الفوكرز تجقلب والشكر لى ياسر ويا بخت من كان النقيب خاله !افو ياسودانير

Quote: كل ما لم يُنشر عن "طائرة الأحد" 05 / 10 / 2011 03:40:00 استطلاع: وجدان – منال- داؤود : تصوير كرار إخلاء الركاب تم في 12ثانية بدلاً عن 90ثانية !!.. و استخدام "الفُوم" لأول مرة بمطار الخرطوم كابتن ياسر: تلقيت تدريبا عاليا في الطيران ولحظة التحليق كنت أفكر في والدتي ووالدي المضيف هاشم: ساورني إحساس غريب و لم أنم ليلة السفر و لم أستطع شرب الشاي صباحا و خشيت أن لا أرى ابني الذي سيولد بعد أيام مساعد الكابتن : عملُ الفريق أبعَدَ كارثة مؤكدة وقرار العودة إلى الخرطوم قرار كابينة القيادة لم أخبر أهلي وقلت لهم أن هنالك حادث طائرة وأنا لست فيها ورغم ذلك .... سامر: لم ار في عملى ثباتاً كثبات هؤلاء الركاب المضيف هاشم : أول من أكدت للكابتن أن العجل لم ينزل مضيف : أقسمنا ألا ننزل من الطائرة قبل الركاب .. بصعوبة أقنعنا راكباً بترك "الزبادي"!! "عروس" تقول للمضيف : إنت بتطمن فيني ساكت!! ابنة المضيف صبري ذات العام لواحد لم تنم أو تأكل حتى جاء والدها...!! هاشم : فتاتان انهارتا وطمأنَّاهما بممارسة عملنا عاديا المضيف صبرى النقر: فى اللحظات الأخيرة كتبت وصيتي العناية الإلهية أحاطت بالركاب وقائد ومضيفي طائرة سودانير الأحد الماضي المتجهة إلى ملكال وبقدرة الله وثبات القيادة وعمل الفريق نجت الطائرة من كارثة مؤكدة. هذا ما عرفه الجميع من الكابتن ولكن هنالك تفاصيل و أحداث كانت خلف الكواليس لا يعرفها إلا من كان على متنها ليصفها بصدق .. فريق( الرائد ) حمل أوراقه وكاميرته وذهب ليلتقي الفريق الذي نجح في الهبوط بالطائرة دون خسائر بشرية أو مادية وذلك من بعد رعاية الله وعنايته وكانت المفاجأة أن وجدناهم شباباً في العشرينيات مما أكد لنا أن الشباب السوداني خليقٌ بالكفاءة والتفاني في العمل في أي مجال يتخصص فيه فهو مصدر فخر وإعزاز ، وصدق الشاعر حين قال ( تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي ) هذا الفخر يزداد عندما يكون صادراً عن شباب في ريعان شبابهم أثبتوا أنهم بحجم المسئولية .. لاسيما و أن هذا الحدث يعتبر من الحوادث النادرة في عالم الطيران ولم يحدث في السودان من قبل.. قلق.. و اضطراب المحطة الأولى كانت مع أول من أكّد للكابتن أن الإطار لم ينزل، وفي ظروف خاصة جداً وعند طبيبة النساء والتوليد بالمستشفى الدولي كان لقاؤنا بالمضيف هاشم عبد القادر و زوجته تيسير حسن مهدي واللذيْن ينتظران قدوم فارسهما الأول بعد أيام وحالت ظروف الحادث أن يقابلا الطبيبة في نفس يوم الحادث، ورغم هذا الظرف طلبنا أن نلتقي به هنالك فرحّب بنا واستقبلنا وزوجته بابتسامة لم تفارقهما حتى نهاية الحوار وطلبنا من المضيف هاشم أن يصف لنا شعوره ثم كل المشاهد التي حدثت ليعيشها معهم القارئ ويعتبر منها، فقال إنَّهُ عشية السفر ساوره إحساس غريب لم يحدث له من قبل حيث لم ينم حتى الصباح وكالعادته يأتي الترحيل قبل موعد السفرية بساعتين. وفعلاً إلى أن جاء الترحيل في السادسة كان في حال من القلق وكان يفعل أشياء لم يعتد على فعلها مثل الوصايا، افعلوا كذا وكذا وكذا . التأكد من عدم نزول الإطار الأيسر عند وصوله المطار قابله زميله صبري النقر في صالة المغادرة وهنالك إجراء يقومون به قبل السفرية دائماً وهو التأكد من كل إجراءات السلامة من طفايات وأوكسجين و الشنطة الصغيرة وغيرها، كما سجلوا عدد الركاب وأعطوا كل هذا لمساعد الكابتن سامر السيد وبعدها دخل كابتن الطائرة ياسر محمد الصفي ثم استقبلوا الركاب وأغلقوا الأبواب، وكالعادة وتحسباً لأي طارئ قاموا بالتنوير التقليدي الذي يُقدّم للركاب عن كيفية التصرف في حال حدوث أي طارئ، ثم قام زميله النقر بقراءة دعاء السفر .. حتى ذلك الحين كانت سفرية عادية وقاموا بتقديم الوجبات للركاب خلال الرحلة التي تستغرق ساعتين بين الخرطوم و ملكال .. وقبل نصف ساعة من الوصول أخذ الكابتن يتأهب للنزول بإنزال العجلات وبالفعل نزل العجل الأيمن والأمامي، ولكن الأيسر لم ينزل، ولأن المضيف هاشم كان يجلس خلف كابينة الكابتن شعر بشيء غير طبيعي ففتح الباب وسأل الكابتن فقال له الكابتن ياسر إذا أمكن أنظر وتأكد من نزول العجل الأيسر وبالفعل عندما نظر وجد أن العجل الأيسر لم ينزل، ولكن – والحديث لهاشم – لم أظهر للركاب أن هنالك شيئاً غير عادي ، وباعتبار أن النقر مشرف على هذه السفرية أصبح الاتصال بينه وبين الكابتن ثم بعد فشل المحاولات في إنزال العجل، تحدث الكابتن إلى الركاب وقال لهم إنه، و بسبب عطل فني، سيرجع إلى مطار الخرطوم وهنا تقبل بعض الركاب الأمر وكأن الموضوع عادي، ولكن البعض لم يطمئنوا ،لاسيما البنات اللائي أخذن في الصراخ، فذهبنا إليهن وطمأنَّاهن و قلنا لهن إننا سنرجع إلى مطار الخرطوم لأنهُ كبير ، وحاولنا أن نكون عاديين وقمنا بأخذ شاي إلى الكابتن وعصير ، والكابتن طلب قهوة وكل هذا حتى نبث الطمأنينة في نفوس الركاب وأن الأمر عادي. لكن كيف كان شعوره الحقيقي عندما وجد أن العجل حقيقة لم ينزل؟ قال هاشم إنه قال في سره: حسبي الله ونعم الوكيل ولم يزد ، مشيراً إلى أنه إذا بدا عليهم الانزعاج فسينزعج الركاب وبالتالي سينزعج الكابتن وسيكون الهبوط صعباً. هبوط اضطراري ويواصل هاشم حديثه عن كواليس الحادث قائلاً : أفهمنا الركاب أننا سنهبط اضطرارياً وفي هذه الحال فهنالك إجراءات يجب أن تتم حتى يتم الهبوط بسلام ، كما أن إخلاء الطائرة يجب أن يتم خلال 90ثانية كأعلى حد، ومررنا عليهم واحداً واحداً نشرح لهم كيفية فتح الحزام وألا يأخذوا أي شيء وهم نازلون ، حتى الأحذية يجب خلعها وحتى السلاسل والساعات و ربطات العنق، لأنها أشياء ربما تمسك في شيء فتعطِّل صاحبها .. كان الركاب متعاونين جداً، وبعد ذلك قمنا بتعريفهم بالوضعية المعينة عند الهبوط وهي وضع الانحناء إلى الأمام ووضع الرأس وسط الرجلين ثم تثبيت الرجلين وإذا كان في الطائرة امرأة تحمل طفلاً فيجب أن يكون الخد في الخد مع التثبيت وأن المضيف الذي في ذيل الطائرة يجب أن يكون وضع رأسه إلى الخلف. قال هاشم إنه كان لابد من ترديد العبارة طيلة فترة الهبوط وبصوت عالٍ : أحنِ راسك وأمسك رجليك، مؤكداً أن الوقت كان كافياً لإجراء تنوير كامل للركاب، (والباقي على الله) كما قال هاشم و الذي أثنى على زميله النقر والمشرف عليه في هذه الرحلة قائلاً إنه كان ثابتاً يوجه الطاقم بالقول إنهم لابد أن يقوموا بكل ما عليهم والباقي على الله، وكان النقر يحمل معه كتيباً يتضمن كل الإجراءات اللازمة في حال الهبوط الاضطراري لأنه في عالم الطيران يقال لهم : حتى لا تنسى افتح الكتاب .. وعند محاولات الهبوط المتكررة والتي باءت بالفشل حدثت بين الركاب حالات قيء – يقول هاشم – كانت لها مبرراتها حيث كانت هنالك أربع محاولات لإنزال العجل، منها ما يستوجب عمل اهتزاز للطائرة ربما يتسبب في إنزال العجل، والمحاولة الأخرى أن يقترب القبطان من الأرض كأنه سينزل ثم يصعد مرة أخرى وهذه الحركة قوية، وكلها كانت من أسباب "الاستفراغ" . اثنتا عشرة ثانية زمن قياسي لإخلاء الطائرة ويواصل هاشم أنهم أطلعوا الركاب أنهم عندما يفتحون الأبواب سيقولون (أطلعوا سريع) فيجب على كل راكب أن يخرج بأقرب باب، قائلاً أن النقر سأل الكابتن أي الأبواب يفتحون في حال الهبوط ، فرد عليه الكابتن: احتمال الاثنين ولكن التأكيد لاحقاً لأن هذه التقديرات تأتي في الزمن الأخير ، وبعد توقف الطائرة سيكون الجناح الأيمن أعلى من الأيسر ، ولابد أن يفتح المضيف الباب وبسرعة يقف على جانب حتى لا يقذف به الركاب أثناء تدافعهم وهذا ما حدث وبدأوا يقومون بقذف الركاب إلى الخارج وكانت هنالك سيدتان تحملان أطفالاً وحتى لا يعيقوا الحركة جعلوا واحدة في الأمام وواحدة في الخلف وكانت واحدة تحمل طفلاً والأخرى لها طفلان فساعدها زميلهم في الطفل الآخر ، والطائرة بفضل الله لم يكن فيها مرضى ولا عجزة و لا شخص مُقعد بكرسي قائلاً حتى وإن وجدت فهم وبفضل التدريبات المتواصلة والتي تركز على سلامة الركاب والتدريب السنوي في القاهرة اجتازوا هذه المحنة وحتى الإخلاء للركاب تم في زمن قياسي وهو 12ثانية وحول شعوره بعد نزول آخر راكب قال المضيف هاشم كانت هنالك غصة في حلقه.. وعن شريط مرَّ من أمامه وهو في تلك اللحظات العصيبة قال : كنت أقول في نفسي احتمال أن يكون قدري ألا أرى ابني الذي سيولد بعد أيام. وبعد هذا السرد للتفاصيل الدقيقة للحظات العصيبة داخل الطائرة انتقلت (الرائد) إلى خارجها وتلك الزوجة التي تنتظر الزوج العائد من السفرية ليذهبا معاً لطبيبتها لتخبرها بعد كم يوم أنها ستصير أماً؟ ليعود إليها الزوج بعد أن كتب الله له حياة جديدة لتصف لنا شعورها بعد سماعها هذا الخبر الكارثة .. تيسير حسن مهدي التي تدرس الحاسوب بجامعة النيلين في السنة الثالثة والمتزوجة من المضيف هاشم منذ عام ، ماذا قالت؟؟ قبل السفر كان يساورها إحساس غريب ولم تنم حتى الصباح وعندما سافر زوجها وعدها بالذهاب إلى الطبيبة بعد عودته.. قالت إنها كانت تنتظره ليذهبا وكانت قبل أن يتصل بها تجلس مع والدتها وشقيقتها ، كانت نائمة وفجأة فزعت من نومها وسألت والدتها لماذا تصرخ وتقول (وووب)؟؟ ولكنها سرعان ما أدركت أنها كانت تحلم، وفي هذه اللحظة اتصل هاشم وطمأنهم بعد أن حكى لهم ما حدث، فأخذت تتصبب عرقاً وشعرت بأن ظهرها فيه شيء وقالت له إنهم سيوافونه بالمطار ولكنه رفض قائلاً لهم إنه لن يتأخر، وتواصل تيسير أنها وحتى اليوم تجد نفسها كلما تذكرت الأمر تجهش بالبكاء لمة أهل توجهت صحيفة (الرائد) إلى منزل مضيف الطائرة صبري محمد علي النقر بأم بده فوجدت الأهل والأصدقاء يملأون المنزل وسط الذبائح .. روى لنا ما حدث لهم خلال يوم حادث الطائرة فقال: أسرتي الكبيرة تقيم بشرق البطانة بالرميلة فوالدتي كبيرة في السن وأنا أصغر إخوتي لذا فهي تخاف عليّ كثيراً ، فقبل كل سفرية أتصل عليها للاطمئنان، اتصلت عليها عشية السفرية فسألتني : ماشي وين ؟ فقلت لها : ماشي ملكال، فقالت لي لأول مرة ( أترك هذا العمل فأنا أصبحت كبيرة في السن ) تأثرت كثيراً بهذا الحديث إلا أنها قالت لي : (عافية منك وراضية عليك فالذي حفظك في بطني سيحفظك في عملك) . وأضاف بقوله في صباح يوم السفرية استيقظت ونفسي (قافلة) فلم أستطع شرب شاي الصباح وذهبت إلى المطار وقابلت زميلي هاشم عبد القادر والذي تربطني به علاقة قوية وصعدنا إلى الطائرة وتفقدنا معدات السلامة الخاصة بالمضيفين والركاب.. ومن ثم دخل كابتن ياسر وكابتن سامر وأغلقت الأبواب.. ورحبنا بالركاب وأعلمناهم بزمن الرحلة و ارتفاع الطائرة، وأوضحنا لهم معدات الطوارئ ومخارجها وكيفية استخدامها إذا حدث حادث وقلنا دعاء السفر والذي تلتزم به الخطوط الجوية السودانية عند كل سفريه. وعندما بدأنا في إجراءات الهبوط التدريجي اكتشفنا بأن العجل الشمال لم ينزل .. ، وعندما تأكد كابتن ياسر بعدم نزول العجل ، طلب مني الدخول إلى الكابينة وأغلق الباب وقرر الرجوع لمطار الخرطوم .. وحضرت للركاب وقلت لهم نسبة لعطل فني بسيط حدث بالطائرة سنرجع للخرطوم والحمد لله ألهمنا التعامل بهدوء و بصورة جيدة مع الركاب .. جئت لزميلي هاشم وقلت له ( موقفنا صعب لا نريد ترك انطباع سيئ وراءنا فنحن مؤمنون وسوف ننزل بإذن الله ..وقد أقسمنا ألا ننزل من الطائرة قبل الركاب) . ويواصل النقر حديثه بقوله فتحنا مرشد الطوارئ ونقلنا منه في ورقة كيفية العمل في مثل هذا الحدث .. فكان هنالك راكبان في الطائرة مشاغبان ولكنني سيطرت على الموقف فقاموا بتنفيذ التعليمات واستجاب كل ركاب الطائرة لجميع التعليمات .. وصلت الطائرة مطار الخرطوم وطلب من كابتن ياسر عمل جولة في محاولة لإنزال العجل ولكنها باءت بالفشل وفي كل محاولة كنا نزداد إيماناً وكان الركاب يتقيؤون عند كل محاولة فالنساء كنّ أكثر خوفاً من الرجال ، خاصة عروس كانت تمسك بيدي بخوف شديد وعندما كنت أبسط لها الموقف كانت تقول لي (أنت تطمئن فيني ساكت) وأصبحت تبكي بشدة ومعها امرأة كبيرة .. وقد لاحظن أن معظم الرجال كانت أرجلهم ترجف من الخوف .. ومع هذا الخوف كان الركاب يستغفرون ويطلبون العفو من الله في موقف تقشعر له الأبدان وكان الركاب المسيحيون يصلون . وقال النقر : يوجد انسجام بيني وبين زميلي هاشم والذي سهّل عملنا في تلك اللحظة حيث قام هاشم بتحريك جميع شنط الركاب حتى يسهل عملية الإخلاء وشرح لكل راكب بمفرده وضعية حماية الرأس والاصطدام واندمج في عمله ما جعلني أنظر إليه بإعجاب كبير وطلبنا من الركاب خلع النظارة والسلاسل والحذاء والأقلام والكرافتة ونفذوا كل هذه التعليمات بهدوء وكانوا متجاوبين معنا إلا أن هنالك راكب كان يحمل معه زبادي فأراد أن يأخذه معه ولكننا أقنعناه بتركه وآخر أراد أن يأخذ نظارته . في اللحظات الأخيرة قبل هبوط الطائرة وجدت ورقة فكتبت علييها وصية لأمي وابنتي الصغيرة وزوجتي وقد نزلت دموعي حينها وتذكرت حديث أمي معي بترك عملي إلا أنني عندما تذكرت قولها عافية منك ارتحت نفسياً .. وذكرت النداء الأخير للركاب وقلت لهم غادروا الطائرة بأسرع وقت وأبعدوا عنها قدر المستطاع .. فزمن الإخلاء الأقصى لا يتجاوز (90) ثانية ولكن قد أُخليت الطائرة في زمن لا يتجاوز (12-19) ثانية فقط .. وكنت من المتابعين بشغف لقناة الحوادث بأبي ظبي وكنت عندما أشاهد هذا البرنامج أسأل نفسي هل سأقصر إذا مررت بنفس هذا الحدث ؟ وحادث الطائرة هذا قد أجاب على كثير من الأسئلة التي كنت أطرحها على نفسي . وأشاد النقر بكابتني الطائرة ياسر وسامر وإدارة مطار الخرطوم والطيران المدني والخطوط الجوية السودانية وزملاءه الذين أغمي عليهم عندما سلموا عليهم مهنئين بالسلامة ..(و الحمد لله الذي أخرجنا سالمين وأتمنى التوفيق للخطوط الجوية السودانية في موسم الحج القادم) . شكل وملامح متغيرة د. حفصة محمد عوض الله حسن (زوجة الشاب الهادي صبري النقر)تقول إنها كانت تودعه كل صباح وتحرص على ذلك وان تقول له لا إله إلا الله ولكنها في هذا الصباح كانت تجهز نفسها للذهاب للمستشفى فهي نائب أخصائي بمستشفى أحمد قاسم وحتى ابنتهم ذات الربيع الأول كانت تودع أباها إلا أنها في ذلك الصباح لم تصح ولكنها أضافت إن صبري كان قلقا ولم يتناول الشاي بل أعطاه للسائق وحول شعورها عند سماعها الخبر قالت إنها كانت بالمشفى واتصل بها وقال لها حدث لنا عطل في الطائرة ولما ارجع بحكي ليك وعندما جاء كان شكله متغيرا وملامحه وصوته يختلف عن الصوت الذي تحدث به معها فقد كان صوته ثابتا لا يدل على شيء وتخيلت أنها فقدته وكانت تنظر إليه وتبكي واتصل بوالدته في مدني واخذ يطمئنها ويبكي والقول لزوجته. مكة أبو عاقلة (أم زوجته) تقول إنها في هذا اليوم لاحظت شيئا غريبا على ابنتهم حيث إن والدتها تذهب للمستشفى وتبقى الصغيرة معها وكالعادة تفطر وتنام لأكثر من ساعتين ولكنها في يوم الحادث لم تنم ولم تأكل وتقول لجدتها (الباب ... بابا) وتذهب معها الجدة للباب لتؤكد لها أن بابا غير موجود ولكن الطفلة مصرة على هذه العبارة حتى حضر والدها وكعادة السودانيين في مثل هذه الأحوال الهاتف لا يكفي لطمأنتهم على عزيز لديهم إلا أن يروه بأم أعينهم فجاء إخوته وأخواته من مدني ولم تستطع الوالدة الحضور، وحسب كلام صبري أنه ستجرى لها عملية عيون بالقاهرة لاحقا فحال النظر دون حضورها ولكننا وجدنا بقية أفراد العائلة وهم يذبحون الذبائح كرامة للنجاة ورقية شقيقته التي تصفه بأنه أخوها وابنها وكل شيء فهي توفي زوجها وانتقل ليقيم معها وأصبح رجل البيت وتقول في هذه السفرية إنها قالت له لا تذهب للجنوب ولكنه رد عليها قائلا كل شيء من الله ولما عرفت بما حدث انهارت والى اللحظة التي زرناهم فيها وجدناها لا تأكل وكأنما أصابها شيء. ومن الذين وجدناهم معه شقيقته سميرة والتي جاءت من مدني للاطمئنان قالت إنه اتصل على شقيقتهما الصغرى وقال لها ما حدث وطمأنها وفتحوا قناة الشروق ورأوا ما حدث فبكى من بكى وصبر من صبر على حد قولها وأمه طلبت منهم فقط أن تسمع صوته. سيف الدين أحمد قسم (ابن عم صبري) وهو ليس بشاعر ولكن جادت قريحته ببعض الأبيات حيث قال: كان جات المنية مرحب بحكم السيد وكان لا بالصبر كل يوم بنزيد معروف من نشيت تلبا ورأيك سديد سائلين الإله النصر والتأييد. حيدر شقيقه اتصلت به والدته وقالت أذهب وأطمئن واعرف حال أخوك وكان وقتها في بحري وقادما من أبو حمد وفعلا أتصل بزوجته د. حفصة وقال لها صبري مسافر ولا في البيت وقالت ليهو جا من سفرية وماشي على البيت وفعلا عندما حضر لقي الضيوف وعرف الحاصل وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للطيران المدني عبد الحافظ عبد الرحيم إن لجنة التحقيق في حادثة الطائرة الفوكر (50) هولندية الصنع قد باشرت أعمالها وإجراءاتها وان اللجنة تعتزم مخاطبة الشركة المصنعة والمنظمة الدولية بعد أن تقوم اللجنة بملء استمارة قياسية وفقا للقانون والاتفاقيات الدولية المتبعة. وكشف عبد الحافظ في حديث خاص لـ(الرائد) أن هنالك اتجاها بخصوص لجنة التحقيق فيما يتعلق بحوادث الطيران أن تكون اللجنة مستقلة منفصلة عن هيئة الطيران المدني ولكنها حتى الآن تتبع إداريا لهيئة الطيران المدني. ويضيف عبد الحافظ أنه وفيما يتعلق بمسألة التمارين أن سلطات المطار قامت بإجراء تمرين طوارئ وذلك في منطقة الفاشر يوم 20/ 6/ من هذا العام, كما أنها قامت أيضا بإجراء تمرين بمطار الخرطوم يوم 22/ 7 من العام الجاري وكذلك تمرين بمطار ببورتسودان يوم 2 أكتوبر الجاري أي في أسبوع وقوع الحادثة. وإن جميع هذه التمارين تتعلق بحدوث كارثة افتراضية وتتعلق بإطفاء حريق وإنقاذ كوارث شاركت فيها وحدات الدفاع المدني وأمن الطيران من داخل المطار ومن الخارج كما شاركت في عملية الإطفاء الافتراضية وحدات الإسناد والإسعاف المركزي في أي مدينة بالإضافة للهلال الأحمر والمنظمات الطوعية وأطباء ومنظمات الأطباء وتنفيذ كل المطلوبات فيما يتعلق بسرعة الاستجابة وتنفيذ كل المهام في زمن قياسي لا يزيد عن (90) ثانية من زمن الوصول وذلك وفقا لخطة الطوارئ المحتملة من وقوع حريق أثناء عملية الهبوط أو قنبلة بالطائرة وكل هذه العملية تتم خلال فترة محددة لمعالجة الأخطاء. وفيما يتعلق بموضوع الطائرة الفوكر (50) إن جميع العوائق التي تتسبب في حوادث عند الاحتكاك قد أزيلت تماما من قبل الدفاع المدني وسلطات المطار من تجهيز "الرغوة" وعربات الإسعاف وغيرها من وسائل السلامة، وأكد عبدالحافظ أن العربات التي شاركت في العملية من ضمن (46) عربة إطفاء كان قد تم شراؤها من شركة عالمية بتكلفة مالية عالية وقد تم توزيعها على كافة المطارات ومن بينها مطار الخرطوم. وأن ما يعرف بـــ(الفوم) تم ذلك من قبل الدفاع المدني في مهبط مدرج الخرطوم بمساحة كيلو متر وتم التركيز على الجانب الأيسر حسب إبلاغ قائد الطائرة من أن العطب كان في الإطار الأيسر وان الرغوة أو الفوم تعمل على عزل الأوكسجين عن الاشتعال, حيث تم الاتصال من مبنى مركز الطوارئ شرق المدرج بجميع الوحدات الخارجية من إسعاف مركزي ومنظمات طوعية وخصوصا منظمة حضرة وأم المؤمنين. وان هذه "الرغوة" حدثت لأول مرة في تاريخ مطار الخرطوم الدولي لمواجهة حريق محتمل وإن عملية الرش السريع تعمل على التبريد وتكون السبب الرئيسي في إزالة العوائق وذلك بتمركز الإسعاف المركزي وشرطة النجدة والعمليات والمنظمات الطوعية كانت على استعداد تام ومجهزة بكافة الوسائل التي تؤدي إلى السلامة. وتبقى التساؤلات كثيرة حول هبوط الطائرة الاضطراري في المدرج الذي امتلأ بكافة التجهيزات في تماسك وثقة الكابتن ياسر محمد الصفي في نفسه وتبليغه الفوري لبرج ومراقب المطار في زمن كاف. وعمَّ إذا كانت التجهيزات التي قامت بها سلطات المطار من "رغوة" ووسائل أخرى كافية لتدارك خطورة الكارثة، ترى مصادر أمنية رفيعة أن التجهيزات الكبيرة التي قامت بها قوات الدفاع المدني من عربات وتحديد موقع "الرغوة" في الجانب الأيسر الذي أبلغ به قائد الطائرة كانت تكفي حيث وثق بعدم وقوع كارثة جوية أو أضرار تحيق بركاب الطائرة. قائد الطائرة: كنت أحلق على بعد (50) ميل من المطار اتصلت (الرائد) بالكابتن ياسر محمد الصفي وأثناء الاتصال سمعنا أن ياسر يحكي في الموضوع ومسألة الهبوط الاضطراري لشخص كان معه بالمنزل وانتظرنا الرد حتى أجاب بعد مضي أكثر من دقيقة وكان أول إجابة له: درست بالأكاديمية العليا المملكة الأردنية وقد حققت حلمي الذي كنت أحلم به وإن هذا الحادث أعطاني الثقة في نفسي كثيرا وكشف الكثير عمَّ وقع أثناء الرحلة وقال ياسر فور وقوع الحادث اتصلت بالبرج وذكرت لهم أن لدي مشكلة فنية ويمضي قائلاً: ظللت أحلق في شرق الخرطوم على بعد (40أو 50) ميلا من المطار وعملت (3) مناورات وعندما تأكدت من عملية إفراغ الوقود عدت إلى مطار الخرطوم وأثناء عملية الهبوط بمعاونة زملائي ركزت على الجانب الأيمن كما أن الأرض والتراب ساعد في عملية الهبوط بسلام وإن التجهيزات التي قامت بها السلطات المختلفة أعطتني الثقة أكثر في عملية هبوط الطائرة. غير مرتبط ولا أنوي الزواج قريبا ويواصل كابتن ياسر حديثه ويقول أيضا من خلال دراسة الطيران وبحكم عملي في هذا المجال والتدريبات العالية وفضل الله سبحانه وتعالى كان السبب في إنقاذ الأرواح وقد كنت حريصا جدا أن أهبط بسلام حتى أحافظ على هذه الأرواح لأني مسئول عنها, ويمضي كابتن ياسر: ليس لي ارتباط من الجنس اللطيف ولا أنوي الزواج قريبا. الدقائق الأخيرة تركت التركيز بوالدتي. ويقول الصفي: وأثناء عملية تحليقي في الأجواء كنت أفكر بلقاء والدتي ثم والدي ولكن بعد أن تأكدت أن عملية إفراغ الوقود قد انتهت بدأت أفكر في كيف تهبط الطائرة بسلام لإنقاذ حياة الركاب وقد هبطت الطائرة في أقل من الزمن المحدد (90) ثانية. مسألة الحصار تبدد المال والوقت ويؤكد كابتن ياسر قائلاً: رغم أنني لست الجهة التي تتحدث عن مسألة قطع الغيار والحصار عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن هذه القضية تبدد الأموال ويمكن شراء قطعة غيار بضعف ماهو في السوق بالإضافة إلى أن هذه القضية تأخذ وقتا طويلا في الحصول على كل اسبير أو قطعة غيار. وانتقل فريق (الرائد) بعدها لذلك الحي الهادئ حي المطار بشرق النيل حيث يسكن أحد أبطال طائرة الأحد وهو شاب صغير السن راجح العقل أول فرحة والديه والذي تخرج من الفلبين في العام 2006وعمل بسودانير في العام 2007 انه مساعد الكابتن سامر السيد محمود قابلنا بوجه صبوح وكرم فياض فسألناه ماذا كان يدور في كواليس كابينة القيادة وما هو شعورهم وهم الادرى بحقيقة ما سيحدث، قال الرحلة كانت عادية ويفترض أن ينزلوا العجلات قبل سبعة أميال من المطار وحسب الإجراءات ينزلوها مرة أخرى ويرفعوها ولكن لم تنجح هذه الطريقة وكانت هنالك طرق بديلة والقول لكابتن سامر ولكنهم فضلوا الرجوع لمطار الخرطوم لأن مطار ملكال لا توجد فيه إجراءات السلامة قائلا انه كان قرار الكابتن واخطروا ناس ملكال أنهم ولعطل فني سيعودون لمطار الخرطوم وفي ذلك الوقت ولأنهم تقريبا أصبحوا على بعد سبعة أميال من ملكال فلم يكن لهم اتصال مع الخرطوم وفي نفس الوقت كانت هنالك طائرة لفيدر إيرلاين لها اتصال مع الخرطوم طلب الكابتن منها أن توصل رسالتهم إلى الخرطوم بأنهم سيعودوا، ووصلوا الرسالة مشكورين ولما عادوا وأصبحوا في مدى الاتصال أصبح الاتصال بالخرطوم واضحا قائلا إنهم في خلال الساعة والنصف في طريق العودة وضعوا كل ما يمكن أمامهم وقسموا العمل بينهم وعند وصولهم المطار طلبوا أن يأخذوا دورة حول المطار وإذا فشلت يكرروها عدة مرات واتجهوا شمال شرق الخرطوم 50 ميلا لعمل المناورات ولكنها فشلت أيضا واخذوا يجربون النزول والصعود ولأنه مازال يتمنع عليهم ولم يكن لهم بد إلا الهبوط الاضطراري، ولكنهم داروا حتى يحرقوا اكبر كمية من الوقود للتخفيف من الحريق إذا حدث وأشاد سامر بناس المطار بتعاونهم كما أشاد بطاقم الضيافة قائلا انه حتى في التفريغ تحدث مشاكل وأكد سامر أن تعاون القيادة والضيافة وتعاون الركاب الذين هو ما انجح عملية الهبوط وان طاقم الضيافة ساعد في ثباتهم أيضا لأنه وإن لم يخف الرهبة في البداية ولكن سرعان مازالت فقد كان هنالك وقت كاف لتطبيق الإجراءات في مثل هذه الحال، نزلت الطائرة وبفضل الله دون خسائر فقط كان صراخ الركاب عند النزول وحول شعور والدته ووالده قال سامر انه ليس لهم علم بما حدث واتصل بهم واخبرهم أن هنالك حادث طائرة ولكنه لم يكن على متنها حتى رجع للمنزل واخبر والدته وبقية أفراد الأسرة والتي انهارت وأخذت في البكاء. وقد طلبنا من سامر التحدث مع والدته حنان عبد الرحمن بابكر والتي كانت منشغلة بالضيوف الذين جاءوا ليهنئوا بالسلامة ووسط تلك الزحمة جاءتنا للتحدث معنا فقالت لم أسمع بالحادث إلا عندما اتصل بي سامر وقال لي إن هنالك طائرة بها عطل ولكنني لست على متنها وكنت مطمئنة ولكن عندما علمت بأنه كان على متنها أصابني القلق والانهيار وأجهشت بالبكاء وقبل أن يصل للمنزل أحسست بأن الزمن لا يتحرك. وكانت والدة سامر تتمنى أن يدرس الطب إلا أنه كان مصرا على دراسة الطيران وكان يقول إنه كابتن منذ أن كان صغيرا لذا تركته وتمنيت له التوفيق. أما والده والذي يعمل بالمملكة العربية السعودية فقد علم بالحادث عن طريق الانترنت.