وداعا جاك دريدا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2004, 10:57 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع الناقد السعودي عبد الله الغذامي (Re: osama elkhawad)

    المفكر والناقد السعودي الدكتور عبد الله الغذامي : نحن بحاجة الى النقد الثقافي أكثر من النقد الأدبي

    ثنائية المديح والهجاء انسحبت على الخطاب الثقافي

    المثقف الناقد صديق المؤسسة الذي يبين لها أخطاءها

    دمشق ـ من وحيد تاجا : الباحث والناقد الدكتور عبد الله الغذامي من اهم النقاد في الجزيرة العربية واحد اهم النقاد العرب الذين يملكون مشروعا ثقافيا متكاملا .

    يعمل حاليا استاذ النظرية والنقد في جامعة الملك سعود في الرياض .

    نشر العديد من الكتب اهمها: الخطيئة والتفكير من البنيوية الى التشريحية 1985 وتشريح النص 1987

    والموقف من الحداثة 1987

    والكتابة ضد الكتابة 1991

    وثقافة الاسئلة : مقالات في النقد والنظرية 1992

    والقصيدة والنص المضاد 1994

    المشاكلة والاختلاف 1994

    والمرأة واللغة 1997

    وثقافة الوهم : مقاربات من المرأة واللغة والجسد 1998

    وتأنيث القصيدة والقارئ المختلف 1999

    والنقد الثقافي 2000 .

    معه كان هذا الحوار الذي طرح العديد من التساؤلات بينها

    النقد الثقافي بديلا عن النقد الادبي ؟

    والخطاب الثقافي السائد ؟

    والحداثة والمثقف العربي ؟

    وثنائية المثقف والسياسي ..المثقف والسلطة .. المثقف والمتلقي ؟

    والتطبيع والجدل بين المثقفين ؟

    هذه النقاط شكلت اهم المحاور في لقائنا مع المفكر والناقد عبد الله الغذامي.

    اليكم نص اللقاء :

    أشرت في كتابك (النقد الثقافي) إلى ضرورة توسيع دائرة النقد الأدبي ليصبح نقداً ثقافياً لا نقداً أدبياً فقط , هل يمكن إيضاح هذه النقطة ؟

    إن توسيع دائرة النقد لتشمل كل ما هو ثقافي وروحي وحياتي هو أكثر ما يقلقني , وذلك يعود إلى أن جملة من الإنكسارات الذاتية ترسبت في ذواتنا وواقعنا , صار لابد من محوها عبر قناة النقد الثقافي الذي يشمل وجوهاً عديدة من الحياة وليس الأدب فقط .

    إنني أحس أننا بحاجة إلى النقد الثقافي أكثر من النقد الأدبي , ولكن انطلاقاً من النقد الأدبي لأن فعالية النقد الأدبي جربت وصار لها حضور في مشهدنا الثقافي والأدبي وقد توصلنا إلى أن الكثير من أدوات النقد الأدبي صالحة للعمل في مجال النقد الثقافي بل أستطيع أن أؤكد بأننا ومنذ عصر النهضة العربية وحتى يومنا الراهن ما من شيء جرب واختبر ثقافياً مثل النقد الأدبي , ولهذا أدعو إلى العمل على فعالية النقد الثقافي انطلاقاً من النقد الأدبي وعبر أدواته التي حازت على ثقتنا بعدما أخضعناها للمعايير المعروفة عالمياً ولا شك بأنه بات للنقد الأدبي في بلادنا العربية من الحضور والسمعة ما يؤكد على أهميته في حياتنا الثقافية والأدبية , وأن المشكلات أو الملاحظات التي تسجل على النقد الأدبي لا تتوجه نحو الأدوات أو الضرورات , وإنما تتوجه إلى الغايات والمقاصد وطرائق العمل في مجالات النقد والتي تؤدي أحياناً أو أغلب الأحيان إلى ما نسميه بالتحيز والمحاباة أو الاقتصار على أمر من الأمور كالجانب التنظيري وحسب .

    : ماهي التساؤلات المفترض ان يجيب عليها النقد الثقافي ؟

    أن الثقافة العربية سجل ضخم جداً , سجل متنوع الوجوه والأشكال والتكوينات , والسؤال الذي يطرح نفسه هل نستطيع داخل هذا السجل الضخم أن نقرأ بعض أنساقه على أنها نص واحد طويل الأمد يتشكل على مدى قرون ويحمل سمات أساسية وجوهرية .. دور هذه السمات قد يكون ايجابيا و قد يكون سلبيا , وبالتالي هل باستطاعتنا أن نتعرف على عيوبنا الحضارية وعلى اسباب عدم قدرتنا على تحقيق النهضة العربية حتى الآن ؟؟ هل هي أسباب سياسية ؟ ام تاريخية راهنة ؟ أم أن هناك إشكاليات قديمة مستمرة تفرز هذه العوائق دون أن نعيها ؟ لماذا نحن كجمهور وكأمة لسنا منتجي أفكار عملية , لا يعني هذا أنه ليس عندنا أفكار, عندنا زخم من الأفكار, لكن لما هذا الزخم الضخم من الأفكار لا يتحول إلى برامج عمل ؟! , هذه أسئلة اعتقد أننا نجد اجابتها عبر قراءة الثقافة نفسها لان الثقافة تبرمجنا وعبر هذه برمجة يجد الإنسان نفسه منساقاً أحياناً إلى تصرفات لا يعلم لماذا قام بها , أذكر من الاحداث التي صدمتني بشدة عندما اجريت لقاءات مع قادة الحرب اللبنانية ولم يستطع أحد أن يعقلن ما كان يفعله في السابق , أي أثناء الحرب الأهلية , كل منهم يقول أنه كان خارج عن عقله .. خارج عن قدرته على التفكير.. قدرته على التبصر بما يعمل , كانت مجريات الحرب الأهلية تقودهم بشرطها هي لا بشروطهم هم مما يعني أن هناك عيوبا نسقية خفية متشكلة في ألافراد تجعلهم يتخذون قرارات إذا عادوا لوعيهم يرونها غير صحيحة لكن بعد فوات الأوان .. والسؤال ما الشيء اللا واعي في الثقافة الذي يدير كينوناتنا, الثقافة تشبه علم الوراثة الجينات حيث نجد هناك جينات ثقافية تنغرس في تكويننا .

    مجمل هذه التساؤلات تقتضي مشروع نقد ثقافي لكي نرى ثقافتنا على حقيقتها .. نرى الجمالي والمثالي فيها .. كما نرى القبيح المعيب , نرى لماذا اللاإنساني ينتصر على الإنساني دائماً ؟ عندنا المشوه ينتصر على الجميل لماذا ؟ ثقافتنا لا ينقصها جماليات ولا ينقصها مثل ولا قيم إذاً لما هذه القيم لا تقود واقعنا ؟ يجب أن نطرح هذا السؤال بقوة , وباعتقادي ان السبب يعود لوجود نسق نقيض دائماً ينقض مثل ما حدث في ورقة الليل , ان خطاب الحب خطاب راق لكن هناك شيئا ينقض هذا الخطاب باستمرار ..يفككه ويجعله غير صالح ..غير منتج ..غير إيجابي.. وغير مثمر, لا بد ان نكشف هذه العيوب .. عيوب الأنساق الثقافية ولايتسنى هذا إلا عبر مقولة النقد الثقافي وليس عبر النقد الأدبي الذي مارسناه لمدد طويلة جداً وكان يقف على جماليات النص وجماليات التذوق والاستقبال وروعة النص وما إليه ..هذا أمر مسلم به لكن هل بالنصوص أيضاً النصوص كمجموعة نصوص هل فيها عيوب نحن نستهلكها دون أن نعي هذا هو السؤال .

    ضمن هذه المقولة الجدلية هل يمكن القول انك توصلت الى اجابات .. ؟

    أسست الثقافة العربية خلال فترات طويلة على مفهوم الفحل في الشعر العربي , وقد انتقل هذا المفهوم من الشعر السياسي إلى علم الاجتماع ..إلى الفكر.. إلى الثقافة عامة فصار لدينا الفحل السياسي والفحل الاجتماعي والفحل الثقافي والفحل الإعلامي بمعنى ان المفهوم دخل كل أنساق الحياة .

    في الشعر نكبر الفحولة والقوة ..نكبر المبالغة ..نكبر الكذب الجميل..كما نكبر القيم المجازية ونكبر اللغة التي تقول الشعراء يقولون ما لا يفعلون , هذه سمات شعرية لو بقيت في الشعر فلا إشكال لكن عندما تنتقل الى مناحي الحياة المختلفة سوف تخلق اشكالات حتما , ان اللغة أهم شيء في حياة الإنسان فهي التي تصنعه وتصنع تفكيره.. وتصنع رؤيته للعالم ..تصنع موقفه في الوجود ..تصنع طريقة استقباله للعالم, فإذا سيطرعلى اللغة البعد المجازي ..اللا عملي واللا منطقي واللا عقلاني فمعناه أن هيئة استقبالنا للعالم اصبحت مجازية لا منطقية ولا عقلانية وتقوم على ذات فحولية وفي هذه الحالة يظل إنتاج هذه الصيغ المغلوطة باستمرار, وبالتالي يجب أن نكشف هذه الذات الفحولية المتجعرفة لكي نعرف أنها علة ويجب أن نتخلص منها و ان نخرج إلى شخصيات حوارية قادرة على أن تقوم بقيم العمل بدلاً من قيم المجاز , أن تجعل اللغة نفسها لغة قول حقيقي.. نحن نقول منذ خمسين سنة ان فلسطين عربية , وهذه جملة لغوية لم تتحول إلى حقيقية تاريخية ولا حقيقة عملية لأنها ظلت كأنها مجاز لغوي , ولكن لابد أن تكون هناك برنامج عمل ..برنامج تخطيط واستراتيجية ..وبرنامج تحقق هذا الذي أقوله.

    إذا حاولنا أن ننتقل إلى مسألة الحوار الثقافي السائد الآن كيف تقيم هذا الخطاب ضمن هذا المفهوم ؟ .

    لا أريد أن أتجنى على خطاب ثقافي لأمة كاملة , خاصة الخطاب السائد , وأقول أن كله معيب وليس فيه اجتهادات هامة وقوية وراقية جداً , لكن لابد من القول ان هذا الخطاب يعاني من المشاكل أحياناً , كثيراً ما نجد بعض المثقفين الذين وصلوا على مرحلة متقدمة و صاروا رموزا الا اننا نجدهم يقومون على فكرة إلغاء الآخر باستمرار.. فكرة الأنا الطاغية ..فكرة أنه الوحيد سواء بشخصه أو بأفكاره ولا يحتمل أبداً الذوات الأخرى أو الأفكار الأخرى , كل الصيغ الفكرية التي تطرح كحلول لمشاكل الأمة تأتي دائما على مراحل كل مرحلة تحمل صيغة واحدة لا تتآلف مع الصيغة الأخرى, وهذه الصيغة تأتي بعدها صيغة تلغيها إلغاءً تاماً .. وتصنع صيغة أخرى بدلاً عنها ثم تأتي صيغة ثالثة ورابعة .. يعني لو استعرضنا العقود السبعة الماضية نجد كل عقد يطرح صيغة لكن يطرحها وكأنها الحل الوحيد الذي لا حل سواه ملغياً الحلول السابقة ويؤهل نفسه لكي يكون ملغياً من حل يأتي بعده , لكن لم نجرب ان نتعامل مع الصيغ باعتبارها كلها إمكانيات اجتهادية يمكن أن توصلنا إلى نوع من الخطاب التحضري , لذلك تجد عندما تقرأ لكثير من المثقفين الكبار انهم أحاديون لأن الفحل الشعري نفسه يتكرر وتجد ثنائية المديح والهجاء , وهذا الامر انسحب على الخطاب الثقافي السائد نفسه , فاذا كان الشاعر يعتمد على صيغة المدح والهجاء لتحقيق مآربه نجد أيضاً المثقف يستخدم صيغة المدح والهجاء بلغة مختلفة لكن هي الصيغة ذاتها , يعني لو نأخذ الخطاب الإعلامي مثلاً بين دولتين عربيتين في حالة الوفاق نجده خطابا مسالما مدائحيا , وعندما يحصل خلاف ما بين هاتين الدولتين اقرأ عندها خطاب كل واحدة عن الأخرى , وما يلبث أن يعود مرة أخرى ويتحسن وكأن شيئا لم يكن, يعني نفس صيغة الهجاء والمديح القديمة تستمر وتتآكل وتأكل بعضها بعضا .

    التأثير السياسي على الثقافي ضمن هذا الخطاب كيف تنظر له ؟

    من المعروف ان الشعر يعتمد عادة على الجملة البليغة اللحظية وليس على الفلسفة الكلية, يعتمد على الجملة المسكتة .. الجملة القوية القاطعة, فهو آني ومرحلي , كذلك تجد ان استجابة المثقف للسياسي استجابة آنية ومرحلية وليست استجابة استراتيجية , ناحية أخرى أنا أقول أن السياسي هو ضحية للثقافة وهو ناتج ثقافي لأن أي إنسان سياسي أو أي فكر سياسي هو منتج ثقافي تراكم عبر سنين وولد أنواعا من الشخوص وأنواعا من الأفكار , فبالتالي لكي نعرف العلة السياسية لا بد أن نبدأ بمعرفة العلة الثقافية لأنها هي الأصل .

    بناء على ماذهبت اليه ما هي أولويات المثقف الآن ؟

    أنا أؤمن إيمانا شديدا بفكرة المثقف الناقد , لذلك الأولوية هي لبعث الحس النقدي.. نقد الذات ونقد الثقافة ونقد المجتمع ونقد المؤسسة ,لا بمعنى محاربتها وإيذائها والتصادم معها لذات التصادم وإحراجها أو القضاء عليها , المثقف الناقد هو بالحقيقة صديق للمؤسسة لكنها صداقة من نوع مختلف صداقة من يحاول ان يربي المؤسسة تربية إيجابية عملية تعي أخطائها ولا يعميها عن هذه الأخطاء, الذي يعميها عن هذه الأخطاء أعتبره مثقفاً متآمراً لأنه يجعل المؤسسة لا تعي بأخطائها فبالتالي يقضي عليها , اما المثقف الناقد فهو صديق المؤسسة الحقيقي لأنه يبين لها الأخطاء التي ترتكب ويدفع بها إلى معالجة هذه الأخطاء .

    وكيف ترى ثنائية العلاقة بين المثقف والمتلقي ؟

    المثقف يستطيع أن يكون مثقفاً حقيقياً إذا صار نموذجاً راقيا و ليس نموذجاً انتهازياً أو ابتزازياً , إذا قدم المثقف نفسه كنموذج راق , وهذه قد تكلفه ثمنا باهضا يمكن ان يدفع حياته وراحته أو يدفع قوت يومه من اجلها لانها نوع من النضال, فلا يمكن للجمهور العريض الذي يستقبل الثقافة ان يستقبل ثقافة صحيحة إلا إذا خرجت من نماذج عالية يعني نموذج المثقف الناقد كما سميته المثقف الذي يعمل من أجل تكوين ذهنية ذات وعي ايجابي نقدي أيضاً بحيث أن الجمهور نفسه يمتلك هذه الذهنية النقدية , لقد اعتدنا على نموذج المثقف كمؤلف فتقرأ الكتاب لكي تأتيك الطبخة جاهزة وتصبح مجرد تلميذ على هذا الكتاب , لكن ليس أمامنا المؤلف الذي يجعل القارئ ناقداً للمؤلف نفسه , إذا توفر لدينا هذا المثقف الذي يستنبت روحاً نقدية في القارئ لكي ينتقد المثقف نفسه ليس من خلال الكتاب فقط , فالمثقف نفسه وهو ينتقد المؤسسة أيضاً يتعرض إلى نقد من جمهور يستقبله وجمهور يتدرب على نقد المثقف لأن هو نفسه يعطي الجمهور أدوات لنقده ولنقد أطروحته , وإن لم يحدث هذا فنحن دائماً نقدم إذاً طبخات جاهزة تستهلك لظرفيتها ولا يعود لها أي مفعول .

    هناك الآن شرخ بين المثقف بشكله الحالي والمتلقي , ألا يعتبر هذا الابتعاد نوع من النقد برأيك ؟

    أنا لا أعتبر هذا نقدا بل أعتبره رفضا و خيبة أمل , الجمهور أصبح يشعر بخيبة أمل من مثقفيه يعني لم يعد يجد عندهم الشيء الذي يريده ويحتاجه , اذا لاحظنا مثلاً معارض الكتب نرى أن هناك بعض الكتب التي تباع بشكل كبير جداً , ونرى أن هناك مؤلفين أو محاضرين أو متحدثين يقبل الناس عليهم اكثر من غيرهم , بالتالي فالإقبال والاستقبال موجود لكن له نوعيته الخاصة , هل يستطيع المثقف الذي يحمل رسالة حقيقية للامة وللثقافة أن يعرف الرسالة التي توصله للناس ..لا يتعالى عليهم لا يبتعد عن الخطابات التي تمسهم مباشرة وإنما يدخل بهذه الآلية التي نحن بحاجة اليها للدخول إلى الجماهير, وباعتقادي ان زمن المثقف النخبوي قد زال الآن والمرحلة التي نعيش فيها أكبر وأخطر من أن يكون المثقف نخبوياً, لا بد أن ينزل المثقف إلى الشارع وإلى الناس لا بمعنى أن يتنازل عن أفكاره وطروحاته وعن المستوى الراقي للمعرفة , لكن بمعنى أن يعرف كيف يستخدم الوسيلة الموصلة , زمننا هو عصر الوسائل, فالمثقف يجب أن يتقن استخدام هذه الوسائل ..يتقن كيف يصل للناس إذا كانوا هم عاجزون عن الوصول إليه فعليه هو أن يصل إليهم ,وهذا نوع من الإبداع الراقي جداً كيف تصل إلى الآخرين هذه مسالة دقيقة وحساسة جداً لكن الذي يتقنها فعلاً هو الذي يصل للناس أما الذي لا يدخل في هذا الإطار أو لا يتقنه فيظل بعيداً عن الناس وسيظل الناس يرفضونه .

    كيف ترى طبيعة العلاقة مع الغرب ولاسيما على اثر احداث سبتمبر في اميركا ؟

    علاقة الانسان العربي عموماً مع الغرب هي علاقة ذات وجهين : علاقة كراهية من ناحية وعلاقة حب من ناحية اخرى , نحن نكره سياسات الغرب وتحيزه ,لكننا نحب ثقافة الغرب وفكره , علاقتنا مع الغرب اذا علاقة مضطربة فهو عندما ابتعد عنا كمستعمر ظل معتدياً علينا سياسياً وفي الوقت ذاته هو مصدر علم ومصدر ثقافة , صورة الغرب عندنا مزدوجة تجمع بين الحب والكراهية في آن واحد ، تحب ثقافته وحضارته وتكره سياسته وانحيازاته .

    هل ترى أن المثقف العربي استطاع أن يستوعب مفهوم الحداثة فعلاً وينتهي من إشكالياتها ؟

    حداثة الوسائل محسومة تماماً , لا يوجد عربي يتردد أمام الوسائل الحديثة فهو يستخدمها كلها, لكن حداثة الأفكار هي التي تشكل نوع من المعضلة , وأبرر فعلا تخوفات الناس لأن عندها قضايا وإشكاليات ضخمة ..عندها مشكلة وطنية وعندها مشكلة اقتصادية وعندها مشكلة فلسطين و مشكلة مصير وحضارة ولهذا تراهم يشعرون في بعض الأحيان ان الحداثة الغربية تسهم في الجناية عليهم , و لن تحل هذه المشكلة إلا بموجود حداثيين عرب يصنعون نمط من الحداثة التي تخدم نهضتنا ولا تستفز ثوابتنا الأساسية , عندنا ثوابت لا يمكن التخلي عنها على الإطلاق وإلا انسلخنا عن هويتنا الوجودية , هل نستطيع أن نقيم هذه المؤاخاة الحضارية الثقافية بين استنارة فكرية حداثية شجاعة وجريئة وقوية ومنتجة وبين التثبت من وجودنا الأساسي ثوابتنا التي نرتكز عليها , هل نستطيع أن نحرك ثوابتنا تحريكاً عصرياً بحيث تكون ثوابت عصرية وليست ثوابت تنتمي إلى الماضي فقط , ما لم نحل هذه المشكلة سنظل في هذه الدوامة التي لا تفضي بنا إلى شئ .

    - : كيف تنظرون الى مايطرح حول مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني .. حيث يرى البعض ان هذه المسألة وجدت اصلا لخلق شرخ بين المثقفين العرب انفسهم من جهة وبينهم وبين جماهيرهم من جهة ثانية ؟

    : بالطبع لابد ان يحدث هذا الشرخ على الصعيدين لان القضية المطروحة اصلا غير طبيعية وغير مكتملة الشروط ومصطلح التطبيع بحد ذاته غير صحيح فكريا قبل ان يكون مرفوضا سياسيا ووطنيا ونضاليا .

    انت لاتستطيع ان تطبع مع انسان اذا كان هذا الانسان نفسه غير طبيعي , والمشكلة ان التطبيع المفروض علينا هو تطبيع مع كيان هو اصلا غير طبيعي ولايريد ان يكون طبيعيا , فاسرائيل تصر على ان تكون لاطبيعية .. ولو جربت ان تكون كذلك يمكن عندها ان يقابلها تطبيع عربي , ولكن طالما ان اسرائيل غير طبيعية في نشأتها وغير طبيعية في استمرارها فالمعادلة اصلا غير صحيحة , لان اسرائيل غير قادرة من داخل ذاتها ان تتأقلم مع المنطقة وان تكون جزءا منها , وطالما هي رافضة لهذا فكيف اطبع معها .

    ان معضلة الكيان الصهيوني ليست منا وليست فينا بل في داخله هو .. الصهاينة يشعرون حقيقة انهم لاينتمون الى هذه المنطقة ..لا الى لغتها .. ولا الى دياناتها .. ولا الى ثقافاتها ولا الى شروطها الاقتصادية او الجغرافية .. كل هذه الشروط ليست مقبولة اصلا عند الانسان الاسرائيلي , اذا كيف سيكون طبيعيا وكيف سأكون طبيعيا معه ؟! .

    ولذلك فان سبب الشرخ بين المثقفين العرب الذين يقولون بالتطبيع او لا تطبيع انهم يتعاملون مع شئ هو اصلا لاشئ , وكأنك تطلب من شخص ان يكون سوبرمان في حين ان شروطه لاتؤهله ان يكون سوبرمان فهما فعل لن يصبح ماطلبت .. فالكيان الصهيوني يشعر انه كيان غير طبيعي ولسنا نحن الذين نقول عنه ذلك فهو يشعر بهذا تماما ولديه عقدة سيكولوجية اكثر مماهي عسكرية , ومن هنا فان اخطر موضوع بالنسبة له عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم لانه يدرك تماما ان في هذا نهايته .. ولو كان طبيعيا لما تأثر الى هذا الحد .. ومن هنا نراهم يجهضون أي مبادرة سلام عربية ولايستجيبون لها لانهم غير قادرين على ان يكونوا طبيعيين رغم كل المساعدات الاميركية لهم , ولكن كل هذه عوامل وهناك شئ اخطر بكثير وهذا هو الذي سيدفعهم للرحيل عن ارضنا في النهاية .

    انا اؤمن تماما ان فلسطين في النهاية لنا .. ولكن متى تعود فعلا فهذا غير مهم نسبيا فالزمن له لغته الخاصة , وهذا لايعني ان لانناضل الآن ونتركها للزمن وللتاريخ .
                  

العنوان الكاتب Date
وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 02:45 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:20 PM
    Re: وداعا جاك دريدا سجيمان10-09-04, 03:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:23 PM
  Re: وداعا جاك دريدا Nagat Mohamed Ali10-09-04, 03:48 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:49 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:04 PM
    Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:39 AM
      Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:50 AM
        Re: وداعا جاك دريدا AttaAli10-10-04, 07:14 AM
          Re: وداعا جاك دريدا Sinnary10-10-04, 08:27 AM
        Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 10:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:44 PM
  صبحي حديدي:بين جاك دريدا وتفكيك الزرقاوي osama elkhawad10-11-04, 03:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:53 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:56 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:01 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:03 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:06 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:07 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:10 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:19 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:27 PM
    Re: وداعا جاك دريدا Abomihyar10-11-04, 04:33 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:37 PM
  جاك دريدا:الدين في عالمنا osama elkhawad10-11-04, 04:40 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:03 PM
  وداعا جاك دريدا ومفهوم "المغفرة" osama elkhawad10-11-04, 05:08 PM
  نظريات التلقي وتحليل الخطاب ومابعد الحداثة osama elkhawad10-11-04, 05:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:07 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:09 AM
  محاولة لمقاربة ابن عربي في ضوء ما بعد الحداثة osama elkhawad10-12-04, 09:16 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:28 AM
    Re: وداعا جاك دريدا malamih10-12-04, 11:18 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-13-04, 08:12 AM
    Re: وداعا جاك دريدا Safa Fagiri10-13-04, 08:53 AM
  وجهة نظر اسلامية حول المعرفة في سياق الحداثة osama elkhawad10-13-04, 10:52 AM
  وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" osama elkhawad10-13-04, 10:58 AM
    Re: وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" تراث10-13-04, 01:29 PM
  عن هابرماس بالعربية osama elkhawad10-13-04, 05:42 PM
  من الحداثة وخطابها السياسي لهابرماس-تحدي الاصولية osama elkhawad10-13-04, 05:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 05:58 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:00 AM
  هابرماس ومفهوم التواصل osama elkhawad10-14-04, 06:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:17 AM
  هابرماس وبوش osama elkhawad10-14-04, 06:20 AM
  Re: وداعا جاك دريدا Yasir Elsharif10-14-04, 06:29 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:38 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:43 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:45 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:48 AM
  محاضرة لهايدجر osama elkhawad10-14-04, 07:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا abdalla BABIKER10-14-04, 08:10 AM
  رمضان كريم يا عبدالله osama elkhawad10-14-04, 12:00 PM
  مقالة كانط حول الانوار osama elkhawad10-14-04, 12:04 PM
  فوكو يقارب سؤال "ما هي الأنوار" osama elkhawad10-14-04, 12:08 PM
  هايدجر والاختلاف osama elkhawad10-14-04, 12:21 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:38 PM
  هابرماس يجيب عن سؤال "ما هو الارهاب؟" osama elkhawad10-14-04, 12:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:56 PM
  اكاديمي عربي يحكي عن علاقته بأفكار دريدا osama elkhawad10-14-04, 01:02 PM
  دريدا ونقد الميتافيزيقا الغربية osama elkhawad10-14-04, 01:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 03:16 PM
  حقل فوكو "الجزء الاول" osama elkhawad10-14-04, 03:20 PM
  حقل فوكو "الجزء الثاني" osama elkhawad10-14-04, 03:49 PM
  عرض للكتاب الذي سرق منه "الفيا" osama elkhawad10-14-04, 03:58 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 10:55 PM
  المسرح العربي بين الحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 08:36 AM
  الحداثة المنقوصة لهشام جعيط osama elkhawad10-15-04, 08:39 AM
  الحداثة والأزمنة العربية الحديثة osama elkhawad10-15-04, 08:42 AM
  الخلط بين الحداثة و التجدد osama elkhawad10-15-04, 08:46 AM
  رأي اسلامي:الحداثة باعتبارها فتنة وباطلا osama elkhawad10-15-04, 08:53 AM
  حوار مع المغربي بلقريز يتحدث فيه عن الحداثة والتحديث osama elkhawad10-15-04, 08:58 AM
  اعلان موت الحداثة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ osama elkhawad10-15-04, 09:05 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية..(1) osama elkhawad10-15-04, 09:10 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية...(2 osama elkhawad10-15-04, 09:13 AM
  الحداثة والتباين والغربنة osama elkhawad10-15-04, 02:11 PM
  تناقضات الحداثة العربية و تعريفاتها المختلفة osama elkhawad10-15-04, 02:16 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-15-04, 04:59 PM
  رأي اسلامي:سقوط الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:12 PM
  رأي اسلامي حول الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:31 PM
  في نقد الحداثة الكومبرادورية- محسين الدموس (*) osama elkhawad10-15-04, 05:41 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الأول osama elkhawad10-15-04, 05:53 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثاني osama elkhawad10-15-04, 05:59 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثالث osama elkhawad10-15-04, 06:09 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّاالجزء الرابع والأخير osama elkhawad10-15-04, 06:15 PM
  رأي اسلامي يرفض العولمة ويربطها بالحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 06:23 PM
  الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة osama elkhawad10-15-04, 07:57 PM
  صبيانية الحداثة وعبثها وربطها بالفساد والجنس والمخدرات osama elkhawad10-15-04, 08:04 PM
  راي حول وجود نماذج للحداثة غير النموذج الغربي osama elkhawad10-15-04, 08:20 PM
  رؤية توفيقية للعلاقة بين الاسلام والحداثةمن كاتب ايراني osama elkhawad10-15-04, 08:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de