استاذ بالثورة الحارة الرابعة يضرب تلميذ فى السنة الثانية حتى الموت

Quote: othman mohmmadien دي واحده من أزماتنا وتفريخ الناس البتفكر بقمع الآخر ... بل تفريخ الحكام ... وأزمة الدكتاتوريات التي طالت بلادنا ... الأزمة بتبدأ كمان من البيت ... الأخ الأكبر بيضرب ... ويركل ...والأب بيضرب والأم بتقرص وبتكفت ... والأخت الكبيرة لو ...لاقية طريقة ما بتقصر والمدرسة بتم الباقي ... وعنف الشارع إنه الخسران المبين ... وأزمة الانفلات والوقوع في أمراض وعلل كثيرة ... تعاني منها مجتمعاتنا ... والانحراف المبين ... الله يكون في العون ... مجرد ما تقع في مواجهة مع رجل أمن ولو لسوء فهم بيحاول يهينك ... مافي غير كده أعد بالذاكرة للوراء قليلا ونحن بالصف السادس ... "فصل نقل من مرحلة لأخرى" ... لاداعي لذكر الاستاذ ... الله يرحمه ... قدم لنا أول امتحان لغة عربية السهل الممتنع ... كلنا فرح بدرجته العالية .... أها .. بكل فرح قال لنا "البينقص درجة - الدرجة بخمسه سيطان" كان عامل ليه كراسة دين ... يعني العقوبة بالدين ... ولاقينا منه مشقة ولم نستفد شيئا سوى كرهنا له ... وللغة نفسها الى يومنا هذا ... كنت بتخيل أنو الانسان ده بتحصل ليه حاجه ... وقد كان فقد عقله ومات مجنونا "الله يرحمه"... فلقد كان قاسيا بصورة لا توصف ....كنا حينها بمدرسة البترول الابتدائية .. بالأبيض حكيت عنه لصديق لنا يكبرنا سنا فحكى لي ما تعجبت له ... أيضاً في الابتدائي ... غفير المدرسة في إحدى أرياف مدينة أبو زبد ...كانت لديه ابنة في سن الدراسة بالمرحلة الابتدائية ... ولظروف عمله ولعدم وجود مدرسة بنات الحقها بالدراسة مع الاولاد ... وتأثرت بالاولاد في الجسارة وعدم البكاء عند العقوبة فلقد كنا نتألم ونحبس مشاعرنا ونكبتها بصورة تزيد الألم ألما ... تبكي بيقابلك الأشد منه ...نبذ من شاكلة يا ###### ويا حيوان أنت ما راجل ... نكتم نموت بالكتمان ونهلك من الوجع ... المهم الفصل الفيه البنت ... لسبب ما قرر الاستاذ عقاب الجميع ... واضعا شرطا ... بأنه لن يتوقف عن ضرب الفرد إذا ما بكى أو قال خلاص أو كفاية أو أظهر نوع من الألم ... بدا البطح في التربيزة القدام السبورة ... أتى دور "الطفلة" .... البنت الضكرة ... الما بتعرف الخوف .... قفزت على المنضدة ولم تنسى جسارة الذكور ... وهو يضرب ولم تنبت شفتاها بكلمة آه أو واي كما تفعل البنات ... واستفذ الموقف الحمار... وهو ينسف بعضلاته ذلك الجسد النحيل ... تمزق الثوب ... وتوقف ذلك الأهبل - الطاغية عن الضرب ... ولم تستطيع المسكينة الوقوف ... حملوها لبيت أهلها ... يذكر الراوي أنها ... لأشهر لم تستطيع المشي ... ومن ثم تعافت بفضل الله "البنية كان ممكن تصاب بشلل ..." المهم تلك ذئاب في جسد بشر ... تلك قلوب من حجر ..يترأسها الشر.. ضمير ميت ... مشاعرهم مدفونة وقلوبهم خالية منها ... هل يصلحون للتعليم ... والتغيير وصنع البشر ...،، ---------- قصة زميلي مامون: كنا حينها بالصف الرابع ... الحصة على ما يبدو رياضيات أو علوم لا أتذكر واتذكر الاستاذ جيدا ... كنا في ذلك العهد ... الفوارق بيننا عجيبة في مؤخرة الفصل يجلس تلاميذ طوال القامة ذوي شوارب وفي مقدمته القصار القامة والصغار الموشحون بالبراءة ولا أدري لما كان الفصل كذلك ... الكبار والطوال في مؤخرة الفصل كانت مهامهم تنحصر في حمل التلاميذ "فارلي - من الأرجل والأيدي" ... وسيطان النيم التي تلهب الجسد وتورمه بل تمنعك من الجلوس أحيانا إلا بعد تحمل الألم ... وقد كان في ذات يوم أرتكب مامون خطأ "كنت أعرف أنه يتيم - ويسكن مع أقارب له"... فقرر الاستاذ ضربه ... فلاذ بالفرار من مقعده ناحية الباب وقد هرب ... سعدت بهروبه حينها ورأيته انتصارا لذاتنا البريئة ... وكم كان مخيبا ذلك الهروب حينما كبرت وكرهت الاستاذ أكثر فهو السبب ... طلب الاستاذ من الصف الخلفي ... "الخيالة" ... فرقة اللواء أول مشاه - بإحضاره فجروا خلفه بسيقانهم الطويلة ... "طفل صغير كان الاصغر بيننا" - حينها ... وما هي الا لحظات نسمع بكاء شديد من خلف جدار الفصل .. وأطل مامون موشحا بالدم بعد أن رماه أحدهم بالضرب على رجله وهو يصارع في الخلاص منهم فوقع على حجر وأتوا والوجه والقميص ممتلآن دماً ... هذه آخر مرة أراه في الفصل ...تراجع الاستاذ عن العقوبة ولم يأتي لنا مجددا "مامون" ولم يحضر أحد من أهله للسؤال ... تخيلوا وإذ بي أمتحن للجامعة ... ,اسافر للعاصمة لاستخراج شهادتي ... وبالقرب من بوستة أم درمان ... يقع بصري على شاب ... بين مجموعة من ماسحي الأحذية ... وبسرعة ... يباغتني سؤال يارب انا الزول ده بعرفوا .. لكن ده منو؟ ... ذهبت اليه ظانا أنني زبون يرغب في مسح حذائه ... فهيأ المكان وأعد عدته للعمل ... قلت ليه معليش أنا ما عايز أضرب أورنيش ... لكن أنت أنا مشبهك وبعرفك ... قال لي : (أنا ما بعرفك ولا شفتك) ومن ثم تفلح الذاكرة في التقاط الاسم ... "إنت مامون" .... وأنا اصيح مامون مش .... مامون ... قال لي أنا مامون آي ... قلت ليه بتذكر فارقتنا من صف رابع ابتدائي وما جيتنا راجع تاني ... يا ليتني لم آتيه فلقد غاب مامون في غياهب من الحزن ونكس رأسه ناحية الأرض ... حاولت أن أحصد معه الأشواك .. ولكنه كان متأثراً ومهزوم النفس بقوة وعمق ... أدركت أن حزنه غير منسي وطافت بمخيلتي صورته وهو مضرج بالدماء ... قلت ليه يا مامون العمل ما عيب ... ليه بتخجل منه ... لم يستجب ... ضم يديه على بقايا جسده وكانت ضمة قوية مطأطئ الرأس الى الأرض ... دامع العين ... مهينا ... حانقاَ للذي تسبب في ذلك ... لم أستطيع أن أفعل شيئا وحاولت وحاولت وحاولت ولكن محاولاتي لم تجدي سوى الالم ... وكان قراري الأخير أن أذهب وأتركه وتركته متكورا ضاما الحزن بين جناحيه ... يا ترى من السبب ...؟ كمان زميلي بالجامعة ... م.ع سمعه ثقيل بسبب كف تلقاه من معلم ولم يزل يعاني ... باي ذا وي .... بالمناسبة سمعت أنه في بريطانيا تخلوا عن العقوبة بالمدارس ... فانخفض مستوى الطلاب فعادوا اليها مجددا .. هل يا ترى بطريقتنا دي؟ ...