|
Re: الثورات العربية...عربة أخرى في قطار التطور (Re: قيقراوي)
|
على الارض تحولت (نظرية المؤامرة) الى ركيزة أساسـية في استرتيجية الانظمـة الديكتاتورية لمواجهة الثورة ، ينهض بموازاتها خطاب اخر تكتيكي يحمل وعودا سياسية بالاصلاح ومكافجة الفساد مع حزمة تغييرات تطال مؤسسات الدولة ورموزها لكنها لا تمس عصب النظام ولا تغير من طبيعته الدكتاتورية ، هذه الاستراتيجية وبرغم توظيف ماكينة اعلامية جبارة لتسويقها انهارت باسرع من ما تخيل اصحابها ، وفشلت في ايقاف العجلة من الدوران لانها لم تقرأ طبيعة وجوهر الصراع على نحو صحيح ، وبمعنى اخر لانها- وهي تصارع - لم تبارح موقعها التقليدي القديم ازاء مفاهيم وعي حديثة سبق وأن تشكلت معالمها ، فالتحولات العميقة في قاعدة المجتمع العربي وارتقاء بنية الوعي فيه عبر سـنوات طويلة لا يمكن احتوائها أو السيطرة عليها في غضون أيام او أسابيع بالالتفاف او أعادة التوجيه ، حتى الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني تعجز عن اللحاق بالقطار لان مطلوبات التغيير الاجتماعي لا تستهدف فقط ازالة منظومة الحكم وانما تتجاوزه لاعادة بناء منظمات المجتمع الاخرى سياسية كانت ام مدنية بما يواكب مرحلة (مابعد الثورة) ، المؤسسة الدينية نفسها لن تكون بمناى عن (عملية اعادة البناء). وبالعودة الى الخيط الذي ابتدأنا به في مقدمه المقال...نقول بان عبقريه الثورة الفرنسيه وما اعقبها من ثورات في شتى انحاء اوروبا تجلت في انتصارها على انظمة الفساد السياسي والاخلاقي وصعودها بقضية (الحقوق المدنية) الى الواجهة ، ونرى اليوم ان التاريخ يعيد الكرة مجددا ويطرح على سائر الشعوب العربية ضرورة التمسك بهذه القضية المحورية وجعلها الهدف الاسمى لنضالاتها ، ذلك هو خط النهاية وتلك هي الجائزة الكبرى ، ومتى ما تحققت شروط الدولة المدنية ، يحق لهذه الشعوب ان ترفع راية النصر النهائي وتودع احلاما مزعجة قعدت بهمتها وعزيمتها ، وحينها فقط يدرك طغاتها أن لا عاصم لهم بعد اليوم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|