دولة جنوب السودان الجديدة تفتتح أعمالها .. إغتيالات وإنفلات أمني وماخفي أعظم

Quote: من جهة أخرى عبود عبد الرحيم اغتيال وزير تناقلت وكالات الأنباء العالمية أمس خبر مقتل وزير التعاون والتنمية الريفية بحكومة الجنوب بعد أن اطلق عليه سائقه النار في مجمع الوزارات بجوبا ، ونقلت كل وكالات الأنباء في الوهلة الأولى تصريحاً واحداً منسوباً الى (متحدث باسم الجيش الشعبي) أن السائق الشخصي للوزير القتيل جيمي ليمي أطلق عليه النار ثم انتحر ، وكان طبيعياً أن تذهب وكالات الأنباء العالمية الى تصنيف (الحادثة) بأنها اول عملية اغتيال لمسئول رفيع في حكومة الجنوب بعد اعلان (الانفصال) . أول ما يثير التساؤل هو أن اعلان عملية الاغتيال تم عبر متحدث باسم (الجيش الشعبي) وليس الناطق باسم الوزارة أو اعلام حكومة الجنوب أو متحدث باسم الشرطة أو حتى (وزير السلام) فاقان أموم الذي برع في سرقة لسان المتحدثين في الجنوب كما فعل عند اعلان الغاء الدورة المدرسية القومية السابقة في ولايات الجنوب (!!) ، ثم أن المتحدث باسم (الجيش الشعبي) جنح الى التفسير المباشر قبل التحريات في مثل هذه الحادثة عندما وصف الأمر (بأنه خلاف شخصي) مضيفاً أن الوزير وسائقه من (ذات الاثنية) . بالطبع لن نقول لحكومة الجنوب ماذا تفعل في مواجهة مثل هذه (الاغتيالات) فذلك امر يعنيها ونحن لا نريد (التدخل) في شأن (دولة) جارة ولكنها المخاوف من أن ترتفع حصيلة تلك الاغتيالات في (دولة الجنوب) مستقبلاً لأسباب مختلفة (معظمها) ستكون من افرازات الانفصال واعلان دولة جديدة يخشى كثير من ابناء قبائلها أن لا يكون لهم فيها وجود ، ولكن يجب النظر الى مثل هذا الحادث بأنه سيكون (نموذجاً) لكثير من (الحراس) و(السائقين) في تسوية قضايا (متباينة) مع قيادات في حكومة الجنوب ستقود فيما بعد الى الاعلان عن تأسيس (دولة فاشلة) بمعايير فاقان أموم. لا يعنينا انتظار نتائج التحقيق في عملية اغتيال الوزير بأن تكون الدوافع (شخصية) أو (قبلية) أو(سياسية) أو حتى أن تكون مسألة (مزاج) ، تتعدد الأسباب والاغتيال في دولة الجنوب واحد ، ولكن مشكلة (دولة الجنوب) أنها تقدم للعالم مثلاً سيئاً وأسلوباً (دموياً) في التعامل مع قضايا ومشاكل الناس هناك عبر اطلاق النار ، وفي تقديري أن كثيراً من حوادث الاغتيالات والقتل حدثت في الجنوب خلال فترة وجيزة قبل وبعد الاستفتاء لكنها لم تجد الاهتمام بمثل ما وجدته حادثة الأمس باغتيال الوزير ، وهذا أمر طبيعي من واقع المكانة الدستورية للوزير القتيل وهي الحادثة التي ستجعل كل وزير يتحسس (مسدسه) قبل أن يراجع علاقاته مع (سائقه) أو (حرسه الشخصي) !!.