|
التفكير اللفظي
|
التفكير اللفظى اعتقد ان ما يمكن اعتباره احد افاتنا كسودانيين هو ما يمكن ان اسميه منهج التفكير اللفظى تاسيا بالشيخ جمال الدين الافغاني و الزي يعنى باختصار مفيد صياغة الواقع الموضوعى بالفاظ مجافية له و من ثم استنباط جمىع الادوات المعرفيه التي تتعامل مع هزا الواقع انطلاقا من منهج التفكير اللفظى و الزى سوف يقود بالضروره الى كوارث حقيقية تكون نتائجها مدمره لزلك الواقع في جميع مستوياته و مناحيه ساسوق ثلاثة ظواهر للتدليل علي ما ارمى اليه. استقيت الاولى و الثانيه من المرحلة الانتقالية التي اعقبت سقوط مايو والثالثه من مرحلة الانقاز الحالية. الظاهرة الاولي: الغاء قوانين سبتمكبر الغبراء. ربما يزكر الكثيرين منا الحملة الشرسه التي قادتها قوى الانتفاضة, و اخص منها نقابة المحامين, ضد قوانين سبتمبر الغبراء و اجماعها على ضرورة الغائها لتأمين مستقبل السودان الموحد الديموقراطى.و ربما يزكر الكثيرين منا كزلك كيف ان السيد الصادق المهدى كان من ابرز المتحمسين لهزه الفكره حتي انه جعلها احد اركان برنامحه الانتخابي و قال فيها قولته المشهوره"قوانين سبتمبر لا تساوى الحبر الزى كتبت به".و لكن سيادته,و بعد ان فاز بمنصب رئيس الوزراء,عاد و تنكر لهزا البرنامج و ظل يماطل في الغاء تلك القوانين الى ان اطيح به.انني لا اشك لحظة فى انسجام السيد الصادق مع نفسه حينما طرح موضوع الغاء قوانين سبتمبر الغبراء,و لكن للأسف كان انسجاما علي ما اسميه مستوى التفكير اللفظي الزي جاء مناقضا للتفكير الموضوعى, الزي نأمل ان يترسخ في ازهان الاجيال الحالية و القادمة من بنات و ابناء السودان,ان كان لهم من امل لتفادى الكوارث. الظاهرة الثانية:تتمثل هزه الظاهرة في "ميثاق الدفاع عن الديموقراطية" الزى وقعته جميع القوى السياسيه و بعض منظمات المجتمع المدني(الايحاد النسائي) ما عدي الجبهة الاسلامية القومية.ان قيام انقلاب الانقاز و نجاحه و استمراره لاكثر من اربعة عشر عاما يدل دلالة واضحة علي ان برامجنا قد بنيت علي ما اسميته بمنهج التفكير اللفظي الزي يعجز عن انتاج الاليات و الادوات المناسبه للتعامل مع الواقع كما هو وليس كما نحب ان نراه. الظاهرة الثالثة:تتمثل فى الجدل الدائر حاليا حول الوضع المستقبلى لعاصمة البلاد,هل هي ىلمانية,اسلامية,قومية,أدارية...الخ. يمكن اعتبار هزه الظاهرة بمثابة المثال الكلاسيكى للتفكير اللفظى.فانأخز مفهوما واحدا منها,و هو العلمانية, للتدليل علي زلك. يمكن اختصار تعريف مفهوم العلمانية عند المنافحين عنه بأنه لا يعني لهم سوي الزنا و شرب الخمر. هل يمكن لاي انسان متعه الله بالقليل من نعمة العقل ان يري العلاقة فيما بين الاثنين, ام انه مجرد فكر بائس حقا؟ ان اجراء اي دراسة علمية و موضوعية حول هزا الامر سوف توضح ان انتشار ظاهرتي البغاء و شرب الخمر قد ازدادتا بمتوالية هندسية في ظل عاصمة اسلامية! هل يعني هزا تشجيع المفهوم الاسلامي للزنا و شرب الخمر؟! ان الدفاع المستميت عن اسلامية العاصمة لا يعنى عندي سوى شئ واحد الا وهو التزام الفئة المنافحة عن هزا المفهوم بمنهج التافكير اللفظي كمعادل للتفكير الموضوعي الزي نأمل ان يشكل اساس استنباط البرامج التي يمكن من خلالها انقاز السودان مستقبلا.
|
|
|
|
|
|