|
*****هاملــــــــــــــــــه ومطلــــــــــــــــــوقه****
|
لم تكن حاجه التايه تطيق رؤية وجه نازك او سماع صوتها علي الاطلاق,وكانت دائما ما تطلق وصفها المحبب في وصف نازك وهو عبارة(ها الهامله والمطلوقه دي) وكانت هذه العباره مقترنه بمد وتحريك فمهما يمنة ويسري مع ادارة كامل الوجه الي جهة اليسار وكانها توحي للمستمع اليها انها تتعوذ منها ومن سيرتها,ولم تكتفي حاجه التايه بهذا الفعل فقط بل كانت علي الدوام تحذر حفيدتها ساره من الاقتراب منها او السير معها للمدرسه(اوعك تباري لي المطلوقه دي ولاتمشي معاها القاهر دي) هكذا كانت تقول حاجه التايه محذره حفيدتها ساره. نازك كانت فتاه جميله,فارعه انيقة المظهر ومرحه تمتاز بثقه عاليه في نفسها ومرح محبب لذا كانت محط انظار الشباب والمتسكعه ولم تسلم حتي من مغازلات المتزوجين في تلك المدينه,ربما استفادت من وضع والدتها والتي كانت تعمل مديره للمرسه المتوسطه,ووالدها الموظف الكبير,واكثر ما كان يزعج حاجه التايه هو نشاط نازك البائن في كل فعاليات المدرسه والحي,فقد كانت كابتن لفريق الكره الطائره ومزيعة الجمعيه الادبيه وكانت دائما ما تغني في احتفالات المدرسه,ولاتجد حرجا البته في حضور حفلات واعراس الحي وان اقتضي الامر لاتمانع في الرقيص,علي النقيض كانت ساره رغم جمالها الواضح منكسره وخجوله متطربه لا يكاد يسمع لها حس,ترتجف اذا صادفت احد الشبان,وكان لاوعيها يرزح تحت سطوة خطاب حاجه التايه التخويفي والقمعي. دخلت نازك الجامعه بينما اعترضت حاجه التايه علي ذهاب ساره رغم حصولها علي مجموع يؤهلها للدخول بحجة ان الجامعه ستفسد اخلاق حفيدتها بما سمعته من جارتها ميمونه ان (الوليدات والبنيات في الجامعه بقعدو متلاصقين) وكذلك لم ترد لساره ان تفلت من رقابتها الصارمه,لذا اكتفت ساره بالجلوس في المنزل في انتظار بختها. كانت حاجه التايه دايما ما تصرح بان نازك يستم ارجاعها في اليوم الاول من زواجها وكانت واثقه ومتاكده من هذا الشئ بحجة انها بنت هامله ومطلوقه. بعد سنين ليست بالطويله تزوجت نازك وساره في اسبوع واحد ولكن المفارقه المحزنه ان ساره هي من عادت بعد زواجها في اليوم التاني وقد احضرها زوجها بحجة انها لم تكن عذراء,بينما مكثت نازك شهرين ونيف برفقة زوجها في احدي الدول الاسيويه,ألجمت المفاجاه حاجه التايه تماما ودخلت بعدها في نوبه هستريه بضرب وشتم ساره بالفاظ نابيه’اضطرت بعدها ساره باخبارها انه عند ذهابها ووالدتها الي الحج تمكن منها ابن خالتها باسل ومارس عليها خداع حتي سلمته نفسها في فترة غياب والدها في العمل,وبعدها سافر سفرته المفاجئه ولم يعرف عنه شئ,زاد جنون حاجه التايه فقد كان حفيدها باسل من ابنتها الاخري هو فتاها المدلل الذي تحبه والوحيد الذي كانت تطمئن الي ان تجلس ساره معه وهي من اوصته عليها عند ذهابها للحج بتكثيف المراقبه عليها. مازالت حاجه التايه في غرفتها بمستشفي الامراض العصبيه بين حاله من الضحك الهستيري والبكاء المحزن وهي تردد عباره واحده ساره بتي طلعت (هامله ومطلوقه)
(عدل بواسطة فاروق عثمان on 11-11-2011, 08:17 AM) (عدل بواسطة فاروق عثمان on 11-11-2011, 08:23 AM) (عدل بواسطة فاروق عثمان on 11-11-2011, 08:31 AM)
|
|
|
|
|
|