من الدوحة ....الميرغني يدعو للوفاق الوطني الشامل .....ويدين عملية امدرمان(توجد صور)

Quote: بيان صحفي (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) الآية 286 سورة البقرة. كانت الأحداث التي تعرضت اليها مدينة أمدرمان في العاشر من مايو الجاري كفيلة بمراجعة مواقف سياسية كثيرة والتى لم تكن مفاجأة لأحد فقد نبهنا كثيراً من خطورة الأوضاع السياسية وإحتمالات تعرض البلاد الى مخاطر وصعوبات ما لم تتفق القوي السياسية السودانية على رؤية موحدة لتجاوز أزمة البلاد السياسية. أربعة عقود من الزمان قضيتها في حزب الحركة الوطنية هي حصيلة زادي وتجاربي في دنيا السياسة ولست نادماً عليها نهلت فيها من معين جيل الاستقلال المتجرد الذي ارتبط عنده الحزب بالوطن والاخلاص له وكانوا ركيزة وساحة للأمان يلجأ اليهم كل الوسط وظلوا مضرب المثل في النزاهة والايمان بالمباديء فخلدوا سيرتهم بيننا. ظروف المعارضة والتصدي للمقاومة كان في مقدمة أولوياتنا مما استدعي هذا الانتظار على امل الاصلاح لذلك ظللت طيلة الاعوام الاخيرة استمسك بالصبر وأترفع عن التعامل بردود الأفعال إلتزاما بالخلق السوداني والأدب الاتحادي الرفيع عسي أن يبدو لنا قليلُ من الضوء في النفق المظلم. أن انتظارنا الطويل لم يكن ناتجاً عن عدم قدرة أو عدم أدراك وانما كان فرصة واسعة للتفكير بعمق في كل ما يحدث وإعادة قراءة وتقييم لمجمل الاوضاع التى اتسمت بالتوهان السياسي و إنعدام العمل الجماعي المؤسسي وغياب الممارسة الديمقراطية وشكلية هياكل الحزب وحاولنا ما استطعنا. الوطن يمر بأزمة طاحنة تتقاذفه المخاطر وحدة الحركة الاتحادية التى تمثل أشواق جماهيرنا تصطدم بعقبات. الانتماء للحزب هو إنتماء للوطن نقف عاجزين منقسمين متشرذمين بأسنا بيننا أشد. لا أريد الاستمرار في الاسئلة الحائرة فقد سألت كثيراً حتى ملت مسامعي من الكلام فسكت عن كثير السؤال منذ أمد طويل. فكان قرارنا ان النظر الى الافق لايرد الغائب وان نعلن هذا الموقف اشرف من الانتظار الذي لاطائل منه. العمل السياسي شرف ومسئولية والاعتذار عن الاستمرار أفضل عندما يعجز الحزب عن تلبية طموحات و مصالح الجماهير. حاولت مراعاة مشاعر جماهير الحركة الاتحادية التى يؤذيها ما تتناقله أجهزة الاعلام عنا وتصدع صفوفنا وانهيار بنياننا أمامهم و أفواج قياداتنا تغادر الى مواقع أخري. كثيرون يحدوهم الامل في مساعي الاصلاح التى تصطدم بجدار المحاولات ولكني تيقنت الان أن مانحن فيه اليوم ليس بالامتداد الحقيقي لجيل الاستقلال فكان لابد من إستدعاء الشجاعة الكامنة لانه لابد مما ليس منه بد. بكل الاحترام والتقدير اتقدم باعتذاري لجماهير الحركة الاتحادية إن نلت أو جرحت مشاعرهم باعلان اعتذاري عن مواصلة المسيرة وإعتذر ايضاً إن صاحب المسيرة بعض القصور أو الاخطاء ولاخوتي رفقاء الدرب في الحزب الاتحادي الديمقراطي من الذين آزروني أوالذين اختلفت معهم أو اختلفوا معي فانني أمين على كل الاسرار التى كانت بيننا ومسئول عن صيانتها وحفظها وللسيد محمد عثمان الميرغني كل الاحترام والتقدير. واقول كما قال الشاعر/المقنع الكندي : وان الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا فان أكلوا لحمي وفرت لحومهم وان هدموا مجدي بنيت لهم مجداً ولا أحمل الحقد القديم عليهم فليس رئيس القوم من يحمل الحقد. ختاماً أسأل الله أن يعيننا على الاخلاص في القول والعمل وان يجعلنا ممن كانوا للحق اتباعاً وان يحفظ إستقرار الوطن وسلامته ووحدته. فتح الرحمن ابراهيم شيلا وزير دولة بالاقليم الشمالي 1988م – 1989م. سكرتير الحزب الاتحادي بالخارج 1995م – 2000م. عضو هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي 1996م – 2001م. نائب الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي. المشرف السياسي لمنطقة الخرطوم.