كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
"رمضان ولّى هاتها يا ساقي" بصوت إيمي واينهاوس – ريميكس
|
عنوان هذا البوست مقتبس بالكامل، بل سوى عن كلمة "ريميكس"، من عنوان بوست كتبته عن المغنّية المجيدة أكان في رمضان 2008 أكان في رمضان 2009 لكنّ البوست رحل حين ابتلعه ثقب (قول، يا زول، قَدْ) من قدود هذه الدنيا الافتراضية وربّما إنّه قد التهمته بؤرة رمال (من سيليكا؟) متحرّكة هنا أو هناك بهذا العالم "الرغْمي". والمغنّية المجيدة رحلت، هِيّ كمان، ومايكل جاكسون رحل وبوب مارلي رحل وأنا ذاتي ما براي...أو كما قال.
أضحت الأحذية الجلدية الأصيلة (أي، تلك التي لا تشوبها لا شبهة قماش ولا شبهة جلد صناعي لا بظاهرها ولا بباطنها) أضحت نادرة، في زماننا هذا، متلها متل الموسيقى الأصيلة. لقد يئست من أن أجد جزمة أصيلة حتى من بعدما تجرأت فالتمست ما أطلب لدى "ميلانو" ولدى "ألدو" فالأمر أقرب للمستحيل إلاّ لمن رحم جيبه حاجته فتحزّم وتلزّم ودقش "كلاركس" ينشد أن "يتجزّم" من شاكلة الجوز أب ستميّة ريال وإنت طالع مع إنّ الجوز لدى هؤلاء فردتين ما يزال. لكن يجوز، للمضطر طبعاً، أن يغش جيبه زاعماً أنّ الجوز قد كشَّ إلى نُصْ جوز (يا أخوي البلدان بِقَت تكِشْ، جات على الجِزَم يعني!) فيشتري جوزين من أبو فردة واحدة في حساب تلتمية ريال للجوز (وإنت طالع) فيتنعلت وتحسن نعلتته.
باختصار، لقد اضطرّني هذا الوضع إلى خيارٍ بديل يتمثّل في أن أسعى لتجديد ما لديّ من أحذيةٍ تتمتّع بالصفة المنقرضة فكان عليّ أن أشدّ الرحال إلى حيث دكان صنايعي أسماه صاحبه "اسكافي" وصنعته واضحة من اسمه أمّا أهمية الصنعة فمثبتةٌ بسطوة البراند "اسكافي" وتمركزه بالأسواق الكبرى بالرياض. استقبلني "اسكافي" أسواق الجزيرة بحجّة واهية وهي إنّو ما فاضي وزحلقني إلى حيث "اسكافي" اليورومارشيه فاستقبلني الأخير بحجّة أوهى وهي إنّو مافي جِلِد طبيعي! وزحلقني إلى "اسكافي" بندة. بالله ما عندك جِلِد طبيعي؟! أقول ليك حاجة؛ ياخي أسلخني أنا دا، أكان ما عندك شك في طبيعة جلدي طبعاً، بَسْ رقّع لي جزمي دي.
قادني الضجر إلى أن أهيم على وجهي باليورومارشيه فدلفت إلى محلٍ يبيع الموسيقى على قارعة المارشيه لعلّني أجد عنده ألبوم لإيمي واينهاوس ظللت أطلبه، حائماً أسواق الرياض بساق كـلب في أثره، منذ ذلك البوست الرمضاني. أصلاً السوق دا يوروباوي وألاّ أنا غلطان! لا غلطان ولا حاجة فقد تعوّضت الجدّ بجَلَدٍ في طلب تجديد أحذيتي بجلدٍ طبيعي بأن ظفرت، أخيراً، بألبوم غناءٍ طبيعي وأصيل.
لكن، قد يجد بعضكم في حديث الأحذية هذا حشواً فارغاً تماماً كما وجد "إيان والكوت"، صديقي بمنتصف التسعينات، في مشهد العرس الروسي بفيلم The Deer Hunter حشواً لا ضرورة له. لكنّ هذه الضرورة، بحديث الأحذية، وتلك التي بمشهد العرس حالةٌ لا يمليها إلاّ فداحة ما يليها.
يتبع.
|
|
|
|
|
|
|
|
|