|
Re: مشاعر عبد الكريم ..أنتبهوا لهذا القلم المتميز (Re: عبد الحميد حسين)
|
Quote: بخطاياي التي فاقت زبد البحر، باستغراقي في غرور إنساني ضحل، بوجودي في مساحات ترشقني بطين لزج متسخ من الرذيل البشري اليومي (نميمة،غيبة، شهوات، ظن.. الخ) بسخطي على حظي وقسمتي بحثاً عمّا لدى الناس أراه أفضل من حقي، أعتقد أن الله يحبني كثيراً، ويسخر لي من البشر ما يكون إسناداً داعماً ودعماً لوجيستياً لمجاعتي النفسية والفكرية، لهذا أشكره عليهم ليزيدنني فيهم. وفي رمضان يكون الحب من الله مضاعفاً،هكذا قرأنا وهكذا نعيش وهكذا يكون.. بقدرته تعالى على رحمتك تمام الرحمة والغفران لك ومسامحتك بكرم لا يليق إلا بجعلنا الساعات الرمضانية بوفيه مفتوح على مائدة الطاعة والعبادة متى ما شئت (شِلتَ)، وكيف ما اشتهيت شبعت، وبأن نتقن مهنة المحبة بين الأهل والجيران والناس أجمعين، بأن نفشي السلام بيننا ودّاً إنسانياً جميلاً، يشبه إسلامنا الحنيف والراقي، الإسلام القلبي وليس المظهري الذي صار شكلاً يسوقّه الكثير من الرجال والنساء لإرضاء الناس وليس الله، فيرتدون العباءات ويحجمون عن السلام والزكاة ومساعدة الضعفاء، يرمون الآخرين بأفظع الصفات التي قد تصل إلى حد التكفير، فقط لأنهم لا يرتدون سوى حقيقتهم. فحقائق ما تمّ تدريسه لنا تختصر في (إنّ الدين المعاملة) والمعاملة هي إفشاء السلام والأمر بالمعروف في كافة شئ بلطافة وتحبب، فالفظاظةً وغلاظة القلب والقول تفض الناس من حولك ولو كانوا أهلك.. لكن الأمور أصبحت تختلط بأشياء كثيرة أغلبها معاملات تجارية وأعمال ومصالح و...الخ، وأصبح التعامل أبعد ما يكون عن الدين وأقرب ما يكون الى الدنيا وبشكل غير راق إطلاقاً، وأن تشرع مجرد الشروع في القول بأن هذا غير ما يكون أصل الدين، يجاهرك اولئك بالفظاظة - القبيل - في القول والقلب (إنتي منو أصلاً أو شوفي روحك) فتصمت بغير خير أبداً وترضى أن تكون أنت مذنب في الفعل والقول والمعاملة. العمل الرمضاني جماله بالنسبة لي يختصر في كثيف الروّح الذي يتلبس الناس بالإمساك عن الشراهة والأفعال - السخيفة - من قلّة أدب الطعام والسلام والكلام، فلا ترى من يقضم العيش بكامل أسنانه ولسانه وبلا ترفق بالعيشة والمحشو فيها، ولا تسمع من يتلفظ على قارعة الطريق بأقذع الألفاظ لمجرد أن هناك من تخطاه في الشارع أو مجرد خطأ بشري غير مقصود قام به، ولا تشاهد كيف يمكن أن نبتعد عن أهمّ قيمة إسلامية بالسلام لمجرد غرور ووجاهة ورّقي نظنه بعدم السلام للأقلّ منك مرتبة وقيمة ومالاً. ما لنا وما علينا من رمضان يتوقف في جعله شهراً مستمر الصرف والعطاء طوال العام بصومنا عن التنابذ بالألقاب - وهذه في الشارع كثيرة - وعن النفاق أمام المسؤولين وأولياء الأمر - ولو كانوا الأم والأب - والأصدقاء والزملاء والجيران و...الخ، وعن النميمة وراء كل تلك الفئة ذاتها، وعن الفساد الاجتماعي واليومي والإداري والسياسي... الخ، بصومنا عن الأذى على الطريق وتحت الطاولة، وعن وعن وعن وعن، حسناً، سيقول أصحاب العباءات لي تاني (إنتي منو؟) وسيضعون عليّ ألف خط أحمر من المواقف المرتبطة بالمظهر لا الجوهر، وسأكون مثل كثيرين تحت خط الخطائين غير التوابين كما يريدون دائماً - سبحان الله قابل التوب وغافر الذنب - وسأعود بخطاياي وهم بعبآءاتهم الى ما بعد رمضان كلٌّ يفعل ليلاه.. ولولا عفو الله ومحبته الكبيرة لنا ما استطعنا أن نقيم رؤوسنا كل يوم من على مخدات نومنا اليومي ولا عرفنا حتى تقانة المودّة التي نمارسها مع الناس والحبايب والأقربين والأبناء.. ولا سامحنا من يأذينا ولا حدثنا بنعمه علينا. فإذا كان الله بمقدرته تعالى، يستطيع خسفنا وتبديلنا بخلق أفضل منا، بما ارتكبته قلوبنا وألسنتنا وأقدامنا وأيدينا.. ولا يفعل لأنه يحبنا ويعفو عنّا، فلماذا لا يفعل المخلوق،الذي لا يملك من أمره شيئاً، إلا المعاملة الحسنة.. أن يحب؟ (رمضان كريم والله أكرم بمحبته وعفوه). |
|
|
|
|
|
|
|
|
|