|
Re: الثورات العربية...عربة أخرى في قطار التطور (Re: قيقراوي)
|
سنكون مضطرين ابتداء لازاحة عبء (نظرية المؤامرة) عن كاهلنا ، هذه (الفزاعة) لا تزال أحدى المدارس الفكرية الأصيلة للتعاطي مع أزمات المنطقة ، هي في واقع الامر وليد شرعي لتراكم الفشل وتعاقب الهزائم النفسية والانكسارات السياسية ، لذا ما كان لها الا أن تعبر بصورة صارخة عن الذهنية المعطوبة والمخيلة الكسولة التي لا ترى في الاخر سوى شر مستطير يحيق بالبلاد والعباد ، ولا ترى في منعرجاتنا وربما حتى انتصاراتنا الا رجسا من عمل هذا الاخر !! مثل تلك القراءة الرائجة (هذه الايام) تعترض عن عمد أو ربما عن جهل مسار التفكير الجاد وترفد دعاية (المتضررين من مالات التغيير) بمسوغات سياسية ونفسية تستخدم كسلاح اساسي في تخوين وتجريم وتكفير دعاة التغيير ، لذلك وجب تفكيكها بحزم عبر مشاهدة الحدث ضمن أطار عالمي وســياق تاريخي يتجاوز ثنائية (العرب – الغرب) ، لان حركة التغيير على أمتداد تاريخها الطويل ظلت محكومة بذات القوانين والميكانيزم ، الشعوب تثور وتنتفض لانها ترغب في تغيير واقع يتناقض مع تطلعاتها ورغباتها ، ومتى ماتوفرت عناصر اخرى محلية واقليمية يصبح التغيير امرا لا مفر منه ، وواقع الامر أن الجغرافيا والثقافات المحلية والاعراق والدين....الخ بوسعها فقط التعجــيل بالتغيير او أبطاءه ، ويمكن أستخدامها كمعيار لقياس درجة ومستوى التغيير ، لكنها لن تستطيع باي حال ان تصنع (فصالا تاريخيا) ولا تملك أن تتعارض مع قوانين التطور ، لذلك نقول أن الحالة العربية مع خصوصيتها وتعقيداتها ليست استثناء وليست (حالة خاصـة) ، بل هي محض عربة في قطار التطور الانساني.
|
|
|
|
|
|