|
عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي
|
كتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور لمؤلفه بروفسور ر. س. أوفاهي
عبد المنعم خليفة خوجلي
صدر حديثاً في هذا الصيف عن دار هيرست ( لندن) كتاب " تاريخ سلطنة دارفور" - باللغة الإنجليزية - لمؤلفه بروفسور ر. س. أوفاهي – أستاذ التاريخ بكلية دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة بيرقن بالنرويج .
يغطي الكتاب الفترة 1650 – 1916م ، وهو مؤسس على الكتاب السابق للمؤلف بعنوان " الدولة والمجتمع في دارفور " الذي صدر عام 1980م ، مع إضافة بعض البحوث العلمية التي قام بها المؤلف لاحقاً؛ وأيضاً (كما يذكر المؤلف) مع التوسع والتعديل في التفسيرات السابقة .
الطبيعة التاريخية والأكاديمية للكتاب تنأى به عن محور وأبعاد الأزمة الإنسانية المعاصرة في دارفور ، والتي أبرزت الإقليم إلى دائرة الضوء عالمياً ؛ وهو واحد من أفضل المراجع في موضوع تاريخ دارفور ، إذ أنه إضافة توثيقية ثرية لذلك التاريخ . أما لمن أراد استيعاب الخلفيات التاريخية التي تعين على فهم الصراع القائم حالياًً ، فالكتاب أيضاً يمثل مرجعاً لا غنى عنه ؛ إذ أنه يعكس معرفة لا تجارى وفهماً متعمقاً لتاريخ دارفور ؛ وهو ثمرة أربعين سنة من الأبحاث ، ظل المؤلف خلالها ينقب في ذلك التاريخ (منذ العام 1968م).
يذكر المؤلف أنه ينوي أن يلحق بهذا الكتاب مجلدين إضافيين ، أحدهما عن " دارفور والبريطانيين " كمرجع أولي مع مقدمة ؛ والثاني كمقالة تفسيرية عن " الدولة في تاريخ السودان " .
يغطي الكتاب الفترة 1650 – 1916م من تاريخ سلطنة دارفور ، ويبحث في تأثير القوى الخارجية على السلطنة ، مع التركيز بشكل أساسي على النخب الحاكمة في دارفور - بما فيها السلاطين ، ونساء البلاط ، ورجال الدين ، والتجار ، وغيرهم من الأفراد في مواقع السلطة .
يذكر المؤلف أن الكتاب سجل للتاريخ والثقافة في سلطنة دارفور بكل تنوعها وتعقيدها وثرائها ؛ أما دراسة التاريخ الاجتماعي ، والأجناس ، والبيئة ، والتاريخ المحلي ، فهي موضوعات ينبغي أن تشكل أجندة المستقبل . وقد شرعت جامعات دارفور الثلاث بالفعل في دراسة تلك الموضوعات.
لا أود في هذا المقال الموجز استعراض ما احتوى عليه هذا السفر التاريخي القيم، وأرجئ ذلك إلى مقالات قادمة بإذن الله ؛ وأكتفي الآن بملخص موجز يغطي فقط رؤوس أقلام لما اشتملت عليه فصول الكتاب .
يتناول الجزء الأول : الجغرافيا والتقسيمات الإثنية ؛ ويصف تكوينات دويلات الداجو وتنجر وكيرا ، وتوسع دولة كيرا ؛ وتأسيس الفاشر ؛ وضم كردفان ؛ وعلاقات دارفور الخارجية ؛ وعلاقاتها مع وداي ؛ وفقدان كردفان ؛ والحروب ضد الرحل .
في الجزء الثاني : وصف للسلطان - الفاشر - الطقوس السلطانية- تسلسل انتقال السلطة - النخبة -الأرض والامتيازات - السلطان والمواطنين - الحكومة والمجتمع (حدود سلطة الدولة - الحروب - الضرائب - القانون والعدالة - الإسلام والدولة والمجتمع - الفقرا والصوفية) – الحملات التجارية - أنماط التجارة – سلب الرقيق- كوبي ودرب الأربعين .
بينما يتناول الجزء الثالث : نهاية استقلال السلطنة ( معركة إخضاع دارفور 1873-1874م ؛ بداية المقاومة ؛ المهدية في دارفور ؛ استعادة السلطنة : علي دينار 1898 - 1916م ) .
ذكر المؤلف أن من أسباب توقفه في الكتابة عن تاريخ دارفور عند العام 1916م ، أن ذلك العام هو الذي أسدل فيه الستار نهائياً عن فترة استقلال دارفور كدولة دامت عدة قرون . والسبب الثاني الذي ذكره هو عدم جدوى تناول فترة الحكم البريطاني لدارفور (1916 – 1956م ) ، لا سيما بعد فقدان حوالي الستمائة ملف التي كانت محفوظة في الفاشر في سبعينيات القرن الماضي ( والتي كان هو المؤرخ الوحيد الذي اطلع عليها ونهل منها عندما كانت مكتملة ) . يصف المؤلف أن تلك الملفات احتوت على مادة ثرية ومدهشة ؛ غير أن اهتمامه عندما اطلع عليها عام 1970م كان منصباً على ما حوته عن الفترة التي سبقت فتح بريطانيا لدارفور .
يشير المؤلف بتحسر إلى الإهمال والتخريب المتعمد (أحيانا) الذي تعرضت له وثائق دارفور . وهو يشكر الحظ المجرد الذي هيأ له الفرصة في عام 1970م لتصوير أربعمائة وثيقة ذات صلة بالسلاطين والسلطنة ، يرجع تاريخها إلى الفترة 1700 – 1916م ؛ وذلك بفضل المساعدة المقدرة من الملك رحمة الله الدادنقاوي ، والذي كان وقتها رئيس المحكمة الأهلية بالفاشر .
وغير معلوم كم من تلك الوثائق الأصلية الأخرى (التي لم يطلع عليها) يكون قد أمكن إنقاذها في ظل المآسي الحالية . وهو يؤكد أن هناك جزءاً قد تمت إبادته عمداً ، ويأسف لأن أصبحت الوثائق جزءاً من الصراع .
المصادر اعتمد المؤلف على مصادر عديدة ، من بينها مصادر شفوية ، ووثائق ومخطوطات عربية ، ومواد إرشيفية ، وأطروحات أكاديمية ، ودراسات لم تنشر ، وأدبيات الرحالة ، وأدبيات ثانوية أخرى . وهو يشيد بشكل خاص بالمادة المفيدة التي كتبها كل من المؤرخ السوداني محمد عبد لرحيم ، وآركل ، اللذين قاما بتسجيل التقاليد المركزية لسلطنة دارفور . وهو يثمن بشكل خاص الجهد المضني الذي بذله المؤرخ محمد عبد الرحيم ( والذي وصفه بصاحب العزيمة التي لا يصيبها الفتور والكلل ) ، ويشير إلى مخطوطه المفيد .. "الدر المنثور في تاريخ العرب والفور " .
يذكر المؤلف أنه سيودع صوراً أكبر عدد من الوثائق ( ما كتبه ، وما جمعه من مخطوطات نادرة قام بتصويرها) على شبكة المعلومات العالمية ؛ تحت الموقع : http://www.smi.uib.no/darfur/ ؛ وهو موقع يحتوي سلفاً على ثروة من الوثائق .
صلات المؤلف بدارفور والدارفوريين امتدت الفترة النشطة لأبحاث بروفسور أوفاهي عن دارفور من 1966 – 1980م ، حيث ظل أثناءها يقوم بزيارات لدارفور تمتد ما بين شهرين أو ثلاثة في كل من الأعوام 1969 ، 1970 ، 1974 ، 1976 ، و 1977م . لكن اهتمام المؤلف بماضي وحاضر دارفور لم ينقطع ، حيث واصل كتابة المقالات عن تاريخها ، ونشر الوثائق التي سبق أن قام بتصويرها أثناء زياراته الميدانية لها .
تجددت صلة المؤلف بدارفور في أواخر عام 2004م عندما تمت دعوته لمؤتمر بالخرطوم عن أزمة دارفور نظمته جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة . تبع ذلك توقيعه عقداً استشارياً مع بعثة الأمم المتحدة في السودان (UNMIS) . وسبق له أن شارك في عام 1996م في مفاوضات أبوجا كخبير لمنظمة الوحدة الإفريقية . وقام مؤخراً - كمستشار للبنك الدولي - بإعداد تقارير عن بعض الموضوعات ، مثل حكم القبائل ، وملكية الأرض في دارفور .
يحظى بروفسور أوفاهي باحترام واسع ومودة وسط الشباب الدارفوريين والزعماء التقليديين بدارفور ، الذين يرون فيه تمثيلاً لذاكرتهم التاريخية التراكمية. كما أنه إلى جانب هذا التقدير الشعبي يحظى بالتقدير الرسمي كذلك ، حيث تم تكريمه في عام 1993م من قبل حكومة شمال دارفور ( في احتفال أقيم بمركز التراث الدارفوري بجامعة الفاشر عن أعماله الخاصة بتاريخ دارفور ؛ كما أقيم له احتفال رسمي بمبنى مجلس الشعب قاده والي الولاية). من الطريف أنه بعد ختام ذلك الاحتفال احتفل به أصدقاؤه الدارفوريون بطريقتهم الخاصة في زاوية الطريقة التيجانية ( والتي كان يقودها آنذاك الشاب النشط المرحوم إبراهيم سيدي – الذي درس بكولاك بالسنغال وكان يجيد اللغة الفرنسية ، والذي توفي عام 1999م ) ، حيث استقبلوه بجوقة من الصبيان كانوا ينشدون مدائح الطريقة التيجانية .. وهو يصف تلك اللحظات بأنها مثيرة للعواطف .
وتعبيراً عن التقدير المتبادل بينه وبين أصدقاءه الدارفوريين ذكر في مقدمة كتابه عن " تاريخ سلطنة دارفور" : أنه يهديه لقرائه - وللدارفوريين بشكل خاص - " كهدية من صديق في زمن عصيب" .
كذلك يعبر بإيجابية عن عراقة تاريخ دارفور ، وثقته في مستقبلها بهذه الكلمات :
" أرجو أن أكون قد بلغت شيئاً عن مكانة دارفور وزمانها وأهلها الذين هم أناس أصيلون، وأصحاب تاريخ وهوية ؛ وسوف ينالون مستقبلاً ذا شأن بإذن الله " .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 09-23-08, 01:32 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Sidgi Kaballo | 09-24-08, 10:58 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | abdu abdalla | 09-24-08, 11:20 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Mohamad Shamseldin | 09-25-08, 00:02 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Elmoiz Abunura | 09-25-08, 00:08 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | ابراهيم على ابراهيم المحامى | 09-25-08, 03:35 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | munswor almophtah | 09-25-08, 07:08 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | هاشم ودراوي | 09-25-08, 01:25 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | عيسي الطاهر | 09-25-08, 07:23 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | أحمد طراوه | 09-25-08, 10:01 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | عمار زكي | 09-27-08, 07:28 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 09-27-08, 12:09 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | عبدالله الشقليني | 09-27-08, 02:40 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-02-08, 07:56 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-02-08, 08:05 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Yasir Elsharif | 10-02-08, 08:48 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Yasir Elsharif | 10-03-08, 12:41 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-11-08, 09:42 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-11-08, 09:56 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-11-08, 10:01 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-11-08, 10:10 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-11-08, 10:20 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-11-08, 10:28 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-11-08, 10:51 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | أحمد طراوه | 10-11-08, 11:07 AM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-20-08, 04:45 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-20-08, 04:55 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-20-08, 05:05 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-20-08, 05:24 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-20-08, 05:41 PM |
Re: عرض لكتاب جديد عن تاريخ سلطنة دارفور - لمؤلفه ر. س. أوفاهي | Abdul Monim Khaleefa | 10-20-08, 05:48 PM |
|
|
|