|
Re: صفقة الاسرى:وهل الاسرائيليون يحترمون مواطنيهم اكثر من العرب؟؟؟؟؟؟؟ (Re: osama elkhawad)
|
عندما "يحترم" نصرالله اسرائيل عبدالله اسكندر الحياة 2004/02/1
أطلق الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله, لمناسبة استقبال الأسرى المحررين من السجون الاسرائيلية, مواقف سياسية متوقعة بالنسبة الى طبيعة صفقة التبادل وكيفية حصولها والمطالب التي ستدرج في المرحلة الثانية. كما اطلق مجموعة من الاشارات تطاول الوضع اللبناني الداخلي وموقع الحزب منها, وتطاول المحيط العربي وايران. لكن هذه الاشارات تبقى ضمن سياق الموقف التقليدي للحزب.
لكن الملفت في الخطاب انه تضمن مواقف تتسم بحداثة غير معهودة في الكلام "النضالي" العربي, بما يتجاوز كون الرجل قائد حزب يواجه اسرائيل. ويضعه في مرتبة صاحب وجهة نظر في ما يتجاوز هذه المواجهة.
المجاهدون, في خطاب نصرالله, ليسوا شباناً مجردين, متحمسين يُدفعون الى الموت من دون حساب لحياتهم ولافراد عائلاتهم. انهم افراد لهم, كما للجميع من ابناء البشر, خصوصيتهم الشخصية بكل ابعادها الاجتماعية. وهدفهم في الدنيا ليس الموت وانما الحياة بكل أبعادها, لأن "نحن الامة التي تؤمن بأن الله خلق الارض والسماوات والدنيا والآخرة من اجل الانسان" الذي هو "مسؤوليتنا", وهذا "ما تأمر به ثقافتنا وقيمنا وانتماؤنا وديننا".
مثل هذا الاعتبار يعيد للمجاهد انسانية حرمته منها النزعات العدمية التي, باسم القضية, دفعته الى مقتله المجاني والى تجريده من كل بعد شخصي, ليصبح وسيلة مجهولة في معركة حددت أهدافها بالمواقف السياسية التي تنتعش بكثرة "الشهداء".
وكما ان للانسان العربي والمسلم قيمة في ذاته, فإن نصرالله لم يجرد الاسرائيلي من قيمته الانسانية على, رغم "ان اسرائيل عدو بيننا وبينه حرب طاحنة, ونقر بوحشيته وهمجيته". لكن ذلك لا يلغي "احترامه" لاهتمامه بـ"أسراه وموتاه وأجساد موتاه". فهم ايضاً افراد لهم قيمتهم الشخصية وأبعادهم الانسانية. فالعداء المصيري مع اسرائيل لا يلغي قيمة البشر, سواء نحن او هم. ولذلك قال نصرالله في عبارة نادرة, في القاموس السياسي العربي: "أنا أقف اليوم واحترم هذا العدو الذي يهتم بأسراه وبأجساد أسراه ويعمل من أجلهم في الليل والنهار".
لا سبب يدعو الى "احترام العدو" في البلاغة العربية التقليدية. لا بل مثل هذا الكلام كان يمكن ان يوصف بالخيانة. لكن في القاموس الجديد يصبح احترام الانسان كقيمة في ذاتها "ايجابية" اعترف بها زعيم "حزب الله" للاسرائيليين. وبالتأكيد هذا الاعتراف لا علاقة له بالسياسة, وليس شرطاً من شروط تبادل الأسرى. انه ينبع من "ثقافتنا وقيمنا".
لذلك لم تكن صفقة التبادل صفقة سياسية تخضع لاعتبارات موازين القوى وشعار المرحلة, لأن "حزب الله بعد التبادل هو عينه قبل التبادل". وفي رفض للحزبية وتوظيف الصفقة عصبية داخلية, يشدد نصرالله على ان "انجاز" التبادل "انجاز لثقافة ونهج", عنوانهما مقاومة المحتل في كل مكان.
ربما أراد نصرالله ايضاً ان يكون استقبال الأسرى المحررين مناسبة لاطلاق هذا المفهوم الجديد الذي يركز على قيمة الانسان التي تفاخر المجتمعات الديموقراطية بتقنينها, ويتهم بعض فيها الحضارة الاسلامية والعربية بإهمال هذه القيمة. لقد تحدث نصرالله, للمناسبة, عن اختلاط "مشاعر الفرح والحزن والفرح والألم". أليست هذه المشاعر هي نفسها التي تواكب الولادة الجديدة؟ ربما تكون الاشارة اليها رداً على السؤال الذي قال انه مطروح في شأن مستقبل حزبه.
|
|
|
|
|
|