|
Re: السماء تمطر خيلاً (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
أصيب فرج بالخرس, صوت أسنانه المصطكة يمكن سماعه لولا أزيز الإنتوف , صهيل الخيل بالخارج, و دعاء أمه الذي لم يجد منفذا إلي السماء ...دخل ثلاثة من ألهة الموت يتطاير الشرر من عيونهم ... أكثرهم بشاعة جر أم فرج من شعرها حتي سقطت أرضاً و بدأ الأخر في تجريدها من ثيابها الداخلية .... ولولوت مترجية أن لا يتم هذا الفعل أمام صغارها .... ترجتهم قائلة: (عليكم النبي ودوني برا عيالي ما يشوفوني) .... الذي ينتظر في صف الحرام بواسطة السونكي وجه طعنتين للصغار الذي يزعجون أمهم و رد عليها بكل حياد قائلاً: (خلاص بعد كدا ما بشوفوا أي حاجة) طيلة مدة الفعل أم فرج لم تحرك ساكناً حتي خيل اليه أن ما يفعله هؤلاء الرجال بأمه لم يتعدي طريقة أخري للموت و بعد أن مغادرتهم سوف تشخر أمه و تهمد للأبد كما حدث مع أخويه .... و لكن ما حدث أعطاه الأمل أن شقيقيه الهامدان سوف يبعثان أيضاً حينما قامت الأم بتعديل وضع الجثتين و حضنهما بقوة .... أطمأن فرج أن الخطر قد زال .... تفأجات به أمه ... رفعت وجهها المخضب بدم إخوتها لم تقل شئ و لكن فرج ولي هارباً .... نادته أمه (يا فراج همي و يا قشاش دمي تعال يا دابي الليل تعال يا ساند الحيل)
لم يلتف فرج لهذا الموال و إنما زاده هرولة .... و حتي الآن مهرولاً نحو المجهول و كلما رأي الخيل تذكر وجه أمه الدامي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|