وانجي: دارفور أرض أفريقية لشعب أفريقي

Quote: وأقدم ذكر لحواكير الأفراد، نجده في الخبر الذي قال: إن السلطان أحمد بكر، أعطى لعلي، الفوتاوي، حاكورة في جلّلي، شمال غرب جبل مرة، ثم هبات السلاطين الذين أتوا من بعده. وكذلك نجد في خطاب الحافظ محمد تربي، إلى السلطان محمد تيراب، يذكر له فيه، أنه صاحب جاه من زمن السلطان أحمد بكر. وأن الوثائق التي يمكن الاعتماد عليها لدراسة تاريخ نظام الحواكير، ليست كثيرة، وأكثر كمية مجموعة منها الآن، هي التي جمعها الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، في كتابه: الفور والأرض- وثائق تمليك، طبعة 1975م، جامعة الخرطوم، ويبلغ عدد الوثائق تسعاً وعشرين وثيقة، وقد وردت في كتاب التونسي واحدة منها هي الوثيقة رقم (19) من وثائق كتاب (الفور والأرض)، كما سجل نعوم شقير ثلاثاً منها، وهي تحمل أرقام (25، 26 و27)في كتاب (الفور والأرض). وأقدم وثيقة لم توجد بعد، ولكن وجدت ما كتبها السلطان عبد الرحمن الرشيد، ثم من تلاه من السلاطين. وبالنظر إلى الوثيقة رقم (22) من كتاب (الفور والأرض)، نجدها تحكي، أن السلطان محمد حسين، اطلع على كتاب عرضه عليه الفقيه إبراهيم بن الإمام سعد الدين، إمام مسجد الجديد، وكان المكتوب صادراً عن السلطان أحمد بكر، الذي أعطي بموجبه أرض قردود الزراف، للفقيه عز الدين، إلى الأبد، ثم وافق على ذلك العطاء كل من السلاطين:عمر ليل، وأبي القاسم ومحمد تيراب وعبد الرحمن الرشيد، ومحمد الفضل. كما أشارت الوثيقة رقم (2) في نفس كتاب (الفور والأرض)، إلى أن السلطان محمد تيراب أعطى لرجل يسمى نعمان أرضاً حددها، وأقطعها له. ومما تقدم، يظهر أن الحواكير كانت توهب وتوثق منذ عهود سلاطين دارفور الأوئل، ولعلها كانت منتشرة في كثير من أنحاء دارفور، وبالأخص في العهود الأخيرة من عمر السلطنة. ويلاحظ أن معظم الوثائق التي في اليد، يتحدث عن تمليك الحواكير في الجهات الواقعة في شمال ووسط دارفور