حملة اعتقالات واسعة من قبل النظام علي اعضاء حزب المؤتمر السوداني وعضوية مؤتمر الطلاب المستقلين

Quote: كتب الاستاذ حيدر المكاشفئ في عموده المقروء بشفافية في جريدة الصحافة الصدادرة صباح اليوم الاثنين 19 فبراير 2007 تحت عنوان: ابوقتادة وخرط القتاد قبل حوالي العامين ونصف العام، وكان وقتها الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل يشغل منصب وزير الخارجية، تردد أن المتشدد الاسلامي الأردني، وثيق الصلة بأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، عمر محمود عثمان، الشهير بـ «أبو قتادة»، قد طلب حق اللجوء السياسي إلى السودان، وعندما حاول الصحافيون استجلاء حقيقة الأمر من السيد الوزير، وقعت اجابته في المنطقة الرمادية بين منزلتين، حيث لم ينف أو يؤكد الخبر، بل قال إن وزارته لم تتلق طلباً من المتشدد أبو قتادة باللجوء إلى السودان، ولكنه لا يستبعد أن يكون هذا المتشدد قد وصل إلى جهات أخرى لم يحددها الوزير، وغض النظر عن الهدف الذي رمى إليه الوزير من هذا التصريح الحلزوني الذي ربما أراد به استثمار الشائعة لمزيد من التخويف للمجتمع الدولي الذي كان يتوعد حكومته بالعقوبات جراء كثير من الانتهاكات التي دأبت عليها في العديد من المجالات، إلا أن ذلك لا يمنعني من استدعاء هذه الواقعة ومحاولة الربط بينها وبين أبو قتادة السوداني، الذي ظهر هذه الأيام على واجهة الاعلام على رأس كتائب تتسمى باسمه (كتائب أبو قتادة)، يتجول بعض أفرادها بحرية في شوارع الخرطوم، ويتنقلون بين الجامعات ينشرون الرعب ويوزعون بيانات اهدار الدم على خلفية الأحداث المؤسفة التي جرت أخيراً بجامعة النيلين وجامعات أخرى، ومصدر الربط بين أبو قتادة الأردني وصنوه السوداني ان لم يكن عضوياً وتنظيمياً، فهو على الأقل ربط يجمع بين عناصر الارهاب والتشدد، باعتبارها (ملة) واحدة لا فرق فيها بين الارهاب الأردني ونظيره السوداني... ورغم أن بعض رموز المجتمع من المناوئين للانقاذ والمناهضين لسياساتها وتوجهاتها كانوا قد تعرضوا لتهديدات بالقتل واهدار الدم من قبل جماعة متعصبة ومهووسة، ورغم أن البعض الآن يتعرضون لذات التهديدات، إلا أن الاجهزة الأمنية لم تحرك ساكناً لا في السابق ولا الآن، مع أنها سارعت بكل همة لايقاف صحيفة الوطن التي نشرت حواراً مع ملثم ادعى أنه يقود كتيبة تستهدف المصالح الغربية بالسودان، واجتهدت في إلقاء القبض على الملثم للتحري معه وايقافه عند حده حتى لا تضار البلاد من ادعاءاته، وكان هذا هو العشم في الاجهزة الأمنية أن تسارع أيضاً بكل همة لالقاء القبض على قيادات وأفراد كتائب أبو قتادة، التي وزع أحد منسوبيها بياناً تهدر فيه هذه الجماعة دم أربعة عشر شخصاً ولا تكتفي بذلك، بل تخصص جائزة مغرية تبلغ خمسة آلاف دولار عن كل نفس يقتلها مهووس أو (كتّال كتلة)، وقد جاء على لسان المحامي محمد حسن عربي، أحد أعضاء حزب المؤتمر السوداني، أن شخصاً يمتطي عربة بوكس (دبل كابينة) سلمهم أمس الأول بدار الحزب بأم درمان بياناً ممهوراً باسم كتائب أبو قتادة، يهدرون فيه دم أربعة عشر شخصاً من بينهم ثمانية من عضوية الحزب، وواحداً من التحالف، والبقية من الحركة الشعبية بتهمة أنهم عملاء للـ (CIA) والموساد، والمضحك في هذه التهمة هو أن عناصر من الـ (CIA) يحلون هذه الأيام ضيوفاً كراما على البلاد، ويتمتعون بكرم حكومي حاتمي معلوماتي، كان قد بدأ منذ أيام الزيارة الشهيرة لرئيس الجهاز إلى الـ (CIA)... الآن وقد اتجه حزب المؤتمر السوداني لتحريك اجراءات قضائية في مواجهة هذه التهديدات، فإن المسؤولية تقع بكاملها على كاهل الاجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها وتخصصاتها لتوفير الحماية أولاً لكل المهددين، ثم القبض على الجماعة التي أخذت القانون بيدها، واخضاعها لحكم القانون، وامتثالاً للقانون نتوقف عند هذا الحد لحين معرفة الجديد.. والجديد هو أن لا تدع هذه الأجهزة أبو قتادة، يخرق القانون، فذلك دونه خرط القتاد...