|
Re: السماء تمطر خيلاً (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
عند وقوع كارثة قرية روينا التي أضحت معلم للذاكرة الفلاحية حيث يقال (فلان إتولد سنة حريق روينا, سنة حريق روينا فلانة كان ما تمت أربعين يوم من ما أخدوها و الخ .... ), فروينا قرية مرت بأسماء متعددة حتي إستقرت علي هذا الأخير , المهم عندما خرج بعض من سكانها من وباء الجدري سميت عافية , و لكن بعد ثلاثون عاماً من حادثة الجدري أصيب العالم بالعطش و يقال أن أحد الصالحون في القرية وعند رؤيته الأطفال يموتون عطشاً إعتكف و صام ثلاثة أيام بليالها, خرج بعدها منحول لدرجة سماع طقطقة مفاصله, صوب وجهه شطر الشروق و صاح ثلاثة مرات (روينا ... روينا... روينا),,, زرف دمعتين و خر ميتاً و بعدها نزل المطر كما لم ينزل من قبل و منذ لحظتها تغير إسم عافية الي روينا ... المهم وقت الحريق كان فرج طفل لم يقلع عن التبول اللاإرادي في الفراش ليلاً بعد , يرعي صغار الماعز, يطارد الحشرات و يتفنن في تعذيب كل كائنات الله الأصغر حجماً و أقل حيلة منه ... ينام عشرة ساعات كما الكل في سنه .... هكذا كان الي أن فتح القلة التي كثيراً ما حذرته أمه و أخوته البقية حتي من مجرد التفكير فيها ناهيك عن فتحها ..... عندما سكن أبوي فرج أول يوم في منزلهم ذو الثلاثة عشر خريف وجدت أمه قلة من الفخار ملقاة بإهمال سافر علي جانب السياج, محكمة الفوهة بغطاء من النحاس المتأكسد, و عندما نقرت عليها بالسبابة نقرات خفيفة أصدرت صوتاً هجين يقبع بين رخامة الفخار و وشوشة الذهب ... فكرت في فتحها و رؤية ما بداخلها و لكن مخاوف و قلق الراحل الجديد الذي لا يقبل بأي حال من الأحوال أن ينظر اليه أنه أقل مرتبة من أهل البلد الأصليون , و هذه المرتبة قد يقبع فيها الراحل للأبد و غالباً الوصول اليها يكون بأشياء ########ة جداً, مثل وجود إناء غير ملمع جيد , مفارش ليس في أماكنها السليمة و الصحيحة, الحناء علي قدمي صاحبة الدار غير متناسقة و الخ ... و لهذه الأشياء الصغيرة تعير المرأة بكنية خمبة للأبد , نتيجة لهذه التفاصيل لم تفتح أم فرج القله و إنما أجلتها حتي تخرس السنة السوء المتربصة بها كجارة جديدة .....
يتبع
|
|
|
|
|
|