دكتاتوريّة سلاح الحياة -- مأمون التلب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 05:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2011, 06:41 PM

مزن ابوعبيدة النيل
<aمزن ابوعبيدة النيل
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتاتوريّة سلاح الحياة -- مأمون التلب (Re: مزن ابوعبيدة النيل)

    ____________

    خاتمة:



    أَوجدت لنا أمّنا الأرض، بما أخرجته بطنها من كائنات حيَّةٍ وجامدة، علاماتٍ كافية وقدراتٍ فائقة على الاتّصال بها، وفيما بيننا، فعَرْبَدَت الأفكار فيما بيننا و الاختراعات، المدمّرة والخلاقة، تَدَفَّقَت من حضارةٍ إلى أخرى ومن زمانٍ إلى آخر؛ الشعوب تواصلت.

    وإن يَقَّنَتها المشاريع السياسيّة والآيديولوجيات بما أنتجته لأجل مصالح أفرادها السلطوية والماديّة، من معتقدات وشطحاتٍ مثيرةٍ للضحك كشطحة "الحدود"، فإن الشعوب، بإدراكٍ منها أو دونه، تتواصل يوميّاً عبر كلّ ما هو مليءٌ بالحياة. وبفقدانها لهذا السلاح (ما هو مليءٌ بالحياة) أطاحت حركاتُ التغيير السلمية بإنجازاتها، بينما انصاعت الحركات العسكريّة، بما فيها الحكومة الحالية، انصياعاً حتميّاً لسيستم نظام السوق العالمي. يُحاول الخطاب السياسي والتجاري أن يَدفع المجتمع نحو كلّ ما هو خفيف فكريّاً، وأن يوهم القيادات بانتهاء زمان الفكر وفنون الثقافات المُعَبِّرة عن قلب الحياة البشريّة ومصائر أفرادها وتميّزها: هي موادٌ تَربطُ البشر بشبكةٍ سريّةٍ مُخيفة.


    لَمَح الذين يتحكمون في مصيرنا هذا السلاح، فاستخدموا قوّته القادرة على الربط بين الناس استخداماً سيّئاً ومُهينَاً لطبيعنما كبشر. هؤلاء ظلّوا على حالهم هذا بدايةً بسلطة العائلة إلى سلطة المملكة إلى اتحاد الامبراطوريّات وصولاً إلى تحالف الشركات والآيديولوجيات المُرعب،فوجدنا كلّ ما هو مليءٌ بالحياةِ ينبض في كلّ قطرةِ إعلانٍ وعلى غلاف كلّ سلعة!. إنهم يستخدمون ذات السلاح الذي كان سيفتك بهم؛ أغلقوا المكتبات العامّة، عطّلوا حركة الكتاب والنشر، حُرِّمَ الرقص وانسحبت النساء إلى شكلٍ بليدٍ من أشكال الرزانة الظاهريّة في المناسبات، خُفِّفت مواد الصحف وأُغلقت جميع مصادر المعلومات، فُصل الناس عن العالم بتهديم جسور اللغة، وعُلِّقت حركات التغيير في فضاء الانترنت ظانّةً أنها تُخاطب شعباً كاملاً.

    تستطيع إفريقيا أن تكتشف أنها جنّة الأرض التي تخيّلها البشر عبر القرون؛ تستطيعُ الدولُ، التي يُطلَقُ عليها اسم "النامية"، أن تكتشف ذلك، وما هي إلا نظرةٌ خاطفةٌ للخيال البشريّ حتّى ينفتح الستارُ عن طوفاناتٍ وزلازل وكوارث الأرضيّة؛ إننا نرى إرث البشريّة الخيالي مُكوَّمٌ داخل عين الطبيعة الغاضبة. وها هي الأرض تُعلنُ عن وجودها المُتجاهَل، أخيراً، وتُجبر البشر لعَقد مؤتمراتٍ ما كانوا ليعقدونها بهذه الكثافة سوى في حالة انتاج حربٍ عالميّةٍ ثالثةٍ علنيّة، وأقول (علنيّة) لأن الحرب العالميّة ظلّت مُستعرة دائماً. فهل كانت دولاً ناميةً حقَّاً؟ أم استمرّت في لَعِب دور الأمم المُنَمِّية؛ بمواردها الطبيعيّة، بثرواتها وحضاراتها الأقدم في العالم؛ بإنسانها: نحته وموسيقاه وثقافته وعِلمه وفنّه وتعامله مع الطبيعة ومَعرِفَته المُتعمّقة بأمّه الأرض؛ تلك المواقف الرمزيّة المتمرّدة، المقاومة لكلّ تعالٍ، والبارزة على سَطِح التّاريخ ضاربةً أنفه المُتغطرس بجذورها العاتية

    إن الأذهان التي تُحارب الحياة لا تَخفى على أحد، وإنها لتُدرَكُ من الوهلة الأولى، فإن لم يستطع تنظيمٌ مدنيٌّ اقتلاعها من السلطة، ولا قوّة عَسكريّة، ولا، كذلك، مفاوضات سلميّة، فإن مصير البشر، الواقعة على كاهلهم سلطة هذه الأذهان، سيكون إمّا بالذهاب بعيداً والانفصال عنها (عن تعليمها وتربيتها المُسمّمة بالعنف والإخضاع وتغييب التفكير، وكذلك عن حروبها واضطهادها واستعلائها واستغلالها) أو بالفناء معها والاصطلاء بنيران الفقر والعوز والجريمة والرعب؛ بالغش والخداع والابتزاز والذل والإهانة؛ هذه الهالات التي تدوّرت حول عيون الجميع ولا تخفى على جدران مدينةٍ كالخرطوم. نعم، عندما يتذوّق أهل الخرطوم حقيقة الدمار الذي حَدَث لحياتهم، وهو على وَشك الانكشاف تماماً، سيُدركون أن مجرّد البحلقة في التلفاز، والذهاب إلى صلاة الجمعة للاستماع إلى خطبةٍ عن القناعة وأخرى عن فجور النساء؛ سيدركون أن ذلك لن يَكفي لدخول الجنّة؛ هنالك ما هو أكبر من صراعات المجتمع الدولي والسلطة والحركات المسلّحة، هنالك هم أنفسهم. ذلك ينسحب على سكّان العالم أجمع، إذ يَعيشُ كلّ مجتمعٍ على ما يقدّمه كتَّاب أَقدار السلطة والثروة والسيطرة من تشوّهاتٍ فيلتهمونها؛ يُحاربون من أجلها، يَقتلون ويُقتلون، ويبحثون عن البطولة فلا يجدون سوى مرآةٍ كبيرةٍ تنتظر تحديقةً مُحترمة، مستمرّةً لأزمنةٍ، ومنحدرةً إلى أجيالٍ سحيقة.

    إن الحدود الفاصلة بين الجميع لم تُهدَم بعد؛ الحدود بين كلّ فردٍ وفرد، وجماعةٍ وأخرى، وقبيلةٍ وقبيلة، وديانةٍ وديانة، وبلدٍ وبلد؛ هذه الحدود لن تُهدمَ بأية خطاباتٍ ولا آلياتٍ سياسيّة، بل بالتعليم، كأداةٍ أساسيّة تستحق تغييراً جذريّاً ساحقاً،وبتطوير قدرات الأفراد للاستفادة من مصادر لمعلومات (القراءة والكتابة والتعليم الالكتروني)، ثمّ بالاستفادة من الجواهر الغنيّة لثقافة وتاريخ وفنون أهل هذه البلاد، وربط سكانها بها، وبتطويرها والاستمتاع بملذاتها اللانهائيّة.



    _________________

    دكتاتوريّة سلاح الحياة
    مأمون التلب


    نُشر بسودان تريبيون
                  

العنوان الكاتب Date
دكتاتوريّة سلاح الحياة -- مأمون التلب مزن ابوعبيدة النيل01-28-11, 06:33 PM
  Re: دكتاتوريّة سلاح الحياة -- مأمون التلب مزن ابوعبيدة النيل01-28-11, 06:37 PM
    Re: دكتاتوريّة سلاح الحياة -- مأمون التلب مزن ابوعبيدة النيل01-28-11, 06:41 PM
      Re: دكتاتوريّة سلاح الحياة -- مأمون التلب حامد بدوي بشير01-29-11, 06:14 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de