" النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ ... (2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 03:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2011, 08:07 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
" النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ ... (2)




    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    *
    " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ (2)



    (1)
    من غيرك يكتُب عن الظلمة المُضيئة :
    *
    ضحكتُ مثل يوسُف العجوز خاطراً
    يُحيلني زجاجةً ونافذة
    لطفلةٍ بلون القمح شعرُها
    وزرقةٌ من ساحل العقيق في عيونها
    تحبو إليَّ إصبعاً مُرددا :
    أماه أنظُريه : أسودا !
    ضحِكتُ وانحنيتُ
    قبَّلتُ زرقة العقيق في عيونها ،
    بكَيتْ .


    (2)

    ومنْ غيرُك يكتُب عن خريف ضال :
    *
    على قممِ الجليد وفي حقولِ السَّفحِ أوراقُ الخريف المُرِ، آه
    بكيتُ ، ثم جثوتُ ، صلَّيتُ :
    إلهي طالَ هذا الموتُ ، طال الهجرُ ، غابَ الشِعرُ ُ
    شاختْ في العروقِ النارُ ،
    غنّيتُ :
    إلهي أعطني صحوَ العبورِ السمحِ ،
    جنِّبني
    شتاءَ الموتِ في النَّفسِ .


    (3)

    أنطوى البُستان وشرب النهر العظيم ماءه وأجدب .تحزّمتْ قوائم المضارب على السروج فالرحيل في الصخر انحفر، وأن للوجيعة أعوام ثلاثة . تغيرت الدنيا وما تغيرت المحبة .
    تعجلتَ سيدي الرحيل باكراً قبل الفواجع الكبيرة التي هوتْ .
    *
    لم نزل نشرب ما يجود به النطاسيين حتى نُصدق أن شاعراً في قدر مقامَك قد رحل ، تاركاً وراءه رحلة وطنٍ مُعذب بأشقياء ، وأسئلة الجباه الوديعة الطيبة تتعجب :
    " من أين أتوا ؟ " .
    لا جُبة الزهاد تعرفهم ، ولا مساجد " الضانقيل " تعرف لهم أبا .الحقول الوديعة التي تصوم عند الجفاف في الأرياف، يسألون عن صديق رفقتهم ، ذكروكَ اسماً مُعلقاً على الأوجه التي تعرف كيف تقتات من الحُب المنثور في الصحائف الضِخَام .
    نعرف أن الرحيل أكثر الردود اقتضاباً في وجه ما يجري .

    (4)

    عندما كتبنا وأنتَ على سرير الاستشفاء :

    { قُم يا بهي المراتب ، يا عصياً على النسيان . بطول فراقك جسداً حملتَ وطنك بين جنبيك . كنت قد شققت بطن المسألة ، وزرعت وردك في كل الحواشي وزينتَ المزارع بالرؤى . كنت في المُبتدأ مثقفاً مال على أوجاع الوطن وأوجاعه وهموم الوطن وهموم الجسد (الخلاسي) الذي جمّله الكثيرون من أهل بلادي منذ عهود هجرات قديمة ، جرّ معه اللغة و حقنته العشيرة بجُرعات من الدمٍ وانطلق بعنفوانه وتسلق أسوار جنة الإبداع مُبكراً .
    *
    سيدي،
    نعرف أنك تنسى نفسك في الزحام . العمر يمرّ علينا جميعاً ولا نعرف كيف نفر من قدر الجسد الواهن إلى من بيده السحر الإنساني الكبير ، ليحيل الوهن قامة صحة فارعة الطول . سيكون معك ملائكة الرحمة لنُصرة أن ترجع إلينا كما عهدناك سندساً تفرُش بنايات الذاكرة و تمد أراوحنا بالوهج .
    *
    أ أنت من زرع فسيلة الغابة والصحراء ؟
    عرفناك أول مرة ، ونحن نرنو لحادثة تقاوم النسيان ،زمانها خمسين عاماً وقد مضتْ ، حين تجوَّلتَ أنت وصديقك الشاعر " محمد المكي إبراهيم " على أطراف المنافي البعيدة حينما تمردتُم على سكينة العشيرة واخترتُم الرحيل . في غض شبابكما انتفضتما حين دهمتكُما عجلات قاطرة السؤال الكبير : ( اللغة والهوية الملتبسة ) . النور والنار ، وخلاسيةٌ تتوسط الأعراق ، تشهد ألا مثيل للونها ، ولا شبيه لنورها الخافت الصاحي ، ولا همساتها الزُرق في بياض رغوة النهر العظيم حين تمطّى في عنفوان رحمته .يمَسّ أطراف المكان ويفسح ثعبانه من بسطة الرزق أن تهوى الضفافُ النيلَ من قبل ميلاد المسيح وقبل ميلاد الحضارات ، و حين تُبادره وشوشة العشاق ..يركُض لا يلوي على شيء . على صفحتيه تمُدَّ بصرك الحديد فترى الفؤوس تعزق والخضرة تمُد طيبها لأطيار تُحلق ، وجرادٌ يلعن السماء حين يُمطره المُبيد .
    *
    أ أنت الذي تدثرتَ مُحرراً من وراء تخوم الكتابة في الدوحة القطرية أيام نهضتها الأولى ؟.
    أ أنت المُترجم ، والمثّال والناقد ، والشاعر ، والكاتب والطباخ الماهر ؟
    كيف حالك سيدي ، وكيف مقام الذهن المُتوقد بالفعل المُبدع وبالنار التي سقيتنا سلاماً وبردا، و لم تعلم أنها أضرمت الفيافي و غابات الفرح عندما ينهض الوعي و يرتقي سلماً.}
    *
    هذا ما كتبنا ونحن نتعلق بخيط الأمل على لمعة الشفاه قبل أن تتكلم ، أو رنين الهواتف العجلى بأخبار الفواجع قبل زغرودة فرح .
    لم نكُن نعلم حينها أن طريق الرحيل كان أقصر .
    (5)
    إلى روحك الراحلة من فوق السحاب :

    إلى الدوحة التي تحت فيء ظلالها علينا ،جلسنا نتسامر ونزهو فتُسَاقِطْ عَلَيْنا رُطَباً جَنِيّاً فنستطعِم. إلى شِعرك ( الوريف ) ونعمة مولانا الكُبرى حين تنزّلت علينا، وامتطت فراشة ذهنك الوثاب شِعراً ولؤلؤاً وبشائر .
    هذا اليوم لا يوافق ميلادك أو ميعاد سفرك الأبدي ، الذكرى أكبر من يوم ميلادك أو رحيلك . ها هي نافورة الذكرى تضجُّ مياهها الرقراقة ، تحكي أن شاعراً لما يزل بين ظهرانينا باسطاً سطوته في الأفق ... أكبر من الغياب .
    رفرفت الروح ومدّت أجنحة تضرب الآفاق وهبّت علينا ريح سوداء من حُزن فراقك .
    ليت الأقدار بقدر التمني ، ولكن كتاب الفراق سيفٌ قاطع فصلنا عنك ، ولم يفصل بيت العشق وأسمار المحبين .
    *
    احتجب جسدك الذي كانت مطمورة في دنّه الكثير من أحزمة الكلام المُتفجِر .
    لحِقتَ أنتَ بالجيل الذي رحل . السهم مكان السهم . والحافر مكان الحافر وإن تنوعت السوابح :( إدريس جمّاع و محمد عبد الحي ومحمد المهدي المجذوب وجمال محمد أحمد وعبد الله الطيب المجذوب ومحمد عُمر بشير ومحي الدين فارس و مصطفى سند وصلاح أحمد إبراهيم ... وغيرهم )
    جميعكُم كتبتُم لنا وثَقُلت موازينكُم وفاء لشعب يقرأ ، أو لشعب سوف يقرأ ، أو لشعبٍ سوف يُفسح له الكون من بعد الخيبة أن يتمكن من القراءة الوثابة فينهض ، ليعيد قاطرة وطن تهُمُ أن تخرج عجلاتها من القضبان إلى هاويات الظلمة .
    لم تكُن الدنيا رحيمة بنا أبدا ، ولست أنتَ سيدي أول الراحلين لتترُكنا .
    إنا لفراقك لمحزونون .
    *
    بسم الله مولاك وحافظ روحك الهائمة فوقنا ،
    و حافظ أرواحنا الراكضة في لهث الدُنيا ،
    نستسمح فضله أن يتخير من يشاء من ملائكة الرحمة ليغسلوا بأنوار البهاء روحك المجدولة شِعراً و وعياً وتقدُم .فنحن شهدنا أن جرّةً مملوءة بذهبِ الشِعر ولؤلئي الكلام ،غطست في بحر الغياب .

    عبد الله الشقليني
    04/10/2011 م

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-07-2011, 08:17 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-08-2011, 06:36 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
" النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ ... (2) عبدالله الشقليني10-07-11, 08:07 PM
  Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-07-11, 09:38 PM
    Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-08-11, 04:15 AM
      Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عادل نجيلة10-08-11, 04:57 AM
        Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عادل نجيلة10-08-11, 05:38 AM
          Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عادل نجيلة10-08-11, 07:39 AM
            Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-08-11, 12:22 PM
              Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-08-11, 03:07 PM
                Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-08-11, 03:16 PM
                  Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-08-11, 03:34 PM
                    Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-09-11, 08:49 AM
                      Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. Masoud10-09-11, 09:13 AM
                        Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-09-11, 09:30 AM
                          Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-09-11, 03:59 PM
                      Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-09-11, 12:07 PM
                        Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. الفاتح ميرغني10-10-11, 04:15 PM
                          Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. عبدالله الشقليني10-24-11, 02:30 PM
                            Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. بله محمد الفاضل10-24-11, 02:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de