اميرة قرناص زوجة علي كرتي سفيراً للسودان بايطاليا

Quote: لم أكن أدري - ربما لجهلي البائن - أن السيدة أميرة قرناص سفيرتنا في روما هي زوجة السيد علي كرتي وزير خارجيتنا حتي قرأت لها لقاء صحفي مع صحيفة الصحافة أمس الأول . و الحقيقة أني لم أفاجأ بالمعلومة، إذ أصبحت محصنا تماما من الأنقاذ و مفاجأتها فكل شئ جائز في هذا الزمن الغيهب ! جاء في الفصل الخامس من شروط التعيين في وظائف السلك الدبلوماسي والقنصلي في البندين الأول و الخامس ما يلي : (1) يتم التعيين في وظيفة سفير بقرار من رئيس الجمهورية، وذلك بعد التشاور مع الوزير. (5) تتم ترقية السفراء بقرار من رئيس الجمهورية بناءً على توصية الوزير و هذا يعني أن السيد علي كرتي إستيقظ ذات صباح باكر ، نثر كنانته فعجم عيدانها فوجد حرمه المصون أمرها عوداً وأصلبها مكسراً لشغل منصب سفيرنا في ايطاليا ف(تشاور) مع السيد الرئيس و (أوصي) بتعيينها فاستجاب سيادة الرئيس مشكورا ! لا علم لكاتب هذه السطور بمؤهلات السيدة حرم الوزير و احقيتها ( دون أمة لا إله إلا الله ) بمنصب سفيرنا في أرض البيتزا و الانترميلان و بغض النظر عن ماهية هذه المؤهلات، كيف يستقيم أن يعين مسؤلا زوجته في منصب بهذه الضخامة و تحت امرته المباشرة ؟ كيف تستقيم الحياة الدبلوماسيه و مسؤل الدبلوماسية الأول فيها لا يجد حرجا في التوصية بتعيين حرمة المصون سفيرا لبلادنا و لا يجد السيد رئيس الجمهورية مانعا في هذا الترشيح ؟ كيف لا يعتبر هذا التعيين تضاربا للمصالح ( conflict of interest ) و الزوج رئيس الزوجة ؟ كيف سيحاسب السيد الوزير زوجته إذا قصرت في عملها ؟ كيف سيفصل بين علاقته بها كزوجة و استفادته شخصيا من منصبها و بين كونه من بيده فصلها أو ترقيتها ؟ و لأن العلاقة الزوجية بها من الخصوصيات ما ليس لغيرها منع المشرع في كثير من القوانين شهادة أحد الزوجين للاخر خاصة إذا كان فيها جلبا لمنفعة أو دفعا لمضرة لأن هذا يشمل الزوجين بالضرورة . فكيف إذا كان الزوج في هذه الحالة يجلب المنفعة لنفسه ( و يا لها من منفعة ) عندما يعين زوجته في هذا المنصب الذي يسيل لعاب كل من له - و من ليس له - علاقة بوزارة الخارجية . و إذا كانت شهادة أحد الزوجين للاخر مجروحة في المحكمة ،كيف تجوز في التعيين ؟ اللقاء الصحفي مع السيدة السفيره فيه من المنغصات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ،إذ تقول سعادتها ( والله الوزير مما كيلو الطماطم وصل 12 جنيه تانى ما اكلو ولا اشتريناه ليه.) و تقول (وانا افتكر كثير من البيوت بها حمام سباحة وحمام السباحة المفروض يتم تنفيذه للاولاد عادى جدا ولم يتم تشييده حتى الان) لكن أشد ما آلمني في اللقاء هو هذا الكلام :(الحمد لله زوجى رجل تقى جدا وعادل وقد ربى اولاده تربية دينية وتشهد الخلاوى الدينية بذلك ) و (وبالنسبة لزوجى كان دائما يحرص على تلاوة القران فى الصباح الباكر يوميا وايضا صلاة التراويح واذا كان عنده اجتماع يكون بعدها و يجلس للتهجد وقيام الليل فهو رجل متدين و انسانى جدا وكان من فترة الى اخرى يفتح دولابه ويقول لى الملابس دى بقت كتيرة داير اوزع منها ويشير الى ويقول وانتى كمان طلعى جزء منها نوزعه وتضيف صراحة انا بتبرع ولكن هو حريص اكثر منى على هذا الامر ويقول لى امرنا الله ان ننفق مما نحب.) فحتي إن صح هذا الحديث، هل من الدين و الدبلوماسية في شئ أن تطل علينا سيادة السفيرة في الصحف فتذكي زوجها - الذي هو وزير الخارجية و رئيسها المباشر - علي الله و علينا و تحدثنا عن انسانيته و تقواه و عدله و تهجده و قراءته للقرآن و قيامه لليل و انفاقه في سبيل الله ؟ . لهذا السبب بالتحديد لا يجوز للسيد وزير الخارجية تعيين السيده حرمه في هذا المنصب لانه من الطبيعي أن يري فيها نفس ما تراه من انسانية و عدل و باقي الصفات الجميله التي هي نتاج للعلاقه الزوجية و ليس الأداء العام . من حق كل زوج أن يرى في زوجة من الصفات ما يري طالما أن تلك الرؤية لا تدخل في الشأن العام ، لكن أن يوصي وزير خارجية بتعيين زوجته سفيرة و أن يصادق السيد الرئيس علي هذا التعيين يحدث بجلاء عن أي زمن نعيش فيه . عندما تعلنو السودان مملكة خاصة بالكيزان و من تبعهم بغير إحسان فليعين كل الوزراء و المسؤلين زوجاتهم في أي منصب يرونه مناسبا، حتي ذلك الحين، رجاءا توقفو عن الاستخفاف بالناس و عقولها !!