|
Re: حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ (Re: osama elkhawad)
|
شكرا يا أسامة على مساهماتك المهمة والفكرية. دعني أتناول مسالة العولمة: العولمة مرحلة جديدة في تطور الإمبريالية العالمية إن ما يعرف بالعولمة أو النظام العالمي الجديد ما هو إلا تعبير عن سيطرة الرأسمالية العالمية ومؤسساتها وشركاتها العابرة للحدود الوطنية على الاقتصاد العالمي. وبذلك تدخل الإمبريالية باعتبارها الرأسمالية الاحتكارية مرحلة جديدة في تطورها تتسم بالتالي: 1- شركات عابرة للحدود الوطنية تبحث عن الأسواق، وعن مجالات جديدة للاستثمار تتسم بمعدلات ربح أعلى، وقوى عاملة أرخص، ورقابة اجتماعية أضعف على البيئة ومتطلبات حمايتها ومصادر للطاقة والمواد الخام أكثر وفرة وأقل تكلفة. 2- سوق أوراق مالية عالمية وتدويل لسوق النقد يسهل انتقال رؤوس الأموال عبر الحدود الوطنية ويصبح أداة وميكانيزم لحسم المنافسة بين الاحتكارات العالمية المدعومة بدولها وتحجيم المؤسسات الوطنية والتحكم في التنمية الاقتصادية في بلاد العالم المختلفة عن طريق خلق الأزمات في سوق الأوراق المالية المحلية وأسعار العملات الوطنية. 3- نظام عالمي للرقابة على السياسات المالية والنقدية، يجرد الدولة الوطنية وبنوكها المركزية من السلطات السيادية في تقرير سياستها الاقتصادية والمالية والنقدية والأسعار التبادلية لعملاتها الوطنية، يمارس هذا النظام العالمي نفوذه عن طريق صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي ونادي باريس، ويفرض خصصة مؤسسات القطاع العام، وتسليع الخدمات وحرية تداول النقد الأجنبي وحرية الاستثمار الخاص الأجنبي والمحلي وإنشاء أسواق للأوراق النقدية والأسهم وضمان ذلك الاستثمار ضد التأميم والمصادرة وضمان تحويل أرباحه وأصوله. 4- نظام عالمي للتجارة الحرة يهدم الحدود الوطنية الجمركية أمام السلع التي تنتجها الشركات المتعددة الجنسية فيمهد لإغراق الأسواق الوطنية بالسلع الصناعية والزراعية الرخيصة المنتجة في البلدان الصناعية المتقدمة ويسمح لهذه البلدان بالحصول على المواد الخام ومواد الطاقة والغذاء بأرخص الأسعار وهذا النظام تحرسه منظمة عالمية لحرية التجارة. 5- تكتلات إقتصادية إقليمية تهدف لتحسين فرص منافسة الدول أعضاء التكتل الاقتصادي بالاستفادة من ميزات الاقتصاد الكبير في توسيع الأسواق وجذب الاستثمارات وتخفيض التكلفة والاتفاقات التي تنشئها هذه الكتل مع دول بعينها أو مجموعات دول أو كتل أخرى مثل الاتفاقات التي أنشأها الاتحاد الأوربي مع الدول الآفروكريبية باسفيكية (اتفاقية لومي) أو مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط أو التي تجري مناقشتها مع الدول الآسيوية 6- حروب أهلية ومحلية وإقليمية محدودة تساعد في انتعاش تجارة وصناعة الأسلحة التقليدية، وإعادة تقسيم الأسواق وموارد المواد الخام والطاقة وتساعد في التراكم البدائي لراس المال بتجريد المواطنين في هذه المناطق من وسائل معيشتهم بالذات وخلق سوق عالمي للعمل يتم تنظيمه والاختيار والانتقاء فيه عبر قوانين للهجرة واللجوء السياسي. 7- نظام عالمي للمعلومات يسمح بجعل العالم سوق عالمي واحد ويسمح بانتقال أدق المعلومات عبر شبكات الإنترنت والأقمار الصناعية. 8- أيديولوجية جديدة تقوم على أساس الإنتصار النهائي للرأسمالية والإقتصاد الحر وربط ذلك مع حقوق الإنسان والديمقراطية وترتبط ببعض مدارس ما بعد الحداثة. 9- نظام عالمي جديد للإدارة السياسية والإقتصادية يحاول السيطرة على إتخاذ القرارات في العالم عن طريق مجلس الأمن الدولي أو تجاوزه تكون السيطرة الأساسية فيه لدول الثمانية عبر إجتماعاتها الدورية منذ عام 1975 وطبعا العولمة تنشئ معها القوى المضادة لها(ليست مضادة لوحدة العالم وإنتشار المعلومات) ولكنها مضادة للرأسمالية العالمية ونظمها وأيديولجيتها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|