وداعا جاك دريدا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 03:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2004, 04:27 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20139

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا جاك دريدا (Re: osama elkhawad)

    جينالوجيات ما بعد الحداثة
    بقلم : رشيد بوطيب / ألمانيا *

    جاءت فلسفة ما بعد الحداثة كردّ فعل على أحادية البعد وإمبريالية المعنى وواحدية اللغة والرؤية إلى العالم والحقيقة ، في الفلسفة الحديثة. أو بلغة أخرى ، كرد فعل على مشروع الحضور الهيغلي ، هذا المشروع الذي يمكن تلخيصه في الجملة - الأم التي ضمنها هيجل مقدمة كتابه " أصول فلسفة الحق " :

    " ماهو عقلاني ، هو واقعي . وماهو واقعي ، هو عقلاني "(1) .

    إن هيجل هو مشروع الوحدة بامتياز . وروجيه غارودي يعبر عن ذلك بوضوح حين يقول عنه : " إنه يعتبر أن مهمة الفلسفة هي إعادة تحقيق الوحدة والكلية الأصلية للعالم الممزق بسبب من الخطيئة والسقوط"(2) ، وقبل ذلك عبر الفيلسوف الألماني روزتنسفايغ عن نفس الفكرة حين أعلن أن " مهمة الأزمنة القادمة هي إعادة تحقيق الوحدة الضائعة للإنسان اليوناني ." (3) ولكن مشروع ما بعد الحداثة يرى في هذه الوحدة أو في هذا البحث المحموم عن الوحدة أصل التوتاليتارية . وهو بذلك قد فقد كل مشروعيته ، سواء كان مشروعا فكريا أو تشاركيا كما أعلن ذلك ليوتارد في : La condition postmoderne

    * * * * *
    لعل كتاب المفكر الألماني بيتر برغر ، " جذور فكر ما بعد الحداثة " (4) خير تعبير عن هذه الثورة ضد هيجل وضد فلسفة السرديات الكبرى . ورغم أن صاحب الكتاب يرى أن أول متمرد على المشروع المثالي للحداثة كان هو نيتشه إلا أنه يرى في تأويل كوجيف لفينمنولوجيا الروح لهيجل وخصوصا لفصله عن السيد والعبد ، القشة التي قصمت ظهر البعير . فباالنسبة لفلاسفة مثل بطاي وبلانشو ولاكان الذين تأثروا كلهم بتأويل كوجيف ، كان لا يمكنهم تأسيس مشروعهم دون الدخول في صراع نقدي مع هيجل . أو بالأحرى مع فلسفة الذات الهيجلية . ولا عجب أن يصف بلانشو الأدب كوعي بدون ذات . إن هيجل فهم فلسفته كمشروع توفيقي بين المسيحية وفلسفة الأنوار . ولكن كوجيف فهمها كفلسفة دنيوية جاءت لتحل محل المسيحية . كفلسفة للموت . فحياة العقل لا تخاف الموت . بل إن القدرة على التضحية بالحياة هي التي تجعل من ذات معينة ، ذاتا حرة . وهذا ما يجعله يفرق بين السيد والعبد . إنه يرى أن على الإنسان أن يمتلك شيئا آخر أهم من الحياة حتى يتميز عن الحيوان . وهذا الشيء في نظره هو الاستعداد أو القدرة على اجتراح الموت في معركة الاعتراف . ولعل ذلك ما يميز السيد عن العبد . فالعبد لا يرقى إلى مستوى المغامرة بحياته ، إن السيد هو وعي خالص . أما العبد فمازال سجين جسديته ، يرفل في تراب الحياة . لذلك فالسيد وحده من يحقق اعتراف الآخرين به .

    إن كوجيف لا يرى في فصل " السيد والعبد " مجرد تعبير عن بنية الوعي ولكن الفصل - الأم الذي تتمركز حوله كل فينومنولوجيا الروح . إن كوجيف يصل في نهاية تأويله إلى القول بأن السيادة تعيش مأزقا تاريخيا ، في حين أن العبودية هي حاملة لواء التقدم التاريخي . لسبب بسيط وهو أن العبد ينسج علاقة مباشرة مع العالم ، لأنه يعمل . أما السيد فإنه يستهلك فقط ما ينتجه العبد ولا يتصل بالعالم إلا عن طريق العبد . إن كوجيف يرى أنه إذا كان الصراع الأول بين السيد والسيد قد فتح أبواب التاريخ فإن الصراع الثاني بين السيد والعبد سوف ينهي التاريخ . إن العبد سيعي حريته وسيطالب السيد بالإعتراف بها . إن كوجيف يرى في نهاية التاريخ ، نهاية مفهوم الإنسان نفسه . ويرى بيتر برغر أن احتكاك وتفاعل السورياليين بتأويل كوجيف لكتاب هيجل " فينومنولوجيا الروح " هو الذي تولدت عنه كل أفكارهم المتمردة عن الانتحار والعنف ، والتي تمثل في النهاية احتجاجا على مشروع الحداثة العقلاني ، الذي أقصى الحياة واختزل الإنسان في الوعي . فضدا على سردية السيد- العبد الهيجلية ، يبرز الفعل السوريالي كفعل يرفض الصراع والعمل . إنه سلبية خالصة . والحرية المجردة لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق نفي الآخر أو نفي الذات . إن الأنا السوريالية أنا ممزقة والعقل والأخلاق يعيشان اللا إستقرار . أزمة للوعي عميقة وانهيار للبناء الديكارتي . وهكذا سيثور جورج بطاي في " التجربة الداخلية " على هيجل ، فيحتفل بالضحك والإمكان والاستعارة وتعددية اللغة واللا معرفة . إنه يعلن بوضوح : " أنا أسخر من المعرفة ، أنا أريد أن أعيش " وهو يقول أيضا " هذه الكتابة لا يجب أن تعدنا بشيء ، إنها لا تمنحنا يقينا معينا أو نتيجة ، أو ربحا " وهو يحرر الحقيقة من علاقتها وتبعيتها للواقع ويفهمها كظاهرة لغوية ، تماما كما أعلن ذلك لاكان حين اعتبر أن الكلام هو الذي يصنع الحقيقة .

    أما بخصوص بلانشو فإنه بخلاف بطاي الذي خاض حربا نقدية ضد المشروع الهيجلي ، استفاد كثيرا من كتاب فينمنولوجيا الروح لهيجل ويظهر ذلك بجلاء في كتابه النقدي " الأدب والحق في الموت " ، حيث سيعيد إنتاج فكرة هيجل عن الوعي التجريبي ، عن هذا العدم الذي يشتغل على العدم . ليصف الكاتب أيضا بالعدم الذي يشتغل على العدم ، وليفهم الكتابة كصيرورة تجريبية ، حيث الكاتب والكتاب معا في تغير مستمر . هذا التغير الذي يرفض فكرة الكاتب عن كتابه ، أو فهم الكاتب لكتابه . ولكن إذا كان هيجل يهدف إلى المصالحة والتوليف بين الفرد والواقع ، ليصل بالوعي إلى سلامه ، فإن بلانشو يحتفظ بفعل الكتابة في مرحلة النفي ، التي تعني عدمية الكاتب واختفاء المكتوب . وهو بذلك يقترب من تأويل كوجيف لفينمنولوجيا الروح ، حيت الموت يلعب دورا مركزيا ، وخصوصا لتأويل كوجيف للفصل المعنون " الحرية المطلقة والرعب " ، هذا الفصل الذي يمثل نقدا لما أفرزته فلسفة الأنوار من نتائج ، وخاصة للثورة الفرنسية التي انتهى بها المطاف إلى العنف من أجل العنف ، إلى موت بلا معنى ، يقول هيجل . لكن بلانشو يختلف عن قراءة هيجل للثورة ، ويرى في الكاتب ثوريا جديدا ، يمارس الحياة في الموت ، " فالكلام هو حياة هذا الموت " ، كما يقول ، والأدب تجربة بدون ذات .

    ثم ينتقل بيتر برغر لمعالجة فكر ميشيل فوكو ويبدأ بكتابه المهم " تاريخ الجنون في العصر الكلاسي " . إن السوريالية التي جاءت كرد فعل على إمبريالية العقل وسلطته المطلقة والتي احتفت بالخيال والحلم والجنون ، ستجد طريقها أيضا إلى فكر ميشيل فوكو . فلا أحد ينكر علاقة هذا الفكر بنيتشه وبطاي . ففي التصدير الذي كتبه فوكو لكتابه سنة 1972 يحتفل فوكو بكتاب لا سيد له ولا خالق ، ذي لغة حرة ، متشظية ، مزدوجة . إن كتاب فوكو هذا ، لا يمثل تاريخا للأفكار ولا تاريخا للمؤسسات التي عالجت ظاهرة الجنون ، إنه لا يسجن كتابه بهدف معرفي أحادي البعد ، فالمعرفة في حد ذاتها فقدت كل قدسية . إن بيتر برغر يرى أن فوكو يدافع عن الجنون في كتابه ويحتفي به كفعل تحرير . وفوكو يدافع أيضا عن لغة " لا- جدلية " ضدا على اللغة الجدلية التي سيطرت على الفلسفة من أفلاطون وحتى سارتر . إن اللغة بالنسبة له كالأدب بالنسبة لبلانشو ، وعي بدون ذات ، فهي ليست أبدا ، ذلك المسكن الآمن للفكر .

    أما لاكان الذي تابع هو الآخر بباريس دروس كوجيف عن هيجل ، فإنه سيتمرد هو الآخر على هيجل ، معتبرا أن الأنا ليست أبدا تلك الذات الظاهرة . وهو يعود لأسطورة نرجس اليونانية ليشرح تمزق الأنا . فنرجس الذي أحب صورته المنعكسة على الماء ، لم يستطع قط تملك ما يحب ، تملك نفسه ، أناه . إن الأنا تقع في مكان آخر، لا تطوله يد . ولكي نصل إلى فهم الذات ، يجب أن نحرر الأنا من براثن الوعي التجريبي ، فقط كما علمنا فرويد ، في اللاوعي ، هذا المرفوض من طرف نظام الأنا ، تتكلم الذات .

    * * * * *
    وإذا كان بيتر برغر قد حصر جذور ما بعد الحداثة في تأويل كوجيف لهيغل ، فإنه بإمكان المرأ أن يعود بتلك الجذور إلى الأدب وخصوصا إلى دوستويفسكي ، و روايته " الأبله " . كما يمكن أن نجد تأسيسها الحقيقي لدى نيتشه . دوستويفسكي ونيتشه هي إحدى الجينالوجيات الممكنة ، رغم أن ما بعد الحداثة ضد كل جينالوجيا ، لأن هذا يعني دائما أن هناك خالق ما في أول السلالة . وإذا كان لنا أن نتحدث عن شجرة ما بعد الحداثة ، فيمكن أن نقول بأنها شجرة بلا جذور ولكن أغصانها ممتدة ومتشابكة .

    إن نيتشه يقول في مقدمة كتابه " إتسو هومو" ( قف ، إنه الإنسان) : " إنني مثلا ، وبلا شك ، لست بعبعا ، لست غولا أخلاقيا ، حتى أنني من طبيعة مناقضة لهذا الإنسان الذي تم تقديسه حتى الآن كرجل فضيلة . بيننا ، يظهر لي ، أن ذلك جزء من كبريائي . أنا تلميذ للفيلسوف ديونيسوس . وأفضل أكثر أن أكون شبقا على أن أكون قديسا . ولكن فليقرأ المرء فقط هذا الكتاب . ربما أكون قد نجحت ، ربما لا يكون لهذا الكتاب أي معنى آخر ، غير التعبير وبطريقة صافية وإنسانية عن هذه المفارقة . آخر ما يمكن أن أعد به هو " إصلاح " البشرية . لن أشيد أصناما جديدة . فليتعلم الأقدمون إذن ، ماذا يعني أن يكون للمرء أقدام من طين . الإطاحة بكل الأصنام ( الأصنام ، هكذا أسمي " المبادئ المثالية " ) تلك هي مهمتي . ذلك أنه لما اختلق المرء العالم المثالي ، نزع بنفس الدرجة عن الواقع قيمته ومعناه وصدقيته . " العالم الحقيقي " و " العالم الكاذب " بلغة أوضح : العالم المختلق والواقع ... المبادئ المثالية الكاذبة كانت لحد الآن ، اللعنة المسيطرة على الواقع . الإنسانية نفسها ، من فرط ما توغلت فيها هذه الأكاذيب ، أصبحت مزيفة وخاطئة ، حتى في غرائزها الأكثر عمقا " (5).

    لا يعد نيتشه البشرية بسردية كبرى ولا يدعي امتلاك الحقيقة أو حتى الرغبة في امتلاكها ، وكذلك كان دوستويفسكي . ويؤكد النقاد أن الرواية الروسية قد خرجت من معطف جوجول ولكن لا أحد انتبه إلى أن ما بعد الحداثة كنظرة إلى العالم تجد جذروها بأدب دوستويوفسكي ، خصوصا بروايته " الأبله " ، علاقة وطيدة لا ريب بين فلسفة ما بعد الحداثة والأدب . ربما لأن كلاهما يحتفل باللغة وتعدد الأصوات . إن نبوءة دوستويوفسكي تتمثل في فكرة واحدة ، إن حق لنا أن نسميها فكرة وهي أن الحقيقة لم تعد مرتبطة ذاك الإرتباط اللاهوتي والأنطلوجي بالعقل . إن آجلايا يبانتشينا تقول للأبله ميشكين : " ما تقولونه ليس سوى الحقيقة ، وهو لذلك غير عادل " . أن ميشكين بإمكانه أن يتحمل الحقيقة . كأبله عاش أربع سنوات بالغربة ، يظل دائما غريبا ليس فقط عن طبقته الاجتماعية بل عن المجتمع ككل . إن الإنسان الإيجابي والجميل يظل في المجتمع الواقعي غريبا . محاربة الوهم ، أليست تلك بمهمة الرواية ؟ ألم يكن ذاك بمشروع سرفانتس ورابليه ومن بعدهما دوستويوفسكي ؟ الفلسفة التي كانت في بدئها سخرية من كليانية المعرفة السوفسطائية تتحول مع مرور الوقت إلى نظرة إلى العالم كليانية ، تستسلم لنتائجها ، تعيد هي الأخرى إنتاج أوهامها ، من عالم المثل الأفلاطوني وحتى الفينمنولوجيا الترنسندنتالية الهوسرليانية . إن تاريخ الفلسفة ، هو تاريخ أوهام هذه الفلسفة . ضدا على الوهم تأسست الرواية ، ضدا على فروسية العقل ، تأسست الرواية كلغة وليس كوعي ، ككتابة وليس كفكرة ، كتعبير عن العراء الترنسندنتالي (6). إن حواريتها إذا استعملنا لغة باختينن هي نضال ضد بطليموسية اللغة وأحاديتها (7) . العقل يتكلم لغة وحيدة . في ديوانه الشرق والغرب يقول غوته بأن الأدب الفارسي لم يعرف المسرح لأن الاستبداد لا يسمح بالحوار ، وكذلك الشأن مع العقل ، هذا الكائن الذي سيطر على الحداثة ، أو الذي صنع مشروعها ، إنه لا يقبل بغير الخضوع : " العقل ، إنه الجلاد " قال فوكو . تقنية رواية الأبله عند دوستويوفسكي تقوم على تعدد اللغات وتعدد وجهات النظر إلى العالم ، وليس على تقنية السارد العليم . وذاك ما سمح بتنسيب هذه النظرات إلى العالم ، بل ما أدى إلى ذاك التناقض بين المعرفة والممارسة لدى الكاتب نفسه .

    إن جيل دولوز وفليكس جيتاري في كتابهما المشترك " ما الفلسفة ؟ " قد فهما أيضا أبله ديستويوفسكي كمشروع محاربة للوهم . لقد لخصوا تاريخ الحداثة في أبلهين ، الأبله الأول هو ديكارت ، الذي قال الأنا ، الذي قذف بالكوجيتو إلى الوجود . إنه من يمسك بالمقدمات الذاتية التي ترسم مخططه . إنه المفكر الخاص في مقابل المفكر العمومي ، السكولائي . الأبله الثاني ، أبله دوستويوفسكي ، هو أيضا مفكر خاص ولكنه في مقابل الأول الذي كان يبحث عن الحقائق بنفسه ، الذي كان يريد أن يحرر الحقيقة من الكنيسة ، لا يريد قط أن يفكر ، لا يبحث عن حقيقة ، إنه يريد العبث .

    * * * * *
    يؤكد مؤرخو الفلسفة الألمان بحق ، بأن إدموند هوسرل هو أهم فيلسوف عرفته البشرية بعد أفلاطون . ولعل أهميته تبرز أكثر حين مطالعتنا لكتابات ما بعد الحداثة التي يمكن وصف فلسفتها بأنها مشروع نقدي وتفكيكي لنظام الوعي وفلسفة الحضور الهوسرليانية . وكمثال على ذلك ، الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا ، الذي يمكن أن نلخص نقده لفلسفة هوسرل في جملة واحدة ، نقتبسها من كتابه : " الصوت والظاهرة " : " المعنى محفوظ للذي يتكلم " ( . المعنى مثال ، وعقلانية ، ولهذا ليس تناقضا أن يربطه هوسرل بالذات ، بذات حاضرة ومتكلمة . بطريقة ساخرة ، يمكن القول بأن قدر الذات هو المعنى . إنه محكوم عليها أن تقول ، أن تجترح معنى . والمعنى سابق للكلام ، ذاتوي ، ثابت مرة وللأبد بمكان ما قد نسميه الوعي ، وبإمكان المرء أن يستحضره كلما أراد ذلك . وتحويل المعنى إلى كلام أو لغة ، يظل بنظر هوسرل عملا ثانويا ، نوعا من التدنيس ، بالمعنى الديني للكلمة . " الإيبوخي " هو نقيض ذلك ، الإيبوخي أو الاختزال الفينومينولوجي الذي يمثل خروجا من العالم ، الذي يضع المعرفة كما الوجود بين قوسين . المنهجية الأخرى للفينومينولوجيا الترنسندنتالية هي الاختزال الصوري ، وعن طريقها يتم شطب وجود الأشياء ، حقيقة كل ما هو زمني ومحسوس لصالح نظرة إلى الكل الجوهري . يتم إلغاء وجود العالم لكي يتم الإمساك بجوهره .

    تبدو الفينومينولوجيا إذن كعلم قبلي . " فقبل الوجود ، قبل كل قوانين الواقع ، يمثل الجوهر وقوانينه " (9) ، على حد تعبير هوسرل . إن الفينومينولوجية الترنسندنتالية هي نوع من الاكتفاء الذاتي الداخلي ، وعي مطلق ، حذف للعالم الخارجي ، في كلمة : أفلاطونية . إن الوعي في هذه الفلسفة ليس نتاجا للطبيعة ، بل هو حر من كل طبيعة ، في حين لا يمكن للطبيعة أن توجد حال غيابه . إن هوسرل قد عبر عن ذلك بوضوح قائلا : " إذا محونا كل العقول من العالم ، لا يبقى هناك وجود للطبيعة ، ولكن إذا محونا الطبيعة ، فإن شيئا ما يظل على قيد الحياة : العقل ، كعقل فردي " (10)

    وهذه النظرة إلى الطبيعة كشيء ثانوي وتابع للعقل ، توضح أيضا اختلاف الفينومينولوجيا عن علم الدلالة التقليدي ، الذي يقبل فقط بالكلمات التي تحيل على موضوع واقعي . إن المفهوم المركزي لفلسفة اللغة الهوسرليانية هو العبارة . والعبارة تنقسم إلى علامة سواء كانت مادية أم صوتية أم كتابية وإلى معنى . ويميز هوسرل بين نوعين من العلامات : العبارة والعلامة أو الاشارة . فالعلامة الأولى لها معنى ، في حين أن الثانية هي علامة إشارية . ودريدا سيفهم هذا التمييز كنظام ميتافيزيقي لا يقبل التواصل . إنه يقول في كتابه الصوت الظاهر : " فقط حين يتم حذف الوظيفة التواصلية تظهر للوجود الوظيفة التعبيرية الخالصة (...) حتى يتم اختزال الإشارة وإقامة العبارة الخالصة داخل اللغة ، يجب إذن حذف كل علاقة بالآخر . " (11)

    " الأبحاث المنطقية " هي بالنسبة لدريدا النص النواة لكل الفينومينولوجيا . إن دريدا يعالج في كتابه : " الصوت والظاهرة " مشكلة العبارة كما فهمها هوسرل بالبحث المنطقي الأول . وسيكشف دريدا كما سنرى عن البنية الميتافيزيقية لنظرية المعنى الهوسرليانية . إن هوسرل نفسه يميز في كتابه : " التأملات الديكارتية " بين ميتافيزيقا أصيلة أو فلسفة أولى والميتافيزيقا التقليدية ، التي خانت العقل . إن الفينومينولوجيا هي ، اعتبارا لمنهجها الحدسي ، الحسي ولكن أيضا العقلاني ، ضد كل شكل من أشكال الشطط الميتافيزيقي . ولكن رغم هذا الزعم ، فإن دريدا يرى بأن الفينومينولوجيا لم تضع موضع سؤال ، لا العقل الترنسندنتالي ولا اللغة التقليدية لهذا العقل . إنه يقول : " بين اللغة التقليدية (أو لغة الميتافيزيقا التقليدية) ولغة الفينومينولوجيا ، لم يتحقق أي شكل من أشكال القطيعة..." (12)

    إن هوسرل يفهم اللغة ككائن عقلاني . إنه لم يفهم الاختلاف بين اللغة والمنطق . وإذا استعملنا أسلوب فوكو ، نقول ، إنه يمارس لغة جدلية . فهم غائي للغة ، أو بلغة دريدا ، فهم لا يميز بين الجراماتيكية (النحوية) والمنطق . إنها جراماتيكا منطقية ، تتأسس على الوعي وتجد أصلها ومآلها بالوعي . جراماتيكا ميتافيزيقية ، وعي ، لا يعبر إلا عن شيء واحد وهو الحضور ، و بلغة أخرى : الصوت . الصوت الفينومينولوجي الذي لا يجب خلطه بالصوت الفيزيقي ، لأنه صوت ترنسندنتالي وشعوري ، صوت يمتلك روحا لا تنتمي إلى العالم .

    بالفصل الأول : " الدليل والأدلة " من كتاب دريدا الآنف الذكر ، يبدأ الفيلسوف الفرنسي بالحديث عن مفهوم العلامة أو الدليل عند هوسرل . إن هوسرل يعتقد بأن بعض العلامات لا تمتلك معنى . وهي تلك العلامات التي يسميها المرء بالعلامات الإشارية أو باختصار: الإشارة ، في مقابل العبارة . الإشارة تنتمي إلى العالم ، إلى عالم بلا وعي وبلا أنا وبلا ذات متكلمة . في المقابل فإن العبارة معنى ، حدث شعوري ، " إرادة قول ".

    وسوف يوضح هوسرل بأن العبارة ليست إشارة إلى شيء ما . إنها ليست علامة وجود ، وحتى لو كانت دائما مرتبطة بخطاب تواصلي . فهذا التواصل يظل دائما بالنسبة لهوسرل سطحيا . إن العبارة تجد أصلها خارج فعل التواصل وبنية الإشارات ، خارج العالم ، في عالم المثال والمونولوج . إن الفينومينولوجيا الترنسندنتالية لا تسمح بتبادل الكلام ، لأنها تفهم التواصل كفعل سطحي ، إن أصالتها تتحقق دائما في غياب الآخرين ، في غياب الاختلاف ، في الحياة المنعزلة للروح .

    العبارة في نظر هوسرل " تجسيد " . إنها تعبر عن معنى موجود قبلا بالوعي . وقد نفهم العبارة كمظهر أو تجسيد لمعنى داخلي . التجسيد أو المظهر أو الخارج ليس طبيعة ولكنه معنى ، إنه صوت الذات المتكلمة . إن بنية الخطاب لدى هوسرل هي مثالية . دال مثالي ، لا يقبل التغير ومدلول مثالي . مثالية لا تعني أكثر من إمكانية دائمة لإنتاج الذات كحضور . الوجود حسب هوسرل وكما بين ذلك دريدا هو تكرار أو عملية استحضار . وهذا التصور يفسر في رأيي هرمية ونهائية النظام الهوسرلياني . إذ أنه نظام لا يكتفي فقط برفض التواصل ، ولكنه يدفن الوجود في أصل معين ويختزله بمكان محدد . يقول دريدا : " للتطور التاريخي حسب هوسرل دائما شكلا أساسيا ، وهو تكوين المثالية ، بحيث أن تكرارها وإذن التقليد يتم الحفاظ عليه للأبد : التكرار والتقليد ، يعني النقل وتجديد الأصل . وهذا التحديد للوجود كمثالية هو تقدير أو فعل أخلاقي - نظري يؤبد الحكم الأصلي لفلسفة في شكلها الأفلاطوني . " (13) .

    الصوت هو تعبير عن هذا الحضور ، عن هذا الشكل الأفلاطوني . ويتساءل دريدا لماذا يعتبر الصوت الأكثر مثالية من بين العلامات ؟ من أين يأتي هذا التواطئ بين الصوت والمثالية ؟ . إن هذا هو السؤال النواة لهذا الكتاب . وعبر طرح هذا السؤال يحاول دريدا تفكيك العلاقة بين المركزية الصوتية والمركزية العقلية . إن دريدا يحاول توضيح أن العلاقة بين الصوت والوعي هي علاقة داخلية . إن الصوت يظل سجين الأنا . لا مكان للآخر ، لا مكان للعالم . فنفس الدال ومعنى المدلول هما نفس الشيء ، الواحد ، المثيل ، الأنا ، الآن هنا . في الوقت الذي أتكلم فيه ، أسمع ما أقول ، أحقق نفسي كحضور، كنفس وروح ، أحصن حياتي . وقد أشار دريدا في كتابه e la grammatologie إلى أن تاريخ الميتافيزيقا ، ليس فقط من أفلاطون حتى هيغل ، ولكن أيضا من ما قبل السقراطيين وحتى هايدغر ، اعتبر دائما العقل كأصل للحقيقة . وهذه الميتافيزيقا نظرت إلى الكتابة دائما كشيء ثانوي وتقني ، يقع خارج الحقيقة . الصوت بعكس الكتابة هو مكون من مكونات هذا الاقتصاد الميتافيزيقي ، إنه دال لا ينتمي إلى عالم التجربة ، إنه الوعي ذاته . إن الكتابة لا تملك معنى ولا تأثيرا ، إنه بالامكان الاستغناء عنها . إن الميتافيزيقا لا تحتاج إلى جسد ، نرجسية هي ، نوع من الإصغاء للذات . الصوت والوجود يدخلان في علاقة تقارب . إن الصوت وكما قال هيغل ، ينحدر من الروح .

    إن الكتابة في هذه النظرة الميتافيزيقية اللاهوتية ، ليست أكثر من وسيط . إنها لا تتضمن حقيقة ، إرادة قول ، إنها تجسيد . إن دريدا يوضح بأن مفهوم القصدية سجين ميتافيزيقا إرادية .. إن إرادة القول هي تعبير عن الحضور ، و كل ما هو خارج الإرادة أو الذات هو بلا معنى ، مثل اللغة والجسد والطبيعة . فالثنائية جسد/عقل تلعب دورا أساسيا في نظرية المعنى الهوسرليانية . العقل إرادة ومعنى ، ولكن الجسد مجرد من كل معنى ، موت . إن دريدا يفهم الفينومينولوجيا كاختزال إلى المونولوج . إنه يقول : " في الحياة الروحية الوحيدة لا نحتاج إلى كلمات واقعية ولكن فقط إلى كلمات متخيلة " (14) .

    إن العلامة في الفلسفة الكلاسية كما في علم اللغة نوع من الملحق أو المساعد ، لا علاقة لها بالحقيقة ، إذ أنه يمكن الإستغناء عنها حين الحديث عن الحقيقة . إن العلامة أو اللغة هي مجرد انعكاس للحقيقة المثالية ، التي تتأسس خارج العالم . إن العلامة أو اللغة ليس لها معنى ، لأن وجودها في العالم يتحقق كجسد . وهذا الفهم للعلامة يقود هوسرل إلى تحقير التواصل ، إن الآخر يمثل خطرا بالنسبة لهوسرل ، إنه تنسيب للمعنى الأصلي . الآخر كعلامة أو كتابة أو إنسان أو طبيعة يظل دائما في فلسفة هوسرل ثانويا ، إنه نوع من الحشو ...

    ويمكننا أن نلخص مشروع ما بعد الحداثة في ثلاثة كلمات مفاتيح : موت الإنسان والتاريخ والميتافيزيقا . وهذا يعني رفض كل المفاهيم الجوهرانية والترنسندنتالية للطبيعة البشرية . رفض للوحدة والانسجام والكليانية واحتفاء بالتشظي والفردية والاختلاف .

    هوامش:
    * رشيد بوطيب : كاتب من المغرب ، مقيم بألمانيا
    (Hegel „Grundlinien der Philosophie des Rechts“ Reclam S.56 (1
    (Garaudy, Roger „La pensée de Hegel“ Bordas 1966,p.13 (2
    (Flechtheim „Hegels Strafrechtstheorie“, Dunker 1966 S.16 (3
    (4) Bürger, Peter „Ursprung des postmodernen Denkens“ Velbrück Wisseenschaft 2000
    Nietzsche, Friedrich „Ecce homo“ dtv S.258 (5)
    (6) جورج لوكاتش "نظرية الرواية" ترجمة الحسين سحبان، منشورات التل، الرباط 1988
    (7) ميخائيل باختين "الخطاب الروائي" ت: محمد برادة، دار الأمان.
    (Derrida, Jaques „La voix et le phénomène“ PUF 1967 (8
    (Wetz, Franz Josef „Edmund Husserl“ campus S.57 (9
    (10)Lagemann und Gloy „Dem Zeichen auf der Spur“ Fachverlag 1988. S.71
    (11) الوصت و الظاهرة، ص.6
    (12) نفس المرجع، ص.59
    (13) نفس المرجع، ص.23
    (14) نفس المرجع، ص.4
    7
                  

العنوان الكاتب Date
وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 02:45 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:20 PM
    Re: وداعا جاك دريدا سجيمان10-09-04, 03:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:23 PM
  Re: وداعا جاك دريدا Nagat Mohamed Ali10-09-04, 03:48 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:49 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:04 PM
    Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:39 AM
      Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:50 AM
        Re: وداعا جاك دريدا AttaAli10-10-04, 07:14 AM
          Re: وداعا جاك دريدا Sinnary10-10-04, 08:27 AM
        Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 10:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:44 PM
  صبحي حديدي:بين جاك دريدا وتفكيك الزرقاوي osama elkhawad10-11-04, 03:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:53 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:56 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:01 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:03 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:06 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:07 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:10 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:19 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:27 PM
    Re: وداعا جاك دريدا Abomihyar10-11-04, 04:33 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:37 PM
  جاك دريدا:الدين في عالمنا osama elkhawad10-11-04, 04:40 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:03 PM
  وداعا جاك دريدا ومفهوم "المغفرة" osama elkhawad10-11-04, 05:08 PM
  نظريات التلقي وتحليل الخطاب ومابعد الحداثة osama elkhawad10-11-04, 05:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:07 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:09 AM
  محاولة لمقاربة ابن عربي في ضوء ما بعد الحداثة osama elkhawad10-12-04, 09:16 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:28 AM
    Re: وداعا جاك دريدا malamih10-12-04, 11:18 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-13-04, 08:12 AM
    Re: وداعا جاك دريدا Safa Fagiri10-13-04, 08:53 AM
  وجهة نظر اسلامية حول المعرفة في سياق الحداثة osama elkhawad10-13-04, 10:52 AM
  وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" osama elkhawad10-13-04, 10:58 AM
    Re: وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" تراث10-13-04, 01:29 PM
  عن هابرماس بالعربية osama elkhawad10-13-04, 05:42 PM
  من الحداثة وخطابها السياسي لهابرماس-تحدي الاصولية osama elkhawad10-13-04, 05:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 05:58 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:00 AM
  هابرماس ومفهوم التواصل osama elkhawad10-14-04, 06:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:17 AM
  هابرماس وبوش osama elkhawad10-14-04, 06:20 AM
  Re: وداعا جاك دريدا Yasir Elsharif10-14-04, 06:29 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:38 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:43 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:45 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:48 AM
  محاضرة لهايدجر osama elkhawad10-14-04, 07:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا abdalla BABIKER10-14-04, 08:10 AM
  رمضان كريم يا عبدالله osama elkhawad10-14-04, 12:00 PM
  مقالة كانط حول الانوار osama elkhawad10-14-04, 12:04 PM
  فوكو يقارب سؤال "ما هي الأنوار" osama elkhawad10-14-04, 12:08 PM
  هايدجر والاختلاف osama elkhawad10-14-04, 12:21 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:38 PM
  هابرماس يجيب عن سؤال "ما هو الارهاب؟" osama elkhawad10-14-04, 12:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:56 PM
  اكاديمي عربي يحكي عن علاقته بأفكار دريدا osama elkhawad10-14-04, 01:02 PM
  دريدا ونقد الميتافيزيقا الغربية osama elkhawad10-14-04, 01:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 03:16 PM
  حقل فوكو "الجزء الاول" osama elkhawad10-14-04, 03:20 PM
  حقل فوكو "الجزء الثاني" osama elkhawad10-14-04, 03:49 PM
  عرض للكتاب الذي سرق منه "الفيا" osama elkhawad10-14-04, 03:58 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 10:55 PM
  المسرح العربي بين الحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 08:36 AM
  الحداثة المنقوصة لهشام جعيط osama elkhawad10-15-04, 08:39 AM
  الحداثة والأزمنة العربية الحديثة osama elkhawad10-15-04, 08:42 AM
  الخلط بين الحداثة و التجدد osama elkhawad10-15-04, 08:46 AM
  رأي اسلامي:الحداثة باعتبارها فتنة وباطلا osama elkhawad10-15-04, 08:53 AM
  حوار مع المغربي بلقريز يتحدث فيه عن الحداثة والتحديث osama elkhawad10-15-04, 08:58 AM
  اعلان موت الحداثة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ osama elkhawad10-15-04, 09:05 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية..(1) osama elkhawad10-15-04, 09:10 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية...(2 osama elkhawad10-15-04, 09:13 AM
  الحداثة والتباين والغربنة osama elkhawad10-15-04, 02:11 PM
  تناقضات الحداثة العربية و تعريفاتها المختلفة osama elkhawad10-15-04, 02:16 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-15-04, 04:59 PM
  رأي اسلامي:سقوط الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:12 PM
  رأي اسلامي حول الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:31 PM
  في نقد الحداثة الكومبرادورية- محسين الدموس (*) osama elkhawad10-15-04, 05:41 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الأول osama elkhawad10-15-04, 05:53 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثاني osama elkhawad10-15-04, 05:59 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثالث osama elkhawad10-15-04, 06:09 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّاالجزء الرابع والأخير osama elkhawad10-15-04, 06:15 PM
  رأي اسلامي يرفض العولمة ويربطها بالحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 06:23 PM
  الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة osama elkhawad10-15-04, 07:57 PM
  صبيانية الحداثة وعبثها وربطها بالفساد والجنس والمخدرات osama elkhawad10-15-04, 08:04 PM
  راي حول وجود نماذج للحداثة غير النموذج الغربي osama elkhawad10-15-04, 08:20 PM
  رؤية توفيقية للعلاقة بين الاسلام والحداثةمن كاتب ايراني osama elkhawad10-15-04, 08:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de