الحمامة "سهام" تحلق الآن في سموات الفردوس!!...
الحمامة سهام تحلق الآن في سموات الفردوس.. لم تكن بطولتها صدفة، تتناسل البطولات.. تنمو كبذرة، ثم شجرة، وثمار.. ولا طفولتها وهي ترى أمها دامعة بدخان الكانون ولم يكن منظر ضفائرها المغسولة بزيت السمسم وهي تعرج للمدرسة، كي تزخرف قلبها وعقلها بالحروف والمحبة وعشق الوطن صدفة، وفي وعلى ظهرها شطنتها وكراسات مليئة بحلم، وبمسه، وخربشة على ظهر الصفحة الأولى لطائرة، ومن الطائرة يطلع فجر، وسهام حنونة مصوبة من قوس القلب للحزاني من منكوبي الطائرة، أنتشلتهم واحد إثر آخر، كحبل السيارة، رمتهم ليوسف الجميل، وكانت هي امن الزاهدين... كولي في جوف النار، يبتسم لملك الموت، (وهي تغني في قلب المعمعة : فياسودان اذا ما النفس هانت اقدم للفداء روحي بنفسي).. فقدمت روحها في طبق من فرح.. قال عنها عنترة، عن سهام، فقلوب النساء تتشابه، كالملائكة، ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي، فوددت تقبيل السيوف، لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم)، كانت عبلاه في جوف الوغى، وكانت سهام في قلب النهار.. ولم تختار وظيفتها صدفة، فالقدر يسنج فستانة ببطء، ووقار، حلقت مع العصقور، والحمائم، والنوارس، كملاك بأجنحة الشوق طارت بين مدن بلادي البسيطة، وتحج من مطار لآخر، وهي تحمل في قلبها الغض بطولة منسئة، وتضحية مقدرة، وهي تتجول بين كراسي الطائرة، لمسافرين تمتلئ قلوبهم وحقائبهم بهدايا، وملابس وشوق، .. إنها رمز لقلب المرأة الشجاع، قلب المرأة السودانية البطلة، الرؤوم، العجيب، قلب أمهات وأزواج وزميلات يشرفن الوجدان والتاريخ.. سهام نموذج للمرأة الإنسانة... للأم التي تفني عمرها لتربية الصغار، تحلب، وتقلي الماء، والشاي يفور، من قلبها بالهموم والحزن والصبر.. للموظفة التي تدير البيت والتربية والعمل، لبائعات الشاي، وهي يهاجرن من حواشي الخرطوم لظلال أشجار القلب، كي يرزقن الرزق الحلال.. للحامل وهي في الحقول، للصغيرة وهي تحمل الدلو.. للمرة البسيطة.. البطلة، وهي تحمل طفلها فوق ظهرها، فوق قلبها كي تغسل وتكنس، وتعرق، وتشكل حبيباتالعرق على جبينها أعظم وارق تاج.. للدينكاوية التي تحمل وزر عقدين من الحروب، فيختفي الزوج في الأدغال، والأبن في كينيا.. وهي تغني وترقص مذبوحة من الألم.. للجعلية وهي تغني فتى سافر لسبع سنين بلا مرسال إلى ليبيا، أمات في صحراء العيونات أم وصل؟.. للفلاتية العجيبة، وهي تفرش السمسم والفول السوداني تحت الجميز وحيشان المدراس، كي تعطم أفواه الأطفال طعم الوطن، والحنان، وهي تدعو لهم مع كل نبقة، ومع كل دومة (النبي يحرسكم)، فتستجيب السماء لوليه بسيط، قلبها كنز، وروحها كنوز. لم تكن تجربة سهام طفرة فجائية، بل وليدة سنوات من ا لنضال والمشقة للمرأة السودانية حيث كانت.. للهندندوية.. للشايقية وهي تغني وترقص فرحا بعيد، أو حصاد، .. للشحاذات في وطني، بعد أن جار الزمان، والمكان، والسلطان.. للمسجونات في وطني بعد اختل الميزان، واحتل الصغار الميدان.. لبلدي، كله.. لكل صدر حنون لكل فجر مصون. للمعلمة للمهاجرة في سبيل القوت، في سبيل العلم، في سبيل الحرية.. للمصاريف التي تهاجر من جيوبهن، و عرقهن للوطن، وتتحول المصاريف لكراس، وحبة بندول، وكتاب، وريشة.. وكورة. للرجال حيث كانوا.. للأطفال، والنساء والحيران.. للوطن، وقدرته على التضحية، وإبراز مكارم الأخلاق في أعتى الصروف والابتلاءات.. صارت سهام رمز لهن، وأي رمز.. أثارت النفس والروح، وهل من أغلى منهن.. نزفت كي يحي الناس.. الآن روحها تحلق كحمامة في ملكوت الفرح.. حمامة سعيدة.. للوطن فوق القبيلة، والمعتقد، واللون، والطبقة.. طوبى لها... . (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-30-2008, 07:48 AM) (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-30-2008, 09:49 AM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]