|
Re: خروج عبرى فى مظاهرة (Re: محمد النيل)
|
وهذا ما اوردة جريدة الميدان اخر عدد
محمد
ملحمة عبري.. الغضب الشعبي الهادر ضد سد دال Sunday, January 30th, 2011 تقرير: عادل كلر
وسط هدير الهتافات الجماهيرية التي شقَّت عنان السماء “لا لا للسد”.. “مأساة عبود لن تعود”.. “لا دال ولا كجبار في أرض النوبة نحن أحرار” سلمت الهيئة العليا لمقاومة سد دال ومواطني عبري المدير التنفيذي لوحدة عبري الإدارية مذكرة لرفعها عبر المعتمد والوالي إلى وحدة تنفيذ السدود، يوم الخميس الماضي. وأوضحت المذكرة أن الهيئة العليا لمقاومة سد دال وجماهير المنطقة تفاجئوا يوم 23 يناير 2011، بأن إدارة السدود قد عادت للمنطقة بدواعي ملء استمارات واستبيانات تابعة لإدارة السدود كما صرح المسئول عن الدراسة متجاهلا كل مكاتبات الهيئة السابقة والرافضة بإجماع شياخات المنطقة للسد والدراسات جملةً وتفصيلا.
وحمَّلت المذكرة إدارة السدود وكل المسئولين المعنيين على كل المستويات الرسمية النتائج التي تترتب علي استمرار العمل في موقع السد المزمع أو المنطقة، مشيرةً إلى دماء شباب النوبيين التي لم تجف بعد في عبري وصاي، وحذَّرت من مغبة تحويل المنطقة النوبية إلى دارفور أخرى، لافتةً إلى أن الجماهير النوبية التي خرجت في مسيرات رافضة للسد وواجهت الرصاص لن تقف هذه المرة مكتوفة الأيدي، والتي تسمح لأي قوة في الأرض أن تطمس هويتها وتراثها ولن تفرّط في ذرة من تراب أرضها ولن ترضي مهما كانت التضحيات بأن تعود مأساة عبود.
وأوضح سكرتير لجنة مناهضة سد دال الأستاذ عماد محمد فرح لـ(الميدان) أن التصرف الأخير لوحدة السدود لا يبشِّر بأنه خير، لأنهم استجلبوا (14) شخصا، (11) طالب و(3) مهندسين ودكتورة أجنبية لعمل المسح الإجتماعي والبيئي لسد دال عبر استمارات واستبيانات تحت غطاء يدعي أن الوفد يتبع للرعاية الإجتماعية، وقال عماد بأنهم يمتلكون مستندات تثبت أن المسح الذي يقوم به هذا الوفد يتبع لوحدة السدود، وينفذ مسح اجتماعي وبيئي بالمنطقة في الفترة من 23 يناير وحتى 15 فبراير القادم، وقال بأن وفداً من لجنة المناهضة ومجموعة من قيادة المؤتمر الوطني بالمنطقة استنكرت الخطوة وأخطروا ضابط المجلس ذلك، وكان ضابط المجلس قد أصدر خطاباً لوفد المسح يلزمهم بالتعامل مع المواطنين بالقرى والفرقان عبر اللجان الشعبية، وهو ما قد جرى، وقال عماد فرح بأن اللجان الشعبية التي قابلت الوفد أكَّدت رفضها ورفض المواطنين لقيام السد. غير أن لجنة المناهضة والقيادات السياسية بالمنطقة أخطرت ضابط المجلس الأربعاء الماضي بأن وفد المسح إذا أصرَّ على مواصلة أعماله بالمنطقة فعليهم أن يتحمَّلوا مسئولية ذلك، وبعد ذلك والحديث لعماد قرر اللجنة وكافة ألوان الطيف السياسي بالمنطقة رفع مذكرة لوحدة السدود عبر موكب جماهيري سلمي، صباح الخميس الماضي، وقد خاطب الموكب ممثل لجنة المقاومة الأستاذ نزار يوسف صابونة ورئيس المؤتمر الوطني بوحدة عبري الإدارية، واللذين أكَّدوا رفض النوبيين وأهالي المنطقة لقيام السد.
ومساء الخميس واصل وفد المسح أعماله بالضفة الغربية للنيل عبر “مُشرع كُكَة المحس” وأجروا إستبيانات في خمسة شياخات تحت زعم بأنهم رعاية اجتماعية مرة؛ ومرةً أخرى بزعم أنهم حقوق إنسان! وقال عماد فرح: أن وفداً يضم لجنة المناهضة ورئيس المؤتمر الوطني ورئيس لجنة الأمن والنظام العام بالمؤتمر الوطني وعدد من الشخصيات البارزة قابل وفد المسح صباح الجمعة وطالبهم بعد مشادات بالخروج من المنطقة وسحب منهم عدد (37) استمارة ملئت عن مناطق السكوت، وتم خروج وفد المسح من المنطقة في الحادية عشر من نهار الجمعة. وقال: أن جميع اللجان الشعبية بالمنطقة اجمعت على رفض قيام السد، وأضاف بأن التصرُّف الأخير لوحدة السدود ساهم في توحيد كلمة المواطنين بالمنطقة وخلق إجماع شامل حول لجنة مقاومة السد.
من جهته، أكَّد عضو لجنة مقاومة سد دال الأستاذ نزار يوسف صابونة استمرار الحركة الجماهيرية ضد قيام السد إلى أن يصدر قرار من رئيس الجمهورية بإيقاف العمل في السد لجهة تبعية وحدة تنفيذ السدود لرئاسة الجمهورية، وأبان بأن الجماهير النوبية على امتداد المنطقة واعية ومنتبهة، ومستعدة لتقديم الشهداء إذا حاولت السلطة استخدام السلاح ضدها، وقال: إذا حدث تطورات فسيتم التعامل معها بذات السلاح، وأردف بأن: المواطنين سيحملون أكفانهم في المسيرة القادمة تعبيراً عن هذه الوجهة؛ غير أنَّه أشار إلى أن باب الحوار ما يزال مفتوحاً.
وتبقى مآثر النوبيين وتاريخهم الناصع دفاعاً عن الأرض والتاريخ، ونضالهم الراسخ في مقاومة السدود والتهجير القسري، صفحة ناصعة في كتاب الشعوب، ودرس مُلهم جدير بالإقتداء في ظل إتجاه حكومة المؤتمر الوطني لإنشاء عدد من السدود بالمنطقة ضد إرادة المواطنين.. الشريك.. كجبار.. دال.. فهل تتوحَّد الجهود؟ ذاك ما ستفصح عنه القادمات..
|
|
|
|
|
|
|
|
|