جامعة الجزيرة ... سناريو الاحداث ولا لمحاكمة الطلاب

Quote: أحداث جامعة الجزيرة زهير السراج [email protected] * لا يمر يوم إلا ونسمع بمشكلة في جامعة حكومية أو خاصة، ودخول طلابها في إضراب أو اعتصام يؤدي في نهاية الأمر للصدام مع قوات الشرطة، وانتشار الفوضى، وايقاف الدراسة بإغلاق الجامعة لأجل غير محدد. * وفي كثير من الأحيان يتم إقتياد الطلاب إلى الحراسات والمحاكم ومحاكمتهم بالجلد والغرامة، أو السجن مع إيقاف التنفيذ، أو السجن مع النفاذ في بعض الأحيان، إذا لزم الأمر، وكلها أشياء تؤدي إلى إلحاق الضرر بالطالب وأسرته، وبالجامعة والعملية التعليمية برمتها، وتهدر على الدولة الكثير من الجهد والمال والوقت. * وللأسف الشديد، فإن معظم المشاكل التي تؤدي لحدوث المصادمات وإغلاق الجامعات، وتعطيل الدراسة، مشاكل صغيرة وبسيطة للغاية، ولكنها تتضخم، وتستعصى على الحل بسبب عدم تفهم بعض إدارات الجامعات لاحتياجات الطلاب ومطالبهم، وعلى سبيل المثال، موضوع الروابط والإتحادات الطلابية التي تصر بعض الجامعات على عدم قيامها برغم مشروعيتها من ناحية دستورية وقانونية، وأهميتها لممارسة الأنشطة السياسية والثقافية، والاجتماعية والرياضية، بشكل تنظيمي وجماعي، داخل الجامعة والمرافق التابعة لها، بالإضافة إلى الدور المهم للإتحاد او الرابطة في حل مشاكل الطلاب بالتعاون مع الإدارة، ووجود تنظيم طلابي تلجأ إليه الإدارة لمساعدتها في تسيير دولاب العمل، وحل مشاكل الطلاب. * غير أن بعض إدارات الجامعات والأساتذة، خاصة الذين اقتحموا مجال التعليم العالي مع ما أطلق عليه اسم «ثورة التعليم العالي»، وليست لديهم خبرة أو معرفة بالتعليم العالي وقضاياه، ولم يمسكوا بطباشيرة في حياتهم، لديهم مفهوم خاطيء حول دور الاتحادات والروابط، ويظنونها اجهزة نقابية لمواجهة ومصادمة ادارات الجامعات، وأساتذتهم فيضعون العراقيل في طريقها، ويتحينون الفرص لإلغائها ومنعها من القيام بدورها المهم في قيادة العمل الطلابي بأوجهه المختلفة ـ وهو ما حدث كثيراً، ويحدث الآن في جامعات عديدة حكومية أو غيرها. وعلى سبيل المثال جامعة الجزيرة التي شهدت الكثير من المصادمات بين الادارة والطلاب منذ فترة من الوقت، وقد أُغلقت بسبب ذلك مرات وفترات عديدة تختلف من كلية لأخرى، واعتُقل طلاب كثيرون وقدموا للمحاكمات، وفصل بعض الطلاب وأوقف بعضهم من الدراسة.. وقد أدى ذلك لاستمرار المصادمات والمواجهات مثلما حدث أمس في كلية الزراعة والموارد الطبيعية بأبي نعامة، وما حدث قبل ذلك في كلية الإدارة والاقتصاد التي اوقف 43 من طلابها، وقدم بعضهم للمحاكم التي حكمت عليهم بالغرامة والجلد والسجن مع ايقاف التنفيذ.. وتعرضوا قبل ذلك للاعتقال لمدد مختلفة.. وبعضهم لايزال موقوفاً برغم معاقبتهم بواسطة المحاكم، علماً بأن القانون يمنع معاقبة الشخص مرتين في جريمة واحدة، اذا افترضنا أن ما قام به الطلاب من اضرابات او اعتصامات.. جرماً يستحقون عليه العقاب، وهو ليس كذلك بالتأكيد، فالاضراب والاعتصام والتظاهر اساليب مشروعة لنيل الحقوق!. * ان اتحادات وروابط الطلاب تنظيمات مشروعة، ومهمة لسير العملية التعليمية، ولا يجب أن يقف أحد في طريقها، او يعرقل عملها.. وحسب خبرتي وتجربتي في التعليم العالي، فان مطالب الطلاب تكون في معظم الأحوال، موضوعية ومشروعة، وهي لا تتعدى تحسين البيئة الأكاديمية والتنظيمية، والسماح لهم بالعمل الجماعي المنظم.. غير أن بعض إدارات الجامعات، لا تفهم، ولا تريد أن تفهم.. ولهذا تقع المصادمات والمواجهات، وعندما تقع تلجأ إلى الخيار السهل، وهو استدعاء الشرطة.. وإغلاق الجامعة.. وهو للأسف، خيار لا يؤدي إلا للمزيد من التعقيدات والمشاكل! * فمتى تفهم الجامعات ان معظم مطالب الطلاب مشروعة، ومواجهتها لا تكون بالشرطة وتعطيل الدراسة، وانما بالحكمة والعقل والتجاوب!