|
|
 Re: بن لادن مضي (Re: khaleel)
|
أسامة بن لادن: وداعا.. فكلنا إرهابيون
لينا أبو بكر
2011-05-04
لم يكن بن لادن من جماعات 'الفايكِنغ' في اسكندنافيا حتى يموت في البحر على طريقتهم التي كانوا يضعون بها الميت في سفينة مجهزة بالطعام والشراب، لا بل والخدم أيضا، ثم يدفنون السفينة بكل ما عليها أو يحرقونها أو يتركونها للأمواج تتقاذفها، ما أعلمه أن بن لادن كان مسلما، فلماذا يتم اختيار البحر قبرا له؟
ليس لأن المسألة لا يقبلها المنطق ولا العقل ولا حتى الجنون وحسب، بل لأنها الإهانة المتعمدة التي يوثقها الإعلام بالخبر لما ينتشر كالنار في هشيم التلفزة العالمية، ثم العبث بكرامة الموتى المسلمين، واسترخاص الدفن أو الموت الكريم لهم، حتى وهم جثث، ولنا في نحر صدام عبرة، فجر عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة، 30-12-2006) حيث تداول الإعلام وقتها حرص الحرس الأمريكي على تسليمه للحكومة العراقية، تفاديا للجدل، وهو تحديدا ما أثار الجدل لأن الإعدام كان طائفيا بامتياز ـ وليس إغلاق قناة الشرقية التي نقلت صور النحر بكاف وقتها لتفادي تلك العنصرية السافرة ـ فكل الصمت الأمريكي الذي غلف الحدث بتشف يجعلك تسخر من نظرية الصراع التاريخي بين الروم والفرس مع ما يثيره ذلك من شهية القهقهة على مهزلة الغساسنة والمناذرة التي نتوارثها كالجين السياسي.
أمريكا التي رعت ذلك الموت الطائفي وكانت شاهد عيان على شجاعة صدام في غرفة الإعدام 'مبنى إعدامات الشعبة الخامسة التابعة للاستخبارات العسكرية في الكاظمية' لم تتردد بإهانة المسلمين بل وبإهانة المناسبة الدينية عندهم بأن نحرت لهم قائدا عربيا مسلما في عقر دارهم وعلى مرأى الدنيا؟ تماما كما فعل كسرى الفرس مع النعمان ملك العراق حيث دهسته أقدام الفيلة على مرأى الجموع، وكما فعل هولاكو بالخليفة المستعصم العباسي، لما دفنه حيا وقد ثارت حمية العراقيين بموته لما فيها من استهانة بإرادتهم وكرامتهم رغم نقمتهم عليه، وها نحن اليوم لا نصدق خبر وفاة بن لادن لسبب بسيط جدا هو أن الرواية الإعلامية والطريقة التي تعامل معها الأمريكيون لم تكن تراعي أدنى المعايير الاخلاقية والإنسانية، لأن الوصول إلى هذه المرحلة من التحقير واللامبالاة بالتعامل مع أي قتيل مسلم ما هو إلا انعكاس لوجه السياسة الأمريكية تجاه قضايا العرب والمسلمين... إنها جثة حتى لو كانت جثة الإرهابي الأول المطلوب في العالم، فقابيل قتل هابيل لأنه غريمه حسب التفسير النفسي والتاريخي للجريمة ـ لكنه رغم ذاك اتخذ الغراب نموذجا لمواراة الجثة بكرامة!
حفلات موت
أين العدالة الفطرية التي عجزت فرقة 'نيفي سيل' عن تلبيتها؟ وهي فرقة ـ كما أوضح تقرير البي بي سي العربية، تتدرب على مهمات سرية لا تعرف طبيعتها إلا قبل فترة وجيزة جدا من تنفيذها وتتكون من 25 جنديا أقلهم عمرا في أواخر العشرينات وأكثرهم أوائل الثلاثينات كحد أقصى، علما بأن دلالة اسمها اختصار لمعنى: جنود البحر والجو البر، Seal ـ وعداك عن أن مبدأ العدالة الفطرية انتفى، فإن البيت الأبيض عجز عن تطبيق قانون الغاب في الدفن فحتى الوحوش والطير والبهائم، إذا ما أحست بالموت في نفسها تأوي إلى مكان تحتجب فيه حتى تموت!
بن لادن جر على الأمة العربية والإسلامية ويلات ما ارتكبه من أعمال إرهابية كانت كافية لتكون ذريعة بوش لاحتلال أفغانستان وتدمير العراق، ولكن هل فعلا بعد موته سينتهي الإرهاب ويعم السلام العالم؟ الآن يطلع أوباما ليهنئ الشعب الأمريكي على هذا النصر، ولكنه يشهر لهم الرأس التالية: 'ايمن الظواهري' وهذا رد كاف على 'الخبصة' الإرهابية التي يصنعونها إعلاميا، يعني الشعب الأمريكي سيقضي عمره بملاحقة أعواد مشانق بلا رؤوس، بما أن خيارات الدفن متعددة في ثقافات الشعوب لن تستبعد أن يعد الكوماندوز لرأس النظام الليبي وليمة دفن على طريقة الزرادشتيين حيث تعلق الجثة على لوح حجر عال لتتغذى عليها الطيور الجوارح - وقد تنبأ القذافي بمصيره في احدى القمم العربية عندما حذر الرؤوس من ميتة مشابهة لصدام - ما أن يتم تنفيذ المهمة حتى تشهر أمريكا رأس النظام السوري لتعد له حفلة شواء هندوسية لا يتبقى منها سوى الرماد.
في منتصف القرن الماضي اكتشف العلماء أن الجثث الغريقة في بحر الشمال الأوروبي لم تتحلل منذ أزمنة سحيقة، وقد كان البحر قبرا لها، فأين ناشطو حقوق الإنسان؟ أين ناشطو البيئة؟ أين أئمة البيت الحرام؟
الحكومة العراقية منعت المدارس وطلاب الكليات من زيارة قبر صدام الذي دفن فيه بالعوجة مسقط رأسه في محافظة تكريت، وهو ربما ما تذرعت به أمريكا لإلقاء جثة بن لادن في البحر، فإذا كانت الحكومة العراقية على هشاشتها - منعت زيارة قبر صدام فهل تعجز أمريكا عن خلق مهزلة دفن سرية تحفظ للميت كرامة دينه قبل كرامة جسده؟
الطريق إلى كابول
لم يكن السبب وراء منع مسلسل الطريق إلى كابول ووقف عرضه بعد الحلقة الثامنة هو تهديدات 'القاعدة' التي تلقتها قناة إم بي سي، مع احترامي الكبير لهذه القناة الرائدة - إنما كان وراء القمع أمر استخباراتي من سي آي إيه، لأن السلطات الأمريكية لا تريد كشف الحقيقة لشعوبها، فأسامة بن لادن لم يكن سوى شاب خجول لا دخل له بالسياسة ولا بالدين 'التطرف' لكن تم توجيه الأوامر لمخابرات بلاده بتشكيل خلية جهادية لمحاربة السوفييت في أفغانستان، ولما تحقق الهدف، 'كبرت في رأس بن لادن تماما كما حدث مع صدام، وأخذته العزة بالجهاد' فكان أن دفعت الشعوب العربية - كالعادة ـ الثمن في هذا العالم من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه 'منفى منفى ودارا دارا وزنقة زنقة'، الآن تنتهي المهمة، لتبدأ أخرى، وما عليك سوى لملمة خيوطها منذ جاء أوباما إلى الوطن العربي يدعو إلى حوار الديانات، فإن تأملت هذا، ورأيت كيف يركب السلفيون الثورات العربية كحلفاء لأمريكا، لا بد أن تسأل السلفيين: من التالي بعد بن لادن؟ وهل كان هذا مجرما أم كبش فداء؟
السؤال الذهبي في البي بي سي
على قناة البي بي سي العربية استضاف برنامج أجندة مفتوحة جوناثان ماركوس أحد الباحثين والكتاب السياسيين، بالإضافة إلى باحثين عرب من عمّان ومصر، حيث فتح البرنامج الملف الأكثر سخونة في الطرح الإعلامي، مقتل بن لادن، غير أن اللعب على المقارنة التاريخية والاستراتيجية السياسية والعسكرية بالتعامل مع القضايا المختلفة كانت الحلقة الأقوى في البرنامج، وإن مرت بشكل شبه عابر لكنها تسجل هدفا إعلاميا مدويا في معركة الكيل بمكيالين، السؤال كان عن المقارنة بين العصابات الصهيونية التي فجرت فندق الملك داوود عام 1946 مستهدفة الجنود البريطانيين كي تقوم بإزاحة بريطانيا كانتداب وتحل محلها كاحتلال، وبين جماعات تقوم على فكرة الجهاد ضد الإمبريالية، فجاء الجواب مربكا وغير مقنع ولا حتى كان واضحا رغم وضوحه الشنيع : فهناك، حسب السيد ماركوس، جماعات تقتل من أجل هويتها ثم تؤسس دولا وحكومات، أما بن لادن فإنه قتل العرب والمسلمين قبل أي أحد آخر!
السيد هنية من الأردن اعتبر أن 'القاعدة' لم توجد كفكرة، بل هي محصلة الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ثم العولمة، فكيف نفهم معنى أن تكون فكرة الهوية عند الهاغانا مثلا مشروعة وهي التي كرست عملياتها الإرهابية ضد البريطانيين لطردهم من فلسطين، بينما فكرة الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي في العراق، الذي أتى على ثروات البلاد وأغرقها في موت جماعي وأمراض ناجمة عن استخدام أسلحة محرمة دوليا، هو جهاد غير مشروع؟
لن أسأل عن العدالة إذن، بل أسأل عن الشجاعة؟
تونس
الثورة في تونس لم تزل قائمة وعائلة الطرابلسي لم تزل تجوس في الأرض، وتعيث فسادا، تتحكم بالجهاز الإعلامي التونسي، فالقناتان الحكوميتان الأولى والثانية واقعتان تحت سيطرة جماعة انتقالية ليست شرعية، ربطت أقدام الثورة بسلاسل حكومة لها تاريخ طويل مع الفساد والاستبداد، والعاملون في التلفزة التونسية لم يزالوا يتظاهرون وينصبون الخيام أمام مقر التلفزيون مطالبين بطرد مديره الذي هو شريك العائلة الطرابلسية مناصفة بشركة قائمة على منهج الفساد ذاته، وعلى الرغم من توقف وانقطاع البث نتيجة هذه الاعتصامات فإن شيئا لم يتغير، بل إن التلفزيون التونسي يقيم الأفراح والليالي الملاح للحرية والثورة، بينما يعجز عن تصوير ومتابعة اعتصام واحد فقط يندد بالسلطة الفاسدة التي تحكمه! ربما نكون قد ظلمنا تونس كثيرا لما أغفلنا متابعة أخبار ثورتها التي لم تجن ثمارها بعد، وقد نعتذر للشعب التونسي عن ذلك في ظل توالي تسلم دفة الثورة واختلاف الظروف المحيطة بها في كل بلد عربي، لكننا على العهد أن نرعى ثورة تونس 'الشرارة' التي أيقظت الامة من سبات قرون خلت! أشكر الصديق التونسي مفتاح رحال على الفيس بوك الذي لم يتوان عن وضعي في المشهد التونسي .
|
|
  
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| بن لادن مضي | khaleel | 05-02-11, 06:12 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-02-11, 06:17 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-02-11, 06:20 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-02-11, 06:24 AM |
| Re: بن لادن مضي | محمد عبدالرحمن | 05-02-11, 12:55 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-02-11, 04:12 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-02-11, 04:20 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 06:35 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 06:37 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 06:40 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 06:44 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 03:31 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 03:38 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 04:11 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 04:16 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 04:20 PM |
| Re: بن لادن مضي | بهاء بكري | 05-03-11, 04:22 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 04:26 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 04:28 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-03-11, 04:30 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 05:59 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 06:03 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 06:05 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 06:07 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 06:10 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 06:12 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 03:24 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 03:30 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 03:35 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 04:02 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 04:07 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 04:11 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-04-11, 04:21 PM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-05-11, 06:06 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-05-11, 06:10 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-05-11, 06:12 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-05-11, 06:31 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 06:28 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 06:47 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 06:51 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 06:53 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 06:56 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 07:00 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 07:03 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 07:05 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 07:58 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 08:01 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 08:03 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 08:05 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 08:17 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 08:20 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 08:31 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 08:35 AM |
| Re: بن لادن مضي | بهاء بكري | 05-07-11, 08:38 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 08:45 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 08:49 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 09:00 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 10:06 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 10:20 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-07-11, 10:53 AM |
| Re: بن لادن مضي | khaleel | 05-08-11, 06:46 AM |
|
| |
khaleel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست