كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله (Re: بكرى ابوبكر)
|
الحزب الشيوعي السوداني يكون أم لا يكون (2)
د.أمين حسن عمر
الماركسية ومشروع الحزب السياسي
لم يخبرنا أحدٌ حتى الآن بعد عودة الحزب الشيوعي السوداني للساحة السياسية العلنية إن كان ما يزال حزباً ماركسياً لينينياً كما كان في آخر مؤتمر عام في 1967م أم أن الماركسية اللينينية لم تعد مرجعية للحزب وإنما مشرباً فكرياً تستلهم منه الأفكار. وعلاقة الحزب بالماركسية اللينينية مهمة للغاية لمعرفة كونه حزباً اشتراكياً في ساحة سياسية ليبرالية أم أنه ما يزال حزب الطبقة العاملة الشيوعي الذي يدعو لأن تحتل الطبقة العاملة دوراً مركزياً في قيادة العمل السياسي في إطار رؤية الديمقراطية الجديدة التي دعا إليها الحزب في العام 1967م, وفي ظل التزام الحزب المركزية الديمقراطية منهجاً للعلاقات التنظيمية الحزبية. الحزب الشيوعي في وثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية قد حدد موقفه من القضايا الأهم التي تواجه المجتمع السوداني والسياسة السودانية في النصف الثاني من العقد السادس من القرن العشرين. وقد مضت على تلك الوثيقة سنوات تجاوزت الأربعين سنة فهل ما تزال تلك الإعلانات والمواقف سارية وقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر؟. الإجابة عن هذا السؤال في غاية الأهمية لكي نتعرف على هوية الحزب الشيوعي الراهنة. ولا تأتي كتابتنا عن هذا الموضوع من باب المكايدة والعداء كما استنتج بعض الزملاء, بل هي من باب المساعدة على فتح باب الحوار حول قضايا فكرية مهمة. كانت وما تزال موضع السجال الفكري في أوساط المثقفين الشيوعيين بالداخل والخارج في إصداراتهم السرية مثل إصدارة (الشيوعي) بالداخل وإصدارة (قضايا سودانية) بالخارج وقد خرج بعض ذلك الحوار للعلن عبر نشر بعض أدبياته في الصحف السيارة وبعض الكتيبات. ولكن مستقبل الحزب الشيوعي شأن لا يهم الشيوعيين وحدهم لأنه كان وسيظل جزءاً له اعتبار في الساحة السياسية وفي النظام السياسي السوداني. ولا أحتاج أن أقرر هنا أني كنت ضد حل الحزب الشيوعي آنذاك فهذا مفهوم, ولكن الجديد الذي أقرره هنا أن فكرة حل الحزب الشيوعي ما تزال محسوبة لدي فكرة سيئة وهي أيضاً فكرة غير ناجعة بمعنى أن حل الحزب الشيوعي لم يؤدِ إلى تحقيق مُراد الذين عبأوا الساحة لحله آنذاك وإنما سارت الأمور بخلاف مُرادهم إذ تمكن الحزب ولأول مرة أن ينافس منافسة فاعلة في عدد من الدوائر الجغرافية وأن يفوز في دائرتين بالعاصمة وأن يفوز في دائرة عطبرة, وأن يحوز إلى جانب ذلك على تعاطف واسع داخلي وخارجي. ولربما بدت فكرة التخلص من الحزب الشيوعي يومذاك فرصة مغرية على إثر تفاقم طموحاته السياسية والتي بلغت أوَجَها في حكومة جبهة الهيئات. مما أدخل المخافة في صدور الأحزاب الكبرى الأمة والاتحادي وحرّك دواعي الغيرة في صدور خصومه الأيديولوجيين ممثلين في جبهة الميثاق الإسلامي. ولكن إستراتيجية تحريم الفكر ثبت من خلال تجارب تاريخية عديدة أنها إستراتيجية غير ناجعة بل أن تحريم الفكر المعين يؤدي إلى مزيد ارتباط وتعبئة، وإلى زيادة تعاطف المتعاطفين معه. وقد قال تولستوي من قبل (إذا أردت أن تعرف المستقبل السياسي لأمة فأنظر إلى اتجاهات الفكر المُحرّم وإلى اتجاهات الشباب فإن توافقا فذاك), بيد أن الدعوة إلى إلغاء الإقصاء دعوة تسري في جميع الاتجاهات، فالحزب الشيوعي برؤيته حول الديمقراطية الجديدة قد دعا ومارس بالفعل إقصاء جميع القوى التي صنفها قوى يمينية في قراءته للساحة الوطنية. وقد كانت تجربة إلغاء اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي كان يُنتخب عبر نظام التمثيل النسبي وإبداله بسكرتارية الجبهات التقدمية تكريساً لمفهوم (الديمقراطية الجديدة) وتأكيداً لعدم احتمال وجود (جزيرة رجعية) في وسط محيط ثوري هادر. تلك كانت الشعارات يومئذٍ. وكنا جئنا للجامعة في ذات العام ولكن السكرتارية أُلغيت بعد انقلاب (19 يوليو) وحل الحرمان السياسي على الجميع.
المشروعات السياسية والتعايش السياسي
إن ترسيخ الديمقراطية في السودان يقتضي ترسيخ الحوار الثقافي والسياسي السلمي. ولن يتم ذلك إلاّ باتخاذ منهج العلانية والإفصاح. ولابد لكل حزب سياسي أن يظهر هويته السياسية وفكره ومشروعه السياسي للمرحلة الراهنة، وذلك في وضوح وشفافية كاملة. والحزب الشيوعي أولى بذلك من سواه لأنه يتسمى باسم له مغزى وارتباط بأيديولوجية محددة تواجه الآن تحديات فكرية وسياسية وحضارية. فمن يعرف النذر اليسير عن الماركسية يعرف أن الشيوعية هي المرحلة الثالثة في الفكر اللينيني, فبالنسبة لمجتمعات العالم الثالث التي تهفو للمجتمع الاشتراكي لابد لها من المرور أولاً بمرحلة الجبهة الوطنية الديمقراطية التي تُفضي إلى تحقيق المجتمع الاشتراكي الذي يتطور في مرحلة النهائية إلى مجتمع شيوعي, فالشيوعية هي أُفق يتطلع إليه الشيوعيون ويحثون الخُطى نحوه عبر إستراتيجية علمية مرسومة بدقة لتنفيذ مهمات الثورة الوطنية الديمقراطية ثم مهمات الثورة الاشتراكية. والحزب الشيوعي السوداني تبنى هذا البرنامج من خلال وثيقة العمل المُجازة في أكتوبر 1967م التي قرأت الساحة الدولية والساحة المحلية قراءة ماركسية لينينية وحددت مهمات العمل القيادي والعمل النضالي للمرحلة التي تجيء بعد المؤتمر. والوثيقة تقرر ابتداءً طبيعة المرحلة (أن بلادنا ما زالت في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية)- (الماركسية وقضايا الثورة السودانية ص100)- والثورة الوطنية الديمقراطية هي ثورة من أجل تنمية مواقع التطور غير الرأسمالي. ذلك أنه وبحسب لينين فإن انتظار استكمال شروط تطور المرحلة الرأسمالية لبناء النظام الاشتراكي أصبح غير مقبول لمتغيرات كثيرة في النظام الدولي والذي بلغ أوَجَه في الإمبريالية التي تحول دون بناء رأسمالية وطنية غير مرتبطة بالاستعمار. ولئن كان النظام الإمبريالي هو السبب في عدم إنضاج شروط التطور الرأسمالي كما رآها ماركس، فإن المنظومة الاشتراكية وتحالف القوى الثورية على المستوى العالمي ستكون الطريق لتجاوز مرحلة التطور الرأسمالي. لذلك فإن القانون الذي يحكم سير الثورة الديمقراطية في السودان حسب الوثيقة (هو تقوية مراكز البديل المتجمع حول الطريق غير الرأسمالي والتحرر من الاستعمار القديم والحديث)- (ص147)- ولابد حسب التقرير (أن تتسع حركة الجماهير بالنضال اليومي الذي تنشئه التنظيمات الثورية في بلادنا وفي مقدمتها منظمات الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي)- (ص147)- فالمهمة المركزية هي قيادة نضال سياسي لتحقيق نهج التطور غير الرأسمالي. وهذا النضال ليس تحركاً إصلاحياً بل (هي نضال واعٍ وموجه لتدريب الجماهير ثورياً لإنجاز مهام المرحلة الوطنية الديمقراطية وهذا يتطلب أن تصعد الطبقة العاملة باستمرار إلى مراكز القيادة). (إن تلاحم طلائع العمال بالمثقفين الشيوعيين هيأ في الفترات الأولى للطبقة العاملة كادرها الأساسي الذي أنجز الاستقلال لحركة الطبقة العاملة وشيّد تنظيماتها الطبقية ولكن الفترة الراهنة من الثورة تتطلب استخدام الكادر المثقف الذي ربط نفسه بمصير الطبقة العاملة في داخل تنظيماتها لكي يساهم في هذه المهمة)- (ص149)- مهمة الحزب في تلك المرحلة إذاً كانت تقوية وتوعية الطبقة العاملة وقيادتها لتحصيل حقوقها الديمقراطية ولتنسم مواقعها القيادية وفرض اختيارها لنهج التطور غير الرأسمالي. ولئن كان ذلك هو البرنامج في إبان ازدهار الحركة الاشتراكية وفاعلية الحزب الشيوعي وحلفائه في اليسار السوداني فما هو البرنامج الآن, هل ما يزال ينادي بسلوك طريق مغاير لنهج التطور الرأسمالي؟ أهو هدف النضال المرحلي؟ أم أن التطورات الهائلة في التكنولوجيا والاقتصاد جعلت شكلاً من أشكال حرية الأسواق أمراً لا مفر منه بمعنى أن طريقاً من طرق التطور الرأسمالي لابد من سلوكه. وأن محاولة تجاوز طريق التطور الرأسمالي من خلال الاستقواء بالمنظومة الاشتراكية التي لم يعد لها وجود ومن خلال وحدة القوى العاملة العالمية أصبح خياراً عسيراً إن لم يكن متعذراً؟ ولكننا نحب أن نسمع رؤية الحزب الشيوعي السوداني اليوم حول هذه القضية المركزية في برنامج أي حزب ماركسي لينيني.
صحيفة الأخبار السودانيّة
24/12/2008م
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:14 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:16 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:18 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:28 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:30 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:31 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:32 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:33 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:34 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:35 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:41 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:44 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:51 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:55 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 05:57 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 06:08 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 06:15 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 06:20 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 06:35 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 06:41 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 06:44 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 06:52 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 07:01 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | بكرى ابوبكر | 11-22-10, 07:09 AM |
Re: من اقوال أمين حسن عمر عبدالله | الرشيد ابراهيم احمد | 11-24-10, 03:33 AM |
|
|
|