تفاصيل المكالمة التلفونية التى ادت الى معرفة مخبأ اسامة بن لادن.

Quote: جورج مالبرونو – لوفيغارو - ترجمة سليمة لبال سمح ابو احمد الكويتي (البلوشي الجنسية) لزعيم القاعدة اسامة بن لادن بالنجاة والهروب من مطاردة الولايات المتحدة الاميركية طيلة عشر سنوات، قبل ان يقتلا معا، بفضل اصوله الباكستانية. كانت مكالمة هاتفية، هي التي قادت وكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي إيه) الى اسامة بن لادن، ففي يوليو الماضي وفي ناحية من نواحي باكستان، رنّ هاتف ابو احمد الكويتي الذي يشتغل عن طريق الساتل، وكان المتكلم احد كوادر تنظيم فرع القاعدة في العراق. رد الكويتي على الهاتف ولم يكن يدرك بان هاتف محدثه من بغداد مراقب من قبل الاميركيين. كانت الاستخبارات الاميركية تتعقب ابو احمد الكويتي في باكستان منذ سنتين بعد ان تعرفت على اسمه في عام 2006 لكنها كانت تجهل الدور الذي كان يؤديه بالضبط لفائدة زعيم تنظيم القاعدة. ويقول نعمان بن عصمان الزعيم السابق للجماعة الاسلامية للقتال الليبية والذي سبق ان شارك في الحركة الارهابية في السودان وافغانستان، يقول من لندن ان ابا احمد الكويتي كان عنصر الربط الذي يربط بن لادن بالخارج. تسرب القليل من المعلومات حول هذا الجهادي الذي التحق بقافلة «الحرب المقدسة» في افغانستان في نهاية تسعينات القرن الماضي. لقد قادته معارفه في الاعلام الالي الى الخلية الاعلامية لتنظيم القاعدة التي كانت قد انشئت حديثا بقيادة السعودي حمزة الغامدي. انضم ابو احمد الكويتي في البداية الى «السحاب» وهي شركة الانتاج التي استعملها تنظيم القاعدة في تصوير العمليات الارهابية بهدف الدعاية، كما صورت ايضا تدريبات الجهاديين وتوصيات الارهابيين الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر. تعرف ابو احمد خلال تلك فترة على جهاديين اخرين، ينتمون الى اصول مختلفة ومن بينهم كويتي اخر يدعى خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الاميركية. في ربيع 2001، كلّفه خالد شيخ محمد بتعليم محمد القحطاني اصول استعمال شبكة الانترنت، ومحمد القحطاني هذا هو من اصبح بعد بضعة اشهر خاطف الطائرات رقم 20 في تنظيم القاعدة. كان ابو احمد الكويتي يصطحب تلميذه في يوليو من ذلك العام وبصفة دائمة الى مقهى انترنت يقع في كاراتشي في باكستان. سيارة السوزوكي البيضاء خلال عملية فرار عناصر القاعدة التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر، عثر ابو احمد الكويتي على صديقه الغامدي برفقة مجاهد اخر مغربي يدعى عبد الرحمن المغربي. شكل الثلاثي مجموعة صغيرة بقيت الى جانب اسامة بن لادن، الذي فقد الاميركيون اثاره في جبال تورا بورا عام 2001. أعجب الفارون وعلى رأسهم اسامة بن لادن، بصفات ابو احمد الكويتي الذي فضل البقاء معهم، بعد ان اصيب بجراح خلال عملية تفجير انتقامية قامت بها القوات الاميركية، لكن نعمان بن عصمان يقول ان اصوله الباكستانية هي من سمحت له بخدمة بن لادن وقياديين اخرين في تنظيم القاعدة. لقد ساعد ابو احمد الكويتي، زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في تنقلاته في افغانستان في البداية، ومن ثمة في باكستان مع شقيقه الذي قتل خلال هجمة قام بها الاميركيون على مخبأ بن لادن. ويضيف الجهادي الليبي سابقا والذي يشغل الان منصب مستشار في مؤسسة «قيام» في لندن ان ابا احمد الكويتي كان ينقل الرسائل التي كان يبعث بها بن لادن الى القياديين الاخرين في تنظيم القاعدة، الذين كانوا يختبئون في افغانستان وباكستان وهو من كان يتكفل بمنزل ابوت اباد. كما نسج ابو احمد الكويتي علاقات مع ابو فرج الليبي، وهو قائد ليبي كذلك في تنظيم القاعدة بالاضافة الى العراقي عبد الهادي. تضاعفت عمليات التوقيف التي استهدفت قياديي القاعدة من المقربين من بن لادن، بمرور الأشهر، وشملت التوقيفات ايضا اصدقاءه القدامي، وتحت التعذيب كشف البعض منهم عن معلومات كانت مجتزاة وغير كاملة، لكن تبينت اهميتها فيما بعد. لقد كشف خالد شيخ محمد لمستجوبيه بعد ان أُغرق رأسه في الماء 183 مرة عن معلومة، تشير الى ان زعيم القاعدة كان يثق ثقة عمياء بمرساله. اوقف الاميركيون في عام 2004، جهاديا اخر في العراق يدعى حسن غول، الذي اكد ان شخصا يسمى ابو احمد الكويتي على اتصال دائم بابن لادن، وانه يعرف جيدا ابو فرج الليبي وعبد الهادي العراقي وخالد شيخ محمد. أوقف الليبي في السنة التالية، لكنه نفى معرفته بابو احمد، حيث حاول ان يشتت معلومات المحققين بعد ان اطلعهم على اسم اخر، قال انه مرسال زعيم تنظيم القاعدة، لكن الاستخبارات الاميركية لم تقتنع بل بالعكس اعتبرت السي اي أي ان اسم ابو احمد هو من سيقودها في النهاية الى بن لادن، لذلك اوفدت عملاء كثر الى باكستان. سمحت مكالمات هاتفية في عام 2006 تمت بين ابو احمد الكويتي وعائلته باكتشاف هوية المرسال الحقيقي لزعيم تنظيم القاعدة، لكن كان على الاميركيين ان ينتظروا اربعة سنوات كاملة اي في يوليو الماضي حين رصده العملاء الباكستانيون الذين يشتغلون لمصلحة الاستخبارات المركزية الاميركية، وهو يقود سيارة من نوع سوزوكي بيضاء في بيشاور. وبعد بضعة اسابيع من المراقبة، خضعت لها السيارة البيضاء انتهى الاميركيون الى تحديد اقامة بن لادن.