هجو..حبابك يا صديقي كتر خيرك على نفاج الوفاء هذا.. و بعد.. اول مرة سمعت النور الجيلاني..و انا تلميذ في مدرسة الدويم النموذجية ..وقتها كانت كداروية..! و ايامي الأخيرة ، و انا مغادر السودان..عزمتني الجكسوية.. حفلة وداع في واحدة من حدايق قاعة الصداقة..و لم تخطرني بالفنان في تلك الحفلة العجيبة..و كان هو النور الجيلاني..!! حتى هذه اللحظة (اغالط نفسي في اصرار) انو السودان ياهو السودان الشافوا نور الجيلاني هذا..في تلك الحفلة.. بكل انسانية طلب من الحضور الدعاء بالشفاء لأستاذنا و استاذ الأجيال المختلف/المفارق.. خضر بشير..و غنى بعض من اغنياته..و اسمع اغنيات خضر بصوته..و بيني و بين نفسي ارفض ان يردد اغنياته فنان(حتى لو كان مكاشفي أو محمد).. ما عدا النور الجيلاني..لأنه اكثر من يقنعني بان يكون اكثر قربا من وجدانيات خضر بشير الفارقة..!! في تلك الحفلة.. الجكسوية بكل عفوية قالت لي: الراجل ده العاجبو شنو في خضر بشير..!!..تخيل..! و بكل نقة و زنلطحية المثقفاتية اياها.. اندحت ليك في الجكسوية لمن آمنت عدييل..قلت ليها بالعربي البسيط.. خضر بشير خال النور الجيلاني..و قلت ليها خضر بشير اول فنان سوداني استخدم آلة المندليين..و كان النور الجيلاني اول فنان سوداني يقوم يستخدم المندلين اليوناني بصورة منفردة..!! ايام الإستفتاء في يوليو الماضي.. كتبت بعض الكتابة الغريبة..و كنت اقول فيها لي ..كسوداني عادي.. تاني اقدر اسمع النور الجيلاني..و هو اكتر فنان من الخرتوم..غنى للجنوب.. من مسافر جوبا..فيفيان..ميرى..و غيرها من اغنيات كانت تتناول..المفارق و تجعل منه ثقافة شعبية تمشي بين الناس..و لأن الشعب السوداني حتى اليوم مذهول من حكاية الإنفصال دي..و لكن لو داير يتألم اكتر عشان يعرف حاجة.. خليهو يمسع جنوبيات النور الجيلاني.. على بالحلال مناحات لغاية القيامة العصر..!!
حينما غنى النور الجيلاني اغنية عبد الكريم الكابلي (يا هاجر)..اكبر الذوق السوداني قيمة التجاوز التي قدمها النور الجيلاني.. لأن طريقة المعالجة كانت تحدي كبير للغاية..و نجح فيها النور..و كنا نتمنى أن يكون كل مقلد مثل النور الجيلاني في تلك الأغنية العجيبة.. لأنو ح نكون كسبنا الحسنتين: حسنة التجديد..و حسنة الحفاظ على القديم..! في سنة 1988 حضرت حفلة للنور الجيلاني.. في سنما مدينة الدلنج..و ادهشتني احد البرقيات المذاعة..و التي كانت تقول (تحية من رابطة معجبات الفنان النور الجيلاني بقعر الحجر)..و قعر الحجر حي في مدينة الدلنج..و هو الحي الذي ترعرعت فيه امبلينا السنوسي قبل ذهابها الى الأبيض..و فيها الفردة التالتة للثنائي ميرغني المأمون و احمد حسن جمعة (هل تصدق كانوا تلاتة و تالتهم في الدلنج..و ابنائه فنانين..احدهم افضل من يقلد الكابلي و عزف معه..و الأخر افضل من يغني اغنيات عثمان حسين..!!).. في حفلة الدلنج تلك..تاني يوم اذكر كنا قاعدين لينا في تحت شجردة نيم..وواحد صاحبنا قاعد يدندن بالعود..فجأة وقف عندنا زول اصلع..و ظبط لينا العود..و كان هو الأستاذ سيلمان زين العابدين (عازف الماندلين في فرقة النور الجيلاني)..ياخي صحبنا لمن عرف قمة ذلك الزول الطيب..خت العود في متحف..و كل ما تجي تهبشو يقول ليك وين يا حبيب ..ده عود ظبطو ألأستاذ سليمان زين العابدين..!!
اليوم..و في دار الغربة القاسية..ابنتى الآنسة شروق (ثمانية سنين)..كلما نزاحمها في الكمبيوتر و نقول ليها دايرين نسمع غنا سودانية.. حافظة اتنين: النور الجيلاني و سميرة دنيا..!! سميرة دنيا لأنو كان عندنا ليها فيديو..و قلت ليها دي قريبة ابكر ادم اسماعيل.. اها لغاية الليلة بتقول ليك دي آنتي سميرة..! اما النور..ففكرتها عجيب خلاص..و قالت لي ده الفنان السوداني الوحيد العندو استايل..لأنو يوم واحد ما شافت ليها فنا سوداني بيلبس ليهو برنيطة..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة