هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 01:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-12-2011, 12:12 PM

فاروق عثمان
<aفاروق عثمان
تاريخ التسجيل: 10-22-2010
مجموع المشاركات: 2017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! (Re: nada ali)

    التّهميش بين الجغرافيا والإثنيّة
    محمّد جلال أحمد هاشم
    © 1 أبريل 2010م

    خلفية المصطلح
    يجوز القول بأنّ مصطلحي "المركز" centre و"الهامش" margin أصبحا الأكثر شيوعاً واستعمالاً عند تحليل أوجه الصّراع الثّقافي والسلطوي في السّودان، خاصّة ما بعد الألفيّة الثّانية. فمتى وكيف بدأ استخدام هذين المصطلحين في توصيف الصّراع الفكري والسّياسي في السّودان يا تٌرى؟ يُحيل بعض الكتّاب المراقبين استخدام هذا المصطلح إلى الكاتب المصري سمير أمين [أنظر: فيصل محمّد صالح، جريدة الصّحافة، 2/9/2007، العدد 5109]، وهو ما نختلف فيه معهم. وفي الحقيقة يذهب الكثيرون إلى هذا الرّأي، وذلك باعتبار أن المصطلحين قد وردا في الفكر الإشتراكي المحدث، أي ما بعد الحرب العالميّة الثّانية. ولكن في الحقيقة ما شاع عن الفكر الإشتراكي المحدث لم يكن بالضّبط مركّب مصطلحي "المركز" centre و"الهامش" margin، بل كان تحديداً مصطلح periphery والذي يمكن أن يُترجم إلى "الهامش" كما يمكن أن يُترجم إلى "الأطراف"، ومصطلح Centre وترجمته "المركز" أو ما يُختصر بالأحرف الأولى لكليهما على النّحو التّالي: C/P. وجاء استخدام مصطلح "الأطراف" و"المركز" بهذا الفهم في المدرسة الاشتراكيّة المحدثة لمعالجة أوضاع البلاد التي تعيش مرحلة ما قبل الرّأسماليّة. ذلك لأنّ دخول هذه البلاد في السّوق الرّأسماليّة بوصفها مصدراً للمواد الخام قد أدّى إلى تراكم ثروات طائلة فيها دون أن تكون قد دخلت مرحلة الرّأسماليّة. ومبتدأ استخدام المصطلحين كان لتوصيف حالات التّقدّم النسبي بين المدينة وبين الرّيف، أي داخل حدود الدّولة الواحدة، ثمّ بعد ذلك نظرت الإشتراكيّة المحدثة في وجه الشّبه بين هذا الوضع وإمكانيّة تعميمه لتوصيف المفارقة التّنمويّة على مستوى العالم (كايسا إيخولم، 1981: 248-249). ويمكن تلخيص إسهام سمير أمين فيما يمكن تسميته "نظريّة الانبثاق" التي تستند على نظريّة "الثّنائيّة الاقتصاديّة" (Dual Economy)، فقر/غني؛ رأسماليّة/ما قبل رأسماليّة. في هذا نظر سمير أمين إلى التّمركز والتّهميش بوصفهما يقومان على إسقاطٍ لواقع متقدّم (واقع أوروبّا) على واقع متخلّف (العالم الثّالث)، وذلك بالنّظر إلى الرّأسماليّة بوصفها منتجاً أوربّيّ الموطن يتمّ زرعه في بيئات مغايرة لا تمتّ إليه بصلة. وبهذا كأنّه ربط التّمركز والتّهميش بأوربّا ربطاً عضويّاً، هذا في الوقت الذي لا يني الواقع المعاش يرفد لنا بالعديد من الأمثلة لأشكال من التّمركز والتّهميش لا شأن لها بأوربّا (المرجع السّابق)، مثلما في حالتنا الرّاهنة التي نُناقشها في هذا البحث.
    من المرجّح أن بعض الكتابات المتميّزة في هذا الصّدد (مثل جلال الدّين الطّيّب، 1989 ـ جرت الدّراسة فيما بعد منتصف السّبعينات) كان لها الدّور الأكبر، ليس فقط في إدخال المصطلح إلى حلبة الفكر السّياسي الاقتصادي السّوداني، بل لفت الأنظار إلى كتابات سمير أمين في هذا المجال. فجلال الدّين الطّيب لا يظهر احتفاءً علميّاً ملحوظاً بمصطلح "الهامش الرّأسمالي" Peripheral Capitalism حسبما وردت في بعض كتابات سمير أمين فحسب، بل يستند عليها في تأسيساته المنهجيّة (على سبيل المثال سمير أمين، 1972؛ 1978). في عام 1983م ظهرت الحركة الشّعبيّة لتحرير السّودان، ومعها ظهر المنافيستو (الحركة الشّعبيّة لتحرير السّودان، 1983) الذي لخّص رؤاها الأساسيّة (حينذاك) لطبيعة الصّراع السّياسي والاجتماعي بالسّودان. وبالرّغم من اشتمال المنافيستو على مصطلح "المركز" centre، إلاّ أنّه لم يشتمل على مصطلح "الهامش" margin، بل استخدم مصطلح periphery والذي تجوز ترجمته " الأطراف". وهذا يمكن اتّخاذه كبيّنة على الاندياح الدّلإلى للمصطّلح في محمولاته الاقتصاديّة الماركسيّة.
    ولكن كلّ هذا، وبافتراض أنّ له علاقة بالمصطلح في مرسوماته العربيّة واللاتينيّة التي فشت بعد ذلك (المركز centre في مواجهة الهامش margin) ـ أي تجاوزاً لمفارقة المصطلح periphery، ليس له علاقة بالمحمولات الفكريّة التي يُستخدم المصطلحان وفقها الآن. فالمدرسة الإشتراكيّة المحدثة كانت تركّز على أوضاع الهامش الرّأسمالي periphery، وذلك لحقيقة انبثاقها أصلاً بغرض معالجة أوضاع بلدان ما قبل الرّأسماليّة، دون أن تولي كتلة الغرب الرّأسماليّة (والتي منطقيّاً تحتلّ هنا موقع "المركز") أيّ اهتمام تنظيري بحسبان أنّ الماركسيّة في أصولها الفكريّة قد أوفت ذلك. إذن فالسّياق المنهجي الذي استُخدم فيه المصطلحان (تحديداً مصطلح "الهامش" periphery) كان المادّيّة التّاريخيّة. ولكن كلّ هذا يختلف تماماً عن السّياق المنهجي الذي يُستخدم فيه المصطلحان (تحديداً مصطلح "المركز" centre ثمّ مصطلح "الهامش" margin) الآن حسبما شاع منذ أواسط ثمانينات القرن العشرين. فالاستخدام الحالي للمصطلح، وإن كان يتّصف بالجدليّة، إلاّ أنّه يجري وفق سياق منهجي ثقافي يختلف تماماً عن ذاك المادّي، هو ما يُعرف الآن بمدرسة التّحليل الثّقافي. ويقوم هذا المفهوم في بعده الثّقافي على ثلاثيّة الهويّة، بمعنى أنّ أيّ هويّة تملك لها مركزاً (مركز الهويّة) وهامشاً (هامش الهويّة)، وآخراً (الآخر الذي لا ينتمي للهويّة لا في مركزها ولا في هامشها؛ لمزيد من التّفصيل، يرجى مراجعة الباقر العفيف، 2007: 11-59). ويمكن التّمثيل لهذا بواقع الهويّة العربيّة، فمركز هذه الهويّة هو في الجزيرة العربيّة، بينما هامشُها في البلاد الطّرفيّة، مثل السّودان والصّومال وموريتانيا وجيبوتي .. إلخ؛ أمّا الآخر بالنّسبة لها، فهم جميع أهل الأرض ممّن لا يُنسبون ولا ينسبون أنفسهم إلى العرب ولا مجال لأيّ تماهٍ من جانبهم في الهويّة العربيّة، مثل الشّعب البريطاني وما عداه. فإذا اتّفق لجهةٍ بعينها (ولنقل الشّعب العراقي) أن أقرّ مركز الهويّة العربيّة بأنّه عربي، ثمّ كان ذلك ما يحسّه هو نفسه، ثمّ ما يقرّ به ويعرفه الآخرون من قبيل شعوب الأرض غير العربيّة، عندها نخلص إلى أنّ الشّعب العراقي لا يعاني أيّ أزمة تتعلّق بهويّته. أمّا إذا كان هناك إخلال في هذه الثّلاثيّة، كأن يشعر شعب بعينه أنّه، مثلاً، عربي (كالشّعب السّوداني ممثّلاً في الصّوت الرّسمي ووسطه وشماله)، بينما هناك أصوات عديدة في مركز الهويّة لا تعترف له بهذا إلاّ من قبيل التّماهي السّياسي، والذي بدوره يستضمن سيرورةً تبعيّة، وفي نفس الوقت ربّما لا ينظر له الآخرون من غير العرب (كالأوربّيّين) بأنّه عربي الهويّة، عندها يمكن القول بأنّ هذا الشّعب يعاني من أزمة هويّة مهما تشدّقت فيه بعض الأصوات زاعمةً بأنّهم ليس فقط عرب، بل هم عرب العرب (أنظر كلمة صلاح أحمد إبراهيم في ردّه للنّور عثمان أبّكر، عندما كتب الأخير "لستُ عربيّاً، ولكن!"؛ لمزيد من التّفصيل، يرجى مراجعة: الباقر العفيف، 2007).
    هذا هو المفهوم الثّقافي للهويّة من حيث ارتباطه بمفهوم الهامش والمركز، وهو يختلف تماماً عن المنظور الذي تبلور في المدرسة الاشتراكيّة المحدثة. وقد تطوّر هذا المفهوم في مدرسة التّحليل الثّقافي، من حيث اعتلاقه بمفهوم الهويّة. ولهذا ربّما كان الأكفأ في معالجة أوضاع التّعدّد الثّقافي والهويّة ودور كلّ ذلك في تحقيق مشروع السّودان الجديد. وجديرٌ بالذّكر أنّ الحركة الشّعبيّة، مع احتفاظها بالمصطلح، تخلّت عن دلالاته المادّيّة الماركسيّة بمنتصف تسعينات القرن العشرين، لتأخذ بدلالاته الثّقافيّة، الأمر الذي أدّى إلى خلق مواضعة فكريّة بينها وبين خطاب مدرسة التّحليل الثّقافي التي يرجع إليها الفضل في رسم الإطار الخطابي لمصطلحي "المركز" centre و"الهامش" margin، وفق ما تشهد به السّاحة الآن. فكيف ومتى حدث هذا؟
    يمكن تحديد عام 1968م كبداية لتدشين هذين المصطلحين في بعديهما الثّقافيين، وذلك عندما استخدمهما على مزروعي (1971) في معالجته النقدية للصراع الثّقافي والسّياسي بين مستعربي السّودان وما شاكله من دول ذوات شعوب مستعربة أسماها الهامش (السّودان، الصومال، موريتانيا، جيبوتي)، وبين العرب العاربة الذين أسماهم المركز. ففي بحثه الوضيء المعنون: The Multiple Marginality of the Sudan، والذي يمكن ترجمته على النّحو التّالي: "الهامشيّة المتعدّدة للسّودان"، يمكن تقديم مناقشة علي مزروعي بتوسّع إلى أنّ السّودان هامشي بالنّسبة إلى مركز الهويّة العربيّة من عدّة نواحٍ: فمن ناحية جغرافيّة هو هامشي؛ فهو الدّولة العربيّة الوحيدة التي تقع في أفريقيا جنوب الصّحراء؛ كما هو هامشي من ناحية اللغة كونه يمثّل أحد الأطراف البعيدة لمركز الهويّة العربيّة لدرجة تخالط عربيّته بالعديد من الألسنة الأفريقية؛ كما هو هامشي من ناحية سياسيّة، إذ لم يكن من جملة الدّول التي تشكّل عُصبة العروبة، ولهذا خضع قبوله في المنظومة العربيّة لمداولات من حيث استحقاقه من عدمه، إذ لا يزيد تاريخ العرب فيه عن 500 عام فقط؛ كما هو هامشي من ناحية إسلاميّة، فهو لم يعرف أيّ حركة دينيّة داخله إلاّ وكانت قد أتت إليه من داخل مراز العروبة الإسلامي. ثمّ يمصي مزروعي في مناقشة الجوانب الإيجابيّة لهذه الهامشيّة إذا ما قام السّودان أوّلاً بالاعتراف بها والنّظر إليها بوصفها شيئاً إيجابيّاً، لا أن يحاول أن يكون عربيّاً أكثر من العرب. فهذه الهامشيّة تجعله أقدر على تجسير الهوّة والمسافة بين أفريقيا السّوداء من جانب وبين العرب من جانب آخر. فالسّودان إذا وظّف جهوده لهذا المسعى، فسوف يجد الاعتبار الكامل من العرب كونهم في أمسّ الحاجة لمن يقوم بهذا. كما سيدفعه هذا المسعى إلى تمتين علاقاته في العمق الأفريقي الاسود، دون الاكتفاء بعلاقات استعلائيّة مع دول الجوار دون أن يعرف عنها أكثر من اسمها واسم عواصمها وبعض أسماء رؤسائها المشهورين. فهو هنا يتصرّف إزاء أفريقيا السّودان (التي ينتمي إليها بأكثر ممّا ينتمي إلى المركز العربي) بنفس الطّريقة التي يتصرّف المركز العربي إزاءه هو. فكلّ مركّب استعلاء يستبطن داخله مركّب نقص. وهو بالطّبع نفس الحال مع المركز العربي بالنّسبة إلى مركّبات نقصه إزاء أوربّا.
    من المؤكّد أنّ الاندياح المعرفي لهذا الاستخدام الذّكي استغرق فترة السّبعينات بما شهدته من مناقشات حادّة ومثمرة بخصوص هويّة السّودان من حيث عروبته وأفريقيّته. هذه المناقشات كان في الواقع امتداداً لمناقشات مدرسة الغابة والصّحراء في السّتّينات، وقبلها بعقود في مدرسة الفجر في العقد الرّابع من القرن العشرين (لمزيد من التّفصيل يُرجى مراجعة: جلال هاشم، "السّودانوعروبيّة أو تحالف الهاربين"، 1999). لكن ما يميّز مناقشات عقد السّبعينات أنّها دُشّنت باتّفاقيّة أديس أبابا عام 1973م التي بدأ التّحضير لها في مطبخ السّياسة السّوداني منذ مجيء نظام مايو للحكم. يكمن أثر اتّفاقيّة أديس أبابا القوي في أنّه وضع خطاب الاستعراب، ولأوّل مرّة بصورة حادّة، أمام أفريقيا السّوداء غير العربيّة أو المستعربة. فظهور المثقّفين الجنوبيّين بلونهم الأسود الفحمي وبتفوّقهم في لغتهم (نعم، لغتهم!) الإنكليزيّة التي كانوا يتكلّمونها بوصفها لغة الفكر والثّقافة الوحيدة لهم، لا عن حذلقة وتقعّر أنقليكاني كما هو الحال عند بعض مستعربي من شملهم مسمّى شمال السّودان، ثمّ تسوّد العديد منهم وظيفيّاً على صفوة مستعربة السّودان؛ كلّ هذا مهّد الطّريق إلى بروز وعي جديد يتجاوز مفاهيم مدرسة الغابة والصّحراء الاستعرابيّة (صاحبة منظور "بوتقة الانصهار") لتحقيق رحابة أيديولوجيّة يمكن أن تسع هؤلاء القادمين. في هذا الجوّ ظهرت دعوى السّودانويّة التي تجاوزت منظور بوتقة الانصهار بتداعياتها الاستيعابيّة assimilatory لتقوم في المقابل بتدشين منظور "الوحدة في التّنوّع" بترتيباته التّكامليّة integrative (راجع: جلال هاشم: 2004).
    في أخريات سبعينات القرن العشرين ظهرت في الجامعات والمعاهد العليا السّودانيّة، وفي أوساط الطّلاّب السّودانيّين خارج السّودان، الحركة التي عُرفت باسم "مؤتمر الطّلاّب المستقلّين". رفعت تلك الحركة شعار الدّيموقراطيّة واستلهام فكر وطني من التّراث السّوداني؛ وبالتّالي دعت إلى احترام كافّة أجناس التّراث إن شرقاً أو غرباً أو شمالاً أو جنوباً. وكان من الطّبيعي أن ينتقل الحوار والنّقاش النّاشب حينها حول عروبة وأفريقيّة السّودان، والذي كانت تدور رحاه في صفحات الجرايد، إلى حركة المستقلّين. بنهاية عام 1982م تبلورت داخل أروقة حركة الطّلاب المستقلّين بالجامعات السّودانيّة وخارجها الحركة الفكريّة التي عُرفت فيما بعد باسم مدرسة التّحليل الثّقافي. التقطت تلك الحركة هذين المصطلحين ضمن اهتمامها الفكري بظاهرة الصّراع الثّقافي في السّودان وعروبة السّودان من أفريقيّته، فقامت باستخدامهما لتوصيف الصّراع بين مستعربي السّودان ومن عداهم من مجموعات لا تزال على الأفريقيّة لغةً وثقافةً. في عام 1986م ظهرت أعداد محدودة من الإصدارة الشعبية الأولى لكتاب منهج التحليل الثّقافي (محمّد جلال هاشم، 1986)، مخطوطة باليد ومطبوعة بالرّونيو. قام هذا الكتاب، والذي لا يعدو كونه تلخيصاً للمفاهيم الأساسيّة لتلك المدرسة، بتوطين هذين المصطلحين في تحليله للصّراع الثّقافي في السّودان بالنّظر إليه على أنّه بين مركز إسلاموعروبي وهامش أفريقي؛ وقد استبق استخدامه مصطلحي "المركز" centre و"الهامش" margin بمصطلحي "الوسط" middle و"الأطراف" دون أن تكون الأخيرة مستمدّة من ترجمتها الإنكليزيّة periphery بتداعياتها الواردة في الماركسيّة المُحدثة. فيما بعد لدى صدور الطّبعات الثّلاث اللاحقة (1988؛ 1996؛ و1999) يركن جلال هاشم إلى مصطلحي "المركز" و"الهامش" دونما عداهما، وذلك بأثرٍ مباشر من ذيوع كتابات أبّكر آدم إسماعيل الذي ركن إلى هذين المصطلحين دونما عداهما، ففشت في صفوف حركة مؤتمر الطّلاّب المستقلّين، وكان ذلك بأثرٍ من كتابات الماركسيّين المحدثين، كما سيأتي أدناه.
    بعد ذلك قام عبد الغفّار محمد أحمد (1988)، متبنّياً رؤية على مزروعي بخصوص الحزام الهامشي للدّول العربية، بمعالجة قضايا الصّفوة والطّبقة المثقّفة في هذه الدّول الهامشيّة (تحديداً السّودان) من حيث تحامل رصيفاتها في باقي الدّول العربيّة (العاربة) عليها (أنظر نقد محمّد جلال هاشم في "السّودانوعروبيّة أو تحالف الهاربين"، 1999، لما ذهب إليه عبد الغفّار محمّد أحمد). كما استخدم منصور خالد (1993) مصطلح "المركز" دون "الهامش" بمحمولات جغرافية ديموغرافية ("أهل الحضر والريف"؛ "المركز والتّخوم"). فيما بعد تمّ تكريس المصطلح ("المركز" centre و"الهامش" margin) عبر كتاب أبّكر آدم إسماعيل جدلية الهامش والمركز (1997) بأجزائه الثلاثة. ثمّ جاء الباقر العفيف (1999؛ 2007) والذي يعتبر أحد أعمدة هذا الفكر، وتلخّصت إضافاتُه الحقيقيّة في ترسيم البعد الثّقافي للهويّة وارتباطها باللون والعرق في بعدها المادّي.
    هناك اختلاف كبير، وإن لم يكن جوهريّاً، بين مفهوم التّمركز والتّهميش وفق ما جاء عند جلال هاشم وذلك الذي قال به أبّكر آدم إسماعيل فيما بعد. فكتاب منهج التّحليل الثّقافي (محمّد جلال هاشم، 1999) يعتمد في نظريّته الأساسيّة على الزّعم بأنّ الصّراع الثّقافي ما هو إلاّ صراع جدلي، وفق مفهوم الجدليّة التي قال بها هيغل وطبّقها في المثاليّات، والتي قال بها لاحقاً ماركس وطبّقها في المادّيّات. ويستند النّظر إلى الصّراع الثّقافي، بوصفه صراعاً جدليّاً، على تعميم الثّقافة لتشمل العالم المثالي والمادّي ومجمل أنشطة الإنسان. بهذا يصبح الصّراع الثّقافي حالة صحّيّة لا يجوز، كما لا يمكن، أن تنفصم عراها. ولكن الكتاب مع ذلك لا يُضفي أيّ خصوصيّة جدليّة على التّمركز والتّهميش، إذ يذهب إلى أنّ هذه الظّاهرة ينبغي أن تُفصم عراها لتزول. في المقابل يُضفي خصيصة الجدليّة على العلاقة بين الرّيف والمدينة، باعتبارها ظاهرة ذات مدلولات ديموغرافيّة ثقافيّة، كما يُضفي على مفهوم الوسط والأطراف دلالات ديموغرافيّة خدميّة ليصبح المفهوم بمثابة محطّة وسيطة بين جدليّة الرّيف والمدينة من جانب ولاجدليّة التّمركز والتّهميش من الجانب الآخر. في كتابه جدليّة الهامش والمركز (1997) يذهب أبّكر آدم إسماعيل إلى نفس الشّيء مع فارق اصطلاحي ومفهومي يكمن في تعميمه لكلّ الظاهرة أعلاه في مصطلحي الهامش والمركز، وذلك تأثّراً بالكتابات التي رفدت بها الماركسيّة المحدثة، إذ يتبنّى الكثير من التّأسيسات الاقتصاديّة عندهم، مثل "رأس المال الرّمزي" (راجع مناقشتنا لهذا المفهوم في الفصل السّادس). إلاّ أنّ هذا لا يبعد بأبّكر آدم إسماعيل كثيراً عن التّاسيسات الثّقافيّة التي ينطلق منها محمّد جلال هاشم؛ فكلاهما يمطلقان من منهج ثقافي، وبهذا اتّفقا في المفهوم عموماً وإن اختلفا في توظيفهما للمصطلح؛ فبينما يمكن وصف منهج جلال هاشم بأنّه موضعي topical من حيث اصره لمناقشاته الاساسيّة في مسألة الهويّة ومتعلّقاتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة بما من شأنه أن يُعطينا وضعاً غير جدلي وغير سليم، يمكن وصف منهج أبّكر إسماعيل بأنّه إجمالي holistic من حيث اشتمال مقاربته للمركز والهامش على حالتي الرّيف والمدينة ليخرج بتصوّر جدلي لعمليتي المركز والهامش، بينما لا يتّفق جلال هاشم معه في جدليّة العلاقة بينهما. من جانب آخر يمكن وصف منهج جلال هاشم بأنّه أيضاً إجمالي holistic إذا ما وضعنا في الاعتبار شموليّة المنظور الثّقافي عنده بما يجعله يشتمل على الاقتصاد وخلافه. ويمكن الزّعم بأنّ هذا الافتراق المفهومي والاصطلاحي وانحصار جلال هاشم لاحقاً في مصطلحي "المركز" centre و"الهامش" margin، لم يُساعدا الكثيرين على استكناه أوجه الائتلاف والاختلاف.
    غنيٌّ عن القول بأنّنا سنعتمد هنا في تفسيرنا لظاهرة التّمركز والتّهميش على منهج التّحليل الثّقافي في صورته التّشريحيّة عند جلال هاشم. ولكن هذا نفسه لا ينبغي أن يصرفنا عن استكناه المشتركات المفهوميّة، وهي كبيرة وكثيرة، بين مختلف المناظير والمقاربات الفكريّة لقضيّة التّمركز والتّهميش بما في ذلك البعد الاقتصادي للمسألة. ومن ذلك، مثلاً، ما قد يبدو تجاوزاً لاستخدام على مزروعي وعبد الغفّار محمّد أحمد للمصطلح، من قبل مدرسة التّحليل الثّقافي. فإذا جاز الاتّفاق على أنّ الإثنين يحصران معالجتهما على العلاقة بين العرب العاربة من جهة (أهل الجزيرة العربيّة)، والعرب المستعربة من جهة أخرى (عرب السّودان وموريتانيا إلخ)، لا يجوز القطع بأنّ معالجة مدرسة التّحليل الثّقافي تنحصر في العلاقة بين مستعربة السّودان من جهة، وأفارقة السّودان من جهة أخرى. فمع أنّه يجوز القول بأنّ هذا ما كان عليه أمر معالجة مدرسة التّحليل الثّقافي في بداياتها، إلاّ أنّها في عاقبة أمرها تقوم بمعالجة ظاهرة التّمركز والتّهميش في العلاقة بين العرب العاربة ومستعربة السّودان. فحسبما سنقرأ أدناه نجد أنّ هذا ما ستؤول إليه المسألة في حال اكتمال دائرة التّمركز والتّهميش داخليّاً (أي بين السّودانيّين). بمعنى، إذا اكتملت دائرة التّمركز والتّهميش دون النّجاح في فصم عراها (ذلك لأنّها غير جدليّة وفق منظور جلال هاشم)، فإنّها ستؤدّي إلى اتّساع دائرة الظاهرة لتُفضي إلى تهميش الشّعب السّوداني في مجمله إزاء العرب العاربة بتحويلهم إلى عرب من الدّرجة الثّانية في أفضل الأحوال أو الدّرجة الثّالثة، أو إلى أسوأ من ذلك بتفكيك منظومة الدّولة السّودانيّة لعجز المركز ومشروعه الأحادي عن إدارة التّعدّديّة. كما يمكن ملاحظة المواضعات الكثيرة التي ينطوي عليها المفهوم عند أبّكر آدم إسماعيل مع مفاهيم الاقتصاد السّياسي، وذلك عندما يتعرّض لمسألة بلدان ما قبل الرّأسماليّة.

    ما هو المركز؟
    المركز ليس إلاّ مجموعة من الصّفوة المعاد إنتاجها ثقافيّاً ـ ومن ثمّ أيديولوجيّاً ـ داخل حقل الثّقافة العربيّة الإسلاميّة عبر عمليّة من الأدلجة والتّشكيل، الأمر الذي يُفضي في النّهاية إلى شيئ لا علاقة له بإنسانيّة هذه الثّقافة نفسها وبذلك ينسفها. بهذا لا يكون المركز مرتبطاً بعرقٍ ما، أو جهةٍ ما، وما تصويره على أنّه كذلك إلاّ مجرّد خدعة. فالمركز مركز سلطوي، صفوي يحتكر السّلطة والثّروة، وفي سبيل تأمين مصالحه يسخّر الثّقافة والعرق والدّين والجغرافيا. بهذا تُصبح هناك طريقٌ واضحة للطّامحين للسّلطة إذا ركبوها وصلوا إليها: الأسلمة والاستعراب، أي تبنّي الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة. وهكذا تكوّن المركز من صفوة متباينة الأمشاج والأعراق والثّقافات، متلاقية في الأهداف المتمثّلة في الثّروة والسّلطة. هنا لا يهمّ من أيّ مجموعة ثقافيّة أو عرقيّة ترجع أصول المرء، طالما كان مستعدّاً للتّضحية بأهله تحت شعار الإسلام أو العروبة، وكلاهما بريئ من ذلك. وفي الواقع فإنّ أغلب الرّموز القياديّة التي قام عليها المركز من أبناء المجموعات الموغلة في التّهميش إلى حدّ التّعريض بها ثقافيّاً وعرقيّاً. هذا هو المركز الذي يسيطر على مؤسّسة الدّولة في السّودان، مهمّشاً في ذلك جميع السّودانيّين . هكذا تكوّن المركز من أمشاج إثنيّة منبتّة عن أصولها، وهو مركز غير وطني بالمرّة ولا همّ له غير أن يحوز على السّلطة والثّروة. وهو مركز على استعداد لأن يبيع السّودان بالقطّاعي وبالجملة طالما كان ذلك سيُؤمّن له احتياز السّلطة والثّروة.

    وما هو الهامش؟
    توالى قولنا في الكثير من البحوث بأنّ الهامش ليس في جهة جغرافيّة بعينها (شمالاً كانت أو جنوباً، شرقاً أو غرباً أو وسطاً) دون غيرها، بل هو في كلّ مكان، ومن يغالط في هذا عليه أن يخرج مما يسمّى بالمناطق الحضرية عدّة كيلومترات فقط ليرى التّهميش بأم عينه. كما لا يصبح الهامش وقفاً على مجموعات إثنيّة بعينها دون أخرى. وهذا هو مناط القول بأنّ الهامش ليس جغرافيّاً كما ليس عرقيّاً، بل هو هامش سلطوي أيضاً.
    ولكن ينظر الكثير من المثقّفين إلى الهامش باعتباره المنطقة الجغرافيّة الواقعة في أقصى الغرب والشّرق والجنوب بخلاف وسط السّودان وشماله الوسيط، كما يربطون فهمهم هذا بالمجموعات المستعربة التي تعيش بهذه المنطقة ثمّ بالنوبيّين في أقصى الشّمال. ولكنّا نرى أنّ هذا الفهم يتقاصر عن الإحاطة بظاهرة التّمركز والتّهميش وارتباطها بعمليّة تداول السّلطة. أكثر من ذلك فإنّ هؤلاء النّاس يقعون في شركٍ نصبه لهم المركز الذي يريد أن يصوّر الأمور وكأنّها تجري هذا المجرى. ذلك لأنّ ابتناء رؤية كهذه من شأنه أن يجيّر أبناء هذه المناطق ـ والتي هي أيضاً مهمّشة ـ لمصلحة المركز، وهو تجيير قد حدث فعلاً واستمرّ ولا يزال يستمرّ. كما لا ينفي هذا بأيّ حال من الأحوال الامتيازات المادّيّة النّسبيّة ثم الأيديولوجيّة الوهميّة التي أضفاها المركز على أبناء هذه المناطق من حيث إيهامهم بأنّهم عرق متفوّق ذو ثقافة متميّزة، فضلاً عن إيهامهم بأنّهم هم سادة البلاد الأصليّون مقابل مجموعات ثقافيّة أخري منها ما هو وافد ومنها ما هو أقلّ شأناً لا يعبأ الله بهم ـ حسب زعم المركز. كما ينهض فهمنا على أن أصول التهميش ترجع إلى قرون وليست عدة عقود كما يرى البعض. كما يذهب فهمنا إلى أن عمليات التمركز والتهميش ليست مرتبطة بعرقٍ ما، أو جهةٍ ما، وما تصويرها على أنها كذلك إلا مجرد خدعة.



    التّهميش تنموي وثقافي
    يجري التّهميش على نوعين: بسيط ومركّب. التّهميش البسيط ذلك الذي ينحصر في الحرمان التّنموي والاقتصادي. في هذا يتساوى جميع السّودانيّين بمختلف ثقافاتهم وأقاليمهم باستثناء صفوةٍ منهم يشكّلون المركز وينتمون إليه. أمّا التّهميش المركّب، فذلك الذي يجمع بين الحرمان التّنموي والحرمان الثّقافي ممثّلاً في توجّهات الدّولة الأيديولوجيّة لإعلاء ثقافة بعينها على حساب ثقافات أخرى بما يندرج تبعاً لذلك من حرمان تنموي ومادّي. وتكشف النّظرة الأوليّة لواقعنا المعاش بوضوح انحياز الدّولة للثّقافة العربيّة إزراءً وتحقيراً للثّقافات غير العربيّة بالسّودان، أي الثّقافات الأفريقيّة. في هذا كان التّهميش الثّقافي مدخلاً للتّهميش التّنموي، إذ جعلت مؤسّسة الدّولة الاستعراب مقابلاً للأفرقة، ومن ثمّ قامت بإعلاء الهويّة العربيّة وإزراء الهويّة الأفريقيّة. وقد كان من أثر هذه التّكتيكات الأيديولوجيّة أن وجدت المجموعات الأفريقيّة (التي تعاني من التّهميش المزدوج تنمويّاً وثقافيّاً) نفسها في الدّرك الأسفل عرقيّاً، وثقافيّاً، واجتماعيّاً وسياسيّاً حسب درجات تهميش كلّ واحدة منها على حدة وجماعاتٍ، الأمر الذي يستوجب منها عملاً موحّداً، ولو تفاوتت درجات تهميشهم وتعرّضهم للاضطهاد. لكنّنا نرتكب جريرة التّسطيح الفكري إذا ما قفزنا من هذه المقدّمة (انحياز الدّولة الظّاهر للثّقافة العربيّة على حساب الثّقافات الأفريقيّة) إلى استنتاج أنّ الدّولة بذلك تنحاز لحملة الثّقافة العربيّة. فحلقة التّهميش الثّقافي والتّنموي الموجّهة ضد الثّقافات الأفريقيّة إذا ما اكتملت، ستكشف عن أنّ الأمر قد انتهى بحملة الثّقافة العربيّة إلى نفس المصير، ألا وهو التّهميش المزدوج؛ ذلك لأنّ آليّات التّمركز والتّهميش في مآلاتها النّهائيّة تعمل على تهميش الشّعب السّوداني في مجمله ـ عرباً وأفارقة، عرقاً وثقافةً ـ بالنسبة إلى المركز العربي الكبير (العرب العاربة).
    فنظرة متفحّصة للفضائيّات والبرامج التّلفزيونيّة التي يشاهدها عموم السّودانيّين وبالأخصّ من ينتمي للثّقافة العربيّة تكشف عمّا نقصده بالتّهميش المزدوج الذي يحيق بالمجموعات ذات الثّقافة العربيّة. فمن يُعدّ ويخطّط ويُخرج برامج محطّة تلفزيونيّة بعينها يفعل ذلك بالنّظر إلى الجمهور المستهدف استقراءً لما يريد. لكن الذين يُعدّون برامج هذه الفضائيّات ربّما لا يدور في مؤخّرة ذهنهم شيئ اسمه "الشعب السّوداني". ولنا أن نلاحظ اقتفاء الفضائيّة السّودانيّة لخطوات القنوات العربيّة بأسلوب وقع الحافر على الحافر، حتّى دون أن تنجح في ذلك. ومثال آخر نُشير إلى التعليمالعإلى الذي كان يميّز السّودانيّين في الماضي القريب بالمقارنة إلى العرب ضمن العديد من الامتيازات الأخرى. الآن ها نحن ننتظر من الدّول العربيّة أن تتكرّم بمدّنا بالكتب المترجمة إلى العربيّة فضلاً عن التّكرّم بابتعاث الأساتذة للتّدريس في جامعاتنا. هذا دون أن نشير إلى مسألة تغيير العلم حتّى يُشابه أعلام الدول العربيّة بدرجة تجعل من الصّعب تفريقها في بعض الأحيان؛ ثمّ تعديل فرق الزّمن بيننا وبين توقيت قرينيتش لا على أساس البعد الجغرافي شرقاً أو غرباً عن خطّ التّقسيم بل اتّباعاً غير رشيدٍ للتّوقيت في الجزيرة العربية، فتصوّروا! ومثل هذه الأشياء بدرجة عالية من الخطورة، ليس لأنّها تمسّ الشّعب في مرموزاته فحسب، بل لأنّ ذلم يخلق فوضى في نظام الأشياء. فمنذ ذلك التّاريخ لاحظ العديد من الباحثين أنّ مواعيد تناول الوجبات عن عموم أهل وسط السّودان قد اختلّت.
    لكلّ هذا يأتي قولنا بأنّ التّهميش المزدوج (ثقافي وتنموي) يحيق بكل فئات الشّعب السّوداني، من استعرب منها ومن تأفرق، وما ابتدار المركز باستهداف المجموعات الأفريقية إلاّ مجرّد تكتيك باعتبار ذلك مرحلة أولى ستعقبها حتماً المرحلة الثّانية ألا وهي استهداف المجموعات العربية بالسّودان بتهميشها هي نفسها وذلك بجعلهم عرباً من الدرجة الثانية إن لم تكن الثالثة. وضع كهذا يقتضي من القطاعات الذّكيّة لهذه المجموعات أن تستشفّ حُجُبَ المستقبل القريب فتعمل على تلافي الكارثة. وتبدأ مثل هذه الخطوة الذّكية بالانخراط في صفوف القوى المهمّشة التي تناضل لتفكيك ماكينة التّمركز والتّهميش ليس من منطلق النضال بالوكالة تعاطفاً وإنسانيّةً مع المجموعات الأفريقية في مآسيها ومحنها، بل من منطلق النضال بالأصالة إنقاذاً لذاتها ضمن نضال قوى السّودان الجديد لإنقاذ الإنسان السّوداني من الذّل والهوان والتّبعية ومن ثمّ تحقيق دولة السّودان الجديد وصنع الاستقلال الحقيقي.

    تعدّدت الأشكال والتّهميش واحد
    تشتكي كل المجموعات المهمّشة من قلة حظّها في السّلطة وانعدام نصيبها في الثّروة. ولكن في الأمر لبساً لا بدّ من إجلائه. فإحالة المتنفّذين في أجهزة الدّولة والسّلطة الحاكمة إلى خلفيّاتهم الثّقافية والإثنيّة من حيث قيمتهم العدديّة وليس الأيديولوجيّة، لا ينبغي الأخذ به كمؤشّر ودليل على النّسبة التي حازتها المجموعة من حيث السّلطة والثّروة. فالمركز يجتذب إليه العديد من أبناء المجموعات المهمّشة والتي نالت حظّاً وفيراً أو متوسّطاً من العلم كيما يصبحوا جزءاً منه، مقابل أن يُمنحوا السّلطة والثّروة تعميةً لواقع حرمان أهلهم من كليهما. فعلى سبيل المثال لم تخلُ حكومة منذ الاستقلال وحتى الآن من المثقّفين الجنوبيّين، في الوقت الذي لا يغالط فيه إثنان أنّ نصيب الجنوب من السّلطة والثّروة لم يتغيّر البتّة عبر كلّ هذه السّنين. فحتّى انقلاب الإنقاذ نفسه في عام 1989م شارك فيه ثلاثةٌ منهم.
    مثال آخر يوضّح المسألة ما عليه إقليم النّوبيّين في الشّمال وإقليم أهلنا البجا في الشّرق؛ فكلاهما يعاني من التّهميش المزدوج. فبينما قبع البجا بأرضهم، اضطُّرّ النّوبيّون إلى هجرة بلادهم إلى درجة خلوّ الإقليم في بعض قراه من السّكان. وكلا المجموعتين مهدّدتان في تراثهما وهويّتهما من حيث احتمال زوال لغتيهما، إضافةً إلى فقر إقليميهما. من جانب آخر، إذا أحصينا عدد النّوبيّين الذين شاركوا في الحكومات منذ الاستقلال وحتى اليوم، مقارنةً مع ما عليه حال البجا، ستعكس الصّورة مفارقة ضخمة في ظاهرها، واحدة في جوهرها. إذ قلّما نجد نظام حكمٍ لم يشارك فيه وبصورة أساسيّة أشخاص يعودون في جذورهم العرقيّة و/أو الثّقافيّة إلى النوبيّين، فضلاً عن بعض رؤوس الحكومات مثل عبدالله خليل والنّميري والصّادق المهدي والزّبير، ناهيك عن الوزراء الذين ربما لا حصر لهم، الظّاهر منهم والخافي. بخصوص البجا، قد لا يتجاوز العدد أصابع اليد الواحدة، والمتّفق عليه بينهم عامةً عدد ستّة أو سبعة وزراء منذ الاستقلال وحتّى اليوم.
    لكن يبقى السؤال: بماذا انتفع النّوبيّون من كثرة عدد الوزراء والرّؤساء ممّن يعودون في خلفيّاتهم العرقيّة والثّقافيّة إليهم؟ هل قامت تنمية في بلاد النّوبة؟ الإجابة لا! فقد حازت تلك الصّفوة النّوبيّة كلا السّلطة والثّروة، فهل تقاسمتها مع عامّة الشّعب النّوبي؟ الإجابة لا أيضاً! من الملاحظ أنّ تلك الصّفوة فيما تنزّلت من أجيال تنشّأتها وربّتها، قد ابتعدت عن أهلها ثقافةً وموطناً، إذ استعربت وتأسلمت تماماً، فلا أبناؤهم يتكلّمون النّوبيّة ولا هم يعرفون في غالبيّتهم شيئاً عن بلادهم وعن التّهميش المزري الذي ترزح تحته. هذه الصّفوة كما لو كانت قد باعت أهلها وبلادها من أجل السّلطة والثّروة. فليت الأمر وقف عند ذلك، فقد وجد النّوبيّون المهمّشون أنفسهم في موقع الدّفاع عن أنفسهم باعتبار أنّهم جزء من المركز الذي احتكر السّلطة والثّروة، لا لشيئ إلاّ لأنّ بعضاً من أبنائهم الذين صرفوا عليهم من عرقهم ودمائهم قد حازوا على الثّروة والسّلطة فانكفأوا بها على أنفسهم. فما أفاد منه النّوبيّون من ذلك العدد الضّخم من الرّؤساء والوزراء يساوي ما أفاد منه البجا من ذلك العدد القليل من الوزراء، وهو لا شيئ. ولو انعكست الآية، لما تغيّر حال كليهما تهميشاً تنمويّاً وثقافيّاً.
    في هذا نقول إنّ التّعليم نفسه قد تمّت قولبته وتشكيله ليخدم أيديولوجيا الهيمنة والقهر التّنمويّة والثّقافيّة. ويشهد واقع النّوبيّين اليوم ـ على سبيل المثال ـ بهذا؛ فهم من أكثر المجموعات نيلاً للتّعليم وفق هذه القولبة الجائرة؛ كما هم الآن، بفضل هذا، من أكثر المجموعات تعرّضاً للاندثار كمجموعة أفريقيّة لها لغتها وثقافتها وموطنها الجغرافي (راجع في ذلك: محمّد جلال هاشم، رسالة كجبار. تحت الطّبع).
    إذن المحتكم في هذه المسألة أنّ من تسلّم السّلطة ينبغي محاسبتهم على ضوء البرامج الأيديولوجيّة التي بمقتضاها فعلوا ذلك، لا بمقتضى خلفيّاتهم الإثنيّة التي لا دخل لها فيما جرى. فحتّى الآن لم يتسلّم أيٌّ من أبناء البجا أو المناصير أو جبال النّوبة أو النّوبيّين (أو أيّ مجموعة أخرى) موقعاً سلطويّاً باسم المجموعات التي يصدرون منها باعتبار أنّ ذلك الموقع يمثل جزءاً من قسمة السّلطة والثّروة الخاصّة بالمجموعة. فمثلاً إذا استلم السلطة شخصٌ من الفور باعتباره عضواً في الجبهة الإسلامية انطلاقاً من أيديولوجيا تمكين الدّين وإعلاء راية الجهاد، ثمّ أثرى بعد ذلك عن فسادٍ زاخم، فضلاً عن بعض عمليّات تقتيلٍ وإبادة هنا وهناك، في الجنوب والإنقسنا إلخ، فكيف بالله نحمّل أهلنا في دارفور مسئوليّة هذا المارق؟ لكن، تُرى هل سننتظر كلّ هذه السنين حتّى تكتشف القوى السياسيّة ما يحيق بالنّوبيّين وباقي المجموعات المهمّشة كالمناصير والرّباطاب وغيرهم من عرب السّودان، ثم بالسّودان أجمع؟ أوليس من المؤسف أنّ الإقرار بأنّ مجموعةً ما تقع داخل دائرة التّهميش لا يتحقق إلاّ بعد أن تُسفك دماء الأبرياء من المجموعة، والذين غالباً ما يكونون من الأطفال والنساء والشّباب اليانع؟

    الكتاب الأسود والرّؤية المقلوبة
    وقع الكثير من المثقّفين السّودانيّين في شرك النّظر إلى التّهميش من زاويته الرّقميّة غير المنهجيّة، فأضاعوا جهدهم وجهد غيرهم فيما لا طائل من ورائه غير تغبيش الرّؤية. وقد توّجت هذه الرؤية الرقميّة السّطحيّة للتّهميش فيما عُرف باسم الكتاب الأسود (حركة العدل والمساواة، 2003)، وذلك في سبيل نصرة قضيّة دارفور، وهي رؤية قد تضرّ بمسيرة نضال القوى المهمّشة، ذلك لأنّها تشوّه الواقع أكثر مما تعكسه. وبدءاً نشير إلى أنّ الكتاب قد انبنى على منهجيةٍ فضائحيّة، متحاملة لونيّاً وعرقيّاً، في تناوله للتّهميش من حيث ارتباط مسمّاه بمعرّة السّواد. وفي هذا كشف كُتّابُه، في أحسن الاحتمالات، عن تبعيةٍ غير نقدية وغير راشدة لأيديولوجيا المركز التي تحطّ من قدر كل ما هو أسود في بلد السّود الذي اسمه السّودان. فهذه الأخلاقية الفاشيّة التي تُزري باللون الأسود قد تُتّخذ بيّنةً تكشف عن أنّ الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة تمثّل الخلفيّة الأيديولوجيّة التي قدم منها حاكةُ الكتاب. كما يمكن للكثيرين أن يشيروا، لتبيان وجهٍ من أوجه الخطل التي انبنى عليها الكتاب، إلى أنّ أبناء دارفور الذين انخرطوا في سلك الجبهة الإسلاميّة المسئولة الأولى عن هذا النّظام وعن سياسات التّطهير العرقي التي يُتّهم بها في دارفور وقبلها في جبال النّوبة والإنقسنا والجنوب، ربّما كانوا أكثر عشرات وعشرات المرّات من أبناء المناصير أو البجا أو النّوبيّين. فهل معنى ذلك أن نحمّل هذه الكوادر مسئوليّة الإبادة التي لحقت بأهلهم في دارفور؟ فسياسات التّطهير العرقي القائمة على العنصريّة من حيث العروبة والأفرقة، يجوز القول فيها إنّها متجذّرة في بنية مؤسّسة الدّولة منذ قيام سلطنة سنّار عندما استندت في مشروعيّتها الفكريّة على الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة. وقد انطوت تلك الأيديولوجيا على منزلق سلوكي خطير، به أصبحت الدّولة تتحدّر انزلاقاً يوماً بعد يوم. وفي هذا نشير إلى حقيقة أنّ التّطهير العرقي بدأ في دارفور بمذبحة الضّعين عام 1987م في ظل حكم الصّادق المهدي، أي في الدّيموقراطية الثّالثة (محمد جلال هاشم، 2005). واليوم لو كان أبناء دارفور ممّن بدّد سني شبابهم وكهولتهم في تبعيّةٍ عمياء لدولة الجبهة الإسلاميّة، على سُدّة الحكم لما أجدى ذلك أهلهم فتيلا من حيث إمكانيّة تلافي التّطهير العرقي، ذلك لأنّ هذا المنزلق، دون إعفاء الأفراد القائمين به من المسئوليّة، متأصّل في بنية مؤسّسة الدّولة. ولعلّنا لا ننسى أنّ مذبحة المساليت عام 1992م، والتي بدأت بها فعلياً موجة التّطهير الأخيرة في ولاية غرب دارفور، قد تمّت والوالي أحد أبناء المساليت. ومع ذلك ما انتفع المساليت من ذلك شيئاً.


    هل الشّايقيّة فعلاً يحكمون البلاد؟
    لعلّ مثل هذا النهج الجائر هو الذي انتهى بالعديد من القطاعات المتعلّمة، أي القطاعات المثقّفة، إلى إحالة مسئولية التهميش إلى مجموعات ثقافيّة بعينها، وتحديداً إلى مجموعة الشّايقية. وفي حالات أخرى قد تُضاف إليها مجموعة الدّناقلة، وفي حالات أخرى قد يُضاف جميع النّوبيّين. في هذا الخصوص يتساءل فيصل محمّد صالح (جريدة الصّحافة، العدد 5114، 9 سبتمبر 2007): " لماذا يرد بكثرة في خطاب الحركات [أي حركات الهامش] إشارة للشّمال مرة، وللشّايقيّة والجعليّين، على العموم، وللثّقافة العربيّة الإسلاميّة باعتبارها مسؤولة عن التّهميش والاستعلاء ... إلخ؟".
    ومع أنّ ضلوع الصّفوة من أبناء هذه المجموعات في بنية المركز قديم، ومحكوم بعوامل بناء الصّفوة في السّودان، فضلاً عن الامتيازات التّنمويّة النّسبيّة التي حُظيت بها أقاليم وسط السّودان، إلاّ أنّ ما كرّس هذا الفهم ربّما يعود إلى أنّ النّاس ارتأوا أنّ أبناء هذه المجموعة، أو المجموعات، ممّن انخرط في سلك الحركة الإسلاميّة التي دبّرت انقلاب الإنقاذ، جرّاء الاستقطابات النّاشبة فيها، قد وحّدوا صفوفهم باعتبار أنّهم شايقيّة أو دناقلة أو خلافه. فهذا التّكتّل ما هو في الواقع إلاّ من تجلّيات صراع السّلطة وأدوائها التّنظيميّة داخل جسم حركتهم السّياسيّة، ولا علاقة له بالمجموعات الثّقافيّة التي صدر منها أعضاء الحركة. وهكذا يمكن أن يؤدّي غياب الرؤية النّاهجة إلى الاعتقاد بأنّ المجموعتين الثّقافيّتين في مجملهما مسئولتان عمّا حاق بباقي أعضاء التّنظيم الإسلامي من تجريدٍ للسّلطة ووخيم عاقبةٍ بين عصابة السُّرّاق. وللمسألة دفوعات أخرى، بالرّغم من قوّة الدّفع بأنّه لا يفيدهم في هذا القول بأنّ عصابة المتآمرين ممّن ينتمون فعلاً إلى الدّناقلة أو الشّايقيّة قد شرعوا في توسيع أحلافهم من ذوي القربى تسلّطاً وإثراءً؛ فذلك لأنّ هذا ما استنّته حركتهم بنفسها عندما جعلت من المحسوبيّة، عن قرابةٍ كانت أم عن أيديولوجيا، سياسةً معترفاً بها من الدّولة. بالرّغم من قوّة مثل هذه الدّفوعات، تبقي حقيقتان؛ الأولى أنّ النّزوع نحو هذا التّكتّل عادةً ما يحدث في الواقع للاحتماء بالمجموعة الثّقافيّة، من قبل عددٍ قليل من صفوة المجموعة التي تهتّكت عنها أسمالها الفكريّة ليتبدّى عريُها الأيديولوجي؛ الحقيقة الثّانية تكمن في أنّ المجموعة الثّقافيّة بريئة تماماً من هذه الفعلة النّكراء التي تتظاهر فيه الصّفوة أنّها تقوم به من أجلها. وفي الحقيقة ذهاب البعض إلى تحميل المجموعة الثّقافيّة مسئوليّة ما تقوم به بعض العناصر الانتهازيّة من صفوتها ليس إلاّ وقوعاً في شرك نصبه المركز.
    في يوم 22/11/2000م أدلى السّيد خليل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، بتصريحات لقناة الجزيرة الإخباريّة (برنامج لقاء اليوم) www.aljzeera.net/channel/aspx أحال فيها طغمة المركز إلى مجموعة من أهل الشّماليّة وذلك في قوله بأنّ البلاد: "... تعيش حالة استعمار داخلي منذ عام 1956 السّودان وقع بعد أن خرج من الاستعمار الخارجي وقع تحت استعمار داخلي من قبل مجموعة صغيرة جدّاً من الإقليم الشمالي، الآن المواطن السّوداني في هذا القرن الواحد والعشرين يعيش في ظلام دامس ما فيش كهرباء في هذه الأقاليم في الأرياف نهائي في السّودان". نظر الكثير من المتابعين إلى تصريحاته تلك بأنّها تنطوي على فهم مغلوط لمسألة التّمركز والتّهميش، وذلك لمحاولة حصرها في إقليم بعينه. فصفوة المركز وإن كانت عامرة بأبناء شمال ووسط السّودان، إلاّ أنّ هذا محكوم بعوامل نموّ هذه الطّبقة في كلّ إقليم. فما حدث لصفوة أبناء الشّماليّة يمكن أن يحيق بصفوة أبناء الأقاليم الأخرى، إن لم يكن قد حاق بالفعل. وقد لا يحتاج الواحد منّا إلى الإشارة بأنّ معظم الرّيف السّوداني أينما كان، في الشّرق، الغرب، الجنوب، الشّمال أو الوسط، يعيش في ظلام دامس. بعد ذلك قام رئيس حركة العدل والمساواة بتسمية هذه المجموعة التي تتحكم في مقاليد البلاد مدّعيةً أنّها من العرب والعربُ منها براء: "... ولكن هذه المجموعة مجموعة من المجموعة النوبية ...". وربّما يقصد بقوله هذا إنّ المجموعات العربيّة بشمال السّودان ما هي إلاّ نوبيّون استعربوا؛ ولكن لنتمعّن، بالرّغم من جواز مثل هذا القول، كيف تشتّت كلامه وتطايرت دلالاته. وقد واصل رئيس حركة العدل والمساواة كلامه قائلاً: "... حقيقة العرب الأُصال [الأصلاء] الآن خارج دائرة الحكم وخارج دائرة الثّروة، العرب الأُصال [الأصلاء] الآن ينزحون [يرزحون] تحت الاستعمار في كل الأقاليم الآن العرب الأُصال [الأصلاء] الآن على ظهور الجمل وعلى ظهور الثيران مع البهائم رحلة الشّتاء والصّيف ليس لهم ماء ليس لهم تعليم ليس لهم صحة ...". وبالطّبع يصبح من الصّعب لمن يقول مثل هذا الكلام أن يقف عند هذا الحدّ، فإذا برئيس حركة كريمة تناضل من أجل تحقيق العدل والمساواة يقول عن العرب باكياً مستعطفاً إنهم: "... الآن هم يقودون ثورة وهم يجلسون أمامك [مشيراً إلى نفسه] العرب الأُصال [الأصلاء] في دارفور ضد هذه الحكومة ولكن العجيب العالم العربي لا يتقصى الحقائق ولا يقترب من الحقائق بس الحكومة هذه استطاعت أن تغشّ العالم العربي يا لا العجب ...".
    فالسّيّد خليل إبراهيم كأنّما يقول هنا بأنّ الذين يُقتلون في دارفور من العرب الأُصلاء، بينما الحكومة التي يسيطر عليها النوبيون الذين ليسوا عرباً هي التي أتت بالعرب الجنجويد لقتل الأبرياء بدارفور من العرب الأُصلاء. ولا يأتي استشهادنا هذا تجريماً لحركة العدل والمساواة أو حتّى لرئيسها الذي يجد كلّ الاحترام والتّوقير الواجب؛ فكلّ الذي قصدناه من هذا أن نبيّن خسران المنهج العرقي في مقاربة موضوع التّمركز والتّهميش؛ فمن المؤكّد أنّ سهام قوى الهامش ستطيش إذا ما ركنت هذه القوى في رؤيتها على المنظور العرقي لمسألة التّهميش.
    أجدى من ذلك أن ننظر إلى التّهميش في بعديه التّنموي والثّقافي، فإذا وقعنا عليه ما التفتنا إلى كم عدد المثقّفين من ذلك الإقليم المهمّش ممّن ارتضى أن يبيع أهله طمعاً في السّلطة وبدرةٍ من مال السُّحت. بعد هذا يمكننا أن ننظر إلى الواقع المعاش من حيث التّمتّع النّسبي بالسّلطة والثّروة الذي فازت به بعض الأقاليم على حساب البعض الآخر، خاصةّ النّيليّة منها، إمّا لقربها الجغرافي من مركز السّلطة والثّروة، أو لزيادة حصّتها من التّعليم الأولي فما فوق منذ عهد الاستعمار التّركي المصري، أو لمحاباةٍ من المركز في سعيه الدّائم لتحييد بعض قطاعات الشعب ذات السّكون الأيديولوجي الإسلاموعروبي وتحويل ذلك السّكون إلى تواطؤ، ريثما يتمكّن المركز من تدجين القطاعات الأخرى جامحة الأفرقة لغةً وثقافةً.
                  

العنوان الكاتب Date
هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-07-11, 08:30 AM
  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-07-11, 08:48 AM
    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-07-11, 09:06 AM
      Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Murtada Gafar04-07-11, 09:23 AM
        Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! سامي صلاح محمد04-07-11, 09:35 AM
          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Kabar04-07-11, 11:19 AM
            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! حامد بدوي بشير04-07-11, 11:44 AM
              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Khalid Kodi04-07-11, 11:56 AM
              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! محمد ادم الحسن04-07-11, 12:28 PM
                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! nada ali04-07-11, 01:53 PM
                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Abdel Aati04-07-11, 07:25 PM
            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Murtada Gafar04-07-11, 01:47 PM
              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! عبد المنعم ابراهيم الحاج04-07-11, 05:02 PM
            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-07-11, 04:12 PM
            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-07-11, 05:23 PM
          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-07-11, 04:06 PM
            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-07-11, 04:33 PM
              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! سامي صلاح محمد04-07-11, 04:59 PM
                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Nazar Yousif04-07-11, 06:22 PM
                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! سامي صلاح محمد04-07-11, 08:39 PM
                    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Mohamed Adam04-07-11, 09:18 PM
                      Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-07-11, 10:26 PM
                        Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-07-11, 10:33 PM
                          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-07-11, 10:57 PM
                            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-07-11, 11:10 PM
                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-07-11, 11:15 PM
                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! محمد ادم الحسن04-07-11, 11:16 PM
                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-07-11, 11:49 PM
                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! سامي صلاح محمد04-07-11, 11:27 PM
                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! سامي صلاح محمد04-07-11, 11:28 PM
                                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-07-11, 11:59 PM
                                    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! سامي صلاح محمد04-08-11, 00:31 AM
                                      Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! عبد المنعم ابراهيم الحاج04-08-11, 01:19 AM
                                    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 00:34 AM
                                      Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! قاسم المهداوى04-08-11, 01:15 AM
                                        Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 02:23 AM
                                          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 02:41 AM
                                        Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Khalid Kodi04-08-11, 02:23 AM
                                          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Khalid Kodi04-08-11, 02:30 AM
                                          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Abdel Aati04-08-11, 04:43 PM
                                        Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Kabar04-08-11, 02:28 AM
                                          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Kabar04-08-11, 02:33 AM
                                            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Kabar04-08-11, 03:01 AM
                                            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Murtada Gafar04-08-11, 07:14 AM
                                          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Khalid Kodi04-08-11, 02:37 AM
                                            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Khalid Kodi04-08-11, 02:50 AM
                                            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 02:51 AM
                                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 03:00 AM
                                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Khalid Kodi04-08-11, 03:00 AM
                                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Kabar04-08-11, 03:10 AM
                                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 03:22 AM
                                                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 03:30 AM
                                                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! عبد المنعم ابراهيم الحاج04-08-11, 04:30 AM
                                                    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Abdel Aati04-08-11, 04:25 PM
                                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Khalid Kodi04-08-11, 03:28 AM
                                                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Khalid Kodi04-08-11, 03:42 AM
                                          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! أمير عثمان04-08-11, 03:29 AM
                                            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 03:34 AM
                                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 03:51 AM
                                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 03:59 AM
                                                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 04:09 AM
                                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Khalid Kodi04-08-11, 04:04 AM
                                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-08-11, 06:15 AM
                                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! أمير عثمان04-08-11, 01:02 PM
                          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Murtada Gafar04-08-11, 07:25 AM
                            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Nazar Yousif04-08-11, 07:48 AM
                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! محمد ادم الحسن04-08-11, 09:36 AM
                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 01:58 PM
                                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 02:19 PM
                                    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 02:40 PM
                                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-08-11, 02:31 PM
                                    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 02:53 PM
                                      Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 03:05 PM
                                        Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! الصادق اسماعيل04-08-11, 05:05 PM
                                          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! احمد الامين احمد04-08-11, 05:23 PM
                                            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! الصادق اسماعيل04-08-11, 05:38 PM
                                          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! كمبورة04-08-11, 05:41 PM
                                            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Murtada Gafar04-08-11, 06:16 PM
                                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! عبد المنعم ابراهيم الحاج04-08-11, 07:14 PM
                                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Yassir Tayfour04-08-11, 08:25 PM
                                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Yassir Tayfour04-08-11, 08:33 PM
                                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! عبد المنعم ابراهيم الحاج04-08-11, 08:46 PM
                                                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Abdel Aati04-08-11, 11:49 PM
                                                    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Abdel Aati04-09-11, 01:31 AM
                                                      Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Abdel Aati04-09-11, 01:46 AM
                                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Nazar Yousif04-08-11, 07:43 PM
                                                Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-08-11, 08:36 PM
                                                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 09:00 PM
                                                    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 09:24 PM
                                                    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! كمبورة04-09-11, 05:50 AM
                                                  Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Yassir Tayfour04-08-11, 09:00 PM
                              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-08-11, 11:07 PM
    Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Tragie Mustafa04-08-11, 09:02 PM
      Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Khalid Kodi04-08-11, 09:52 PM
      Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 10:00 PM
        Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 10:16 PM
          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 10:24 PM
            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 10:34 PM
              Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Bashasha04-08-11, 10:41 PM
            Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! Yassir Tayfour04-08-11, 11:01 PM
          Re: هديه ل(لجنة الرؤيه) ب(قطاع الشمال) مقال للدكتور الباقر العفيف! عبد المنعم ابراهيم الحاج04-08-11, 10:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de