلية النصيحة تكون فيها شفافية من الذي قال النصيحة وكيف رتب لها ولماذا لم يفعلها عبر المؤسسة. |
و في مكان آخر،يصف البروفيسور كاتبي "مذكرة الألف" ب"عدم الالتزام بالمؤسسية" في حين انها تدعو إلى "المؤسسية":
Quote: هم أنفسهم جزء من عدم الالتزام بالمؤسسية ونحن لا ندري من هم البقية الذين يتحدثون عن المؤسسية وهم لم يأتوا عبرها ويتحدثوا عن الشفافية ونحن نجهلهم. |
من الواضح انه لا توجد لوائح في الحركة الإسلامية تسنّ "عقوبات" على "المذكرات" ،و لذلك حاول أن يجد جانبا إيجابيا لكثرة "المذكرات"، و ذلك في إجابة له عن سؤال حول الجامع بين كل مذكرات الإسلاميين.و قال البروفيسور عوض حاج علي عن ذلك:
Quote: الجامع بينها أنها داعية لتقوية المؤسسة وتقوية آليات التنفيذ. |
و إذا ما قارنا "ظاهرة المذكرات الإسلامية"،برأي الحزب الشيوعي السوداني فيها،نجدها أي "المذكرات" تدخل في دائرة "التكتل"،و الذي تترتّب عليه "عقوبات" غليظة كما يلي:
Quote: الفصل الثامن إجراءات دستورية المادة(29) احترام دستور الحزب : 4- أعمال التكتل والانقسام هي أخطر حالات خرق الدستور تتخذ الإجراءات التالية بعد التقصي: أ- الإنذار بالفصل أو الفصل. ب- حل الفرع أو الهيئة أو لجنة المنطقة وإعادة تكوينها على أسس ديمقراطية . ج- يتم حل الفرع بواسطة الهيئة القائدة له بعد التشاور مع الهيئة القيادية الأعلى من المنطقة المعنية وتنشر أسباب الحل على الأعضاء . د- حل الهيئات والمكاتب المركزية ولجان المناطق تقوم به اللجنة المركزية بعد التقصي الشامل والدقيق للحقائق ونشر حيثيات الحل وإعادة التكوين على أعضاء الحزب . |
البروفيسور "عوض حاج علي" يمثل تيارا داخل الحركة الإسلامية يدعو إلى و يلتزم ب"المؤسسية"،لكن من الواضح ان غياب لوائح مكتوبة تجرّم ظاهرة الخروج على المؤسسية ،قد أغرى ،و ما يزال يغري الكثيرين بكتابة المزيد من "المذكرات". ففي رده على السؤال التالي:
Quote: لكن مذكرة العشرة كانت على ذات النسق؟ |
قال البروفيسور بحزم واضح:
Quote: لذلك وقفنا ضدها وهي أيضاً كانت كارثة وأدّت لانقسام الحركة الإسلامية وأي مذكرة تأتي بليل هي مذكرة كارثية والمذكرة الأخيرة هي خارج المؤسسية.. ولأن الذي يأتي بالباب يمكن أن يتم التحاور معه. |
و حين سئل عن خشية كاتبي المذكرة من "الإقصاء"،أجاب نافيا ذلك بمثال حين قال:
Quote: أنا كنت عضواً بلجنة النظام الأساسي للحزب وكان عملنا حراً وشفافاً وكنا نختلف حول النظام الأساسي والجميع شارك، وأنا شخصياً تبنيت رأياً وسقط عندما دعيت لأمانة في المؤتمر الوطني مثل أيام شيخ حسن لكن الغالبية أسقطت هذا الرأي وكل رأي له حجته. |
إضافة إلى غياب اللوائح التي تكبح و تمنع "المذكرات" و "التكتل"،فإن الإحساس ب"شكلية" التنظيم ،و عدم وجود قنوات واضحة لإدارة "الخلاف"،يجعل من "المذكرات" شكلا طبيعيا و ظاهرة مقبولة في الحركة الإسلامية و غيرها من التنظيمات التي لم تؤسس آليه ديمقراطية لإدارة الخلاف و الجدل الفكري و التنظيمي.
نلاحظ ان الحزب الشيوعي السوداني ،قد قنّن منذ زمن بعيد طريقته لإدارة الخلاف الفكري و التنظيمي،في ما أسماه "إدارة الصراع الفكري"،و هي طريقة نراها ديمقراطية و متحضرة و ناجعة.
و سنأتي لاحقا ل"قراءة سريعة" لنص "المذكرة".
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | osama elkhawad | 01-16-12, 09:38 AM |
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | تيسير عووضة | 01-16-12, 11:03 AM |
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | osama elkhawad | 01-16-12, 12:19 PM |
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | osama elkhawad | 01-17-12, 06:00 AM |
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | osama elkhawad | 01-18-12, 03:28 AM |
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | osama elkhawad | 01-18-12, 03:29 AM |
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | osama elkhawad | 01-18-12, 03:16 PM |
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | Motawakil Ali | 01-18-12, 04:00 PM |
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | osama elkhawad | 01-20-12, 02:57 AM |
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | osama elkhawad | 01-21-12, 08:07 PM |
Re: قراءة سريعة في مذكرة "الألف" | osama elkhawad | 01-22-12, 05:08 PM |
|
|
|