كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " (Re: ابراهيم الكرسنى)
|
مشاهدات من زمن ما قبل الإنتفاضة شح وإنعدام إمدادت البترول كنت أعمل بالمؤسسة الفرعية للحفريات وهي مؤسسة تعني بإزالة الطمي من قنوات الري في كل من الجزيرة ,المناقل,الرهد,الخرطوم,دنقلا......الخ ونسبة لشح المواد البترولية آنذاك أضطررنا لإيقاف الكثير من الآليات العاملة بالمؤسسة مما ترتب على ذلك ضعف السعة التخزينية للقنوات وبالتالي تأثرت المساحات المروية فكانت من أسوأ المواسم الزراعية . كذلك من المعلوم بداهة مدى تأثير ندرة المواد البترولية على قطاع الكهرباء وتأثير ذلك أيضا على الصناعة وأصحاب المصانع. نقص المكون الأجنبي من النقد عدم توفر النقد الأجنبي أضر كثيرا بالمشاريع والمؤسسات التي تعتمد عليه في تمويل مشترياتها الخارجية من قطع الغيار.وهذا شمل الكثير من المؤسسات كالحفريات , الري, السكة حديد,الزراعة الآلية , الكهرباء والمصانع.والأخيرة تضررت كثيرا بالعاملين أعلاه .ولا أدري أن زعمنا بأن إنضمام الدكتور خليل عثمان الى الحركة الشعبية كان تتويجا ليأس رجال الأعمال من أي فائدة مرجوة من النظام ....!! التدهور السريع في قيمة العملة الوطنية. في 1978 وحسب توصيات صندوق النقد الدولي بدأ التخفيض الرسمي لسعر العملة الوطنية وكان القصد الرسمي من ذلك تشجيع الصادرات وكما قيل فهي كلمة حق أريد بها باطل وعلى ما أظن كان المقصود هو تمويل خزينة الدولة الخاوية للصرف على بنود المرتبات والتمويل الداخلي للأجهزة الأمنية .لكن بالمقابل إنفتح باب آخر ولجت منه ظاهرة جديدة هي ظاهرة تجار العملة. الإنفلات المتواصل لأسعار المواد التموينية في دولة فقيرة كالسودان كان لوزارة التجارة دورا كبيرا في حصر وضبط سريان السلع والأسعار.لكن بعد سياسة تحرير أسعار السلع التدريجي والتغيرات في أسعار العملة الوطنية أصبح للوزارة دورا مهما في إثراء شرائح مهمة مما أطلق عليه حينها "الرأسمالية الطفيلية". فهؤلاء أثروا فقط "لفهلوتهم" في معرفة متى وكيف يمكن تخزين أقوات الشعب كالسكر والقمح وخلافه وكلها سلع كانت مدعومة من قبل الدولة. إذن تجار العملة زائدا الرأسمالية الطفيلية أصبحا مع مرور الزمن ظاهرة لها قوتها وأداة ضغط سياسية في أيدي جماعات بعينها. بعد المصالحة الوطنية وقيام البنوك الإسلامية والتي كانت لا توظف أحدا إلا بتزكية من رموز الحركة المعروفين ,بدأت طبقة جديدة من الأثرياء تظهر على السطح.فإذا جاز لنا أن نقرأ ذلك مع التدهور الكبير الذي أصاب أغنياء الأمس نلاحظ كأننا إزاء ظاهرة طبيعية تفيد بوجوب ملئ الفراغ الذي تخلفه أي طبقة إجتماعية إذا ما أصابها الضعف.والإحلال في الطبقة الغنية يأتي دائما مقرونا بتغير في الزمر الحاكمة....!!! الهذا السبب كانت هنالك " إمكانية" للمصالحة الوطنية ..؟؟؟ ولا أدري ما هي الحكمة في أن تكون المصالحة الوطنية ( مع حزب الأمة, الإخوان ...) في نفس عام " إصلاحات" صندوق النقد الدولي....!!! أيهما مهد للآخر الطريق....؟؟. نحتاج للكثير من النقاش حول هذة النقطة. في تلك الفترة كنا نسمع بأن الإخوان " ...معهم المال والسودان يحتاج للمال لفك أزمته ...." إذن لماذا لا نفسح لهم المجال...الخ لكن السنين التي أعقبت المصالحة الوطنية أبانت خطل هذا الرأي.فالمال الذي تربى طفيليا لا يمكن أن يخاطر في العمليات الإنتاجية الغير مضمونة العواقب.بل بالعكس تماما تفاقمت الأوضاع الإقتصادية وأستفحلت الأزمة أكثر من زي قبل الأمر الذي دعا المشير في واحدة من تعقيباته على الميزانية الأخيرة أن يقول "..والله اللي كان بياكل ثلاثة وجبات عليهو يأكل وجبتين واللي كان بياكل وجبتين يأكل واحدة ...واللي بياكل وجبة واحدة يسف الدقيق ويشرب معاه بيبسي" منتهى اليأس والإفلاس....!!! واليآئس دائما يحتاج لشماعة لتعليق مبررات فشله عليها فأختار أن يتغدى بالإخوان قبل أن يتعشوا به.
(عدل بواسطة ابو خالد on 04-01-2007, 11:31 AM) (عدل بواسطة ابو خالد on 04-01-2007, 11:52 AM)
|
|
|
|
|
|
|
|
|