في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-22-2005, 05:07 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نوع جديد من "اغراق" البوستات (Re: osama elkhawad)

    احترم عزيزي منصور طريقتك في التفكير وفي الكتابة,
    وان كانت لا تلتقي بما امارسه من نقد
    وما قلت به لم يساهم في اضاءة ما اقول به او تنبيهي الى مسائل غابت عني,وتوسيع ماعون القراءة الخاطئة ومفهومها

    وبهذا المعنى فان ما تقول به,وهذا من حقك,يصرف المتابعين عن جوهر ما قلت به ,وما ساقوله
    ولذلك ,فهو للاسف الشديد جدا نوع جديد من "اغراق" البوستات
    مع سلامي
    المشاء



    الأستاذ اسامة
    تحيه واحترام
    افصح او شرح قليل مداخلتك حاولت ارتبها ولكن اعذرني عجزت عن ذلك
    المعذرة متابع فقط
    تحياتى
                  

07-22-2005, 05:47 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نوع جديد من "اغراق" البوستات (Re: هشام مدنى)

    Quote: وان كانت لا تلتقي بما امارسه من نقد
    ????
    Quote: وما قلت به لم يساهم في اضاءة ما اقول به

    Quote: او تنبيهي الى مسائل غابت عني
    ??
                  

07-22-2005, 07:21 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عدا ذلك ليس في صالح القراء المتابعين (Re: هشام مدنى)

    عزيزي هشام

    قد يكون اننا قصرنا في اننا لا نقول كلامنا دفعة واحدة على طريقة البوستات المعروفة
    و هذا مرتبط بظروف كثيرة ,لن اذكرها , وليس هنالك داع لذكرها,
    وحينما وجهت الى المفتاح رسالتي تلك عن الاغراق,
    كنت اقصد انه أما ان يضيف الى ما اقول به ,او ينتقده ,
    والا فما عدا ذلك ليس في صالح القراء المتابعين

    واحفظ له جميل انه فهم كلامي ,لو كان تفسيري صمته صائبا

    اكتب ما اكتبه الان في ظروف ليست مواتية تماما للكتابة,
    لكنني اصر على ان اقول بعضا مما كنت اريد قوله,
    وقد اتاخر
    ليس لدي اي اعتراض على ملاحظات او تصحيح حول ما اقول به في صيغته البكر

    وارجو ان يكون رجائي هذا مقدرا منك ومن الجميع

    مع تقديري

    المشاء
                  

07-23-2005, 10:28 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصطفي سعيد واختيار الزوجة (Re: osama elkhawad)

    مصطفي سعيد واختيار الزوجة:

    تحدثنا عن التعدد الاثني في ودحامد كمدخل لمعرفة شبكة العلاقات الاثنية بين السكان انفسهم.وهذا يكون اكثر تعقيدا اذا ما دخل غريب الى ودحامد,كمجتمع تقليدي .
    ولذلك فان مصطفى سعيد حين صنف كغريب,فذلك لانه غير مؤصل وغير مفصل.ومن الصعب له ان يتجاوز الشروط الصارمة التي تجعل من التمتع بالمواطنة الكاملة امرا شبه مستحيل.

    وحتى لو تم اختراق بعض تلك الحدود الصارمة,فان المال هو اكثر الوسائل نجاعة لاختراق تلك الثقافة التقليدية في نظرتها المتوجسة والمستريبة دوما بالغريب.وقد اثبتنا ان ادريس مثلا ,ردم الهوة بينه وبين المؤصلين والمفصلين بكون اسرته غنية وانه يتمتع مركز اجتماعي مرموق.وسنجد ,كما سنثبت لاحقا,ان مصطفى سعيد قد اخترق حاجز امتلاك ارض من قبل غريب ,بواسطة المال.
    ولنأت ليمنى العيد
    وتعتقد يمنى العيد لانها لا تدرك ثقافة ود حامد من خلال ما قال به الجد مثلا عن حسنى بنت محمود,
    ان مصطفى سعيد كغريب في القرية كانت له الفرصة لاختيار زوجة ,حين قالت ان مصطفى سعيد
    Quote: اختار "زوجة من مستوى اجتماعي عادي"."

    يمنى العيد",1985,ص256.

    ولعل مسألة الاختيار استشفتها يمنى العيد خطأ من كلام الراوي عن مصطفى سعيد حين قال:
    Quote: انني ابتدئ من حيث انتهى مصطفى سعيد,الا انه على الاقل قد اختار وأنا لم اختر شيئا"

    الطيب صالح, ص141.

    ليس صحيحا ما قالته يمنى العيد عن ان مصطفى سعيد اختار زوجة.
    فبحكم انه غريب تزوج امراة من مستوى يعتقد اهل القرية انه متواضع و متدن يقول في ذلك الجد تعليقا على أصل حسنة بنت محمود زوجة مصطفى سعيد:
    Quote: "تلك القبيلة.لا يبالون لمن يزوجون بناتهم".

    الطيب صالح,,1988 ص16.

    وبهذا المعنى فان مصطفى سعيد كغريب ,غير معروف الاصل والفصل,تزوج من امراة هي من نفس الفصيلة:اي الناس عديمي الاصل والفصل كما في ثقافة السكان الاصليين .ولهذا فان مصطفى سعيد هو غريب كما قال عبداللطيف في مكان اثنولوجي.يقول في ذلك شارحا :
    Quote: و المعنى الثاني يقود إلى إشكالية : ( علاقات المكان الاثنولوجي )
    الذي لا يستوعب في علاقاته تلك كل وافد غريب . و ذلك من مبتدأ حجة الأصل و الفصل . بمعنى أصل العرق و فصل اللسان . يقولون فلان مؤصل
    و مفصل أي عرقه مثل عرقهم و لهجته مثل لهجتهم .


    وقد تحدث Gudykunst ,وهو من المتأثرين بالتعريف السوسيولوجي الذي قال به عالم الاجتماع زيميل عام 1908 للغريب ,
    تحدث عن ان الغريب هو شخص غير معروف للاعضاء الاخرين في النظام,ولذلك فان هنالك درجة عالية من عدم الثقة,لان الاخرين لا يملكون المعلومات الشخصية المناسبة وكثير المعلومات الاخرى عن الغريب.

    ونلاحظ ان المعلومات التي قال بها الجد عن مصطفى سعيد كانت قليلة جدا.ولذلك فعدم توفر المعلومات يزيد من درجة عدم الثقة والريبة.وكون مصطفى سعيد يجتهد في اخفاء هويته الاصلية ,فان ذلك يجعل المعلومات شحيحة عنه من قبل المنتمين للنظام الذي وفد اليه.لكن مصطفى سعيد عالج هذا الامر بطريقة اخرى حينما نقارب مفهوم تملك الوطن كما قالت به يمنى العيد.
    نعود لاثبات ان زواج مصطفى سعيد من حسنة بنت محمود,تم كزواج بين غريب غير مفصل ولا مؤصل,وبين مقيمة لكنها ايضا قليلة الاصل والفصل.
    وقد احس الجد بالحرج حين تحدث عن زوجة مصطفى سعيد,وقام بتبخيس قبيلتها ,ولذلك قال الراوي:
    Quote: لكنه أردف ,كأنه يعتذر,ان مصطفى طول اقامته في البلد لم يبدو منه شيئ منفر ...الخ

    الطيب صالح, ,1988 ص16.

    وقال الراوي عن الجد,حين تحدث عن قبيلة حسنى بنت محمود بعد ان قامت بقتل ود الريس,وبعد ذلك قتلت نفسها:
    Quote: "لم يحفل بسؤالي وتشاغل زمنا بمسبحته ثم قال:"تلك القبيلة لا يجيئ من ورائها الا الشر.قلت لود الريس:هذه المرأة شؤم.أبعد عنها.انما الأجل....."

    الطيب صالح, ,1988 ص131.

    لاحظ وصف حسنى بانها شؤم ,وان ذلك ناتج اصلا من تبخيس الجد وازدرائه لقبيلتها بناء على مفهوم الاصل والفصل.

    ولعل المشاعر المعادية التي انطلقت بعد قتل حسنة بنت محمود لودالريس وقتلها لنفسها تبين مدى النظر الى مصطفى سعيد كغريب في القرية ,ومدى الكراهية التي يكنها ممثلو ثقافة السكان الاصليين لقليلي الاصل والفصل .

    واضافة لمشاعر الجد ,فاننا نجد ان بنت مجذوب ومحجوب لهما نفس النظر الى مصطفى سعيد باعتباره غريبا حتى بعد ان مات .

    قالت بنت مجذوب متحدثة عن حسنة بنت محمود:
    Quote: "انها قبلت الرجل الغريب,
    لماذا لم تقبل ود الريس؟"

    الطيب صالح, ,1988ص136.

    وهذا يدل على ان مكانة حسنة متدنية,لانها قبلت بغريب,وهو في مثل هذا النظر انسان متدني الدرجة اجتماعيا,كما في نظر ثقافة السكان الاصليين لود حامد.
    فمن تقبل بغريب زوجا,لا يمكنها ,وليس من حقها ان ترفض واحدا من السكان الاصليين,من ذوي الاصل والفصل كود الريس.

    ولم يملك محجوب رغم تقديره لمصطفى سعيد وعلاقته الجيدة به,الا ان يقول للراوي ,بعد وفاة مصطفى سعيد,وانتحار حسنة بنت محمود,لم يملك الا ان يقول للراوي:
    Quote: "لقد كان على كل حال رجلا غريبا لا تربطك به رابطة"

    الطيب صالح, ,1988 ص108.

    وسنعود لاثبات ان مصطفى سعيد هو غريب ,ضمن ما تقول به ثقافة السكان الاصليين ,في علاقتها بحيازة الاراضي الزراعية وبيعها للغرباء

    المشاء
                  

07-23-2005, 11:11 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفي سعيد واختيار الزوجة (Re: osama elkhawad)

    لي عودة إذن!.
                  

07-23-2005, 11:15 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في انتظار عودتك يابرنس (Re: عبد الحميد البرنس)

    في انتظار عودتك يابرنس,
    وارجو الا تطول ,
    قبل ان انتقل الى شراء الارض الزراعية وعلاقتها بثقافة السكان الاصليين في ود حامد
    المشاء
                  

07-23-2005, 12:01 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في انتظار عودتك يابرنس (Re: osama elkhawad)

    عزيزي المشاء:

    هذا عنوان جانبي بالغ الدلالة، وأعني به "مصطفي سعيد واختيار الزوجة"، فهو يشكل عن حق ليس مدخلا مفتاحيا لفهم ما أسميته أنت "شبكة العلاقات الاثنية" في ود حامد فحسب، بل علامة جوهرية لعقل جوهر الثقافة السائدة في المكان كثقافة تقوم على الإحتفاء بالقرابة كعلاقات بايولوجية في تحديد موقعها في العالم وموقع الآخرين المحيطين كذلك، وذلك عبر مفاهيم أساسية تقع في سياق تناقضي بالدرجة الأولى مثل "الحر" و"العبد".

    ولعل ما كنت أود طرحه في سياق بوست آخر حول عبد الله بولا يتمثل في مقاله المهم في "مسارات سودانية"، الذي تناول فيه إشكالية الهوية في السودان، مشيرا بذكاء (وأنا أعتمد هنا على الذاكرة) إلى أن الثقافة السائدة في السودان (وود حامد رمزا تمثيليا لها) هي ثقافة غير عقلانية بامتياز حين تبلورت نظرتها دائما إلى مفهوم "العبودية" كوجود "لا تاريخي"، الأمر الذي أمسك به بولا وصفا وتحليلا من خلال مفهوم "العبد (المطلوق)"، فالأفراد هنا محكومون كذوات وموضوعات في آن وقبل ميلادهم حتى بوضعيتهم الجينية.

    وهذا كما ذكرت أنت عن حق ما يميز "المجتمع التقليدي"، وذلك ما يمكن فهمه أكثر على خلفية مفهوم "المجتمع المدني"، كمجتمع تحكمه قيم العلاقات المادية وليست العرقية بالدرجة الأولى، ومن نافل القول هنا تذكر مغزى مقولة آدم سميث: "كلما هبطت قيمة العملة في بلد كلما هبطت معها قيمة الإنسان في ذلك البلد".

    تلك كانت خلفية لابد منها لبدء نقاشي حول طرحك القيم أعلاه. ولي عودة إذن. ودمت.
                  

07-23-2005, 01:18 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في انتظار عودتك يابرنس (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي المشاء:

    أرى بداية ضرورة تحديد هوية مصطفى سعيد عبر منظور أهل ود حامد له ك"STRANGER"، بمعنى الأجنبي أوالدخيل، وليس ك"OUTSIDER"، بمعنى الغريب أواللامنتمي إلى الجماعة من حيث محمول وعي فكري أومكون ثقافي مفارق، وهو ما يؤكده سياق الرواية العام لجهة حجب سعيد لعالمه الداخلي ذي العذابات الروحية العظيمة.

    ومع ذلك، اتخذ سعيد وضعيته المحددة (بواسطة ما بدا لأهل ود حامد من ملامحه الخارجية وطبيعة شعر الرأس مثلا) داخل ذلك النسيج بواسطة الأفكار الهادفة إلى بناء مشاريع تعاونية خدمية، إلى جانب إقامته لعلاقات ودية مع أفراد يمثلون بصورة ما رموزا للسلطة القائمة في مجتمع ود حامد، ومن ثم يأتي المال هنا لتدعيم تلك الوضعية "المحدودة"، وهو ما شكل لسعيد وجودا آمنا بعد غياب لسلام روحي ونفسي إلى أن ظهر الراوي كعامل تهديد خارجي ومباشر تم إستمالته أخيرا ك"وصي"، باعثا في الوقت نفسه ما حسبه سعيد في حكم النسيان أوالموت مرة أخرى.

    ومسألة الوصاية على ولدي سعيد وغيره، لا تأتي من فراغ، إذ ثمة تطابق ما في تصوري ما بين كل من محمولات سعيد والراوي الفكرية والثقافية والروحية، وهو ما يكشفه الطيب صالح عبر مشهد ذي تعقيدات نفسية تم تصويرها كالعادة ببساطة وعمق في آن، وأعني المشهد الذي يتعلق بدخول الراوي إلى الغرفة التي كان يستخدمها سعيد كمكتب ورؤيته لذاته في المرآة مدركا لثانية أنه يطالع سعيدا نفسه وما صاحب كل ذلك من حوارات داخلية أوتداعيات، ومن هنا قد أفهم على مستوى آخر مقولة الراوي القائلة: "انني ابتدئ من حيث انتهى مصطفى سعيد,الا انه على الاقل قد اختار وأنا لم اختر شيئا"!.

    ولي عودة:
                  

07-23-2005, 01:41 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في انتظار عودتك يابرنس :مضاداة التعويل "التراجيكوميدي" (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي البرنس :

    مرحبا بك

    واسعدني انك حددت موقفك من سجالي مع يمنى العيد حول غربة مصطفى سعيد ,

    وهو عكس ما كان يقوم به الاخ الفيا ,
    في تجلياته المنحازة الى يمنى العيد,

    فهو كان يعتقد ان
    Quote: دراسة يمنى العيد هي من اعظم واهم الدراسات عن موسم الهجرة
    ,

    لكنه كان يكرر ما تقول به يمنى العيد
    ولم يقل بما يمكن ان يضيئ البوست ,او حتى ما يمكن ان ينسفه,لو انه اصلا بني على باطل

    وقد اعتقد بشرى الفاضل في تعويله " التراجيكوميدي" على الفيا,
    ان ما قال به عبد اللطيف على الفكي في بوسته عن نقدي ليمنى العيد,
    هو انحياز لي ,

    او بلغة بشرى انه مجرد
    Quote: "مجاملة",


    وانه اي عبد اللطيف,
    Quote: تعامل مع الفيا كشبح


    وهذا كلام صحيح ,فما قال به الفيا هو مجرد اغراق للبوست عبر ترداده ما قالت يمنى سلفا به
    فالفيا هو شبح يمنى العيد

    المشاء
                  

07-23-2005, 02:26 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في انتظار عودتك يابرنس :مضاداة التعويل "التراجيكوميدي" (Re: osama elkhawad)

    عزيزي المشاء:

    وأتفق مع ملاحظتك الدقيقة عن حق، تلك القائلة أن "الغريب" داخل مجتمع تقليدي من شأنه، أومن شأن وجوده أن يفجر الطاقة القصوى للثقافة السائدة في مكان ما ك"ود حامد"، من حيث كون وجوده يمثل وضعية إستثنائية من خارج شبكة العلاقات المستقرة ك"نظام"، مما يدفع إلى ضرورة تأطيره وفق المقاييس السائدة للتحكم في مسار تطوره اللاحق.

    وهذ المنحى أجده أكثر إتساقا مما أوردتموه من ملاحظة Gudykunst حول "الغريب" في سياق اجتماعي وثقافي مختلف يتسم بالعقلانية على ما بدا لي من خلال نصه أعلاه، فطرحه هنا كما فهمت لا يتضمن أي معنى لتأطير وفق مقياس قائم مسبقا، فنقص المعلومات عن إنسان ما أوظاهرة ما كعامل لعدم الثقة يظل في سياق الثقافات الغربية نسبيا مؤقتا يتخذ صورته النهائية عند تمام الفهم، وحتى إذا كان هذا الفهم محيلا إلى ما يفيد الاختلاف أوالمفارقة، فهذا لا يعني تأطيره داخل وضعية دونية، بقدر ما هو دلالة على بعث الحيوية في سياق يتقبل التعددية ويتعايش معها!.
                  

07-23-2005, 02:51 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في انتظار عودتك يابرنس :مضاداة التعويل "التراجيكوميدي" (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي برنس
    ما قال به Gudykunst
    يدعم كلامنا ,
    فالغريب اصلا ,هو غريب لانك لا تعرف معلومات موثقة عنه
    ولذلك ارى ان كلام Gudykunst يدعم ما قلنا به عن وضعية مصطفى سعيد كغريب
    المشاء
                  

07-23-2005, 02:57 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في انتظار عودتك يابرنس :مضاداة التعويل "التراجيكوميدي" (Re: osama elkhawad)

    عزيزي المشاء:

    لا إختلاف جوهري هنا، بقدر ما هو إشارة من جانبي إلى ضرورة مراعاة الاختلافات بين المناهج في النظر إلى الغريب هنا وهناك!.
                  

07-23-2005, 03:03 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في انتظار عودتك يابرنس :مضاداة التعويل "التراجيكوميدي" (Re: عبد الحميد البرنس)

    دعنا يا برنس ننتقل الى مصطفى سعيد وملكيته لارض زراعية في ود حامد
    المشاء
                  

07-23-2005, 03:25 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في انتظار عودتك يابرنس :مضاداة التعويل "التراجيكوميدي" (Re: osama elkhawad)

    وهذا ما كنت بصدد قوله منذ لحظة!.
                  

07-23-2005, 03:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في انتظار عودتك يابرنس :مضاداة التعويل "التراجيكوميدي" (Re: عبد الحميد البرنس)

    ساعود بعد قليل
    كنت منشغلا بكتابة مسدار اسفيري
    لم اتمه
    المشاء
                  

07-23-2005, 03:48 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصطفى سعيد وشراء الارض الزراعية (Re: osama elkhawad)

    مصطفى سعيد وشراء الارض الزراعية :

    ونعود ليمنى العيد

    لم تتطرق يمنى العيد للطريقة التي اشترى بها مصطفى سعيد مزرعته
    وهي لم تنبته لذلك ,لانها اصلا ,لا تعرف خارج النص,ولانها قبل ذلك , لم تتمعن في ما قال به النص,اي موسم الهجرة الى الشمال,حول زواج مصطفى سعيد من حسنة بنت محمود,والا لاكتشفت ان مصطفى سعيد غريب مكانيا ,وهو يعرف ذلك ,و تزوج بالطريقة التي يتزوج بها اي غريب ياتي الى ثقافة السكان الاصليين في ود حامد

    وحينما نأتي الى الطريقة التي اشترى بها مصطفى سعيد مزرعته التي كان يعيش عليها,
    نكتشف أنه اشتراها بوصفه غريبا ,لا يمكن ان تباع له الارض ,في ما تقول به ثقافة السكان الاصليين في ود حامد,
    ولذلك لجأ الى المال كي يتمكن من شراء ارض زراعية.
    يقول الجد في ذلك في سياق حديثه عن مصطفى سعيد:

    Quote: ,واشترى أرضا تفرق وارثوها,ولم تبق منهم الا امراة.فأغراها الرجل بالمال واشتراها منها.

    الطيب صالح, ,1988 ص16.

    من كلام الجد نفهم قدسية الارض في ثقافة السكان الاصليين.
    فمصطفى سعيد لم يكن له ان يشتريها لولا وجود ثلاثة شروط:

    الاول:
    تفرق الوارثين ,وهذا يعني ان وجود الوارثين اصلا كان سيمنع بيع الارض لغريب,باعتبار ذلك عيبا في ثقافة ود حامد حول امتلاك الاراضي الزراعية

    الثاني :
    ان من تبقت كانت امراة ,وفي هذا اشارة خفية لو ان المتبقي كان رجلا ,فان الامر كان سيكون مختلفا

    الثالث:
    انه –اي مصطفى سعيد- استخدم عنصر المال ,كما قلنا بذلك ,لكي يخترق الحواجز الثقافية حول امتلاك الاراضي الزراعية لغريب
    ونكتشف اكثر ,في اضاءة جديدة حول علاقة الارض بالغرباء, اهمية وهب الارض لغريب او بيعها ,من الزعزعة النفسية التي اعقبت طلب "ضو البيت " بتزويجه كغريب من بنات السكان الاصليين

    ومن ضمن ما قيل عن اهمية الارض الرزاعية في علاقتها بالغرباء,
    ما قاله الراوي عن ضو البيت ,وهو يشير في قمة التناقض الذي ولده طلب ضو البيت الزواج من بنات السكان الاصليين,
    حول امتياز تمتع به ضو البيت ,كغريب,حين قال:

    Quote: واشركناه زراعتنا وشقانا-الطيب صالح
    ,1988, ص387

    وحتى الشراكة تلك تمت في شروط معينة

    فحينما عرض على ضو البيت ,في الاحتفال به,ان يشتغل كعامل في حقول العارضين من اصحاب الاراضي,
    Quote: "أبى,وقال تعطوني قطعة ارض اشتغل فيها وحدي فانا رجل غريب,وما أحب أدخل مع أهل البلد في مشاكل بسبب الشغل".


    و قد استجاب الى رجاء ضو البيت العم محمود,
    وهو كان دوما حاسما في حل مشاكل ضو البيت,
    ولذلك طرح على ضو البيت ان يعطيه قطعة ارض متروكة بور منذ الازل مقدار نصف فدان,قال له الطيب صالح,1988,ص386.
    Quote: قطعة الارض دي انتاجها صعب ,لكن اذا حبيتها وهبتها لك."


    وما يلفت الانتباه ان كل ما تمتع به ضو البيت من امتيازات لا تكون عادة مبذولة للغريب ,تمت عن طريق العم محمود

    وحتى هبة العم محمود لضو البيت كانت هبة لارض بور, وهي غير منتجة,ولذلك فقد ترك زراعتها,و هو ما يجعلها غير جاذبة للمشترين,ولهذا وهبها لضو البيت
    وما قام به العم محمود هو من قيم مساعدة الغرباء والفقراء في ثقافة السكان الاصليين,
    لكنه بالمقابل لم يهبه واحدة من اراضيه المنتجة المثمرة.
    ولكنه في نفس الوقت يؤكد مدى قداسة الارض في ثقافة السكان الاصليين.

    المشاء
                  

07-23-2005, 04:53 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سعيد وشراء الارض الزراعية (Re: osama elkhawad)

    عزيزي المشاء:

    لي عودة لاحقة وأرجو أن تكون عن علاقة النص ب(خارجه)!.
                  

07-23-2005, 09:26 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سعيد وشراء الارض الزراعية (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي برنس
    ليس من الضرورة للناقد دائما ان يكون ملما بخارج النص,
    لكن لو توفرت له مثل هذه المعرفة ,فستجنبه مزالق كثيرة

    مثلا اعرف ماذا تعني لجنة المشروع,واعرف ما هو المشروع,
    واعرف ماذا تعني لجنة المستشفى او الجامع ,
    لانها ايضا كانت موجودة في بيئتي التي تربيت فيها ,
    من حكم تجربتي الشخصية ونشاتي كطفل وصبي في كبوشية
    وتماثل تماما ما ورد في الخطاب الروائي للطيب صالح

    ولذلك كنت مندهشا عندما قالت يمنى العيد ان
    Quote: لجنة المشروع هي نقابة؟

    فقلت في "علني":
    Quote: هل اننا حرقنا المراحل كي نصل الى الحداثة التي تقوم فيها نقابات؟


    ولم اعرف ما هي النقابات الى ان جئت الى الخرطوم

    واعرف مثلا ان بيع الارض مهما كان هو عمل مشين ومخز
    فكيف اذا ما قمت ببيعها لغريب؟

    وارجو ان تلاحظ مسالة الجندر في كلام الجد عن المراة التي اشترى منها مصطفى سعيد

    في انتظارك,

    وحتى ذلك الوقت سأنقح ما سيأتي من كلام لي في نقد مقاربة يمنى العيد الخاطئة لموسم الهجرة الى الشمال

    ولك محبتي كاملة

    تخريمة:
    كان عبد اللطيف في احدى جلساتنا اللطيفة في فيلادلفيا يحكي لنا انه شهد المداحين الذين حكى عنهم الطيب صالح,
    وكانوا في طريقهم الى الشيخوخة

    المشاء
                  

07-24-2005, 00:43 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خط الدفاع الاخير للفيا وتابعه المتأكدم (Re: osama elkhawad)

    سنعود للحديث عما سمته يمنى العيد :
    Quote: تملك الوطن

    وهو خط الدفاع الاخير للفيا ,
    وتابعه المتأكدم
    المشاء
                  

07-24-2005, 09:10 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خط الدفاع الاخير للفيا وتابعه المتأكدم (Re: osama elkhawad)

    up
    ccoming soon
    almashaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa
                  

07-24-2005, 09:11 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خط الدفاع الاخير للفيا وتابعه المتأكدم (Re: osama elkhawad)

    up
    ccoming soon
    almashaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa
                  

07-24-2005, 05:39 PM

على عمر على
<aعلى عمر على
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 2340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: osama elkhawad)

    بس ماتطول
                  

07-24-2005, 05:47 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: على عمر على)

    وكما تجيدون الدوبيت نحسن النقد وإن عدتم عدنا وبالجعبه سهام





    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 07-24-2005, 07:06 PM)

                  

07-24-2005, 06:28 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: munswor almophtah)

    عزيزي المشاء:

    ما يلفت الإنتباه، وفق خطوتيك الأخيرتين، وأعني عنوانيك "مصطفي سعيد واختيار الزوجة" و"مصطفى سعيد وشراء الارض الزراعية"، هو سعي مصطفى سعيد الحثيث، كمنبت عرقيا،إلى "الإنتماء"، بالمعنى الشامل للمفهوم، وهو ما لم يتح له تماما داخل فضاء اجتماعي وثقافي ذي تراتبية غير عقلانية صارمة لا تتيح لأمثاله التحرك إلا على مستوى هامشي. إن وضعيته تؤكد غالبا نزوعه إلى الإنتماء إلى شيء ما لا "الإستقرار" أو"العودة (إلى جذر ما)" مثلما حدث مع الراوي "المؤصل ومفصل"، الذي كما نعلم افتتح الرواية بالفعل "عدت"، بينما حدث وأن قام مصطفى سعيد نفسه بتوصيف ذاته في غير مكان بما يؤكد ما ذهبت إليه للتو مثل "كرة المطاط". وهو ما جعل من مفهوم الصراع بعدا دراميا في كثير من أجزاء الرواية تغذيه صدامات حضارية وثقافية أخرى نعلمها جميعا. ودمتم.
                  

07-24-2005, 06:34 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: عبد الحميد البرنس)

    يا ابن خالتي على تروس
    تعرف الظروف التي اكتب فيها,
    ولان لدي احساسا بالفقد,لا اعرف مصدره,
    قلت اقول بما حضرته كمادة اولية للبحث,
    حتى لا يضيع ذلك

    بعدين متين حتجينا؟

    المنصور,
    طبعا نحنا اساسا بتاعين مسادير اسفيرية ,
    وارجو عودتك ,بس خليك داخل ما نقول به ,
    فقصدي هو ان استفيد من النقد والاضافات,
    قبل ان اكتب ذلك ككتاب

    وساعود للبرنس
    المشاء
                  

07-24-2005, 07:10 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: osama elkhawad)

    عزيزي البرنس كتبت:

    Quote: ما يلفت الإنتباه، وفق خطوتيك الأخيرتين، وأعني عنوانيك "مصطفي سعيد واختيار الزوجة" و"مصطفى سعيد وشراء الارض الزراعية

    هو سعي مصطفى سعيد الحثيث، كمنبت عرقيا،إلى "الإنتماء"، بالمعنى الشامل للمفهوم، وهو ما لم يتح له تماما داخل فضاء اجتماعي وثقافي ذي تراتبية غير عقلانية صارمة لا تتيح لأمثاله التحرك إلا على مستوى هامشي.


    ساعود للحديث في ردي على ما اسمته يمنى العيد
    Quote: تملك الوطن
    ,
    الى الاسباب التي جعلت مصطفى سعيد,يأتي الى ود حامد,وهي واضحة تماما من وصيته التي كتبها للراوي.

    وكلامك عن انبتاته العرقي ,في ود حامد ,

    يحيلنا الى شهادة المأمور عن انبتاته العرقي.

    وواضح من سيرته ,انه منبت,وانه نشأ بلا أهل وبلا اسرة.

    ولذلك كانت علاقته بالمكان دائما هي علاقة لحظية,ليس فيها اي قدر من الحميمية.

    و سنعود لاثبات ذلك في ردنا على مفهوم يمنى العيد حول :

    Quote: تملك الوطن,


    مما يفتح الباب الى فهم أكثر عمقا لشخصية مصطفى سعيد المعقدة .

    مع محبتي الكاملة

    المشاء
                  

07-25-2005, 08:47 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: osama elkhawad)

    إلى حين عودة.
                  

07-25-2005, 11:06 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: عبد الحميد البرنس)

    الأخ أسامه إن تعريفك للغريب بأنه غير مأصل وغير مفصل والتى تبدو تحقيريه تختلف من تعريف عبداللطيف لنفس العباره لأنه تحدث عن غربة اللسان والمكان وتجدنى أقرب الى تفسير عبداللطيف لسبب واحد لأن جوهره زوجة عبدالله سألت الطيب صالح أيام تواجده فى الخرطوم خلال أيام الخرطوم عاصمة الثقافه العربيه بأنه أى الطيب صالح يقصد زوجها عبدالله الطيب (بمصطفى سعيد) ثم أعاد أحمد البلال الطيب السؤال فى برنامج على الهواء على الطيب صالح وقال إن الكاتب لا يكتب من فراغ...لابل هناك شخصيات أخر يظن أن الطيب إستخدمها فى الكتابه وجميعها من الشمال النيلى الذى يختلف فى لكناته وليس لغته...أى إختلافات لسان لذا الإختلاف هنا أرى إنه ليس إختلافا فى النوع وإنما إختلاف مقدار وهوإختلاف لسان كما قال عبداللطيف أى اللكنه وليس اللغه كالإختلاف بين لغة الشايقيه والجعليين أو المناصير والجموعيه لا بل بين أهل كبوشيه وأهل الجوير من نفس الجعليين فهى ليست تحقيريه بما قدر ما هى إختلاف هويه تحفظيه والله أعلم...................


    منصور
                  

07-25-2005, 03:15 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: munswor almophtah)

    إلى حين عودة (المشاء كما وعد أعلاه)!.
                  

07-25-2005, 09:53 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي منصور
    قلت :
    Quote: إن تعريفك للغريب بأنه غير مأصل وغير مفصل والتى تبدو تحقيريه تختلف من تعريف عبداللطيف لنفس العباره لأنه تحدث عن غربة اللسان والمكان


    انت تنطلق من كلام غير علمي حين تقول ان :
    Quote: غير مؤصل ومفصل تبدو تحقيرية


    انت لا تتحدث عن الخطاب الروائي ,وانما عن رأيك في كلام غير مؤصل ومفصل,
    وهذا كلام ,كما اثبت قال به اولا الخطاب الروائي للطيب صالح,
    و لم انحته حتى تحاكم ذلك اخلاقيا بما تعتقده انت
    هنالك فرق كبير بين رؤيتك للعالم يا منصور ,
    وبين رؤية السكان الأصليين للعالم في ود حامد كما وردت في الخطاب الروائي للطيب صالح
    اما كلامك عن سؤال الطيب صالح عن مدى علاقة روايته بعبد الله الطيب,
    فهذا كلام ليست له اية علاقة بما نقول به
    بالاضافة الى ذلك انك لم تقرا ما قال به عبداللطيف جيدا ,
    فهو تحدث عن الاصل والاصل

    كنت قد رجوتك عزيزي المنصور ان تساهم بما يضيئ البوست
    و ارجو ان تكون مساهمتك القادمة في هذا الصدد
    وسنعود
    المشاء
                  

07-26-2005, 09:54 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الغريب كمفهوم في المجتمعات التقليدية و مجتمعات الحداثة وما بعدها (Re: osama elkhawad)

    الغريب كمفهوم في المجتمعات التقليدية و مجتمعات الحداثة وما بعدها

    نبهني امتعاض الصديق منصور المفتاح من الفصل والاصل,كمعيار لان تصير كامل الاهلية ضمن ثقافة السكان الاصليين لود حامد

    والاهلية الكاملة تتضمن من ضمن ما تتضمن:
    الزواج والمصاهرة
    شراء وامتلاك الارض الزراعية
    نبهني امتعاض صديقننا منصور المفتاح, الى ضرورة تسليط الضوء على الغريب كمفهوم سوسيولوجي
    وهو مفهوم أسسه في علم الاجتماع المعاصر جورج زيميل
    ثم بعد ذلك سنسلط الضوء باختصار عن تطوير ذلك المصطلح كما تم من قبل مدرسة شيكاغو السوسيولوجية في الولايات المتحدة الامريكية

    ثم ننتقل الى مقاربة مفهوم الغريب في عصر العولمة
    وهذا كله يهدف الى الكشف عن الفرق بين الغريب في المجتمعات التقليدية والغريب في مرحلة الاتصال العولمي
    و كيف يبدو الوطن والبيت في هذا العصر العولمي
    وهي مقدمة لمقاربة سريعة لمفهوم الغريب والغربة في ظل المجتمعات التقليدية و مجتمعات الحداثة وما بعدها

    وهي تنقلنا الى مقاربة مفهوم تملك الوطن ,كما طرحته يمنى العيد,
    والتي تجعل مفهوم تملك الوطن مفهوما رئيسا ,
    و هو مفهوم يستند على الغربة كمفهوم اساس في التفريق بين تملكين من الوطن,
    كما ترى يمنى العيد:
    1-تملك الراوي
    2-تملك الوطن

    وما يحمد لقراءة يمنى العيد الخاطئة انها نبهت لثيمة الغربة في الخطاب الروائي للطيب صالح

    وسنتطرق الى غرباء الطيب صالح ضمن كشفنا للقراءة الخاطئة التي قامت بها يمنى العيد لموسم الهجرة الى الشمال

    المشاء
                  

07-29-2005, 05:25 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصطلح الغريب (Re: osama elkhawad)

    لعالم الاجتماع جورج زيميل 8581-1918"فضل ادخال مصطلح الغريب الى علم الاجتماع ضمن محاولته لدراسة العلاقات الاجتماعية وانماط الاتصال البشري.

    ومن المفارقة ان زيميل نفسه كان اكاديميا غريبا,فالرغم من شهرته كمحاضر فذ,وكتاباته المتنوعة,الا انه لم يرق الى درجة بروفيسور,بسبب أن أمه وأباه كانا يهوديين ثم تحولا الى اعتناق الدين المسيحي.

    وقد تم تطوير مفاهيم زيميل ,لاحقا من قبل مدرسة شيكاغو السوسيولوجية.

    ويرى زيميل ان نموذج الغريب هو التاجر اليهودي.ويقول زيميل "خلال تاريخ الاقتصاد ,كان الغريب يظهر كتاجر أو ان التاجر يظهر كغريب.يدخل الغريب في مجموعة فيها قد شغلت سلفا المواقع الاقتصادية.

    ان النموذج الكلاسيكي هو تاريخ اليهود الاوروبيين".ويرى روبرت بارك,السوسيولوجي الامريكي الذي قدم نظريات زيميل الى الاكاديميا الامريكيةأن اليهودي الطليق كان تاريخيا هو الانسان الهامشي,وأول كوسمبوليتي ,وأول مواطن عالمي".
    يعرف زيميل الغريب قائلا:
    Quote: انه الفرد الذي هو عضو في نظام ما ,لكنه غير مرتبط به لدرجة قوية".فالغريب ليس هو الطائف الذي يجئي اليوم,لكي يغادر غدا,لكنه الذي يجيئ اليوم ويبقى غدا.


    ربما ان الغريب هو مهاجر جديد الى النظام يمتلك حرية المجيئ والذهاب ,ان الغريب ليس ملتزما تماما لقيم النظام.وتتسم علاقات الغريب بالاخرين في النظام بالتباعد الاجتماعي.
    ولذلك فالغريب في كثير من الاحيان يكون اكثر موضوعية في النظر الى الواقع المهاجر اليه,بالمقارنة مع الذين اندمجوا في النظام وهذا ما يمكن ان نطلق علي:
    Quote: عين الغريب.


    ولهذا يرى زيميل ان في ايطاليا ينتخب القضاة من خارج المنطقة المحددة,اذ انهم سيكونون اكثر موضوعية في النظر الى القضايا المطروحة بدون مؤثرات مسبقة وانحيازات قد تتم بسبب ا لثقافة او القرابة او الدين او اللسان وغيرها من العوامل التي تقلل من درجة الحياد والموضوعية .

    وفي نفس السياق يتحدث عبد اللطيف عن الحكيم الغريب الذي بعين الغريب يرتب المكان.يقول:
    Quote: و بمرور الزمن و الاختبار يتحول هذا الغريب إلى الحكيم الذي يُدخل أشياء جديدة في هذا المكان و يرتبه


    المشاء
                  

08-05-2005, 01:07 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في صحبة المتنبي ورفاقه (Re: osama elkhawad)

    وحتى نعود لمواصلة مقاربتنا الطويلة عن قراءة يمنى العيد ,
    نترككم مع عرض قام به الشاعر اللبناني المعروف محمد علي شمس ا لدين لاحد كتب الطيب صالح الاخيرة ,
    وقد نشر عرض الكتاب في السفير الثقافي بتاريخ 5\8\2005


    لا حدود للمتعة والأنس والفائدة في صحبة الطيب صالح ورفاقه. فكيف اذا كان هؤلاء هم المتنبي ورفاقه؟ فأنت مع الطيب، من خلال كتابه الصادر له حديثا عن دار <<رياض الريّس للكتب والنشر، بيروت 2005>>، بعنوان <<في صحبة المتنبي ورفاقه>>. كأنك جالس في بستان.. فالكتاب بستان، والطيب بستان كتابه فكأنه <<بستان البستان>>.
    وتنظر الى وجه الطيب صالح (ولكل امرئ من اسمه نصيب كما أُثر عن الرسول الاعظم) الذي رسمه حسن إدلبي على الغلاف، فتجد ان عِمة سودانية بيضاء، تتوّج الوجه السوداني الاسمر الجميل، وان الجمال قائم ما بين العينين السوداوين، وما بين العينين والشفتين الكبيرتين المنفرجتين عن ابتسامة لطيفة، بل عما هو اكثر من ابتسامة وأقل من ضحكة، تضيء أسارير الوجه بكامله، فهنا وجه أليف، ودود، محب، ساخر... وخُيّل إليّ لأول وهلة، أنني أنظر الى وجه ظبي من ظباء السودان (وأنا لم أعرفها عن كثب، بل من خلال الطيب ورفاقه من شعراء السودان بخاصة)، لكنه عاد فنبهني هو، في كتابه، الى جمال السنجاب، فاستعرت منه له هذا الوصف، الذي كتبه واصفا تنقله متكئا على عصاه، طويلا، بين هضاب (البيرنز او برلاند) أعلى (انترلاكن)، بين مسارب اشجار البلوط والصنوبر، فيفاجئه ثمة سنجاب، فيكتب <<أصادف سنجابا غير بعيد مني يتشبث بفرع، يتأملني بلا خوف، يتأملني بدهشة كدهشة الطفل. انظر إليه وينظر إليّ. أكاد أسمع حديثه. مثلي في شرع الحياة، وأسعد حالا لأنه كما قال الحردلّو <<فرحان وعاجبه خلاه>>. والخلاء ليس بالضرورة الارض العراء، ولكنه اتساع فضاء الانطلاق للكائن الحي...>>.
    ومثلما كان الطيب صالح، وهو يتنقل بين الاشجار في انترلاكن، يتبادل نظرات الحب والدهشة مع سنجابه، كنت وأنا أقرأ كتابه، أتبادل بين الفينة والفينة، النظر مع صورته الناطقة تلك... وأحسب انه ينظر إليّ، ويبتسم لي، ويحدثني او يؤانسني بحديثه العذب المستطرد.. عن أبي الطيب ورفاقه الكثر من شعراء وأدباء وأصدقاء ومفكرين، وأبو الطيب المتنبي قائم في وسط المجموعة، وكأنه <<عَلَم في رأسه نار>>، وعلى الرغم من أنه يخص الامكنة والازمنة كافة، وأنه <<مالئ الدنيا وشاغل الناس>> وأنه يملأني شخصيا ويشغلني على تباعد التواريخ ووعورة المسالك والازمنة ورعونة هذا الزمان بالذات، إلا أنني أحسست من خلال صحبتي للطيب في صحبته للمتنبي (دون جميع الرفاق) انه يخصه هو بالذات وأنه <<أبو طيبه>> هو وحده دون سائر الخلق، فهو كما يرى اليه، ويسميه، <<الاستاذ بالمطلق>> على الرغم من وجود أساتذة متباينين في فنون ومطالب متباينة. إلا ان المتنبي هو <<الاستاذ>>، مثلما ان كل كتاب هو كتاب، أما <<الكتاب>> بالمطلق، فمحفوظة تسميته للقرآن الكريم، او لبعض الامهات من الكتب (كتاب سيبويه في النحو سمي الكتاب)، وقد اختار ادونيس ان يسمّي ثلاثيته الضخمة في الشعر والتاريخ، <<الكتاب>>، وجوهرها ان الرجل يقوم بتحقيق مخطوطة منسوبة للمتنبي... فكتاب ادونيس (الكتاب) يدور حول المتنبي الاستاذ .
    وحين يختار الطيب لقب <<الاستاذ>> لأبي الطيب، فلأنه يراه سيد الاقدمين والمحدثين في فن الشعر بالعربية، بزّ من سبقه من الشعراء، ومن عاصره ومن تلاه الى يومنا هذا... فكأنه في ذلك (اي الطيب صالح) هو معرّي جديد، أتى ليثبّت المعري الاول، في حكمه على المتنبي بأنه صاحب إعجاز في الشعر، بجمعه قصائد مختارة له، او أبياتا مختارة، في ما سماه <<معجز أحمد>>، وهو ما سار في الناس واشتهر عن أبي العلاء، على الرغم من تلك المناقشة العلمية الهادئة، التي يخوض فيها الطيب صالح، حول <<معجز أحمد>> بالذات، ما حقيقته؟ أين يوجد؟ من تتبعه وحققه من خلال النسخ المحفوظة والطبعات المستجدة؟ وهل هو <<كتاب آخر>> للمعري، مختلف عن الشرح المعدود له، والمسمى <<اللامع العزيزي>>، ويروى أن أعمى المعرة البصير كتبه بناءً لإيعاز من الأمير عزيز الدولة... ويذكر ابن عساكر ان المعري شرح ديوان المتنبي شرحين: الاول سمّاه <<اللامع العزيزي>> والثاني سمّاه <<معجز أحمد>>، ومثله ذكر البديعي في <<الصبح المنبي>> وغيرهما من المؤرخين للمعري والمتنبي>> (والكلام ينقله الطيب عن مقدمة الطبعة الثانية لشرح ديوان ابي الطيب لأبي العلاء المعري الذي أسماه <<معجز احمد>>، بتحقيق الدكتور عبد المجيد دياب، وشرح محمود سالم اصدرته دار المعارف بمصر العام 1988، ثم اعيد طبعه 1992).
    دفاع عن المتنبي
    يدافع الطيب صالح على امتداد صفحات كتابه المتنوع الفصول والابحاث، عن ابي الطيب المتنبي، وكأنه أمه وأبوه، او كأنه أمّ تحس بالخطر على ابنها الجميل المدلل، فتشهر جميع اسلحتها في وجه (الاعداء)، والاعداء قدامى ومحدثون، من الصاحب بن عبّاد، وهو امير طمع في مديح المتنبي له، وبذل من اجل ذلك نصف ما يملك، فتعالى عليه او الطيب بحجة انه لا يمدح سوى الملوك، فجلس الصاحب يتدبر أسبابا لثلب الشاعر، والنيل منه، وأغرى بذلك آخرين اعتصبوا حول المتنبي وألّف وألّفوا في النيل من شعره... الى الوزير المهلبي في بغداد، وحاله كحال الصاحب بن عبّاد، فأغرى الحاتمي بتأليف كتاب يتتبع فيه سرقات المتنبي من حكم أرسطو الفلسفية... ذانِ من الأقدمين، ممن تصدى لهم الطيب صالح، وهفّت ادعاءاتهم وأقوالهم مستعينا عليهم تارة بأعظم شاعر فيلسوف في العربية، هو أبو العلاء المعري، الذي عرف قدر المتنبي وألف له وفيه ما سمّاه <<معجز أحمد>>، وطورا بأبرز لغويي زمانه <<ابن جنّي>>... الذي قيل فيه وفي معرفته لأسرار اللغة عند المتنبي ما نُقل عن المتنبي فيه <<ابن جنّي أعلم بشعري مني>>... لا يترك الطيب صالح أحدا من القدامى ممن عاصروا المتنبي والمعري، وعابوا عليه شعره، أو كرهوه فتحول طعم شعره الحلو مرّاً في أفواههم، والعيب في السقم والمرض لا في الشعر، إلا وتصدى له. نذكر من هؤلاء الشريف الرضي، على جمال شعره ونبل هذا الشعر، إلا ان الغيرة التي كانت تنهشه من المتنبي، جعلته هو وأخاه الشريف المرتضى يقفان من المعري (محب المتنبي) موقفا قاسيا، حين وقع خلاف حول الشاعر. قال المعري مدافعا عنه <<لو لم يكن للمتنبي الا قوله: لكِ يا منازلُ في القلوب منازلُ...>> لكفاه. قال الشريف المرتضي لحاشيته في المجلس: <<اسحبوا هذا الاسطبل من هنا>>، والاسطبل لغة هو الأعمى، فسُحب المعرّي من رجله من المجلس مهاناً.. كرمى لعيني شاعره. وقال الشريف المرتضى بعد ذلك لأصحابه: إن المعرّي بإيراده هذه القصيدة إنما عناني ببيت للمتنبي يقول فيه:
    <<وإذا أتتك مذمّتي من ناقصٍ
    فهي الشهادة لي بأني كاملُ>>
    ينقل الطيب صالح في مقالاته المتنوعة، سلاحه للدفاع عن فتاه، من الاقدمين الى المحدثين، فيقف موقفا متهكما وناقدا من طه حسين، أبرز المحدثين ممن تحاملوا على أبي الطيب، من خلال كتابه <<في صحبة المتنبي>>. يتساءل الطيب صالح يقول: ما مشكلة العميد مع المتنبي؟ ويجيب: <<العميد، رحمه الله، شأنه في ذلك شأن الشريف الرضي والصاحب بن عبّاد وكثيرين الى يومنا هذا: حالهم حال المجمعين على الحقد>>. ويضيف ان ذلك لم يكن من طه حسين لا عن قلة فطنة (فالعميد كان آية في الذكاء) ولا عن جهل <<حاشا الله فقد كان العميد بحر علوم>> ولكنها <<البغضاء>> هي التي تعمي الناظر إليها.
    ثم إن العميد اعتمد في رأيه في المتنبي على المستشرق الفرنسي <<بلاشير>> في اطروحته المسماة <<ابو الطيب المتنبي دراسة في التاريخ الأدبي>>، التي نال عليها شهادة الدكتوراه في الادب العربي من جامعة السوربون عام 1935، وهي دراسة مستشرق متحيز، لا يرى في المتنبي اكثر من مدّاح، وفي سيف الدولة اكثر من أمير مهووس <<بالنفج>>... يرى الطيب صالح ان طه حسين، في تحامله على المتنبي، يصدر عن نفسية عقدتها عاهة العمى، والكبرياء معاً... وبالتالي هو شبيه بما يسمونه بالفرنسية تحطيم الايقونات iconoelasme، ويشد على يد محمود محمد شاكر الذي ألف كتابا جيدا في المتنبي، حين يقول في طه حسين: <<زهو بغيض، وخيلاء نابية، وعُجب لا يرحم بائسا رماه حب القراءة في تنور، وقوده من زمهرير ثرثرة>> قاسية... فهو دائما يحب ان يغيظ القراء، وأن يثير سخطهم، وأن يعاند نفسه ويعاند الناس. سلسلة طويلة مكررة من الاستعلاء والاستخفاف>>. يسأل الطيب، ويعيد السؤال: <<لماذا أبغض الدكتور طه حسين أبا الطيب المتنبي؟>>... وهو يعجب (وهو على حق في هذا العجب) من مفارقة الحب الغامر والاكبار والاعجاب اللذين لا حدود لهما، التي يظهرها لطه حسين لأبي العلاء المعري من خلال كتبه فيه، والكراهية التي يظهرها للمتنبي، على الرغم من ان أبا العلاء كان مقلدا لأبي الطيب مفتونا به... ولا يذكره حين يذكره الا بقوله <<الشاعر>>، فكيف يمكن التوفيق بين هذه المفارقات او النقائض؟
    حوار مع أبي الطيب
    وحديث الطيب، مع أبي الطيب، وفي أبي الطيب، حديث طويل ويطول، فهو يحمله معه في حله وترحاله، في كل مكان من الارض، وفي كل بلد يسافر اليه او يحل فيه، في الشرق كان او في الغرب.. فهو معه في لندن وفي باريس في القاهرة وفي قطر وفي بيروت. يسامره ويحاوره ويستمتع به ويعجب ويحب ويغضب له ويحتار... يحادث نفسه فيه، والآخرين ويحدثه كأنه أمامه بلحمه ودمه: كيف قلت، غفر الله لك، <<على قلق كأن الريح تحتي>>؟ تعال معي الى <<سيدني>> حيث الفتى العربي كما وصفت <<غريب الوجه واليد واللسان>> يخاطبه خطابا قريبا <<كثيرا ما جال في خاطري بيتك العجيب>> ولا يني يقرأ له ويعيد ويستعيد، ويحاور الشراح، وبعض من تكالبوا على المتنبي، ويصحح لمن يلزم، ويعجب ما طالب له العجب، ويتبحّر في اللغة على قوارب المتنبي، ويعيد لنا نكهة من اريحية العربية، في هذا الزمان الاعوج، بعد ان أضاعتنا بل أذهلتنا عن انفسنا الرطانات وما أكثرها، وبعد ان تم فعل البذاءة بالعربية، حتى على يد بعض <<الدكاطرة>> بتعبيره الساخر.
    كل من يحادثهم او يصاحبهم الطيب صالح، من شعراء ودارسين ورفاق، إنما يتكوكب معهم او يكوكبهم حول شاعره الذي هو قطب الرحى ومدار الصحبة. وللمعري نصيب كبير من رفقة الطيب، لأنه اكبر وأعظم من رافق المتنبي. ويناقش الطيب صالح في المعري جملة ممن كتبوا فيه وفي اصول معتقده الفلسفي، ويشير الى من كتبوا في رهين المحبسين، غلبت على ابحاثهم نزعة البحث عن اصول معتقده، اكثر مما اهتموا بشعره وجمال شعره، وأعماق هذا الشعر. فهو يحاور في ذلك مارون عبود صاحب كتاب <<زوبعة الدهور>>، كما يحاور آخرين من طه حسين الى عباس محمود العقاد الى بنت الشاطئ التي تعتبر المعري <<شاعرها>> كما يعتبر هو المتنبي <<شاعره>>... الا ان الطيب صالح أغفل كتابا هو في اعتقادنا اهم ما كتبه المحدثون في اعمى المعرة وفيلسوفها وشاعرها، وهو كتاب <<المعري ذلك المجهول>> للعالم اللغوي الجليل الشيخ عبد الله العلايلي. ولا أحسب الطيب صالح بغافل عن فضل هذا الكتاب في إماطة اللثام عن الجذور الفلسفية لشعر المعري، هذه الجذور التي استنبطها العلايلي من التركيب اللغوي والحروفي للزوميات المعري وكشف الصلة الرحمية والرمزية بينها وبين اشارات اخوان الصفا ورموزهم ومعتقداتهم... وحين نعلم ان الشيخ العلايلي هو من اجل علماء العربية (اللغة) المحدثين وأن المعري شيخ اللغة وإمام رموزها، نفهم عمق وابتكار كتاب العلايلي في المعري... وآمل ان يكون ذلك من مستدركات الطيب المقبلة.
    هذا، وان في الامكان اضافات على الطيب في أبي الطيب. ونقول: بخٍ. بخٍ... نحن ايضا استمتعنا ونستمتع بما يستمتع به الطيب من أطايب أبي الطيب... وهي مائدة العقول المفتوحة على الأبد. فكأنه شاهد دائم على دواخلنا الخفية، في جلائها وأسرارها، وفي صحتها والمرض. لدى المتنبي جدل عجيب مع الذات البشرية في أدق احوالها.
    وهو قاطف الحكمة المرة من مستنقع الحياة، ومصوّر نوازع الناس بما فيها من جرأة وجفوّ وقسوة وحدة وخوف وإباء واستعلاء. ثم هو الجريء العجيب الغواص في اللغة، جرأته في سبر النفس البشرية. انظر الى <<العبدّى>> في قوله:
    .. تشابهت البهائمُ والعِبدّي
    علينا والموالي والصميم>>
    المتنبي شاعر العنفوان والقوة وفيلسوف الجبروت قبل نيتشه. كان دائما (حتى وهو يصف موصوفيه من ملوك وقوّاد وعظماء دولة) يصف نفسه هو، بملامح سوبرمان، داعية، مهدي،... بين أناس كالسائمة، وملوك يستحقون قطع الرؤوس كالأوثان. وهو بينهم غريب كصالح في ثمود، وهو من طينة لا بشرية ماذا أقول؟ فوق بشرية.. مصطفاة..
    ثم هو يحتقر الناس والملوك معاً احتقار استعلاء، ويعبّر عن ذلك بصيغ التصغير <<أذمّ الى هذا الزمان أهيله>>.. <<كويفير>>، <<شويعر>>... الخ.. في حين ان المعري يحتقر الطينة البشرية نفسها، وشخصيته شخصية افتراسية. صراعية متغلبة.. كأنه هو الذي هدى هوبز الى قوله <<الانسان ذئب الانسان>> وهدى شتاينبيك صاحب <<عناقيد الغضب>> الى مقولة ان الانسان يكون اولا قويا ثم أخلاقيا>>:
    <<من أطاق التماس شيء غلابا
    واغتصاباً لم يلتمسه سؤالا>>.
    يغوص على الحكمة وينتشلها مدماة تنبض بالقوة والجمال من أحشاء الحياة..
    <<ذلّ من يغبط الذليل بعيش
    ربّ عيش أخف منه الحِمامُ
    من يهن يسهل الهوان عليه
    ما لجرح يميّت إيلام...
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
    وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم...>>
    وهو صاحب قول شعري ولغوي محكم (على ما يرى المعري).. وقوته في الشعر، في الكلمات... على الدهر... فكأنه الشاعر بالمطلق. وصحيح انه تدرج من طلب النبوة الى طلب الملك فالولاية، لأنه كان يعتبر نفسه أحق بالملك من الملوك، بل كان يرى قلبه ملكا:
    <<وفؤادي من الملوك وإن كان لساني يُرى من الشعراء>>
    إلا ان عظمته كائنة في سلطة الشعر، لا في السلطة السياسية التي كان يطلبها ويظن انه أحق بها من جميع ملوك وسلاطين زمانه... وسلطة الشعر سلطة عجيبة، قوامها الكلمات (كما قال شكسبير في هاملت: كلمات...كلمات... كلمات)، الا انها السحر، الروعة، الابتكار، النزوع على أجنحتها بالصورة والمعنى والمخيلة الى غايات لا يعرفها الآخرون، والوصول الى المعنى المُسكر الخفي الذي يجلوه الشاعر:
    فهذا شعر يفاجئ الظنون. ثم هذا شعر له فتوحات في الكلام.. فيه الحزن والقوة والعنفوان والحكمة والسخرية وكل ما في النفس البشرية من نوازع ودواخل متناقضة، قاطعة صائبة او غامضة ملتبسة.
    <<لا أقمنا على مقام وإن طاب ولا يمكن المكانَ الرحيل>>.
    لذلك لا عجب ان يكون المتنبي يظهر في وسط التاريخ كجوهرة خاصة ونادرة ممثلة لسلطة الشاعر، المكونة من أخلاط التاريخ والعبقرية الذاتية ومن صفو الحكمة وجمال الجنون. ولا عجب ان يستهوينا، نحن ابناء هذا الزمان (الأعوج) الأكثر من رديء ويظهر لنا بصورة فارس قلق هوائي متعال متكبر يحمل بيرقا ومشرد ودام وحكيم ومجنون وجميل... ويتدحرج في الزمان والمكان.. وكما قال فيه ادونيس في (الكتاب): من ياء هذا الزمان الى الزمن الأول
    قلق ذاهب يتأمل في قلق مقبلِ.
    وإذا كان قد خلب الطيب صالح، فقد خلبنا معه ايضا.
    وكما قال الأولون، واستعاده الطيب في كتابه الممتع النبيل الجميل، <<الحديث أودية>>... فقد ساقتنا اودية حديثة الى هذا الوادي الذي استطردنا فيه ما كان بدأه هو...

    لا حدود للمتعة والأنس والفائدة في صحبة الطيب صالح ورفاقه. فكيف اذا كان هؤلاء هم المتنبي ورفاقه؟ فأنت مع الطيب، من خلال كتابه الصادر له حديثا عن دار <<رياض الريّس للكتب والنشر، بيروت 2005>>، بعنوان <<في صحبة المتنبي ورفاقه>>. كأنك جالس في بستان.. فالكتاب بستان، والطيب بستان كتابه فكأنه <<بستان البستان>>.
    وتنظر الى وجه الطيب صالح (ولكل امرئ من اسمه نصيب كما أُثر عن الرسول الاعظم) الذي رسمه حسن إدلبي على الغلاف، فتجد ان عِمة سودانية بيضاء، تتوّج الوجه السوداني الاسمر الجميل، وان الجمال قائم ما بين العينين السوداوين، وما بين العينين والشفتين الكبيرتين المنفرجتين عن ابتسامة لطيفة، بل عما هو اكثر من ابتسامة وأقل من ضحكة، تضيء أسارير الوجه بكامله، فهنا وجه أليف، ودود، محب، ساخر... وخُيّل إليّ لأول وهلة، أنني أنظر الى وجه ظبي من ظباء السودان (وأنا لم أعرفها عن كثب، بل من خلال الطيب ورفاقه من شعراء السودان بخاصة)، لكنه عاد فنبهني هو، في كتابه، الى جمال السنجاب، فاستعرت منه له هذا الوصف، الذي كتبه واصفا تنقله متكئا على عصاه، طويلا، بين هضاب (البيرنز او برلاند) أعلى (انترلاكن)، بين مسارب اشجار البلوط والصنوبر، فيفاجئه ثمة سنجاب، فيكتب <<أصادف سنجابا غير بعيد مني يتشبث بفرع، يتأملني بلا خوف، يتأملني بدهشة كدهشة الطفل. انظر إليه وينظر إليّ. أكاد أسمع حديثه. مثلي في شرع الحياة، وأسعد حالا لأنه كما قال الحردلّو <<فرحان وعاجبه خلاه>>. والخلاء ليس بالضرورة الارض العراء، ولكنه اتساع فضاء الانطلاق للكائن الحي...>>.
    ومثلما كان الطيب صالح، وهو يتنقل بين الاشجار في انترلاكن، يتبادل نظرات الحب والدهشة مع سنجابه، كنت وأنا أقرأ كتابه، أتبادل بين الفينة والفينة، النظر مع صورته الناطقة تلك... وأحسب انه ينظر إليّ، ويبتسم لي، ويحدثني او يؤانسني بحديثه العذب المستطرد.. عن أبي الطيب ورفاقه الكثر من شعراء وأدباء وأصدقاء ومفكرين، وأبو الطيب المتنبي قائم في وسط المجموعة، وكأنه <<عَلَم في رأسه نار>>، وعلى الرغم من أنه يخص الامكنة والازمنة كافة، وأنه <<مالئ الدنيا وشاغل الناس>> وأنه يملأني شخصيا ويشغلني على تباعد التواريخ ووعورة المسالك والازمنة ورعونة هذا الزمان بالذات، إلا أنني أحسست من خلال صحبتي للطيب في صحبته للمتنبي (دون جميع الرفاق) انه يخصه هو بالذات وأنه <<أبو طيبه>> هو وحده دون سائر الخلق، فهو كما يرى اليه، ويسميه، <<الاستاذ بالمطلق>> على الرغم من وجود أساتذة متباينين في فنون ومطالب متباينة. إلا ان المتنبي هو <<الاستاذ>>، مثلما ان كل كتاب هو كتاب، أما <<الكتاب>> بالمطلق، فمحفوظة تسميته للقرآن الكريم، او لبعض الامهات من الكتب (كتاب سيبويه في النحو سمي الكتاب)، وقد اختار ادونيس ان يسمّي ثلاثيته الضخمة في الشعر والتاريخ، <<الكتاب>>، وجوهرها ان الرجل يقوم بتحقيق مخطوطة منسوبة للمتنبي... فكتاب ادونيس (الكتاب) يدور حول المتنبي الاستاذ .
    وحين يختار الطيب لقب <<الاستاذ>> لأبي الطيب، فلأنه يراه سيد الاقدمين والمحدثين في فن الشعر بالعربية، بزّ من سبقه من الشعراء، ومن عاصره ومن تلاه الى يومنا هذا... فكأنه في ذلك (اي الطيب صالح) هو معرّي جديد، أتى ليثبّت المعري الاول، في حكمه على المتنبي بأنه صاحب إعجاز في الشعر، بجمعه قصائد مختارة له، او أبياتا مختارة، في ما سماه <<معجز أحمد>>، وهو ما سار في الناس واشتهر عن أبي العلاء، على الرغم من تلك المناقشة العلمية الهادئة، التي يخوض فيها الطيب صالح، حول <<معجز أحمد>> بالذات، ما حقيقته؟ أين يوجد؟ من تتبعه وحققه من خلال النسخ المحفوظة والطبعات المستجدة؟ وهل هو <<كتاب آخر>> للمعري، مختلف عن الشرح المعدود له، والمسمى <<اللامع العزيزي>>، ويروى أن أعمى المعرة البصير كتبه بناءً لإيعاز من الأمير عزيز الدولة... ويذكر ابن عساكر ان المعري شرح ديوان المتنبي شرحين: الاول سمّاه <<اللامع العزيزي>> والثاني سمّاه <<معجز أحمد>>، ومثله ذكر البديعي في <<الصبح المنبي>> وغيرهما من المؤرخين للمعري والمتنبي>> (والكلام ينقله الطيب عن مقدمة الطبعة الثانية لشرح ديوان ابي الطيب لأبي العلاء المعري الذي أسماه <<معجز احمد>>، بتحقيق الدكتور عبد المجيد دياب، وشرح محمود سالم اصدرته دار المعارف بمصر العام 1988، ثم اعيد طبعه 1992).
    دفاع عن المتنبي
    يدافع الطيب صالح على امتداد صفحات كتابه المتنوع الفصول والابحاث، عن ابي الطيب المتنبي، وكأنه أمه وأبوه، او كأنه أمّ تحس بالخطر على ابنها الجميل المدلل، فتشهر جميع اسلحتها في وجه (الاعداء)، والاعداء قدامى ومحدثون، من الصاحب بن عبّاد، وهو امير طمع في مديح المتنبي له، وبذل من اجل ذلك نصف ما يملك، فتعالى عليه او الطيب بحجة انه لا يمدح سوى الملوك، فجلس الصاحب يتدبر أسبابا لثلب الشاعر، والنيل منه، وأغرى بذلك آخرين اعتصبوا حول المتنبي وألّف وألّفوا في النيل من شعره... الى الوزير المهلبي في بغداد، وحاله كحال الصاحب بن عبّاد، فأغرى الحاتمي بتأليف كتاب يتتبع فيه سرقات المتنبي من حكم أرسطو الفلسفية... ذانِ من الأقدمين، ممن تصدى لهم الطيب صالح، وهفّت ادعاءاتهم وأقوالهم مستعينا عليهم تارة بأعظم شاعر فيلسوف في العربية، هو أبو العلاء المعري، الذي عرف قدر المتنبي وألف له وفيه ما سمّاه <<معجز أحمد>>، وطورا بأبرز لغويي زمانه <<ابن جنّي>>... الذي قيل فيه وفي معرفته لأسرار اللغة عند المتنبي ما نُقل عن المتنبي فيه <<ابن جنّي أعلم بشعري مني>>... لا يترك الطيب صالح أحدا من القدامى ممن عاصروا المتنبي والمعري، وعابوا عليه شعره، أو كرهوه فتحول طعم شعره الحلو مرّاً في أفواههم، والعيب في السقم والمرض لا في الشعر، إلا وتصدى له. نذكر من هؤلاء الشريف الرضي، على جمال شعره ونبل هذا الشعر، إلا ان الغيرة التي كانت تنهشه من المتنبي، جعلته هو وأخاه الشريف المرتضى يقفان من المعري (محب المتنبي) موقفا قاسيا، حين وقع خلاف حول الشاعر. قال المعري مدافعا عنه <<لو لم يكن للمتنبي الا قوله: لكِ يا منازلُ في القلوب منازلُ...>> لكفاه. قال الشريف المرتضي لحاشيته في المجلس: <<اسحبوا هذا الاسطبل من هنا>>، والاسطبل لغة هو الأعمى، فسُحب المعرّي من رجله من المجلس مهاناً.. كرمى لعيني شاعره. وقال الشريف المرتضى بعد ذلك لأصحابه: إن المعرّي بإيراده هذه القصيدة إنما عناني ببيت للمتنبي يقول فيه:
    <<وإذا أتتك مذمّتي من ناقصٍ
    فهي الشهادة لي بأني كاملُ>>
    ينقل الطيب صالح في مقالاته المتنوعة، سلاحه للدفاع عن فتاه، من الاقدمين الى المحدثين، فيقف موقفا متهكما وناقدا من طه حسين، أبرز المحدثين ممن تحاملوا على أبي الطيب، من خلال كتابه <<في صحبة المتنبي>>. يتساءل الطيب صالح يقول: ما مشكلة العميد مع المتنبي؟ ويجيب: <<العميد، رحمه الله، شأنه في ذلك شأن الشريف الرضي والصاحب بن عبّاد وكثيرين الى يومنا هذا: حالهم حال المجمعين على الحقد>>. ويضيف ان ذلك لم يكن من طه حسين لا عن قلة فطنة (فالعميد كان آية في الذكاء) ولا عن جهل <<حاشا الله فقد كان العميد بحر علوم>> ولكنها <<البغضاء>> هي التي تعمي الناظر إليها.
    ثم إن العميد اعتمد في رأيه في المتنبي على المستشرق الفرنسي <<بلاشير>> في اطروحته المسماة <<ابو الطيب المتنبي دراسة في التاريخ الأدبي>>، التي نال عليها شهادة الدكتوراه في الادب العربي من جامعة السوربون عام 1935، وهي دراسة مستشرق متحيز، لا يرى في المتنبي اكثر من مدّاح، وفي سيف الدولة اكثر من أمير مهووس <<بالنفج>>... يرى الطيب صالح ان طه حسين، في تحامله على المتنبي، يصدر عن نفسية عقدتها عاهة العمى، والكبرياء معاً... وبالتالي هو شبيه بما يسمونه بالفرنسية تحطيم الايقونات iconoelasme، ويشد على يد محمود محمد شاكر الذي ألف كتابا جيدا في المتنبي، حين يقول في طه حسين: <<زهو بغيض، وخيلاء نابية، وعُجب لا يرحم بائسا رماه حب القراءة في تنور، وقوده من زمهرير ثرثرة>> قاسية... فهو دائما يحب ان يغيظ القراء، وأن يثير سخطهم، وأن يعاند نفسه ويعاند الناس. سلسلة طويلة مكررة من الاستعلاء والاستخفاف>>. يسأل الطيب، ويعيد السؤال: <<لماذا أبغض الدكتور طه حسين أبا الطيب المتنبي؟>>... وهو يعجب (وهو على حق في هذا العجب) من مفارقة الحب الغامر والاكبار والاعجاب اللذين لا حدود لهما، التي يظهرها لطه حسين لأبي العلاء المعري من خلال كتبه فيه، والكراهية التي يظهرها للمتنبي، على الرغم من ان أبا العلاء كان مقلدا لأبي الطيب مفتونا به... ولا يذكره حين يذكره الا بقوله <<الشاعر>>، فكيف يمكن التوفيق بين هذه المفارقات او النقائض؟
    حوار مع أبي الطيب
    وحديث الطيب، مع أبي الطيب، وفي أبي الطيب، حديث طويل ويطول، فهو يحمله معه في حله وترحاله، في كل مكان من الارض، وفي كل بلد يسافر اليه او يحل فيه، في الشرق كان او في الغرب.. فهو معه في لندن وفي باريس في القاهرة وفي قطر وفي بيروت. يسامره ويحاوره ويستمتع به ويعجب ويحب ويغضب له ويحتار... يحادث نفسه فيه، والآخرين ويحدثه كأنه أمامه بلحمه ودمه: كيف قلت، غفر الله لك، <<على قلق كأن الريح تحتي>>؟ تعال معي الى <<سيدني>> حيث الفتى العربي كما وصفت <<غريب الوجه واليد واللسان>> يخاطبه خطابا قريبا <<كثيرا ما جال في خاطري بيتك العجيب>> ولا يني يقرأ له ويعيد ويستعيد، ويحاور الشراح، وبعض من تكالبوا على المتنبي، ويصحح لمن يلزم، ويعجب ما طالب له العجب، ويتبحّر في اللغة على قوارب المتنبي، ويعيد لنا نكهة من اريحية العربية، في هذا الزمان الاعوج، بعد ان أضاعتنا بل أذهلتنا عن انفسنا الرطانات وما أكثرها، وبعد ان تم فعل البذاءة بالعربية، حتى على يد بعض <<الدكاطرة>> بتعبيره الساخر.
    كل من يحادثهم او يصاحبهم الطيب صالح، من شعراء ودارسين ورفاق، إنما يتكوكب معهم او يكوكبهم حول شاعره الذي هو قطب الرحى ومدار الصحبة. وللمعري نصيب كبير من رفقة الطيب، لأنه اكبر وأعظم من رافق المتنبي. ويناقش الطيب صالح في المعري جملة ممن كتبوا فيه وفي اصول معتقده الفلسفي، ويشير الى من كتبوا في رهين المحبسين، غلبت على ابحاثهم نزعة البحث عن اصول معتقده، اكثر مما اهتموا بشعره وجمال شعره، وأعماق هذا الشعر. فهو يحاور في ذلك مارون عبود صاحب كتاب <<زوبعة الدهور>>، كما يحاور آخرين من طه حسين الى عباس محمود العقاد الى بنت الشاطئ التي تعتبر المعري <<شاعرها>> كما يعتبر هو المتنبي <<شاعره>>... الا ان الطيب صالح أغفل كتابا هو في اعتقادنا اهم ما كتبه المحدثون في اعمى المعرة وفيلسوفها وشاعرها، وهو كتاب <<المعري ذلك المجهول>> للعالم اللغوي الجليل الشيخ عبد الله العلايلي. ولا أحسب الطيب صالح بغافل عن فضل هذا الكتاب في إماطة اللثام عن الجذور الفلسفية لشعر المعري، هذه الجذور التي استنبطها العلايلي من التركيب اللغوي والحروفي للزوميات المعري وكشف الصلة الرحمية والرمزية بينها وبين اشارات اخوان الصفا ورموزهم ومعتقداتهم... وحين نعلم ان الشيخ العلايلي هو من اجل علماء العربية (اللغة) المحدثين وأن المعري شيخ اللغة وإمام رموزها، نفهم عمق وابتكار كتاب العلايلي في المعري... وآمل ان يكون ذلك من مستدركات الطيب المقبلة.
    هذا، وان في الامكان اضافات على الطيب في أبي الطيب. ونقول: بخٍ. بخٍ... نحن ايضا استمتعنا ونستمتع بما يستمتع به الطيب من أطايب أبي الطيب... وهي مائدة العقول المفتوحة على الأبد. فكأنه شاهد دائم على دواخلنا الخفية، في جلائها وأسرارها، وفي صحتها والمرض. لدى المتنبي جدل عجيب مع الذات البشرية في أدق احوالها.
    وهو قاطف الحكمة المرة من مستنقع الحياة، ومصوّر نوازع الناس بما فيها من جرأة وجفوّ وقسوة وحدة وخوف وإباء واستعلاء. ثم هو الجريء العجيب الغواص في اللغة، جرأته في سبر النفس البشرية. انظر الى <<العبدّى>> في قوله:
    .. تشابهت البهائمُ والعِبدّي
    علينا والموالي والصميم>>
    المتنبي شاعر العنفوان والقوة وفيلسوف الجبروت قبل نيتشه. كان دائما (حتى وهو يصف موصوفيه من ملوك وقوّاد وعظماء دولة) يصف نفسه هو، بملامح سوبرمان، داعية، مهدي،... بين أناس كالسائمة، وملوك يستحقون قطع الرؤوس كالأوثان. وهو بينهم غريب كصالح في ثمود، وهو من طينة لا بشرية ماذا أقول؟ فوق بشرية.. مصطفاة..
    ثم هو يحتقر الناس والملوك معاً احتقار استعلاء، ويعبّر عن ذلك بصيغ التصغير <<أذمّ الى هذا الزمان أهيله>>.. <<كويفير>>، <<شويعر>>... الخ.. في حين ان المعري يحتقر الطينة البشرية نفسها، وشخصيته شخصية افتراسية. صراعية متغلبة.. كأنه هو الذي هدى هوبز الى قوله <<الانسان ذئب الانسان>> وهدى شتاينبيك صاحب <<عناقيد الغضب>> الى مقولة ان الانسان يكون اولا قويا ثم أخلاقيا>>:
    <<من أطاق التماس شيء غلابا
    واغتصاباً لم يلتمسه سؤالا>>.
    يغوص على الحكمة وينتشلها مدماة تنبض بالقوة والجمال من أحشاء الحياة..
    <<ذلّ من يغبط الذليل بعيش
    ربّ عيش أخف منه الحِمامُ
    من يهن يسهل الهوان عليه
    ما لجرح يميّت إيلام...
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
    وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم...>>
    وهو صاحب قول شعري ولغوي محكم (على ما يرى المعري).. وقوته في الشعر، في الكلمات... على الدهر... فكأنه الشاعر بالمطلق. وصحيح انه تدرج من طلب النبوة الى طلب الملك فالولاية، لأنه كان يعتبر نفسه أحق بالملك من الملوك، بل كان يرى قلبه ملكا:
    <<وفؤادي من الملوك وإن كان لساني يُرى من الشعراء>>
    إلا ان عظمته كائنة في سلطة الشعر، لا في السلطة السياسية التي كان يطلبها ويظن انه أحق بها من جميع ملوك وسلاطين زمانه... وسلطة الشعر سلطة عجيبة، قوامها الكلمات (كما قال شكسبير في هاملت: كلمات...كلمات... كلمات)، الا انها السحر، الروعة، الابتكار، النزوع على أجنحتها بالصورة والمعنى والمخيلة الى غايات لا يعرفها الآخرون، والوصول الى المعنى المُسكر الخفي الذي يجلوه الشاعر:
    فهذا شعر يفاجئ الظنون. ثم هذا شعر له فتوحات في الكلام.. فيه الحزن والقوة والعنفوان والحكمة والسخرية وكل ما في النفس البشرية من نوازع ودواخل متناقضة، قاطعة صائبة او غامضة ملتبسة.
    <<لا أقمنا على مقام وإن طاب ولا يمكن المكانَ الرحيل>>.
    لذلك لا عجب ان يكون المتنبي يظهر في وسط التاريخ كجوهرة خاصة ونادرة ممثلة لسلطة الشاعر، المكونة من أخلاط التاريخ والعبقرية الذاتية ومن صفو الحكمة وجمال الجنون. ولا عجب ان يستهوينا، نحن ابناء هذا الزمان (الأعوج) الأكثر من رديء ويظهر لنا بصورة فارس قلق هوائي متعال متكبر يحمل بيرقا ومشرد ودام وحكيم ومجنون وجميل... ويتدحرج في الزمان والمكان.. وكما قال فيه ادونيس في (الكتاب): من ياء هذا الزمان الى الزمن الأول
    قلق ذاهب يتأمل في قلق مقبلِ.
    وإذا كان قد خلب الطيب صالح، فقد خلبنا معه ايضا.
    وكما قال الأولون، واستعاده الطيب في كتابه الممتع النبيل الجميل، <<الحديث أودية>>... فقد ساقتنا اودية حديثة الى هذا الوادي الذي استطردنا فيه ما كان بدأه هو...
                  

08-18-2005, 02:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"غرباء الروح" (Re: osama elkhawad)

    نرفع البوست على سبيل التمهيد للعودة الى مزيد من المقاربة حول الغريب في المجتمعات الأفريقية التقليدية,
    مقارنة بمفهوم الغريب والغربة في عصر العولمة,
    ثم نعرج الى مفهوم الناقد الصديق محمد خلف الله حول
    Quote: "غرباء الروح"
    في خطاب الطيب صالح,
    وعلاقة ذلك بغربة مصطفى سعيد في ود حامد

    أرقدوا عافية

    المشاء
                  

08-18-2005, 04:59 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "غرباء الروح" (Re: osama elkhawad)

    الأ أسامه أراك كما الفلزات عديمة المقاومه ناقل للعتوه الغربى لثشويه الشرق المشرق والحالم بخلقه وأخلاقه وعقائده فمثلك نعرف عقلية الغرب النازع للمعرفة من الشرق ومن ثم شلخها على أن تكون من مراحه فما قلت به عن الغريب فى رواية صالح لا تلبسه برنيطات الغرب وكرفتاته دعه لقفطانه وجلابيته وثوبه المصوبن


    منصور
                  

08-19-2005, 05:47 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا هو قولي ,فما قولك انت عن "غرباء" الطيب صالح؟ (Re: munswor almophtah)

    عزيزي منصور

    سلام مقرون بالمحبة الخالصة

    لم افهم من كلامك سوى انني متغربن

    وان الشرق شرق والغرب غرب ,
    ولن يلتقيان
    ,

    وكان الرواية في شكلها الحديث اتتنا من الشرق
    وحتى التكنيكات الروائية التي وردت في خطاب الطيب صالح الروائي,وبالتحديد موسم الهجرة الى الشمال هي تكنيكات تعود الى الرواية الغربية,
    وخاصة جيمس جويس في ما يتعلق بتيار الوعي

    ولم تعد الامور ,يا عزيزي منصور,
    مقصورة في الابداع والكتابة على الجانب الجغرافي او الثقافي
    فبورخيس في الارجنين تناص مع الف ليلة وليلة
    و اراغون كتب مجنون السا في تناص مع مجنون ليلي
    و الامثلة لا حصر لها
    لكنك ما زلت كما عتاة السلفيين متمرسا بالتقسيم الثقافي والجغرافي

    وما رايك في تكنيك شعر الهايكو الياباني الذي تناص معه الشعر العربي السوداني؟
    ومع ثورة الانفوميديا ,فاننا بصدد تشكل ثقافة عولمية
    وما رايك في ذلك؟

    قلت:
    Quote: فما قلت به عن الغريب فى رواية صالح لا تلبسه برنيطات الغرب وكرفتاته دعه لقفطانه وجلابيته وثوبه المصوبن


    هذا هو قولي ,
    فما قولك انت عن "غرباء" الطيب صالح؟

    في انتظارك

    المشاء
                  

09-17-2005, 06:49 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغريب كمفهوم في المجتمعات التقليدية و مجتمعات الحداثة وما بعدها (Re: osama elkhawad)

    foog
                  

09-21-2005, 02:17 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغريب كمفهوم في المجتمعات التقليدية و مجتمعات الحداثة وما بعدها (Re: mutwakil toum)

    شكرا متوكل توم على تعتيلك للبوست

    وسنعود بناء على نصيحتك السديدة لمواصلة نقد القراءة الخاطئة التي قامت بها الناقدة اللبنانية المعروفة يمنى العيد لموسم الهجرة الى الشمال
    وسنتطرق بعد قليل ,كان الله هون,
    الى المفهوم المركزي الذي تقوم عليه مقاربة يمنى العيد وهو:
    محور تملك الوطن
    وسنحاول ان نبين :
    علاقةمصطفى سعيد بالمكان
    و
    علاقة مصطفى سعيد بالشعر وبالفنون عموما,

    وارتباط ذلك بالقراءة الخاطئة ليمنى العيد

    المشاء
                  

10-28-2005, 03:41 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغريب كمفهوم في المجتمعات التقليدية و مجتمعات الحداثة وما بعدها (Re: osama elkhawad)

    نرفع البوست على امل عودة قريبة ,
    رغم انشغالنا ب:
    لاهوت الوردة
    المشاء
                  

10-31-2005, 02:20 PM

mazin mustafa
<amazin mustafa
تاريخ التسجيل: 07-30-2005
مجموع المشاركات: 287

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغريب كمفهوم في المجتمعات التقليدية و مجتمعات الحداثة وما بعدها (Re: osama elkhawad)

    UP
                  

10-31-2005, 03:47 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغريب كمفهوم في المجتمعات التقليدية و مجتمعات الحداثة وما بعدها (Re: mazin mustafa)

    شكرا صديقنا مازن على تعتيلك للبوست,
    واحتفاء بك و تعبيرا عن تقديري العالي لابداعك ولشخصك الكريم,
    سانشر مساء اليوم-بتوقيت الساحل الشرقي الامريكي-
    بعضا من مقاربتي للقراءة الخاطئة لموسم الهجرة الى الشمال
    محبتي
    المشاء
                  

10-31-2005, 09:41 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغريب كمفهوم في المجتمعات التقليدية و مجتمعات الحداثة وما بعدها (Re: osama elkhawad)


    في حوار- لخص في مجلة ادبيات -مع الطيب صالح,في ختام الورشة النقدية التي اقيمت بمناسبة بلوغه السبعين, سئل الطيب صالح عن كيف يرى مصير مصطفى سعيد لو انه لم يمت :
    Quote: Another questioner asked whether, if Mustafa Said hadn't died, how al-Tayyib Salih might see him living today. His answer was that "he [Said] had to disappear." He went on: "I didn't make him die. The energy did not die, he simply disappeared." With his ambition and intelligence, he might have become a political leader in Sudan, deposed by a coup and hanged. "I gave him a more merciful end


    ولذلك فان سؤالا مهما مثل لماذا اتي مصطفى سعيد الى تلك القرية,
    يبدو سؤالا جوهريا
    ولم تتطرق يمنى العيد في مقاربتها لموسم الهجرة الى الشمال ,الى هذا السؤال
    لا تجيب الرواية على هذا السؤال مباشرة,
    و انما تنتثر هذه الاجابة في سياق الرواية
    ولا يتعلق الامر –فقط - باسباب مجيئ مصطفى سعيد الى هذه القرية خاملة الذكر على منحنى النيل ,وانما بما حدث له من وقائع بعد ان اطلق سراحه من السجن الذي قضى فيه سبعة اعوام
    ولهذا سنحاول استجلاء الامر من سياق الرواية
    وهو ما يحيلنا الىالمقارنة التي اجرتها يمنى العيد بين الراوي ومصطفى سعيد,
    رغم انهما من جيلين مختلفين
    وهي لم تنتبه الى هذا الفارق,
    لكنها كعادة النقاد من العرب ,
    ترى ان السودانيين هم هم ,
    بغض النظر عن خلفيتهم الثقافية والعمرية والجندرية
    فهي لم تنتبه مثلا الى العلاقة المختلفة في ما يتعلق برجوع الراوي الى ود حامد,
    بعد ان غادرها كما هي عادة المتعلمين في زمن السودنة ,
    وهو قانون ما يزال ساريا في علاقة المتعلمين بالريف
    ففي الوقت الذي اتي فيه مصطفى سعيد الى ود حامد ,
    كان الراوي قد غادرها
    ومن هنا السؤال الرئيس:
    هل اتي مصطفى سعيد الى ود حامد كي يمارس تغييرا اجتماعيا,كما تقول بذلك مقاربة يمنى العيد للرواية؟
    ولماذا رجع الراوي الى ود حامد
    والراوي كما تاكد لنا هو محيميد ,
    رغم ان اسمه لم يرد في رواية موسم الهجرة الى الشمال
    لماذا رجع الراوي الى ود حامد:
    لا يعطي مصطفى سعيد سببا واضحا جدا ,كما هي حالة الراوي ,حين تقاعد الى المعاش قبل سنة من المدة القانونية كي يرجع مزارعا في ود حامد.
    وهو رجوع يبدو اشبه بقدر لعين ضاع فيه عمر محيميد في ما لا يجيده ولم يرغبه يوما ما ,
    فقد قال الطاهر ود الرواسي مخاطبا محيميد:
    الكلام انت يا محيميد.ضيعت عمرك في التعليم ولفيت ورجعت لي ود حامد السجم بخفي حنين.كأنك بقيت أفندي بالغلط.من زمان وانت نفسك في زراعة الرماد دي".ص356.
    وفي نفس المنحى قال محجوب عن عبثية حياة الراوي:
    جده صمم رأيه .يمشي في سكة المدارس لحد ما يشوف اخرتها.واخرتها شنو؟محيميد لف ودار ورجع لي الزراعة وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جئنا".ص 357.
    وقد قال الراوي مقارنا بينه وبين محجوب:
    Quote: كلامك صحيح .محجوب كان حقه يمشي في السكة دي.محجوب عنده الطموح.عاوز السلطة.أنا عاوز الحقيقة.وشتان بين البحث عن السلطة والبحث عن الحقيقة
    ".
    ص356
    قال ود الرواسي ساخرا :
    Quote: "يعني هسع جيت لو ود حامد المسجمة المرمدة دي على شان فيها الحقيقة؟؟والله حكاية".

    وحاول الرواي ان يبين كيف انه اراد ان يختار حياته التي فرضها عليه جده ومن بعد ذلك فشله في حقل التعليم,حين قال:
    Quote: وكتين طفح الكيل مشيت لأصحاب الشان قلت لهم خلاص.مش عاوز.رافض.أدوني حقوقي عاوز اروح لي اهلي دار جدي وابوي .أزرع وأحرث زي بقية خلق الله .اشرب الموية من القلة واكل الكسرة بالويكة-في الاصل بالويلة-الخضراء من الجروف.ارقد على قفاي بالليل في حوش الديوان أعاين للسماء فوق صافية زي العجب والقمر يلهلج زي صحن الفضة.قلت لهم عاوز أعود للماضي أيام كان الناس ناس والزمان.قلت لهم خلاص استلموا عهدتكم وأدوني حقوقي فهذا فراق ما بيننا"

    ص359.

    و يواصل ود الرواسي رايه حول عبثية قرار العودة الى ود حامد حين قال عن ذلك:
    Quote: انت يا محيميد اما شاعر أو مجنون,أو خرف الشيخوخة.لكن اهلا ومرحبا بيك.ود حامد مسجمة ومرمدة-في الاصل مرقدة.في الصيف حرها ما يتقعد,وفي الشتاء بردها أجارك الله.النمتي وقت لقوح التمر,والضنان وقت طلوع المريق.فيها الدبايب والعقارب ومرض الملاريا والدسنتاريا.حياتها كد ونكد ومشاكلها قدر سبيب الراس.اسألنا نحن خابرنها زين.الولادة بي كواريك والموت بي كواريك.جنابك قضيت حياتك كلها منجعص في مكتب تحت المروحة.الموية من الحنفية والنور بالكهرباء والسفر درجة اولى.هلا هلا.ما وقعت قراع عز الشتاء .ما ركبت الحمير لا من جعباتك ورسن.ما قعدت تعاين للتمر لا من ينجض يالله السلامة تصبع عليه مطرة وال تحته هبوب.ما حرست القمح وايدك فوق قلبك يصيبه طير ولا دانقيل.وهسع وقت الصعيد جاب الهبوب مقلوبة جيت تكوس رقدة الديوان تعاين للقمر يلالي في سابع سما.مرحبتين حبابك والف اهلا وسهلا
    .
    ص ص 360-1
    لماذا جاء مصطفى سعيد الى ود حامد:

    يقول الراوي متسائلا :
    Quote: "هل جاء الى هذه القرية النائية يطلب راحة البال؟"

    الطيب صالح, ,1988ص ص 74,75.
    وقد سأل الراوي حسنة بنت محمود زوجة مصطفى سعيد قائلا:
    Quote: ولماذا جاء الى هنا؟

    فقالت:
    Quote: "الله اعلم".


    فاقامة مصطفى سعيد في ود حامد تطرح اسئلة حول الطريقة التي اختار بها ود حامد
    وكذلك عن فرضية اخرى تراها بعض شخصيات الرواية حول عودة مصطفى سعيد الى السودان,
    وعن رايه اي مصطفى سعيد في اقامته في ود حامد

    الطريقة التي اختار بها مصطفى سعيد قرية ود حامد:

    ليس من هدف مباشر وواضح في اختيار مصطفى سعيد لقرية ود حامد.ولنستمع اليه يحكي عن اسباب اختياره الاقامة في ود حامد:
    كنت في الخرطوم أعمل في التجارة.ثم لاسباب عديدة,قررت ان اتحول الى للزراعة.كنت طوال حياتي اشتاق للاستقرار في هذا الجزء من القطر,لا أعلم السبب.وركبت الباخرة,وأنا الا اعلم وجهتي.ولما رست في هذا البلد,اعجبتني هيئتها.وهجس هاجس في قلبي:هذا هو المكان.وهكذا كان,كما ترى.لم يخب ظني في البلد ولا أهله".الطيب صالح,1988,ص20.
    كيف كان يمكن ان يعود الى السودان؟
    افتراضات من شخصيات الرواية:
    من كلام الطيب صالح ,نستشف ان مقدرات مصطفى سعيد الاكاديمية على الاقل,وخبرته في الغرب,كان تؤهله لقدر يختلف من ان ينهي حياته في قرية خاملة الذكر,وفي مجتمع تقليدي يخطو اولى خطواته في دروب التحديث-راجع دراسات محمد خلف الله عبد الله القيمة لنصوص الطيب صالح.1

    وأدناه بعض الافتراضات عن العودة الاخرى لمصطفى سعيد
    -افتراض الرواي:

    وقد انتبه الراوي الى مقدرات مصطفى سعيد وامكانياته واختلافه عن ناس القرية ,حين ما حضر اجتماعا للجنة المشروع الزراعي.فقد وصفه بعد نهاية الاجتماع بانه من "عجينة اخرى" اي انها تختلف عن الطريقة التي يدير بها الاخرون من نخبة القرية المشروع الزراعي.وقال الراوي في ذلك:
    Quote: لم يكن ثمة أدنى شك في ان الرجل من عجينة أخرى,وأنه احقهم برئاسة اللجنة,لكن ربما لأنه ليس من اهل البلد لم ينتخبوه."-
    الطيب صالح,1988,ص20..

    محجوب حاول ان يقنعه بان يكون رئيسا للجنة كما ورد ذلك في حديث له مع الراوي

    ويبدو ان مصطفى سعيد رفض اقتراح محجوب لانه كان لا يريد ان يكون محور اهتمام يجعل سكان القرية ينتبهون الى هويته المزيفه و تخفيه.

    ,فلو أن مصطفى سعيد عاش,ولم يختفي في النيل, لكان هدفا لانتقادات اولاد الطريفي ود بكري,حينما ثاروا على "عصابة محجوب".
    وقد انتبه الراوي الى عجينة مصطفى سعيد الاخرى في بداية لقائه به,حين قال:
    Quote: لم يغب عني أدبه الجم,فأهل بلدنا لا يبالون بعبارات المجاملة.يدخلون في الموضوع دفعة واحدة,يزورونك ظهرا كان أو عصرا,لا يهمهم أن يقدموا المعاذير".
    الطيب صالح,1988,ص17.
    وفي موقع اخر يقول الراوي عن مصطفى سعيد :
    Quote: "كان مفروضا ان يكون له شان بمقاييس المفتشين والمامير.ولكنه لم يجد حتى قبرا يريح جسده ,في هذا القطر الممتد مليون ميل مربع
    "
    .الطيب صالح,1988,ص64.
    2-افتراض محجوب:
    قال محجوب عن مصطفى سعيد ومقدراته:
    Quote: "كان عقلية واسعة.ذلك هو الرجل الذي كان يستحق ان يكون وزيرا في الحكومة لو كان يوجد عدل في الدنيا" الطيب صالح
    ,1988,ص111.
    3-افتراض الرجل الانجليزي:

    قال الرجل الانجليزي الذي كان مع الرواي والمامور المتقاعد في القطار:
    "كان قطعا سيعود وينفع بعلمه هذا البلد الذي تتحكم فيه الخرافات".الطيب صالح,1988,ص68.
    *رأي مصطفى سعيد في اختياره للاقامة في ود حامد:
    يقول- مصطفى سعيد- عن النداء البعيد –في وصيته المكتوبة للراوي - ولماذا جاء الى القرية:
    Quote: انني لا أدري اي العملين اكثر انانية,بقائي ام ذهابي.ومهما يكن من امر فانه لا حيلة لي ,ولعلك تدرك قصدي اذا عدت بذاكرتك الى ما قلته لك تلك الليلة.لا جدوى من خداع النفس.ذلك النداء البعيد لا يزال يتردد في اذني .وقد ظننت ان حياتي وزواجي هنا سيسكتانه.ولكن لعلي خلقت هكذا,أو ان مصيري هكذا ,مهما يكن معنى ذلك,لا ادري.انني اعرف بعقلي ما يجب فعله,الامر الذي جربته في هذه القرية,مع هؤلاء القوم السعداء.ولكن اشياء مبهمة في روحي وفي دمي تدفعني الى مناطق بعيدة تتراءى لي ولا يمكن تجاهلها.ص76-77.

    وهنالك مقاطع كثيرة من الرواية تشير الى ان مصطفى سعيد كان يريد ان ينهي حياته,وهذا يدل على معنى غاب عن يمنى العيد في عجلتها ,رغم طول دراستها ,ولهذا فلابد من مقاربة علاقة مصطفى سعيد بالمكان.وسنعود لذلك.

    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 11-06-2005, 07:06 PM)

                  

11-01-2005, 06:47 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحديث عن علاقة مصطفى سعيد بالمكان (Re: osama elkhawad)

    لمزيد من القراءة ,
    والمداخلات حتى عودتنا للحديث عن علاقة مصطفى سعيد بالمكان
    محبتي
    ارقدوا عافية
    المشاء
                  

11-02-2005, 05:50 PM

ابن النخيل
<aابن النخيل
تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحديث عن علاقة مصطفى سعيد بالمكان (Re: osama elkhawad)

    U
    P
    U
    P
    U
    P
                  

11-02-2005, 07:35 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عزيزي ابن النخيل-احتفاء بك سانشر -قريبا -بوستا عن احساس مصطفى سعيد الجبلي بالامكنة (Re: ابن النخيل)

    عزيزي ابن النخيل
    شكرا لتعتيلك للبوست

    واحتفاء بك ,
    سانشر -قريبا -بوستا عن احساس مصطفى سعيد الجبلي بالامكنة التي نشا واقام فيها
    وهو كلام يجعلنا نقول ان شخصية مصطفى سعيد هي شخصية مركبة
    وليست شخصية مسطحة كما نحس بذلك في قراءة يمنى العيد للرواية,
    التي تصور الرواية وكانها تتبنى مفهوم الواقعية الاشتراكية ,
    حول البطل الايجابي
    فهي قد حاولت ان تخلق من مصطفى سعيد بطلا ايجابيا ,
    يمارس العمل النقابي-كذا-
    وكذلك العمل السياسي ,
    وهو اي مصطفى سعيد لم ينتم اصلا الى اي حزب سياسي سوداني

    يمنى العيد تجاهلت تعقيد الرواية ,
    وهو تعقيد لا يمكن فهمه لناقد لا يعرف خارج النص
    فهي لم تستقرئ علاقته بامه مثلا,
    وكون انه منبت قبليا
    وانه بلا اهل
    ولم تنبته الى علاقة مصطفى سعيد اللصيقة بالشعر والفنون التشكيلية ,
    وهي علاقة لم يفصح بها لاهالي ود حامد,كون انه متخف,
    وفيها -اي تلك العلاقة- نكتشف انه ,
    أي مصطفى سعيد,
    على النقيض مما تقول به يمنى العيد,
    يجل أهل ود حامد
    وهو اجلال لم يستطع الحفاظ عليه ,
    رغم اعترافه بذلك,
    لانه من طينة اخرى ,
    علاقتها بالمكان هي علاقة جبلية باردة
    وسنعود لذلك

    محبتي لك يا ابن النخيل بلا حدود
    المشاء
                  

11-02-2005, 09:24 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
علاقة مصطفي سعيد بالمكان-الاحساس الجبلي (Re: osama elkhawad)

    علاقة مصطفي سعيد بالمكان-الاحساس الجبلي:

    كلام الطيب صالح عن
    Quote: النهاية الرحيمة
    التي وفرها لمصطفى سعيد,
    وكلامه الافتراضي عن ان مصطفى سعيد كان يمكن ان يرجع الى وطنه السودان,
    بطريقة مختلفة عن اقامته في مكان اختاره بطريقة عشوائية ,وغير عقلانية,
    اي اقامته في ود حامد,
    يحيلنا الى الشروط التاريخية التي رجع ضمنها مصطفى سعيد الى السودان,
    وهي شروط تجهلها يمنى العيد تماما
    فبحسب كرونولوجيا ايهاب حسن,
    فان مصطفى سعيد أقام في ود حامد ,
    عام 1953,وهو عام مرتبط بمرحلة السودنة,
    وكان يمكن لمصطفى سعيد بمؤهلاته الاكاديمية الضخمة بمقاييس ذلك الزمان,
    ان يكون له وزن في الحياة الاكاديمية على الاقل
    وكونه ختار الاقامة في ود حامد بمثل تلك الطريقة اللاعقلانية,
    واقام فيها متخفيا,
    يجعلنا نقول ان هذا كان سلوكا لا يتبعه الافندية في ذلك الوقت
    فمحيميد ابن ود حامد هجرها الى الحياة المدينية

    وأدناه ما قالت به كرونولوجيا ايهاب حسن:
    Mustafa (age fifty) settles in Wad Hamid-1953
    State of Israel is established, first Arab-Israeli war occurs.
    Sudanese Parliament is formed.
    Meheimeed (age twenty five) returns from England.
    Mustafa (age fifty five) disappears seven months later.1955

    كل ذلك يجعلنا نقول ان ما حاولت ان تقول به يمنى العيد ,
    وهو مزيج من اخطاء مريعة في القراءة,
    من ان مصطفى سعيد
    Quote: جاء الى ود حامد كي يمارس تغييرا اجتماعيا
    ,
    بحسبانه كما ترى نقابيا و سياسيا في ذلك الحزب الوطني المزعوم ,
    هو كلام ممعن في الخطأ ,
    وطيش القراءة الذي نتج من عدم معرفتها بالمكان الحقيقي ,
    لا المكان الروائي المتخيل ,
    وهذا تفريق قام به محمد خلف في مقارباته المتميزة للخطاب الروائي للطيب صالح,
    وقد نعود اليه
    نعود لعلاقة مصطفى سعيد بالمكان اجمالا,
    كمشاء ,
    وهو شيخ المشائين كما رسمه الطيب صالح
    علاقة مصطفى سعيد بالمكان,
    استنادا على خطابه في الرواية,
    علاقة يمكن لنا ان نسميها علاقة جبلية
    وهذا الاحساس الجبلي بالمكان ,
    نجده مكررا في خطابه عن علاقته بالامكنة التي نشا واقام فيها

    حين سافر متوجها الى القاهرة قال:
    Quote: لم يلوح لي أحد بيده ولم تنهمر دموعي لفراق أحد"

    الطيب صالح, ,1988 ص33.

    وحين فكر ببلده التي نشا فيها وهو قد استقل القطار متوجها الى القاهرة قال مصطفى سعيد:
    Quote: وضرب القطار في الصحراء ,ففكرت قليلا في البلد الذي خلفته ورائي,فكان مثل جبل ضربت خيمتي عنده,وفي الصباح قلعت الأوتاد وأسرجت بعيري,وواصلت رحلتي
    "
    الطيب صالح, ,1988 ص34..

    وحتى احساسه بالمكان القادم أي القاهرة كان احساسا "جبليا"
    يقول مصطفي سعيد في ذلك:
    Quote: "وفكرت في القاهرة ونحن في وادي حلفا ,فتخيلها عقلي جبلا اخر,أكبر حجما,سأبيت عنده ليلة أو ليلتين,ثم أواصل الرحلة الى غاية أخرى"

    الطيب صالح, ,1988ص34.
    وفي طريقه الى لندن من القاهرة تحدث عن احساسه تجاه المدينة الجديدة القادمة لندن قائلا:
    Quote: كان كل همي أن أصل الى لندن,جبلا اخر أكبر من القاهرة ,لا أدري كم ليلة أمكث عنده"

    الطيب صالح, ,1988ص36

    وحتى احساسه بالناس الذين ساعدوه كان يشابه احساسه "الجبلي " بالمكان.
    يقول مصطفى سعيد عن ذلك:
    Quote: "وهذه حقيقة في حياتي,كيف قيضت الصدف لي قوما ساعدوني وأخذوا بيدي في كل مرحلة,قوما لم أكن أحس تجاههم بأي احساس بالجميل.
    كنت أتقبل مساعداتهم كأنها واجب يقومون به نحوي"

    الطيب صالح, ,1988 ص33.
    وحتى وجوده في انجلترا ,
    كان له نفس الاحساس الجبلي بالمكان,
    أي العلاقة المؤقته به
    يقول مصطفى سعيد,
    عن الفترة التي قضاها في انجلترا :

    Quote: ثلاثون عاما.كان شجر الصفصاف يبيض ويخضر ويصفر في الحدائق, وطير الوقواق يغني للربيع كل عام.ثلاثون عاما وقاعة ألبرت تغص بعشاق بيتهوفن و باخ, والمطابع تخرج الاف الكتب في الفن والفكر والفكر. مسرحيات برنارد شو تمثل في الرويال كورت والهيماركت. كانت ايديث ستول تغرد بالشعر, ومسرح البرنس اف ويلز يفيض بالشباب والألق.البحر في مده وجزره في بورتمث وبرايتن, ومنطقة البحيرات تزدهي عاما بعد عام. الجزيرة مثل لحن عذب, سعيد حزين, في تحول سرابي مع تحول الفصول. ثلاثون عاما و أنا جزء من كل هذا ,أعيش فيه,
    و لا أحس جماله الحقيقي,
    و لا يعنيني منه الا ما يملأ فراشي كل ليلة."


    وحتى ملأ الفراش ,
    كعلاقة اساسية بالمكان,
    كان له "طعم جبلي"

    يحكي عنه مصطفى سعيد قائلا:
    Quote: "جلبت النساء الى فراشي من بين فتيات جيش الخلاص,وجمعيات الكويكرز,ومجتمعات الفابيين.حين يجتمع حزب الأحرار أو العمال أو المحافظين أو الشيوعيين,
    أسرج بعيري وأذهب".

    الطيب صالح, ,1988ص40.
    وسنعود
    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 11-02-2005, 10:32 PM)

                  

11-06-2005, 06:20 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
علاقة مصطفى سعيد بالمكان-مواصلة (Re: osama elkhawad)

    لا يمكن ان نستكنه علاقة مصطفى سعيد بالمكان ,
    بدون ان نتحدث عن علاقته بالمكان الاخير الذي استوطنه,
    والذي اختفي في مياه نيله
    تبدو وصية مصطفى سعيد للراوي مهمة جدا,
    في بيان علاقته بالمكان الجديد ,
    وأهل المكان ,
    وهو ما ينسف الفكرة الاساسية ليمنى العيد,
    التي ترى ان غربة مصطفى سعيد هي غربة عن الطريقة التي يمارس بها اهل ودحامد الاصليون حياتهم وينظرون بها الى العالم
    وهذا كلام لا يقول به ,
    اي قارئ عادي للرواية
    فتصاوير مصطفى سعيد ,
    اضافة الى وصيته للراوي ,
    تبين ان مصطفى سعيد قد أحب أهل ود حامد
    وسنعود
    المشاء
                  

11-08-2005, 06:05 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: علاقة مصطفى سعيد بالمكان-مواصلة (Re: osama elkhawad)

    تكشف وصية مصطفى سعيد للراوي عن تغير واضح في علاقته بالمكان,
    وانه اكتشف خلل احساسه الجبلي به
    ولذلك قال للراوي جنبهما ما أمكن مشقة الرحيل
    ولهذا كان يرى ان تشبع ولديه بهواء ورائحة المكان ,
    أي ود حامد,
    سيجعلهما ينشان نشأة تختلف عن نشأته
    فهو قد تربى مع ام وحيدة ٍٍSingle mother
    ولم يكن له اهل
    وهذا مثبت في الرواية بشكل قاطع
    ولذلك فمن الممكن وصفه -استنادا على شهادة ذلك المأمور المتقاعد-بانه:
    Quote: منبت قبليا

    ووصفه لاهل ود حامد بانهم سعداء,
    يكشف عن حبه لهم,
    وهو ما لم تنتبه اليه يمنى العيد
    وسنعود لايراد استشهاداتنا من الرواية
    محبتي
    المشاء
                  

11-10-2005, 12:01 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: osama elkhawad)

    لمزيد من القراءة و المداخلات
    محبتي
    المشاء
                  

11-10-2005, 03:14 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
احساس مصطفى سعيد الجبلي البعيري بالمكان (Re: osama elkhawad)

    نعود للحديث عن علاقة مصطفى سعيد بالمكان,
    وهي علاقة تتصف بانها مؤقتة,
    و ما يعبر اكثر عن تلك العلاقة المؤقتة والتي سمينها بالاحساس الجبلي,
    ما يقول به مصطفى سعيد,عن علاقة البعير بالجبل
    وهو ما يطرح السؤال المهم الذي غاب عن يمنى العيد,
    أي اسباب اقامة مصطفى سعيد في قرية خاملة الذكر على منحنى النيل,
    كما يرى الراوي
    فيمنى العيد ترى ان مصطفى سعيد اتى الى القرية كي يمارس تغييرا اجتماعيا سياسيا,
    ولم تنتبه الى علاقة مصطفى سعيد بكل الامكنة التي اقام بها,
    وأكثر من ذلك لم تنتبه الى الشروط الاجتماعية التي تربى فيها,
    وعلاقته غير الطبيعية بامه,
    وكون انه بلا أهل
    كل تلك العوامل خلقت من مصطفى سعيد شخصية ليست لديها اي احساس بالمرح,
    ولا بالحب,بشكل انساني
    وأكثر من ذلك نقول ان اقامته بود حامد قد اعادت اليه احساسا جديدا بالمكان,
    ورؤية مختلفة له,
    كما نجد ذلك واضحا في وصيته للراوي
    وفي تصاويره لاهل ود حامد,
    وفي تعبيره عن ان اهل ود حامد هم اهل سعداء

    الاحساس البعيري بالمكان نجده في الاستشهادين التاليين:
    قال مصطفى سعيد عن لقائه بزوجة مستر روبنسون في القاهرة:
    Quote: وفجأة احسست بذراعي المراة تطوقانني ,وبشفتيها على خدي.في تلك اللحظة وانا واقف على رصيف المحطة,وسط دوامة من الأصوات والأحاسيس,وزندا المرأة ملتفان حول عنقي,وفمها على خدي,ورائحة جسمها,رائحة أوروبية غريبة,تدغدغ أنفي ,وصدرها يلامس صدري,شعرت وأنا الصبي ابن الاثنى عشر عاما بشهوة جنسية مبهمة لم أعرفها من قبل في حياتي,وأحسست كأن القاهرة,ذلك الجبل الكبير الذي حملني اليه بعيري ,امرأة أوروبية,مثل مسز روبنسن تماما ,تطوقني ذراعاها,يملأ عطرها ورائحة جسدها أنفي".ص35.


    وفي سياق اخر يقول مصطفى سعيد عن علاقة البعير بالجبل:
    Quote: "جلبت النساء الى فراشي من بين فتيات جيش الخلاص,وجمعيات الكويكرز,ومجتمعات الفابيين.حين يجتمع حزب الاحرار أو العمال أو المحافظين أو الشيوعيين,أسرج بعيري وأذهب".

    ولن تكون مقاربة علاقة مصطفى سعيد بالمكان,
    شديدة الوضوح,
    ما لم نتحدث عن علاقة الراوي بالمكان,
    والتي تغيرت بعد لقاء الراوي بمصطفى سعيد
    وسنعود
    المشاء
                  

11-10-2005, 04:33 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شهادة حسن موسى: هو حجّة في شأن الطيب صالح (Re: osama elkhawad)

    حتى نعود للحديث عن علاقة الراوي بالمكان,
    نورد شهادة مختصرة ل:
    حسن موسى
    عن علاقتنا بالطيب صالح,
    وهي شهادة نعتز بها ,
    لعلاقة حسن الوثيقة بالطيب صالح

    قال حسن موسى ذلك في بوسته في سودان للجميع عن
    Quote: الدليل الفالح في استخدامات الطيب صالح


    وقد وردت شهادته في سياق حديث له ,
    حين قال
    Quote: و قد "حزّ" في نفس الصديق أسامة الخواض (و هو حجّة في شأن الطيب صالح)


    وسنعود
    المشاء
                  

11-12-2005, 12:40 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة حسن موسى: هو حجّة في شأن الطيب صالح (Re: osama elkhawad)

    على امل العودة يوم الاثنين كان الله هون,
    نرفع البوست لمزيد من القراءة والمداخلات
    محبتي
    المشاء
                  

11-12-2005, 02:28 PM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: osama elkhawad)

    العزيز اسامة
    عاطر التحايا

    [email protected]

    في انتظارك
    وعبرك التحيات أجملها وأرقها
    لاخونا على ترويس

    عمر
                  

11-13-2005, 01:44 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: عمر دفع الله)

    عزيزي عمر
    ارسلت لك رسالة ارجو ان تكون قد وصلت
    ونامل في مساهمتك هنا او هناك
    مع محبتي وتحياتي لشاعرتنا هويدا والياذة
    المشاء
                  

11-27-2005, 06:14 PM

Safa Fagiri
<aSafa Fagiri
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 3642

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: osama elkhawad)

    up
    ...
                  

11-28-2005, 05:25 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عزيزتي صفاء (Re: Safa Fagiri)

    عزيزتي صفاء
    شكرا لرفعك للبوست
    وهو كما يعرف الجميع مشروع كتاب عن القراءة الخاطئة,
    وسيساهم معي فيه الاستاذ الصديق:
    عبد اللطيف على الفكي
    عبر مساهمته التي بداها هنا وهو في طريقه لاكمالها
    وهنالك جانب نظري عن اتجاهات القراءة في نظرية النص المعاصرة
    تبقى الكثير لاقوله,
    لكنني كما تعرفين مشغول ببوست لاهوت الوردة وهو يحتاج لجهد كثير جدا جدا
    ساحاول ان ارتاح قليلا من اللاهوت,
    وانشر بعضا مما تبقى ,
    تلبية لرغبتك ورغبة الالاف من القارئات والقراء عبر القرية الكونية كلها
    محبتي
    وشكرا لك مرة ثانية
    المشاء
                  

12-26-2005, 03:53 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزتي صفاء (Re: osama elkhawad)

    شكرا صديقنا بكري على اعادة البوست من الارشيف
    وسنعود للحديث عن القراءة الخاطئة,
    رغم اننا خسرنا ما اعددناه في الفلاش درايف
    وساعود للحديث عن علاقة مصطفى سعيد بالشعر و التشكليل
    محبتي
    ارقدوا عافية
    المشاء
                  

01-05-2006, 12:56 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزتي صفاء (Re: osama elkhawad)

    تقمص مصطفى سعيد لشخصية المزارع:
    سنحاول اثبات ان لمصطفى سعيد علاقة وثيقة جدا بالشعر والرسم
    وهذه المحاولة تنطلق من :
    ان مصطفى سعيد حين قال للراوي :
    Quote: نحن هنا لا حاجة لنا بالشعر"


    انما قالها كي يواصل تخفيه وتقمص شخصية "المزارع".
    وأن مصطفى سعيد من خلال رسوماته كان يعبر عن حبه لاهل ود حامد الذين تعتقد يمنى العيد ان زمن مصطفى سعيد مختلف عن زمنه

    سبق ان ذكرنا في سياق دحضنا لمقولة يمنى العيد المتكررة في ان مصطفى سعيد يختلف في رؤيته وزمنه عن أهل "ود حامد":
    وحتى لو قلنا ان مصطفى سعيد يختلف عن ناس قرية ود حامد,فاننا لا نجد اي اختلاف ,بل بالعكس
    Quote:

    لقد كان مصطفى سعيد يحاول دائما ان يكون في زمن القرية,وذلك بأنه قد تصنع دور مزارع,وهذا ما يجعله لن يبدو مختلفا عن سكان ودحامد الأصليين لانه يحاول ان يجيد دور المزارع,والا يعطي الناس أية فرصة لان يكتشفوا انه يكذب عليهم ,ويمثل دور المزارع.
    ولم تتساءل يمنى العيد عن لماذا تخفى مصطفى سعيد ,
    ولم يكشف "هويته السرية" ,
    حين قالت:
    Quote: وربما ، لذلك ، يضع فترة من حياته ، هي التي عاشها في لندن ، موضع الخفاء والسرية

    تجاري "يمنى العيد", مصطفي سعيد في محاولته تقمص شخصية تناسب "زمن" أهل القرية,اي تمثيل دور انه مزارع .فهي ترى ان كلام مصطفي سعيد عن "نحن هنا لا حاجة لنا بالشعر",هو كلام حقيقي ونابع من فهم مصطفى سعيد لدور الشعر,وقد قالت عن ذلك أي العلاقة بالشعر والهندسة والطب:
    Quote: في الحوار الذي دار بين الراوي ومصطفى سعيد يظهر هذا الحد بين ثقافة كل منهما ، يقول مصطفى جازما وواضحاً :

    " نحن هنا لا حاجة لنا بالشعر " .
    وفي سياق آخر تقول عن الشعر والهندسة والطب:
    " لو أنك درست علم الزراعة أو الهندسة أو الطب لكان خيراً " (ص 13) إن العلوم التي تحدث تغيراً مادياً في وضعية المجتمع هي خير ، في نظر مصطفى ، لأنها هي التي تحتاجها القرية لتنتقل إلى زمن آخر ، وهي بذلك السبيل الضروري لرفعة الوطن.

    وقالت في نفس السياق أي تغليب الهندسة والطب على الشعر:
    Quote: " إنما العلم (ولنلاحظ أنه لم يقل الثقافة مثلا) مهما كان ، ضروري لرفعة الوطن " (ص 13) . العلم ، لا الأدب ولا الشعر – العلم بشكل عام ، هو المعادل لفكر آخر ولثقافة أخرى في زمن آخر مغاير للذي كان وللذي يستمر به الراوي.

    يمنى العيد قد انساقت وراء محاولات مصطفى سعيد لتقمص دور المزارع.ومن ضمن ذلك كلامه حول عدم جدوى الشعر....
    كما أنها لم تلتفت الى الاشارات الكثيرة الواردة في الرواية حول علاقة مصطفى سعيد الحميمة والوثيقة جدا بالشعر وبالفنون عموما.
    قال مصطفي سعيد في أول لقاء له بالراوي:
    Quote: "قالوا انك نلت شهادة كبيرة-ماذا تسمونها؟الدكتوراة؟"
    الطيب صالح, ,1988 ص18.
    وللتدليل أكثر على انه مزارع قال للراوي:
    Quote: نحن هنا لا حاجة لنا بالشعر.لو انك درست علم الزراعة او الهندسة أو الطب لكان خيرا
    ". الطيب صالح, ,1988ص19.
    ثم أعقب بعد ذلك لمزيد من تصنع أنه مزارع قائلا للراوي:
    Quote: "لكن نحن مزارعون نفكر فيما يعنينا ,انما العلم مهما كان,ضروري لرفعة الوطن".
    ,1988ص19.
    مع أنه كان يحب الشعر,بل له محاولة في قرض الشعر.وسنتطرق لذلك بالتفصيل في وقت لاحق.

    وقد تحدث الراوي عن تمثيل مصطفى سعيد لدور المزارع قائلا:
    Quote: مصطفي سعيد كان يحضر الصلوات في المسجد بانتظام.لماذا كان يبالغ في تمثيل ذلك الدور المضحك؟؟
    "ص74
    ومصطفى سعيد يعلم أنه يتقمص شخصية غير حقيقية حين قال للراوي:
    Quote: "خفت أن تذهب وتتحدث الى الاخرين.تقول لهم أنني لست الرجل الذي أزعم فيحدث....يحدث بعض الحرج, لي ولهم.لذا فان لي عندك رجاء واحدا.أن تعدني بشرفك,أن تقسم لي بأنك لن تبوح لمخلوق بشيئ مما سأحدثك به الليلة."
    الطيب صالح, ,1988ص27

    علاقة مصطفي سعيد بالشعر:

    سنورد مقتطفات من طويلة من الرواية لاثبا ت علاقة مصطفى سعيد الوثيقة بالشعر.وهذا الايراد المطول قصدنا منه أن ننبه أن يمنى العيد فات عليها كل هذا الكم الهائل من الاشارات عن علاقة مصطفى سعيد بالشعر.
    في مقطع من الرواية كان مصطفى سعيد يقول:
    Quote: أقرأ الشعر,واتحدث في الدين والفلسفة ,وانقد الرسم,وأقول كلاما عن روحانية الشرق.
    ,1988"ص39.
    ويقول ايضا عن علاقته بمسز روبنسن:
    Quote: تعلمت منها حب موسيقى باخ,وشعر كيتس,وسمعت عن مارك توين لأول مرة منها.لكني لم أكن أستمتع بشيئ."
    الطيب صالح, 1988,ص 38.
    وقد وجد الراوي في غرفة مصطفى سعيد المستطيلة المثلثة السقف الخضراء النوافذ دواوين لشعراء لم يسمع بهم الراوي من قبل,بالرغم من أنه قد حضر رسالة الدكتوراة في شاعر انجيليزي مغمور.
    "الطيب صالح, ,1988ص 144.
    وقد قرأ مصطفى سعيد بعد اسبوع من لقاء الراوي به,قصيدة من قصائد الحرب العالمية الأولى تقول:
    Quote: هؤلاء نساء فلاندرز
    ينتظرن الضائعين,
    ينتظرن الضائعين الذين أبدا لن يغادروا الميناء,
    ينتظرن الضائعين الذين أبدا لن يجيئ بهم القطار,
    الى أحضان هؤلاء النسوة,ذوات الوجوه الميتة,
    ينتظرن الضائعين,الذين يرقدون موتى في الخندق والحاجز والطين في ظلام الليل.
    هذه محطة تشارنغ كروس.الساعة الان جاوزت الواحدة.
    ثمة ضوء ضئيل
    ثمة ألم عظيم".

    الطيب صالح, ,1988ص23.
    وقال أيضا عن لقائه بان همند:
    Quote: وكنا نقف على الحانات في الطريق,ونشرب خمر التفاح أحيانا والبيرة أحيانا ,والنبيذ الأحمر والنبيذ الأبيض,وأحيانا نشرب الويسكي.ومع كل كأس أقرأ لها من شعر أبي نواس.قرأت لها:
    أما يسرك أن الأرض زهراء والخمر ممكنة شمطاء عذراء
    ما في قعودك عذر عن معتقة كالليل والدها والأم خضراء
    بادر فان جناح الكرخ مونقة لم تلتقفها يد للحرب عسراء
    ثم واصل قائلا في نفس المنحى:
    وكأس كمصباح السماء شربتها على قبلة أو موعد للقاء
    أتت دونها الأيام حتى كأنهاا تساقط نور من فتوق سماء
    ثم قال في نفس المنحى:
    أذا عبأ أبو الهيجاء للهيجاء فرسانا
    وسارت راية الموت أمام الشيخ اعلانا
    وشبت حربها واشتعلت تلهب نيرانا
    جعلنا القوس أيدينا ونبل القوس سوسانا
    فعادت حربنا انسا وعدنا نحن خلانا
    اذا ما ضربوا الطبل ضربنا نحن عيدانا
    لفتيان يرون القتل في اللذة قربانا
    ومنشا حربنا ساق سبا خمرا فسقانا
    يحس الكأس كي تلحق اخرانا بأولانا
    ترى هناك مصروعا وذا بنجر سكرانا
    فهذي الحرب لا حرب تغم الناس عدوانا
    بها نقتلهم ثم بها ننشر قتلانا

    ص,ص 152,151.
    وهو كان ينظم الشعر وفي ذلك قال الراوي:
    Quote: "ووجدت قصيدة بخط يده.اذن كان يعالج الشعر أيضا,وواضح من كثرة ما شطب فيها وبدل وغير في كلماتها انه هو لاخر كان يحس برهبة أمام الفن. ها هي ذي:
    عربدت في الصدر اهات الحزين
    ودموع القلب فاضت من تباريح السنين
    ورياح عصفت بالحب والحقد الدفين
    وبقايا صلوات ضمها الصمت العميق
    هينمات ودعاء ونواح وزعيق
    وغبار ودخان غم للساري الطريق
    ونفوس مطمئنات وأخرى هلعة
    وجباه صاغرات وأخري ..............

    ثم يعلق الراوي على البيت الناقص ,قائلا:
    Quote: "ولا بد أن مصطفى سعيد قضى ساعات طويلة يبحث عن الكلمة التي يستقيم بها الوزن."
    وقد استهوت تلك المعضلة الراوي,فتوصل في اخر الامر,الى رأيه حول محاولة مصطفى سعيد الشعرية في :
    Quote: "أنها قصيدة ركيكة على اي حال قائمة على الطباق والمقارنات.ليس فيها احساس صادق ولا انفعال حقيقي .وهذا البيت ليس أسوأ من بقية الأبيات."
    واستنادا على تفكيره ذاك, قال الراوي:
    Quote: "شطبت البيت الأخير وكتبت محله:
    "وخدود صاغرات وجباه خاشعة".

    "."الطيب صالح, ,1988 ص160.

    عن علاقة مصطفى سعيد بالرسم:

    قال الراوي وهو يقلب أوراق "مصطفى سعيد":
    Quote: "وفتحت ملفا فوجدت أوراقا كثيرة وسكتشات ورسومات.كان اذن يعالج الرسم والكتابة .الرسوم جيدة وتنم عن موهبة


    ص ص 158-9
    في جولة الراوي في غرفة مصطفى سعيد,وجد لوحة رسمها مصطفى سعيد لجين مورس,وفي ذلك قال:
    Quote: هببت واقفا,ورفعت ضوء الشمعة على اللوحة الزيتية على رف المدفأة.كل شيئ في الغرفة منظم مرتب موضوع في مكانه.الا صورة جين مورس.كأنه لم يدر ما1ا يفعل بها.كل النساء الأخريات احتفظ بصورهن الفوتوغرافية,ولكن جين مورس هذه كما رآها هو لا كما رأتها آلة التصوير.نظرت الى اللوحة باعجاب.وجه مستطيل لامراة واسعة العينين حاجباها ينعقدان فوقهما.الأنف يميل الى الكبر والفم يميل الى الاتساع والتعبير على الوجه شيئ سصعب وصفه في كلمات.تعبير رهيب,محير.الشفتان الرقيقتان مطبقتان كأنها تعض أسنانها كلها والفك مائل الى الأمام بكبرياء.هل التعبير في العينين غضب أم ابتسام؟وثمة شيئ شهواني يرف على الوجه كله.هذه اذن هي العنقاء التي افترست الغول؟
    ص ص 162-3
    ثم يتحدث الراوي عن رسوم "مصطفى سعيد" عن الريف الانجليزي وأشخاص من القرية:
    Quote: "الرسوم جيدة تنم عن موهبة.رسوم بالألوان لمناظر في الريف الانجليزي تتكرر فيها أشجار البلوط والغدران والأوز.وسكتشات بالقلم الرصاص لمناظر و أشخاص من قريتنا.بالرغم من كل شيئ لا يسعني الا أن أعترف بمهارته الفائقة.

    ص 159
    وبعد ذلك تحدث الرواي عن رسوم مصطفى سعيد لوجوه من "ود حامد":
    Quote: بكري ومحجوب وجدي و ودالريس و حسنة و عمي عبد الكريم وغيرهم. وجوههم تطالعني بتعبيرات عميقة طالما أحسستها ولكنني لم أكن قادرا على تحديدها.وقد رسمها مصطفى سعيد بوضوح رؤية وبعطف يقرب من الحب. ووجه ودالريس يتردد أكثر من الباقين.ثمانية رسوم لود الريس في تعابير مختلفة."

    نفس الصفحة
    ثم يسأل الراوي:
    Quote: "لماذا اهتم بود الريس كل هذا الاهتمام؟"

    نفس الصفحة

    يتحدث الراوي في "تذوقه التشكيلي" لرسومات مصطفى سعيد لوجوه من "ود حامد":
    Quote: وقد رسمها مصطفى سعيد بوضوح رؤية وبعطف يقرب من الحب

    وهذا يوضح ان مصطفى سعيد كان يحب أهل ود حامد,
    والذين تعتقد يمنى العيد انه غريب عنهم ,بمعنى انه خارج زمنهم الاجتماعي حين قالت:

    Quote: غربة مصطفى عن الماضي هي غربته عن أناس يعيشون زمن الماضي في الحاضر . هكذا يبرز السؤال : هل مصطفى سعيد غريب عن وطنه أو عن زمن يعيشه أناس وطنه ؟ .

    مصطفى سعيد يعيش زمنا آخر ، وهو يمتلك هذا الزمن حاضرا مختلفا يمتلكه فكرا ووعيا وعلما ويمارس ، في هذه القرية ، التي أختار وأراد ، انتاج هذا الزمن واقعا ماديا اجتماعيا.
    وربما ، لذلك ، يضع فترة من حياته ، هي التي عاشها في لندن ، موضع الخفاء والسرية
                  

01-05-2006, 08:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزتي صفاء (Re: osama elkhawad)
                  

02-01-2006, 01:41 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزتي صفاء (Re: osama elkhawad)

    لمزيد من القراءة ,
    والفيد باك ,
    حتى عودتنا

    ارقدوا عافية

    المشاء
                  

04-25-2006, 11:57 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزتي صفاء (Re: osama elkhawad)

    نرفع البوست على أمل أن نعود اليه بعد الأرشفة ،
    لو وافق الصديق بكري على استمراره
    المشاء
                  

06-24-2006, 03:09 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزتي صفاء (Re: osama elkhawad)

    **عن كلمة "البلد":
    تحدثنا قبل ذلك عن ان يمنى العيد قد خلطت بين مدلول البلد ك:قطر مثل السودان،وبين مدلول البلد ك:قرية ،اي مسقط الراس كما وردت في اعتراض الراوي على كلام مصطفى سعيد الذي لم تفهمه يمنى العيد،واعتقدت ان الراوي كان يتحدث عن البلد كوطن،وليس كمسقط راس.كما انها ايضا لم تفهم كلام اهل البلد اي ودحامد حين وصفوا مصطفى سعيد يانه غريب،باعتباره ليس من اهل البلد،اي ليس من ودحامد،واعتقدت ان مجرد سكنه و شرائه لارض زراعية كفيل بان يعطيه مكانة السكان الاصليين.و تلك القراءة الخاطئة نجمت عن قراءتها غير المتفحصة لخطاب الطيب صالح،وايضا لعدم المامها بخارج النص.
    وهنا تذكير للقارئ بما قلناه عن مسالة "البلد" ومسالة "غربة مصطفى سعيد".

    في كتاب "يمنى العيد" "في معرفة النص " هناللك دراسة مطولة عن موسم الهجرة بعنوان " زمن السرد الروائي في انتاجه دلالات التملك للوطن في رواية "موسم الهجرة الى الشمال " للطيب صالح".
    تبدأ الدراسة بطرح سؤال حول تملك الوطن حين تقول " ولكن لماذا تملك الوطن, وهل يعقل ان تطرح عند مواطن مشكلة تملك وطنه ؟ كيف ؟ ولماذا؟". ثم تتحدث يمنى العيد عن شخصية مصطفى سعيد المهيمنة والمشكك في انتمائها الى الوطن في شروطه هذه.
    وتتحدث يمنى العيد عن تلك الشروط من خلال ايرادها بعض الاقتباسات من الرواية والتعليق عليها كالاتي:
    Quote: " ان مصطفى سعيد ليس من اهل البلد, لكنه غريب جاء منذ خمسة أعوام , اشترى مزرعة وبنى بيتا وتزوج بنت محمود ....رجل في حاله , لا يعلمون عنه الكثير" ,

    (ص6 ).
    هذا ما قاله أب الراوي حين سأله هذا الأخير عن مصطفى سعيد .
    Quote: "مصطفى سعيد , من مواليد الخرطوم,16 أغسطس عام 1898 ...الأب متوفي , الام فاطمة الصادق"-
    الطيب صالح,
    (ص22 ).هذا ما تقوله وثيقة الميلاد التي دفع بها مصطفى سعيد الى الراوي.
    ثم تعلق "يمنى العيد"على تلك الاقتباسات قائلة في استغراب واندهاس واضحين :

    Quote: " مصطفى سعيد هو اذن ابن الخرطوم , وهو في الوقت نفسه غريب , ليس من اهل البلد , ولكنه استوطن البلد ,"اشترى", و"بنى", و " تزوج".

    ثم تتوج تلك الاندهاشة وذلك الاستغراب بالسؤال التالي:

    Quote: كيف يكون الانسان في وطنه غريبا فيه؟"

    يمنى العيد, 1985 ص(227 ).

    لقد وقعت "يمنى العيد" في شراك القراءة الخاطئة لمسألة غربة مصطفى سعيد عن وطنه,لانها ببساطة لا تعرف أن كلمة "البلد" هنا مقصود بها القرية وليس السودان كوطن.
    ورغما عن أن يمنى العيد,حاولت في كتابها الذي تلى "في معرفة النص" أن تصحح هذا الخطأ,الا أنها اكتفت فقط بالاشارة الخجول الى ذلك التصحيح حين قالت:

    Quote: أنه في نظر هذه القرية غريب".
    "
    يمنى العيد"-1986.,,ص 108.

    لكن ذلك التصحيح لم يتم بالصورة المطلوبة,اذ ان ذلك لو تم ,فانه سيهدم الأساس الذي قامت عليه قراءتها الخاطئة التي تجعل من التشكيك في مسألة انتماء مصطفى سعيد وغربته عن وطنه محورا من محاور القراءة الأساسية.
    واستنادا على ذلك الاستغراب والاندهاش تبني "يمنى العيد بناءا كاملا قائما على ما تسميه
    Quote: "تملك الوطن والغربة عنه".

    وتقول لتبرير غربة مصطفى سعيد في القرية , ان اهل القرية يعدونه غريبا " من حيث علاقته بهذا الزمن" اي زمن تملكه لوطنه كما تري الناقدة.
    ولذلك ايضا فهمت معنى غربة مصطفي سعيد بانها تعني تملكا مختلفا للوطن حين قال الراوي في سره ردا على مصطفي سعيد حين قال له " نحن هنا لا حاجة لنا بالشعر", حين قال في سره"
    Quote: انظر كيف يقول "نحن" ولا يشملني بها , مع العلم بان البلد بلدي , وهو , لا انا –الغريب".

    مدلول كلمة البلد في "موسم الهجرة الى الشمال:
    مدلول "البلد" كاشارة الى السودان:
    قال المأمور المتقاعد في حديثه عن علاقة الموظفين الانجليز بالسودانيين:
    Quote: "وكانوا يتصرفون كالآلهة.يسخروننا نحن الموظفين الصغار أولاد البلد لجلب العوائد،ويتذمر الناس منا ويشكون الى المفتش الانجليزي طبعا هو الذي يغفر ويرحم.هكذا غرسوا في قلوب الناس بغضنا،نحن أبناء البلد،وحبهم هم المستعمرون الدخلاء.وتأكد من كلامي هذا يا ابني.ألم تستقل البلد الآن؟ألم نصبح أحرارا في بلادنا؟

    ص63
    وقال الرجل الانجليزي الذي كان يعمل في وزارة المالية عن عودة مصطفى سعيد وعلاقته بالسودان:

    Quote: كان قطعا سيعود وينفع بعلمه هذا البلد الذي تتحكم فيه الخرافات".

    ص68

    البلد في خطاب مصطفى سعيد:
    1-البلد باعتباره قرية ود حامد:
    قال مصطفى سعيد للراوي قائلا:
    Quote: لعلك الوحيد من أهل البلد،الذي لم أسعد بالتعرف عليه من قبل".
    ص18
    وقال ايضا للرواي:
    Quote: الحياة في هذا البلد هينة خيرة،الناس طيبون عشرتهم سهلة".
    ص19
    Quote: "كنت طوال حياتي أشتاق للاستقرار في هذا الجزء من القطر،لا أعلم السبب.وركبت الباخرة،وأنا لا أعلم وجهتي.ولما رست في هذا البلد،أعجبتني هيئتها.وهجس هاجس في قلبي:هذا هو المكان.وهكذا كان،كما ترى .لم يخب ظني في البلد ولا أهله".

    وقال ايضا :

    ص20
    2-البلد باعتباره السودان:
    يقول مصطفى سعيد عن بداية تعرفه على ايزابيلا سيمور:
    Quote: وسألتني ونحن نشرب الشاي عن بلدي"

    ص 47
    ****
    في الرواية تتحدث شخوصها عن مصطفى سعيد في اقامته في ود حامد باعتبارها هي البلد ،عندما ترد في خطاباتهم كلمة البلد.
    يقول الراوي مقارنا ملامح مصطفى سعيد بملامح أهل القرية حين قال في حديث له عن شارب مصطفى سعيد:
    Quote: ليست له لحية وشاربه أصغر قليلا من شوارب أهل البلد.رجل وسيم."

    ص 12
    ويقارن الراوي بيت مصطفى سعيد ببيوت القرية قائلا :
    Quote: "كان بيتا عاديا،ليس أحسن ولا أسوأ من بيوت الميسورين في البلد".

    ص21
    ثم قال في نفس الصفحة السابقة:
    Quote: مصطفى من ؟هل هو أحد المغتربين من أبناء البلد عاد؟

    وقال أب الراوي في اجابة له عن سؤال الراوي:
    Quote: ان مصطفى ليس من أهل البلد،لكنه غريب جاء منذ خمسة أعوام...

    ص12

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 06-24-2006, 08:58 PM)

                  

06-25-2006, 06:54 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزتي صفاء (Re: osama elkhawad)

    الغريب والغربة في ود حامد-التغيير بين الرؤية المتافيزيقية والرؤية التحديثية:أسس قرية ود حامد رجل غريب،

    يقول الراوي في قصة "دومة ود حامد عن ذلك التأسيس :
    Quote: حدثني أبي نقلا عن جدي قال: " كان ود حامد في الزمن السالف مملوكا لرجل فاسق،وكان من أولياء الله الصالحين،يتكتم ايمانه ولا يجرؤ على الصلاة جهارا حتى لا يفتك به سيده الفاسق. ولما ضاق ذرعا بحياته مع ذلك الكافر،دعا الله ان ينقذه منه.فهتف به هاتف ان افرش مصلاتك على الماء،فاذا وقفت بك على الشاطئ فانزل.وقفت به المصلاة عند موضع الدومة الآن، وكان مكانا خرابا.فأقام الرجل وحده يصلي نهاره،فاذا جاء الليل اتاه امرؤ ما بصحاف الطعام،فيأكل ويواصل العبادة حتى يطلع عليه الفجر،كان هذا قبل أن تعمر البلد.وكأنما هذه البلدة باهلها وسواقيها وعمارها قد انشقت عنها الأرض.كذاب من يقول لك انه يعرف تاريخ نشأتها.البلاد الأخرى تبدأ صغيرة ثم تكبر.ولكن بلدنا هذا قام دفعة واحدة.أهله لا يزيد عدددهم ولا ينتقص,وهيأته لا تغير .ومنذ كانت بلدتنا،كانت دومة ود حامد.
    ص 512
    ويبدو ان هذا هو التفسير المتيافيزيقي الصوفي لنشأة قرية ودحامد،والتي تغيرت بعد ذلك تغيرا شديدا بسبب التحديث الذي اتى به الحمار الحرون اي الدولة السودانية الحديثة كما يسميها أهل ود حامد.
    في حديث عن مجالس محجوب وجماعته،يتم الحديث عنهم وعن علاقتهم بالغريب:
    Quote: كان الناس يبتعدون عن مجالسهم،لانهم حينئذ يحسون احساس الغريب،وكانوا يفضلون الا يكون بينهم غريب".
    ص 260
    ومن ضمن واجباتهم أنهم،
    Quote: "اذا علموا أن غريبا حام حول الحي حول المغيب فهم الذين يوقفونه عند حده".

    ص 253
    ونجد ان الغرباء يمكن ان يكونوا مقبولين في ود حامد اذا ما ارتبطوا بالدين ،وهنا حديث عن غرباء يأتون الى المسجد في حضور بلال و الشيخ نصر الله ود حبيب،وأدناه كلام عن شهادة بعض المصلين حول آذان بلال:
    Quote: "يروي الذين حضروا زمانه أنه كان حين يؤذن لصلاة الفجر، تحس أن الصوت لا يصل اليك من مئذنة الجامع،ولكنه ينبع من قلبك.كان أمرا عجبا،فيما حدثوا، أن يؤذن بلال ها الله ها الله. ويؤم الناس بالصلاة الشيخ ود حبيب نصر الله.كان الجامع يمتلئ كل صباح بالمصلين، وكل صباح يحضر الصلاة فوج من المصلين ،غرباء،لم يرهم الناس من قبل.كانت أبواب السماء مفتوحة في ذلك الزمان كما قالوا ولما ماتا انحسرت ظلال الرحمة,وأغلقت أبواب الملكوت الى يومنا هذا".

    ص 438,ص 439


    من المقطع أعلاه نرى ان سبب قبول الغرباء انهم طارئون وعابرون،كما انهم أتوا ضمن منطق
    Quote: "ابواب السماء المفتوحة"
    ،
    والمرتبطة بالرحمة الآلهية،ومن ضمن هؤلاء الصوفي "الحنين".

    وقد ارتبط اسم الحنين بالتغييرات التى قامت بها الدولة المركزية السودانية في ودحامد،مما دعا السكان الاصليون في ودحامد الى الربط بين المتيافيريقيا اي الشيخ الحنين وبدايات التحديث التى قامت بها الدولة السودانية أي "الحمار الحرون" في خطاب سكان ود حامد.
    وهنا مثال على المزج بين المتيافيزيقي و العقلاني "اي ما قامت به الدولة المركزية السودانية من تحديث"،حيث سمى السكان الاصليون بدايات التحديث ب:
    Quote: عام الحنين


    يقول الراوي عن "عام الحنين"،والذي نسميه
    Quote: "عام التحديث"
    ، يقول:

    Quote: بعد ذلك توالت الخوارق معجزة تلو معجزة ،بشكل يأخذ باللب.لم تر البلد في حياتها عاما رخيا مباركا مثل (عام الحنين)كما اخذوا يسمونه.صحيح ان اسعار القطن ارتفعت ارتفاعا منقطع النظير في ذلك العام،وان الحكومة لاول مرة في التاريخ سمحت لهم بزراعته بعد أن كان ذلك وقفا علىمناطق معينة في القطر.(محجوب وحده،وباعتراف منه ،ربح أكثر من الف جنية من قطنه).و صحيح ايضا ان الحكومة لغير ما سبب الو لسبب خفي لا يعلمونه،بنت معسكرا كبيرا للجيش في الصحراء على بعد ميلين من بلدهم.والجنود يأكلون ويشربون،فانتعشت البلد من توريد الخضروات واللحوم والفواكه واللبن للجيش.حتى اسعار التمر ارتفعت ارتفاعا ليس له نظير في ذلك العام.وصحيح أيضا أن الحكومة،هذا المخلوق الذي يشبهونه في نوادرهم بالحمار الحرون،قررت لغير ما سبب ظاهر ايضا انت بتني في ببلدتهم –دون سائر بلدان الجزء الشمالي من القطر،وهم قوم لا حول لهم ولا طول،ولا نفوذ ولا صوت يتحدث باسمهم في محافل الحكام-قررت الحكومة أن تنبي في بلدهم،دفعة واحدة،مستشفى كبيرا يتسع لخمسمائة مريض،ومدرسة ثانوية ومدرسة للزراعة ومرة اخرى عادت الفائدة على البلد،في الايدي العاملة،ومواد البناء وتوريد الغذاء ناهيك بان مرضانم يسضمنون العلاج،وان أنباءهم سيالون حقهم من نالتعليم,وكانت كل هذه الأدلة لا تكفي ،فكيف تفسر بان الحكومة هذا (الحمار الحرون) في اعتقادهم،قررت ايضا في العام ذاته ولم يمض على وفاة الحنين أكثر من شهرين،ان تنظم اراضيهم كلها في مشروع زراعي كبير تشرف عليه الحكومة نفسها بما لها من قوة وسلطان؟وجدوا بلدهم فجأة تعج بالمساحين والمهندسين و المفتشين.والحكومة اذا عزمت على أمر فانها قاردة على تنفيذه فما هو الا يوم في أثر يوم وشهر يعقبه شهر حتى قام على ضفة النيل في بلدهم بناء شامخ من الطوب الاحمر مثل المعبد يلقي ظلاله على النيه وبعد ذلك بقليل ،بين لغط العاملين وقرقعة الحديد إذا بعجلات ذلك المارد تدور ،واذا بمصاصاته تشفط من ماء النيل،كما يشفط الرنجل الرجل الشاي،في لمح البصر،كميات لا تقوى عليها عشرات من سواقيهم في عشرات الايام.وإذا بالأرض على اتساعها من ضفة النيل إلى طرف الصحراء يغمرها الماء،بعضها اراض لم تر الماء منذ أقدم السنين،واذا بها بعد قليل تموج بالحياة.".


    ص،ص 237-239

    يتحدث الطاهر ود الرواسي عن اقوام غريبي الهيئة ضمن حديثه عن الاسم الوحيد الذي ورثه ن أبيه:
    يقول الطاهر ود الرواس ان الاسم الوحيد الذي ورثه عن أبيه كان لقبا لم يناده به أحد الا
    Quote: الكاشف ود رحمة الله.كان ود رحمة الله يقول ان بلال رواس ويسألونه رواس ماذا،فيجيب "بلال رواس مراكب القدرة".ويقسم أنه رآه عدة مرات بين العشاء والفجر وهو قائم وحده في مركب ينقل قوما غريبي الهيئة الى الشاطئ الآخر.ويقول الطاهر أن أباه حين مات أخذ أسماءه جميعا معه.كأنه كان بالفعل روحا مفردا ليس من أرواح هذا الزمان ولا هذه الأرض.

    ص 439

    و من الجانب الآخر،اي جانب خرق القيم الروحية لودحامد،هنا مثال واضح عن تعامل أهل ود حامد الأصليين مع الغرباء الذين يخرقون النظام القيمي للقرية.

    Quote: "في الأسبوع الأخير من حفل الزواج انهمر على الدار عشرات من الناس الغرباء الذين لم يرهم أحد من قبل.نساء ماجنات ورجال زائغو النظرات،وصعاليك،وسفهاء،جاؤوا من حيث لا يدري أحد.كلهم أصدقاء سيف الدين دعاهم لحفل زواج أخته.وهنا لم يجد أهل البلد بدا من القيام بعمل.قبل أن يستمر هؤلاء الضيوف في جلساتهم ا ا بصف من رجال البلد،يتقدمهم أحمد اسماعيل،ثم محجوب ،ثم عبد الحفيظ،فالطاهر الرواسي،فحمد ود الريس،وأعمام سيف الدين وأخواله،نحو من ثلاثين رجلا في أيديهم عصى غليظة وفؤوس.أغلقوا الأبواب عليهم وأشبعوهم ضربا،وأكثر من ضربوا منهم سيف الدين.ثم ألقوا بهم في الطريق
    .
    ص234
    بالتأكيد فان واحدا من أشهر غرباء الطيب الصالح،ألا وهو :
    ضو البيت
    يستحق انتباهة مفصلة ومتأنية،وخاصة في ما قلنا به عن :
    اختراع الهوية
    في مقابل :
    إخفاء الهوية
    كما عند مصطفى سعيد كغريب في ود حامد
    ومن اللافت للنظر في الخطاب الابداعي للطيب صالح،انه بجانب الحديث عن الغرباء ،هنالك حديث عن الأجانب،وقد نأتي لذلك لو الله هوّن
    وسنواصل
    المشاء[/B
    ]

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 06-25-2006, 06:56 PM)

                  

06-27-2006, 01:20 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزتي صفاء (Re: osama elkhawad)

    **عن اللجان: يسارية مصطفى سعيد في السودان:
    نييجة لقراءتها الخاطئة للرواية تصور يمنى العيد مصطفى سعيد كنقابي يعمل في التنظيمات النقابية للفلاحين السودانييين , وفي الوقت نفسه كيساري منتم لحزب وطني في السودان .

    -مصطفي سعيد كنقابي:

    تقول يمنى العيد ان مصطفي سعيد كان "يشرف على تنظيم العمل النقابي ويساهم في تدعيم مشاريع التنمية كالري"."يمنى العيد",1985,ص256.
    وهي في هذا نتظلق من تفسير خاطئ لعضوية مصطفي سعيد في "لحنة المشروع".
    وسنعود للحديث عن ذلك حين نتحدث عن أسباب وقوع "يمنى العيد" في شراك تلك القراءة الخاطئة.
    ثم تمضي في تصويرها الخاطئ لشخصية مصطفى سعيد على اعتبار أنه يعمل ضمن مشاريع التنمية الزراعية. تقول في هذا الصدد:
    ان مصطفى سعيد اختار فعل التغيير الاجتماعي والذي حسب رايها المغلوط "لا يتاسس على التجارة بل على الزراعة التي هي مصدر انتاج مادي يحرر من علاقة التبعية للاستعمار,ويدعم الاستقلال الاقتضادي الاجتماعي, يقول مصطفى للراوي حين ساله هذا الاخير ان كان حقا من الخرطوم:"كنت في الخرطوم اعمل في التجارة.ثم لاسباب عديدة ,قررت ان اتحول للزراعة" . "يمنى العيد",1985,ص 257.
    ثم تمضي يمنى العيد في الحديث عن "التنمية الزراعية" التي "تستهدف خلق وعي جديد عند المواطنين بتغيير الاسس المادية للحياة عن طريق تطوير علاقات الانتاج ورفع مستوى المعيشة , والتنمية التي تمارس في اطار التنظيمات النقابية للفلاحين, هي نتمية تحافظ على الجذور". "يمنى العيد",1985,ص 257.

    ويمنى العيد تعتقد ان انخراط مصطفى سعيد في لجنة المشروع يندرج في اطار تعريف مصطفى سعيد للثقافة التي "لا بد ان تترجم الى فعل مادي منتج يغير العلاقات المادية الاجتماعية ويحقق معنى التملك الفعلي للوطن"."يمنى العيد",1985,ص259.
    وتؤكد مسالة انخراط مصطفى سعيد في العمل النقابي - حين تقول عن مصطفى سعيد "انه غارق بعد عودته, في عمله في النقابة.يدير شؤونها, يخطط ويساهم, بفاعلية أساسية ,في احياء الارض وتطوير استثمارها الزراعي". "يمنى العيد,1986,ص109.

    ثم في مقام اخر تعيد ما قالته عن ان مصطفى سعيد ساهم في مشاريع التنمية الزراعية,والعمل النقابي حين تقول "بينما تشغل علاقة مصطفى سعيد بالغرب حيرا ملحوظا في السرد الروائي وعلى مستوى القول فيه, فتبدو علاقة مصطفى سعيد بوطنه علاقة بناء لزمنه المختلف, أي المتقدم على قاعدة التنمية الاقتصادية. يغينب مصطفى سعيد ماضيه لتنهض علاقته بوطنه من موقع لها جديد هو موقع التغيير,يمارس مصطفى سعيد فعل التغييير لا على مستوى الاقتصاد فقط,بل على مستوى العلاقات اليومية فيما بين الناس في القرية.يمارسه في عمله في النقابة,في حياته العائلية,في سهراته مع أناس القرية.يمارسه بسلوك لهن طابع الدقة والانتظام,اي يمارسه فعل انتاج مادي وخلقي وعيي .
    من هذا الموقع الرائي الى زمن ينمو ويتحول تنهض علاقة مصطفى سعيد بوطنه"يمنى العيد-1986-ص110

    لم تقرأ يمنى العيد السياق الاقتصادي والاجتماعي الذي تم فيه الحديث عن اللجنة أي لجنة المشروع الزراعي،ورصيفاتها من اللجان الاخرى،وهي في الاصل كما وردت في الخطاب الروائي للطيب صالح.فاللجان لها صفة خدمية لا غير،وتختلف عن النقابات،وكما هو واضح في ان التحديث لم يصل في ودحامد الى درجة قيام التنظيمات النقابية.
    في الخطاب الروائي للطيب صالح نجد انواعا كثيرة من تلك اللجان الخدمية مثل لجنة المشروع الزراعي،ولجنة المدرسة،ولجنة الجمعية التعاونية.وغيرها من اللجان.

    الاشارة الى الجمعية التعاونية ترد من السياق التالي:
    Quote: قال ود الرواسي ،ان كلام أولاد بكري بدأ يؤثر في قلوب الناس،وتكون لهم حزب معارض أخذ يقوي ويشتد وقاموا بجمع التواقيع لعقد اجتماع عام للجمعية التعاونية هو أمر لم يحدث منذ تكوين الجمعية."كان هدفهم إقصاء محجوب وجماعته من لجنة الجمعية وكل اللجان التي سيطروا عليها منذ أكثر من ثلاثين سنة"

    ص322
    وانتهى الأمر بانعقاد الجمعية برئاسة باشمفتش التعاون الذي جاء خصيصا من مروي لذلك اليوم المشهود".
    نفس الصفحة السابقة
    وفي كلام عن الفريق الثالث في معسكرات ود حامد ،يتم الحديث عن فريق محجوب وعبد الحفيظ والطاهر الرواسي وعبد الصمد وحمد ود الريس واحمد اسماعيل و سعيد ،وهم كانوا
    Quote: أصحاب النفوذ الفعلي في البلد.فهم بعد دخول التحديث الى ود حامد،كانوا يستقبلون رسول الحكومة، ويضيفونه،ويذبحون له الشاة أو الخروف،وفي الصباح يناقشونه الحساب،قبل أن يقابل أحدا من أهل البلد".

    ص 253
    وبعد دخول مظاهر التحديث الى و د حامد مثل المدرسة والمستشفى والمشروع الزراعي، أصبحوا هم المتعهدين والمشرفين ،
    Quote: "وهم اللجنة المسؤولة عن كل شيئ
    ".
    ص 253
    وفي الجملة التالية نرى جزء من عمل لجنة المسجد ،اي اعطاء الامام راتبه،وقد ورد ذلك في اطار الحديث عن أعضاء لجنة المسجد:
    Quote: كانوا يدفعون له مرتبه آخر كل شهر،يجمعونه من أهل الحي
    ".
    ص253
    Quote: و كانوا لا يحضرون الصلاة،لكن كل شهر يحضر واحد منهم الصلاة،باعتباره عضوا في لجنة المسجد:
    "لم يكونوا يصلون،ولكن واحدا منهم على الأقل كان يحضر الصلاة مرة في الشهر،آما الظهر أول العشاء في الغالب،فالفجر لا طاقة لهم به-ويكون غرض الزيارة في الواقع شيئا غير الاستماع لعظة الإمام،حينئذ يعطون الإمام مرتبه،ويتفقدون بناء المسجذ اذا كان يحتاج الى اصلاح".

    ص 254

    نلاحظ ان واجبهم هو جمع مرتب الامام وتسليمه اليه آخر كل شهر،
    يقول الراوي عن محجوب:
    Quote: "وتحول محجوب الى طاقة فعالة في البلد,فهو اليوم رئيس للجنة المشروع الزراعي,والجمعية التعاونية,وهو عضو في لجنة الشفخانة التي كادت تتم,وهو على رأس كل وقد يقوم الى مركز المديرية لرفع الظلامات".

    الطيب صالح, ,1988ص107.
    والمقطع التالي يحكي عن معسكر محجوب،وكيف بدأت علاقتهم باللجان في ود حامد في ا لاضطراب، الى أن تدخل محجوب بطريقته المعروفة:
    "
    Quote: جاءهم مرة مفتش جديد للمركز،اجتمعوا به مرة ومرتين.تحدثوا اليه,وتناقشوا معه.ثم قرروا فيما بينهم انه غير صالح.وبعد شهر تأزمت الأمور،فقد قال المفتش لبعض الناس ان "عصابة محجوب" تسيطر على كل شيئ في البلد:فهم أعضاء في لجنة المستشفى،ولجان المدارس،وهو وحدهم لجنة المشروع الزراعي,ووصل اليهم ان المفتش قال:"ما فيش رجال في البلد غير الجماعة ديل؟"لما تشاوروا في الأمر بينهم،كانوا أميل الى الرضوخ للأمر الواقع،وبعضهم عرض شأن يستقيل من عضوية اللجان التي هو فيها .ولكن محجوب قال:"ما في انسان يتحرك من مكانه" ثم لم يلبث المفتش غير شهرآخر حتى نقل.كيف تم ذلك؟لمحجوب أساليبه الخاصة،في الحالات القصوى.
    ص 261
    نلاحظ ان تكوين اللجان ونشوئه ارتبط بمظاهر التحديث الذي قامت به الحكومة،مما ادى الى تغيرات لاحظها الرواي عند عودته.
    يتحدث الراوي عن التغيير البطيئ الذي رآه عند ما عاد من انجلترا:
    Quote: من مكاني تحت الشجرة،رأيت البلد يتغير في بطء.راحت السواقي.وقامت على ضفة النيل طلمبات لضخ الماء، كل مكنة تؤدي عمل مائة ساقية.ورأيت الضفة تتقهر عاما بعد عام أمام لطمات الماء، وفي جانب آخر يتقهقر الماء امامها.وكانت تخطر في ذهني أفكار غريبة.كنت أفكر ،وأنا أرى الشاطئ يضيق في مكان،و وتسع في مكان، أن ذلك شأن الحياة،تعطي بيد وتأخذ باليد الأخرى
    ".
    ص ص 14-15
    في رواية "عرس الزين،يختلط التحديث بالخطاب الصوفي،ولذلك يتم تفسير التحديث الذي قامت به الحكومة المركزية"الحمار الحرون في عرف أهل "ودحامد"،بأنه بعض من الخوارق التي ارتبطت بما سمي ب"عام الحنين":
    وصحيح أيضا أن الحكومة ،هذا المخلوق الذي يشبهونه بالحمار الحرون،قررت لغير ما سبب ظاهر أيضا
    Quote: أن تبني في بلدتهم-دون سائر بلدان الجزء الشمالي من القطر،وهم قوم لا حول لهم ولا طول،ولا نفوذ ولا صوت يتحدث باسمهم في محافل الحكام- قررت الحكومة أن تبني في بلدهم،دفعة واحدة،مستشفى كبيرا يتسع لخمسمائة مريض،ومدرسة ثانوية ومدرسة للزراعة ومرة أخرى عادت الفائدة على البلد،في الأيدي العاملة، ومواد البناء وتوريد الغذاء ناهيك بأن مرضاهم سيضمنون العلاج ،وان أبناءهم سينالون حقهم من التعليم.واذا كانت كل هذه الادلة لا تكفي،فكيف تفسر بان الحكومة هذا (الحمار الحرون) في اعتقادهم،قررت ايضا في العام ذاته ولم يمض على وفاة الحنين أكثر من شهرين،ان تنظم اراضيهم كلها في مشروع زراعي كبير تشرف عليه الحكومة نفسها بما لها من قوة و سلطان؟وجدوا بلدهم فجأة تج بالمساحين والمنهندسين والمفتشين.والحكومة اذا عزمت على أمر فانها قادرة على تنفيذه فما هو الا يوم في أثر يوم وشهر يعقبه شهر، حتى قام على ضفة النيل في بلدهم بناء شامخ من الطوب الأحمر مثل المعبد يلقي ظلاله على النيل وبعد ذلك بقليل،بين لغط العاملين وقرقعة الحديد إذا بعجلات ذلك المارد تدور، واذا بمصاصاته تشفط من ماء النيل،كما يشفط الرجل الشاي،في لمح البصر، كميات لا تقوي عليها عشرات من سواقيهم في عشرات الأيام.وإذا بالأرض على اتساعها من ضفة النيل إلى طرف الصحراء يغمرها الماء،بعضها أراض لم تر الماء منذ أقدم السنين،وإذا بها بعد قليل تموج بالحياة.كيف تفسر هذا؟ عبد الحفيظ يعلم السر،فهو يقول لمحجوب، وهو يجمع بين عينيه الحقل الواسع الذي هو حقله، والريح تلعب بالقمح فتثني صفوفه فكأنه حوريات رشيقة تجفف شعرها في الهواءمعجزرة يا زول، ما في أدنى شك).

    ص ص 238-9
    وذلك التحديث تم بعد ان ووجه بمقاومة شرسة، حين قررت الحكومة بناء مرسى واقامة طلمبة ماء ومشرو ع زراعي، بعد قطع دومة ود حامد ،الدومة المقدسة
    وقد صدقت نبوءة الغريب حين قال في اجابة على سؤال لاحد سكان ود حامد:
    Quote: ومتى تقيمون طلمبة الماء والمشروع الزراعي ومحطة الباخرة"

    فأجاب قائلا:
    Quote: حين ينام الناس فلا يرون الدومة في أحلامهم"

    فسأله مرة اخرى:
    Quote: ومتي يكون هذا؟

    فأجاب قائلا:
    Quote: ذكرت لك أن ابني في البندر يدرس في مدرسة .انني لم ألحقه بها.ولكنه هرب.سعى اليها بنفسه.انني أدعوا أن يبقى حيث هو فلا يعود.حين يتخرج ابن ابني من المدرسة ويكثر بيننا الفتيان الغرباء الروح،فلعلنا حينئذ نقيم مكنة الماء والمشروع الزراعي..لعل الباخرة حينئذ تقف عندنا ..تحت دومة ود حامد".

    ثم سأله قائلا:
    Quote: : " وهل تظن أن الدومة ستقطع يوما؟" فنظر اليّ خلال عينيه المتعبتين الباهتتين ما لا تقوى على نقله الكلمات: "لن تكون ثمة ضرورة لقطع الدومة .ليس ثمة داع لازالة الضريح.الامر الذي فات على هؤلاء الناس جميعا أن المكان يتسع لكل هذه الأشياء- يتسع للدومة و للضريح ومكنة الماء ومحطة الباخرة".
    ص 517
                  

07-16-2006, 01:28 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزتي صفاء (Re: osama elkhawad)



    في خطاب الطيب صالح نجد نوعين من الغرباء الذين يقطنون ودحامد كما في حالة ضو ا لبيت و مصطفى سعيد،رغم الاختلافات الواضحة بينهما،والتي سنعود اليها لاحقا,وغرباء الدروب كما ورد في نص للطيب صالح.
    قال الراوي في نص الطيب صالح القصصي "دومة ودحامد":
    Quote: وقد روى لنا أحد هؤلاء الغرباء الذين تلقيهم الدروب عندنا قصة تلك الضجة في ما بعد"

    ص 515.

    وهناك نوع آخر هجين بين المقيم والراحل والغريب عن أهل البلد،الذين لا يعرفون عنه شيئا ،وفي المقابل لا يحادث اهل البلد،وليس له علاقة باي احد منهم ما عدا الزين،كما في حالة "الحنين".يقول الرواي في "عرس الزين" عن الحنين:
    Quote: كان رجلا صالحا منقطعا للعبادة.يقيم في البلد ستة أشهر في صلاة وصوم،ثم يحمل ابريقه ومصلاته ويضرب مصعدا في الصحراء،ويغيب ستة أشهر،ثم يعود، ولا يدري أحد أين ذهب.ولكن الناس يتناقلون قصصا غريبة عنه.يحلف أحدهم انه رآه في مروي في وقت معين،بينما يقسم آخر أنه شاهده في كرمة في ذلك الوقت نفسه-وبين البلدين مسيرة ستة أيام.ويزعم انا أن ا لحنين يجتمع برفقة من الاولياء السائحين الذين يصربون في الأرض يتعبدون.والحنين قلما يتحدث مع أحد من أهل البلد،وغن سئل أين يذهب ستة اشهر كل عام،لا يجيب.ولا أحد يدري ماذا يأكل وماذا يشرب،فهو لا يحمل زادا في أسفاره الطويلة.

    ص 201.
    ويتحدث الراوي عن علاقة الحنين الاجتماعية اليتيمة في البلد:
    Quote: ولكن في البلد إنسانا واحدا يأنس اليه الحنين ويهش له ويتحدث معه-ذلك هو الزين.وكان اذا قابله في الطريق عانقه وقبله على رأسه،وكان يناديه "المبروك".وكان الزين ايضا إذا رأى الحنين مقبلا،ترك عبثه وذره وأسرع اليه وعانقه.ولم يكن الحنين يأكل طعاما في بيت أحد،إلا دار أهل الزين يسوقه الزين معه إلى أمه ويأمرها بصنع الغداء أو الشاي أو القهوة.ويظل الزين والحنين ساعات في ضحك وكلام .ويحاول أهل البلد ان يعرفوا من الزين سر الصداقة التي بينه وبين الحنين فلا يزيد على قوله"الحنين راجل مبروك".

    ص202.
    وبناء على تلك العلاقة الفريدة التي تربط الزين بالحنين روّجت أم الزين
    Quote: "ان ابنها ولي من أولياء الله".

    ص201.

    نجد في خطاب الطيب صالح ان قلة الغرباء في بلد ما ،تعتبر من الصفات غير الحميدة لمثل ذلك البلد الذي يقل فيه الغرباء.
    عندما سكر الرواي الاجنبي،في نص الطيب صالح القصصي"هكذا يا سادتي ،اصبح يشتم "أهل البلد"،قائلا:
    Quote: بلدكم جميل،لكن "الغرباء "فيه قليلون".

    ص546.
    ومرة تبدو الغربة مزدوجة.
    في نص الطيب صالح القصصي "رسالة الى ايلين"،يتحدث الراوي عن الشخصية المركزية في النص، عن غربتين :
    غربته في بلاد الخواجات،حين قال مخاطبا "أيلين":
    Quote: "أي شيئ حببك في ،أنا الضائع الغريب،أحمل في قلبي هموم جيل بأسره؟أنا المغرور القلق المتقلب المزاج؟

    ص496.
    وعن الغربة الثانية اي غربته في بلده بعد عودته من بلاد الخواجات التي كان غريبا فيها،يتحدث الراوي،عن غربة الشخصية المركزية:

    Quote: "وفجأة تضخمت في ذهنه فكرة أرتاع لها.هؤلاء القوم قومه.قبيلة ضخمة هو فرد منها.ومع ذلك فهم غرباء عنه.هو غريب بينهم.قبل أعوام كان خلية حية في جسم القبيلة المترابط.كان يغيب فيخلف فراغا لا يمتلئ حتى يعود.وحين يعود يصافحه أبوه ببساطة وتضحك أمه كعادتها ويعامله بقية أهله بلا كلفة طوال الايام التي غابها.أما الآن...أبوه أحتضنه بقوة وأمه ذرفت الدموع وبقية أهله بالغوا في الترحيب به..هذه المبالغة هي التي أزعجته.كأن احساسهم الطبيعي قد فتر فدعموه بالمبالغة.

    ص499.
    إضافة الى الحديث عن الغريب ،يتم الحديث ايضا عن "الاجنبي".

    في نصه القصصي "هكذا يا سادتي" يتحدث الراوي في مواضع كثيرة عن الاجنبي والاجنبية.
    يقول:
    Quote: "هذه الفتاة لم تبتسم لي ؟ألأنني أجنبي؟أم لأن انفها كبير وفمها واسع وعيناها زرقاوان؟أهل هذا البلد يحبون المرأة دقيقة الأنف،صغيرة الفم،دعجاء العينين.واضح هذا من تحلقهم حول تينك المرأتين.

    ص 535.
    ثم يكرر ذلك التساؤل مرة اخرى،حين يقول:
    Quote: ما تزال تنظر الى .هل هي أجنبية مثلي؟

    ص 536.
    ثم يقول تعبيرا عن ضياعه و عدم معرفة الحفل بمكانته الاجتماعية:
    Quote: ليس معي شيئ يدل هذا الرجل على "مكانتي".أنا في هذه اللحظة"أجنبي"،وحدي،وليس معي شيئ يدل هذا الرجل على "مكانتي".
    ص 541.
                  

10-08-2006, 02:11 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: osama elkhawad)

    نعيد بسط مساهمتنا في بوست حيدر حسن ميرغني عن الغابة والصحراء.
    و تبدو هنالك علاقة وثيقة بين تلك المساهمة ،وما نتحدث عنه هنا فيما يتعلق بالقراءة الخاطئة.
    و لعل "انكار المصطلح" يفتح لنا بابا جديدا من ابواب القراءة الخاطئة.

    فالي مساهمتنا:
    في انكار المصطلح:فردة و عادل عثمان والفيا والخاتم كنماذج
    نعود لايراد ادلتنا الدامغة حول انكار المصطلح ،
    وهي درجة دنيا من القراءة الخاطئة،
    ان كان ان هنالك درجات في هذا الامر.
    قال فردا "حافظ محمد خير " في انتباهة عالية لخطاب الخاتم حول "ع.ع.ابراهيم" ،
    قال:

    Quote: الأستاذ الصديق الخاتم عدلان

    لك التحية والتقدير الذي تعرفه،

    يبدو أنه ، والحال هكذا في هذا البوست ، لم تأتِ حتى الآن مداخلة تلجُ من باب الإختلاف مع الإتجاه العام لمقالتك الناقدة لما طرحه ع.ع. إبراهيم في محاضرته المعنية ، فاسمح لي أيها الصديق بإيراد هذه المداخلة القصيرة – من باب الإختلاف – حول ما كتبته عن فكرة "الشفرة الثقافية" التي قال بها المحاضر وقد أخذ نقدك لهذه الفكرة حيزاً كبيراً من مقالتك ، رغم وصفك لها بالهراء واللا معنى.


    وقال في اشارة الى حذو الخاتم لاسلوب الفيا الذي يدمغ مخالفه منذ البداية،
    كما قال بحق :بولا في حق الفيا:
    قال فردا:

    Quote: أولاً أرى أن تلخيصك المقدم للمحاضرة جاء - منذ البداية ، أو من قولة تيت مثلما عبَّر بولا عن مقالة عجب الفيا- محملاً بالأحكام والنتائج التي كان يمكن أن تـُرجأ قليلاً. وربما لا يجد البعض بأساً في ذلك في مقالة سجالية ومنافحة مثل هذه ، ولكني كنت آمل أن يأتي التلخيص الذي قدمته محايداً ودقيقاً:


    ثم بدأ فردا في التشكيك في ما قال به الخاتم عن انكاره لوجود مصطلح الشفرة الثقافية،
    و ان هنالك مشروعية له،
    وسنرى كيف تطور الامر ،في ذلك البوست عن الشفرة الثقافية،والذي يعكس احتقاراً عميقا، للتدقيق المعرفي والمصطلحي معا:
    قال فردا:


    Quote: وبالفعل ، قد توحي فكرة الشفرة الثقافية التي يقول بها ع.ع. إبراهيم بالفهلوة السياسية المتنكرة في شكل التعبير الثقافي(وربما السبب في ذلك هو تورط المحاضر المعني في "السياسة" بمعناها اليومي) ولكني ، مع ذلك ، أرى أنها تظل تصوراً مشروعاً قابلاً للمناقشة والإختلاف.



    و لعل قوله بمشروعية المصطلح،جاء من خلال معرفته بدقة ع.ع. ابراهيم ،وهو ما اشار اليه الشقليني ،وسنورد كلامه لاحقا.
    قال فردا عن دقة ع.ع. ابراهيم ،في اشارة الى مقالته:
    تحالف الهاربين
    والتي نالت حظا اوفر من القراءة الخاطئة على يد الاستاذ الفيا،
    وبالتحديد مصطلح "البدائي النبيل" ،وسنعود لذلك بالتفصيل.
    قال فردة:

    Quote: كنت قد وصفت كلمات ع.ع. إبراهيم بالدقة وقلت تحديداً أنَّ: ما يميز كتابة عبدالله البحثية هنا (والإشارة الى مقاله "تحالف الهاربين...") هي دقـته في تأسيس مصطلحاته و استخدامه الذكي للإحالات التي يشير بها الى النصوص التي يدرسها ، وتوظيفه لهذه الإقتباسات في توضيحه لما توصل اليه من توصيف لمدرسة الغابة والصحراء ورؤيتها" ...
    Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم
    والخلط عند الفيا معروف ،
    وقد اشار فردة الى ذلك قائلا:


    Quote: : كنت قد أشرتُ في أكثر من موضع – وأشار غيري– الى الطريقة التي أزعم أنك قد خلطت فيها بين التأويل والإقتباس في تناولك لورقة تحالف الهاربين.
    Re: رد علي فردة

    وقد لمّح الشقليني الى دقة ع.ع.ابراهيم البحثية والمصطلحية ،حين قال في هذا البوست:


    Quote: أذكر أنا ذلك مع كثير التقدير والامتنان لفضل الدكتور عبد الله في إثراء الحياة الثقافية بالتدوين الثر والدقة في تناول المُصطلحات .
    Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء

    نعود لذلك البوست النموذج في الاستهزاء بالمصطلحات وانكارها.
    بعد اشارة فردة ،الى مشروعية المصطلح،
    أي الشفرة الثقافية،
    حدث الانقلاب الجوهري في ذلك البوست.
    تمثل الانقلاب في اشارة :
    عادل عثمان
    الذكية الى ان جوهر الموضوع ،غائب ،
    الا وهو مصطلح الشفرة الثقافية .
    قال عادل متسائلا:


    Quote: الشفرة الثقافية. هذا المصطلح مركزى فى محاضرة د. عبدالله على ابراهيم، محل النقاش الآن. هل نحت، أو إخترع الدكتور هذا المصطلح؟ أم أنّه مصطلح دارج وشائع فى العلوم الانسانية؟ وهل يمكن ترجمته الى Cultural Code ؟
    ماذا يعنى هذا المصطلح؟

    Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم

    لم ينتبه الفيا كعادته في التعامل مع المصطلحات الى تلك الاشارة الذكية،
    وقال متسرعا،
    وبشكل قطعي ،
    لا يخر المية:
    قال الاستاذ الفيا:
    اعتقد ان الشفرة الثقافية في حاجة الي تعريف اكثر من التعريف الذي اورده الدكتور عبدالله في
    Quote: المحاضرة ،

    وهو ببساطة يقصد بها :الثقافة العربية الاسلامية ،
    او بالاحري القومية العربية الشمالية علي حد تعبيره
    وبالتالي كلمة شفرة هنا كلمة زائدة لا محل لها من الاعراب
    Re: الي عادل عثمان
    وللتدليل أكثر على انكاره لوجود المصطلح أصلا،
    لم ينتبه الفيا لتساؤل عادل عثمان الذكي،
    لم ينتبه ،
    و أرجع ان المصطلح لا وجود له ،
    وقد نجره ع.ع.ابراهيم ضمن ولعه بالغريب من اللغة والمصطلحات.
    قال الاستاذ الفيا في ذلك:


    Quote: والدكتور معروف بولعه بابتكار التعابير الجديد ة ،



    في اشارة واضحة الى أن المصطلح ليس له وجود ،و الشفرة زائدة،وهو محض "نجر" من قبل ع.ع.ابراهيم.

    على النقيض من الاستاذ عجب الفيا،
    الانكاري بشكل مطلق،
    التقط الذكي فردة ،
    تساؤل عادل عثمان المهم ،
    عن مشروعية المصطلح الرئيس في النقاش ،
    والذي ضاع في النص،
    قال فردة باحثا عن اصول المصطلح،
    ليصل الى ان المصطلح غير منجور ،
    وانه مصطلح علمي اصيلا،
    قال فردة بتوقده المعرفي الأصيل:


    Quote: العزيز عادل عثمان

    ثم قال فردا:
    Quote: أظن أن ما توحي به صحيح.
    تعبير الشفرة الثقافية (Cultural Code) ليس من بنات أفكار ع.ع. إبراهيم ،
    فهو مستلف (ربما بتصرف) من استخداماته الوفيرة والشائعة الآن في الدراسات الثقافية (Cultural Studies) ودراسات الميديا (media studies). المصطلح أسس له الفرنسي رولاند بارت في سياق أكثر تخصصاً وتفصيلاً ، فهو واحد من خمس "شفرات" (Codes) يعتبرها بارت العناصر الفاعلة في والمكونة لأي نص سردي (بالمعنى المصطلحي لـ "نص" (Text) و"سرد" (Narrative)...). ويبدو أن الدارسين والباحثين في مجال الـ Cultural Studies قد قاموا بتبنيه وتطويره.
    الحقيقة أن تأسيس وتوصيف رولاند بارت لمصطلح الـ"Cultural Code" يقترب كثيراً من الطريقة التي يستخدمه بها ع.ع. إبراهيم. أنظر هذا المقتطف من مقدمة أكاديمية تشرح استخدام الشفرة الثقافية كواحد من الشفرات الخمس كما يقول بها بارت


    Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم

    لاحظ كلام فردة الدقيق في كلامه ،
    عن :

    Quote: فهو مستلف (ربما بتصرف) من استخداماته الوفيرة والشائعة الآن في الدراسات الثقافية (Cultural Studies) ودراسات الميديا (media studies).[/U

    هنا يكشف فردة عن ريبة معرفية تجاه ما يقول به.

    والحقيقة ان ع.ع.ابراهيم حاول توطين مصطلح علمي شائع ،
    ولم يقم بالتصرف فيه،
    وانما حاول ان يوطنه .
    وسنعود لكلام الخاتم الانكاري ،
    و ما هو الفرق بين الانكار الخاتمي والانكار الفيوي.
    محبتي
    المشاء


    في انكار المصطلح:فردة و عادل عثمان والفيا والخاتم كنماذج]
                  

10-14-2006, 12:27 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: osama elkhawad)
                  

12-09-2006, 09:04 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: osama elkhawad)
                  

12-10-2006, 08:20 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا (Re: osama elkhawad)

    الصديق عثمان موسى
    سلام وتحايا وأشواق
    حمدا لله على سلامتك
    ونرجو ان تكون بخير دائما
    محبتي لك
    المشاء
                  


[رد على الموضوع] صفحة 4 „‰ 4:   <<  1 2 3 4  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de