لم تكن بدعة أو مبتدعة ، بل كانت خطوة افتقرت للذكاء و التصقط بها كل خيبات التذاكى. ما أشبه الليلة بالبارحة. ما اشبه السيدين بالهندى و مبارك الفاضل. محاولة الإنقاذ الاولى كانت أجدر أن تضيف شيئاً وطنياً الى اللا وطنى، تجمل صورته الباهتة فى أعين أحبت العمى على رؤية كل هذا القبح. نعلم عنهم اصابتهم فى بصائرهم، وها نحن ذا نعلم عنهم ضمور الذاكرة، و طول الأمل، ظناً الآثماً يجرد الشعب من فطنة عرف بها ورفض أن يؤرثها لهم. و كيف يورثونها وهم مطعون فى نسبهم اليه ( من أين أتى هؤلاء؟ ). و هاهى أعمالهم فى حق الوطن تفضح دواخلهم المظلمة. جاء اللا وطنى الى ابناء السادة وهو يأمل فى أن يخرج الشارع بالهتاف: ( شعب واحد، وطن واحد..إتحادى و أمة سند القائد) أو شئ من هذا القبيل. يعلو الهتاف ليقبر تاريخاً ملأه القتل و التنكيل. تخرج فتاة اللاوطنى على إثره زاهية تجملها مساحيق السادة و الخلفاء. مسك ختام حرب أريد بها الشعب، تجمع لهم السلطة، المال و جاه الخلفاء.
هكذا هم، ياليت لنا جاه السادة و الخلفاء!!
هو لنا إن صاهرنا!!
هو لنا أن إن قربنا و شاورنا!!
أو ربما تكون أخر محاولات اللا وطنى تلطيخ صورة السادة، حتى يخلوا لهم وجه الشعب. الشعب أشاح بوجهه عن الإنقاذ بعيد سقوط الأقنعة،و ظهور لحّى الزيف و الضلال. أولاهم دبره، و انصرف إلى القنوت عليهم. وهم لا وجه لهم يقابلونه به، بعد أن دهست أبواتهم ( جمع بوت) الثقيلة على كل قيم الجمال فيه ( الطيبة، السماحة و عزة النفس) إلا وجه من لا يعرف الاختشاء. سيظل اللاوطنى يزحف خلف بركات السادة و الخلفاء الى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا.
هذه الحيلة (( عديمة الحيلة)) لم و لن تنطلى على هذا الشعب الذكى،الفطن بالتاكيد. و رغم ذلك يأتى من يهلل و يصفها بالخطوة المتبصرة من قبل اللا وطنى. و تجده فى نفسه على علم تام بأنها حيلة غير مجدية، لكن ربما يخدع بها غيره. لا يا سادتى، لستم أذكى من هذا الشعب. و الذى وصل الى أذهانكم حتماً وصل لبصيرته المتقدة قبلكم. هذا الشعب عرف الإنقاذ و خبر كل مسالكها الوعرة. أعظم الغباء أن تتوهم الغباء فى هذا الشعب. الأمر بالنسبة له ( الشعب السودانى) أكبر من أبناء السادة. الأمر مصداقية، شرعية، و ديمقراطية. حرص اللاوطنى على ضخ دماء طاهرة فى جسد متعفن، تجعله يفعل كل ما هو ممكناً و مستحيلا. هم لو أرادوا تغييراً حقيقياً لجاءوا بأهل الرأى ووضعوهم فى الوزارات السيادية!! لكن هم لا يريدون أن يتغيروا و يطمعون أن يتغير الشعب نحوهم.
لسان الشعب يقول:
بنقدم سيد الراى ما الشريف سيد اللباس أب غره بنقدم الأسد الهصور و ما بنمرق الجنيات لى بره
و أى (بره) تلك !! المؤتمر اللا وطنى!! بؤرة الخبث و الدهاء، طاحونة موارد البلاد و معصرة الدماء. حتماً لن يختار الشعب تقديم ابناء السادة، ليكونوا القرابيين المقدسة التى يقدمها حتى يظل على صهوة هذا الجواد الجامح. ابناء السادة لا قبل لهم يجحافل القتلة و بحار الفساد.. و الشعب لن يقدم اليافعين لكى يلطخوا او يتلطخوا.. و الامر فى رمته بنيان ضخم، متسخ، آيل للسقوط "خدمة مدنية، قوات نظامية و قطاع خاص ظل حكراً عليهم لمدة 22 عاماً، فأصابت هذه القطاعات كل الأمراض المزمنة و السرطانات"، يراد أن تثبت دعائمه بتعليق صور جميلة على الجدار بإلصاق غير محكم.. هيهات ثم هيهات ..
لكن نتمنى أن يسقط البنيان و لا تصاب صورنا الجميلة بالتشوه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة