|
Re: لا ترغب أن يحدث لك ما حدث لسعيد وسعيدة. (Re: معاذ حسن)
|
Quote: لا ترغب أن يحدث لك ما حدث لسعيد وسعيدة |
لعلي أفاجئك صديقي معاذ إن قلت لك أن عمنا سعيد وخالتنا سعيدة سعداء بحق وحقيقة ، ذلك أن الله تعالى قد أكرمهم كرماً بالغاً ، فما أجمل أن يعيش هذا ( السعيد ) أيامه الأخيرة وسط ( بضع وعشرون نفسا ) من لحمه ودمه حتى صار ( لا يكاد يفرغ من لعب وإزعاج وصريخ عيال عياله حتى يبدأ صريخ نساء عياله والذي يمتد حتى صريخ مؤذني الحي أن حيا على الفلاح ). ذلك هو المعنى الحقيقي لاتصال الحياة حتى وإن شابها شتارة ورعونة مثل شتارة ورعونة نزار . عشت تجربة نقيضة لتجربة عمنا سعيد ، بطلها أحد أصدقاؤنا المغتربون ، منذ أن إجتمعنا في غربتنا وهو مهموم ببناء منزل يتكون من فيلا في الطابق أرضي وطابقين علويين ، كل طابق يحتوي على شقتين ليكون حسب تخطيطه الطابق الأرضي بمثابة البيت الكبير له ولرفيقة عمره والشقق الأربع بعدد أنجاله . لم يكن للرجل هم أو ( ونسة ) إلا عن البنيان وأسعار الأسمنت والحديد والأبواب والشبابيك مما جعله مصدراً ( Up to date ) لأسعار مواد البناء . أكمل الرجل بناء منزله على النحو الذي أراده وعندما آن أوان الرجوع وجد نفسه وزوجه وحيدين فأنجاله الذين درسوا وتخرجوا في جامعات غير الجامعات السودانية قد تزوج بعضهم لكنهم إختاروا طريقاً آخر فتوزعوا بين المنافي المنتشرة بعرض الكرة الأرضية . لم تجد محاولاته المستميتة معهم للعودة للعيش معه في السودان ( يا حاج هو الناس العاشت عمرها كلو في السودان هجت وطلعت منو . دايرنا نحنا الكنا بنجيهو إجازات بس نتأقلم على الحياة فيهو .؟؟؟ ) . لم يجد بداً من تأجير الشقق لا ليبحث عن عائد مادي إضافي فقط بل ليشعر ( بالحياة ) من حوله . وتحولت شيخوخته التي أرادها هادئة يجتمع عنده أنجاله وأحفاده أيام الجمع والأعياد على مائدة واحدة إلى ترحال مستمر بين القارات لتفقد أحوالهم .
فأيهم كان الأسعد بشيخوخته .؟؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|