الله في قيلولته الكونية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-13-2008, 10:14 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الله في قيلولته الكونية (Re: osama elkhawad)


    زكي نجيب محمود

    للدكتور زكي نجيب محمود آراء مستنيرة حول الدين والفكر الديني،وهذا ما جعل دعاة التفسير اللاهوتي ان يمعوا في مهاجمته،وأدناه بعض من آرائه حول الفكر الديني:


    روابط من إسلام أون لاين
    العلمانية
    الإسلام ونهاية العلمانية
    الإسلام والعلمانية في عالم متغير
    الإسلام والعلمانية في الشرق الأوسط
    استمرارية العلمانية..حوار مع الباحث الفرنسي باتريك ميشيل
    التفسير العلمي للقرآن ومخاطره
    التفسير العلمي وتَعَطّل المنظومة الثقافية الإسلامية

    زكي نجيب محمود وثلاث قضايا ساخنة

    بقلم - د. منى أبو زيد




    زكي نجيب محمود
    في رحلته الثانية في الفكر الإسلامي، ودراسات الأصالة والمعاصرة، خاض زكي نجيب محمود حوارا فكريا، وجدلا فلسفيا حول العديد من القضايا الإسلامية.

    الملاحظ أن في مرحلته الفكرية تلك كان تصوره للأصالة مخالفا لتصور الكثيرين من أصحاب الاتجاه المدافع عن الأصالة والتراث، أو الاتجاهات الإسلامية.. شاركهم تقدير التراث، وخالفهم في فهمه وتفسيره، ومن هنا أثير العديد من القضايا بين هذه الاتجاهات، وبين اتجاه زكي نجيب، ونختار من هذه المعارك ثلاث معارك وقضايا:

    القضية الأولى: عن العلمانية، والتي اتهم بسببها زكي نجيب أنه من المدافعين عن مبدأ الفصل بين الدين والدولة.

    القضية الثانية: موقفه من المدافعين عن استخراج النظريات العلمية والعلم الطبيعي من القرآن الكريم.

    القضية الثالثة: موقفه من المنادين بأسلمة العلوم الإنسانية، أو ما يعرف بأسلمة المعرفة.

    أولا: هل زكي نجيب علماني؟

    صنف بعض المعاصرين زكي نجيب ضمن زمرة العلمانيين، وأنه بناء على هذا التصنيف قد فرق بين الدنيا والدين، وبين الأرض والسماء، وبين الدولة والدين، وأنه صرفه اهتمام فقط إلى العالم، وأخرج الدين من دائرة الاهتمام أو التأثير في شئون الحياة وتنظيمها.

    - العلمانية أوروبيًّا:

    هي كلمة أصلها أوروبي، أخذ بها من يدينون بالمسيحية في أوروبا، وظهرت في ظروف تاريخية معينة عاشتها أوروبا بين القرنين الخامس والخامس عشر من خلال التاريخ الميلادي، وهي الفترة التي شهدت فيها أوروبا سلطانا كبيرًا لرجال الدين، ومثلوا أمام الناس أن المثل الأعلى للحياة هو حياة الرهبان، والزهد في الدين، ففصلوا بين الدين والدنيا، وبين السماء والأرض؛ فظهرت العلمانية كنوع من التحرر من سيطرة الكنيسة على الدولة وعلى العلم، وعلى جميع أنشطة الحياة، وكان ظهورها في نهاية القرون الوسطى، وبشائر العصر الحديث.

    وقد دعا العلمانيون إلى تحكيم العقل في كل الأمور، والأخذ بالمصلحة العامة دون تقيد بنصوص أو طقوس دينية، فهو اتجاه يستبعد الدين، وكل الاعتبارات الدينية، ويضع النظام الأخلاقي والاجتماعي والسياسي والعلمي اعتمادًا على العقل والعقل وحده، ويهدف إلى الرفاهية البشرية على الأرض دون التفات إلى موقف الدين.

    - والعلمانية عربيًّا:

    لم تعرف كلمة العلمانية في اللغة العربية إلا في العصر الحديث، فقد دخلت إلى العربية منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وقد مثل هذا الاتجاه عدد من المفكرين المسلمين والمسيحيين على حد سواء، فمن المسيحيين: أديب إسحاق (1856- 1885)، وناصيف البازخي (1800- 1871)، وإبراهيم البازجي (1847- 1906)، وبطرس البستاني (1819- 1893)، وجرجي زيدان (1861- 1914)، ولويس شيخو (1859- 1927)، ويعقوب صروف(1852- 1927) ، وشبلي شميل (1860- 1916)، وفرج أنطون (1872- 1922)، وغيرهم كثير.

    ومن المسلمين: قاسم أمين (1863- 1908)، وشكيب أرسلان (1859- 1927)، وأحمد لطفي السيد (1873- 1963) ، وساطع الحصري (1880- 1968)، وعلي عبد الرازق (1888- 1966)، وطه حسين (1889 - 1974)، وإسماعيل مظهر (1891- 1962)، وأيضًا زكي نجيب محمود.

    - وعند زكي نجيب محمود كانت هذه الدعوة مقبولة في المرحلة الأولى من فكر زكي نجيب، ومشتقة مع تصوره بمعنى الحضارة والتقدم؛ إذ كان ينادي في هذه المرحلة بأن الشرق لن يتقدم إلا إذا تخلص من كل القديم، وأن يتخلى عن تراثه تماما، بل نادى بأن علينا أن نلقي به في النار، وأن نستمد كل أنظمتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من أوروبا؛ لأنه لا يوجد لدى العرب في تاريخهم السابق أو الحالي ما يصنع هذا التقدم المنشود، وكانت دعوة العلمانية بالمعنى الأوروبي هي التصور الملائم لرؤية زكي نجيب محمود.

    ثم حدث التحول في فكرة د. زكي، ومنذ ظهور كتابه "تجديد الفكر العربي" وكتابه "المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري" تغيرت هذه النغمة، وبعد أن كان الغرب وحده هو مصدر العقل والعلم والتحضر، أخذ د. زكي في البحث عن ملامح هذا العقل في تراثنا، وانتهى إلى أن ديننا هو أكثر الديانات السماوية دعوة إلى العلم والعقل والتعقل.

    وكان في مرحلته السابقة يرى أن النموذج الكامل للحضارة هو النموذج الأوروبي، ثم تراجع عن هذا في مرحلته الثانية، ورأى أن هذا النموذج للحضارة الغربية هو نموذج يسير على قدم واحدة، فهي حضارة عرجاء غير كاملة؛ لأنها تهتم بالعلم والعالم، وتنسى الإنسان بما يملك من وجدان وثقافة ودين، ونادى بالجمع بين الدين والعلم معا كطرفين متلازمين لصنع الحضارة.

    فإذا استطاع الإنسان العربي المسلم المعاصر أن يجمع بين العلم والدين، وبين العقل والقلب، وبين الجسد والوجدان، وبين المادة والروح، وبين الدنيا والآخرة؛ فقد حقق الحضارة الكاملة، وصار إنسانا تاما.

    واستخدم زكي نجيب محمود منهجه في التحليل اللغوي ليبين أن كلمة (علمانية) في اللغة العربية لا تعني فصل الدين عن الدولة، وكتب مقالة في هذا الشأن عنوانها "عين فتحة عا"، ذكر في هذه المقالة أن كلمة (علمانية) تقرأ بصورتين:

    الصورة الأولى: بفتح العين (عَلمانية)، ويقصد بها العالم.

    والصورة الأخرى: بكسر العين (عِلمانية)، ويقصد بها العلم، وأن كلتا الصورتين للعلمانية لا تعارض الدين الإسلامي.

    فإذا كان المقصود بها "العالم"، فإن ديننا يخبرنا أن العالم هو مسرح العمل والنشاط، وموطن الحضارات، وليس في عقيدتنا ما يدعونا إلى إهمال هذا العالم، العكس هو الصحيح، فقد أمرنا ديننا أن نهتم بالدنيا وكأننا نعيش فيها أبدًا، وأن نعمل للآخرة وكأننا سنموت غدًا.

    والدنيا في عقيدتنا هي الفرصة التي أتيحت لنا ليبلونا الله تعالى فيها، فإذا كانت عقيدة أوروبا سمحت لهم بالفصل بين الدنيا والآخرة، وبين الأرض والسماء، فإن عقيدتنا ليس فيها ما يدعونا إلى إهمال العالم.

    وإذا كان المقصود من الكلمة هو "العِلم"، فهذا أمر يدعونا إليه الدين، فالدين يدعونا إلى قراءة كتاب الكون، ودراسة العالم؛ لأن فيه دلائل الخلق، فالدين يدعونا إلى العلم وإلى الحياة التي تقيمها العلوم.

    ويستخلص زكي محمود من هذا التحليل اللغوي، أن كلمة "علمانية" سواء فتحت "عينها" أو كسرت، فهي دعوة دينية، بفتحها تكون دعوة إلى الاهتمام بالعالم، وبكسرها تكون دعوة إلى الاهتمام بالعلماء، وكلتا الدعوتين معلنتان في عقيدة الإسلام وشريعته.

    وعلى الرغم من هذا الإعلان الصريح من زكي نجيب لرفضه العلمانية بالمفهوم الأوروبي، إلا أن الكثيرين بقوا على موقفهم من اتهامه بأنه من القائلين بفصل الدين عن الدولة.

    ثانيا: موقفه من استخراج الحقائق العلمية من القرآن

    من القضايا الإسلامية التي شغلت اهتمام زكي نجيب وحرص على الرد عليها: قضية استخراج النظريات العلمية من القرآن، أو تقديم تفسير علمي للقرآن، والادعاء بأن أصول العلوم الطبيعية، بل نظرياته موجودة بكاملها في القرآن.

    بدأ هذا الاتجاه عند بعض العلماء والمفسرين أثناء بيان موقف القرآن من العلم، وهو اتجاه يأخذ بتحكيم المصطلح العلمي في التفسير، وحمل العبارة القرآنية على وجه يطابق ما وصلت إليه علوم العصر.

    ويصرح أحد المنتمين إلى هذا الاتجاه أن "الإعجاز العلمي للقرآن لا يجرؤ أي مكابر أو ملحد أن يجد موضوعا للتشكيك فيه؛ ولهذا فإن علينا نحن المشتغلين بالعلم أن نبرز الإعجاز العلمي للقرآن تيسيرا للدعوة إلى الإسلام في هذا العصر.

    وهذا الاتجاه ليس اتجاها حديثا، بل وجدت له جذوره في العصور الوسطى، عندما سعى الفلاسفة إلى إيجاد صيغة تجمع بين الفلسفة -وكانت في هذا الوقت أم العلوم- وبين الدين، وأصبح الاتجاه الحديث يبحث عن محاولة للتوفيق بين العلم والدين، أو العلم والإيمان.

    وقد أخذ بهذا الاتجاه في التفسير الشيخ "طنطاوي جوهري" حتى جعل من القرآن إعجازًا علميا يشتمل على كل المخترعات والمستحدثات، وأن ما سيجد من أجهزة حديثة مذكور في القرآن، فهو سر العلوم، والإنسان لا يستطيع أن يفهم القرآن حق الفهم ما لم يعرف العلوم الحديثة.

    وذهب عبد الرزاق نوفل في كتابه "القرآن والعلم الحديث" إلى أن القرآن قد جاء بوصف شامل دقيق لأصل العالم بما يتفق مع آخر ما وصل إلينا من العلم الحديث، وأن ما جاء به القرآن من معلومات عن علم الفلك يتفق مع ما وصل إليه العلم، بالإضافة إلى حقائق أخرى عن "المادة" و"الزمان" و"المكان" و"المجموعة الشمسية" و"الظواهر الكونية" وغيرها.

    1- الاتجاه الرافض لاستخراج النظريات العلمية من القرآن:

    يمثل هذا الاتجاه مجموعة من المفسرين والعلماء، منهم الشيخ أمين الخولي، والشيخ شلتوت، ود. عائشة عبد الرحمن، وعباس محمود العقاد، ود. علي عبد الواحد وافي وغيرهم.

    وتتلخص حجج هذا الاتجاه في مجموعة من الآراء منها:

    -
    Quote: أن مهمة القرآن الكريم دينية اعتقادية وليست علمية.

    - ينبغي ألا نقحم النظريات العلمية في القرآن، أو نعتبر أن القرآن مطالب بموافقتها.

    - إن إدخال التفسيرات العلمية على الإشارات القرآنية لابد أن يفضي -عما قريب أو بعيد- إلى الصراع بين الدين والعلم.

    - إن التفسير العلمي يحمل أصحابه على تأويل القرآن تأويلا متكلفا.

    - إن التفسير العلمي بدعة حمقاء، ودفاع فاسد عن إعجاز القرآن.
    2 -

    موقف زكي نجيب محمود:

    يبين د. زكي خطورة هذه الدعوى الذاهبة إلى محاولة استخراج الحقائق العلمية من القرآن، ويرى فيها انحرافا شديدًا عن النظرة العلمية، وهذه الدعوى إذا سمعها الجمهور وطلاب العلم وكبار العلماء كان لها أكبر الأثر في فساد العلم، وانحراف الفكر السليم عن المنهج العقلي.

    ويتلخص نقده في نقطتين:

    النقطة الأولى: أن القرآن الكريم هو كتاب منزل لتوضيح عقيدة وشريعة، وقد يكون منه بعض الإشارات إلى حقائق علمية، إلا أن ورودها لم يكن بقصد أن تكون نظرية علمية، وإنما وردت لتخدم القصد المتفق مع سياق ورودها.

    النقطة الثانية: أن العلم بحكم طبيعته يصحح نفسه بنفسه، والحقائق فيه متغيرة، والوقائع تنكشف باستمرار، ونظل نلاحقها بتغيير القوانين العلمية، فإذا ارتبط العلم بالعقيدة فمن ذا الذي يرضى لعقيدته الدينية أن توضع في هذا المنظور المتغير مع تعاقب العصور؟! فالعلم متغير، وكل عصر جديد يصحح أخطاء العلم في العصر السابق، إما باكتشاف جديد، أو دقة الأجهزة التي تضبط الاكتشافات، فالعلم متغير والعقيدة الدينية ثابتة، والدين ثابت منذ ظهوره، ومع مرور الوقت يظل أيضا ثابتا، والعلم متغير ومتطور عبر الزمان.

    ويؤكد د. زكي أن دعوة استخراج الحقائق العلمية من القرآن ستؤدي إلى أمر من أمرين: إما أن يثبت العلم الطبيعي، وهذا محال، وإما أن يتغير الدين بتطور العلم، وهذا محال أيضا؛ ولذا أوجب علينا احترام الحقائق العلمية التي لا سبيل إلى نكرانها، حتى إذا وجدناها كأنها تتعارض مع نصوص العقيدة في ظاهرها وجب النظر في تأويل تلك النصوص تأويلا يقبله العقل، وتقبله اللغة العربية في الوقت نفسه.

    ويرى زكي نجيب أن للمسلم كتابين: كتاب القرآن الكريم، وكتاب الكون العظيم، فمن القرآن يستمد المسلم المبادئ والقواعد التي يقيم حياته السلوكية على أساسها، ومن الكون يستمد المسلم وغيره قوانين العلم، وكلاهما مقروء للناس بمقادير ودرجات، ولكل كتاب عالم مختص به.

    ويجب على العالم في كل مجال أن يقصر بحثه على مجال علمه، فلا يتجاوزه فيما لا يفهمه، وإن كان يمكن لعالم الطبيعة -بعد أن ينتهي من معرفة الكون- الإيمان أكثر برب الكون؛ فيكون إيمانه حينئذ نورا على نور، ويكون قد جمع بين العلم والإيمان.

    والعلم يمكن أن يكون إسلاميا عن طريق الوقفة العامة التي يقفها المسلمون من الكون؛ فيرتب العلوم الجزئية في وحدة تضمها على نحو ما، تحقق للمسلم نوعا من التوحيد بين عناصره الداخلية والعلوم الجزئية الكثيرة، ويكون هذا هو التوحيد الحقيقي.

    فالعلم يستفيد من الدين، والدين أيضا يستفيد من العلم؛ لأن العلم يزيد المؤمن إيمانا على إيمانه، والعلم يزداد علمية عن طريق الإيمان الديني؛ لأن هذا الإيمان يفيد الإنسان قيما وسلوكا قويما.

    ثالثا: قضية أسلمة العلوم الإنسانية

    ثار نزاع بين د. زكي نجيب وبين بعض العلماء الذاهبين إلى الدعوة لأسلمة العلوم الإنسانية، والعلوم التي يقصدونها هي: علم النفس، وعلم الاقتصاد، وعلم الاجتماع، وعلم الشريعة.

    بداية يرفض زكي نجيب هذا التقسيم الذي يضم علم الشريعة إلى العلوم الإنسانية، ويرى أن هذه الإضافة لا تصح، وإنما أضافها من أراد أسلمة العلوم الإنسانية؛ لكي يوهم المستمعين بصحة دعوته، على حين أن العلوم الشرعية لا تصح إلا أن تكون إسلامية، سواء كانت من ناحية الموضوع أو المنهج، وسواء كان الباحث مسلما أو غير مسلم.

    1 - ويقصر زكي نجيب العلوم الإنسانية على علوم ثلاثة هي: علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الاقتصاد.

    أ - الاتجاه القائل بعلم نفس إسلامي:

    ويهدف هذا العلم إلى التعرف على المنهج الإسلامي في تربية الإنسان تربية هادفة تسعى إلى تحقيق التوازن بين الجانبين الروحي والمادي في شخصية الإنسان، ومعرفة أساليب تكوين الشخصية السوية من الوجهة الإسلامية.

    أما المصادر التي يستقي منها أصحاب هذا الاتجاه أصول علمهم فهي القرآن الكريم والسنة النبوية، فيستخرجون منهما تصوراتهم الخاصة بالإنسان وسلوكه وطرق تربيته، بالإضافة إلى مجموعة من الأبحاث التراثية التي قام بها مفكرو الإسلام في مجال علم النفس.

    ب - الاتجاه القائل بعلم اجتماع إسلامي:

    ذهب أصحاب هذا الاتجاه إلى أن علم الاجتماع الإسلامي يماثل علم الاجتماع الديني؛ لأن كليهما يدرس الظواهر والنظم، وأن على عالم الاجتماع الإسلامي ألا ينظر في دراسته نظرة المبشر أو الداعية، واعتبار علم الاجتماع هو أحد علوم القرآن؛ على أساس أن القرآن يحكي عن مجتمعات سابقة، وقد نزل لهداية الناس وتنظيم معيشتهم.

    ومصادر هذا العلم ما جاء في الدين الإسلامي عامة، والقرآن والسنة النبوية خاصة عن سنن الاجتماع، وقواعد العمران، وإحياء تراث المفكرين الاجتماعيين من المسلمين، وتوضيح دور الدين الإسلامي كأداة بناءة للضبط الاجتماعي.

    ج - الاتجاه القائل بعلم اقتصاد إسلامي:

    يعرفه أصحابه بأن هذا هو المذهب الذي تتجسد فيه الطريقة الإسلامية في تنظيم الحياة الاقتصادية، وهو مجموعة الأصول الاقتصادية العامة التي تستخرجها من القرآن والسنة، وهو العلم الذي يوجه النشاط الاقتصادي، وينظم وقفا لأصول الإسلام ومبادئه.

    ويحذر أصحاب هذا الاتجاه من التسليم، أو الأخذ بأية نظرية أو فروض اقتصادية قامت في إطار فلسفات أو قيم إلحادية، وأن الاقتصاد الإسلامي متميز عن غيره من الاقتصاديات الوضعية؛ إذ يقوم على أصول ثابتة أوردتها نصوص كلية في القرآن والسنة النبوية.

    ومصادر هذا العلم يستمدها أصحابها من مصادر إسلامية فقط، المصدر الأول: عن طريق تحليل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية؛ لاستخراج المبادئ الاقتصادية منها.

    والمصدر الثاني: الكتب الفقهية مثل كتاب "الخراج" لأبي يوسف، وهي كتب تؤرخ نظرة الفقهاء في معالجة الشئون المالية والاقتصادية.

    2 - نقد زكي نجيب لأسلمة العلوم الإنسانية:

    يحلل د. زكي عناصر الدعوة إلى أسلمة العلوم الإنسانية، فيوافقها في بعض الجزئيات وينقدها في أكثرها.

    ويرد هذا التوجه إلى رغبة بعض الباحثين في الدعوة إلى أسلمة المعرفة؛ بسبب ما وجدوه من فشل لهذه النظريات الغربية، إلا أنه يرى أن فشل هذه التطبيقات لا يعني أن مبادئها قد فشلت، وأن الفشل لم يشمل النظريات كلها، بل لحق بعض عناصرها.

    يقبل د. زكي من أصحاب الاتجاهات القائلة بأن الأسلمة هي أن يلتزم كل علم بمجموعة من القيم والأخلاقيات في مقدمتها: تحقيق العدالة الاجتماعية، والمحافظة على كرامة الإنسان وحقوقه المادية، وهذه القيم هي موروث مستمر مع المسلم منذ نزول القرآن بقيمه وأخلاقياته.

    ويرفض د. زكي أن تستمد العلوم الإنسانية نظرياتها من كتب التراث القديمة؛ لأن هذه الكتب قدم فيها أصحابها حلولا عقلية، واجتهادات شخصية تصلح لحل مشكلات واقعهم، فإذا تغير هذا الواقع احتجنا إلى تطوير هذا الاجتهاد في نطاق الأصول الثابتة والمبادئ العامة للشريعة.

    إن الإسلام قد أحال الإنسان لعقله؛ ليحدث التكييف مع واقعه، فالقرآن قد جاء بحلول لطائفة من مسائل الحياة، إلا أن هذه الحلول لن تكفي الإنسان عبر العصور، لذا أمر الإسلام الإنسان أن يركن إلى عقله بعد ذلك كلما جد في حياته جديد.

    ويدلل د. زكي على رفض الاتجاه القائل بالأسلمة بعدة أدلة، منها:

    1 - يرفض ما يسمى بأسلمة المفرقة، مؤكدا أن في هذه الدعوى مصادرة على المطلوب؛ لأنها تشترط على الباحثين أن يقروا بنتيجة قبل أن يسيروا في بحوثهم، وهو أن تأتي نتائج أبحاثهم متفقة مع العقيدة الإسلامية.

    2 - أن في هذه الدعوة ميلا عاطفيا يدفع الإنسان إلى عدم التزام الموضوعية.

    3 - أن في هذه الدعوة نوعا من التعصب، لا يرينا من الموقف إلا ما نتمناه، وفي العلم يجب أن تذكر الحقيقة كما هي في الواقع.

    4 - أن في هذه الدعوة خطورة أن يتحول العلماء إلى تلاميذ يكرسون كل مجهودهم لقراءة كتب الأسلاف، بدلا من الاطلاع على أحدث ما وصل إليه الغرب في مجال هذه العلوم.

    5 - أن المنهج الواجب استخدامه في العلوم الإنسانية هو المنهج التجريبي، وهو منهج واحد عند الجميع باختلاف عقائد أصحابه الدينية.

    6 - أن طبيعة هذه العلوم متجددة، لأن مشكلات الحياة تتجدد باستمرار، ولا نستطيع أن نقف عند مشكلات المسلم القديم؛ فالذي قابله ابن خلدون مثلا من مشكلات غير ما يلقاه الباحث العلمي الآن.

    7 - أن النتيجة التي نصل إليها في هذه العلوم هي نتيجة علمية؛ لأنها التزمت بالمنهج العلمي، بصرف النظر عن موضوعها أو عالمها، وتطبق على الإنسان في كل مكان بصرف النظر عن عقيدته.


    هوامش ومصادر:

    1- زكي نجيب محمود: «عن الحرية أتحدث»، دار الشروق، بيروت والقاهرة 1986.

    2- زكي نجيب محمود: مقدمة كتاب «موقف من الميتافيزيقا»، دار الشروق، بيروت، القاهرة 1983.

    3- زكي نجيب محمود: «هموم المثقفين»، دار الشروق، بيروت، القاهرة، 1981.

    4- زكي نجيب محمود: «أفكار ومواقف» دار الشروق، بيروت، القاهرة 1983.

    5- زكي نجيب محمود: «مفترق الطرق» دار الشروق، بيروت، القاهرة 1985.

    6- زكي نجيب محمود: «بذور وجذور»، دار الشروق، بيروت – القاهرة 1990.

    7- زكي نجيب محمود: «رؤية إسلامية»، دار الشروق، بيروت – القاهرة 1987.

    8- هشام شرابي: «المثقفون العرب والغرب»، دار النهار بيروت – 1981.

    9- د. محمد عثمان نجاتي: «القرآن وعلم النفس»، دار الشروق بيروت 1987.

    10- د. حسن الساعاتي: مقالة "أصول الاجتماع في القرآن الكريم".

    11- د. فكري أحمد نعمان: «النظرية الاقتصادية في الإسلام»، المكتب الإسلامي بيروت دار القلم، دبي 1985.

                  

العنوان الكاتب Date
الله في قيلولته الكونية osama elkhawad07-22-08, 10:03 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية humida07-22-08, 10:06 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية حيدر حسن ميرغني07-22-08, 10:36 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية صلاح الفكي07-22-08, 10:34 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية أسامة الفضل07-22-08, 10:49 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية esam gabralla07-22-08, 11:10 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad07-23-08, 04:08 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية عبدالعزيز الفاضلابى07-23-08, 09:54 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية على عمر على07-23-08, 04:32 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية خالد عويس07-23-08, 05:10 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية أسامة الفضل07-23-08, 06:50 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية تولوس07-23-08, 08:17 PM
        Re: الله في قيلولته الكونية شقرور07-23-08, 09:30 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية عبدالله الشقليني07-23-08, 09:44 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad07-23-08, 10:00 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية Abuelgassim Gor08-02-08, 03:09 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية Ishraga Mustafa07-23-08, 10:04 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad07-23-08, 10:22 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية محجوب البيلي07-24-08, 07:59 AM
    Re: الله في قيلولته الكونية صلاح أبودية07-24-08, 08:20 AM
      Re: الله في قيلولته الكونية عصام دهب07-24-08, 09:54 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية أشرف البنا07-24-08, 10:21 AM
    Re: الله في قيلولته الكونية عبدالغني كرم الله بشير07-24-08, 10:46 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية سجيمان07-24-08, 10:33 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية إيمان أحمد07-24-08, 12:03 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية وليد محمد المبارك07-24-08, 01:18 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية humida07-24-08, 01:53 PM
        Re: الله في قيلولته الكونية humida07-24-08, 01:55 PM
          Re: الله في قيلولته الكونية نزار محمد عثمان07-25-08, 08:54 AM
            Re: الله في قيلولته الكونية ابراهيم قناوي07-25-08, 11:37 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية Osama Siddig07-24-08, 02:05 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية سيف النصر محي الدين محمد أحمد07-24-08, 05:58 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية الرفاعي عبدالعاطي حجر07-24-08, 07:25 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad07-24-08, 11:36 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية أسامة الفضل07-24-08, 11:50 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية Saber Abdelhadi07-25-08, 04:19 AM
        Re: الله في قيلولته الكونية أسامة الفضل07-25-08, 08:53 PM
          Re: الله في قيلولته الكونية أسامة الفضل07-25-08, 10:48 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية عبدالله الشقليني07-25-08, 05:35 AM
    Re: الله في قيلولته الكونية أسامة الفضل07-25-08, 09:16 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية Osama Mohammed07-25-08, 07:15 AM
    Re: الله في قيلولته الكونية Emad Abdulla07-25-08, 09:21 AM
      Re: الله في قيلولته الكونية أسامة الفضل07-25-08, 10:23 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية awad hassan07-25-08, 10:39 AM
    Re: الله في قيلولته الكونية awad hassan07-25-08, 10:39 AM
      Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad07-25-08, 08:22 PM
        Re: الله في قيلولته الكونية حسين محي الدين07-25-08, 10:18 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية Hani Abuelgasim07-25-08, 10:09 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية زهير الزناتي07-25-08, 11:02 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad07-26-08, 00:43 AM
      Re: الله في قيلولته الكونية أسامة الفضل07-26-08, 01:17 AM
        Re: الله في قيلولته الكونية Emad Abdulla07-26-08, 01:34 AM
          Re: الله في قيلولته الكونية أسامة الفضل07-26-08, 01:44 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية mustafa mudathir07-26-08, 03:44 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية حمزاوي07-26-08, 06:27 AM
    Re: الله في قيلولته الكونية اساسي07-26-08, 07:35 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية أبوبكر أبوالقاسم07-26-08, 02:30 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية عبدالفتاح أبوشيمة07-26-08, 07:39 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية عبدالفتاح أبوشيمة07-26-08, 08:42 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية عبدالله الشقليني07-26-08, 09:59 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية الجيلى أحمد07-26-08, 11:05 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية singawi07-27-08, 10:35 AM
    Re: الله في قيلولته الكونية عثمان عبدالقادر07-27-08, 01:05 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية صلاح أبودية07-27-08, 01:41 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية Sabri Elshareef07-27-08, 01:55 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية عصام دهب07-27-08, 02:10 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية صلاح أبودية07-27-08, 04:30 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية مصطفى احمد مختار07-27-08, 02:26 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية Osama Mohammed07-27-08, 03:59 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية عبدالفتاح أبوشيمة07-27-08, 03:45 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية newbie07-27-08, 05:12 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad07-28-08, 05:29 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية عبدالله الشقليني07-28-08, 06:04 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية Abuelgassim Gor07-28-08, 09:25 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad07-28-08, 10:24 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad07-28-08, 10:39 PM
        Re: الله في قيلولته الكونية newbie07-29-08, 00:06 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية Abuelgassim Gor07-29-08, 06:43 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية Faisal Elrasheed07-29-08, 06:57 AM
    Re: الله في قيلولته الكونية أحمد أمين07-29-08, 11:30 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية عبدالله الشقليني07-30-08, 11:13 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية معتز القريش07-30-08, 11:40 AM
    Re: الله في قيلولته الكونية Ishraga Mustafa07-30-08, 05:50 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية Marouf Sanad07-30-08, 06:27 PM
  RE Waeil Elsayid Awad08-01-08, 01:31 AM
    Re: RE osama elkhawad08-01-08, 11:54 PM
      Re: RE Osman Musa08-02-08, 00:18 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية Abuelgassim Gor08-02-08, 03:04 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية عبدالله الشقليني08-03-08, 03:40 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية عبدالفتاح أبوشيمة08-03-08, 03:56 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية أبوبكر أبوالقاسم08-03-08, 04:26 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية newbie08-03-08, 04:47 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية عبدالله الشقليني08-06-08, 12:20 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية أبوبكر أبوالقاسم08-13-08, 11:53 PM
        Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad08-14-08, 11:57 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية عبدالله الشقليني08-06-08, 12:23 PM
      Re: الله في قيلولته الكونية عبدالله الشقليني08-06-08, 07:28 PM
        Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad08-07-08, 00:04 AM
  Re: الله في قيلولته الكونية مجاهد عيسى ادم08-03-08, 05:27 PM
    Re: الله في قيلولته الكونية osama elkhawad08-05-08, 11:28 PM
  Re: الله في قيلولته الكونية singawi08-06-08, 00:16 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de