|
Re: دولة الرسول (ص) في المدينة كانت مدنية .........لقاء ممتع مع الامام الصادق المهدي (Re: SAIF MUstafa)
|
سيف مصطفى
تحياتي
يا سيف التمثيل النسبي اتى في سياق الكلام عن الجامعات ومن ناحية ديمقراطية تعدد اوعية الطلاب هو الاكثر صحة. التمثيل النسبي حتى على مستوى الدول ناجح جدا, وشوف اسرائيل! فالتمثيل النسبي اعطي الكيان الصهيوني قوة و عنفوان جعلها تتفوق على كل العالمين العربي والاسلامي. اما النموذج الامريكي يا سيف فهو غير ديمقراطي على مستوى الممارسة. وانت اظنك عارف كدة اكثر من غيرك! نعم يتم التسجيل للاحزاب في ادارة المرور, لكن شوف اللستة الموضوعة في الاورنيك تجد ان هناك احزاب مغيبة على الرغم من ان اعضاؤها يدفعون الضرائب مثلهم مثل من ينتمي للديمقراطي او الجمهوري-مثلا لا يوجد اسم الحزب الشيوعي وغيره. وهذا يجبر المواطن الناشط سياسيا في النهاية لينتمي لاحد الحزبين الكبيرين ليمارس حقه في التصويت,ودا مصادرة لحقوق المواطن في التنظيم والتعبير والتفكير. ودا اذا حصل في السودان حايكون ان يسيطر حزبا الامة والاتحادي -مثلا- على الساحة وعلى الاخرين الاصطفاف خلفهما, ودا ينفي التعدد الطبيعي في الحركات السياسية والمدنية. مرة يا سيف, كنت اتناقش مع احد اصدقائي الامريكان, وسالته, ما هو الفرق بين الحزب الديمقراطي والجمهوري? قال لي: الفرق الوحيد ان الحزب الديمقراطي يفرض ضرائب على الشركات, ويكون حكومات تبعزق اموال الضرائب المجموعة على الناس . والجمهوري يعفي الشركات من الضرائب, ويضيقها على الناس. صحبي دا لبرتيريان, لكنه مجبور يصوت جمهوري لان نظام الانتخابات يقصي الاحزاب الصغيرة! مافي فرق في التفكير , ولا المناهج, ولا توجد فلسفة مميزة, عشان كدة يا سيف, من السهل ممارسة الكروس اوفر لانه مافي حاجز ايديولوجي او فكري يتعين على المواطن تخطيه ليصوت لاي واحد من الحزبين فاحمد وحاج احمد واحد!
انحنا ممكن نستفيد من التجربة الامريكية في صياغة دستور ينظم العلاقات بين اجهزة الدولة المختلفة والمواطن, وبين الاقاليم والمركز, لكن اكثر من دا فالتجربة الامريكية في نظري ليست النموذج الاحسن في السودان.
يا سيف, طبعا من الصعب اننا ننكر ان السيد الصادق يعتبر مرجعية دينية, ليس فقط في السودان بل في العالمين العربي والاسلامي. لو كان ذلك فقط لانه امام الانصار وهم من الطوائف الدينية الكبيرة نسبيا فذلك يكفي. لكن ايضا للسيد الصادق المهدي انتاجه المتميز كمفكر وسياسي-ممارس قد لا نتفق مع اسلوبه في السياسة, لكن لا يمكن ان نجرده من حق اكتسبه بنشاطه وجهده. وايضا يا سيف, الاعتماد على ارث المهدية ليس عيبا! فهي من الحركات الثورية القليلة في عالمنا التي استطاعت ان تحرر بلادها من المستعمر التركي, طبعا لن نعفيها من الاخطاء الجسيمة في الحكم, والتعامل مع قطاعات الشعب السوداني المختلفة حينها. واظن اشارة السيد الصادق المهدي لدولة المدينة, وعدم ذكره للدولة المهدية, اعتراف بانها لم تكن دولة مدنية. وتاريخيا ذلك سليم فهي دولة قامت على الشرعية الثورية للتحرير. وانا اعتقد ان المشاكل بين اولاد البحر, واولاد الغرب, كان حراك في رحم الدولة السودانية في طور التكوين حينها, ولو لم يقطع الانجليز تطورها, لربما انتهى الامر بالسودانيين للاضطرار للجلوس, والاتفاق, على وثيقة تحكم علاقاتهم, اسوة بما حدث في دولة المدينة ,او في بريطانيا عندما كتبوا الماقنا كارتا, او الامريكان الذين يحمد لهم الاستفادة من دروس التاريخ, وحسم مسالة الدستور مباشرة بعد التحرر من قبضة الانجليز. الثورة المهدية تم اجهاضها. ولربما لو اخذت الوقت الكافي للتطور, لكنا في دولة دستورية وطنية منذ القرن قبل الماضي لكن نقول شنو للانجليز?
يا سيف, يجب ان ننظر للامور السياسية في سياقاتها الاجتماعية التاريخية. وعليه انا ارى الصراع الذي دار بين اولاد البحر واولاد الغرب انه كان دليل عافية-طبعا كان هناك ضحايا ولكن ذلك منطق الخلق, ومافي حلو بلا نار- فمن الطبيعي ان لا تنساق كل اطراف البلاد, وتنضم لدولة وليدة, دون ان يكون لهم راي في ادارتها ولا حق في ادارة شانهم. و التعارك كان سيؤدي الي نتيجة ايجابية. لكن المهدية نفسها, فهي نقطة تحول ايجابية جدا في الحراك السياسي والاجتماعي ضد الاستعمار ومن اجل بناء دولة وطنية في السودان. الاساس الديني للمهدية لا ينقص من انجازها شئ يا سيف, ومال عايزها تكون شنو في الوقت داك? لكن استعمال الدين لقهر المسلمين واليهود والنصاري كان نقطة سلبية لكن ايضا علينا ان ننظر لامكانات القائمين على امر تلك الثورة فكريا لكي لا نظلمهم. الامام المهدي الكبير توفي الي رحمة مولاه قبل ان تظهر معالم الدولة ومشاكلها. والسيد عبدالله التعايشي مجرد فقير وسياسي محنك وعسكري-بالخبرة العسكرية في الثورة-وقعت على عاتقه قيادة اقامة دولة من غير خبرة سابقة ولا تجربة في الممارسة الدستورية المتحضرة التي يحب منتقدوه ان يحاكموه على اساسها. وعلينا ان لا ننسى الاهواء القومية التي ربما كانت تعتمل في نفوس السودانيين وهم يرون النصارى واليهود من الشام واليونان يسيطرون على تجارة الدولة, ومواردها. ربما انعكس ذلك في القسوة التي ووجه بها اولئك. وايضا الرفض والاستهجان والاستعلاء من ابناء الشمال لاي دور يلعبه ابناء الغرب والذين بذلو الجهد الرئيس في الثورة, ربما ايضا كان عامل في التعامل الخشن, لكن ذلك يجب ان يؤخذ في سياقه ولا يجب ان نحمل السيد الصادق المهدي مسالب ديناميكية المجتمع السوداني في المهدية. يا سيف, امكانية انتخاب الامام, وان ابناء المهدي يخضعون لاليات الانتخاب والتصويت للوصول للاجهزة القيادية في حزب الامة, وابتعاد جزء من اسرة المهدي عن السياسة وقول السيد الصادق بان بعضهم لا يملك مواعين للقيادة, الفوق ديل يا سيف ما تخلوهم يمشوا ساكت, ديل فيهم لحم كتير!
|
|
|
|
|
|