|
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)
|
لدولة الوسط , والنخبة الإسلاموعربية , عمل على إلحاق الأطراف , ولأن هذه الأطراف تم إلحاقها , فإن تاريخها وثقافتها قد تم إلغائهما , كمجوعات ذات شخصيات ثقافية مكتملة (13), وتأسيسا على ذلك نجد , أن نظام الجبهة الإسلاموية ,عبر عن منتهى أشواقه الإستعمارية , وشهوة الهيمنة المستمدة , من عقلية الغزو والسلب والنهب البدوية , منذ الفترة الإنتقالية ( بعد إنتفاضة مارس /ابريل 1985) , فعناصره في المجلس الإنتقالي العسكري ( ممثلين في كامل المجلس ورئيس الوزراء , وأغلبية وزارية معه , ذهبوا بإتجاه تصعيد الحرب في الجنوب , وكان رئيس الوزراء الجزولي دفع الله , أكبر عائق أمام الإتجاه السلمي! وفي التحليل النهائي كانت تلك هي رؤية الترابي ,لمعالجة مشاكل السودان!.. الجزولي دفع الله كإبن مطيع للترابي , كما كشفت الأحداث لاحقا .كان بتصلبه ينفذ برنامج الجبهة الإسلاموية القوموية بحذافيره (14) إذ سيطرت عبره , عناصر الجبهة الإسلاموية القوموية , على الترتيبات الإنتقالية , قبولاعن مساندة المطالب الشعبية ,التى دفعت بالجماهير إلى شوارع الخرطوم , والتى نادت بها طوال الإنتفاضة ,التى أسقطت نظام السفاح نميرى , وتتمثل هذه المطالب في (إلغاء قوانين سبتمبر 1983) ومحاكمة عناصر الجبهة الاسلاموية القوموية , المسئولة عن وقوع البلاد في الفوضى , بدلا عن ذلك مضى الفريق سوار الدهب , رئيس المجلس العسكري الإنتقالي , ودكتور الجزولي دفع الله رئيس الوزراء الانتقالي, وعمر عبد العاطي النائب العام , إلى الإتجاه الخاطيء بتصعيد الحرب , وهكذا سيطرت الجبهة الاسلاموية القوموية على الأمور , وجمعت بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية , خلال الفترة الإنتقالية (15)... وشهوة القتل والحرب , التى سيطرت على نظام 30 يونيو 1989 الإسلاموي ,والتي دفعت الكثيرين للتنبؤ , بأن السودان يمضى بإتجاه , الصوملة أو اللبننة . ماهي إلا إمتداد لتلك الفترة,التي ساد قبلها منذ عقد أو أكثر من الزمان ,إرهاص قوي أن السودان , مقبل على سيناريو لبناني , ونفذ عمليا بعض القدر من هذا السيناريو . فأوضاع السودان في أكثر من جزء من جنوبه , وأقاليم أخرى ككردفان ودارفور وجنوب النيل الأزرق , إلخ .. هي لبننة محضة . من حيث حلف المظالم , وإنفلات السلاح , وقد ينسب المعتقدون بالسيناريو اللبناني , الجنون الداعي , إلى كلمة سواء , للخروج بالسودان من وهدته (16) ومع ذلك لم تأبه الجبهة الإسلاموية القوموية , لتحذيرات التجزئة والتفتيت , وحتى الآن بعد أن بدأ واضحا أن الجنوب قد إنفصل ,لا تزال لا تأبه بالإنفصالات المقبلة , إذ لا ترضى الإنقاذ الآن حتى بمجرد (حق الحكم الذاتي لجنوب النيل الأزرق), بل تستمر في ممارساتها العدوانية ضد الطالبات والطلاب المتظاهرين ,لإحداث تغيير يلم شعث الوطن – السودان الكبير - ويقيل عثرته, وتمضي أكثر من ذلك بإغتصاب الطالبات , هذا فضلا عن السياسات العدوانية الإستئصالية الأخرى. فالجبهة الإسلاموية أخذت تسعى حثيثا , منذ مجيئها إلى السلطة , عبر إنقلاب يونيو 89 , لتطبيق سياسة النخبة الإسلاموعربية , ضد جنوب السودان ودارفور , وجبال النوبة , وجنوب النيل الأزرق .محاولة الإستفادة من أخطاء تجربتها في الجنوب . الذي من جهة يختلف عن الشمال في تركيبه الثقافي والإثني . بينما تشترك دارفور, على سبيل المثال, مع الشمال في الثقافة والعرق إلى حد كبير . ولذلك لم تستطع في البداية إستخدام الآليات ذاتها , التي طالما إستخدمتها ضد الجنوب (أعني التعريب والأسلمة القسريين , الجهاد , إعلان الإقليم دار حرب على طريقة قريش ..) , ومن هنا لجأت إلى لعبة الإستقطاب العرقي (17) للقبائل العربية , إذ أحيت لتعزيز جهودها الحربية في الجنوب , ومناطق التداخل : فكرة المليشيات القبلية , التي شكلت لأول مرة في 1956 , بإسم
|
|
|
|
|
|