|
Re: خريطة السودان تتغير!سيفقد السودان كذلك نسبة 80% من غطائه النباتى!! (Re: توفيق عبد المجيد)
|
سلام يا جني مساهمة يسيطة في الموضوع جاذبية الخريطة المتعرِّجة! راشد مصطفي بخيت.
(1) تبقي علي الانفصال الإداري للسودان ثلاثة أيام فحسب، والجميع يتهيأ لوداع أصدقاء لهم في العمل والكفاح والهموم المشتركة. فبعد أن تمَّ رسمياً إيقاف كل الجنوبيين العاملين بالخدمة المدنية وإيفاءهم حقوقهم كاملة، بدأت بعض المؤسسات المدنية كذلك في إقامة فعاليات وداع مَن عملوا معها مِن الجنوبيين، في بادرة كريمة ولئيمة في نفس الوقت إلا أن الجميع يخوض وحلها مكرهٌ لا بطل! ودع مركز الدراسات السودانية في احتفالية بهية جميع أعضاء وأصدقاء المركز من الجنوبيين أمس الأول وطافت بأذهان الجميع صور عديدة لبؤس الواقع الذي وجد الجميع فيه أنفسهم كأنهم يضطرون الوفاء بحقوق إخوتهم في زمنٍ أصبحنا لا نميِّز فيه بين الحق والباطل! (2) يشكو العاملون بالقطاع الطبي السوداني هذه الأيام مرّ الشكوى! إذ بكت عيونهم والتاعت أفئدتهم جراء هذا الفراق المحتوم! فقد خسرت مستشفياتنا السودانية أكفأ طاقاتها في مجال التمريض والكوادر الطبية المساعدة المتميزة في عملها، فقد خبر كل من تعامل مع الجنوبيين في هذا الحقل خبرةً ودربة وإنسانية رفيعة تحلي بها رفقاءهم في هذه المجالات ومثلها أخرى كثيرة ليس المقام مقام حصرها هنا. رنَّ جرس هاتفي صباح الاثنين الماضي يرسل عبر سماعة الهاتف صوت نواح وعويل بمستشفي القضارف التعليمي بعد أن تأكد للجميع أن أميز ممرضاته سيغادرن القسم نهائياً دون رجعة! (3) انتحبت والدتي المسئولة عن هذا القسم وهي تخبرني بألم غائر أنهم يودعون زميلتهم الشاطرة غصباً عنهم بعد أن أكدَّت أن خسارتها لا تعوض! فأصابتني هاء السكت وسكتُ كما كتب ذلك أستاذنا القاص المبدع بشرى الفاضل من قبل. طفقت أبحث عن مواساة كاذبة أطمأن بها وجل فزع قلوبهم وفشلت فشلاً ذريعاً في ذلك، إذ طافت بذاكرتي أسماء عزيزة من زملاء المهنة والدراسة والسكن جمعتنا بهم علائق لم تنهض مطلقاً علي أية دعاوي مغرضة للتمييز من أي نوع! سأفارق صديقي (أتيم سايمون) الذي عملت معه لفترة قصيرة في منبر الشباب الديمقراطي التابع لمركز الدراسات السودانية، كما سأفارق صديقي وزميل دراستي (مثيانق شريلو)! طافت بذهني أسماء عديدة جمعتني بها صلات مختلفة أحببتهم وأحبوني بلا دستور أو استفتاء، وتذكرت زميلي المخرج والممثل البارع (جاستن جون بيلي) ورصيفه الممثل المهذب (مايكل)، ثم صديقي الذي استمتعت بالعمل معه في اللجنة التنفيذية لاتحاد الكتاب السودانيين الدورة الماضية (ديريك أويا ألفريد)، وكذلك الجميلة وزميلة الدراسة بجامعة الخرطوم (ستيلا قايتانو)! أنها بحيرة بحجم ثمرة الحب والنقاء! (4) لم تجد وزارة الإعلام مبكيً ينوء بحمل خسارتها الفادحة لشكل خريطة السودان القديمة فأطلقت يوم أمس عبارة تخادع بها النفس أن شكل خريطة السودان الجديدة بعد تدشينها! أصبحت جميلة ووصفت شكلها الهندسي ب(الجذاب)! عن أي جمالٍ تتحدث وزارة الإعلام وهيئة المساحة في هذه الخريطة الجديدة التي أشفق علي طلاب الأساس من حفظ رسمها المتعرج (بلا منطق) هندسي! كما كنا نفعل مع خريطة السودان القديمة! فهذه الخريطة الجديدة من ناحية الجنوب الجديد! لا يستطع رسمها بدقة إلا من تعود (قص الأثر)، أو ملاحظة حركة النمل! فأي جمالٍ وأي جاذبية هذه التي رأتها هيئة المساحة؟ صحيفة الجريدة 5/7/2011
|
|
|
|
|
|
|
|
|