|
Re: مشاعر عبد الكريم ..أنتبهوا لهذا القلم المتميز (Re: عبد الحميد حسين)
|
Quote: يلزم تشكيل القاف هنا بكسرها لكي تحدد ما أريده منها! لكن بضم ضلوعنا على قلوبنا لكي نرغم على تحديد ما يراد لنا! فعقب الانشطار الأكبر لجنوب السودان المتحقق بكيانه بعد أقل من أسبوعين تمام، تهيأت حروف الجر والكسر للتوجه إلى جهات أخر تعمل فيها ما يلزم لتحديدها كجهات حرب تستدعي الجلوس بعد حين لطاولة الحوار - الما فاضية هسه - والخروج باتفاقية كيفما اتفقت جهاتها على ضم أو فتح، لنكسب جهة أو نخسر مكاناً. وما كان من أمر (أبيي) التي من شدّة الوطء عليها ثقيلاً يترفق بها الغرباء أكثر من الفرقاء الذين لن يتفقوا تاريخياً ولا حتى جغرافياً، ناهيك عن عسكرياً وأمنياً واقتصادياً. فإن تبحث فقط عن النسبة الحقيقية للبشر المتحولين بحكم الحرب إلى مجرد أرقام، فلن تجد رقماً يقترب من حقيقتهم! لا من حكومة الشمال ولا من الحركة الشعبية.. عفواً حكومة الجنوب، ولا من أبناء أبيي أنفسهم! هو أمر سيجعلها إقليم (كشمير) الشهير، هذا إن لم تصره الآن! والآن يشد مغنطيس النزاعات الجهات الأربع؛ جنوب السودان وشماله وغرب السودان وشرقه، وتتحول مناطق كثيرة إلى (أبيي) فقط باختلاف خط طولها وعرضها واسمها. وتكون جهات كثيرة جنوب كردفان فقط باحتقان أقل وأسلحة أخفّ! والحكومة تواجه أصعب امتحان تاريخي لحكومة أفريقية دعك من سودانية، لدرجة أن المعارضة الداخلية (اللايت) - حيث أنها مسيخة وباهتة مثل أغذية الحميات وطعام المستشفيات! - يجعلها كمعارضة ترأف وتتلطف بها كحكومة كثيراً وتنتظر في صبر متأن خروجها من مضيق الانشقاقات والاتفاقات ودخولها في مفاوضات معها على وضعها في الحكومة الجديدة عقب التاسع من يوليو القادم! إن القدم الكبيرة للحرب التي تترك أثرها خلفها بارزاً على وجه الأرض، ليسهل اقتفاؤه لمقتفي أثرها، وفي ذات الوقت يصعب محوه من ذاكرة التراب والناس، هو تحد آخر للحكومة في ذات نفسها، فمهما صرخت حناجر إعلامها وإعلانها بأن الوضع مستتب هناك في مناطق النزاعات تخبرك عيون الناس بشيء لا تروى تفاصيله كي لا يطير رحمان القلوب. وهو تحد للشعب بأن يكتفوا من هذا الغباء الإنساني الذي يكلفنا أكثر من الأرواح، مستقبلنا. فكما انتهت الحروب القديمة من تواريخنا وصرنا نحتفل بأعياد ميلاد للحروب، وكما سحقت الاتفاقات حاضرنا وصرنا نعد الساعات والأيام والشهور لحفلات الفراق - فراق غير وامق - فمن باب الحيطة والفطنة أن نبيد ما يمكن أن يتسبب في تفجير مستقبلنا القادم! أما الأقدام التي تطأ المناصب مترفقة بنفسها قبل غيرها بسبب افتعال حريق معارضة أو سلام حكومة، فهي بحاجة لأن تعرف أنها لن تطبع أثراً جيداً كان أو سيئاً. أسوأ ما يمكن أن يكون الآن سوى أن الحكومة تماطل لكسب جولة أخرى في صراع الصخور هذا في جنوب كردفان وأبيي والنيل الأزرق وشرق السودان؛ هو عدم تدبرها لأمر بالغ البساطة كبيت العنكبوت فتراه معقّداً لا لا واهناً، وهو أن الانفصال الذي صرحت بالفرح وتقديم القرابين على تراب أرض الشمال له قبل الجنوب صار المشهيات التي وضعتها بلا وعي مسبق على طاولة الحوار. وما إن يشرع ضيفها في تناولها حتى تنفتح معدته لنصيب أكبر من الحركة الشعبية السابقة ويطمع في التحلية بعد الوجبة! وجب عليها إذن وعلى منسقيها في القبل الأربعة للسودان مراعاة فروق التفويض هنا وهناك فما يقبله مواطن من غرب السودان يمكن أن يرفض من مواطن في شرقه! وما تزرعه في جنوبه يمكن أن تحرقه شمس جبال نوبته! وفي حال نجاح فهم التنوع العرقي والثقافي هذا يمكنني طباعة هذه المادة لوقت السلام المستدام، بتشكيل القاف بالضمة ! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|