|
Re: السماء تمطر خيلاً (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
و مع كلمة بنت أوي خبطت علي صدرها و لكن ليس دليل الخلعة و الهجمة كما تفعل نساء الإنس و إنما علامة القوة و التحدي , هذه الخبطة أحدثت إرتجاج في الثدي المحمول علي ثلاثة مصدراً صوت (جبق) يشبه صوت القرب المملوة بالماء حتي المنتصف , كما أفقدت هذه الخبطة الأقزام الثلاثة توازنهم للحظات و لكن دون السقوط أرضاً و إنما إكتفوا بترتعات خفيفة مع بعض الأنين , خاطبتها ذات الثدي الزاحف كما ذكر مزمجرة : ( أنا بنت أوي... لو لم يكن للذي تحملينه في أحشاءك خاطر عندي لنثرت للريح ناجس عظمك و دين أمك... هذه داري أنا أيتها الضيفة التي لم تمتثل لقانون المزار...إياكي ثم إياكي وهذه القلة ).... إختتمت حديثها بصفع أم فرج علي وجهها بواسطة الثدي المجرور ... إستيقظت الأخيرة مذعورة و وجدت أن وجهها ملتوي أثر الصفعة, كما أنها أصيبت بإعوجاج في لسانها فاقدة حرف الراء و كل الحروف الأخري أضحت مقلبنه.... و لكن فكي القرية أعاد الأمور الي ما كانت عليه بعد فتح كتاب النجم و دهن الوجه المعوج بخلطة من الأعشاب و الأدعية, و الإمتناع عن أكل لحم البقر بقية حياتها لان يتسبب بمضاعفات لا يستطع التكهن بها أحد .... منذ تلك اللحظة صارت هذه المرأة الحارس الأمين للقلة لدرجة تسويرها بالطين بما يشبه قن الدجاج .... إستمر الحال هكذا الي اللحظة التي وجد فيها فرج نفسه وحيداً في البيت بكم هائل من الفراغ و غياب المراقبة ..... أزاح باب الحصير الذي يسد سياج القله الطيني و برفق دخل .... في البداية كان خائفاً و خيل اليه أنه سمع زمجرة غريبة و حسب الإعتقاد منع من ظهورها حب الإستطلاع الطفولي .... في هذا القن وجد دلكة و لكن برائحة أكثر نفاذً من التي تستخدمها أمه , كورية من مديدة الدخن نسج عليها فطر عفن الخبز خيوطه, كما وجد فركة قرمصيص شبيهة بتلك التي كانت مصدر هيجان أمه و هدؤها و حتي كتابة هذه السطور لم يكتشف فرج سر القرمصيص و حالة أمه النفسية, فعندما تصحي أمه الصبح بحالة مزاجية عالية يتأكد أن فركة القرمصيص سوف تعرض لشمس الضحي بغرض تجفيفها بعد حين .. مرة أخري تدور الأرض لأيام و تبدأ حالة هذه الأم المزاجية في التعكر من جديد و تضربه هو و أشقائه دون سبب يدعو لذلك و لكن بعد هذا الضرب يتأكد أن غداً يحظي بحنان بحنان فوق العادة و فركة قرمصيص معروضة للشمس.... كل هذه الأشياء وجدها مرتبة بعناية فائقة و قطع شك اليقين أن مع القلة قاطن آخر ... و عندما لم يتوصل الي أي نتيجة إتجه رأساً نحو القلة المزينة عند العنق بحريرة منتهية بخدورة مضادة للكبسة و الفال السئ تلبسها العروس و النفساء ..... خطا خطوتين للأمام متأملاً غطاء قلة الفخارالنحاسي, لمسها برفق و كانت في كامل الحياد لا تختلف عن أي فخار في الدنيا و كذلك فعل مع الغطاء و أيضاً كانت نفس النتيجة .... ضحك علي إستهبال أمه و احس بالنشوة لهذا الإكتشاف الذي سوف يتباهي به ما تبقي له من عمر أمام إخوته الكبار , و يعيرهم كيف أنهم جبناء سذج عندما يعيد التجربة أمامهم...... مسكون بإنتصاره واصل أكثر و بخفة فتح الغطاء النحاسي للقله .... صدر صوت أشبه بصوت إرتطام صحن الصيني بالأرض , لم يعيره إهتمام و لكن الصوت أعقب بزمجرة لم يسمعها من قبل و فر هارباً و غطاء القلة في يده ....
يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|