|
|
 الجانجويد ... هل هم التتر الجدد ؟؟ (2
|
حادثة كتم هي واحدة من حوادث كثيرة ، تحدث في اماكن مختلفة
في دارفور ، ونستطيع ذكر مئات القري التي تم حرقها في جبل
مرة ( ضواحي كاس) ووادي صالح ، قبل سنتين ، اضافة الي ما
عانته جبال النوبه وبحر الغزال طيلة فترات الحرب الاهلية
هناك ، من ماسي القتل والتدمير و المساس بابجديات السلم الاهلي
والتعايش بين المواطنين بغض النظر عن انحدارهم العرقي ، والثقافي
و الديني و تمايزهم الحضاري ... تلك هي ما ساهمت فيه نظام الانقاذ
من تفتيت لعري الوحدة الوطنية ، ولا يحسب البعض باننا نستمرئ
موقف سياسي ضاغط ضد النظام لاننا معارضون سياسيون له ... نستضيف
اليوم واحد من الجانجويد نزل توا من علي دامره ، وسيروي بعض من حتي
حسين .. من الحوازمة .. تعلم بمدرسة (تلو) بكادقلي
وترعرع كغيره من اقرانه من ابناء ( العرب ) سويا مع ابناء
قبائل ( النوبة ) يقول حسين بان لا شي كان يفرق بيننامتعايشين
نصعد اليهم والدينكا في مواسم الشوقارة لنرعي هناك علي ارضهم
ثم نعود في زمن المعاطا لنهبط الي حيث السهول و المراعي
وياتي معنا النوبة و الدينكا لتبادل المنافع وبيع اللبن في
سوق حمادي ( الجبنة ) وكادقلي ، الرشاد ، ابو جبيهة وغيرها
و فجأة تحولت المدرسة الي معسكر لتدريب الجانجويد .. وسكن حركة
الرعاة من الطرفين .. قبل ان تندلع معارك طاحنة بتحريض من
النظام باسم الدين و المقدسات .. فتدمر ما تم بناءه من اسس
للتعايش في اسبوع.. انا ذهبت لمعسكر التدريب لمدة شهر واحد
واعطوني .. بندقيه .. شوال سكر .. خمسمايه الف .. وجركانه زيت
وقالوا تمشوا الطوف
دخلنا جبال النوبة بتحريض مباشر من الجيش (قائد الطوف) وفي
مناطق جبال كتلة ، تلشي ، والي ، نمر شاقوو ، تيراتيرا و مورو
فعملنا فيهم باسلحتنا الفظائع المروعة ، قمنا بحرق الاكواخ
ولاحقنا الاطفال و النساء الي الكراكير ( الكهوف ) ووضعنا
اكياس من الشطة ( الفلفل الحار ) علي ابواب الكراكير في انتظار
من يخرج منهم للقضاء عليهم
ويستطرد حسين ( الجانجويدي السابق ) قائلا
لقد شاهدت بام عيني مقتل امراتين في جبل كتله ، بدون رحمة
مما اثر في ، وعندها قررت ترك العمل ضمن الجانجويد
دخلنا الي الجبال (كتلة) .. فر السكان الي اعلي الجبل
لم نري رجلا قط لانهم التحقوا بالتمرد ، وتبقي بالقرية مواطنون
من النساء والعجز والاطفال ، الذين فروا كما اسلفت الي اعلي
الجبل والاعتصام بقمته .. اثر مداهمتنا لهم ، امراة كانت اخر
الفارين من لعلعة البارود، تركض الهويني ، باتجاه اعلي الجبل
عالجها من كان بجواري ، برشقة رصاص من بندقية ألية ، خرت
صريعة .. اقتربت منها .. ياللهول .. لقد فارقت الحياة
لقد بقرت (بضم الباء)بطنها.. وهي حامل بطفلين .. بدأ
انهما قد خرجا من احشائها
يروي حسين باسي ، غارة اخري في جبل تلشي هذه المرة .. دخلنا
احدي الكراكير ، وجدنا امراة نفساء ( حديثة الولادة ) ارتجفت
من الخوف ، تتوسل الينا بلغة ( النوور ) لم نفهم منها
شيئا .. قام احد الجانجويد بحمل الطفل ..و .. ضرب به الحائط
الصخري .. فولولت الام متهسترة الي حيث وليدها ، ضمتها اليه
خرجت علي الفور و هربت الي اسفل الجبل .. ربي ماذا يحدث
و رجعت الي قريتي حمادي ، لم امكث فيها طويلا وغادرت السودان
يقول حسين ان الجانجويد يتكالبون علي الموتي من النساء
لانتزاع الحلي و الذهب من علي جيدهن و معاصمهن
كما يستولي بعض النظار ( الامراء ) علي الارض الخصيب التي
يفر السكان و يتركونها
واكد علي ان هنا قلة من تجار الحروب مستفيدين ماديا من هذه
الظاهرة و بالمقابل الاكثرية من الاهالي تضرروا
بفقد اولادهم الشباب المغرر بهم .. حيث انهم خرجوا ملم يعودوا
هناك اسر افتقرت بفقدها قطعان مواشيها فاصبحت معدمه
بين ليلة وضحاها
وكم عزيزا اصبح شحاذا في غده لفقده كل امواله و ابقاره
هذه هي الجانب الآخر من التله .. هي مأساة الحرب
شراهتها .. لامعقوليتها .. لا اخلااقيتها
يكتوي بها الحلقات الاضعف في المجتمع السوداني ( المهمشون
واهل الاطراف و النوور ( بالمناسبة معناها المقطع العدمان
وهي ليست عيبا لانها تعني الفقر بل الافتقار بسبب النظام
وفساده واستاثاره بالدينار والدرهم
بينما يتندر اللاخلاقيون ويتهكمون بفقر ابناء شعبنا
اي فضيلة في تلك .. يا .. رأس النظام
واي انقاذ؟؟
ارايتم .. حسين هذا من الجانجويد لكن في داخله انسان
وكل الجانجويد.. هم كذالك لكن متي يستفيقوا من التضليل
ومتي يكف النظام في الخرطوم من اللعب بورقة التواذنات؟؟
وهل ادرك النظام ان ثوار دارفور في وعي كامل بذلك
عندما اطلقوا سراح قائد الدفاع الجوي عقب اسره في
مدينه الفاشر ( ابوزكريا ) .. وهل فهم
اطلاق سراحه بيد و الي كبراء القبائل و ليس الي النظام؟
تلك رسالة تحتوي علي مضامين ، لا عداوة بين القبائل في الغرب
وان الصراع اليوم بين المهمشين و الاقلية الحاكمة في المركز
وان مع مرور الايام سيستفيق المغرر بهم ، ليكونوا في
مقدمة الركب للمطالبة بالحقوق و من ثم ، سنحارب
الجهل ، والفقر ، والتهميش في كل السودان
لكن سودان... بلا تجهيل ، وكذب ، ونقد العهود
سودان المواطنة .. دون اي اعتبار للون اوعرق
او دين او ثقافة ، وانما بالعمل والكد لبناء سودان جديد
يسكت فيها المدفع والي الابد
ولنا عودة
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
hamid hajer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست