مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2011, 06:04 AM

Abuelgassim Gor
<aAbuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days

    فضيلي جماع

    قصيدة كامُوفلاج

    يتدلّى صوتُكَ
    من سقف الجُدُرِ الخرِبة
    يتلوّى صدئاً ..
    بين الساحةِ والساحة
    موسوماً بالقبحِِ..
    وباللّعناتِ
    وبالكلماتِ الزيفْ!
    ممتشقاً سيفاً
    من طينٍ وخشبْ !
    مشدوداً مثل القوسِ النافرِ
    ساعةَ حرْب!
    ماذا لو أنّك تلك الليلةََ
    ماأسرجْتَ حصانَ الخوفْ؟
    لو قلت كلاماً غيْرَ الزيف؟
    لو انك لم تضعِ الأصباغَ
    أو المكياجَ
    على تابوت النعشْ؟
    يميناً أبصرناكَ..
    توزِّع بسمتَك العرجاءَ
    وتسكبُ حبْرَ الغِشْ!
    تمشى زهواً كالطاؤوسِ
    وتلبسُ درْعَ الفارسِ
    تحملُ رُمحاً لسْتَ له أهلاً
    وكنتَ تغطّي عُرْيَك
    تدفنُ ظلَّك ..
    تحت رُكامِ التّبنِ الهشْ !!
    ونحن جميعاً شاهدناك
    مريض النفسِ..
    ضعيفَ الحيلْ
    حقوداً تشحذ مديتَك الصفراءَ
    لتذبحَ عصفورَ الشوقِ الغرّيدْ
    وكنت تجرب عبثاً ..
    أن تمتصَّ الوهْجَ الدافقَ..
    من أقمارٍ..
    تلبس زينتَها في الليلْ
    من أنت لتكتبَ لي
    في الكفِّ شهادةَ ميلادي؟
    وتحرِّرَ لي رقماً
    في دفتر يومياتك ؟
    تمنحُ ودَّك من أحببْتَ
    وتحرمُ اولادى..
    إيقاعَ العصرِ الآتي؟
    دَعْ عنك جهودَك..
    في خلطِ الأضدادْ !
    فالهِرَّةُ لن تلدَ الجاموسَ
    ولا ألوانُ الطيفِ..
    تمزّقها كفُّ الأحمق !
    من يوم مجيئك منتعلاً
    خفاً ورداءً أكبر منكْ
    عرفنا أن زوارقَ حظك
    تسبَحُ عكس التيارْ
    تتهشّم أحلامٌ
    وتجفُّ ورودُ النهرْ
    وتدور الساقية الخرساءُ
    لتدلقَ ماءَ البحرِ ..
    بجوف البحر !!
    أطيار النورس ضلّت قِبلتَها
    فالزّمنُ انقلبتْ عقربُ ساعتهِ
    وتخبّط في أفكارِكَ حبلُ الوقتْ
    توارى الظلُّ..
    تلاشى برق الضحكة..
    لمّا جِئتْ !
    يا دارة جدي ..
    مهلك إنّ الرِّيحَ الأسودَ
    يلبس سُترتَكِ البيضاءْ!
    يا رمْلَ الشطِّ ..
    يدُالتزويرِ تحاول
    سرقةَ ماءِ النّيل!!
    ونحن سئمنا عُرساً يتوعّدُنا
    ويحاصِرنا بيْن المخدعِ
    والمكتبْ !
    صرنا نخلطُ بين أذان الظُّهرِ
    وطرقعةِ البارودِ ،
    وآياتِ التهليل!!
    وبين دفوف العرس
    وصوتِ طبول الحربْ!
    لا بأس فهذا بعضُ عطاءِ الربْ!
    الساعةَ أعرِفُ أنِّى
    اكبرُمن كفنٍٍ..
    تنسجه بعضُ أصابع
    سرقتْ باسمِ المصحفِ..
    خُبْزَ الفقراءْ !
    وبعضُ أصابعَ
    تطرقُ بابَ الرِّزقِ
    بكل سبيلٍ إلا ..
    باب مخافةِ وجْهِ اللهْ!!
    * *
    هل تسمعني ..
    رغم الضجّةِ والتّصفيقْ؟
    ورُغم تلال الزبدِ الطافحِ ؟
    رُغْم اللغةِ العُهْرِ بكلِّ طريقْ؟
    هل تسمعني؟
    عُدْ من حيثُ أتيتْ !
    لتعرف أين تخبِّيءُ..
    سحْرَ نضارتِها الورْده
    واحرق بعضَك
    حتى تعرفَ ذاتَك
    كن مطرا
    ,شجرا،
    قمرا،
    وترا
    مزق - إن شئْتَ - قِناعَك
    وادفِنْ هذا المسخْ!!
    فالجمهورُ يغادِرُ مستاءً
    من سُوءِ العرضْ !
    وادخلْ جلدَكَ
    إنَ النُّورَ الساطِعَ
    يغمرُ وجْهَ الأرضْ

    **********
    الصورة والحداثة فى قصيدة كاموفلاج ) للشاعر فضيلى جماع
    مقالة نقدية بقلم أبوالقاسم قور
    2-1
    الحلقة الاولى - فى الصورة
    عنوان هذه القصيده (كاموفلاج) هو مدخلنا لها . تلك محاولة ربما نجحت وربما فشلت لكنها تفيدنا فى خطوات قادمات ، ليس الاثر الابداعى شيئا حتميا ، فالتسقط الحتمية الفنية ، ومن قبل قد سقطت بمقولات النقد الماركسى. غاية النقد ايجاد شروط منطقية للاثر الابداعى المهدوف بالدراسة والنقد ، لعل هكذا غاية هى سبب العواصة والاعضال. حتى الشعراء وسائر المبدعين من رسامين ومطربين وممثلين ودراميين يفشلون أحيانا فى تفسير أعمالهم ، وآثارهم الابداعية ، فيتبرع النقاد بهذا العمل المضنى ثم يخلطون خلطا كبيرا ويتغالطون ويفسدون على القاريئ ذائقته . النقد الأدبى والفنى عامة عمل شاق ، يحتاج لصبر ، وتأنى .. أما قصيدة كاموفلاج للشاعر فضيلى جماع هى قصيدة غريبة بين أشعاره .هذه المرة تخلى الشاعر عن الفضاءات الشاسعة ، والعلامات ، والملحمية ، واتجه نحو حصرنا فى مواجهة بين القصيدة كثورة وكائن مزيف كاذب . وهذا ما لم اقوى على الخوض فيه ، لكننى ربما عدت لاحقا فى وقت ما من الاوقات لدراسة تستهدف جزءاً كبيراً من أشعار فضيلى جماع .أكاد أجزم ان شاعرنا الآن فى عنفوانه ، ولا زال يمطر فصار هطولاً . لابد لى ايضا من توضيح بأننى لست من النقاد اللغويين ، اذا أننى لا أبحث فى بنية القصيدة اللغوية (وزنها ، جرسهاوهلمجرا)، فذلك مجال له اساطينه الذين بلغوا فيه شأوا عظيما من أمثال ( الناقد أسامه الخواض) ، هذه المقالة النقدية متأثرة بطبعى وسجيتى التى تبحث عن الصورة والحركة . وهذا واضح بأننى لا زلت متسربلا ومتأثرا بالنقد الدرامى المسرحى ، فهو مجال تخصصى . لكننى ساتناول المفردة كاموفلاج بالشرح . حيث وردت فى المورد القريب بمعنى (التنمويه ، اعطاء الاعتدة الحربية الخ ، مظهرا زائفا ينخدع به العدو ، تعمية ، خداع ، تمويه ، يعمى يخدع) كما ورد فى قاموس أكسفورد الحديث ( materials or colours that solders use to make themselves or their equipment less to see …….to make something
    g difficult to see in particular place )
    من الواضح اننا نقف أمام المعنى تمويه أو خدعة ...هذا ليس كل شيئ ، فمعنى المفردة كاموفلاج ليس كافيا لتفسير القصيده لأن المفردة عنصر واحد من عناصر القصيده كنسق متكامل بل هو من اسباب الخلط . فاذ كانت القصيده تأخذ ضمير المخاطب (أنت) فمن هو الخدعة والمموه ؟هل هو المخااطب بضم الميم؟ ، أم القصيدة؟ ..من الذى يخدع الآخر ، هل اتخذ الشاعر قصيده وسيلة وعتاد ، فاضطر للتمويه ، هل اضطر الشاعر الى تمويه سلاحه ؟ أم هل يرى الشاعر عدوه ، شخصية زائفه غير حقيقية ، ( نمر من ورق) ؟. هذه اسألة لا أقوى الاجابة عليها الآن ما لم أكمل تمعنى ، وقراءتى للقصيدة... الآن ساقوم بتفصيص وتحديد بعض الصور التى صور فيها الشاعر ذلك ( الأنت) ...
    الصورة الأولى :
    يتدلّى صوتُكَ
    من سقف الجُدُرِ الخرِبة
    يتلوّى صدئاً ..
    بين الساحةِ والساحة
    موسوماً بالقبحِِ..
    وباللّعناتِ
    وبالكلماتِ الزيفْ!
    ممتشقاً سيفاً
    من طينٍ وخشبْ !
    مشدوداً مثل القوسِ النافرِ
    ساعةَ حرْب!
    ماذا لو أنّك تلك الليلةََ

    تلك شخصية رعديده ، كاذبة ، نمر من ورق ، حالة انتفاشية كاذبة ... ربما كان سياسيا ، أو موظفا متنفذا ،صورة شخص رعديد ، متمشدق يجوب الساحات من ساحة الى ساحة ، ( صوت يتدلى من سقف الجدر الخربة يتلوى صدئا) ..هذه هى مقدرة شاعرنا فضيلى فى اجتراح الحروف واكتشاف الصور وأمثاله قله ..تخيلوا جدرا خربة ، أشبه بمبنى مهجور ( خرابة ) ..ينسل الصوت ، متحشرج ، مثل صوت (ساحرات ماكبث) فى مسرحية ليدى ماكبث لوليم شكسبير . فان لم نقف أمام هذه (الصورة الرائعة لشيئ قبيح) نكون قد أخطأنا الشاعر فضيلى جماع الى الابد . صورة جميله لمشهد قبيح . اصابع الشاعر تحيل الفحم الى ماس ....ولا يتم ذلك الا بصدق ابداعى وانعصاب وجدانى حقيقى. لقد رأينا فى هذا الزمان الشعراء العضاريض والكذابون ، متملقين ، يكتبون الشعر وينبحونه به تدليسا للسلطان ، فيأتى شعرهم وبال ومسخ .
    الصورة الثانية :
    من يوم مجيئك منتعلاً
    خفاً ورداءً أكبر منكْ
    عرفنا أن زوارقَ حظك
    تسبَحُ عكس التيارْ
    تتهشّم أحلامٌ
    وتجفُّ ورودُ النهرْ
    وتدور الساقية الخرساءُ
    لتدلقَ ماءَ البحرِ ..
    بجوف البحر !!
    أطيار النورس ضلّت قِبلتَها
    فالزّمنُ انقلبتْ عقربُ ساعتهِ
    وتخبّط في أفكارِكَ حبلُ الوقتْ
    توارى الظلُّ..
    تلاشى برق الضحكة..
    لمّا جِئتْ !

    فى لغة عرب البقاره هذا النوع من الرجال يطلق عليه تعبير ( قلولى) ، لاحظ مفردة ( مجيئك ) هذا الشخص غريب على المشهد ، جديداً على الساحة ، لكنه مخيب للامل فهو أقل من موقعه ، يبدو أشبه بالطفل فى جلباب أبيه ، بخف كبير اوسع من قدميه ، لاحظ (خف ) لم يقل الشاعر ( نعل) ، الخف أكبر من ذلك الشخص ، ورداء كبير ، أى جلباب كبير ، هذه صورة ( كراكتورية )، تلك احدى خصائص االقصيدة لدى فضيلى ( الخصائص الدرامية فى أشعر فضيلى جماع) ، لاحظت ذلك كثيرا . ومن المعروف قد كتب الشاعر المسرح ، وترجم المسرحى النيجيرى ول شونكا. لا حظ عزيزى القاريئ هذه الصورة ( وتدور الساقية الخرساء لتدلق ماء البحر بجوف البحر !!) ، تحس الرتابة ، والسأم ، والاحساس بلاجدوى هذا القادم الجديد ، الغريب . كان هناك أمل معقود ربما ، أقول ربما ، لكن (تلاشى برق الضحكة ...لما جئت ) ... جاء الملقح لكنه عقيم فازدادت الارض بوارا.. الشعراء يلجئون الى هذه الصورة .. ومن قبهم فعله ت.س. اليوت فى الارض الخراب

    الصورة الثالثة:
    هل تسمعني؟
    عُدْ من حيثُ أتيتْ !
    لتعرف أين تخبِّيءُ..
    سحْرَ نضارتِها الورْده
    واحرق بعضَك
    حتى تعرفَ ذاتَك
    كن مطرا
    ,شجرا،
    قمرا،
    وترا
    مزق - إن شئْتَ - قِناعَك
    وادفِنْ هذا المسخْ!!
    فالجمهورُ يغادِرُ مستاءً
    من سُوءِ العرضْ !
    وادخلْ جلدَكَ
    إنَ النُّورَ الساطِعَ
    يغمرُ وجْهَ الأرضْ
    لم ار فى حياتى شاعر يتعامل مع شخوصه بهذه الجدية. صورة اشبه بظهور الشيطان الرجيم ، العفريت من القمقم ، ثم بدأ الشاعر يستعيز ، ثم يأمره بالعودة الى من حيث أتى ، لأنه يعرف أين يختبى. هذه صورة رائعة ، لا حظ الشاعر قد استجار بالتعاويذ والطلاسم ثم يتحدى العفريت قائلا ( الهرة لن تلد جاموسا) ..ثم يقول له أحرق بعضك .. كن مطرا ، شجرا ... ثم يقول مزق – ان شئت – قناعك- هنا تكتمل جزيئيات الصورة ، هذا الزائف ، الكوموفلاج أكذوبه ، الشاعر يتحدث كانه يعرفه قبل أن يطلى نفسه بالزيف ، ويضع القناع والمساحيق . تلك هى الاجابة على سؤالنا الذى بدأنا به المقالة النقدية المتواضعة . فالزيف والتمويه (كاموفلاج) ليس فى القصيدة بل فى الشخصية .هكذا يمكننا القول ( القصيدة فى بوصفها أداة ثورة وتمرد ضد الزيف والطغيان .)
    نواصل
    فى الحداثه
    2—2

    منذ نحو اربعة عقود من الزمان ظلت التحولات المتواترة فى خطاب فضيلى جماع الشعرى نموذجا للحداثة والا فما الحداثة . دعنى ارمى بهذا الغفاز الى استاذنا الناقد الفطحول أسامة الخواض لقد عرقناه بنيويا حداثيا منذ مطلع الثمانينات . ثم اننى من من لهم نظر فى أمر الحداثه العربية خاصة المنتوج الابداعى فالعقل العربى يعيش محنة الجدل و قبول الآخر – وهو ما يفتقره – أو قبول برؤوية العالم الجديد الذى يتم فيه حذف الفضاء العربى . الغريب فى الأمر الفضاء العرب الجغرافى لا يفصله من أوربا سوى البحر الابيض المتوسط ....أما السودانيون فمحنتهم أكبر بين جدل الهوية ، وجدل المششروع السياسى . هذه المحنة هى التى أفضت بشاعرنا فضيلى جماع الى هذا الوجود . الشاعر السودانى من أوائل المهجريين بحثا راحة بال .... يقول المفكر المغاربى عبد الله العروى ان الحداثة صارت تكتسح ةكل شيئ وليس هناك أحد بمكنته أن يوقفها ... لكننا نعيش اليوم فترة ما بعد الحداثة . فى النقد انهارت نظرية النقد تماما . وبانهيار برج التجارة الدولية بنيويورك انهار خيال العالم الحداثوى ، وسقطت كل النظريات ، انها مرحلة مابعد النظريات . فاليتنافس المبدعون فى تطوير أثارهم الابداعية بعيدا عن القولبة فنحن نحيا عصر نظرية اللانظرية فى النقد وضروب الفن والفلسفة وكافة نواحى الفكر . من هذا المنظور وفى هذه العجالة والجلبة المشدودة باليومى السودانى التعيس ، وحالات الاحباط - التى لا يحتملها مثل هذا البوست الرائع بذواقة هم اشد حرصا على ذائقتهم - ننظر اليوم الى عالم الشاعر فضيلى جماع. عالم قلق ، يبحث عن جزئيات صورته ليركبها لقد شهد السودان وطينه الازب وطوب أرضه غربة شاعرنا ، فهو لم يترك عاصمه من عواصم المجتمع الدولى - المجتمع الدولى هذه من الاكذوبات الحقيقة المقصود هنا فقط خمس دول تتحكم فى العالم بفعل العولمه حداثويا - الا وقضى بها فترة من عمره. ولكأنه خلق لقياس الأرض ... هذا المناهزة والفرار الى الغربة والثورة والتمرد والصنعه تعيدنا تأكد مشروعية حداثة الشاعر فضيلى جماع. غنى فضيلى للحبيبة ، وللطير ، والشجر والثورة ، وقاوم ، وتغرب ، وكتب الرواية ، والمسرحية والمقالة النقدية وتم اعتقاله ، وجرب الايدولوجيا ، وتنكر للايدلوجيا كل ذلك يدل على انفلاته من التقليدية الداجنة . هنا أفرق بين التقليدية ذات السيرورة والتقليدية الداجنة ، فالاولى صفة تتعلق ببمقاومة حضارة ورؤى العالم أما الثانية هى اصيلة فى الشعر العربى . وهذه اللاخيرة هى التى رفدت الفكر بما يسمى جدل الحداثة والتقليد : يعيش المفكر العربى حالة الذاكرة الخربة ، فترة انهيار الذاكرة . عدد القنابل والمفرقعات التى اسقطتها طائرات التحالف على بغداد فى ليلة واحده تفوق تلك التى أسقطتها طائرات النازيون فوق مدينة جرونيكا. من يقوى على رسم اللوحة القادمه ... لقد انهار المشروع العروبى دون أن يكتشف العرب دافنشى(هم)، ثم اسستعارت الذاكرة العربية مقولات الانتلجنسيا الغربية . أما القصيدة العربية لقد ظلت بين بين . فمنذ حداثة أدونيس وقصيدة النثر الى يومنا هذا لم تتمكن الذكرة العربية الخربة من غفران محنتها الماضوية فهى من حين لحين تردد قول المتنبئ
    عيد باية حال عدت يا عيد .
    حتى تقول :
    نامت نواطير مصر عن ثعالبها
    فقد بشمنا فهل تفنى العناقيد
                  

04-08-2011, 06:36 AM

Abuelgassim Gor
<aAbuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days (Re: Abuelgassim Gor)

    قصيدة صخرة .......فى جبل
    بشرى الفاضل
    قبل ( كُُنْ )
    كنتُ رطلاً من هُلامْ .
    جائلاً في لا مكانْ ..
    ثم .. دار الكونُ فابتدعَ الزمانْ .

    بعد ( كُنْ ) .

    صرتُ صخراً صامتاً ..
    خمسين مليونَ سنةْ .
    قابعاً في وحدةٍ بلهاءَ ..
    في جوفِ جبلْ .
    هامداً لا صوتَ لي .
    لا طولَ لي .
    لا روحَ لي .
    لا نظرةٌ كُبرى , فمن أينَ المقلْ .
    مثل صمت الكون صمتي في المجراتِ البعيدةْ .
    صاخبٌ , لكنه صامتٌ عنّا فلمْ تُجدِ الحِيَلْ .
    هلْ يُفسّر لغزه للناسِ يوماً !
    ثم نمضي في الحياة ..
    بحزونٍ و شجونٍ , و سؤالاتً أقَلْ ؟
    صخرةٌ .
    لو أن لي سكينة ..
    لفصَلْتُ روحي ..
    عن بَلاداتِ الجمادْ

    ...............

    لو أنني حجرٌ في الرملِ مدفونا
    لشتلتُ ساريتي ..
    و غرقتُ محزونا .

    ..............

    كيفَ لي , إن كنتُ صخرا ..
    مخرجٌ من فوهةِ الحزن .. و حَلْ ؟
    قابعٌ في خيمتي – في لا زمانٍ – شاكراً ..
    و أنا الأذلْ .
    صائماً في وحدةٍ بلهاءَ في جوفِ جبلْ .
    ثم .. قال الله ( كُنْ ) ..
    فتذريتُ رمالا ..
    و تقليتُ تقليتُ بمقلاة الأديم .
    ناريَ الريحُ ..
    بهاراتي الهشيمْ .
    ثم .. دوّرتُ و .. دوّرتُ ..
    كإكليمٍ قديم .
    ساعياً بين الصحارىَ و الجبلْ .
    و تدحرجتُ مع هوجِ الرياحْ .
    صرتُ رملاً ..
    ناعماً كمّاً عديداً ..
    لاهياً ..
    صاعداً ..
    بين الصحارى و الجبلْ .
    دورةٌ لا تنتهي .
    لا قُبحَ ليْ .
    لا حُسنَ لي .
    فمن يحظى – و بالكونَ عماء – بمَُقلْ .


    طافَ مليونٌ فقال الله : كُنْ .
    صرتُ نسراً ..
    ثم .. هومتُ و هومتُ على الأرجاءِ طُراً ..
    مُحرَزاً تكوينَ نفسي ..
    منذ أن كانت ديارُ الأهلِ رملا .

    صرخةٌ أخرى .
    ولا زالَ الصراخْ ..
    منذُ أن صيّرني اللاهوتُ في الناسوتِ طفلا .
    و حبَوني بالنوايا يافعاً ..
    وعدوني : بالمرايا , و السعادة و العسلْ .
    ها أنا ..
    في كل يومٍ حائرٌ ..
    أشربُ الحزنَ و أقتاتُ الأملْ .
    ذرةٌ في لُجّةِ الكون العجيبةْ .
    لا خيارَ لي سوى السعي حثيثاً ..
    كصحابيْ .
    قبل أنْ ..
    أرقىَ إلى حيثُ الجبل
    **********
    الابعاد الالحادية فى قصيدة
    1-4
    بسم الله الرحمن الرحيم ، الأحد بذاته ، الواحد بألوهيته ، الأزلى بأوليته ، الابدى بآخريته ، المتجلى بظهوره ، والمحتجب ببطونه، والظاهر بمرايا اسمائه وصفاته الآفاقيه والانفسيه , أثبت أعيان المعلومات بتجليه الأقدس ، وميزهم بتجليه المقدس
    له كالمرآه ، فانه تظهر له نفسه فى صورة يعطيها المحل المنظور فيه مما لم يكن يظهر له غير وجود هذا المحل ولا تجليه ص 35 .ولما كان من سبقنى بحثا وسبرا لأغوار شاعرنا بشرى الفاضل متعه الله بالصحة والعافيه قد أحسوا اضطرابا وحيرة فى اثره فذلك أمر جائز ، فالبعرة تدل على البعير ، فهو من الماديين فى مبتدأ تاريخه ومداركة الحدسية لأمر الوجود والكون ، ولقد رايت فى طرح من سبقونى وهم أصلا رسامون ليس نقادا رايت فى حججهم قد استعانوا بنظريات المعرفه الغربية ، قلت أدلى بدلو هذا استزيد من علومهم ، فى سبر النفوس ، وتصديق الغيب أن كانوا من المؤمنين به ، ثم مجادلتهم ان كانوا من المكذبين به . ليس ذلك لأمر فيه مكائد من نوع ما نراه اليوم من أفاعيل الناس السياسيين فى السودان الذين أفسدوا الثقافه والفكر والمجادله فانقلب السودان من أرض المعايشه والموانسه والمؤاكله والمفاكره الى بلاد المخاصمه والعهن والضغائن .فما أقوم به هو من باب المثاقفه والمفاكره ، فالانسان خلق لعقله كما يقول شيخنا الامام ابى حامد الغزالى فى كتابه ( احياء علوم الدين) وان أخس العصافير أقوى منه على المسافده والثور أكبر منه بطنا والفيل أكبر منه حجما والحصان أقوى منه قوة فماذا بقى له غير عقله الذى به استخلفه الله على الأرض فى قوله تعالى ( واذ قال ربك انى جاعل فى الأرض خليفه ) .سابدأ مجادلاتى ومنافحتى هذه بباب ( تجلى الحيره ) من كتاب (التجليات ص91) لشيخنا ابن عربى حيث يقول :يريد حيرة العقل فى حصر وجوه المطلق وضبطها عند تجليها فى سعة ظهورره وبطونه وجمعها .فتحيره حالتئذ أى تردد بصيرته لضبط ما لا ينضبط .اقول قد رايت حيرة ضاربه بجذورها فى آثار بشرى الفاضل الابداعية كنت قد أرجعت ذلك الى ما عرفته عن تاريخه وايمانه بالمادية التاريخية ، وايدلوجيا ماركسية فى تاريخه ، ولا أدرى ان كان هكذا الى يومنا هذا أم انه قد بدل عقيدته . فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمان . فانا لست عدوا لبشر وبالتالى يقع حديثى هذا فى باب الاجتهاد والنقد لأن شهادة العدو لا تقبل ويقول شيخنا الفقيه ابى الوليد محمد بن أحمد بن محمد ابن رشد فى كتابه موسوعة الفقه ، والعلم والمعرفه ( بداية المجتهد ونهاية المقتصد الجزء الثانى ص 734) فى شهادة العدو على عدوه : ومن هذا الباب اختلافهم فى قبول شهادته : فقال الشافعى : لا تقبل ، وقال ابى حنيفه تقبل. فأنا اذهب فى دعواى ورؤيتى لقصيدة ( صخر على جبل ) ان بها حيرة ايمانية ، و أبعاد الحاديه ، ساقوم بتفنيدها لاحقا ، فان كان الظفر من اللحم كذلك فالصيد والشعر منفس الشاعر ، وكل اناء بما فيه ينضح . ثم اذهب الى نقد دعاوى الفلسفة الغربية ، فى عجزها عن الابصار بما هو غير مادى ، فأنظر الى الأخلاق والعقل كما ورد فى كتاب الدكتور عادل ضاهر (نقد الفلسفه الغربية الأخلاق والعقل ) ، وكذلك الاسطورة والمعنى لكارل بوبر ، ثم أبحث أمر الحادية القصيدة فى الفلسفة المادية .ليس ذلك من اثبات تهمه أو جريمه ، فنلنقد معنى بايجاد الشروط المنطقية لتفسير الاثر الابداعى ، فان أثبت حجتى ( الابعاد الالحادية ) فى قصيدة (صخر على جبل) هذا لا يعنى تهمة كاتبها ....
    - 4

    قبل أن أدفع برؤيتى النقدية ( الأبعاد الالحادية فى قصيدة صخر ة فى جبل ) أسمحو لى أن أعيد هذا الجزء من ما تم نشره فى هذا البوست عن المفهوم الفلسفى للالحاد والايمان ، ذلك فقط حتى لا تورد علينا الجحوش ببرازعها كما فعل الكائن ( ملامح ) . بالطبع يمكننا قبول جحوش ملامح لكن أن توردنا أياها ببرازعها تلك هى محنه أشد عواصة من محنة صخرة بشرى الفاضل !!!!
    Quote: قبل الاسراع فى الرد أرجو النظر الى مفردة ( مؤمن ) بالمعنى الفلسفى...على سبيل المثال رؤية الفيلسوف كارل بوبر ... أرجو أن لا يفهم سؤالى فقط فى اطار الايمان التوحيدى الصمدى كما هو فى الاسلام حتى لا يحال سؤالى الى سياقات مختلفه تماما أنا أعنى الايمان برؤيه فلسفيه ...
    على سبيل المثال ظل الفيلسوف جان بول سارتر ملحدا الى آخر أيام حياته.. فهو ملحد بالمعنى الفلسفى لأن كل الفلاسفه كانوا يطرحون السؤال ما الحياة ، من أنا وهل الكون محدث أم غير محدث؟ وهى اسالة الوجود لكنه - جان بول سارتر- طرح سؤال ما قيمة هذا الوجود!! ببساطه كل الفلسفه قبل سارتر ظلت تطرح السؤال عن الماهية ...(ماهية الوجود) لكن سارتر طرح سؤال ( القيمه ) ما هى (قيمة الوجود) .. فأحس أن عدم الوجود ربما يكون هو الآخر موجود .. لذلك فهو ملحد بأطروحات الفلسفه ..ما قبله ، ملحد بنظرية المعرفه التى تبحث فى ماهية الوجود...سارتر ملحد بماهية الوجود ( راجع تعالى الأنا موجود) ، أو ( الكينونه والعدم) هذا فقط لتوضيح السؤال هل الشاعر والقاص بشرى الفاضل مؤمن أم هو ملحد بالمعنى الفلسفى للمفردتين مؤمن و ملحد!!!

    4-2
    فى المقدمة المنطقية للقصيدة
    لقد بدى الشاعر ملحدا بوجوده - أرجو مراجعة معنى الوجود – فلسفيا أنظر قوله :
    Quote: كيفَ لي , إن كنتُ صخرا ..
    مخرجٌ من فوهةِ الحزن .. و حَلْ ؟

    انه بلاشك سؤال يتراوح بين مكانى ( غاية الوجود ) و (ماهية الوجود).... (غاية الشيئ ) و (ماهية الشيئ) . هذه الضخرة الصماء تبدو غير راضية بغايتها ، و غير قنوعه بماهيتها ... السؤال ينتهى بالمفرده (حل). تلك صخرة صماء ، صخرة فى جبل ، جبل ما فى مكان به عدد من الصخور هذه الصخرة ...هى وحدها دون غيرها من الصخور تبحث عن (حل) ... بقية الصخور راضية بغاية وجودها كصخور بلهاء، صامته ، لا تفكر ابدا ، ليس لها عقل ، سكون ...سكون كونى نلحظه ، نلمسه فى المادة .. والمثل الافريقى يقول ( فقط الجبال تنسىOnly Mountains forget ) ... لكن صخرة الشاعر والقاص بشرى الفاضل هى صخرة أوديبية – من أوديب ملكا – بدأت تبحث عن حل .. تبحث عن الحقيقه ... من المعروف قد بدأ أوديب سؤاله عن الحقيقه ب ( من قتل لايوس ؟) فأنتهى الى الاجابه ( من أنا؟) ... تدحرجت تلك الصخرة ثم فكرت ضاربة أخماس فى اسداس باحثة عن اجابة لمعنى و غاية وجودها !!! من المعروف ان الحلول هى من خصائص العقل والعقل صفة انسانية ، أعنى العقل الذى يحل ويعلم انه يحل أو كما يقول السودانيون ( يحل ويربط) ، الذى يقوم بالعمليات العقليه المفيده ... ذلك بالطبع ما هو متفق عليه ، لكن كيف لصخرة تبحث عن حل ؟ أليس سؤال الصخرة هنا هو سؤال عن غاية وماهية وجودها؟ ....بمجرد سؤال الصخرة عن حل لمشكلها فهى تفارق بذلك جبلتها ، تفارق كينونتها كغاية ووجود صامت... سؤال سارترى عدمى ... فان كان ذلك كذلك اليس هذا السؤال سؤال الحادي بالمعنى الفلسفى للمفرده الحادى !!! أى السؤال ينبع عن ذات رافضه لمعارفها النمطية .... رافضة التنميط الكونى الميتافيزيقى ، التصديق والركون لما هو سائد ..
    هذه قصيده بها عملية اخفاء متقنه... قبعةاخفاء بشرى الفاضل ، هذه ليست المرة الاولى التى يستنطق فيها هذا اللغوى الكائنات ، فمن قبل قد تحاورت الكلاب .. مست######ة فى (زيل هاخينا مخزن أحزان) ، وكذلك {اينا أكوام الودك ، والرياح تعبر خياشيم بطل (حملة عبد القيوم الانتقاميه) وفى (حكاية البنت التى طارت عصافيرها) لم يجد الضحك مكانا من المسخرة التى تجاوزت الكويديا السوداء الى درجة اللامعقول والعبث .. الكلاب ، والقطط ، وكذلك اليوم الصخر .. يلبسها هذا الكاتب لبوسا آدميا، يمنحها حرية الحركة ، والتفكير ، والموانسة ... فهو أشبه باريسطوفانيس شاعر الاغريق القديم ، منذ نحو ثلاثة ألف سنة سخر أريستوفانيس من آلهة اليونان ، واستطاع فى مسرحيته (السحب ) أن ينزل الاله بآلة خشبية (كرين) ليقوم بعمليات تمشيط وحل لقضايا البشر ، وفى مسرحيته (الضفادع) يقوم هرقل برحلة الى عالم الموت.. الى عالم الغيب وتحدث أول عمليات نقد ومبارزة شعرية للشاعرين ( أسخيلوس ) و( يوربيدوس) فى عالم الأموات.. كذلك ليس معجزة أن يلد الزمان فيلسوفا ساخرا آخر فى قلب أفريقيا يدعى بشرى الفاضل..منذ ربع قرن وأنا أنظر اليه عن كثب ... ، .. هذا كلام على مسؤليتى ، بشرى الفاضل ، فيلسوف ساخر، اختار أنواع الابداع وأضربه المختلفه للتعبير عن فلسفته ...حيرة المبدع ، حيرة الانسان فى هذا الزمان..هذا ما نحسه فى كتاباته ، الحاد تام بالمعارف السابقه، ربما كانت هناك تجربه بعيده غائرة تستدعى الاكتشاف ، فالحياة مليئة بالذئاب والزيف .. لقد عانى الشاعر الزيف ، وتعرض للزيف فى حياته ، ورأى أنياب الذئاب خلف بسمات الاصدقاء، ... ليس هناك شك ، أن تجربة بشرى الفاضل لم تجد حظها بالدراسة والنقد .. وذلك لعيب فى طبيعة الخطاب الثقافى .تمتاز أعمال هذا الكاتب بتكنيك فى فن الكتابة، وظف فيه اسلوبه القصصى الدراماتيكى الفلسفى الساخر. فالقصيده التى ركزت على كلمات ثنائية تنتهى بالسكون ، مثل ( كن) ( مقل) ( حل) مبنية على زمكانية تستوجب التفاكر والمعرفه والتفسير. اسميهاهنا ( زمكانية صخرة بشرى الفاضل)..زمكانية الميتافيزيقى والفيزيقى. هذا بالطبع ماأصاب النقاد بدوار البحث، وأوقع المفسرين فى معضل ومشكل كبير.. لكن تلك الصخرة تدحرجت بين الانطلوجيا والابستمولوجيا .. بين العمليات المعرفية ( الابستمولوجى ) و( الوجود المادى ) الانطلوجيا .. قد استفاد الشاعر من مواهبه كقاص أشتهر بروائعه القصصية الرائعة ذات الخصائص الدرامتيكية ..لذلك نجده قد حدد لنا زمكانية حيرة الصخرة ، ويمكننا ملاحظة ...زمكانية (قبل كن) وزمكانية (بعد كن).أما زمكانية قبل كن تظهر بوضوح فى تقرير الصخرة
    قبل ( كُُنْ )
    كنتُ رطلاً من هُلامْ .
    جائلاً في لا مكانْ ..
    ثم .. دار الكونُ فابتدعَ الزمانْ .

    وتظهر زمكانية بعد كن فى قول الشاعر

    بعد ( كُنْ ) .
    صرتُ صخراً صامتاً ..
    خمسين مليونَ سنةْ .
    قابعاً في وحدةٍ بلهاءَ ..
    في جوفِ جبلْ .
    هامداً لا صوتَ لي .
    لا طولَ لي .
    لا روحَ لي .
    لا نظرةٌ كُبرى , فمن أينَ المقلْ .

    لكل ذلك سأبحث حالة هذه الصخرة فى هذين الزمكانين ، وربما أستعنت بعمليات جرد قد تبدو بنيويه لكنها مسألة أجرائية فقط

    والعملية الاجرائية هى عملية افتراضية لأثبت فيها أن عملية الاخفاء كانت متقنه ، لأن الصخرة لم تتغير ، فهى ذاتها فى كل الحالتين هى :
    حالة الصخرة فى زمكانية قبل كن = حالة الصخرة فى زمكانية بعد كن
    كيف ؟؟؟ لاحظ ... لقد خدعنا الشاعر . فالقاريئ للفقرتين لربما توهم ان الشاعر قد أجاب على الفقرة الاولى ( فبل كن) عندما أورد الفقرة الثانية ( بعد كن) وهذا غير صحيح .
    أنظر قول الصخرة :
    قبل ( كُُنْ )
    كنتُ رطلاً من هُلامْ .
    جائلاً في لا مكانْ
    ثم أنظر قول الصخرة

    بعد ( كُنْ ) .
    صرتُ صخراً صامتاً ..
    خمسين مليونَ سنةْ .
    قابعاً في وحدةٍ بلهاءَ

    هاتان حالتان متشابهتان. أى ان الصخرة قبل كن هى ذاتها بعد كن ..تحمل حيرتها ، تعانى أزمتها الوجودية فقط اذا ما قمنا بهذا الترتيب بعد أن حذف التعبيرين ( قبل كن) و(بعد كن)
    لاحظ هذا الترتيب الجديد:

    كنتُ رطلاً من هُلامْ .
    جائلاً في لا مكانْ ..
    ثم .. دار الكونُ فابتدعَ الزمانْ
    صرتُ صخراً صامتاً ..
    خمسين مليونَ سنةْ .
    قابعاً في وحدةٍ بلهاءَ

    اذا حالة الصخرة لم تتبدل ، لم تتحول ، لم تتغير ، هى ....هى ذاتها ، كل المعارف لم تنقذها من سؤال الوجود العدمى...سؤال الالحاد بالمعرفة البعدية والقبلية ..وهذا فيه كثير من رؤية السيد عوض شيخ ادريس فى قوله
    أستمرار حيرة الانسان بين الميتافيزيقى و الفيزيقى
    بالفعل قد وضع الناقد والتشكيلى عوض السيد يده على المشكله ، لكنه لم يبحث لماذا؟
    لكن السؤال يظل القول بالابعاد الالحادية فى قصيدة صخرة فى جبل لبشرى الفاضل لا يعنى اننى ابحث وألهث وراء اثبات الحادية بشرى الفاضل ، الدكتور بشرى الفاضل موجود بيننا حيا يرزق والحمد لله ، فذلك أمر يخصه.أ لكن ما يخصنا فى هذا البوست محاكمة النص ، معالجة الاثر الابداعى ، اكتشاف معانى هذا الاثر ، سبر غوره ، ربما قادنا ذلك الى معرفة وفك طلاسم حالة بشرى الفاضل أو ماذا يوجد خلف النص المرئى...بلا شك ذلك أمر باهظ التكاليف ، وبه تشظى لكنك أنت المسؤول عن كل ذلك ..مسؤلية حميده يا أخى : أعيد السؤال من هو بشرى الفاضل؟
    أحكى لك هذه الحكاية : فى عام 1990 بعد انقلاب 1989م، ذهيت الى الدكتور بشرى الفاضل فى مكتبه بجامعة الخرطوم، الحقيقة كان المكتب بشعبة اللغة الانجليزية ، كنت قد حددت اجراء حوار ثم أنشره بصحيفة السودان الحديث ..كان ذلك منذ سبعة عشر عام ، المكتب باللون الرمادى ، بدى بشرى سارحا ، وما أن بدأنا الحوار حتى هب على قدميه من خلف مكتبه ، ثم بدأ يزرع الغرفة جيئة وذهابا ، شيئ به قلق ، كنت أحس هناك شخص آخر ...يوجد شخص ثالث أو ربما اننى قد تفاجأت بذلك الشخص ، كنت دائما أتصور بشرى الفاضل فى سياق الملحه ، لم أكن قد أعددت نفسى لمقابلة فيلسوف ساخر ، كان يردد بشيئ من قنوط كلمات وجمل ، و حكم ساخره ، فأطلقت على حواره ذلك عنوان ( الصمت الثقافى) !! ثم بعد فترة بدأت هجرة وشتات المبدعين السودانيين بعد أن تبين لهم استحالة بقائهم مع هذا النظام ..رويدا رويدا بدأ الصمت الثقافى يطبق على المؤسسه السودانية بشقيها الرسمى والشعبى ، بل انهارت المؤسسه الثقافية السودانية انهيارا تاما..الم يكتب بشرى الفاضل قصة بعنوان : ازرق اليمام ..أو شيئ من ذلك ؟ من هو هذا الشخص ؟ فالنتنادى اليوم لقراءة بشرى الفاضل؟ وليس قراءة فرانسيس بيكون أو كارل بوبر ...ألم يكتب بشرى الفاضل قصته الطفابيع؟ من هم الطفابيع ..لاحظ الطفابيع فى تلك القصة احتلوا العالم ، احتلوا ذلك الحيز ، هل كانت هناك نبوءه فى قصة الطفابيع؟ معقول..تنبأ بشرى الفاضل منذ أكثر من عشرين عام بما يحدث اليوم فى السودان!!يا أخى عوض ما فائدة النقد اذا لم يكشف لنا آفاق موضوعية منطقية ؟ لماذا ظل الناس يبحثون عن سر الجوكندا؟ وأنت سيد العارفين فى هذا المجال ؟ ماهى شفرة بشرى الفاضل؟
    قصيدة صخرة فى جبل قصيدة مرعبه .. يا أخى عوض ..ربما ذهل القاريئ اذا ما قلت له ان نهايات دراساتى ، وبحثى فى هذه القصيدة ربما جاءت مختلفة تماما عن توقعاتهم وتوقعاتى بل ربما توقعات كاتبها!! هل تدرى ان القصيدة هى رثاء للسودان؟ هل كنت تتوقع ذلك ؟ نعم نفس الشاعر يعلن فى قصيدته رثاء السودان ...نهاية تاريخ السودان كمكان ..الصخرة مكان العدم والقنوط واللاجدوى؟ ما يهمنى مايقوله الشاعر ، مشهد مرعب كشفه لنا الشاعر ..ازرق يمام... ياه هذه الصخرة انتهت ، ذلك الحيز الذى يسمى صخرة انتهى، ذلك المكان ...معدوم ...العدم موجود ، الوطن معدوم ، الخوف ، الرعب
    4-3
    وعدوني : بالمرايا , و السعادة و العسلْ .
    ها أنا ..
    في كل يومٍ حائرٌ ..
    أشربُ الحزنَ و أقتاتُ الأملْ .
    ذرةٌ في لُجّةِ الكون العجيبةْ .
    لا خيارَ لي سوى السعي حثيثاً ..
    كصحابيْ .
    قبل أنْ ..
    أرقىَ إلى حيثُ الجبل



    لا زالت الطلاسم تترى تبحث عن مفسريها ششاهرة وجهها العدمى متخفية بقبعة استاطيقا الشعر: السيد عوض انظر المفردات التالية:
    - حائر- أشرب- الحزن- وأقتات الأمل
    لاحظ الجملة ( أشرب الحزن وأقتات الأمل) ...هل هذه هى الصخرة؟ ...الصخرة التى قررت لنا من قبل مصيرها العدمى بعد كن...فى حالة الهلام والهيوله ..الا تعنى مفردة (أمل) مقرونه ب(حزن) باننا قد ضللنا الطريق ؟
    Op we have gone astray
    الا يعنى ذلك أننا لم نلتفت لعملية الاخفاء ...اخفاء الشاعر لذاته بترميز و تكنيك لغوى لم يسبق له مثيل؟ أنا أعرف هذا النوع من اللغوين المبدعين لهم مقدرة عجيبه على اخفاء مقاصدهم ....هل تحس معى المأساه ، نعم مأساة الصخرة بعد أن منحها الشاعر عواطف وأحاسيس مثل (حزن) و (أمل) ..دعنى أفجر القنبلة...هذه القصيده تسدل الستار على الحياة (الحياة كلها من الوطن كمكان ، وزمان، وكائنات الى الغيب كمعرفه دنيوية ) مأساة بشرى الفاضل العدم المطبق!! مأساة ،و وجع..
    عزيزى عوض أفيدك ان ناقد كلاسيكى ، قواعدى مثلى يمتاز بعادة سيئه وهى البحث فى الملفات الذاتية والسيرة الذاتية للمبدع وهذا ما ظللت أقوم به طيلة الايام الماضية.نعم بكل وضوح ، اذا كان شكبير على قيد الحياة لماذا لا نستفيد من سيرته ، لا زلت أجد عنتا وصعوبة فى تجميع معلومات عن الكاتب ...هناك مأساة فى مكان ما؟ من هو بشرى الفاضل؟ شمل بحثى محاولة تشخيص سسايكلوجية لششخصية الكاتب!!على سبيل المثال هل هى شخصية اكتائبية ، يقول العارفون بعلم الشخصية ان من الشخصيات الاكتائبية نمط له المقدرة على اخفاء حالته ... بالمناسبه فقط للتذكير يجد القاريئ لأعمال (ارنست همينجوى) مثل (لمن تقرع الأجراس ) ، ( وداعا للحرب) ، (مروج كينيا الخضراء) ، ( العجةز والبحر) يجدها تشع نورا ، واشراقا وأملا ...لكنه مات منتحرا! هذا لغز الشخصية الابداعية ...أنا آسف جدا ان كانت مداخلاتى النقدية هذه ذات شظايا قد تكون مؤذية للكاتب ، لكن ما العمل ...أنت المسؤول ..علينا أن نعمل بشده.....لا حظ التعبير
    لا خيارَ لي سوى السعي حثيثاً ..
    كصحابيْ


    ربما ظن القاريئ (صحابى ) ترجع الى ( صخور أخرى) ...وماذا عن صحاب الكاتب ..السعى الحثيث ماهو؟ نعم أستاذ عوض السؤال هو ماهو السعى الحثيث؟ هل هو الموت مثلا ، الغياب ، لقد مضى الصحاب سأعود لاحقا وحينها سيذهل القراء والنقاد ، حينما نكتشف أننا ضللنا الطريق ، قبعة اخفاء بشرى الفاضل..الفيلسوف الساخر العدمى..يعلن عن ....
                  

04-08-2011, 06:52 AM

Abuelgassim Gor
<aAbuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days (Re: Abuelgassim Gor)

    المشاء .....مفارقة المكان
    مقاربة قصيره بطول منقار الغراب
    بقلم د.أبو القاسم قور حامد

    الحلقة الأولى
    يقول الشاعر والناقد اسامه الخواض الشهير ب( المشاء) فى قصيدته ( أيها المكان)
    Quote: أيها المكان ،
    يا عدوي الازلي،
    بدّلتك،
    مثلما ابدل امزجتي ،
    لكنك –الهي الجديد-
    واحد،
    أحد،
    صمد


    أود أن أشير بأن دراستى هذه تخصنى وتخص رؤيتى الشخصية لهذه القصيده ، ليست دعوة الى التشابه أو تبنيها من قبل الآخرين ، كذلك أرحب بالاختلاف معى حولها ، فذلك شيئ مفيد للنقد والمقارابات ، وبه خير للفكر الذى تركه الناس خلفهم ..وهى دراسة قصيرة بطول منقار الغراب ستأتى فى خمس حلقات ليست متتاليات ، و( التعبير منقار الغرب) هذا أخذته من الاديب الروسى (أنتونى تشيخوف) ، الذى كان يقول ( كنت أكتب القصة بطول منقار الغراب، ويقول لى الناشر اختصر يا بنى )!! وترتكز دراست(ى) هذه على فرضية نقدية ومقاربية واضحة وهى (مفارقة المكان منظومة البحث عن الذات الظل)... فهى هكذا لا تكتف بفحص المنظومه بل تذهب الى البحث فى سبر أغوار الشاعر المشاء. أنا لا أدعى معرفة عميقة بالمشاء اسامه الخواض. لكن لفت نظرى عمق أطروحاته ، وابداعه ، وملامسته للحداثه فى أطروحاتها ونماذجها المختلفه فهو فى كثير من الاحايين أدخل الى الفلسفة وتلك نعمه من نعم ألله على عباده (ومن لم يولد فى الحكمة لن يبلغ فيها) كما يقول شيخناالفيلسوف ابن خلدون فى مقدمته .نحن نعيش فى زمن لم يعد فيه للناس صبر على الفكر والتفلسف والمفاكرة وتلك طامة كبرى وذبحة للانسانية.أجارنا ألله منها بجاه شهره المبارك رمضان الذى انزل فيه فيه القرآن ، فرقانا وهديا وناموسا للبشر ليعبدوه فى (المكان - الدنيا) حتى يأتيهم اليقين فينتقلون الى (المكان- الآخر) ، ورد الله غربة شاعرنا والمفكر السودانى أسامه الخواض الذى ضربت عليه الغربة فطفق ضاربا فجاج الأرض مغربا تارة ومشرقا تارة أخرى حتى صار مشاءا فلسفة وغير ذلك.هذه قصيده من لباب الحداثة وليس قشورها حتى حسبها الناس شيئ من نثر وتلك جهالة وكل جهالة ضلالة وكل ضلالة فى النار لأن الجاهل عدو لنفسه والعياذ بالله.هذه أول قصيدة بها مساءلة للمكان فى بعده الكونى ابداعيا وهو أمر ان سبقه - المشاء- اليه آخرون فهم قلة بهم خلل بائن ...المكان الانطلوجى ، المكان ذلك الجسد الجاثى بوصفه شيئ موجود منذ القدم ، ذلك المحدث السرمدى الذى يمتد الى المستقبل المجهول...فاينما وليت وجهك هناك مكان . هذا الجسم الجاثى له علاقة بالحركة . كل حركة منسوبه الى المكان .قد يكون المكان جاثيا مثل قضبان القطار التى ننسب اليها سرعة حركة القطار أو قد يكون المكان أثيرا مثل الفضاء الذى ننسب اليه حركة الضوء. والانسان منسوب الى مكان ما طال عمره أم قصر ان كان فى تورنتو ، أو فى ميدان التحرير أوبالدقى فى القاهره أو داخل غرفة صغيرة جدا بمبنى مهجور فى شارع الجمهورية بالخرطوم أو داخل فيستفال ولك بهونق كونق . وغربة الانسان تعنى مفارقته لمكان ما، أى ابتعاده كجسد من مكان نسبته . ويلحظ المسافرون على الطائرة فى الشاشة الصغيرة المعلقة أمامهم سرعة الطائره ، والمسافة التى قطعتها الطائرة وما تبقى من النقطة النهائية. نحن دائما بين النقطة أ والنقطة ب. نحن لم نأت الى المكان كما يظن الناس بل خلقنا ألله داخل المكان منذ أن كنا علقة ومضغة وأمشاج مبتلاة .اذا نحن أشبه بكائنات مشدوده للامكنة بخيوط أثيرية دقيقة لا يمكن رؤيتها بالعين المجرده .على سبيل المثال عندما أفارق مدينة أم درمان الى (سياتل) أترك آثارى وعلاماتى خلفى بأم درمان لكن يظل هذا الخيط هو مقدار النسبة كما وكيفا. المشاء شاعر به أحساس كبير بالمكان كعلامة كونية ضاربة ، فهو يهرب من الامكنة لكنه يحس بها مثل ظله ، تتبعه الامكنة...شاعر تتبعه امكنته وتطارده... لا يمكننا تحديدها بالوطن افتراضا واهتبالا ، فمن افترض ذلك يكون قد أضلته الأشجار عن الغابه!!. أينما حل المشاء هناك مكان .لعل أزمة المكان مربوطة بالزمن و يقول الفيلسوف البرت اينشتاين فى نظرية النسبية ( لا يوجد مكان فارغ) ...ويقول شاعرنا
    Quote: أيها المكان ،
    يا عدوي الازلي،
    بدّلتك،
    مثلما ابدل امزجتي ،


    حينما يكون المكان عدوا أزلىا ، يبحث الشخص عن صديق . لكن شاعرنا ينطبق عليه قول الشاعر درويش كلما أخيت مدينة رمتنى بالحقيبه ) ...تفر الامكنة من قدميه. انه يبدل الامكنة مثل تبديله لأمزجته ، بذنب ما أعتورها من سؤال فلسفى عميق بحثا عن الراحة ، لكنه ينسى حقيقة اننا قد حكم علينا أن نكون فى مكان ما( راجع مسرحية لا مفر أو الجحيم هم الآخرون لجان بول سارتر) ...لابد من وجودنا وتواجدنا فى مكان ما والتواجد من وجد والوجد هو الألم والغم الشديد. يكون الوجود موجود فى المكان . فالوجود لايحقق ذاته المطلقة كما يدعى جان بول سارتر فى كتابه(تعالى الأنا موجود) لكن الوجود يحققه المكان. مثلا لا يوجد شيئ أسرع من الضوء لكنه على الرغم من ذلك موجود فى المكان فى المكان. تلك مسألة مرعبة. سرعة الضوء تقاس بآلاف الأميال فى الثانية الواحدة لكن يمكننا قياس سرعة الضوء ، اذا الضو موجود فى المكان ....يسير الضوء بسرعة آلاف الأميال فى الثانية الواحدة لفترة مليون سنة وأكثر لكنه يظل موجودا فى ( الكون –المكان).كل شيئ يسير بسرعة الضوء يصير ضوءا. يعنى الضوء غير مطلق فى تحققه الذاتى ووجوده لذاته. اذا ما هو الشيئ الذى يقوى على تحقيق ذاته مطلقا دون مكان ؟ فى يقينى ذلك الشيئ هو الله وحده ..الله الذى خلق هذا (المكان- الكون). نعم ، طالما الانسان لم يستطع أكتشاف نهاية الكون...وبما أن الكون كمكان فى تمدد وتوسع مستمر والانسان محبوس فى هذا المكان- الكون اذا المكان هو سجن شاعرنا المشاء اسامه الخواض و عدوه الأزلى على حد تعبيره .
    الى أن نلتقى فى الحلقة الثانية ...

    الحلقة الثانية
    ثم ينقلب الشاعر بسجيته المتقلبه وقلقه الوجودى وحيرته الضاربة على سجته ، باحثا عن فرح ، وتعلل وصداقة مع المكان حتى يحسبه القاريئ انه قد آمن بالمكان أيمانا قاطعا صمديا ، بعد أن صيره- المكان- ألها تاما، ألها صمديا ، واحد ا قهار .وهى كلها صفات الذات الالهية (الصميدة الواحدانية) التى لاتنشطر الى أى نوع من الانشطار هى صفات الله الذى لا اله الا هو الأحد الصمد و الذى قال فى محكم تنزيله ( بسم الله الرحمن الرحيم ، قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد) صدق الله العظيم .
    يقول المشاء
    Quote: لكنك –الهي الجديد-
    واحد،
    أحد،
    صمد

    تجاهلتك ،
    لكنك لا تني تعكر صفوي،
    بالاصدقاء الخونة ،
    و الصديقات ،
    و ضباط الجوازات،
    والبيروقراطيين ،
    و مالكي الشقق الأغبياء،
    و الثقلاء ،
    والثقيلات،
    وجباة الضرائب من وطني،
    الذي تركته ،
    لكنه يطاردني لادفع لحكوماته الفاسدة



    لكن هذا هو شاعرنا يمنح بياس وفرح زائف المكان خصائص الله سبحانه وتعالى . فهو لم يمنحه خصائص اله الأغريق زيوس ، الذى يغضب ويحاكم بعض الىلهة فى مجلس دلفى . ولا خصائص دنسيوس اله الخمر ، وجوبيتر ...وهى كلها آلهة بخصائص ليست صمدية، وليس لها تفرد بالوحدانية ، فيقول

    Quote: واحد،
    أحد،
    صمد



    لكن التعبير جاء فى صورة الاستغاثة، تحسها مثل أنة ، أو آهة فى سياق القصيدة ، فهو لم يعبده الا فى اطار المراوغه ، المراوغة بين الشاعر وعدوه الاول والأخير المكان انها صورة سيدنا بلال ابن رباح ، وهو يئن تحت تلك الصخرة الضخمه على صدره يطلبه جلاده بالأوبة وترك الاسلام واتباع دعوة سيدنا محمد (ص) ، لكنه يقول
    أحدًُ
    أحد
    كل الامكنة على ظهر شاعرنا حت صيرته بلالا والسؤال لماذا لم يستعير الشاعر صورة سيزيف ؟ تلك مسألة بها نظر كما يقول الأزهريون. تلك هى محنة شاعرنا. أزمة غريبه ، ومرعبه وفريده من نوعها. صارت الازمة كصخرة الثلج فى تدحرجها ... تكبر وتزداد با ستمرار من فرط طول الغياب والتدحرج، والهجرة الباكرة للشاعر. فمن المعروف ان المشاء اسامة الخواض هو من أبكار المهاجرين فى جيله .. وأزمته المكانية ليست أزمة عادية ، وطارئة ، بل لها تمظهرات فيزيولوجية وسيكلوجية ، فهى مرعبة لأنها ازمة مربوطة بالوجود.هل يقوى الشاعر على التخلص من الزمان؟ أنا أخاف من طرح هذا السؤال !! فهو متروك للمداخلة. ولا أدرى أين كان هذا الشاعر قبل أن يحط رحاله فى مقره هذا . صار المكان أسطورة هذا الشاعر، أو هذا شاعر بلغ به الامر مبلغا لدرجة انه أسطر أمكنته ليجترح منهاابداعه وشعره وعلاماته ، اشارته ، تداعياته ، يومه العادى وغير العادى.هذا أمر مزهل ، لقد تعرفت على مبدعين وشعراء كثر ، وتعرفت على بؤرة ابداعهم ، لكنى لم ازهل مثلما يحدث لى الآن بعد توصلى لحقيقة (المكان كبؤرة ابداع ) للشاعر المشاء أسمه الخواض ، قلق المكان نوع قاسى من أنواع القلق. لأنه قلق الحصار بالكون .
    ثم فجأة ينقلب الشاعر انقلابا كاملا على المكان ، فيرى فيه المأساه كاملة ، مأساة الحياة وتفاصيلها. هذه هى صفة المشاء الابداعية ، ومقدرته التى جعلته رمزا وعلامة فارقة فى شعر الحداثة بين جيله، فهو يسبق جيله والشعراء السودانيين مسافة فى هذا المضمار المقدرة على تصوير الاحداث المتفرقات، رصد روائى دقيق للتفاصيل , فهو مثل مرصد تم وضعه فى مكان ما ليرصد أحداث ووقائع المكان. Camera صغيرة مثبته فى مكان أشبه ببوابة العالم ترصد كل ما يحدث فى هذا المكان ثم يتم عكسها على شاشة الشاعر ليترجمها شعرا حداثيا...أحساس عجيب بالحياة - المكان
    يقولQuote:
    Quote: تجاهلتك ،
    لكنك لا تني تعكر صفوي،
    بالاصدقاء الخونة ،
    و الصديقات ،
    و ضباط الجوازات،
    والبيروقراطيين ،
    و مالكي الشقق الأغبياء،
    و الثقلاء ،
    والثقيلات،
    وجباة الضرائب من وطني،
    الذي تركته ،
    لكنه يطاردني لادفع لحكوماته الفاسدة


    عالم متنوع ...أصدقاء خونه ، وصديقات ثم فجأة ضباط الجوازات ، ومالكى الشقق ،ثم وحكوماته الفاسده . هذه لوحة من الفسيفساء ، موزايك ، اربسك. تلك خاصية أخرى من خواص شعر الخواض . انك تجد نفسك أمام لوحة بها مجموعة من الاشياء والعلامات والمفردات الكونية لا تملك ازائها غير أن تضع يدك على فمك وتقول يااااه. فالذين يبحثون عن ايقاع الشعر وتفاعيله يضلون كثيرا عن عالم المشاء. هذا شاعر غريب يجمع بين صفات الراوى والفيلسوف والشاعر انه شاعر مابعد الحداثة. مكان صغير وأحداث كثيره. أين يجلس هذا الشاعر ليتمكن من رصد كل هذه الأحداث ... الغريبه يجلس داخل ذاته!! . لدرجة انه يرى ذاته فى المكان ، فيكره المكان و الذات معا انظر قوله :Quote
    Quote: احتملت ثقالتك ،
    لكنك لم ترحمني ابدا ،
    ولم تقدر صبري عليك

    الحلقة الثالثة

    الشاعر والناقد أسامه الخواض المشاء يكشف الغطاء عن القصيدة مرة واحدة ، ويحدد مصيره من المكان ، هذه المواجهة بين الشاعر والمكان هى الاولى من نوعها فى الشعر العربى الحديث، الكر والفر ، الصداقة والعداوة ، ثم المخاتله والتماهى والبحث عن مكائد لاستئناس المكان، البحث دوما عن كسر محارات المكان الصلبة عن أمل . المكان كورطة وجوديه Dilemma. والورطة ليست المحنةكما يظن البعض من عباد الله.لكن هذا هو شاعرنا يصير أكثر وضوحا فيقول فى زفرة المتورط بالمكان - الوجود
    Quote: احتملت ثقالتك ،
    لكنك لم ترحمني ابدا ،
    ولم تقدر صبري عليك


    دعوتك الى حفلة سمر،
    كي نتفاوض ،
    لكنك تجاهلت دعوتي،
    وقذفتني الى توأم لك بجانب المحيط الهادئ

    فكرت مرات عديدة،
    في ان اغادرك نهائيا،
    بان اشنق نفسي ،
    على طريقة ماياكوفسكي،
    او انتحر،
    على طريقة "الساموراي"،
    أو أسأل الله،
    في الثلث الأخير من الخيبة،
    بان يقصِّر أجلي،
    أو أسكن في غيبوبة الابد،
    أو أموت كبوشكين ،
    في مبارزتي لك ،
    لكنك ،
    أيها المتطاول،
    تقف دائما ،
    كمكان،
    في طريق دعواتي،
    ومناجاتي لنفسي اللوامة


    فى هذا المقطع يكمن الرعب كله. تكمن الأزمة . هذا المقطع هو سنام القصيده ، وذروتها. وتفصيص أزمة الشاعر ويتجلى ذلك فى موقفين من المكان. الموقف الأول فيه دعون للتآخى ، ودعوة للسكون ، وتطويع عضلة النفس والتعايش مع الأزمة مهما كانت ...دعوة للتفاوض .هنا فقط تكمن سخرية المشاء ..سخرية فلسفية ناهزت العبث واللامعقول .هذا شاعر يسعى الى تكنيك تفاوض مع المكان دون وسيط.Quote
    Quote: دعوتك الى حفلة سمر،
    كي نتفاوض ،
    لكنك تجاهلت دعوتي،
    وقذفتني الى توأم لك بجانب المحيط الهادئ



    كم انا حزين ، وتحترق اصابعى حينما أحس هذه المحنة . هنا أدعو القاريئ الكريم الى الغوص داخل هذه الحالة النفسية المتعبة ، متعبة ، لا تطاق .الشاعر يهرب من مكان الى مكان آخر وفى كل مرة تلامس قدماه أحد المحيطات ، فهو يبد لى فى مكان ما امتداد للمحيط الهندى ربما الباسفيك ، لا أدرى اين ذلك المكان حينما كتب الشاعر قصيدته ، لكنه بلا شك من قبل ذلك فى مكان ليس له صلة بالمحيط الهادى ، وكلمة توأم ربما تدلنا على مكان المشاء من قبل ذلك ربما المحيط الأطلسى . تلك هى رحلة المشاء ، كتب عليه زراعة المحيطانت والأمكنة. ويعود الشاعر قنوطا أسفا فيقرر بوضوح لم يسبقه له شاعر حداثى من قبل يقرر الانتحار ، والموت ...انهزم الشاعر ، المكان يعلن تصفيته للشاعر . المكان ك bject يعلن تصفيته للشاعر كذات Subject ، نمطية وجودية ، لا يتخطأها عين فاحصة. هنا بوصفى آخر أحس المواجهة ، غير المتكافأة بين المشاء / الذات - الموضوع) والمكان ( الشيئ - الشكل) .لا أدرى كيف تخلقت هذه الحالة المأزومة لدى الشاعر ، لكنه أفصح عنها تماما. هل حقيقة قرر الشاعر الانتحار ؟
    لكنه - المشاء - فجأة يبدل مزاجه قائلا
    Quote: لكنك ،
    أيها المتطاول،
    تقف دائما ،
    كمكان،


    هنا تأكيد للمواجهة لاحظ مفرة (تقف) وقبلها عبارة ( عبارة ايها المتطاول). المكان متطاول يقف فى مواجهة وازدراء ، تلك رؤية لا يقوى على الافصاح بهذا الشكل الدرامى شخص غير المشاء . مبارة بين المكان ومن هو على المكان. انها قيامة الشاعر . التعبير به لعنة ، وسب ( أيها المتطاول) ..لكن ماذا لو صار المكان طويلا ، تكون المسافة طويلة ..تطاول المسافات يزيد من الغربة والاحساس بها .
    ثم ينقلب الشاعر فيصير مثل ناسك فى محراب . سقوط من قمة الالحاد بالمكان الى حالة ايمانية محرابية بها تأنيب وجلد للنفس Quote:
    Quote: في طريق دعواتي،
    ومناجاتي لنفسي اللوامة


    والنفوس أنواع وكثر بتعدد هناك النفس المطمئنة، وشاعرنا يبعد عنها بعد السماء من الارض ، والنفس الأمارة بالسوء ، لكن شاعرنا يظهر وديع ، يسعى التحاور والتفاوض ، وهناك النفس اللوامه . وهذه حالة وسواسية ، مأزومة بين بين ...تلك هى حالة الشاعر التى هى عصية ، فالمكان يحاصره ..تخيل معى وسواس قهرى لا يكتمل بذنب تدخل المكان ..هذا عالم عجيب . نحن اليوم نضع يدنا على فجيعة Devastation الشاعر...

    الحلقة الرابعة

    أقول ربما ظلت قصيدة (ايها المكان) نقطة فارقة فى تاريخ المشاء. لا أعنى تاريخه الشعرى ، بل تاريخه التاريخى. المشاء كحالة ابداعية تحمل ملامح عوالمية حداثية. تلك مسألة تحتاج للبحث المتأنى. فالسيرة الذاتية للمشاء تكشف عن نفس لوامة... وعقل نقدى . هذان عاملان وعنصران أساسيان فى غربة المشاء . لكن كاتب هذا المقاربة سيبحث لاحقا أن أدام الله العمر فى تلك السيرة. أهم عوامل حيرة المشاء احساسه بغربة المكان والزمان ، انها (زمكانية الغربة )، احساس بحالة التجاوز شخص غير مرغوب فيه ابداعيا، شخص غريب شخص فى حالة أشبه بمعاوية نور ، تجاوز ابداعى ، ونقدى. لذلك يعرف المشاء غربته تلك لكنه لا يعرف المكان فهو فى حالة من السيوله الزمكانية . ثم يقول الشاعر المشاء فى حواره السرمدى مع المكان

    Quote: لأنني لا أعرف :
    هل انت هناك؟
    هل انت موجود في القبر ؟
    هل انت موجود في الجنة ؟
    هل انت موجود في النار ؟
    هل انت موجود في العدم؟




    (هناك) هذه كما يقول فقهاء اللغة ظرف مكان ، كيف يوجد المكان هناك؟ يعنى كيف يوجدد ال (هناك) هناك ؟ وليست لازمه منطقيا ، يأتى تبريرها فى حالة ابداعية غير منطقية ، ناهزت اللامعقول . ثم يعود الشاعر الى حالة القنوط ، يبحث عن مكانه الابدى . مكان للراحة والخلود .انه بحث عن المطلق ...هنا تضح البنية العدمية للشاعر ( القبر ، الجنة ، النار ، العدم ) جميعها مفردات قد تقودنا الى ضلال كبير . فالمشاء لا يؤمن بالجنة ولا بالله فى قصيدة المكان.هذا عقل بنيوى ، تفكيكى ، حداثوى اتخذ من المكان نموذجا لاستحالة المطلق. المشاء شاعر لم يعد مؤمنا بالمعرفة . المعرفة الحديثة ، انه يؤسس شكلا ونوعا آخر من الأبستمولوجيا ----ابستمولجيا المكان!!!!
    الحلقة الخامسة
    الحمدالله الذى جعل للمكان بداية ووسط ونهاية . والسلام على الاخوة المتداخلين فى هذا البوست الذين رايت فيهم أبداعا ، ونظرا ، واشراقا أفادنى وزادنى فكنت خصما عليهم وكانا أضافة لى . فهم مجملهم مبدعون و من من ضربتهم الغربة بسوالفها فغربوا وشرقوا ، حتى صاروا ( أوتادا للرحيل ) على حد تعبير الشاعر الفطحول عثمان موسى رد الله غربتهم جميعا ، وربط بينهم وذويهم بالمكان والزمان. أما بعد هذه هى الحلقة الأخيرة من مقاربتى لقصيدة الشاعر والناقد الحداثى أسامة الخواض الذى صار المشاء ولا أدرى مشاء بفعل حالته أم نسبة الى مجموعة المشائين من أتباع الفيلسوف اليونانى سقراط ؟ والله اعلم، وعنوانها (المشاء ومفارقة المكان) وهى مقاربة بطول منقار الغراب قصرا وسمكا ولا أدرى ماذا يعنى سمك منقار الغراب مقارنة بطوله لقد علمت من قوانين الفيزياء انه عندما يكون المكان قصيرا وسميكا يكون ضيقا. حاولت فيها سبر غور علاقة المشاء بالمكان زاعما امكانية المفارقة ، لكننى لم أفلح فى هكذا أمر ، فالمشاء مشدود للمكان بعامل نفسى ، وعامل فيزيلوجى . وهنا أقول اننى توصلت من واقع القصيده الى هذه الخلاصة:
    1- قلق الوجود : فالقصيدة تتحرك فى مستويات متنوعه ومتعدده وتطرح عدد من الأسألة بتناقض عدمى ، الامر الذى يدل على وجود هذا القلق فى ذات الشاعر
    2- فلسفة المكان: المشاء فيلسوف ، أكتشف امكانية رصد الكون – المكان بعد (تطويبه للمكان) .
    3- الشاعر مسكون بالحركة . والرحيل . وهى صفة لازمة عظماء الشعراء والفنانين . اذ يقال ان الرسام (قوقان ) رفيق فانج جوخ ، طفق يضرب فجاج الأرض باحثا عن الخلاسيات الائى رسمهن ، فطاف على جهات افريقيا أراضى الاحباش . والاحباش اشتهروا بالجمال ،وهم يعزون جمالهم الى انهم سلالة زيجة سيدنا سليمان بالملكة بلقيس ملكة سبأ. أما فى القرآن لم يورد أن زيجة مثل تلك قد حدثت لكن للأحباش رؤواهم وأساطيرهم ولله فى خلقه شؤون. الشاعر المشاء مسكون بالمكان ، والقلق يعبده تارة ويصيره الها صمديا
    [Quote: B]أيها المكان ،
    يا عدوي الازلي،
    بدّلتك،
    مثلما ابدل امزجتي ،
    لكنك –الهي الجديد-
    واحد،
    أحد،
    صمد



    ثم ينقلب عليه بثورة ، وعنف ، فيرى فيه كل اسقاطات حياته ،مكانا للتفاهات والتجسس والحكومات الفاسده

    Quote:Quote: لكنك لا تني تعكر صفوي،
    بالاصدقاء الخونة ،
    و الصديقات ،
    و ضباط الجوازات،
    والبيروقراطيين ،
    و مالكي الشقق الأغبياء،
    و الثقلاء ،
    والثقيلات،
    وجباة الضرائب من وطني،
    الذي تركته ،
    لحكوماته الفاسدة



    ثم يعود الشاعر الى فكرة وجودية مرعبة ، وهى الانتحار ، فشل الشاعر فى الانفكاك من المكان ، فى مفارقة المكان ، وعاد الى مقاربته واقتنع بالهزيمه بعد أن نجح المكان فى تصفيته تماما
    فكرت مرات عديدة،
    في ان اغادرك نهائيا،
    بان اشنق نفسي ،
    على طريقة ماياكوفسكي،
    او انتحر،
    على طريقة "الساموراي"،
    أو أسأل الله،
    في الثلث الأخير من الخيبة،
    بان يقصِّر أجلي،
    أو أسكن في غيبوبة الابد،
    أو أموت كبوشكين ،
    في مبارزتي لك ،
    لكنك ،
    أيها المتطاول،
    تقف دائما ،
    كمكان،
    في طريق دعواتي،
    ومناجاتي لنفسي اللوامة

    لكنني لم أندم على هجرك ،
    لأنني لا أعرف :
    هل انت هناك؟
    هل انت موجود في القبر ؟
    هل انت موجود في الجنة ؟
    هل انت موجود في النار ؟
    هل انت موجود في العدم؟
    ويخلص الشاعر بسؤاله الابدى السرمدى العبثى
    أنا المشاء،
    كيف لي ان أهرب منك؟؟؟
    كيف لي ؟
    كيف لي؟
    كيف لي؟
    هذه قصيدة فريدة من بين قرينتها جمع فيها المشاء بين مابعد الحداثه ، والفكر والمفردات الناصعه . يجد الباحث فى شعر المشاء تجاوز لأقرانه من الشعراء الذين لا زالوا يرزحون باصفاد شعر التفعيلة فى عالم بدأ مختلا ، غير متوازنا يبحث عن ترتيبات وأسترتيجيات جديده . نحن نعيش فى عالم جديد ، لقد انتهى العالم القديم بكل نظرياته بعد اكتشاف الجينوم الأخير وفك شفرة الانسان فصار كتابا منشورا . القصيده ايضا ، تكشف عن عمق ثقافى ، ومعرفى يلمسه القاريئ ، وليس عجب فقد علمت من بعض رفقاء المشاء انه قد امتاز من بين رفقائه بالاطلاع والقراءه .
                  

04-08-2011, 12:37 PM

Abuelgassim Gor
<aAbuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days (Re: Abuelgassim Gor)

    UP
                  

04-09-2011, 08:24 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days (Re: Abuelgassim Gor)

    شكراً لك أيها الكثير


    وعودة مضروبة على المهل



    محبتي واحترامي
                  

04-09-2011, 11:26 PM

Abuelgassim Gor
<aAbuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days (Re: بله محمد الفاضل)

    عزيزى
    بله
    شكراً ليك كتير



    Quote: شكراً لك أيها الكثير


    وعودة مضروبة على المهل



    محبتي واحترامي
                  

04-11-2011, 05:05 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days (Re: Abuelgassim Gor)

    والله إبداااااااااااااع يا دكتور!
    ومتعة!
    وأيضاً توجد حَسرة!
                  

04-11-2011, 11:17 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days (Re: صلاح عباس فقير)

    عزيزي قور
    كيف حالك؟
    و أسمح لي بداية أن أشكرك على حضورك لندوتي في اتحاد الكتاب عن القراءة الخاطئة ،و البوست الذي افترعته عنها،و إن لم تتح لي الفرصة لمحاورتك بشأن ما قلت به.

    لفتت نظري خاتمة المقاربة النقدية التي تقول فيها:
    Quote: هذه قصيدة فريدة من بين قرينتها جمع فيها المشاء بين مابعد الحداثه ، والفكر والمفردات الناصعه . يجد الباحث فى شعر المشاء تجاوز لأقرانه من الشعراء الذين لا زالوا يرزحون باصفاد شعر التفعيلة فى عالم بدأ مختلا ، غير متوازنا يبحث عن ترتيبات وأسترتيجيات جديده . نحن نعيش فى عالم جديد ، لقد انتهى العالم القديم بكل نظرياته بعد اكتشاف الجينوم الأخير وفك شفرة الانسان فصار كتابا منشورا . القصيده ايضا ، تكشف عن عمق ثقافى ، ومعرفى يلمسه القاريئ ، وليس عجب فقد علمت من بعض رفقاء المشاء انه قد امتاز من بين رفقائه بالاطلاع والقراءه .

    نعم أكتب أحيانا قصيدة النثر،و لكنني أيضا اكتب قصيدة التفعيلة من خلال شكلها المدوَّر الذي يتيح حرية أكبر للشاعر لاستخدام كثير من التقنيات السردية و غيرها مما لا تستطيع ان تقاربه إذا ما التزمت بعمود الشعر التقليدي.
    أما بخصوص ما اسميته "العمق الثقافي المعرفي" فأرى ضرورة المزاوجة بينه و بين اللعب على اللغة من خلال التركيز على الصورة الشعرية،و هي معادلة صعبة .
    أشكرك شكرا جزيلا على اهتمامك بما أكتب.
                  

04-12-2011, 08:46 AM

Abuelgassim Gor
<aAbuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: والله إبداااااااااااااع يا دكتور!
    ومتعة!
    وأيضاً توجد حَسرة!
                  

04-12-2011, 12:40 PM

فضيلي جماع
<aفضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days (Re: Abuelgassim Gor)

    الناقد المسرحي ، الدكتور / أبوالقاسم قور
    شكرا على هذه الإضاءة المقدرة. طالعتها بمنتهى المتعة، ولن أعلق على المادة موضوع البوست فشهادتي هنا دون شك مجروحة. لكني تمنيت عليك كثيرا أن تنصرف بكل ما عندك من قدرات للكتابة حول المسرح والدراما في السودان. تعرف جيدا أنني أعدك دون مجاملة أحد أبرز من يكتبون في النقد المسرحي. أقول ذلك على مسئوليتي الكاملة. فقط إنصرف إلى أبي القاسم قور الباحث والناقد المسرحي وستجد أنك مع شعبك قلبا وقالبا ضد صغار الآلهة!! إن شخصا مثلك يكتب في الحداثة وما بعد الحداثة لا يمكن أن يقف في المعسكر المعادي لشعبنا..فلا تعطي خصومك أحيانا ما يوحي بأنك كذلك!! إطرح عنك كتابات في هذا الموقع لا تشبهك وعد إلينا بمثل هذه الكتابات الجادة.
    وسامحني أخي الكريم على جسارتي وقوة عيني ، فإني قد توهمت أن ما بيننا من صلة القربى وعشرة دامت حقبة من عمر ، قد يشفع لي عندك لأقول لقراء هذا البوست إنني أنظر في الوجه المشع للقمر وآمل أن يذر ضياءه علينا.
    كن بخير أيها الناقد المسرحي الكبير.
                  

04-12-2011, 06:35 PM

فضيلي جماع
<aفضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مراجعات اسفيرية :فضيلى جماع ، بشرى الفاضل ، أسامة الخواضWhen days were Days (Re: فضيلي جماع)

    ذكرني حديثك عن الحداثة وما بعد الحداثة تساؤلا مشروعا كتبه الأديب المغربي ذائع الصيت " محمد بنيس" في كتاب له يحمل عنوان "الحداثة المعطوبة" يقول فيه:
    (هل هناك حداثة منفصلة عن الثقافة؟ وهل تصل الثقافة إلى حداثتها من غير التورط الأقصى للذات الكاتبة في كتابتها وزمنها؟ وكيف يمكن أن نواصل الكلام عن الحداثة ونحن ننسى ولا نفكر في السلطة والمؤسسة؟ ومن أين لنا أن نطأ أرض الحداثة ونحن نحتقر وظائف الأدب والفن والفكر في فكرة الحداثة والمجتمع الحديث؟)
    انتهى تساؤل الأستاذ محمد بنيس وهو كما نرى يربط ربطا محكما بين الذات الكاتبة وتورط تلك الذات في مشروعها الإبداعي وفي الزمن الذي تعيشه وتكتب شهادتها حوله.
    أدعي أن مهمتي في الكتابة تبدأ من حيث أن ممارسة الإبداع عندي هي بالأساس تبشير بالوعي تجاه الزمن الذي أعيشه. وهي بهذا المفهوم مهمة تعلن احترامها للأدب كرافد من روافد بث الوعي، وللثقافة كشرط من شروط التقدم والنهضة.
    شكرا لكونك أشرت إلى محاولاتي في الكتابة بأنها تبحث عن عالم متمرد على النمط والجمود.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de