كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: جلال الدين الرومي يغزو أميركا بروائعه الأدبية (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
* إنّي نهايتك
* أما قلتُ لا تذهبْ إلى هناك فإنّي الحبيبُ،
وأنّني نبعُ الحياة في سراب العدم؟
فلو هجرتَني لمائة ألف عام،
لا بدّ أن تكون عندي أخيرا لأنّي نهايتك.
أما قلتُ لا تبتهج بما تبديه لك الدنيا،
لأنّي صورة بهائك؟
أما قلت إنّي البحر وأنت فيه سمكة وحيدة،
ولا تذهبْ إلى اليابسة فإنّي يمُّ صفائك؟
أما قلتُ لا تقتربْ مثل الطيور من الفخّ،
تعال فإنّي قوة طيرانك وبأس جناحك؟
أما قلت إنّهم سيقطعون طريقك وسيطفئون نار فؤادك،
فإنّي نارك ولهيبك ودفء هوائك؟
أما قلت إنهم سيعكّرون ماء العيون،
وإنّك ستفقد دربَ النبع فإنّي ينبوع صفائك؟
***
لا تذهبي وحدك!
في خطى الغنج والدلال تسيرين، فلا تروحي وحدك !
يا حياة الأحبة في البستان لا تذهبي وحدك!
يا أسباب الأشياء لا تدخلي الروض وحدك!
أيتها الأفلاك لا تدوري بدوني،
ويا أيها القمر لا تشتعل وحدك!
فهذه الدنيا بك جميلة، وتلك الدنيا أيضا،
فلا تكوني في هذه بدوني،
ولا في الأخرى وحدك!
أيها الظاهر لا تظهر بدوني!
أيها اللسان لا تشْدُ وحدك!
أيها البصر لا تنظر بدوني!
ويا أيتها الروح لا تروحي وحدك!
الليل يتمرى في مرآة القمر نورا،
أنا الليل وأنتِ قمَري،
فلا تتحركي في السماء وحدك!
الأشواك نجت من النار بفضل الورد،
أنت ِالورد وأنا الشوك،
فلا تدخلي الروض وحدك!
أجسُّ خفقان رؤيتك لأحدّق في عيونك،
قفي ! انظري! ، أنا أنتظرُ، لا تذهبي وحدك،
أنت غريم الشاه، يا زهوا أنا نديمك،
وحين ترتفعين إلى سماء الديار،
فيا أيها الناطور لا تحرس الديار وحدك!
ويلٌ لمن يهيم في الدروب في غفلة من نورك،
أنتِ نور في الطريق، فيا أيها الدليل لا تتركني لوحدي!
أنتِ عند الناس العشقُ،
ولكنّي أسميك ربة الهيام،
أنتِ تَسْمينَ فوق أوهام الجميع، فل تتركيني لوحدي!
* (ترجمة: حميد كشكولي
عن الفارسية بتصرف)
|
|
|
|
|
|
|
|
|