كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد
|
العزيز الأستاذ صلاح عيسى
رئيس تحرير صحيفة القاهرة
تحية محبة وإحترام مصحوبة بالإمتنان لشخصك ولأسرة تحرير (القاهرة) لموقفكم المحترم و العادل من قضيتى وبعد ،
هذا الموضوع هو أول موضوع أنشرة بعد إنقطاع دام مايزيد عن العام بشهور عن النشر ، مع قرارى المصيرى بالعودة إلى أحبائى وناسى ، ألتمس فيهم الدفء الإنسانى والدعم المعنوى ، لأن قرائى هم أهلى الحقيقيون ، وبينهم أشعر أن للحياة معنى وقيمة وهدف ، وأنها لذلك تستحق أن تعاش.ولعل الدافع الأهم لهذة العودة هو الأحداث التى تجرى هذة الأيام فى بلادى ، وما تتعرض لة مدنية الدولة من ضغوط خبيثة وخطرة ، وخاصة بعد صدورقانون الأحزاب الجديد ,وما يزعمة تيار الإسلام السياسى حول دولة مدنية بمرجعية إسلامية. ولأنى حتى تاريخة لم أسمع أو أقرأ ردودا متماسكة على هذة المزاعم. ومن موقع تخصصى ، والواجب المفروض على كمواطن ، كان لابد من كسر حالة الصمت التى فرضها على الإرهاب المتأسلم ، للمشاركة بما علمنية وطنى وأهلى فى هذا الوطن ، فهو جهد منهم وإليهم أحاول بة المساهمة فى رد هجمة الخراب الآتى باسم دين جميل وعظيم وبريء مما يأفكون ، هذا إضافة إلى دوافع أخرى يفصح عنها هذا الموضوع ، لم تترك لى فرصة الاستمرار فى الصمت الجبرى.
ولأنى ربما أكلفك بهذا الموضوع فوق ما تطيق ، وأن للنشر فى بلادى حسابات وأسقف حمراء عديدة ، فــقــد قررت نشرة على الشبكة الدولية للمعلومات.
أهدية اليك ، وكذلك للشيخ المثقف والنبيل عبد الله بن زايد صاحب الأيادى البيضاء ، وإلى الدكتور عبد المطلب الهونى الذى كان عوناً وقت شدة كدأبة المعلوم ، وإلى الدكتور ثروت باسيلى الذى كان أخاً صادق الأخوة فى عمق المحنة ، وإلى المقاتلة الجسور فريدة النـــــقاش ، وصديقى الأنسان حلمى النمنم ، وللصديق الكاتب المبدع أسامة أنور عكاشة ، وللأستاذ كمال غبريال وقلمة الصادق الصاعق ، والصديق النبيل و الكاتب النادر محمد البدرى ، و لسعيد الكحل وقلمة الرقيق كحد الشفرة ، و أيمن السميرى وحسم بلاغتة المبلٌَغة ، و سعد صلاح خالص الذى أبكانى بمرثيتة (ترجل الفارس وترك الحصان وحيدا) ، و ليثال اليفن صادق الكلمة والقلم والقلب ، إضافة إلى حشد من الأسماء الكبيرة و المحترمة : الدكتور أحمد البغدادى ، وعباس بيضون ، وعبد الرحمن الراشد ، وسامى البــحيرى ، وعامر الأمير ، وعلى البغلى ، وأحمدالعويــس ، وجاسم المــطير ، وعادل حزين ، وكاظم حبيب ، ونــــورة المسلم ، ولـــطيفة الشعلان ، وإبراهيم الجندى ، وحسن محمد اسماعيل ، وجورجيس كوليزادة ، ولكل الكتاب الأحرار الذين تفهمــوا محنتى ، إضافة إلى أسماء أخرى كثيرة ومحترمة بالمئات ، أكثر مما تسمح به ذاكرتى العجوز ، هم نجوم سمائنا وشموس مستقبلنا ، أرجوهم الصفح والغفران إن لم أشر إليهم إسماً إسماً ، فلهم منى عظيم الإمتنان والتقدير ، وخاصة كتاب الشـــبكة الدولية للمعلومات ، الذين كانوا خير الأقلام وأكثرها طهراً ، فى زمن أصبحت فيه الوطنية خيانة ، و الطهارة جريمة.
بعد تردد دام الشهور المنصرمة ، كان أمامى عدة خيارات ، كان أحلاها مراً:
الخيار الأول والمتاح هو أن اظل قابعاً فى بيتى صامتا أتابع الأحداث تجرى من حولى وانا بلا حول ولا قوة ، أبتلع لسانى الأخرس ويحترق قلبى مع كل حـــدث ، لأنى لا أستطيع أن أصل بكلمتى إلى الناس والتى ربما كان فيها نفعا ولو ضئيلا ، ويملأ الكلام حلقى فيخنقنى ، ويزدحم صدرى بقهر مكتوم ، فلا أجد إلا عالم المكتئبين أجوس فيه دون هدف ولا معنى لأى شىء ، لا هو زمان ، ولا هو مــكان ، لا هو موت ، ولا هو حياه ، هو عالم من فضاء لا نهائى بلا ملامح ولا معالم.
الخيار الثانى هو أن أرتكب الحماقة وأمسك بالفكرة والقلم فى تحد يائس ، وكثيراً ما فعلت ودوما ما كان عيالى يمزقون ما أكتب ، أو يخفونه أولاً بأول ، لنعيــش أياماً من المناوشات والجدل ، فأنــا لهم الأب والأم والعــم والـخال والـصديـق والحبيب ، وهم سر إحتمالى الحياة حتى اليوم ، فهم من زان حياتى المضطربة وجعل لها مــعنى ، وعادة ما كان قرارهــم هو النافذ إزاء ما يتعلق بشئون الأسرة المصيرية ، وإحتراماً للمبدأ كنت أحترم الإجــماع حتى لو خالف تقديراتى وخبرتى.
من المفارقات فى أمــرى مع تهديدى بالقتل ، هو أن دافعى لكــتابة بيان التوقف عن النشر الذى طلبه الإنذار القاتل ، لم يــكن هو الخوف من الموت. وهنا لا أدعى بطولة كاذبة لأن الخوف غريزة إنسانية طبيعية ، بل لأن فى المسألة جانباً شخصياً. فأنا أمــوت كل يوم عدة مرات وأذهــب فى غيبوبات تامة نتيجة خــطأ جراحى فى جـذع المخ ، وهناك كنت أذوق طعم الموت الــصادق فعرفته عن معاشرة ومباشرة وملامسة ، وكان أهم ما خرجت به من تــجربة الموت الــمستمر ، نتيجة اعتبرتها مـــعلومة هامة فى تجربتنا الوجودية ، و هى أن المــوت ليس فيه أى نوع من الألم ولا الشعور ، وليس هناك أى عوالم للعفاريت أو السعالى او الثعابين أو الغيلان أو الملائكة أو الجن ، بل هو إنتهاء للشعور بكل الآلام فى راحة أزعم أنــها جميلة وهادئة..وكثيراً ما تمنيت ألا أعود ، لكنى فى كل مرة كنت أعود وأعلم أنى ما زلت حياً عندما أبدأ الشعور بآلام جسدى المعتل. وفى جلساتى مع أصدقائى كنت أحيطهم علماً بهذه المعرفة النافعة والهامة والمبهجة أيضاً ، خاصة أن هذه المعرفة نتيجة لتجربة حقيقية نادرة فى نوعها ، أمارسها كل يوم مرات وأعــود لأرويها لأصدقائى ، فى خلاصة هى: أن الموت لم يعد مخيفاً ، وهذا كان غاية ما يشغلنى ويشغلهم فيه كظاهرة لم تعد مجهولة.
هذا ناهيك عن كونى لم أدرب نفسى على حمل البندقية ولا الخنجر ، فلا هى أدواتى ولا هى معركتى ، فهذه أدوات موت بينما صنعتى وحرفتى هى الحيا ة ، فدربت نفسى على حمل القلم وصناعة الفكرة حباً فى وطنى وناسى كــهدف تكتيكى واستراتيجى أوحد ، بغض النظر عمن سيرضى أو عمن سيغضب أو عمن يمدح أو عمن يذم. إن السلاح صنع لكى يقتل أما القلم فقد صنع لكى يخلق ويحيي ، بمساعدة العقل المنجز ، ليصوغ فكرة معادلات أو قوانين أو أفكار أو كلـــمات أو إكتشافات أو إختراعات ، من أجل سعادة الإنسان. فإن كانت المعركة بين القلم والرشاش فما أبأسها معركة وما أخسرها موقعة ، وما أسوأه مجتمع يقبل بها ويشرعها ، وعندما يكون عجز الحجة وضعف البرهان والشعور بالـــعار دافعاً للــرد بالقتل ، فما أبأسها شريعة وما أضعفها وسيلة تشرع مثل هذا القانون الخسيس.
بينما عندما يكون الصراع بالكلمة مقابل الكلمة ، والبرهان أمام الحجة ، والدليل إزاء القرائن ، يصبح الصراع صحياً حضارياً منتجاً ، وأنا لمثل هذا الصراع يا سيدى ، سواء نجحت أم أخفقت ، المهم أن تحدث نتيجة فى النهاية يمكنها أن تفعل فى الواقع لترتقى به خطوة... الصراع بهذا المعنى يحل المشاكل ولا يعقدها ، يعرضها على الناس ولا يفرضها ، يـــضع حلولاً عديدة تترك للناس فرصة المفاضلة والتمييز للإختيار بين البدائل ، ويفتح المسا حة لكل الفرص والأفـــكار لتتنافس ليأخذ منها المجتمع ما يراه فى صالحه ، فيهزموا ويُهزمون ، بدلاً من أن يقتلوا ويُقتلون ، ولا يبقى لرأى قداسة ولا عصمة ، لأن ما يمكث فى الأرض هو ماينفع الناس.
أعود بك يا صديقى الإنسان إلى تلك الأيام منذ عام ، وقبلها بحوالى سبعة أشهر ، كانت قد بدأ ت تصلنى الرســالة اليومية لقاعدة أنصار الرافدين ، ثم بدأت الرسائل تأخذ عناوينا خارجية تحمل لوناً من التهديد المبطن والتحقير ، من قبيل (إستمع إلى سيدك أبو مصعب الزرقاوى) وبداخل الرسالة نص خطاب للزرقاوى ، أو مثل (نصيحة لوجه الله) وتحمل نصائح بالتراجع عما أكتب ومناقشة لما أكتب من وجهة نظر إسلامية شديدة التعصب والأنغلاق والفجاجة ، إلى أن أتت رسالة تحمل عنوان (عقبالك) وبالداخل نص بيان قتل إيهاب الشريف سفير مصر بالعراق ، وكل الرسائل كانت بشعار و(بادج) قاعدة أنصارالرافدين ، ومع فتح الرسالة تستمع لأنشودة صوتيه إسلامية جهادية ملازمة لكل رسالة ، وبــــــعدها وصلتنى الرسالة القاتلة ، ولكن بتوقيع (جماعة الجهاد مصر).
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Sabri Elshareef | 05-17-07, 12:09 PM |
Re: الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Sabri Elshareef | 05-17-07, 12:11 PM |
Re: الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Sabri Elshareef | 05-17-07, 12:12 PM |
Re: الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Sabri Elshareef | 05-17-07, 12:14 PM |
Re: الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Sabri Elshareef | 05-17-07, 12:16 PM |
Re: الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Gafar Bashir | 05-17-07, 02:45 PM |
Re: الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Mustafa Mahmoud | 05-17-07, 03:19 PM |
Re: الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Sabri Elshareef | 05-17-07, 10:46 PM |
Re: الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Mannan | 05-18-07, 05:28 AM |
Re: الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Sabri Elshareef | 05-19-07, 00:06 AM |
Re: الموضوع الاول للدكتور سيد القمني بعد توقفه بسبب التهديد | Sabri Elshareef | 05-19-07, 08:35 PM |
|
|
|